السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-10-31

القرابين


القرابين
هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ
وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ
وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ
وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ
لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ
وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا
سُورَ مآتِمْ .
إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ ..
كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ
على كُلِّ العَواصِمْ !
أيُّ دارٍ ؟!
أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ
كُلَّما زادَتْ بها البُلدانُ.. قَلَّتْ !
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِمْ .
أيُّ نِفطٍ ؟!
صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ،
عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ
وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ !
أيُّ شَعْبٍ ؟!
شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ
بَينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ
مُستنيرٌ بظلامٍ
مُستجيرٌ بِمظالِمْ !
هُوَ أجيالُ يَتامى
تَتَرامى
مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .
كُلُّ جيلٍ يُنتَضى مِن أُمِّهِ قَسْراً
لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)
وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً
ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ
وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ .
فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بيدَيْها
وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ !
فَإذا فَرَّ
تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ
فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى
أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !
فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبي الهَوْلِ
لَدَى مَوْتِ الضّحايا..
واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ
لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا
نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!
* *
يا شُعوباً مِن سَرابٍ
في بلادٍ مِن خَرابْ..
أيُّ فَرْقِ في السَّجايا
بَينَ نَسْرٍ وَعُقابْ ؟!
كُلُّها نَفْسُ البهائِمْ
كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ
في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ
كُلٌّ توائِمْ !
* *
عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ
حَقْناً لِدِمانا
وانقَسَمْنا بِهَوانا
مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ
ما بَينَ الخَطيئاتِ وما بينَ المآثِمْ
وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .
داؤنا مِنّا وَفينا
وَتَشافينا تَفاقُمْ !
لو صَفَقْنا البابَ
في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ
لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنْهُ
آثامُ الأعاجِمْ !
أحمـد مطـر
يـوم السبت 1- 3-2003

رسالة إلى مواطن أمريكي بسيط اسمه جورج

رسالة إلى مواطن  أمريكي بسيط اسمه جورج
عزيزي جورج ..
تحية طيبة .. مثلك .

أرجو أن تشاركني – يا صديقي – قراءة ما كتبته منذ لحظات . وعلى فكرة ، هذه الرسالة لا تحمل الجمرة الخبيثة !

(1)
صديقي .. أولا أريد أن أخبرك ..
أنا لا أكره أمريكا ، ولكنني أيضا لا أحبها !

(2)
صديقي ..
أنا لا أكره أمريكا التي تسهر حتى الصباح في المعمل لكي تنتج الدواء للإنسان ( بغض النظر عن معتقدات هذا الإنسان وقيمه وانتمائه ) . ولكنني لا أحب أمريكا صاحبة أول قنبلة ذريّة تطلق على البشرية .

(3)
أنا لا أكره " همنغواي " ، ولكنني لا أحب " فوكوياما " !

(4)
أنا لا أكره أمريكا التي اكتشفت لنا الذهب الأسود
ولكنني لا أحب كل قرارات البيت الأبيض .

(5)
أنا لا أكره تمثال الحريّة ..
ولكنني لا أحب الحريّة / التمثال !

(6)
أنا لا أكره أمريكا التي قدمت لنا هذا الصندوق السحري (الانترنت ) .
ولكنني لا أحب " بل غيتس " الذي يمتص ما في جيبك من دولارات لكي يرسلها إلى جيش إسرائيل ، لكي يقتل مواطنا فلسطينيا ، ذنبه الوحيد أنه يتمسك بأرضه .

(7)

أنا لا أكره أمريكا التي تؤمن بالله وتحب المسيح والعذراء ، بل أنا أحب المسيح عليه السلام مثلما أحب محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة و السلام .
ولكنني أكره ( العولمة ) هذا الدين الجديد الذي يبشّر به " فريدمان " ويريد من الجميع الإيمان به . و"فريدمان " – بالطبع – لا يفرّق بين الأنبياء ومدراء المبيعات !!

(8)
جورج .. أنا مثلك بالضبط !
لي منزلي الصغير ، وجيراني الطيبين الذين أحبهم ويحبونني .
وأصدقاء رائعون أتنفسهم مثلما أتنفس الأوكسجين .
وأولاد صغار أخاف عليهم من انفجار إطارات الباص المدرسي الذي ينقلهم من المدرسة إلى المنزل !
أريد أن أرى أصدقائي وهم يعيشون حياتهم الرائعة بسلام ..
أريد أن أرى أطفالي وهم يكبرون أمام عينيّ بسلام ..
ولا أريد أن يحدث أي مكروه لأولاد الآخرين ..
ولا لأصدقاء الآخرين ..
ولا لمنازل الآخرين ..
ولا لأوطانهم .
ولكن – يا جورج – لي أخ في فلسطين ..
كل يوم يقتل أحد أبنائه ( برصاص أمريكي )
كل يوم تهدم غرفة جديدة في منزله ( بجرافة أمريكية )
كل يوم تسرق شجرة من حقله .
ورغم كل هذا ، يأتي (رئيسك ) بوش ليقول للعالم أجمع أن (شارون ) القاتل والسارق : رجل سلام !
تخيّل !!

(11)
ألا تزال على عادتك – يا صديقي – لا تتابع نشرة الأخبار !
شاهدها الليلة .. ( لكن في غير الــ CNN ! )
وقل لي رأيك .

(12)
في هذه اللحظة أنتهي من كتابة هذه الرسالة لك ..
أنهض من المقعد ..
أذهب إلى النافذة ، وأنظر إلى السماء ، فأشاهد قمرا جميلا ( بالضبط هو نفس القمر الذي تشاهده أنت ) أستنشق الكثير من الأوكسجين ( بالضبط هو نفس الأوكسجين الذي تستنشقه أنت ) وأدعو الله أن يحفظ لنا هذه الأرض التي تضمنا جميعا ، ويحفظ لنا أولادنا ، ويبعد عنا جميع (الحروب الذكية) التي يبتكرها الساسة في البيت الأبيض !
جورج ! هل تصدق أن هناك ( حروب ذكية ) ؟!!
كل الحروب غبيّة يا جورج !
كل الحروب غبيّة !

زيارة إلى وهران:

زيارة إلى وهران:
قرّرت زيارة وهران، حدّدت السّبت يوما للزّيارة والسّاعة السّادسة مساء للانطلاق على أمل الوصول في الصّباح الباكر، جاء السّبت وصلتُ إلى المحطّة قبل ساعة من انطلاق الحافلة ، انتظرت قليلا ، هاهي الحافلة ركبت ، عشرُ ساعات من السّير المتواصل المقطوع لفترات قليلة لوجبة العشاء؛ والقهوة، السّاعة الرابعة و39د أنا في محطّة وهران، نزلت أخذت مكانا مع شرطي صار صديقا لي خلال هذه الرحلة في مقهى المحطة، ارتشف كلانا قهوة، وبحكم أنه عمل في وهران مدة وسكنها أيضا اخبرني أن الوضع هنا في هذا الوقت الباكر سرقة وضرب بالسكاكين ووووو... كل أمورا لا تسر، أخذت هذه الفكرة من أول وهلة، غادر صديقي تاركا إياي في المحطة، كنت جالسا قريبا من جابي المحطة  وكان عنده جماعة من أصحاب سيارات الأجرة يتحدثون ، للأسف موضوع الحديث من البداية وخلاله وحتى نهايته ، تعرض جماعة للسرقة، حصل تبادل إطلاق نار مع جماعة من المجرمين والشرطة وتدخل الدرك، سرق فلان، أرادوا سرقتي الأحد الماضي، فلان صاحب سيارة الأجرة احتال على شيخ قال له لما سأله بكم تأخذني إلى مكان كذا قال له ب400 دينار، ولما أوصله طلب منه 1600دج بدعوى أن 400 دج هي للمكان الواحد، والأمر ليس كذلك، .... قلت في نفسي سبحان الله ، هذا كله يحصل هنا ويحصل في بلاد المسلمين،
سمعت أذان الفجر من مسجد أخذت أخطو صوب الصوت، مشيت أمتارا، إذ بسيارة الشرطة تقف عندي، يحدثني راكباها أين تريد الذهاب عليك أن ترجع إلى المحطة وتنتظر طلوع النهار الأمر هنا خطر واللصوص في كل مكان، أخبرتهما أني أريد المسجد أركباني وأوصلاني إلى المسجد ، صليت وأخذت مصحفا إلى طلوع الفجر.
فيا زائر وهران هذا ما تسمع إذا زرتها في وقت أسدل فيه الليل سدوله وأرخى فيه على الدنيا خيوطه.
المدينة الحضرية الحالية صارت لأسباب كثيرة لعل رائدها المخدرات ، البطالة، تخلي الأسرة عن دورها في التربية، استقالة المدرسة، رفقة السوء وسائل الإعلام أو قل وسائل الإعدام ...كل هذا وغيره أفرز لنا مدينة يجدر أن نسميها مصانع كبرى للجريمة والانحراف.
طلع النهار استمتعت بوقتي كثيرا وأنا في وهران وكان يومي من أسعد الأيام تلاشت فيه ومعه كل ما قرع سمعي في الصباح الباكرـ وحتى لا يغضب علينا أهل وهران ـ أسرد شيئا يعيد للنّفوس الرّاحة والطّمأنينة وراحة البال؛ في اليوم الثاني  من زيارتي وأنا خارج من المسجد بعد أداء صلاة العصر انتعلت نعلي واقفا رآني شيخ ربت على ظهري قائلا يا ولدي ضع أصبعك خلف الحذاء وأنت تلبسه حتى لا يفسد ويبقى لك سليما. شكرته بابتسامة وقول ودعاء، سرّني كثيرا اهتمامه وحسن عنايته، مشيت قليلا كنت أحمل حاسوبي معي في محفظته وكيسا بلاستيكيا وبينما أنا أريد قطع الطّريق إذ بشخص يقول لي : يا أخي علقه يقصد المحفظة، شكرته وعملت بنصيحته مع أني لا أحب تعليق المحفظة، كانا هذان موقفان جميلان يدلان على تأصل الخير في النفوس وانه لا يعدم عصر ولا مصر من أهل الخير .
وهران في 22/10/2011م
الساعة 6:00 صباحا.
بقلم عبد النور خبابة