السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-03-18

كيف أتقرب من الله ؟

كيف أتقرب من الله
خلق الله الانسان في أجمل صورة، ومهد له الأرض ليعيش فيها، ويسكن إليها، وجعله خليفة له في الأرض، وبعد هذا كله كان لا بد للإنسان أن يشكر ربــه، ويدعوه دائماً ويتذكر فضله عليه، ويتقرب إليه بالعبادات والطاعات. 
فكيف يمكن للإنسان أن يتقرب لربه ؟ 
عندما خلق الله الانسان، لم يتركه في الأرض وحيداً، بل غمره بالأفضال الكثيرة، وجعل له مقداراً لا مثيل له، فقد أمر الملائكة وإبليس أن تسجد له، فكل هذا الكرم من الله عزوجل كان لا بد أن يقابل بالخير، وبالدعوة في سبيله، بتوحيده. 
 بعض الطرق التي تجعلكم لله أقرب : 
1. على المؤمن أن يؤدي جميع الفرائض التي كتبت عليه، بالإضافة إلى صلوات النوافل مثل التي تكمل الصّلاة الناقصة وهي :- الضحى قيام الليل صلاة السنة المداومة على صلاة الوتر " بعد صلاة العشاء. 
2. الدعوة إلى الله : فالله يحب أن يستشعر حاجة المخلوق إليه، فيلبي له حاجته، أو يحتفظ بدعوته ويردها لصاحبها رداً جميلاً. 
3. شكر الله على نعمه: فمن فضل الله علينا أن جعلنا في أحسن خلقة، ووهبنا كل ما نحتاجه في الحياة، ووعدنا بالجنة أن تمسكنا بعقيدته. 
4. الصبر على الإبتلاء: فالله سبحانه أن أحب عبــداً إبتلاه، بمعنى أنه يصيبه بمصيبة، ليجعل العبد يتقرب إليه، ويتذلل أمام عظمته، فالمؤمن الذي لا يجزع من قضاء الله وقدرة له الجنة. 
5. المعاملة الطيبة بين الناس: فالدين المعاملة كما تعلمون، وتصرفات المسلم قد تجعل الكثير من المترددين أن يدخلوا في الدين الاسلامي، أما ان كانت تصرفات المسلم سيئة فقد تضر بالدين وتنفر الناس من الدين الحنيف. 
6. تلاوة القرآن : فمن أكثر الأمور المحببة لدى المسلم ،و تجعله يستشعر رحمة الله وقدرته، هي تلاوة القرآن الكريم، فعند القراءة نستحضر الجنة فنتمنى من الله أن يدخلنا بها، ثم نستحضر النار فنستعيذ بالله من عذابها، ثم نستحضر عذاب القبر فنسأل الله أن ينجينا منه. 
7. الصّلاة على الرسول صل الله عليه وسلم : فصلاتك على النبي اعترافاً منك بفضله عليك وعلى باقي المسلمين، فالدعوة التي يسبقها الصّلاة على النبي لا يمكن أن ترد، لآن الله يخجل من عبده أن يستجيب لجزء من دعوته ويترك الجزء الأخر. 
8. أذكار الصباح والمساء : فاجعل لنفسك أيها المسلم ورداً يومياً من الدعاء والتبتل إلى الله، فالأذكار تحمي المسلم بإذن الله عز وجل، وتحصنه من ظلم النفس، والناس، والشيطان. 
9. قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة : فآية الكرسي تحفظ المسلم بحفظ الله، والذي يداوم على قراءة آية الكرسي، يصبح بينه وبين الجنة الموت فقط.

الفرق بين الروح والنفس

الفرق بين الروح والنفس
 الروح والنَّفس وحقيقتهما على الوجه القطعي -الذي لا لَبس فيه- من الأمور التي طالما حيَّرت البشر، وطالما أرخى الإنسانُ العنانَ لفِكره وعقله ليَجول باحثاً؛ علّه يَجدُ إجاباتٍ تَشفي الغليل، فيَجدُ ضالَّته في معرفة حقيقة كلٍّ من الروح والنّفس، وهل الروح هي النّفس؟ أم أنّ النّفس شيءٌ والروحُ شيءٌ آخر؟ فما هي الروح؟ وما هي النفس؟ وما الفرق بين الروح والنفس؟ الفرق بين الروح والنفس اختلاف العلماء في الروح والنفس اختلف العُلماءُ في الروح والنفس، وهل الرُوح جسمٌ أم لا، فقال النّظّام: الروح جِسمٌ وهي النّفس، وزعم النّظّام أنّ الروح حيٌ بنفسه، وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي، وقال آخرون منهم جعفر بن حرب: لا ندري الروح جَوهرٌ أم عَرَضٌ، واستدلّوا بقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)؛ حيث لم يُخبر عنها ما هي، هل هي جوهرٌ أم عرض، وقال آخرون: ليست الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع، فلم يُثبتوا في الدنيا شيئاً إلا الطبائع الأربع وهي: الحرارة، والبُرودة، والرطوبة، واليُبوسة. 
لقد ذَهَب بعض العلماء إلى أنّ الروح معنىً خامسٌ، فهي غير الطبائع الأربعة، فليس في الدنيا غير الطبائع الأربعة غير الروح، وقال آخرون: بل النّفس معنىً موجودٌ، وذو حدودٍ، وأركانٍ، وطُول، وعَرض، وعمق، وذَهب البعض إلى أنّ للنّفس معنى غير الرّوح، وأنّ الروح غير الحياة، والحياةُ عَرض؛ حيثُ ذهب إلى هذا أبو الهذيل، وقد زعم أنَّه يجوز أن يكون الإنسانُ أثناء نومه مَسلوب النفس والروح دون الحياة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،وقال جعفر بن حرب أنّ النفس عَرَضٌ من الأعراض يُوجد في الجسم، وهو من الآلات التي تُعينُ الإنسانَ على الفِعل؛ كالصِحة، والسَلامة وما شابههما، وأنّها ليست موصولةً بشيءٍ من صفات الأجسام، والجواهر، وهو قول الأشعري. 
ذهبت طائفةٌ من العلماء إلى أنّ النّفس هي النسيم الذي يتنفّسه الإنسان، ويَدخل ويَخرج بالتنّفس، وأضافوا بأنّ الرُّوح عَرَضٌ وهو الحياة فقط، وأنّ الروح شيءٌ غير النفس وهو قول أبو بكر الباقلاني، وتابعه في هذا القول بعض الأشاعرة، وقالت طائفةٌ: ليست النّفس جِسماً، ولا عَرَضاً، وليست النّفس مُحددةٌ في مكانٍ، وليس لها طولٌ، ولا عَرضٌ، ولا ارتفاعٌ أو عُمقٌ، ولا لونٌ؛ فهي لا تتجزّأ، ولا هي في العالم، ولا خارجهُ، ولا مُجانبةٌ لهُ، ولا مُباينةٌ، وهو قول المشائين، وحكاه الأشعري عن أرسطو، وزعم هؤلاء أنّ تَعلُّقَها بالبدن ليس بالحُلول فيه، ولا بالمُجاورة، ولا بالمُساكنة، ولا بالالتِصاق، ولا بالمُقابلة، وإنَّما العلاقة هي التدبير والتصريف للبدن فقط، واختار هذا القول والمَذهب كلٌ من: البسنجي، ومحمد بن النُّعمان المُلّقب بالمُفيد، ومُعمّر بن عبّاد الغزالي، وابن سينا وأتباعه. 
النفس والروح بمعنى واحد 
قال ابن حزم: ذهب سائر أهل الإسلام إلى أن النّفس جسمٌ طويلٌ، وعريضٌ، وعميقٌ، وذو مكانٍ، وهي جُثّة متحيزةٌ، مُصَرفة ومُدبرةٌ للجسد، وذهب إلى أنّ النّفس والروح اسمان مترادفان لمعنىً واحدٌ ومعناهما واحدٌ، وهما: الروح والنفس، وهما جسمٌ مخصوصٌ، موجودٌ داخل البدن، وهو جسمٌ مُخالفٌ من حيث الصفة والماهيّة للجسمِ المَحسوس، فالروح والنّفسُ جسمٌ نورانيٌ، عُلويٌ، خفيفٌ، حيٌ، ومُتحرِكٌ، يَنفذُ في جَوهر جميع الأعضاء ويَسري في هذه الأعضاء سَريانَ الماءِ في الورد. 
حال الروح عند وفاة الجسد 
إذا فسدت الأعضاء، وخرجت عن تَقبُّل الآثار، فارقت الروحُ الجسد، وانفصلت إلى عالم الأرواح. ومن الأدلة الشرعية عليه ما يأتي: قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)  في هذه الآية ثلاثة أدلة وهي الأخبار بتوفي الأنفس، وإمساكها، وإرسالها. قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ، وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) فيُستَدل بهذه الآية على بَسط الملائكة أيديهم لتناول الأنفس، ووصف الأنفس بالإخراج والخروج، والإخبار عن عذاب أنفس الكفار في ذلك اليوم، والإخبار عن مَجيء الأنفس إلى ربها. قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) وهذه الآية تدل على الإخبار بتوفي الأنفس بالليل، وبعثها إلى أجسادها بالنهار، وتوفي الملائكة لها عند الموت. 
قوله تعالى: ( يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي ) وفيها أدلة على وصف النفس بالرجوع، ووصفها بالدخول، ووصفها بالرضا. الروح في القرآن الكريم 
وردت كلمة الروح في القرآن الكريم في أربعة مواضع، على النحو الآتي: في سورة الإسراء، في قوله تعالى:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).
 نزلت هذه الآية حينما سألت اليهود الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- عن الروح، فلم يُجِبهم الرسول الكريم، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية من سورة الإسراء، والمقصود بالروح في الآية الكريمة أي أرواح بني آدم. 
في سورة الشعراء في قوله تعالى:(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)، والرُوح الأمين هنا المقصود به جبريل عليه السلام الذي يَنزل بالقرآن الكريم من عند الله تبارك وتعالى ليَنقله إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وليس المقصود في هذه الآية أرواح الناس.
 في سورة غافر، في قوله تعالى:(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ)، ويُقصد بالروح في هذه الآية الوحي بالرسالة، وهذا يُبيّن حقيقة الوحي، وأنّه حياةٌ وروحٌ للبشرية جمعاء؛ لأنّ القرآن المُوحى به من عند الله -بواسطة الوحي جبريل- فيه صَلاح الناس، والمُسلمين في كلِّ زمانٍ ومكان.
 في سورة النبأ، في قوله تعالى:(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا)، والروح هنا هو جبريل عليه السلام أعلى الملائكة مَقاماً؛ حيثُ يَقف الخَلق جميعاً -بما فيهم الملائكة وعلى رأسهم جبريل- صفّاً، ولا يَتكلَّم أحدٌ من الخَلائق إلّا بإذن الله.
 النفس في القرآن الكريم 
لقد وَردت كلمة النّفس والأنفس في القرآن الكريم في عِدّة مواضع؛ حيثُ وَردت في المواضع الآتية: في سورة الزمر، في قوله تعالى:(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).  قال سعيد بن جبير: (إنّ الله يَقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا فتَتَعارف الله أن تَتَعارف، فيُمسك التي قَضَى عليها الموت ويُرسل الأخرى فيُعيدها)، فالمقصود من الأنفس هنا أي الأرواح، وأنها شيءٌ واحدٌ، وأنّ الله يقبض أرواح الناس بالموت والنوم، ثمّ يأخذ أرواح الأموات، ويُعيد أرواح الناس الذين قُبضت أرواحهم بالنّوم، فيستيقظون من نومهم.
 في سورة الفجر، في قوله تعالى:(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي)، وهي الأرواح المطمئنة التي يُقال لها ارجعي إلى ربَّك؛ أي: صاحبك، وهو البدن الذي كانت فيه ابتداءً.
 في سورة آل عمران، في قوله تعالى:(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، فالموت كأسٌ سيشرب منه جميع الخلائق.
 في سورة يوسف، في قوله تعالى:(إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالنفس تتحدّث وتتمنّى وتأمر وتنهى؛ فالنفس تأمر بالسوء، والحديث مع النفس بفعل السوء.

فضل حفظ سورة البقرة

فضل حفظ سورة البقرة
القرآن الكريم كتاب الله، وأوحى إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم- ليبلغ الناس أوامر ربهم ونواهيه، فما أجمل التأمل والتفكر في هذا المعنى العظيم الجميل، فمن أسعد ممن حمل كلام ربه في صدره، يأخذه معه أينما ذهب ويمشي بهديه، ويستذكر آياته في كل الأوقات، فهل هناك أعظم من ذلك؟ لا والله، ولذلك عكف الكثير من طلاب العلم على حفظه، وتدبيره، وفهم تفسيره فأصبحوا أئمة وقدوات يقتدى بهم . 
واليوم نتحدث عن سورة عظيمة من أعظم سور القرآن وهي سورة البقرة، تم تسميتها نسبة لقصة البقرة وبني إسرائيل في عهد النبي موسى -عليه السلام-. قال -صلى الله عليه وسلم- : "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه"
عدد آيات هذه السورة 286 آية، ففضل هذه السورة عظيم وقد أورد في ذكرها نبينا بأن قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"
فانظر أخي القارئ لهذا الناتج العظيم لقرائتها وتلاوتها، فكيف بأن تحفظها في صدرك تكون معك أينما كنت تستذكر آيتها في جميع الأوقات. 
في سورة البقرة ألف نهي وألف أمر وخبر طاردة للشيطان ماحقة له ولأعوانه السحرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "اقرأوا البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" البطلة السحرة . 
ومن فضلها أنها تأتي يوم القيامة كغمامة في موقف عظيم، ومهيب، يوم تبلغ الشمس من القرب إلى الأرض أي مبلغ فتظل صاحبها لحمايته والذود عنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "اقراوا الزهراوين سورة البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان كغمامتين أو كغايتين أو كفرقان من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة"الزهراوان" - سورة البقرة وآل عمران -. 
ومن أعظم فضائلها أنها تضم في طياتها أعظم آية في القرآن أية الكرسي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلى أن يموت" 
فتأمل هذا الفضل الذي تحمله هذه السورة في آياتها وصفحاتها . ومما يجب أن يذكر في فضلها أن نبي الأمة -صلى الله عليه وسلم- أمر من يحفظها على غيره فمما ذكر في السنة النبوية: "عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثاً وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سناً فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال أمعك سورة البقرة فقال نعم قال فاذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعلموا القرآن واقرءوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك" فيكفينا ذلك
 فقد جعل لحافظها رفعة، وعظمة، ومكانة مميزة تصل إلى أن يأمر صاحبها في وجود من هم أكبر منه سناً ومكانة . وكما ذكرنا سابقاً هي حرب على الشيطان، وبلاء على رأسه فمن أراد الإنتقام والحماية من براثن هذا العدو الملعون المطرود من رحمة الله -عز وجل-، فعليه بهذه السورة وآياتها العظام.

2018-03-10

10 خطوات مهمة لتحقيق النجاح

10 خطوات مهمة لتحقيق النجاح
تحقيق النجاح 
النجاح هو طريق تملؤه العقبات والعوائق، فيجب على الشخص المميز الذي يمتلك الإرادة القوية، وروح المغامرة، والجرأة أن يقوم بشق طريقه حتى يصل إلى بر الأمان حيث النجاح وتحقيق الذات والاستمتاع بطعم الفوز في نهاية كل عمل ناجح. 
خطوات لتصبح شخصاً ناجحاً 
هناك خطوات عديدة يجب اتخاذها والالتزام بها لكي يرتقي الشخص ويصل إلى قمة النجاح حيث الراحة، وهي كالتالي: ابدأ بداية بسيطة نفذ أفكارك ولكن بطريقة معقولة، بأن تبدأ مثلاً برأس مال قليل، وتضع احتمالات النجاح أو الفشل، وبالتالي لن تخسر الكثير من الجهد ولا المال، وتعتبرها درساً لتتعلم منه في المرات القادمة. 
سجل أهدافك 
حدد أهدافك الأولى وتتبع تقدمها يوميّاً، وحاول أن تفكر وأن تتبادل الأفكار بقراءة الكتب والمجلات والصحف، مما يساعد على تحفيز تفكيرك. 
ركز على العادات اليومية عندما تركز النظر على شيء أو عادة معينة تقوم بها دائماً ولا تستغني عنها، حاول أن تفعل ذلك أيضاً مع أهدافك التي تود تحقيقها، فكلما زاد التركيز زادت نسبة النجاح. ركز النظر على أهدافك 
تحتاج الأهداف عناية وانتباهاً دائماً، وإعادة النظر والتفكير العميق على أمل بأن تتحقق جميعها، لذلك حاول أن تحيط نفسك بعدد من التذكيرات لتنجز أكبر قدر ممكن منها. 
اجعل أهدافك متناسقة 
لا تستهن بأهدافك مهما كانت صغيرة، فعلى الرغم من صغرها فإنها بحاجة إلى طاقة كبيرة وتفكير عميق أكثر مما تتصور، لكي تنفَّذ بالصورة الصحيحة. 
لا تتوقف أبدا عن التعلم 
يمكنك التعلم دائماّ من جميع أساليب الحياة، لذلك ساعد نفسك دائماً على التعلم كي تحقق الأفضل. 
اخرج من الانعزال 
اسمح لنفسك بتلقي المساعدة من الآخرين، وأن تحصل على الدعم والمعلومات والتشجيع من ذوي الخبرة، وتقبل التشجيع والمشورة. تقبل الانتكاسات 
تقبل الخطأ وحاول أن تعتبره أمراً إيجابياً لإعطائك فرصة للتعديل. كن واثقاً من خطتك 
كن واثقا بأنك بالمثابرة ستصل إلى ما تريد من أهداف، وستحققها مهما تعرضت لعقبات أو أخطاء. 
استمتع 
استمتع بالعمل والتفكير واعتبر نفسك في مغامرة تحاول أن تكسبها، وستحصل على نتائج أفضل. 
اقتراحات الكثير من الأفراد الذين يطمحون لتحقيق النجاح، لكن النجاح يحتاج إلى العديد من الأهداف والأفكار، فإليكم بعض الأفكار التي قد تساهم لتحقيق النجاح، فعلى الفرد الذي يسعى إلى تحقيق أهدافه أن يبدأ بداية بسيطة، حتى لا يخسر الإنسان الكثير ويتعرض إلى الإحباط، وعلى الفرد أيضاً تسجيل وتدوين أهدافه التي يسعى للوصول إليها؛ وذلك ليعلم الشخص إلى أين هو ذاهب في أعماله، ويعلم بأنه هل هو على المسار الصحيح أم لا. 
كما يجب على الشخص المحاولة بأن يجعل العمل في تحقيق الهدف مثل العادات اليومية؛ وذلك ليسعى دائماً لتحقيقه دون ملل، وأيضاً يجب على الفرد أن تكون أهدافه متناسقة، وعدم الاستهانة بأي هدف مهما كان حجمه أو تأثيره. 
يجب على الفرد أيضاً أن لا يتوقف عن التعلم لأنّه مع تقدم الزمن تظهر أمور جديدة، فبالتعلم يمكن مواكبتها والسير عليها واستخدامها، كما أنّ أهم عنصر لتحقيق النجاح هو الاستمتاع بالعمل، حيث يكون الإنجاز والعمل بأفضل حالاته، والتوفيق بالنهاية بيد الله عز وجل لكن على الإنسان أن يسعى لتحقيق مراد الله له.

كيف تحفظ لسانك ؟

كيف تحفظ لسانك
أهميّة حفظ اللّسان 
أكّدت الشّريعة الإسلاميّة على أهميّة حفظ اللّسان كواحدٍ من أهم الأعضاء في الجسم، والذي يساهم في تحديد مصير الإنسان في الآخرة فإمّا جنّة يسعد فيها وإمّا نار يتعذّب فيها، ففي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام قوله: ( وهل يكبّ النّاس على مناخرهم يوم القيامة إلّا حصائد ألسنتهم ) فأكثر ما يدخل النّار ويستحق غضب الجبّار ما يخرج من هذا العضو من كفرٍ وضلال، بل إنّ الإنسان قد يستهين أحيانًا كثيرة في كلمات تخرج من لسانه، ولا يلقي لها بالاً، فإذا هو يهوي بسببها في نار جهنم سبعين خريفًا، وقد بيّن النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام أهميّة حفظ اللّسان في أكثر من حديث ومناسبة، منها قوله: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )، وفي الحديث الآخر بيان أهميّة حفظ اللسان لدخول الجنّة، قال عليه الصّلاة والسّلام: ( من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنّة )
كيفيّة حفظ اللّسان 
ولا شكّ في أنّ هناك وسائلَ ومنهجاً في الحياة تعين الإنسان المسلم على حفظ لسانه ونذكر منها: البعد عن الغيبة والنميمة، فالغيبة والنّميمة هي من آفات اللسان التي توجب غضب الله سبحانه وتعالى، وتوقّع البغضاء والشّحناء بين أفراد المجتمع المسلم، كما أنّ هذه الآفات من كبائر الذّنوب والمعاصي التي لا يُستهان بها. اجتناب الخوض في أعراض النّاس والتّكلم فيها بالسّوء، فكم نلمس في عصرنا الحاضر استهانة الكثير من المسلمين في هذه المسألة، فترى شخصاً يطعن في أعراض المسلمين، دون مراعاة لحرمة أعراض المسلمين، ويلقي التّهم جزافًا من دون بيّنة أو دليل، وهذا من الافتراء وعلى المفتري الحدّ الذي شرعه الله تعالى. البعد عن الكذب، فالكذب هو آفة كبيرة تنتشر بين أفراد المجتمع حينما يبتعدون عن دين الله تعالى ومنهجه، ولا شكّ في أنّ المسلم حريص على الصّدق في كلامه؛ لأنّه يعلم أنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، والبرّ يهدي إلى الجنّة، كما أنّ الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النّار. 
عدم الإكثار من القول فيما لا يعني الإنسان أو يهمّه، ففي الحديث الشّريف عن صفات أهل التّقوى قوله عليه الصّلاة والسلّام: ( من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وكذلك ممّا يقرّب العبد إلى ربّه جلّ وعلا أن يترك القيل والقال، وألّا يجلس مجلسًا إلا ويكون فيه ذكر لله تعالى أو صلاة على نبيّه الكريم، وإلاّ كان عليه حسرةً يوم القيامة.

أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة

أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة
يعدّ حسن الخلق أثقل ما يتمّ وضعه في الميزان يوم القيامة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق"، لذلك يجب على كل إنسان أن يتحلى بالصفات والأخلاق الحميدة، التي تكون الأساس في الفوز بجنان النعيم يوم القيامة، وذلك إقتداءً وامتثالاً لما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة. 
حُسْن الخلق 
 يتمثّل في تعامل الإنسان على أساس من المودّة والمحبة والرحمة والعطف على الآخرين، والابتعاد والكف عن التسبّب في إلحاق الضرر والأذى بهم، ونظراً للأهمية العظيمة لحسن الخلق، فقد حثّ عليه ديننا الحنيف وأمرنا بالالتزام به، وتكمن أهميته في جعل الإنسان مقبول ومحبوب من قبل الجميع، وإعطاء غير المسلمين فكرة صحيحة وحسنة عن الدين الإسلامي. دلائل حُسْن الخلق تحمل أذى الآخرين والصبر عليهم، وتجنب التلفظ بالإساءة لهم والتمتع بحلاوة اللسان، كل هذه الأمر من حسن خلق الذي يجب أن يتمتع به الإنسان، وقد وردت أحاديث وأدلّة كثيرة تحثّ على التحلّي بحسن الخلق، وقيام الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بحث أصحابه على حسن الخلق، فقد قام الرسول الكريم بتوصية أبو هريرة بوصية ذات كمية ودلالة عظيمة، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "يا أبا هريرة، عليك بحسن الخلق"، فقال له أبو هريرة: وما حسن الخلق يا رسول الله؟ فرد عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم:" أن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك وأن تعطي من حرمك"، عند التأمل في هذه الوصية، يستشعر الإنسان بعظمة الدين الإسلامي، التي تتجلّى في مقابلة الإساءة بالحسنة، والابتعاد عن البغضاء والحقد للآخرين، حتّى في حالة تسببهم في إلحاق الضرر والأذى لهم، وتعزيز المحبة والمودة بين جميع الناس. عندما يتحلّى أشرف الخلق والمرسلين بحسن الخلق، فإن ذلك أهم دليل عليه وجوب التحلي بذلك، فقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صل الله عليه وسلم، بهذا الخلق العظيم والحسن، فشخصيته جمعت الصفات العظيمة والحميدة ومكارم الأخلاق، وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم لقوله تعالى:" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، فهذه الآية أكبر دليل على ما كان يتحلّى به رسولنا الكريم من حسن الخلق. صفات حَسَنْ الخلق 
هنالك الكثير من الصفات والأعمال التي يقوم بها الإنسان، لكي يتحلى بحسن الخلق ويكسب الأجر والثواب العظيم من ذلك، كطاعة الوالدين والبر بهما، والتحلي بالصبر والإيمان عند المصائب والعقبات التي يتعرض لها في حياته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقصير اللسان في الحديث عن الآخرين، والتحلّي بالصدق والأمانة في التعامل مع الآخرين، الدفاع عن الدين الإسلامي والتصدّي لكلّ من يعترض له، الالتزام بأداء كل ما فرضه الله تعالى عليه من الطاعات، تجنب الوقوع في المعاصي وملذات الدنيا، نصرة المظلومين والدفاع عنهم وغيرها من الأخلاق والصفات الحميدة.

كيف أزيد ثقتي بالله ؟

كيف أزيد ثقتي بالله
الثقة بالله تعالى من أهمّ سمات الإنسان المسلم أينما حلَّ وارتحل؛ فالثقة بالله هي بوابة اطمئنان القلب، وعبوره إلى واحة خضراء من الراحة، والهدوء، وسعة الصدر، فالله تعالى لن يضيع أي إنسان مهما كان، فهو خالق الكون، ومدبّر الأمر، بيده ملكوت كل شيء. 
المسلم الواثق بالله تعالى تراه مصدر خير لنفسه أولاً، ولغيره من الناس، يثبت نفسه عند الشدائد والملمات، ويساعد الآخرين على الثبات، ويذكرهم بضرورة أن يثقوا بالله تعالى وأن لا ينسوا فضله عليهم، ومن هنا فإن الثقة بالله تعالى لا محالة هي من أهم الأمور والمعتقدات التي يجب أن تزرع في قلب كل إنسان مسلم حتى يسعد ويرتاح ويطمئن في حياته، فأمر الله تعالى كله خير بكافة أحواله. يعاني العديد من الأشخاص من نقص في ثقتهم بالله تعالى، ويسعون جاهدين لزيادة منسوب هذه الثقة حتى يستطيعوا مواجهة التحديات والملمات والنوازل التي تداهمهم فجأةً ودون سابق إنذار، وفيما يلي بعض أهم النصائح التي قد تساعد على زيادة الثقة بالله تعالى. 
كيفيّة زيادة الثقة بالله 
يزيد الإنسان من ثقته بالله تعالى من خلال استذكاره لمواقف صعبة سواءً حصلت معه أو مع غيره وكيف نجّاه الله تعالى منها مع أن الضرر الذي كان سيلحقه جراءها قريباً جداً منه، ولو تعرض الإنسان لمصيبة أو نازلة فعليه أن يعلم أن لله حكمة في هذا الأمر، وعليه أن يجتهد ويأخذ بالأسباب كاملةً دون أن ينقص منها شيئاً ويتوكل على الله تعالى، فالله تعالى لا يضيع عباده. التعرّف على قصص الأنبياء والصالحين؛ فقصص هؤلاء الأشخاص العظماء تظهر وبشدة كيف أنّ الله تعالى يقف دائماً بجانب عباده الصالحين ولا يضيعهم، وهذا مما يزيد وبقوة من إيمان المسلم ومن ثقته بالله تعالى، ولعلَّ أبرز المواقف التي خلدها القرآن العظيم والتي أظهرت أثر ثقة الأنبياء بالله تعالى وكيف نجاهم الله تعالى من محنهم قصة يونس -عليه السلام- عندما التقمه الحوت، وقصة إبراهيم وكيف ألقاه قومه في النار، وقصة أيوب كيف صبر على ما ابتلاه الله تعالى به، وقصّة ميلاد المسيح -عليه السلام- وكيف برأ الله تعالى مريم العذراء من تهمة بشعة بمعجزة خالدة، وكيف نجّى الله تعالى موسى وقومة من موت محقق على يد فرعون، والقصص كثيرة جداً. 
العبادة الخالصة لوجه الله تعالى تزيد حتماً من ثقة الإنسان بربه؛ فهي تُدخل طمأنينة لا نظير لها إلى قلب المؤمن، ولنا في أولئك الأشخاص الأبطال الذين علقت مشانقهم أمامهم إلا أنهم أصرّوا على أن يصلّوا ركعتين قبل أن يشنقوا، وكيف أنهم اطمأنوا لقضاء الله تعالى وقدره بفضل إيمانهم العجيب من نوعه.

ثمرات الحياء

ثمرات الحياء
الحياء 
جعل الإسلام للأبواب الواسعة من الأخلاق والخصال مفتاحاً ومقياساً يبيّن جميلها وقبيحها، وهو خلق الحياء فهو حسن الخلق بعينه ويكون بالحياء من الله، ومن الناس، ومن النفس، ويعدّ علامة الإيمان فلا غرابة في أن يكون الحياء هو خلق الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ لكلِّ دينٍ خلُقاً، وخُلُق الإسلام الحياء". إنّ الحياء خاصية من الخصائص التي أوجدها الله في الإنسان وجعله مفطوراً عليه ليبتعد بذلك عن الذنوب والمعاصي والشهوات؛ فهو خلق يبعث صاحبه على فعل الخير واجتناب القبيح، ويعدّ من الأخلاق الرفيعة التي أمر الإسلام بها وأقرّها ورغّب فيها. الحياء ثمرة الإيمان الحياء من صفات النفس المحمودة، وهو من خلق الكرام، وسمة أهل المرؤة والفضل وقد قيل فيه "من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه"
فالحياء يعد من الإيمان وذلك أنّ كلّ منهما داعٍ إلى الخير مقرّب منه، صارف عن الشرّ مبعد عنه؛ فمن لم يوجد فيه الحياء فذلك من ضعف الإيمان ومن اتباع الشيطان فمن لم يكترث ولم يبالي فيما يبدر منه من مظهره أو قوله وحركاته ذلك بسبب قلة الحياء. فالإيمان يبعث على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الله والتقصير في شكره فهو كالظل ملازم لصاحبه ذلك أنّه جزء من عقيدته وإيمانه ولا يأتي إلا بالخير، ويكون يالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس العكس فذلك ليس من الحياء في شيء.
 الحياء من صفات الرسل عليهم السلام يعد الحياء من صفات الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومما ورد في ذلك في وصف سيدنا موسى عليه السلام أنه كان حييًّاّ ستٍّيراّ فعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إنَّ موسى كان رجلًا حييًّا ستِّيرًا، لا يُرَى مِن جلده شيء استحياءً منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التَّستُّر إلَّا مِن عيب بجلده، إمَّا برص وإمَّا أُدْرَة وإمَّا آفة. وإنَّ الله أراد أن يبرِّئه ممَّا قالوا لموسى فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثمَّ اغتسل، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنَّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملإٍ مِن بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله، وأبرأه ممَّا يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إنَّ بالحجر لندبًا مِن أثر ضربه ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا"، فذلك قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"
ثمرات الحياء
للحياء ثمرات وفضائل كبيرة تعود على صاحبها ومن ذلك: هجرة المعصية والتقرّب من الله بالإقبال على الطاعات والعبادات.
 من استحى من الله ستره في الدنيا والآخره ويبعده عن كلّ ما يذمّه. 
أنه من الإيمان ومن صفات المتقين الأبرار ومن العفة والوفاء. يكسب صاحب الوقار فلا يفعل إلا الخير ولا يؤذي غيره ويمتنع به عن الفواحش. 
يجعل صاحبه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وبذلك الأجر الكبير والفضل العظيم له وللأمة. 
نيل محبة الله ومحبة العباد وويكسب صاحبه التواضع والسكينة. رؤية العبد نعم الله عليه وعلو الهمة وشرف النفس. 
صيانة العرض والتسامح بين الناس والتحلّي بمكارم الأخلاق. سراج منيع وحصن حصين من الوقوع في المعاصي والمنكرات.

أهمية الصبر

أهمية الصبر
الصبر 
هو القدرة على انتظار حصول الشيء الذي نريده، وهو القدرة على التحمّل أيضاً وعدم التذمّر أو الشكوى من قلّة الحظ، أوالرزق، أو العمل، ونفس الإنسان تعتاد على ما يأمرها به ويحضّها عليه الشخص لذا إن عوّد الفرد نفسه عى الصبر ستظل هذه النفس طائعة للعقل وما يأمرها به. 
الصبر يكون على ضيق الحال وعدم وجود الرزق بسبب الحروب أو المرض والصبر على الأذى والغدر وكيد الآخرين، والصبر على الشهوات والغرائز الإنسانية وتحكمها في فكر الإنسان وحياته، والصبر على الجوع والعطش عند الصيام أو عندما لا يتوفر الطعام، وأيضاً الصبر على كلام السفهاء ومحاولتهم إثارة غضب الإنسان، وكظم الغيظ كل هذا له أجر عظيم عند الله وحسنات تسجل للإنسان في الآخرة، والصبر على الابتلاء والمرض والموت. 
يجب التفريق بين الصبر والتخاذل، فالصبر هو أن يفعل الإنسان كل ما عليه فعله وكل ما هو لازم ثم انتظار الخير أن يأتي، أما التخاذل فهو انتظار البلاء دون القيام بأي مجهود لردّه عن النفس. كل منا قد سمع بقصة صبر أيوب الذي تحمل مصاعب كثيرة ولم يشكُ أبداً إلى أن وصل لبر الأمان وعوضه الله بالخير عن كل ما حصل له من نقص في المال والأولاد، ولنقتدي أيضاً بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي صبر على أذى الكفار وبطشهم وإلحاق السوء به حتى جاء وعد الله بالحق ورد الكيد. أهمية الصبر 
الصبر له أهمية كبيرة تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، ومن أهميته: أن من صبر سيؤجر ويثاب على صبره هذا عند الله، وقد وعد الله الصابرين بالجنة والخير في الدنيا. الصبر يعطي الإنسان قوّة لتحمل المصاعب ويبعده عن الأمراض التي تحدث نتيجة التفكير كثيراً في مآسي الحياة والشعور بالظلم أو عدم الراحة. عندما يصبر الإنسان يحصل على الأفضل، فيكون الله قد خبأ له ما يحب، واستعجال الأمر قد يكون شراً على الإنسان، لذا فإن الصبر مهم في جميع شؤون الحياة. 
الصبر يعود الإنسان على قوة الإرادة والعزم والإصرار، ويعطي النفس الكثير من الطاقة لتحمل جميع ما يحصل من حولها. الإنسان الصبور يحصل على احترام الآخرين، فيشعرون بالراحة تجاهه لما يملك من السكينة والهدوء. إذن الصبر هو مفتاح الفرج، وهو الطريق للوصول إلى المراد، والإنسان الذي يصبر هو إنسان قنوع ثقته بالله كبيرة ويؤمن بأنّ كل شيء مقدّر ومكتوب، وأن ما كان له سيأتيه في الوقت المناسب، لا يحزن ولا يشعر بأنه أقل من غيره ويؤمن بأن كل ما يريد آتٍ بأمر الله، والصبر يرافقه الشكر حتى تكتمل الثقة بالله في نفس الإنسان، وليس لدى الإنسان سوى أن يصبر ويحتسب عند الله حتى يأذن الخالق بإتمام الخير للصابر الواثق بعظمة الله وقدرته.

فوائد الصدق ومفاسد الكذب

فوائد الصدق ومفاسد الكذب
الصدق من الأخلاق الإسلامية التي حث عليها الإسلام في جميع المعاملات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَصدُقُ حتَّى يَكونَ صدِّيقًا وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا))
الصدق هو عكس الكذب، وعلى المسلم أنْ يكون صادقاً مع نفسه أولاً وأنْ تطابق أقواله أفعاله، وأنْ يكون صادقاً مع جميع الناس مهما كانوا وفي جميع الأحوال، فلا يوجد في الإسلام ما يسمى بالكذب الأبيض فكل تصرفات المسلم محسوبةً في ميزان أعماله إن كان خيراً فخيرٌ له وإن كان شراً فشرٌ عليه. 
 فوائد الصدق ومفاسد الكذب 
للصدق الكثير من الفوائد التي تعود على الشخص نفسه وعلى المجتمع كاملاً، كما أن للكذب الكثير من المفاسد التي تصيب الفرد وتصيب الأمة، ومن فوائد الصدق ومفاسد الكذب: 
يعتبر الصدق علامةً من علامات الإيمان الصادق، فمغريات الحياة تحتاج من المسلم الصادق أن يجاهد في سبيل صدها طلباً لرضا الله تعالى، بل إنه يُعتبر سمة من سمات الأنبياء والرسل، والاقتداء بهم يكسب المسلم الكثير من الأجر والثواب. 
الصدق يؤدي إلى خروج المسلم من دائرة النفاق، فالصدق يتنافى مع النفاق وقول الزور. الصدق يكسب المسلم الحسنات ورضا الله تعالى وتفريج همومه والكربات التي قد يقع بها، وتوفيقه لكل ما فيه خيرٌ، وقد ذكر التاريخ الإسلامي الكثير من القصص التي فرّج الله بها كرب الصالحين بسبب صدقهم. 
الصدق يقود إلى زيادة البركة في الرزق والعمر. 
حصول الصادق على حب الناس وتقديرهم له ولجوؤهم إليه وقت الشدائد، فالصدق يُكسِب المرء الطيبة، على عكس الكذب. 
شعور المسلم الصادق براحة الضمير الراحة والطمأنينة، فالصادق لا يخاف مما وراء الصدق على عكس الكذب الذي يجعل المرء خائفاً ومترقباً لما يتبع كذبه خوفاً من انكشاف كذبه وبالتالي تحقيق الخسارة له وسوء السمعة والوقوع في الكثير من المشاكل. 
الصدق يبني العلاقات الطيبة فيما بين أفراد المجتمع، وبالتالي بناء مجتمع سليم وقوي ومتماسك لا يمكن لأية فئاتٍ خارحيةٍ أن تدخل فيه، وتسبب الزعزعة له والضعف، فالكذب أدى إلى تدمير الكثير من الشعوب والأمم وزوالها، فعملية السيطرة على مجتمعٍ أفراده يتصفون بعدم الثقة وبالكذب أسهل بكثيرٍ من السيطرة على مجتمعٍ يتصف بالصدق والوضوح والثقة العالية بالنفس

2018-03-07

أسبوع الأسرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏
السبت 03 مارس 2018م
مكتب جمعية جزائر الخير لبلدية اليشير:
بمناسبة أسبوع الأسرة
* محاضرة 
* تكريم قسم محو الأمية 
**************************************************
للأفق دوما نهار مشرق لا تستلذّ حرارته إلاّ وأنت تحت شمسه تجفّف النّوم باليقظة ، والنّسيان بفكرة جديدة ، وتبحث لك عن مفردات يضطرب لها الصّمت لتملأ بها منافذ القلوب التي لا تقابلك إلاّ بابتسامة وصدر مفتوح وعقل وهبك كلّ شعبه لينطرح من بعده الهمّ والجهل و الرّكود إلى غير عودة.
بدعوة من جمعية جزائر الخير مكتب بلدية اليشير أفضت ببعض عصارتي التي تستمدّ من قلوب النّاس لغتها ، ومن أوفياء العلم محبّتها حيث تمحورت حول التربية الأسرية، مكانة المرأة في الإسلام ودورها في المجتمع. 
، تربية الأولاد وحقوق المرأة وواجباتها ،فكانت فتح قفل هذا اللّقاء الجميل بصوت عضوة الجمعية والمنظمة لهذا النشاط ألقت على مغاور أسماعنا كلمة افتتاحية ضمّنتها بترحيب نديّ لكلّ الأرواح الحاضرة حضور المتعطّش لمثل هذه المنابر العطرة ، تلتها كلمة لإحدى الطالبات عن فلسطين بلد العروبة والتّضحيات باكية في صوتها على الحلم الأبيض الذي لم يزهر بعد في ربوع هذا الوطن المجروح ، ثمّ كان لي نصيب بإفاضة ما كان في جعبتي بخصوص هذا الموضوع العميق حول المرأة هذا الكائن اللّطيف القويّ في نفس الوقت ، هذا العطاء الذي له يد في كلّ شبر من حياتنا ، في كلّ زاوية من تضاريسنا ، في كلّ حجر بناء الإنسان .
وقد كان لنا وسط هذا الجوّ المميّز فاصل ماتع تمثّل في إلقاء خاطرة نقيّة بأمنيات بيضاء ألقتها على مسامعنا إحدى الطّالبات وقد تمّ في آخر هذا النّشاط بعد مداخلات الحاضرات التي أدهشني عمق نظرتهنّ واعتدال أصواتهن ، ووزن حكمتهنّ التي لا يقال بعدها شيء خصوصا إحدى العجائز التي كانت تنضح تألّقا لفت انتباهي وجعلني مسرورا بأفكارها ليتمّ تكريم المتمدرسات بقسم محو الأمية في جوّ دافئ تحفّه الرّغبة في العلم وتزكّيه متعة الجدال وذاك الخيط الوهمي الذي جمع بيننا بالمحبّة وقد زاد المكان روعة حضور بعض الأطفال الذين زيّنوا المكان ببراءتهم ووجوههم الملوّنة بألوان الرّبيع ، ليتمّ في نهاية الرّحلة توزيع إكراميات وهدايا رمزية لحروفها المعنويّة مدلول عميق .
عبد النور خبابة

التّنقيب عن أقلام الغد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
28 فبراير 2018 الساعة العاشرة صباحا 

قاعة المحاضرات لكلية الرياضيات والإعلام الآلي 
جامعة محمد البشير الإبراهيمي برج بوعريريج
نظّمت منظمة التّضامن الوطني الطّلابي المكتب الولائي لولاية برج بوعريريج بالتّنسيق مع المديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثّقافية والرّياضيّة بمناسبة عيد المرأة مسابقات في الفكر وترتيل القرآن والرّسم والخطّ العربي والأناشيد.
والشّعر بمختلف أنواعه وبمختلف اللّهجات موضوعها حول المرأة 
اجتمعنا لنردم حفرة الصّمت التي تعترض دائما طريق البوح ، لنعلي كلمة الرّوح التي تتجاوز سطور الشّقاء على ضروب أخرى من تعب الحروف التي لا تقال . فالكتابة وغيرها من الفنون مطهرة ووقاية للنّفس من الكآبة والهموم التي تتراكم لنتعثّر بها دوما إن نحن تركناها في حدود الهلاك تقاوم وحدها العصافير الشّاردة .
فكان من الجميل أن تصدح الأصوات العذبة في مقاومة لذيذة للرّتابة كأنّها صرخة نابعة من ضمير السّعادة التي كانت تملأ الوجوه بلحن إنسانيّ صاعد ، كما كان للأوراق صرخة أخرى يتصبّب من وريدها عذب الكلام ، ووهج القول ، وبديع الأسلوب الذي ينمّ عن ذوق صاف ، وأمنية بيضاء ، ومستقبل متوهّج في قصائد الغد .
فكانت البداية مباركة بآيات بيّنات من الذّكر الحكيم وقّعها صوتي بين الجدران والزّوايا كالصّدى الذي يغترف منه الظّمآن ماء ، ليعلو من بعدي صوت النّشيد الوطني الذي وقع على الصّدور حضوره الأبدي ، كما لا أنسى كلمة رئيس مكتب كلية الرياضيات والإعلام الآلي صالح قواسمي ، تبعتها كلمة أخرى لرئيس المكتب الولائي للمنظّمة طكوك سكحال لتنطلق على إثر كلمتيهما المحفّزتين بوادر المنافسة وانطلاقة جذبت النّفوس وحبستها لروعة ما صنع المنافسون من لوحات جميلة وقّعتها أرواحهم بصدق وعبقريّة مبكّرة .
فكانت بداية المسابقة ب : 
1 التّرتيل الذي نشّطه المتنافسون بروعة أدائهم ، وثقل ثقتهم ، ورزانة أصواتهم حيث رجعت في الأخير الغلبة للصّوت المميّز والقراءة الماتعة للمتسابقة زواوي إخلاص التي تحصلت على 17.5 ، بينما رجعت المرتبة الثّانية للقارئ الواعد ديلمي ونيس بنقطة 14.5 مع تمنّياتنا لبقيّة المشاركين بالسّداد والتّوفيق في سعيهم النّبيل في إعلاء صوت الحقّ بحناجرهم النّورانية .
وقد تمّ إشراك الجمهور في جوّ المنافسة بطرح بعض الأسئلة حتّى يتذوّقوا حرارة النّصر والهزيمة في جوّ هذه المعارك المعرفية التي لا تنتهي صراعاتها الوديّة إلا بمزيد من المحبة والتّآلف الأخويّ الأخّاذ .
2 مسابقة الشّعر : التي جعلت للحرف وزنا ، وللقصيدة مكانة في باطن الكلام ، وصورة أخرى يميل لها القلب ، ويلين لها الجسد وتهدأ لها عواصف الصّمت فكانت أساليبهم كملامحهم مشعّة بالقوافي والمعاني، غير أنّ تذكرة الفوز اقتطعها بكلّ جدارة المبدع الصّاعد بوعزة عبد الفتاح الذي كانت أصابعه مدركة لحلبة الشّعر متفادية ثقوب التّعثر بين مطبّات اللّغة التي لم توقعه إلا واقفا في قصيدته المعنونة ب " نسمة قدر " ، لتأتي بعده الفارسة بلمسعود نسيمة في المرتبة الثّانية التي ساقت فرس حرفها حتّى النهاية بكامل قوّتها رفقة حروفها التي عنونتها ب : " صرت قصيدة " ، متمنّيين النّجاح الفائق للبقيّة الذين كان لحرفهم وزن يحسب لأقلامهم الواعدة .
وقد أمتعتنا بعد هذه الجولات الطالبة بوخاري ذهيبة بصوتها الذي كان يفيض بالعطر عن طريق أداء أنشودة جميلة جعلت لجوّ المنافسة محطّة ربيعيّة هادئة استكملنا من بعدها غمار الحرف ، وتعرّجات القوافي ، وانحباس النّفوس عند كلّ أسلوب خرج من صاحبه كخروج الرّصاصة الرّحيمة الموجّهة لكلّ صدر وقلب ودفتر وكتاب .
وقد تمّت هذه الرّحلة الفكريّة على متن زورق صنعه أصحابه من محبّته العميقة للّغة والفكر والأدب الذي ظلّ طيلة إبحارنا المجذاف الواقي من صدمات الحياة وتعبها ، وقد حضر هذا اللقاء الرّوحاني العديد من الطلبة و الأساتذة حيث أشرفت بنفسي على لجنة تحكيم القرءان و كما أشرف كلّ من الدكتور معماش و السعيد عزيري على لجنة التحكيم في الشعر كما ترأس الجلسة الأخ رفيق طيبي الأديب الذي أمتعنا بكلماته وأخذنا بعيدا عن أنفسنا حيث تريدنا لغته ، كما كان لتنشيط الجلسة نكهة مميزة صنها العصفور المغرّد شهاب مفتاح الذي كان محلّقا فوق رؤوسنا حاضرا بصوته الذي قاد هذا الجمع الكريم دون بوصلة .
وختاما أقول لكلّ من سابق ليل الصّمت وانتصر عليه مزيدا من الضّوء لكلماتكم وأمنياتكم ، ولكلّ من خاصمه الحظّ وتغلّب عليه مزيدا من الثّقة والقوّة والعزيمة في المرّات المقبلة لأنّ اللّغة كالأمّ لا تتخلّى عن صغارها مهما فعلوا .

في حضن الرصيف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

رصيف بارد ، وشارع مضطرب ، ومدرسة لا ترى ما بداخلي من خوف وقلق . كأنقاض متراكمة أجلس وسط الزّمن لأكتب واجبا فاتني دون أن تكترث طفولتي لأناقة الحياة التي تحرقني كعود ثقاب دون أن أتلاشى .
لم أكن أعرف أنّ للأرض صدر ا أدفأ من بيتي الذّابل ، وأنّ المفردات التي تلاعبني في كتابي أحنّ من صوت النّاس من حولي . لم أكن أعرف أنّ محفظتي هي زنادي الذي يطلق رصاصه الموجوع دون أن يقتل ...
كأداء الصّلاة أجثم على ركبتيّ لأخطّ واجبي ولا يهمّ أن تعرفوا لم تخلّفت عنه ، أو كيف تهاونت في أدائه ، ولم جعلت من صدر التّراب طاولة أتّكئ عليها لأموت واقفة دون أن أبكي أو يسقط بعضي أو تتناسل أعذاري .
في قلبي شعاع غريب ينبعث وينحدر ليمتزج بي كسطر مائل كسرته الأجوبة الصّامتة في عناقيد المجهول .
في شبكة القدر التي قادني إليها إهمال صغير لأصبح كبيرة في عيون من لملم شتاتي في صورة أعجزت من رآها عن تفسير موقفي ، وترتيب هذه الضّوضاء التي أحدثها قلبي الصّغير ليهبّ كغيمة ماطرة ، ثقيلة وباردة في ظلمة وكبرياء كأنّي خارجة من لحظة جامدة ، من نبضة ينكرها المنطق ويؤمن بها المجهول .
لم أكن مذنبة يوما فقط أنا أتهكّم على الحياة بحرصي الشّديد على أداء الواجب مهما كان الحال والزّمن والمكان
فقط آمنت أنّ الواجب أمانة ، وأنّ العمل نجاة ، وأنّ الحياة تبقى مجرّد عائق صغير أمام الآمال الكبيرة التي تنتظرني خلف أبواب المدرسة الموصدة ، وأنّي سأكون وفيّة للقضيّة التي علّمتني الحياة إيّاها بألم .

" مشكلات الميراث وانعكاساتها السّلبية على التّماسك الأسري والاجتماعي"

الملتقى الوطني " مشكلات الميراث وانعكاساتها السّلبية على التّماسك الأسري والاجتماعي"

23)- 24( فيفري 2018 بالمركز الثقافي الإسلامي : مولود قاسم نايت بلقاسم ولاية بجاية
إنّ الأسرة معجزة الإنسان في الأرض آياتها سموّ النّفس وإجلال الحبّ ، وبرّ الفضيلة غير أنّ الذّنيا لا تحكّم العاطفة دائما في نيل مطالبها فتتجنّى على الإنسانية ، وتتعدّى رحمة الواجب ، وتتخطّى حدود الطّاعة حين تكثر المطامع ويصبح للمال الطّريق الأقصر للجنّة ، ولنعيم القلب وقوى النّفس حتّى لو كان ذلك على حساب صلة القرابة ودم الأخوة التي جمعت البشر في رحم واحد .
أناس انفصلوا عن إنسانيّتهم ، وانحطّوا إلى أسفل المراتب في صراعاتهم المتفجّرة التي تعجّل بموت الحقوق التي شرّعها الله سبحانه وتعالى نتيجة لعدم الالتزام بالثّوابت الشّرعية التي نظّمت الحياة وجعلتها عادلة ، كاملة بالإيمان والحبّ والفكر الذي يعلو بمعانيه الجميلة دون أن يزيغ.
ولعلّ مشكلات الميراث من القضايا التي طالما سمعنا عنها قصصا تتدفّق منها الجراح كالطّعن على الجسد الذي يتفجّر دون أن يبرأ مخلّفا بيوتا مهدّمة ، وأرحاما مهجورة ، وتواصل منقطع بين أواخر نور وأوائل ظلمة لا نرى في رمادهما غير السّواد والتّفكك ، والانشقاق ، والتّناحر ، والتّنافر الذي يفسد المجتمع ويجعله في كفّ الشّمس حين تغرب .
وقد كان لي من الشّرف أعظمه أن أمطرت ببعض سحابي على هذه الأرض الطيّبة التي جمعتنا لنطفئ الجمر المتّقد ، ونخلق مزاجا للتّآلف ، فكان كالشّعاع لقاؤهم ، كحفيف أوراق الشّجر يجعلون من البعد قربا ، ومن الاختلاف اتّفاقا ، ومن الغموض وضوحا ، ومن كلّ شيء شمعة متوقّدة تشتعل بقاصف من كلماتهم الهادئة فكانت البداية المباركة يوم الجمعة 23 فيفري 2018
الجلسة العلمية الأولى للملتقى الوطني: "مشكلات الميراث وانعكاساتها السلبية على التماسك الأسري والاجتماعي".من إعداد الدكتورة دهينة نصيرة جامعة الجزائر، المحامية: فاطمة الزهراء بن براهم ،الدكتور سعيد بويزري عضو المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور: سعيد قاضي جامعة تيزي وزو، الدكتور: موسى بن سعيد جامعة برج بوعريريج. حيث ترأّست الجلسة العلمية الدّكتورة قروفة زبيدة التي قادت هذا القبس النّوراني بمجذاف كلّه حكمة ووقار ومدارك لابدّ من المرور ببحرها لتفادي كلّ هذا الألم الذي يحدث بين الأسر وتناحرها الوجع .
المداخلة الأولى : مدخل مفاهيمي لعلم الميراث للدكتور موسى بن سعيد من جامعة المسيلة حيث أفاض كثيرا في هذا المدخل الذي كان لا بدّ من الانطلاق من ساحله لمعرفة أغواره العميقة حيث كان ملمّا بكلّ ما يخصّ هذا العلم كبداية للانطلاق في شعاب أخرى للموضوع الشّامل لهذا الملتقى .
المداخلة الثّانية : نظام التّوريث الإسلامي ومقاصده للدّكتورة نصيرة دهينة من جامعة الجزائر حيث تألّقت هي الأخرى بما جادت به دفاترها وكتبها وسطورها التي خطّت بما يكفي لقراءة هذا النّظام عن قرب شديد واستخلاص عميق لمقاصده .
المداخلة الثّالثة : تقنين فقه الميراث في البلدان العربية للدكتور سليمان ولد خسال من جامعة المدية حيث كان أنيقا في معارفه ، آخذا بكلّ الجوانب التي من شأنها استقطار بعض المقاهيم التي لابدّ من الوصول إليها عقلا وفكرا وإحساسا وواقعا .
المداخلة الرابعة : آليات قانونية وعملية للأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم محامية حيث استفدنا من خبرتها في هذا الميدان ، شاكرين لها تلك العدسة الدّقيقة التي وجّهتها صوب ما التقطته من تجارب وأمثلة حيّة بلغتها القانونية والعملية الحكيمة نظرا لمعاشتها لمثل هذه الحالات
وقد اختتمت هذه الجلسة بمناقشة لما ورد سابقا من معان ومفاهيم ومقاصد للدّكاترة الكرام للإفادة أكثر وجعل المفاهيم قريبة إلى الأذهان الحاضرة
فعاليات اليوم الثاني من الملتقى 24 فيفري 2018
الجلسة العلمية الثانية للملتقى الوطني: "مشكلات الميراث وانعكاساتها السلبية على التماسك الأسري والاجتماعي".من إعداد الدكتورة:إقروفة زبيدة جامعة بجاية، الأستاذ الدكتور: سليمان ولد خسال،الدكتور: عبد الحفيظ بكيس جامعة برج بوعريريج، ،الأستاذ الدكتور: داود عبد القادر جامعة وهران. حيث ترأس هذه الجلسة القيّمة الدّكتور : معمر داود من جامعة عنابة حيث كانت المداخلة الأولى من إعداد وتقديم الدكتور عبد الحفيظ بكيس من جامعة برج بوعريريج والتي كان عنوانها : الضغوط الدولية لمنظومة العولمة من أجل التّخلّص من قضايا الميراث . وأغتنم الفرصة لأشكره على انكشاف معدنه الطيّب ، وخلقه النّوراني ، وصحبته السّارة ، وعطائه الّلا محدود فأهداني راحة الرّجوع إلى الدّيار خاتما الرّحلة التي جمعتنا بكتاب قيّم من نبع أفكاره عليه إمضاء كمسك العنبر سيظلّ كالذّكرى قائما في قلبي .
المداخلة الثّانية : "العولمة والاتفاقيات الدّولية وأثرها على أحكام الميراث" للدكتور عبد القادر بن داود جامعة وهران تلك الشّعلة المتواضعة التي سعدت كثيرا بصحبتها كالحقيقة السّهلة الواضحة التي لا يستطيع أحد الذّوبان في ملحها غير قلّة قليلة كأمثالهم .
المداخلة الثّالثة : الميراث في قانون الأسرة الجزائريّ إشكالات وإغفالات للدكتور ة قروفة زبيدة من جامعة بجاية وختامها كان بمناقشة ثريّة لما تمّ طرحه مسبقا 
الجلسة العلمية الثالثة للملتقى الوطني: "مشكلات الميراث وانعكاساتها السلبية على التماسك الأسري والاجتماعي". من تنشيط الأستاذة : شرشور كريمة بجاية ، الأستاذ: يوسف دحماني بجاية ، حيث قاد زورق الإبحار إلى هذه العوالم الأسرية العميقة الدكتور لخضر حداد من جامعة الجزائر 
المداخلة الأولى :.الإشكالات التّطبيقية لأحكام الميراث للأستاذ فريد ساجي موثّق من ولاية بجاية والأستاذة كريمة شرشور باحثة. شاكرا لهما ما قدّماه من جهد فكري وحضور كلّه عزيمة وإشراق .
وكالعادة لابدّ في الأخير من مناقشة لما ورد آنفا ليتمّ بعدها الإعلان عن فترة الاستراحة التي دامت ربع ساعة 
الجلسة العلمية الرابعة للملتقى الوطني: "مشكلات الميراث وانعكاساتها السلبية على التماسك الأسري والاجتماعي". من تقديم الأستاذ الدكتور: بشير قادرة جامعة باتنة ، الدكتور: فريد تريكي بجاية، الأستاذ: خبابة عبد النور جامعة قسنطينة، الأستاذ: دادة بشير عنابة، الأستاذ الدكتور: موسى اسماعيل جامعة الجزائر.
حيث قاد غمارهذه الجلسة الأستاذ بشير دادة.
المداخلة الأولى : واقع توزيع الميراث في الجزائر للدكتور موسى اسماعيل من جامعة الجزائر .
المداخلة الثّانية : عدم الالتزام بأحكام المواريث الشّرعية ( الأسباب ، الآثار ، العلاج ) للأستاذ بشير قادرة جامعة باتنة الذي كان مميّزا بمداخلته التي تحسب له كثيرا
المداخلة الثّالثة : التّنسيق الأسري بين عوامل البناء ومعاول الهدم ( مشكلات الميراث أنمودجا ) للأستاذ عبد النور خبابة جامعة قسنطينة الضّعيف اماكم دائما .
المداخلة الرابعة : واقع التوريث في الأسرة الجزائرية للدكتور : فريد تريكي من جامعة عنابة .
تليها مناقشة لما تمّ طرحه مسبقا من السّادة المحاضرين .
لتختتم الجلسة في الأخير بتقديم قراءة شاملة وتوصيات بخصوص ما تمّ عرضه قصد الوصول إلى حلول من شأنها التقليل من ظاهرة التّقاتل حول الميراث والتّركة التي شتّتت القلوب وجعلتها متنافرة كأنّ الدّم الواحد ما اجتمع يوما في رحم واحد .
بقلم عبد النور خبابة