السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-13

بحث عن العنف ضد الأطفال


الأطفال 
الأطفال هم الشَّريحة الأضعف في أي مجتمعٍ وذلك بسبب عدم اكتمال نموّهم الجسماني والنفسي، فالأطفال بحاجةٍ إلى الرِّعاية والعِناية بشكلٍ كبيرٍ لإيصالهم إلى بر الأمان، حيث يصبِحون قادرين على الاعتماد على أنفسهم، كما أنّ شخصيّة الإنسان تتشكّل في البداية من طريقة التعامل معه وهو طفل ونشأته منذ صغره، لذلك اعتنى الإسلام بالطفولة بشكلٍ كبيرٍ لأن اعتماد الأمة يكون مستقبلاً على الأطفال. 
كثيراً ما نسمع من قصصِ المجرمين وأصحاب المشاكِل من أنّ البداية كانت بسبب سوء التعامل الذي حصلوا عليه أثناء طفولتهم، فانعكس ذلك على نفسيتهم وأفكارهم وتصرّفاتهم عندما أصبحوا كباراً، فظاهرة العنف ضد الأطفال أصبحت من المشاكِل الموضوعة في أولويات الدّول.
 العنف ضد الأطفال لقد اهتمت المجتمعات بظاهرةِ العنف ضِد الأطفال منذ قديم الزمان، ويدل ذلك على أنها ليست ظاهرةً جديدةً وإنما هي قديمة، ولكنّها انتشرت مؤخرا بشكلٍ كبيرٍ، كما أن الانفتاح الذي أصاب الناس جعل من هذه الظاهرة تخرج عن صمتها لإلقاء ما يحصل من أذى للأطفال ولتحقيق حمايتهم. 
كل عنفٍ يتم إيقاعه بأي شخص لم يُكمِل الثامنة عشر من عمره يدعى بالعنف ضد الأطفال، حيث إنه تم تحديد عمر الطفل في المواثيق الدوليّة عند الثامنة عشر ويدعى قاصِراً. 
أشكال العنف ضد الأطفال تتعدد أشكال العنف التي قد تقع ضد الأطفال، ومنها: العنف الأسري يعتبر العنف الأسري من أكثر أشكالِ العنفِ انتشاراً، وهو كل ما يسبب الضرر الجسدي أو النفسي للطفل، مثل الضرب، والشتم، والإيذاء الجسدي أو النفسي، ولا يقصد هنا الضرب الخفيف للتأديب، حيث إنَّ ضرب التأديب لا يجب أن يكون قوياً ولا أن يترك أثراً كما يجب عدم الاقتراب من الوجه. 
من صور العنف الأسري أيضاً إجبار الأبناء على أشياء لا يرغبون بها مثل تحديد الأصدقاء، أو تحديد أنواع الدِّراسة مستقبلاً، كما أنّ التعنيف والشتم والصراخ كلّها من صور الأذى النفسي الذي يُدرج من ضمن العنف الأسري، ولا بد من التنويه أنَّ العنف قد يكون من الأب أو الأم أو الأخوة. 
العنف المدرسي وهو العنف الذي يقع على الطفل داخل أسوار المدرسة، حيث قد يقوم به المدير أو المدرسون أو الزملاء. عمالة الأطفال وهو نوع من أنواع العنف الذي قد يصيب الأطفال، حيث يتم تشغيلهم في مختلف الأعمال وحرمانهم من التعليم، الذي يعد إجبارياً خلال الفترة الابتدائية، وقد يقوم أرباب العمل باستغلال الطفل بتشغيله ساعاتٍ طويلة مقابِل أجرٍ زهيد. 
عنف الشارِع وهو كل نوع من أنواع العنف الذي قد يُصيب الطفل بسبب الآخرين وهو في الشارِع.
آثار العنف الأسري على الأطفال
تَظهر الآثارُ النَّفسيَّةُ والبدنيَّة والاجتماعيَّة والانفعاليَّة بصورةٍ واضحةٍ في مستقبل الأطفال المعنَّفينَ، وبنسبٍ ودرجاتٍ متفاوتة تعتمد على المرحلة النمائيَّة التي تعرَّض الطفل للعنفِ خلالها، وعلى طبيعة العنفِ الذي واجههُ الطفل ونوعه، وقَد رَصد الباحثون صوراً آثاراً عديدةً ناتجةً عن العنفِ الذي يتعرَّض له الأطفال، منها:
 يُسبب العنف فقدان الثقة بالنفس لدى الطفل، وبالتالي يتكوّن لديه شعور بالخوف، والتردد في القيام بأي عمل. 
ينعكس العنف الذي يتعرض له الطفل داخل المنزل على سلوكياته وتصرّفاته خارج المنزل، وخصوصاً في المدرسة أو الشارع، ويقوم بتفريغ هذا العنف من خلال سلوكيّات سيّئة وطباعاتِ غير مرغوبة. 
يؤدي العنف الذي يتعرَّض إليه الأطفالُ إلى تشبُّعهم فيه، وتداوله كأوَّل حل للمشكلاتِ التي تواجههم في حياتهم العمليَّة، كما يُعزِّزُ نوبات الغضب لديهم. 
العنف الأسري أيضاً يؤدي إلى زيادة شعور الطفل بالإحباط، وضعف في شخصيته، وبالتالي يؤثر سلباً في إنجازاته وحياته المستقبلية وجميع مناحي الحياة.
 قد يسبب العنف في صناعة الشخصيَّة المتمرِّدةِ للطِّفل، التي تمثل رفضه غير المبرر لأي قرار أو رأيٍ دون إبداء الأسباب أو الحلول البديلة، وقد تنعكس هذه الشخصيَّةُ على واقعه الحياتي عند تقدُّمه في العمر. 
طرق الحد من العنف الأسري ضد الأطفال
يمكن التقليل من العنف الأسري ضد الأطفال من خلال:
 نشر أضرار ومخاطر العنف الموجّه تجاه الأطفال وأشكاله وأنواعه، وتوعية الأسرة من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعيّة؛ كالمؤسسات التعليميّة، والمساجد، ودور الشباب. تشريع القوانين والأحكام الخاصّة بالأطفال المتعرّضين للعنف بأشكاله وضمان حقوقهم. 
المتابعة المستمرة للأطفال الذين تعرضوا للعنف، وتقديم الدعم النفسي من خلال برامج الإرشاد النفسي في المؤسسات التعليميّة، وخلال جميع المراحل. 
تنظيم الجلسات التوعويّة، والدورات التأهيليّة للأسرة وأولياء الأمور؛ لشرح مخاطر ممارسة العنف تجاه الأطفال وأشكاله، بالإضافة إلى ذكر أهم طرق وأساليب التنشئة الأسريّة السليمة. مجابهة ظاهرة العمل للأطفال دون سن العمل القانونيّ واستغلالهم من قبل جميع المؤسسات المجتمعيّة والأهالي وأصحاب العمل. تقديم الدعم والمساندة الاجتماعيّة بجميع أشكالها وبأقصى درجاتها تجاه الأطفال المتعرَّضين للاعتداء والعنف الجنسي، نظراً لشدة تأثير الأضرار التي تُصيب نفسية الطفل واتجاهاته ومستقبله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق