السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-09-27

ترسيخ الثقافة المرورية



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏بما في ذلك ‏قلم ينزف وردا‏‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏شاشة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
📅الأحد 08 سبتمبر 2019
🕒التوقيت :(16:00/15:00)
🎧إذاعة برج بوعريريج
✅الموضوع : ترسيخ الثقافة المرورية
تنشيط الصحفي المتميز خليل جبراني
👥ضيوف الحصة : عميد الشرطة عبد العزيز رابطة، الملازم الأول للشرطة يوسف رابحي والأستاذ عبد النور خبابة
✅🚥🚏🚦🚥🛤️🛣️🛤️🛣️🛤️🚥🚦🚏🚥✅
🌍عالم اليوم يشهد العديد من الظواهر والآفات التي تهدد أمن وسلامة الإنسان والمجتمع معا، ولعل من أبرزها الارتفاع الرهيب لحوادث المرور التي صارت تخطف أرواح الأبرياء في كل دقيقة، ناهيك عما تسببه من إعاقات وتشوهات مستديمة، وكذا الخسائر المادية الضخمة التي تشكل عبئا ثقيلا على عاتق الأسرة والمواطن والدولة ومؤسساتها.
تؤكد المنظمة العالمية للصحة والبنك الدولي أن حوادث المرور تقتل حوالي 1.3 مليون شخص سنويا وتؤدي إلى إعاقة ما بين 20الى 50مليون شخص سنويا مما يدل على هول الخسائر البشرية، ورغم كل الجهود البشرية والمادية المعتبرة التي تبذلها المؤسسات الرسمية المعنية للحد من استفحال هذه الآفة، فإننا تدق ناقوس الخطر نظرا للإحصائيات التي هي في تزايد و تعكس معاناة مختلف الدول بما فيها الجزائر، فعلى مستوى الترتيب العالمي تحتل الجزائر المرتبة الرابعة عالميا والأولى مغاربيا وعربيا، مما يتطلب إعادة النظر في طبيعة تشخيص مكمن الخلل و الاستراتجيات المعتمدة حاليا في مجابهة تنامي حوادث المرور، وبالتالي العمل على إيجاد وإرساء آليات عملية لتفعيل دور مختلف الفاعلين وفي مقدمتهم الأسرة .
إن ما نلاحظه اليوم من وجود ثغرات مختلفة تتعلق بطبيعة التنشئة الاجتماعية الخاصة بترسيخ الثقافة المرورية الوقائية خاصة عند أفراد الأسرة، ثم الفاعلين الاجتماعيين الآخرين على غرار المدرسة و مؤسسات الإعلام،المؤسسات الدينية(المسجد)،ومدارس تعليم السياقة، وأمن الطرقات بكل معانيه، إلى باقي مؤسسات المجتمع المدني … ؛ يستدعي بناء استراتجيات حديثة لترسيخ ثقافة مرورية فعالة تتماشى واهتمامات وانشغالات الدولة والمجتمع معا، بحيث تبدأ من نشر الوعي الوقائي داخل الأسرة أساسا والمدرسة، من خلال تقديم رسائل قوية ومهارات اجتماعية وتوفير خطاب إعلامي يدعم الإستراتجية المرجوة لتحقيق نتائج مرضية بموازاة مع توفير الوسائل المادية والأمنية اللازمة.
إن “إرهاب الطرقات” اليوم انعكس على السلوكات اليومية لأفراد الأسرة، جراء معاناتهم من مشكلات نفسية، اجتماعية، اقتصادية، وصحية أثقلت كاهل الأسرة بأكملها، لأن بناء سلوك الإنسان يبدأ منها و إذا كانت سالمة من كل الأخطار سلم المجتمع كله، وبالتالي يمكننا طرح التساؤلات التالية :
1- كيف يمكن للأسرة ومختلف الفاعلين في المجتمع أن يساهموا في تفعيل التربية المرورية وترسيخ الثقافة المرورية الوقائية لدى مختلف شرائح المجتمع ؟
2- ما هي الآليات العملية التي يتكامل من خلالها دور الأسرة مع باقي الفاعلين في المجتمع من أجل إنجاح المواطنة وتجسيد الاستراتجيات المعتمدة من طرف الدولة لثقافة مرورية حضارية في مجتمعناانطلاقا من الأسرة ؟
الهدف من هذه الحصة، تقديم رؤية متكاملة لإستراتجية وقائية فعالة ترتكز على بناء سلوك الإنسان وترسيخ ثقافة مرورية حضارية في حياته اليومية، سواء كان سائقا مستعملا للسيارة أو راجلا مستعملا للطريق، وفق قيم حضارية أخلاقية تحترم القانون وذلك من خلال ما يلي :
تشخيص مشكلات السياقة ونتائجها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية على الفرد والمجتمع
فتح حوار علمي حول دور الأسرة في الوقاية من حوادث المرور بين الباحثين والمتخصصين في كل الميادين (علم الاجتماع، علم النفس، الحقوق…)، ومختلف الهيئات الرسمية.
إبراز دور الأسرة والفاعلين الاجتماعيين كالمدرسة، مراكز الأمن، هيئات وزارية، الإعلام ، المسجد، مدارس تعليم السياقة، المجتمع المدني (جمعيات)، شرطة المرور، الدرك الوطني، الحماية المدنية …في بناء وترسيخ الثقافة المرورية.
التحسيس بضرورة تفعيل الردع القانوني في إطار خصوصية المجتمع.
الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في الحدّ من حوادث المرور والوقاية منها.
اقتراح آليات عملية متكاملة لبناء استراتيجية فعالة للوقاية من حوادث المرور، لمساعدة الأسرة وتفعيل دورها مع مختلف الفاعلين داخل المجتمع.

دورة الحجامة الطبية


♨️مركز الإبراهيمي للتدريب والاستشارات♨️
📌فرع ولاية برج بوعريريج📌
🌿🌿🌿مركز النسيم للعناية الجسدية🌿🌿🌿
🍀شارك المنشور وابدأ القراءة 🍀
ينظم :
☯️☯️ دورة الحجامة الطبية ☯️☯️
بولاية برج بوعريريج 
🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
تأطير المدربة : بن هبري عزيزة مديرة معهد النسيم للعناية الجسدية، مدربة معتمدة في الطب التكميلي من عدة أكاديميات ومراكز عالمية. 
🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅
محاور الدورة :
تعريف الحجامة:
الحجامة النبوية. 
تأثير الحجامة على أجهزة الجسم المختلفة. 
نظريات توضح فسيولوجية العلاج بالحجامة 
التطبيق العملي بطريقة علمية 
التقييم الموضعي الفيزيائي لنقاط الحجامة
التقييم بدلالة لون الجلد
كيفية تحضير غرفة الحجامة
أنواع الحجامة
محظورات الحجامة
خريطة مناطق الجسم المختلفة 
الأخطاء الشائعة في الحجامة
💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵💵
استثمار الدورة:(20000دج) شامل ل :
-استراحة القهوة. 
-وجبة الغداء .
- الأدوات والوسائل. 
- حقيبة تدريبية متكاملة. 
📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎📎
🎁هدية الدورة :
🛑 دورة مبادئ في الإسعافات الأولية مجانا 🛑
🎁مفاجآت أخرى للمتدربين 🎁
📃ملف وشروط التسجيل 
صورتان شمسيتان
نسخة من بطاقة التعريف الوطنية
عقد ميلاد 
دفع مبلغ 5000 دج في الحساب الجاري 4499292/76
🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️
✅شهادة معتمدة من مركز الإبراهيمي للتدريب والاستشارات.
✅شهادة من مركز النسيم للعناية الجسدية. 
✅شهادة معتمدة من المعهد الدولي المتخصص في البحوث والدراسات (اختيارية برسوم اضافية).
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯
من مميزات الدورة الهامة إمكانية التربص الميداني التطبيقي بمركز نسيم للعناية الجسدية.
🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁
⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️العدد محدود⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️
للتسجيل والاسفسار يرجى الاتصال على الارقام التالية 
0781315743
0667809004
0557990373
0774262792
📌تحيات مدير المركز :عبد النور خبابة 📌

2019-09-07

كيف أصلح حالي مع الله؟

كيف أصلح حالي مع الله
حاجة العبد إلى ربّه 
يبقى الإنسان في حياته ضعيفاً يحتاج إلى عنايةٍ ورعايةٍ، تُعينه على تخطّي مصاعب الحياة وابتلاءاتها، ومن أفضل ما يعينه ويؤويه في أيّ مشاقٍ يواجهها، الافتقار لله سبحانه، وإظهار التذلّل والخضوع إليه، وإحياء معاني العبودية لله تعالى، وإنّ ما يُعين الإنسان ليدرك فضل العبودية لله وأثرها عليه، إدراك أمرين رئيسين؛ أولهما: 
عظمة الله سبحانه، وقدرته، وفضله، وحكمته المطلقة، فإنّ الإنسان إذا تعلّم أسماء الله الحسنى، وصفاته العُلا، فقد صفا قلبه إجلالاً وتعظيماً، وهيبةً لجبروت الله وقدرته، حيث قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، فالإنسان مهما علم من قدرة الله تعالى، واستقرّت في نفسه معانيها، إلّا أنّه لا يستطيع تقدير الله حقّ قدره، كما أكّد ذلك الله تعالى.
والأمر الثاني الذي يكرّس مفهوم العبودية، وفضلها على الإنسان، إدراك الإنسان لفقره وضعفه وحاجته، فالإنسان يبقى ضعيفاً جداً، مهما بلغ ماله وجاهه، فلا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً، حيث يقول الله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ*خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ*يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ*إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ*يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ*فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ)،وإنّ ذلك ما يؤكّد ضعفه وقلّة حيلته، ويجمع ابن القيّم -رحمه الله- بين الأمرين: عظمة الإله، وضعف الإنسان، فيقول: (مَنْ كملت عظمة الحقّ تعالى في قلبه؛ عظمت عنده مخالفته؛ لأنّ مخالفة العظيم، ليست كمخالفة مَنْ هو دونه، ومَنْ عرف قدر نفسه وحقيقتها وفقرها الذاتي إلى مولاها الحقّ، في كلّ لحظةٍ ونَفَسٍ، وشدة حاجتها إليه؛ عظمت عنده جناية المخالفة لمن هو شديد الضرورة إليه، في كلّ لحظةٍ ونَفَسٍ).
 كيفية إصلاح الحال مع الله 
يحتاج الإنسان بين الحين والآخر أن يجتهد بتجديد الإيمان، وإصلاح الحال مع الله تعالى، ولقد وجّه الله -تعالى- عباده إلى تجديد الصلة به، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ)، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جوفِ أحدِكُم كمَا يَخْلَقُ الثوبَ، فاسألُوا اللهَ تعالى: أنَّ يجددَ الإيمانَ في قلوبكُم)، لذلك فعلى المسلم أن يبحث في كيفية إصلاح صلته بين ربه، بين وقتٍ وآخرٍ، والأعمال التي قد يأتيها المسلم لتجديد الإيمان، والصلة بالله كثيرةٌ جدّاً، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ منها:
 تقوى الله -تعالى- على الدوام، والتقوى كما عرّفها ابن مسعود: أن يُطاع الله فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، وأن يشكر فلا يكفر، وورد سوى ذلك الكثير من التعريفات للتقوى، والتقوى وصيّةٌ صالحةٌ للأولين والآخرين، في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولقد أوصى الله -تعالى- بها في مواضعٍ كثيرةٍ في القرآن الكريم، منها قوله: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ).
 معرفة الله تعالى، بأسمائه، وصفاته، وأفضاله المستمرّة على العباد، فكلّما تعرّف العبد على ربّه أكثر، استشعر قربه في سائر أوقاته؛ في الضيق والكرب، وفي كلّ أحواله. 
تأدية الصلاة بأركانها، والحرص على الخشوع فيها، فهي أعظم أركان الإسلام، كما أنّها أساس صلة العبد بربّه، وفي إتقان الصلاة بأركانها واطمئنانها، وخشوعها، وصولٌ للعبد دون شكّ إلى مزيدٍ من تحقيق الإيمان في القلب، وتحسين الصلة بين العبد وربّه. المداومة على قراءة القرآن الكريم، وحُسن تدبّره، فهو كلام الله تعالى، وفيه شفاءٌ لأمراض القلوب المستعصية، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ)، فالإنسان مهما شاء أن يتقرّب إلى الله سبحانه، إلّا أنّ أوْلى ما يتقرّب به هو تلاوة كلامه، وفهمه، وتدبّره. 
ذكرُ الله تعالى، فإنّ الفرق بين الذاكر والغافل؛ كالفرق بين الحيّ والميّت، والذاكر لله -تعالى- في الأرض، مذكورٌ عند الله -سبحانه- في السماء، وقد جاءت الوصايا بالذكر كثيرةٌ جداً، حيث قال الله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)، وقال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- موصياً أحد السائلين: (لا يزالُ لسانُكَ رَطْباً مِن ذِكْرِ اللهِ).
 قيام الليل، فهو من أعظم ما يستعين به المسلم على تجديد إيمانه، وتحسين الصلة بينه وبين ربّه. 
آثار رضا الله تعالى على عبده 
إذا كان العبد من أهل الله، وممّن رضي عنهم، نال بذلك فلاح الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعض ثمرات رضا الله -تعالى- عن العبد: الهداية للحق، فإنّ المجاور لربّه، المستمسك بطريقه، يحميه الله -تعالى- عن الفتن والمحن، ويهديه إلى الصراط المستقيم، التي هي أجلّ النعم وأفضلها على العبد. 
الحياة الطيبة، فلا تكون الحياة طيبةً هانئةً، إلّا لمن جاور الله تعالى، واتّصل به، حيث قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى وَهُو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).
 الولاية، فإنّ الله ولي المؤمنين، ومن كان الله وليّه، أخرجه من الظلمات إلى النور، حيث قال الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، وهداه الصراط المستقيم، حيث قال الله أيضاً: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).
 الرزق الطيب المبارك، فإنّ محق البركة وقلّة الرزق يعودان إلى الذنوب والمعاصي، والله تعالى يقول: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).
 النصر على الأعداء، فإنّ التمكين الذي وعد الله عباده به، قرنه مع حسن أفعالهم، واتصالهم بربهم، حيث قال: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).

كيف أقضي يومي في طاعة الله؟

كيف أقضي يومي في طاعة الله
ما هو معروف عند الجميع، فإنّ الله -عزّ وجلّ- سيحاسبنا على كل ما قمنا به، حتى الدقيقة، فإن قمنا بالأعمال الصالحة فسنكون قد أضفناها إلى رصيد الحسنات الخاصة بنا، وسترشدنا إلى طريق الجنة وتدخلنا إيّاها، ولكن إن لم نستغلها في فعل الخيرات، واتجهنا إلى القيام بالذنوب والمعاصي، فإنّ ذلك سيعود علينا بالضرر، ويوجب علينا سخط الله -عزّ وجلّ- وغضبه، وقادتنا إلى جهنم والعياذ بالله، وإنّ الله -عزّ وجلّ- لا يقوم بالقسم بشيء إلّا كان له أهمية وقيمة عالية عند الله، وهناك الكثير من مواضع في السور القرآنية، والتي أقسم بها الله -عزّ وجلّ- بالزمن والوقت، مثل: قسمه بوقت الفجر، والعصر، والضحى، وقد تواجهك أخي القارئ مشكلة وقت الفراغ الكبير الموجود في يومك، وهذا بسبب عدم ترتيب وقتك وتنظيم واجباتك لأدائها بالصورة السليمة. أهمية الوقت في حياتنا 
إن عرفنا وقدّرنا أهمية الوقت، والذي يعتبر حقيقة علمية ثابتة في حياتنا، نستطيع حينها أن نقوم بما يفيد، وننظّم وقتنا للحصول على كل الأجر على مستوى الدين، وتحقيق الأهداف على مستوي الواجبات الدنيوية. 
والوقت من أكبر النعم التي أنعمها الله -عزّ وجلّ- على البشرية، والتي يضيعها كثير من العباد، ويضيعون الأجر الكبير الذي سيحصلون عليه إذا استثمروا وقتهم بشكل جيد ومدروس، حيث قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)، فكلٌ منا يرى أناساً يتجولون في شوارع مدننا بشكلٍ مستمر دون وجود هدف يريدون الوصول إليه وتحقيقه، وهذا ما لا يخفى علينا، ويضيع وقته دون حساب، ممّا لا يعود عليه بالفائدة على مستوى دينه، وحتى على مستوى دنياه، وكل من عمل عملاً في غير مرضاة الله فقد ضيع وقته ولم يكسب الأجر.
الندم على ما فات من الأوقات 
عندما يتنبّه الإنسان على ما فاته من الأوقات، ولم يستغلها بالصورة السليمة والصحيحة، فإنه يندم على كل ما مضى من عمره، ولم يستفد من كل لحظة فيه، وعلى كل الساعات التي لم يقضها في عبادة الله وإنجاز واجباته الشرعية، وتكون أصعب لحظات الندم عندما تستلم صحيفة أعمالك يوم القيامة، وترى تقصيرك في حق نفسك في البداية، وفي حق الله -عزّ وجلّ-، فمن يعقل كل هذا سيندم عندما سينفعه الندم، وسيبدأ بتغيير نظرته للوقت واستغلاله.
 أسباب ضياع الوقت بعيداً عن طاعة الله 
ضبابية الهدف: إنّ عدم وضوح الهدف والوجهة لدى الفرد، أو حتى عدم وجودها، أو عدم التخطيط لها، أو عدم شغل نفسك بها والعمل من أجل الوصول لها هو أهم سبب لتضييع الأوقات. 
فمن كان قد حدد له أهدافاً لمستقبله، حتى وإن كان هدفاً واحداً، يسمو للوصول له، مهما كان الهدف، فبذلك لن يقوم بتضييع وقته إطلاقاً، وكل هدفٍ يريد الإنسان الوصول إليه، وفيه صلاح دينه وحياته ووطنه، يجب عليه إخلاص النية، واتباع الطرق المسموحة شرعياً، فإنه سبيل الوصول، وتحقيق الغاية والهدف.
 مصاحبة الأصدقاء غير المسؤولين، والذين لا يضعون للوقت أي اعتبار، ولا يريدون تطوير أنفسهم والرقي بفكرهم من خلال استغلال الوقت بشكل سليم وصحيح. 
أوقات الفراغ، وعدم العمل على الاستفادة من هذا الوقت، وعدم وجود قدرة عند الفرد على استغلاله بشكل مفيد. كثرة المشتتات، واللهو الزائد، والانشغال الدائم بما لا يفيد، فيذهب العمر دون تحقيق أحلام هذا الفرد. 
عدم وجود من يقدم النصيحة للفرد، سواء من الأهل، أو الأصحاب، لاستغلال الوقت بالشكل المطلوب.
أعمال مفيدة من أجل طاعة الله
قم باختيار بعض الكتب الدينية، والتي تعود عليك بالفائدة، وداوم على القراءة بصورة دورية، مثلاً: اقرأ كل يوم 5 صفحات. 
قم بانتقاء بعضاً من المسلسلات التاريخية التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي والعالمي، وتابعها ليصبح في رصيدك عدد لا بأس فيه من المعلومات التاريخية والجغرافية.
قم بتخصيص وقتاً من يومك لتصل فيه أرحامك وتزور مريضاً، ويمكنك جدولة أسمائهم لتتم زيارتهم خلال الشهر كله. 
قم بالمشاركة في العديد من الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع الذي تعيش فيه، وبالأخص أن تخدم شعور التعاون لديك. 
قم بالعمل على تنفيذ هواياتك، وقم بتطوير مواهبك، مثلاً: 
قم بالرسم، أو كتابة الشعر، أو قم بتزيين منزلك بالزهور. 
قم بالاستماع إلى المحاضرات العلمية والدينية الموجودة بكثرة على محطات التلفاز، وحتى على الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: موقع يوتيوب قم بدعوة أصدقائك على الغداء أو العشاء، وجالسهم بما يرضي الله -عزّ وجلّ-، وفي حدود الشرع الإسلامي. 
قم بتأدية العبادات والفرائض المطلوبة من الفرد المسلم، وأدى بعض العبادات من النوافل والسنن النبوية كالصيام وقيام الليل.
قم بمطالعة عدد من آيات القرآن الكريم، وحاول أن تحفظ عدداً من سوره أو ما تيسر لك، وقم بالاستعانة بأحد المشايخ لمساعدتك في ذلك. 
قم بمطالعة كتب السنة النبوية وأحاديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وللسنة العديد من التشعبات، وهي من بحور العلم الواسعة والزاخرة بالمعلومات. 
قم بالدعوة إلى الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإرشاد أفراد المجتمع إلى طريق الهداية والصواب بقدر المستطاع، ولا تزيد على نفسك وترهقها. 
قم بالدعاء في يومك في ساعات الاستجابة، وتوكل على الله -سبحانه وتعالى- لمساعدتك في قضاء حوائجك وواجباتك الدنيوية والدينية، ومن أوقات استجابة الدعاء بعد صلاة الفجر وقبل أذان المغرب. 
قم بقراءة أذكار الصباح عند الاستيقاظ، وصلى صلاة الضحى؛ لكسب الأجر، وفي المساء قم بقراءة أذكار المساء.
السعي في قضاء حوائج إخوانك المسلمين، فتساعد المحتاج، وتزور المريض، وتصل الرحم، وغير ذلك. 
مطالعة كتب الشعر واللغات، وتعلم من ملخصات الفكر البشري، وتعلم من كتب التجارب للعلماء والكتاب، ووخاصة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وحتى الصحابة -رضى الله عنهم-.
قم بتطوير نفسك من خلال الدوارات التي تخص أعمالك، وتحسين قدراتك ومهاراتك العملية. 
قم بممارسة الأنشطة الرياضية، واجعل لديك اهتمام كبير على الحفاظ على لياقتك البدنية؛ لأنّ المؤمن القوي خيرٌ وأفضل عند الله -عزّ وجلّ- من المؤمن الضعيف. 
استغلال الوقت في طاعة الله 
ينبغي على كل فرد من أفراد المجتمع أن يهتم اهتماما خاصاً بالوقت وتنظيمه، واختيار الطريقة الأنسب لقضاء هذا الوقت؛ لأخذ أقصى استفادة منه، والعمل على عدم وجود وقت فراغ كبير في يومك، والعمل على تضييق الخناق على وقت الفراغ؛ حتى لا يفسد يومك، وتحقق ما تسمو إليه، ولا يشغلك بالمعصية والبعد عن الدين الإسلامي؛ لأّن التقاء وقت الفراغ مع فترة الشباب ينجم عنه مفاسد كثيرة.
الندم على ما فات من الأوقات عندما يتنبّه الإنسان على ما فاته من الأوقات، ولم يستغلها بالصورة السليمة والصحيحة، فإنه يندم على كل ما مضى من عمره، ولم يستفد من كل لحظة فيه، وعلى كل الساعات التي لم يقضها في عبادة الله وإنجاز واجباته الشرعية، وتكون أصعب لحظات الندم عندما تستلم صحيفة أعمالك يوم القيامة، وترى تقصيرك في حق نفسك في البداية، وفي حق الله -عزّ وجلّ-، فمن يعقل كل هذا سيندم عندما سينفعه الندم، وسيبدأ بتغيير نظرته للوقت واستغلاله. أسباب ضياع الوقت بعيداً عن طاعة الله ضبابية الهدف: إنّ عدم وضوح الهدف والوجهة لدى الفرد، أو حتى عدم وجودها، أو عدم التخطيط لها، أو عدم شغل نفسك بها والعمل من أجل الوصول لها هو أهم سبب لتضييع الأوقات. فمن كان قد حدد له أهدافاً لمستقبله، حتى وإن كان هدفاً واحداً، يسمو للوصول له، مهما كان الهدف، فبذلك لن يقوم بتضييع وقته إطلاقاً، وكل هدفٍ يريد الإنسان الوصول إليه، وفيه صلاح دينه وحياته ووطنه، يجب عليه إخلاص النية، واتباع الطرق المسموحة شرعياً، فإنه سبيل الوصول، وتحقيق الغاية والهدف. مصاحبة الأصدقاء غير المسؤولين، والذين لا يضعون للوقت أي اعتبار، ولا يريدون تطوير أنفسهم والرقي بفكرهم من خلال استغلال الوقت بشكل سليم وصحيح. أوقات الفراغ، وعدم العمل على الاستفادة من هذا الوقت، وعدم وجود قدرة عند الفرد على استغلاله بشكل مفيد. كثرة المشتتات، واللهو الزائد، والانشغال الدائم بما لا يفيد، فيذهب العمر دون تحقيق أحلام هذا الفرد. عدم وجود من يقدم النصيحة للفرد، سواء من الأهل، أو الأصحاب، لاستغلال الوقت بالشكل المطلوب.

صيام يوم عاشوراء

متى يكون صيام يوم عاشوراء
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وجد أن اليهود يصومون يوم عاشوراء، وفي ذلك روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فرأَى اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراءَ، فقال: (ما هذا؟) قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومَ نجَّى اللهُ بني إسرائيلَ من عدُوِّهم، فصامه موسى. قال: (فأنا أحقُّ بموسى منكم). فصامه وأمَر بصيامِه)، إذ يرتبط عاشوراء ببني إسرائيل أثناء حُكم فرعون لهم، حيث كان ظالماً مستبداً، ولم تكن لدى المستضعفين أيّ وسيلة للتخلّص من ظلمه، إلا أنّ الله تعالى أهلك فرعون ومن معه من أتباعه بعد أن سار في البحر المشقوق ظاناً أنّهم سينجون، فاندثر ظلمه، وذلك قدر كلّ ظالم مُستبدّ، حيث قال تعالى: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ)؛ فمهما تكبّر الظالمون فلا بدّ لهم من نهاية، فكان يوم عاشوراء اليوم الذي رفع الله فيه الظلم عن عباده، ونصر فيه أهل الإيمان على من عاداهم.
 وقد فُرِض على المسلمين صيام عاشوراء في بداية الأمر، ثمّ أصبح نافلةً بعد أن فرض الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان، وليحثّ الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على عدم ترك صيام عاشوراء، قال في فضل صيامه: (صيامُ يومِ عاشوراءَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السّنةَ التي قبلَه)، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يُرد أن يمرّ يوم عاشوراء دون تدبّر، إذ أراد لأمته أن تتّخذ العبرة والعِظة منه.
 وقت يوم عاشوراء وصيامه 
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم، ولذلك سُمِّي بعاشوراء، إلا أنّ العلماء اختلفوا في تحديده، فقال البعض منهم إنه اليوم التاسع من محرّم، وذهب الجمهور من العلماء إلى القول بأنه العاشر وليس التاسع، وهو الراجح، وبيّن ذلك الإمام النووي رحمه الله في كتاب المجموع، حيث قال: (عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة، قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المُحرَّم، وتاسوعاء هو التاسع منه، هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومُقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة).
 ويقع صيام عاشوراء على ثلاث مراتب؛ الأولى منها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من ذي الحِجّة، وذلك أكمل المراتب، والمرتبة الثانية تكون بصيام التاسع والعاشر من محرم فقط، كما بيّنت أكثر الأحاديث النبوية، والمرتبة الثالثة تتمثّل بصيام العاشر فقط، ولا يُعدّ ذلك مكروهاً، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتجدر الإشارة إلى أنّ لصيام عاشوراء مكانةً خاصةً، وممّا يدلّ على ذلك أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلّمون أولادهم صيامه، كما أن بعض السلف كانوا حريصين على صيامه حتّى في السفر، ومنهم: عبد الله بن عباس، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري، وقد ورد عن الزهري أنّه قال: (رمضان له عدّةٌ من أيّام أُخَر، وعاشوراء يفوت، ونصّ أحمد على أنه يُصام عاشوراء في السفر).
 أحكام متعلّقة بيوم عاشوراء
بيّن العلماء العديد من الأحكام المتعلّقة بصيام يوم عاشوراء، وفيما يأتي بيان بعضها بشكلٍ مفصّلٍ: يجوز إفراد يوم عاشوراء بالصيام، وإن صادف يوم جمعة أو سبت، دون أيّ بأس، ولكنّ الأولى صيام يوم قبله أو يوم بعده، وذلك ما بيّنه الإمام ابن تيمية رحمه الله، وما ذهبت إليه اللجنة الدائمة للإفتاء، وإن لم تتعيّن بداية الشهربشكلٍ قاطعٍ فيُعتمد في ذلك على افتراض إتمام شهر ذي الحجة ثلاثين يوماً، وصيام التاسع والعاشر من محرّم، وفي ذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله: (فإن اشْتَبه عليه أوَّل الشهر، صام ثلاثة أيام، وإنما يَفعل ذلك؛ ليتيقَّن صوم التاسع والعاشر).
 بيّن الإمام ابن تيمية رأيه فيما يكون في يوم عاشوراء من الكُحل، والحنّاء، والاغتسال، وإظهار السرور والسعادة، فقال: (لم يَرد في شيء من ذلك حديثٌ صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه، ولا اسْتَحَبَّ ذلك أحد من أئمَّة المسلمين؛ لا الأئمّة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً؛ لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الصحابة، ولا التابعين؛ لا صحيحاً، ولا ضعيفاً).
 لا يُشرَع للمسلم قضاء يوم عاشوراء إن فاته صيامه دون عذر، وكذلك الحال إن كان السبب متوقّفاً على عذرٍ ما، كالحيض أو النفاس أو المرض، فالنوافل إما أن تكون بسبب أو بلا سبب، فإن كانت بسبب فإنها تفوف بفوات السبب القائمة عليه، كالرجل الذي يدخل المسجد ويطيل المكوث فيه، ثمّ أراد صلاة تحية المسجد، فلا تشرع بحقّه، لأنها قائمة على سبب، وإن فات السبب فاتت مشروعيتها، ومثل ذلك ينطبق على يوم عرفة ويوم عاشوراء، لأنهما مخصصان بيوم ووقت محددين، وإن فات اليوم فات الحكم المتعلّق به.
 يجوز الصيام تطوعاً إن كان على المرء الصيام لقضاء الفريضة، فيجوز مثلاً صيام يومي الاثنين والخميس أو الأيام البيض إن كان على العبد الصيام فريضةً لنذرٍ ما، أو كفارةٍ، أو قضاءً لفرض رمضان، ولكنّ الأولى تقديم الفرض على النّفل في الصيام، تبرئةً للذّمة وأداءً للعهد الذي عليه، وتجدر الإشارة إلى أنّ النية في صيام النفل تصحّ من العبد بعد طلوع الفجر إن امتنع عن المفطرات، بخلاف صيام الفريضة الذي يُشترَط فيه عقد النيّة لصيامه من الليل.


فضائل سورة الكهف يوم الجمعة

فضائل سورة الكهف يوم الجمعة
سورة الكهف 
تمثّل سورة الكهف منهجاً قويماً في حياة المسلم، فهي سبب للسعادة والراحة والطمأنية، كما أنها وقاية للمسلم من فتن الدنيا، فالحياة الدنيا فانية وإلى زوال، ونجدها تذكّر المؤمن بالحياة الآخرة ويوم الحشر والحساب، والفائز حقاً هو من جعل حياته لله تعالى، والتزم الإيمان والتقوى، وسورة الكهف سورة مكية تنتصف القرآن الكريم، وهي السورة الثامنة عشرة في ترتيب القرآن الكريم، وقد سمّيت بسورة الكهف إشارة لأصحاب الكهف الذين ثبتوا على عقيدتهم، وفرّوا بإيمانهم إلى الله -تعالى- من ظلم الظالمين، فآواهم الله عز وجل، وحفظهم، وشملهم برحمته وعنايته، فلذلك نجد السورة تركّز على أمر مهم؛ وهو تأسيس العقيدة الإسلامية الراسخة الصحيحة، من خلال بيان أثرها العظيم في حياة الإنسان. والكهف هو شق متّسع داخل جبل، بعكس الغار، وهو المقصود بكهف الفئة المؤمنة التي أوت إليه فراراً بإيمانها من ظلم الظالمين، وشرك المشركين، ونتعلم من السورة الكريمة أن الاعتقاد الصحيح لا بدّ منه لحياة فاضلة للإنسانية، وبالتالي سعادتها في الدنيا والآخرة، وسورة الكهف نور لقارئها في فكره ووعيه.
 فضائل سورة الكهف يوم الجمعة 
يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وقد قال بهذا الاستحباب جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنابلة، والحنفية، ومن الجدير بالذكر أن الفضل يثبت عند قراءة كامل السورة يوم الجمعة، وليس الاقتصار على بعضها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)،
 ويُستحب قراءتها للكبير والصغير، والرجل والمرأة، والمسافر والمقيم، حتى الحائض يجوز لها أن تقرأها عن ظهر قلب أو من المحصف بحائل ودون أن تمسّه، وذلك لعموم الخبر الوارد فيها، والمريض الذي كان يحافظ على قراءتها كل جمعة، ثم منعه عذر شديد أو مرض من تلاوتها، فإنه يُرجى له نفس الأجر والثواب، إذ يُكتب له ما كان يعمل من الصالحات حال عدم مرضه، وكذلك المسافر، وهذا من فضل الله ورحمته.
 وقد وردت الكثير من الفضائل لسورة الكهف، ومنها ما يأتي:
 حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف سبب في العصمة من فتنة المسيح الدجال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكَهفِ، عُصِمَ من فِتنَةِ الدَّجَّالِ)،
 وكذلك من قرأ آخر عشر آيات منها.
 قراءة سورة الكهف يوم الجمعة 
تضيء للمؤمن نورا ما بينه وبين البيت العتيق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه و بين البيتِ العتيقِ).
 قراءة سورة الكهف سبب في نزول السكينة والراحة والطمأنينة على قارئها.
 وقت قراءة سورة الكهف إن لقراءة القرآن الكريم فضل عظيم في كل وقت من أوقات الليل والنهار، لكن يُستحب للقارئ أن يتخيّر أفضل الأوقات التي يجد فيها حضور قلبه، وخشوعه، وتدبّره، فهذا هو الأكمل والأفضل، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تبيّن فضل قراءة سورة الكهف خاصة في يوم الجمعة المبارك، فقراءتها كل جمعة تنير للمؤمن ما بين الجمعتين، وتُشرع تلاوتها في ليلة الجمعة ويومها، حيث تبدأ ليلة الجمعة بغروب شمس يوم الخميس، كما ينتهي يوم الجمعة بغروب شمسه، فتكون قراءة سورة الكهف من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة.
 مقاصد وأهداف سورة الكهف 
تبدأ سورة الكهف بحمد الله تعالى، وتصف القرآن الكريم بأنه كتاب قيّم، وتعلّل سبب نزوله، إذ نزل للبشرية للإنذار والتبشير، ثم تبيّن أن هذه الحياة الدنيا وزينتها ما هي إلا للاختبار والامتحان، وتحذّر من اتباع خطوات الشيطان، وتوضّح أن النجاح بالاختبار يكون بالإيمان، والعمل الصالح، والاستقامة، ويغلب على السورة عنصر القصص، حيث تذكر قصة أصحاب الكهف، والتي ترسّخ معنى الثبات على الإيمان وقوة العقيدة، ثم قصة أصحاب الجنتين، وقصة إبليس وآدم عليه السلام، وقصة موسى -عليه السلام- مع الرجل الصالح، وتختم بقصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وترتكز كل هذه القصص حول محور رئيسي هو: 
إثبات أن البعث حق، فيُجازى المؤمن بالخير والفوز، ويُجازى الكافر بسوء الحساب والخسران، وفيما يأتي ذكر الأهداف والمقاصد الأساسية من سورة الكهف: توحيد الله -عز وجل- والدعوة إليه، وإثبات وحدانيته، وبيان صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق رسالته، ووجوب الإيمان بها. 
الإيمان باليوم الآخر، وبيان مشاهد يوم القيامة والبعث والحساب. بيان أن القرآن الكريم كتاب حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. 
التحذير من الشيطان الرجيم، وعدم اتخاذه ولياً من دون الله.
 بيان جزاء الكافرين الذين اتخذوا أولياءً من دون الله تعالى.
 سنن وفضائل يوم الجمعة 
يوم الجمعة يوم عظيم أكرم الله -تعالى- المسلمين به، فهو خير الأيام وأفضلها، ويجتمع به المسلمون بكافة مستوياتهم، فيجتمع فيها القوي والضعيف، والغني والفقير، والصغير والكبير، وكلهم متساوون، ولا شك أن اجتماعهم يرعب أعداءهم، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن فضل يوم الجمعة، وسننه، والعبادات التي تُشرع فيه، حيث تُقام في هذا اليوم الفضيل صلاة الجمعة، وهي من آكد الفروض في الإسلام، وفيها يجتمع المسلمون، ويُستحب الاغتسال والتبكير إلى صلاة الجمعة، والتعطّر، والإنصات لخطبتها، كما إن في هذا اليوم ساعة استجابة، وينبغي على المسلم أن يتحرّاها ويكثر من الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا)، ومن سنن الجمعة العظيمة قراءة سورة الكهف، فهي نور لقارئها، ومن السنن كذلك كثرة الصلاة على النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام.