السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2014-03-30

أنواع القلوب المذكوره فى القرآن


أنواع القلوب المذكوره فى القرآن :
القلب السليم :
وهو مخلص لله وخالٍ من من الكفر والنفاق والرذيلة } إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {
القلب المنيب : وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله مقبل على طاعته. { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }
القلب المخبت :الخاضع المطمئن الساكن.َ{ فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ }
القلب الوجل : وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل ، وألا ينجى من عذاب ربه. { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
القلب التقي :
وهو الذي يعظّم شعائر الله. } ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {
القلب المهدي : الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره. { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
القلب المطمئن :
يسكن بتوحيد الله وذكره. } وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّه {
القلب الحي : قلْب يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي ضَرَبَ اللَّه بِهَا مَنْ عَصَاهُ مِنْ الْأُمَم. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ }
القلب المريض : وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام. { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }
القلب الأعمى :وهو الذي لا يبصر ولايدرك الحق والإعتبار. { وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
القلب اللاهي: غافل عن القرآن الكريم، مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها،لا يعقل ما فيه.{ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ }
آلقلب الآثم : وهو الذي يكتم شهادة الحق. { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }
القلب المتكبر :مستكبر عن توحيد الله وطاعته،جبار بكثرة ظلمه وعدوانه. { قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }
القلب الغليظ : وهو الذي نُزعت منه الرأفة والرحمة . { وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }
القلب المختوم :لم يسمع الهدى ولم يعقله { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ }
القلب القاسي :
لا يلين للإيمان, ولا يؤثِّرُ فيه زجر وأعرض عن ذكر الله . } وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً {
القلب الغافل: وهو الذي صدّ
عن ذكر الله، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه . } وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا {
الَقلب الأغلف :وهو
قلب مغطى, لا يَنْفُذ إليها قول الرسول صلى الله عليه وسلم . } وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ {
القلب الزائغ: ويكون
مائلاً عن الحق } فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ {
القلب المريب:
ويكون محتاراً في شك } وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ {
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اللهم إجعل قلوبنا من القلوب السليمة المطمئنة البيضاء وثبتنا على الهدى والايمان

أقوال أعجبتني




* لو أننا نعلم ما يُقال عنّا في غيابنا ..
لما ابتسمنا في وجوه الكثير من الناس !!
* سئل حكيم لما السماء صافية ؟
فابتسم وقال: لأن البشر لا يعيشون فيها !!
* قليل من الماء ينقذك وكثير من الماء قد يغرقك !!
فتعلم دائما ان تكتفي بما تملك .....
* كي تنجح في الحياة تحتاج أمرين :
الثقة والتجاهل
* الغباء نقص ، والتغابي كمال ، والغفلة ضياع ، والتغافل حكمة !
* دائماً الحاسد يراك مغروراً ؛ والمحب يراك رائعاً !
* لا تتألم إذا أنكر احدهم فضلك عليه !
فـأضواء الشوارع تُنسى في النهار !!
* قطت شجرة فسمع الكل صوت سقوطها !
بينما تنمو غابة كاملة ولا يسمع لها أي ضجيج !
فالناس لا يلتفتون لتميزك بل لسقوطك !
* بعض المنعطفات قاسية !
لكنّها إجبارية لمواصلة الطريق !!

عالم بريطاني أسلم بسبب آية من القرآن

عالم بريطاني أسلم بسبب آية من القرآن

****************************
" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
[الزمر: 42]

السبب
لقد انشغل العالم البريطاني الشهير (آرثر أليسون) رئيس قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية بجامعة لندن
بالطاقة الموجودة داخل الانسان وهو حي وهو ميت .. إلى أن وجد أن الإنسان الميت يفقد شيء عندما يموت فيقل وزنه , ولكنه لم يعلم ما هو هذا الشىء الذى يفقده كل إنسان من وزنه عند الموت؟؟؟
فحضر المؤتمر العلمى الإسلامى فى القاهرة عام 1985
ولم يكن وقتها مسلما..أتى فقط لعله يجد إجابة من الحاضرين...لأن الموضوع يتعلق بالطب النفسى والروحانى ..الذى تهتم به الأديان
جاء طالب مصري كان يدرس تحت اشرافه وقال له : ألا أدلك على طريقة اسهل؟ فقال العالم (أليسون ) ما هي؟ قال : زن بأجهزة قياس الطاقة...الطاقة فى جسد الإنسان وهو يقظ ثم وهو نائم فتعجب العالم !! وقال فما العلاقة بين اليقظة والنوم؟ فقال له الطالب : عندنا فى اللغة العربية...كلمة الوفاة تطلق على النائم والميت فهما سواء والفرق فى الطاقة بين الميت والحى..تماما مثل الفرق بين النائم والمستيقظ...وهذا الفرق هو نتيجة أن كلا من الميت والنائم تخرج منهما ( الروح) ..
فبدأ العالم قياساته فوجد ان النائم يفقد قدرا من الطاقة تساوي تقريبا ما يفقده الميت ..وعرف أن هذا النقص فى كلا الحالتين ناتج عن خروج الروح ...فذهب مسرعا إلى الطالب المصرى وسأله ...من المعروف أن الإنسان عندما يموت يفقد الروح...ولكن كيف عرفت أن الروح تخرج أيضا عند النوم؟؟
فقال الطالب : آية من القرآن الكريم ..
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].
وفي الليلة الختامية للمؤتمر، وأمام مراسلي وكالات الأنباء العالمية، وقف البروفيسور "آرثر أليسون" ليعلن أمام الجميع أن الإسلام هو دين الحق، ودين الفطرة التي فطر الناس عليها.. ثم نطق بالشهادتين أمام الجميع بصوت قوي مؤمن: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله"..وسط تكبير المسلمين حوله وبكائهم من هذا الموقف الجليل..
ثم أعلن البروفيسور البريطاني عن اسمه الجديد
عبد الله أليسون

2014-03-29

سفينة النجاة من كل طوفان



التوبة هي سبيل النجاح والفلاح وهي سفينة النجاة من كل طوفانٍ، والتائب حبيب الله، والله تعالى يفتح أبوابه للتائبين ويعفو عنهم ويسترهم، ويسهل أمامهم السير على طريق العبودية له جل جلاله حتى يكونوا من عباده المقربين الذين يشملهم برعايته ومحبته.
فالله تعالى هو المتفضل بالتوبة على عباده، فهو الغني عنهم وهم الفقراء إليه، وهو سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فله الفضل والمنة ومنه الرحمة والمغفرة والتوبة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان رجلٌ يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مُتُّ فأحرقوني ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذّبني عذاباً ما عذّبه أحداً، فلما مات فُعِل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال: اجمعي ما فيك، ففعلت، فإذا هو قائم. فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك يا ربّ – أو قال: مخـافتك – فغفر له»
أخرجه البخاري في صحيحه ( 3/1383) رقم (3292)، ومسلم في صحيحه (4/2109) رقم (2756).
ومن فضل الله تعالى ورحمته على عباده أن باب التوبة مفتوحٌ لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»
أخرجه مسلم في صحيحه (4/2110) رقم (2759).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن من قبل المغرب لباباً مسيرة عرضه أربعون عاماً، أو سبعون سنة، فتحه الله عز وجل للتوبة يوم خلق السماوات والأرض، فلا يغلقه حتى تطلع الشمس من مغربها»
حديث حسن، أخرجه الترمذي في السنن (5/509) رقم (3535). وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 175) رقم ( 2801 ). 
وطلوع الشمس من مغربها هو نهاية الأمد الذي جعله الله تعالى فرصة للناس جميعاً كافرين، ومنافقين وعصاة مسلمين، ليتوبوا إليه كلٌّ حسب ذنبه، فالكافر يتوب من كفره بالدخول في دين الله الحق دين الإسلام، والمنافق يتوب إلى الله من نفاقه، والعاصي من المسلمين يتوب إلى الله من معصيته.
أما الزمن المتاح للتوبة على مستوى الفرد فهو منذ بلوغه الحُلم حتى تبلغ روحه الحلقوم عند الموت. وذلك هو ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: «إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر»
حسن ، أخرجه الترمذي في السنن (5/511) رقم ( 3537)، وابن ماجة في السنن (2/1420) رقم (4253). وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/386) رقم ( 1903 ).
والعاقل هو الذي يوقن بأن الأجل يأتي بغتةً، فلا يُسوِّف في التوبة ويماطل فيها، أو يقيس حاله بحال غيره ممن يسِّوف بالتوبة، فآجال الناس ليست واحدة، بل يشمر عن ساعد العمل ويسلك سبيل التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فلعل الله سبحانه يقبل توبته ويعفو عنه.
سأل رجل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن ذنب ألمَّ به هل له من توبة؟ فأعرض عنه، ثم التفت إليه فرأى عينيه تذرفان، فقال له: إن للجنة ثمانية أبواب كلها تفتح وتغلق إلا باب التوبة فإن عليه ملكاً موكلاً به لا يغلق، فاعمل ولا تيأس.
والتوبة تَرُدُّ عن صاحبها مقتَ الله وغضبَه، وتَرُدُّ عنه أذى كثيراً ظاهراً وباطناً، فهي علامة المسالمة مع الله تعالى، والتصالح معه سبحانه، وذلك أن من لم يوطن نفسه على التوبة له جل جلاله، فهو شاهرٌ لسلاحِ المعصية باحثٌ عن الفرصة التي تتاح له لاستعمال هذا السلاح الخبيث فهو في حرب مع الله تعالى، والويل له كل الويل إن أدركه أجله على هذه الحال، فهو سيموت ميتة الظالمين.
قال الإمام مجاهد بن جبرٍ - رحمه الله -: من لم يتب كل صباح ومساء فهو من الظالمين .
وقال عبد الله بن حبيب - رحمه الله -: إنكم لن تطيقوا غضب الله تعالى عليكم كلما عصيتموه، فأمسوا تائبين وأصبحوا كذلك تائبين  وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله - يقول للمجاهدين إذا أرادوا أن يخرجوا للجهاد: عليكم بالتوبة فإنها ترد عنكم ما لا ترده السيوف .
وقال الإمام ابن قيم - رحمه الله -: «منـزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به، واستصحبه معه، ونزل به فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وقد قال الله تعالى: [ وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون (31) ]النور
هذه الآية في سورة مدنية خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم، وهجرتهم وجهادهم، ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه، وأتى بأداة (لعل) المشعرة بالتراخي إيذاناً بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون
جعلنا الله منهم.
وللتوبة في حياة صاحبها من الفوائد والخيرات والبركات الظاهرة والباطنة والمحسوسة والمعقولة على مستوى نفسه، وبدنه، وعافيته، وعقله، ودينه، وعلمه، وماله، وعمله، وحركته كلها، وعلى مستوى ذريته، وعلى مستوى أهله، وعلى مستوى أمره كله في حياته ومماته وآخرته مالا يعلمه ولا يحيط به إلا الله تعالى.

2014-03-28

معكرات حياة الأسرة


هناك أمور تُعكِّر حياةَ الأسرة، بل قد تُفسِدها وتُعرِّضها للدمار.
وسنورِد في هذه الكلمة بعضَ ما بدا لنا أنه من المعكِّرات؛ نوردها ليُحاسِب الأزواج والزوجات أنفسهم وليَحذروها، وهي أمور حذَّر الشرع المطهر منها بنصوصه الثابتة الصحيحة.
1- أول هذه المعكرات عدم الشعور بالمسؤولية من قِبَل الزوجين كليهما، يقول - صلوات الله وسلامه عليه -: ((كلُّ مولود يولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه))[1].
• إن كثيرًا من الزوجات لا يَشعرنَ بمسؤوليتهن التي قرَّرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها))[2].
إن هؤلاء الزوجات يُطالِبن الزوجَ بأداء معظم الواجبات؛ من الإنفاق على البيت، وهو واجب عليه وحده ضِمن قُدرته، ويُطالِبنه أيضًا بالإشراف على دراسة الأولاد، وتربيتهم، وطعامهم، وبحل المشاكل كلِّها التي تَعرِض للأسرة، ولا يشعُرنَ بأن المسؤولية مشترَكة، وقد قدّر بعض الباحثين أن نسبة الزوجاتِ اللاتي من هذا القبيل في بلاد المسلمين تصل إلى تسعين في المائة.
•وهناك حالات نرى الأزواجَ لا يشعرون بمسؤوليتهم في شؤون الأسرةِ، فترى الزوج مُهمِلاً القيام بواجباته نحو أسرته؛ من جوانب الإنفاق، والتربية، والتوجيه، والرعاية الصحية، وما إلى ذلك، ويُلقي ذلك كلَّه على الزوجة.
والحق أن المسؤولية مشترَكة، ولا بد من حمْل كل من الزوجيين بعض الأعباء؛ حتى يَخِف الحملُ على كل منهما، وهذا يُحقِّق التفاهمَ والسعادة.
2- وثاني المعكرات: عدم تكيُّف كل من الزوجيين مع الوضع الجديد:
إن الحياة الزوجية مرحلة جديدة في حياة الإنسان، تختلف عن المراحل السابقة؛ فلكل من الزوجين أمزجةٌ خاصة قبل الزواج، ويجب عندما تبدأ المرحلة الجديدة أن يراعي كلٌّ منهما صاحِبَه؛ بأن يتنازَل عن بعض العادات، ويعوِّد نفسه على بعض العادات الجديدة.
إن عدم التكيف مع الوضعِ الجديد قد ينتهي إلى عدم الاتفاق بين الزوجين، والاختلافُ في الأسرة كارثة حقيقية، وهو من العوامل التي تهدِم الحياةَ الزوجيَّة.
ليس من شكٍّ في أن الآراء تختلف في كثير من الأمور، فعلى كل منهما أن يتَّسع صدره لسماع رأي صاحبه، وأن يُناقشه بموضوعية وهدوء، وليس معقولاً أن يكون أحدهما هو المتنازِل دائمًا، ويجب أن تبقى فكرة التعاون هي المسيطرة على النقاش، وكذلك فيجب أن تبقى فكرةُ احترام الآخر مُراعاةً في النقاش.
وليكن المقياس الذي يُرجَع إليه هو مبادئ الشرع المطهَّر، فإذا كان موضوع النقاش لا يُخالِف الشرع في جانبيه، فالخلاف فيه هيِّن.
3- وثالث هذه المعكرات الأَثَرة، ويعبَّر عنها أحيانًا بالأنانية:
والأنانية مِعوَل يَهدِم صَرْحَ الزوجية ويُعرِّضه للدمار، فإذا كان أحد الزوجين يُؤثِر نفسَه على صاحبه بالطعام واللباس الفاخر، وبالراحة، والمتعة، ولا يبالي بالآخر، كان ذلك سببًا لقيام نفور شديد بين الزوجين، ومهما يكن من أمر، فإن وجود الأنانية في البيت - سواء اتَّصف بها الرجل أو المرأة - من معكرات الحياة الأسرية.
قد يصبر المرء على تصرفات الآخرين حينًا من الزمن، ولكنه لا يمكن أن يستمر في هذا الصبر طويلاً؛ عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إنك لن تُنفِق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرت بها، حتى ما تجعل في فِي امرأتِك))؛ متفق عليه[3].
إن الإيثار الصادق يؤكِّد المودة، ويجعل بناء الأسرة متينًا، ويجلِب السعادة.
4- ورابع هذه المعكرات: حبُّ السيطرة بعنف، وإلغاء شخصية شريكه في الحياة:
وأبدأ بذكر هذا الأمر عند الرجل:
لقد جعل الله القوامة للرجل، وأَوجَب على المرأة طاعتَه فيما لا معصيةَ فيه، وفي الأمور التي تحقِّق للأسرة السعادةَ، وجدير بالرجل العاقل أن يستعمل هذا الأمرَ بالود والحب والرحمة دون تعسُّف، إن عليه أن يَصِل إلى قلب زوجته أولاً، فإذا تحقَّق ذلك بينهما، سَهُل على الزوجة تنفيذ الأوامر.
أما إذا كان الرجل يعامِل زوجته بالفظاظة والغِلظة، والتجهم والعُبُوس، ويُخاطبها بالكلام الجارح، فإن استعدادها لتنفيذ أوامره سيكون ضعيفًا، وإذا أطاعته أطاعتْه مُكرَهة، وقد تُعانِده فلا تُطيعه.
إن على الرجل أن ينظر إلى زوجته أنها من نفسه؛ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ [الروم: 21]، يؤلِمه ما يؤلِمها، ويَسُره ما يَسُرُّها.
إن الزوجة إنسان ولها كرامة الإنسان، فإن كان الخطاب الموجَّه إليها مُشعِرًا بامتهانها، فإن ذلك يجرح كرامتَها، وقد يُفضي بها الألم إلى كراهية الزوج.
وأما حبُّ السيطرة عند الزوجة، فموجود، وقد تعاظَم في الأيام الأخيرة، فقد يُغريها تعلُّق زوجها بها أن تَفرض سيطرتها عليه في أمور كثيرة، وهذا دون شك سلوكٌ مُنحرِف، يُضعِف العلاقة بينهما شيئًا فشيئًا؛ حتى يؤدي الأمر إلى النفور منها، وقد تسيطر عليها بسبب شيخوخته وقلة ماله، إن كان مَعْدِنها سيئًا، فلا تدَعه يتصرَّف بأي عملٍ إلا بإذنها، لا سيما إن كان لها أولاد كبار من الذكور والإناث.
إن ذلك قد يقوده إلى ترْكها، وإلى تفضيل الحياة القاسية وحده، على أن يعيش عيش الذُّل معها، إن احترامَ المرأة مشاعرَ زوجها والتعاون معه على الخيرِ، إن ذلك يجعله يحبها حبًّا مستمرًّا يُدخِل على الأسرة السعادة والهناء.
إن من الواجب على كل منهما أن يجتنِب لهجة التعالي والسيطرة، وعلى كل منها إذا طُلب منه تنفيذ أمرٍ فيه مصلحة أن يستبعِد الشعور بالضعف، وألا يُفسِّر طلبات الطرف الآخر بما لا يَحسُن صدوره.
5- وخامس هذه المعكرات: الغَيرة:
إن الحب الشديد قد يقود صاحِبَه إلى الغَيرة المبالَغ فيها، وهي تقود عندئذٍ إلى الشك والوسوسة والخلاف المستمر، وهذا الوضع أقرب إلى المرض منه إلى الحب الشديد، وهذا وضْع غير سليم أبدًا، إن الحب المتعقِّل هو الحب البنَّاء، وقد تكون الغَيرة الشديدة الهدامة عند الرجل، وقد تكون الغَيرة الشديدة الهدامة عند المرأة، وهي في الحالتين عامل هَدْم وشقاء للأسرة.
إن الغيرة أمرٌ محمود إن بقيتْ في حدودها المعقولة، أما أن تصل إلى الوسوسة، فإنها عندئذٍ بداية الهدم والشقاء.
وقد حرَّم الله - سبحانه - الظن وأمَرَنا باجتناب كثيرٍ منه؛ لأن بعضه إثم، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، فكم هدَمت هذه الغيرة الحمقاء بيوتًا!
6- وسادس هذه المعكرات: عدم التزام حدود الله، وعدم التوقف عندها في كلّ أمرٍ من الأمور: في النفقة والمعاشرة والتربية، وفي كل الشؤون.
وقد ذكر الله - سبحانه - في آيتين[4] من آيات أحكام الأسرة ست مرات (حدود الله)، وهذا يَدل على أن التزام الحدود لا بد من تحكيمه واعتماده، وأن إهماله أكبر الأسباب التي تعكِّر الحياةَ الزوجيَّة.
والالتزام بحدود الله مطلوب في كل تصرُّفات المسلم، وقد رأينا أنه ما خالَفَ أحكامَ دين الله قومٌ في أمر من الأمور، إلا كان النّكَد والشقاء مصيرهم المحتوم.
إن على الزوجين ألا يتوقَّعا حياة دون مشاكل أو اختلاف، هذا أمر لا يكون، وعليهما ألا يُصعّدا هذا الخلاف ولا يُضخّما المشاكل، ولله دَر القائل:
إذا كنتَ في كل الأمورِ مُعاتِبًا
صديقَكَ لمْ تلقَ الذي لا تُعاتِبُهْ
فعِشْ واحدًا أو صِلْ أخاكَ فإنه
مُقارِفُ ذنبٍ مرَّةً ومُجانِبُهْ
إذا أنت لم تشربْ مِرارًا على القذَى
ظَمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُهْ
ومَن ذا الذي تُرضى سجاياه كلُّها
كفى المرءَ نبلاً أن تُعَدَّ مَعايبُهْ

مهارات الإصغاء وآدابه


يَجهَل معظم الناس اليوم أهميَّة الإصغاء، خاصَّة في ظلِّ التطورات الاقتصادية والسلوكيَّة، وما يَلزَم تلك التطورات من سرعة واستغلال للوقت، فضلاً عن سرعة دوران عجلة الزمان "غياب البركة في الوقت"، ورُغْم ذلك فإن الإصغاء له تأثير عظيم في مجال العلاقات الاجتماعية والعمليَّة والدبلوماسية، ومن ثم فالإصغاء الجيد جزء لا يتجزَّأ من الحديث الفعَّال، فهو وسيلة لكَسْب ثِقة الناس وتأييدهم، الأمر الذى دعا خبراء التنمية البشرية إلى الاعتقاد بأن الإصغاء فنٌّ، وأنه أساس كلِّ حديث جيد.
والآن نَعرِض لأهم آداب الإصغاء من خلال منهجنا الإسلامي:
الإنصات باهتمام وتركيز:
أول آداب الاستماع هو الإنصات ومتابعة المتحدِّث وعدم مقاطعته، فهذا من قبيل الاحترام والتقدير، وهو وسيلة فعَّالة في كَسْب القلوب وتَرْك انطباعٍ جيد وأثر حَسَن، فإن المتحدِّث يشعر بالإيناس والطمأنينة إذا بدا على مُستَمِعه الإنصات والرغبة في الاستماع، فكم من شخصية ترجع جاذبيتها إلى قُدْرتها على الإنصات بتركيز وإقبال، وظهورها بمظهر المهتم بما يقال! وفى المقابل كم من شخصيَّة لا يحب الناس مجالستها ويَغتمُّون لحضورها؛ ليس لشيء غير أن صاحبها لا يُنصِت لهم، فيشعرون بأنه لا يُقدِّر حديثَهم، ولا يعبأ بكلامهم، والإنسان بطَبْعه يَهتمُّ بنفسه وبرغباته أكثر من أي شيء آخر، وكما قيل: إذا أردت أن تكون مُهمًّا فكن مهتمًّا.
ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة، فما قاطع مُتحدِّثًا قط، حتى مع المخالفين له في الرأي والاعتقاد، كان يسمع، وبعد أن ينتهوا، يَردُّ عليهم بما يُناسِبهم.
وكان العلماء يقولون: أول أبواب العِلْم الاستماع، ومن الحقائق المتعارَف عليها في عِلْم النَّفْس، أن الإنسان يُفكِّر بأضعاف السرعة التي نتحدَّث بها؛ لذلك فإن العقول تكون في حالة سِباق مع الصمت، ومن ثَمَّ فالمستمع أقوى من المتحدِّث، وقد وجَّه القرآن إلى المسلمين الأمر بالإنصات إلى القرآن؛ للتفكر والتدبُّر ونيل الرحمة والهداية؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].
ومن الجدير بالذِّكر أن الإنصات ليس بالشيء الهين، فالإنسان مجبول على الكلام ومدفوع إلى الرغبة في الصدارة والتميُّز، فتجد الكثيرين لا يَصبِرون أمام هذا الدافع، فيُحاوِلون التحدث بدلاً من الاستماع، والعاقل هو الذى يتذكَّر آثارَ الإنصات فيَكبِت جِماحَ نفسه، ومن هنا كان التأكيد على أهمية الصبر.
تَجنُّب الاستماع إلى الغِيبة والكلام القبيح:
كما حرَّم الشرعُ أن يغتاب المسلم أخاه، حرَّم كذلك أن يَستمِع إلى غِيبة أخيه دون أن يُنكِر على قائلها؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن ردَّ عن عِرْض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النارَ يوم القيامة))[1].
فمن تمام المروءة وحُسْن الخُلُق أن يَذُبَّ المرء عن عِرْض أخيه، وأن يَدفَع عنه ما يسوؤه في غَيبته؛ لأن عدم الذبِّ فيه إقرار، والمُقِر بالشيء كمن فعَله أو شارَك فيه.
وسَمْعَك صُنْ عن سَماع القبيح
كصونِ اللسانِ عن النُّطْقِ بِهْ
فإنَّكَ عند سَماعِ القبيح
شَريكٌ لقائله فانتِبهْ
البشاشة والوجه الطَّلْق:
من آداب الاستماع تحلِّي المستمِع بالبشاشة والوجه الطَّلْق، وتَجنُّب العبوس والكآبة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَليق))[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المُنكِر صدقة...)) الحديث[3].
الابتسامة تَبُث الطمأنينةَ والارتياح، وتعمل على توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، ولها تأثير فعَّال في امتصاص الغضب، وكَسْر الحدة والعنف؛ لذلك قال الصينيون: إذا لم تَستطِع أن تبتَسِم فلا تفتح دُكانًا.
حفظ السر:
السرُّ عَهْد يَعهَد به المتحدِّث إلى المخاطَب، والله أمر بالوفاء بالعهود؛ قال تعالى:﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
إفشاء الإسرار من أخطر الوسائل التي تُثير الفتنَ وتُفضي إلى البُغْض؛ لأنه ما سُمِّي سرًّا إلا لخطورة انتشاره وذيعه، والإنسان بطَبْعه يميل إلى الفضفضة بالهموم والملمّات؛ لعله يجد من يريح عنه ويُطمئنه؛ لذلك جعل الإسلام السرَّ أمانة، ومن هنا تَجِد الأمينَ على الأسرار يُقبِل عليه الناس، ويفتحون له قلوبَهم؛ ثِقَة فيه.
قال أنس بن مالك: أَسرَّ إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم سرًّا، فما أخبرتُ به أحدًا بعده، ولقد سألتني أم سليم، فما أخبرتها به[4]، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدَّث الرجلُ بالحديث، ثم التفت، فهي أمانة))[5].

وقيل: كتمان الأسرار يَدُل على جواهر الرجال، وكما أنه لا خير في آنيه لا تُمسِك ما فيها، فكذلك لا خير في إنسان لا يُمسِك سرَّه.

قال الحسين بن عبدالله:
لا يَكتُم السرَّ إلا كلُّ ذي خطرٍ
والسرُّ عند كِرام الناسِ مكتومُ
والسرُّ عندي في بيت له غَلَقٌ
قد ضاع مفتاحُه والبابُ مَردومُ

حكمة الأسبوع




 
 
للأسف
عندما كنّا صغارا كنّا نلعب مع بعض
وعندما كبرنا أصبحنا نلعب على بعض
كنّا نضحك مع بعض أصبحنا نضحك على بعض
كنّا نحكي مع بعض أصبحنا نحكي على بعض
كنّا نأكل مع بعض أصبحنا نأكل لحم بعض

2014-03-27

قطــــــــــــــــــــــــــــوف


يقول افريت مارتن : صاحب كتاب نم قليلا تعش كثيرا : إنَّا ورثنا عادة النوم من جداتنا.
ويقول بوناثان سويفت الانجليزية : أفضل الأطباء في العالم ثلاثة: الدكتور رجيم وهادئ ومرح.
ويقول مرسيه الفرنسي: لن تكون عظيما إلا بألم عظيم.
ويقول جوستاف لويون : لا يعرف العالم فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب.
ويقول صموئيل جونسون : النظر إلى الجانب المشرق من كل حادثة أغلى من ألف جنيه في السنة.
ويقول أولسر : اعطنا خبزنا لهذا اليوم فقط.
يقول ستيفنسون : كل إنسان يستطيع أن يعيش السعادة حتى تغرب الشمس لهذه الحياة.
يقول دانتي : فـكـر أن هذا اليوم لن ينبثق مرة ثانية.
يقول كاليداسة الهندي : أمس ميت واليوم مولود وغداً غائب.
يقول د. جوزيف مونتاجيو -صاحب كتاب مشكلة العصبية- : أنت لا تمرض مما تأكل لكن من الشيء الذي يأكلك.
يقول شكسبير: لا توقد لعدوك فرنا فتقع فيه.
يقول براندوني : لا تبك على الحليب المراق.
يقول دايل كارنيجي : لا تحاول نشر النشارة ولا طحن الطحين.
يقول ميلتون : إن العقل يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً والجحيم جنة.
يقول نابليون: ملكت الجاه والسلطة والفن ولم أسعد في حياتي إلا ستة أيام.
يقول الفيلسوف أبيكتيتوس : الأفكار الخاطئة في الذهن كالورم في الجسم يجب بترها.
يقول الفيلسوف الفرنسي مونتين: لا يتأثر الإنسان مما يحدث ولكن بتفكره فيما يحدث.
يقول وليم جيمس – أبو علم النفس: حياتك من صنع أفكارك.
يقول شوبنهور الفيلسوف الألماني في كتاب (دراسات في التشاؤم): ثمن الانتقام تدفعه أنت.
يقول الجنرال ايزنهور : لا تضيع دقيقه واحدة في التفكر في أعدائك، امسحهم من الذاكرة.
يقول كونفوشيوس : ليس المهم أن يساء إليك، المهم أن تفكر فيمن أساء لك.
يقول أرسطو : الرجل المثالي هو الذي ينفع الآخرين والفاشل هو الذي يطلب النفع من الناس.
يقول برلين : إذا ما أصررت أن تكون كما أنت ولا تقلد غيرك صرت فريدا في العالم.
يقول أمريسون : (الاعتماد على النفس): التشبه والذوبان في الآخرين انتحار.
يقول بتهوفن: عاهاتنا تساعدنا على النجاح.
قال بوليثو : كل أحمق يستفيد من أرباحه ولكن الذكي من يحول خسائره إلى أرباح.
قال أبراهام لنكولن : لو حاولت قراءة رسائل الشتائم الموجهة لي لتعطلت عن العمل.
قال بنيامين فرانكلين: عندما تحسن للآخرين تحسن إلى نفسك.
قال فرنسيس بايكون : قليل من العلم ربما يجعلك ملحدا فإذا تعمقت آمنت بالله.
قال كارل جانج : في كتابه -الإنسان الحديث في البحث عن الروح-: كل الناس مرضى إلا المؤمنون بربهم.
قال غاندي : من دون الصلاة لأصبحت مجنونا من أمد طويل.
قال اليكسيس كاريل، الحائز على جائزة نوبل في كتابه -الإنسان ذلك المجهول-: أعظم طاقة الإنسان هي الصلاة.
قال توماس جفرسون: اعمل ما تراه صحيحا وأدر ظهرك لكل نقد سخيف.
قال والت ويتمان : استفد درساً من عدوك أكثر من صديقـك.
قال بزر جمهر : الشدائد قبل المواهب كالجوع قبل الشبع يحسن موقعه ويلذ طعمه.
قال أفلاطون : الشدائد تصلح من النفس بقدر ما تفسد من العيش والترف بضد ذلك.
قال أرنولد توينبي : الدعة تنافي الحضارة.
قال أزدشير: الشدة كحل ترى به ما لا تراه بالنعمة.
قال ابقراط : الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع.
قال الشاعر الانجليزي تشوسر: التجربة تؤخذ من الكتب ومن ممارسة أحداث الحيـاة.
قال ونستون تشرشل : السياسة ابنة التـاريخ، والتـاريخ ابن الجغرافيا والجغرافيا لا تتغير.
قالوا لولا أن فرانسوا فولتير -الأديب الفرنسي- نقد وليم شكسبير وشهَّر به لما ذاع صيته.
قال برتراند راسل : إن روجر بيكون أخرج الفكر الانجليزي من غياهب الكنسية لأنه قرأ للفلاسفة العرب.
يقول كريسي مريسون -في كتابه الإنسان لا يقوم وحده- : إذا شككت في القدرة فتفكر في النحلة.
قال فيثاغورس : احفظ ميزانك من الندى، وأوزانك من الصدى، أي اللسان من الخنا والعقل من الهوى

2014-03-25

حكمة غاندي


صورة: ‏يحكى أن غاندي كان يجري للحاق بقطار وقد بدأ القطار في السير وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه... فما كان منه إلا أن أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار!.... فتعجب أصدقاؤه وسألوه "ما حملك على ما فعلت، لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى " فقال غاندي بكل حكمة "أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده"....

ما رأيكم في سرعة بديهة غاندي وفي حكمته؟

قواعد كثيرة تبنى على تلك القصة:

1- عدم الانشغال بتوافه الأمور... فما المشكلة في فقد حذاء؟ 

2- عدم الحزن على ما فاتك أو ضاع منك، فما كان قد كان ولن ينفع الندم على ما فات.

3- اتخاذ القرارات في الحياة بناء على المبادئ وليس على الشهوات والمزاج.... فتصرف الكثير من الناس في موقف مماثل هو الغضب والثوران بل ويمكن محاولة إيقاف القطار وتعطيل الناس من أجل حذاء الأخ.... ولكن غاندي وضع جانبا مزاجه واتخذ قراره بناء على مبدأ الإيثار... الإيثار لمن في القطار حتى لا يعطل مصالحهم والإيثار للفقير الذي سيجد الحذاء في يوم من الأيام فينتفع به.

4- تحويل المحن إلى منح... فلو اعتبرنا أن فقدان حذاء غاندي محنة له فقد حولها إلى منحة لغيره... فانظر وتأمل وطبق تلك القاعدة في حياتك.

5- سرعة البديهة وهي خصلة تجدها عند من اعتاد اتخاذ القرارات في الحياة بصورة عقلانية وبتأن... فعند الطوارئ تجد عقله مبرمجاً للتفكير بصورة صحيحة فيتخذ قراراته بصورة صحيحة وتلقائية.

*ملحوظة: السعادة الحقيقية هي في أن تعيش لغيرك وتضع مصالحك ورغباتك جانبا... أمر صعب أليس كذلك؟ ولكن من قال إن السعادة الحقيقية سهلة المنال؟!‏
 
يحكى أن غاندي كان يجري للحاق بقطار وقد بدأ القطار في السير وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه... فما كان منه إلا أن أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار!.... فتعجب أصدقاؤه وسألوه "ما حملك على ما فعلت، لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى " فقال غاندي بكل حكمة "أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده"....
ما رأيكم في سرعة بديهة غاندي وفي حكمته؟
قواعد كثيرة تبنى على تلك القصة:
1- عدم الانشغال بتوافه الأمور... فما المشكلة في فقد حذاء؟
2- عدم الحزن على ما فاتك أو ضاع منك، فما كان قد كان ولن ينفع الندم على ما فات.
3- اتخاذ القرارات في الحياة بناء على المبادئ وليس على الشهوات والمزاج.... فتصرف الكثير من الناس في موقف مماثل هو الغضب والثوران بل ويمكن محاولة إيقاف القطار وتعطيل الناس من أجل حذاء الأخ.... ولكن غاندي وضع جانبا مزاجه واتخذ قراره بناء على مبدأ الإيثار... الإيثار لمن في القطار حتى لا يعطل مصالحهم والإيثار للفقير الذي سيجد الحذاء في يوم من الأيام فينتفع به.
4- تحويل المحن إلى منح... فلو اعتبرنا أن فقدان حذاء غاندي محنة له فقد حولها إلى منحة لغيره... فانظر وتأمل وطبق تلك القاعدة في حياتك.
5- سرعة البديهة وهي خصلة تجدها عند من اعتاد اتخاذ القرارات في الحياة بصورة عقلانية وبتأن... فعند الطوارئ تجد عقله مبرمجاً للتفكير بصورة صحيحة فيتخذ قراراته بصورة صحيحة وتلقائية.
*ملحوظة: السعادة الحقيقية هي في أن تعيش لغيرك وتضع مصالحك ورغباتك جانبا... أمر صعب أليس كذلك؟ ولكن من قال إن السعادة الحقيقية سهلة المنال؟!

لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا


هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها..
ونجا بعض الركاب..
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه
و طلب من لله المعونة والمساعدة
و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام
كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب
و يشرب من جدول مياه قريب
و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر
ليحتمى فيه من برد الليل و حر النهار
و ذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة
و لكنه عندما عاد
فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ:
"لماذا يا رب؟ "لماذا يا رب؟
حتى الكوخ احترق لم يعد يتبقى لى شيء فى هذه الدنيا
و أنا غريب فى هذا المكان والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه..
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!"
و نام الرجل من الحزن و هو جوعان و لكن فى الصباح
كانت هناك مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة
و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه:
"لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" !!!
فسبحان من علِم بحاله وراء مكانه..
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
*إذا ساءت ظروفك فلا تخف..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به..
و عندما يصيبك كرب اعلم أن الله يسعى لإنقاذك

قال الله تعالى:
"مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً"

لا تتسرّع في حكمك على الأشياء


في إحدى المطارات كانت سيدة تنتظر طائرتها
وعندما طال انتظارها - اشترت علبة بسكويت وكتاباً تقرأه بانتظار الطائرة
وبدأت تقرأ...
أثناء قراءتها للكتاب جلس إلى جانبها رجل وأخذ يقرأ كتاباً أيضاً
وعندما بدأت بتناول أول قطعة بسكويت كانت موضوعة على الكرسى إلى جانبها فوجئت بأن الرجل بدأ بتناول قطعة بسكويت من نفس العلبة التى كانت هى تأكل منها
فبدأت تفكر بعصبية بأن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه
وكلما كانت تتناول قطعة بسكويت من العلبة كان الرجل يتناول قطعة أيضا ً وكانت تزداد عصبيتها
ولكنها كتمت غيظها
وعندما بقى فى العلبة قطعة واحدة فقط نظرت إليها وتساءلت "ترى ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن؟"
لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف الأخر
فقالت فى نفسها "هذا لا يحتمل"
كظمت غيظها مرة آخرى وأخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة
وبعد أن جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها وإذ بها تتفاجأ بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة !!
كانت الصدمة كبيرة وشعرت بالخجل الشديد
عندها فقط أدركت بأن علبتها كانت طوال الوقت فى حقيبتها وبأنها كانت تأكل من العلبة الخاصة بالرجل !!
فأدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها وقاسمها علبة البسكويت الخاصة به دون أن يتذمر أو يشتكى!!
وازداد شعورها بالخجل والعار حيث لم تجد وقتاً أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث من قله ذوقها !
هناك دائما ً أشياء اذا فقدناها لا يمكنك استرجاعها:
لا يمكنك استرجاع الحجر بعد إلقائه
لا يمكنك استرجاع الكلمات بعد نطقها
لا يمكنك استرجاع الفرصة بعد ضياعها
لا يمكنك استرجاع الشباب بعد رحيله
لايمكنك استرجاع الوقت بعد مروره

لذلك عزيزي ...
احرص دائماً على أن لا تتسرع بالحكم على الأشياء ...
واحرص على أن لا تضيع فرصة أو لحظة حلوة قد لا تتكرر..

2014-03-24

قصّة الأعرابي والرّجل الميّت



ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻫﻪ أﻫﻞ ﻗﺮﻳﺘﻪ ..
ومات وليس له الا ولد واحد.. ولم يأتِ أحد ليمشي في جنازته…
فجره ابنه الى الصحراء ليدفنه.. فرآه أعرابي يرعى الغنم..
فأقبل عليه..
وسأله أين الناس؟
لن تدفن أباك وحدك؟
فما شاء الابن أن يفضح أباه..
وظل يردد:
لا حول ولا قوة الا بالله.

فهم الاعرابي.. ومد يده يساعد الابن ليدفن أباه..
ثم رفع يده الى السماء وظل يدعو في سره..
ثم ترك الابن وغادر الى غنمه..

وليلتها.. حلم الابن بأبيه.. ورآه ضاحكا مستبشرا
في الفردوس الأعلى..
فتساءل من الدهشة:
ما بلغك يا أبي هذه المنزلة؟
فقال: ببركة دعاء الأعرابي.

وأصبح الابن يبحث عن الأعرابي في لهفة..
ومشط الصحراء كلها حتى وجده.. فأمسك بتلابيبه يصيح:
سألتك بالله ما دعوت لوالدي على قبره؟
فقد رأيته في الفردوس الأعلى..
هنا.. أجابه الاعرابي: يا ولدي..
لقد دعوت الله دعوة العبد الذليل.. وقلت له:
اللهم.. اني كريم.. اذا جاءني ضيف أكرمته..
وهذا العبد ضيفك.. وأنت أكرم الأكرمين!!
قال الله تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل 62
وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر
60

استعد الثّقة بنفسك بـ 8 خطوات


الثقة بالنفس مسألة غير ثابتة قد نمتلكها يوماً ونخسرها يوماً آخر لنعود فنستعيدها. كيف؟
1- أعرف السبب، أهو موقف، نظرة، ظرف، مشكلة ما. عندما تعرف السبب يمكنك التعامل معه.
2- تحرّك، أفضل علاج لفقد الثّقة هو العمل. صححّ مساراً، عملاً، خطأ. تحمّل مسؤولية نفسك ولا تلم أحداً.
3- لا تدع الأفكار السلبية تسيطّر عليك. أوقفها حالاً.
4- تذكّر أنّ هذه الأزمة ستنتهي. ركّز على ما تعلمته منها وما يمكنك أن تحسنّه في ذاتك لتجنّب أزمات ثقة لاحقة.
5- تواصل مع آخرين عاشوا مثل هذه الأزمة ويمكنهم رفع معنوياتك.
6- كف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
7- انتبه فربّما كنت أنتَ من يقف في طريق تطوّرك الذاتي.
8- ركّز على المجالات التي تنجح فيها. ومارس هوايتك المفضّلّة. فنجاحك في مجال ما، يدعم إحساسك بالثّقة في مجال آخر.

غيِّر إدراكك .. تتغير حياتك


وضع سيارته في موقف السيارات ليشتري بعض احتياجاته من السوق، وحينما عاد إليها، وجد سيارة أخرى قد أغلقت عليه الطريق، وحالت دون خروجه، صار صاحبنا في قمة الغضب، واشتد حنقه على صاحب السيارة، وهمَّ أن يهشم زجاجها من شدة انزعاجه.
وبينما يهم بفعلته النكراء، ظهر صاحب السيارة التي أغلقت عليه الطريق،
شاب في الثلاثينات من عمره، يدفع أمامه والده المسن المشلول على كرسي متحرك، الذي أصيب بأزمة قلبية فاضطر ذلك الولد البار إلى أن يضع سيارته في أي مكان أمام المستشفى؛ حتى ينقذ والده المريض.
حينها تبدل موقف صاحبنا تمامًا، وهرع إلى ذلك الشاب ليساعده في حمل والده إلى سيارته، بعد أن اطمأن على صحته، ورحل وهو يؤنب نفسه فقد كاد أن يكسر زجاج السيارة بغير داعٍ.
ما الذي حدث حتى يتغير موقف الرجل من شدة الحنق إلى شدة الأسف؟ إنه ببساطة ما يطلقون عليه (الإدراك).
إن تغيير الإدراك، هو بداية الطريق الحقيقي لتغيير الذات؛ لأن الإدراك هو الذي ينتج الأفعال والسلوكيات؛ فإذا غيَّرت إدراكك تغيرت أفعالك وسلوكياتك تلقائيًا.

2014-03-22

قصّة رائعة عن التواضع

صورة: ‏تربَّعَ الثلجُ على قمّةِ الجبل، وألقى نظرةً إلى الأراضي الواطئة، ثم ضحكَ مغروراً، وقال:
-أنا فوق الجميع:
نادَتْهُ بركة قريبة:
-أيُّها الثلجُ العظيم، إنني ظامئة فأغثْني .
-لن أغادر القمة، فابحثي عن غيري .
-في جوفي بذورٌ صغيرة، ستموتُ من العطش .
-فلْتمتْ
-إذا ماتَتْ سيموتُ الربيع.
-فلْيمتْ .
حزنتِ البركة كثيراً، فقال لها النهرُ الطيّبُ:
-لا تحزني أيتها البركة الصغيرة، سأمنحك مياهي، حتى آخرِ قطرة.
فرحَتْ البركة، وبدأَتْ ترشفُ من النهر، وتُرضعُ بذورها الصغيرة.
بعد أيام..
قلّتْ مياهُ النهر، وكاد يجفُّ ويموتُ، فذهبَ إلى الثلج، وقال:
-أيها الثلجُ الجليل، لقد شحّتْ مياهي، فجئْتُ طالباً عَوْنك .
-ولمَ تطلبُ العَوْنَ منِّي؟!
-لأنّكَ قريبي
-كيف؟!
-أنتَ ماءٌ، وأنا ماء
-لا أشبهكَ، ولا تشبهني، فابتعدْ عنّي. انصرف النهرُ يائساً حزيناً..
سمعَتِ الشمسُ حوارهما، فغضبَتْ من غرور الثلج، وزفرَتْ زفرةً حارة، ثم سلّطَتْ أشعتها الحامية على الثلج، فأخذ يذوبُ شيئاً فشيئاً، ليرجعَ ماءً، كما كان، فقال مدهوشاً:
-يا للعجب.. إنني أتحوّلُ إلى ماء!
استمرّ الثلجُ يسيل، قطرات تتبعها قطرات، كأنها دموع غزيرة، يذرفها الثلج، وهو ينسحب من القمة، وينزل رويداً رويداً.. وحينما وصل إلى الأراضي الواطئة، ساحَ في كلّ اتجاه، هائماً على وجهه، لا يدري أين يستقرُّ، فهرع إلى النهر الطيّبِ، واستنجدَ به ليؤويه، فقال النهر:
-أهلاً بكَ يا عزيزي:
وسرعان ما احتضنه بين ضفّتيهِ، فاتّحدَ ماءُ النهر، وماءُ الثلج..
وسار النهرُ دفّاقاً غزيراً.
يجودُ بمائهِ، وهو طروب.
فارتوتِ البركة، وارتوى السهل.
ونَمَتِ البذورُ، واستطالَتْ سوقها
ثم ودَّعَتْ جوفَ الأرض، وخرجَتْ إلى النور.
فوُلِدَ الربيع.. جنَّة ألوانٍ وعطور..

.....
التواضع
أجمل زي يلبسه المرء . منذ الولاده .
مهما أختلفت ألوان الملابس الأخرى ..‏
 
تربَّعَ الثلجُ على قمّةِ الجبل، وألقى نظرةً إلى الأراضي الواطئة، ثم ضحكَ مغروراً، وقال:
-أنا فوق الجميع:
نادَتْهُ بركة قريبة:
-أيُّها الثلجُ العظيم، إنني ظامئة فأغثْني .
-لن أغادر القمة، فابحثي عن غيري .
-في جوفي بذورٌ صغيرة، ستموتُ من العطش .
-فلْتمتْ
-إذا ماتَتْ سيموتُ الربيع.
-فلْيمتْ .
حزنتِ البركة كثيراً، فقال لها النهرُ الطيّبُ:
-لا تحزني أيتها البركة الصغيرة، سأمنحك مياهي، حتى آخرِ قطرة.
فرحَتْ البركة، وبدأَتْ ترشفُ من النهر، وتُرضعُ بذورها الصغيرة.
بعد أيام..
قلّتْ مياهُ النهر، وكاد يجفُّ ويموتُ، فذهبَ إلى الثلج، وقال:
-أيها الثلجُ الجليل، لقد شحّتْ مياهي، فجئْتُ طالباً عَوْنك .
-ولمَ تطلبُ العَوْنَ منِّي؟!
-لأنّكَ قريبي
-كيف؟!
-أنتَ ماءٌ، وأنا ماء
-لا أشبهكَ، ولا تشبهني، فابتعدْ عنّي. انصرف النهرُ يائساً حزيناً..
سمعَتِ الشمسُ حوارهما، فغضبَتْ من غرور الثلج، وزفرَتْ زفرةً حارة، ثم سلّطَتْ أشعتها الحامية على الثلج، فأخذ يذوبُ شيئاً فشيئاً، ليرجعَ ماءً، كما كان، فقال مدهوشاً:
-يا للعجب.. إنني أتحوّلُ إلى ماء!
استمرّ الثلجُ يسيل، قطرات تتبعها قطرات، كأنها دموع غزيرة، يذرفها الثلج، وهو ينسحب من القمة، وينزل رويداً رويداً.. وحينما وصل إلى الأراضي الواطئة، ساحَ في كلّ اتجاه، هائماً على وجهه، لا يدري أين يستقرُّ، فهرع إلى النهر الطيّبِ، واستنجدَ به ليؤويه، فقال النهر:
-أهلاً بكَ يا عزيزي:
وسرعان ما احتضنه بين ضفّتيهِ، فاتّحدَ ماءُ النهر، وماءُ الثلج..
وسار النهرُ دفّاقاً غزيراً.
يجودُ بمائهِ، وهو طروب.
فارتوتِ البركة، وارتوى السهل.
ونَمَتِ البذورُ، واستطالَتْ سوقها
ثم ودَّعَتْ جوفَ الأرض، وخرجَتْ إلى النور.
فوُلِدَ الربيع.. جنَّة ألوانٍ وعطور..
.....
التواضع
أجمل زي يلبسه المرء . منذ الولاده .
مهما أختلفت ألوان الملابس الأخرى ..

عظات في البر بالأمهات


عظات في البر بالأمهات مسجد الإمام الغزالي

الخطبة الأولى : ...أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، فإنَّ تقوى الله هي العروةُ الوثقى والسعادة الكبرى والنجاةُ العظمى في الآخرة والأولى، "ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ".عباد الله، وصف لنا النبي رجلاً بأدق وصف؛ بل ذكر علامةً تميزه عن غيره، وقبيلته التي يُنْسَبُ إليها، وأخبر عن علو منزلته عند الله وعند ورسوله ، حتى أنه أمر البررةَ الأخيار من آله وصحابته بالتماس دعوته وابتغاء القربى إلى الله بها؛ لأنه إذا أقسم على الله أبره.وأما عملُ هذا الرجل وآيَتُه العظيمةُ التي أهلته لهذه المنزلة ما حدث به رسولنا أصحابَه بقوله:(يأتي عليكُم أُوَيْسُ بْنُ عامِرٍ معَ أمْدادِ أهلِ اليمن مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كان به بَرَصٌ فَبَرِأَ مِنْهُ إلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له والدةٌ هو بها بارٌ، لو أقسم على الله لأبَرَّهُ، فإِنِ اسْتَطَعْتَ ـ أي: يا عمر ـ أنْ يَسْتَغْفِرَ لك فافْعَلْ) رواه مسلم، فكان عمر إذا أتى عليه أمدادُ أهلِ اليمن يسألهم عنه: أفيكم أويس بن عام؟ حتى أتى على أويس بن عامر فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال مِن مُرَادٍ ثُمَّ من قَرَنٍ؟ قال: نعم، قال: فكان بك برصٌ فَبَرأتَ مِنْهُ إلا موضِعَ دِرْهَمٍ؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله يقول.. وذكر الحديثَ السابقَ، وطلب منه أن يستغفر لهُ، فاسْتَغْفَرَ لَهُ.إنه أويس بن عامر القَرَنِي الذي منعه بِرُّه بأمِّه قدومَهُ على النبي ليراه ويسمعَ منه.عباد الله، البرّ بالأم علامةُ كمالِ الإيمان وحُسْنِ الإسْلام؛ لأنها صاحبةُ القلب الرحيم والصدر الحنون، التي سرت الرحمةُ في جسدها كسريان الدم بالعروق، ونفْسُها الطيبة وَسِعَتْ ما لم تسعه ملاينُ النفوس. تُحِبُّ وإنْ لم تُحَبّ، وتصفح وتسامح من يَجْهَلُ عليها، تَحْزَنُ ليفرح غيرُها، وتشقى ليرتاح غيرها، تقدِّم وتضحي، وتُعطي ولا تطلب.
جاء رجلٌ إلى النبي فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال:(أبوك) متفق عليه من حديث أبي هريرة.أُمُّكَ ـ يا عبد الله ـ التي حملتك في بطنها تسعةَ أشهر وهنًا على وهن، حملتك كُرهًا ووضعتك كرهًا، تزيدها بنموّك ضعفًا، وتحملها فوق طاقتها عناءً، وهي ضعيفة الجسم واهنة القوى. وعند الوضع رأت الموتَ بعينها، زفرات وأنين، غصص وآلام، ولكنها تتصبّر وَتتصبّر, وعندما أبصرتك بجانبها وضمّتك إلى صدرها واستنشقت ريحَك نسيت آلامَها وتناست أوجاعها، رأتك فعلّقت فيك آمالها، ورأت فيك تحقيق أحلامَها، ولسانُ حالِها يقول:يا حبذا ريحُ الولد…ريح الخزامى في البلد
أهكذا كل ولد…أم لم يلد مثلي أحدولا ينتهي العناء والتعب عند ولادتك، بل حتى بعد الولادة؛ حيث تنشغِلُ في خدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها، وتقوّيك بضعفها، طعامك درّها، وبيتك حجرها، ومركبك يداها، تحيطك وترعاك، وتجوع لتشبع، وتسهر لتنام، تخاف عليك رقّةَ النسيم وطنين الذباب، وتؤثرك على نفسها بالغذاء والراحَة.
على الأكاف تحمل والأيادي…وحبك في الضلوع وفي الفؤاد
فأي بشائر حلت علينا…كما حل الربيع على البوادي
لك البسمات ساحرة تغنِّي…وتنسينِي مرارات البعاد
فنم ولدي بِمهدك فِي هناء…وداعب طيف أحلام الرقاد
وإن حل الظلام بِجناحيه…وأرخى ظله فِي كل واد
ونام الخلق في أمنٍ جميعا…فقلبي ساهر عند المهاد

ويا ليتَ العناء ينتهي عند هذا، بل يستمرّ ويستمر عند بدايتِك بالمشي، فتُحِيطك بعنايتها، وتُتَابِعُك نظراتُها، وتسعى وراءك خوفًا عليك، حتَّى إذا أخذت منك السنين أخذ منها الشوق والحنين، فصورتك أبهى عندها من البدر إذا استتمّ، وصوتك أنْدى على مسمعها من صوت البلابل وتغريد الأطيار، وريحُك أروع عندها من الأطياب والأزهار، وسعادتك أغلى من الدنيا لو سيقت إليها بحذافيرها، وحياتُك عندها أغلى من نفسها التي بين جنبيها، فتؤثر الموت لتعيش أنت سالمًا معافى.روى أحمد والنسائي وابن ماجه عن معاوية بنِ جاهمة السّلَمِي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال:(وَيْحَكَ، أحَيَّةٌ أُمُّكَ؟) قلت: نعم، قال: (ارْجِعْ فَبرَّهَا)، ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال:(ويحك، أحية أمك؟) قلت: نعم يا رسول الله، قال:(فارجع إليها فَبَرَّهَا)، ثم أتيته من أمامه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه اللهَ والدار الآخرة، قال: (ويحك، أحية أمك؟) قلت: نعم يا رسول الله، قال: (ويحك، الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ). إنها الجنة وربّ الكعبة، (الزم رجلها فثمّ الجنة). والحديث صححه الألباني رحمه الله.ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين قاموا به حق قيام، فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرّع. وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد؟! أيشتكي شيئًا؟! قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهذا ابن مسعود رضي الله عنه طلبت أمه أن يسقيها ماء في بعض الليالي، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح. وهذا حَيوَةُ بنُ شريح وهو أحد أئمة المسلمين يقعد في حلقته يعلّم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم ـ يا حَيوَةَ ـ فأطعمِ الدجاج، فيقوم ويترك التعليم. ويقول محمد بن سيرين: بلغت النخلة على عهد عثمان رضي الله عنه ألف درهم، فعمد أسامة بن زيد رضي الله عنهما إلى نخلة فاشتراها، فنقرها وأخرج جمّارها، فأطعمها أمّه، فقالوا له: ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلةَ قد بلغت ألف درهم؟! قال: إن أمي سألتني، ولا تسألني شيئًا أقدر عليه إلا أعطيتها. وعبد الله بن عون نادته أمه فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين. وكان طلق بن حبيب لا يمشي فوق ظهر بيت وأمّه تحته إجلالاً لها وتوقيرًا. وبكى إياس بن معاوية حين ماتت أمّه بكاء شديدًا، فقيل له في ذلك فقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فأغلق أحدهما، وحُقّ لعين بُكاها.
فأين هذا النماذج ـ عباد الله ـ من شابّ عاق أودع أمّه دار العجزة ولم يزرها حتى تردّت حالتها فطلبت من مسؤول الدار أن يتّصل بوَلدها لتراه وتقبِّله قبل موتها، فسبقتها دموعها قبل أن تسمع جواب ولدها بالرّفض والاعتذار بضيق الوقت وكثرة الأعمال والأشغال، فلما توفّيت الأم اتصلوا بذلك الابن لإخباره فقال: أكملوا إجراءاتكم الرسمية وادفنوها في قبرها. نعوذ بالله من الحرمان ومن سخط الملك الديان.
قال أبو موسى الأشعري : شهد ابن عمر رجلاً يطوف بالبيت قد حمل أمه وراء ظهره يقول:إنِّي لَها بعيرها المذلَّل…إن أذعرت ركابها لم أذعرفقال: يا ابن عمر، أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة من زفراتِها؛ ولكنك أحسنتَ، والله يثيبك على الإحسان.
وجاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، إن لي أمًا بلغت الكبر ولا تقضي حاجتها إلا وظهري مطيّة لها، وأنا أقوم بتوضئتها وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها وشكرها؟ فبكى عمر ثم قال: إنها صنعت بك ذلك وهي ترجو بقاءَك، وأنت تفعله متمنّيًا فراقها بعد حين.عباد الله، شابّ تخلّص من أمّه المعاقة برميها عند باب أحد المستشفيات، وآخرُ أودعها دارَ العجزة بحجة ترميم شقته، وآخر يُسمِعُها كلماتِ السبّ والشتائم إذا تكلمت في زوجته وعصت أمرها.وذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق، يقول: دخل عليّ رجل ومعه زوجته ومعهم عجوز تحمل ابنهم الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات تشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتم فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريال؟! قال: لهذه المرأة قد أخذَت خاتمًا، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلَقت إلى السيارة تبكي من عقوقِ ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة، لماذا أغضبت أمك؟ فمن يحمِل ولدنا بعد اليوم؟! ذهب الابن إلى أمه وعرض عليها الخاتم فقالت: والله، ما ألبس الذهب حتى أموت.
فآهًا لذي عقل ويتّبع الهوى…وآهًا لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها…فأنت لما تدعو إليه فقير
نعم عباد الله، يدخل الزوج وهو يعيش مع أمه أو هي تعيش عنده، يدخل البيت عبوسَ الوجه مُكْفَهِرّ الجبين، فإذا دخل غرفة نومه سمعت الأمّ الضحكات تتعالى من وراء باب الحجرة، وربما دخل ومعه هديّة لزوجته، فيعطي زوجته ويدَع أمه.
فلا تطع زوجةً فِي قطع والدة…عليك يا ابن أخــي قد أفنت العمرا
فكيف تنكر أمًّا ثقلَك احتملت…وقد تَمرغت فِي أحشائها عسـرا
وعالَجت بك أوجاع النفاس وكم…سُرَّتْ لَمّا ولدت مولودها ذكرا
وأرضعتك إلى الحولين مُكْمَلَةً…في حجرها تستقي من ثديها الدررا

ومنك ينجسها ما أنت راضعه…منها ولا تشتكي نتنا ولا قـذرا
و(قل هو الله) بالآلاف تقرؤها…خوفًا عليك وترخي دونك السُتُرا
وعاملتك بإحسان وتربية حتى… استويت وحتى صرت كيف ترى

فلا تفضّل عليها زوجة أبـدًا …ولا تدع قلبها بالقهـر منكسرًا
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج، وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهةٍ مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحدًا، قال: فمكثنا طويلاً حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخِّرة من الليل سألتُ العجوز فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالَة؟! فقالت: إنَّ ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له وسوف يأتي، فقلت لها: لكن ـ يا خالة ـ الساعة متأخِّرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرّك ورقة في يدها، قال: فقلت لها: يا خالَة، هل تسمحين لي بهذه الورقَة؟ يقول في نفسه: علِّي أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا ـ يا إخوان ـ ما وجد فيها! وجد فيها ما تدمع لأجله العيون وتتفطّر لهوله القلوب، عبارة يا لها من عبارة كُتِبت بأنامل ابنها العاق: "إلى مَن يعثر على هذه العجوز، نرجو تسليمَها لدار العجزة عاجلاً".نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعِبت وتألَّمت وأرضعت هذا جزاؤها!! مَن يعثر على هذه العجوز فليسلّمها إلى دار العجزة عاجلاً. هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلبًا يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:
أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلاً…بنقوده كيما يَحيق به الضرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى …ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجرًا في قلبها…والقلب أخرجه وعاد على الأثر
ولكنه من فرط سرعته هوَى…فتدحرج القلب المعفّر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهو معفّر…ولدي حبيبي هل أصابك من ضرَر

إني أدعوكم جميعًا ـ أيها الإخوان ـ أن لا تخرجوا من هذا المسجد المبارك إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه خِصام أو خلاف أن يصلحَ ما بينه وبينهم، ومن كان مقصّرًا في بر والديه فعاهدوا الله من هذا المكان أن تبذلوا وسعكم في برّ والديكم، ومن كان برًا بهما فليحافظ على ذلك، وإذا كانا ميِّتَين فيتصدّق لهما ويبرهما بدعوة صالحة أو عمل صالح يهدي ثوابه لهما.
وأما أنت ـ أيها العاق ـ فاعلم أنك مجزيّ بعملك في الدنيا والآخرة، يقول العلماء:كل معصية تؤخَّر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق؛ فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان.أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.الخطبة الثانية:أما بعْدُ: أخي الحبيبُ، إن حق الأم عليك عظيم، وشأنها كبير، فمن حقوقها أن لا تدعوَها باسمها، بل نادِها بما تحبّ من اسمٍ أو كنية، ولا تجلس قبلها، ولا تمش أمامها.قابلها بوجه طَلْقٍ، وقبّل رأسها، والثَم يدها، وإذا نصحتها فبالمعروف من دون إساءة، وأجِب دعوتها إذا دعتك من دون ضجَر أو كراهية، تكلّم معها باللين، أطعمها واكسُها وأهدها قبل أن تسأل شيئًا، تحسَّس ما تحبّ فاجلبه لها، كن خادمًا مطيعًا لها، أطعها في غير معصية، لا تسبقها بأكل أو شرب، الهج بالدعاء لها آناء الليل وأطرافَ النهار، وغضَّ الطرفَ عن أخطائها وزلاتها، وقِّرها واحترمها، ولا تتكبّر عليها، فقد كنت في أحشائها وبين يديها.أدخل السرور عليها، وصاحبها بالمعروف، واطلب السماح والصفحَ والدعاءَ منها فإنها جنتك. الدعاء

البصيرة والفراسة



معنى الفراسة:
يقال: هو فارسٌ ثابت الفَرَاسة (بفتح الفاء)، وفارس صائب الفِراسة (بكسر الفاء)، وفَرُسَ: صار ذا رأيٍ وعِلم بالأمور، وفراستي في فلان الصلاح[1]، ويقال: فَرَسَ الأمر فِراسة: أدرك باطنَه بالظنِّ الصائب، فهو فارس، وتفرَّس في الشيء: نظَر وتثبَّت، ويقال: تفرَّس فيه الخير: رأى فيه مخايل الخير، والفِراسة: المهارة في تعرُّف بواطنِ الأمور من ظواهرها، والفِراسة: الرأي المبنيُّ على التفرس[2].
أنواع الفراسة:
ذكر ابنُ القيم أنه حسَب قوة البصيرة وضعفِها تكونُ الفِراسة، وهي نوعان: فراسة عُلْوية شريفة (مختصة بأهل الإيمان)، وفراسة سُفْلية دنيئة، مشتركة بين المؤمن والكافر، "وهي فراسة أهلِ الرِّياضة والجوع والسَّهر والخَلوة، وتجريد البواطن من أنواعِ الشواغل؛ فهؤلاء لهم فِراسة كشفِ الصور، والإخبار ببعض المغيبات السُّفلية التي لا يتضمن كشفُها والإخبار بها كمالاً للنفس، ولا زكاة ولا إيمانًا ولا معرفة...، وأما فراسة الصادقين العارفين بالله وأمره، فإن همَّتَهم لَمَّا تعلَّقت بمحبةِ الله ومعرفته وعبوديته، ودعوة الخَلق إليه على بصيرة، كانت فراستُهم متصلةً بالله، متعلقة بنُور الوحيِ مع نور الإيمان، فميَّزَتْ بين ما يُحبه اللهُ وما يُبغضه من الأعيان والأقوال والأعمال، وميَّزت بين الخبيث والطيب، والمُحِق والمُبطِل، والصادق والكاذب، وعرفت مقاديرَ استعداد السالكين إلى الله، فحملت كلَّ إنسان على قدرِ استعداده، عِلمًا وإرادةً وعملاً"[3].
فالفِراسة إنما هي ثمرةٌ للبصيرة الصادقة، ومرتبة عالية من مراتبها، لا ينالُها إلا أهلُ التوحيد الخالص، والقلبِ السليم، والسريرة النقية، والنفس الطاهرة، واللسان الصادق، ومع ذلك التقوى والورع، والمعرفة والفهم، كما سيتبين، ومن أمثلة صِدق الفِراسة ما حُكِي عن الشافعيِّ ومحمد بن الحسن - رحمهما الله تعالى - أنهما رأيا رجلاً فقال أحدهما: إنه نجَّار، وقال الآخر: إنه حدَّاد، فسألاه عن صَنعته، فقال: كنتُ حدادًا، وأنا الآن نجارٌ، وحُكِي أن رجلاً من أهل القرآن سأل بعضَ العلماء مسألة، فقال له: إني أشَمُّ مِن كلامك رائحةَ الكفر، فاتفق بعد ذلك هذا السائلُ أنه سافر إلى القُسطَنطينية فدخَل دين النصرانية، فرآه من كان يعرفه فسأله: هل القرآن باقٍ على حاله أم لا؟ فقال له: لا أذكرُ منه إلا آيةً واحدة: ﴿ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ [الحجر: 2]، ويقول أهلُ الفِراسة: إذا رأيتَ الرجل يخرج بالغداة ويقول لشيء: ما عند الله خيرٌ وأبقى، فاعلم أن جوارَه وليمة ولم يُدْعَ إليها.. وإذا قيل للمتزوج صبيحةَ البناء على أهله: كيف ما تقدمت فيه؟ فقال: الصلاحُ خيرٌ من كل شيء، فاعلم أن امرأتَه قبيحة...، وإذا رأيتَ إنسانًا يمشي ويلتفت، فاعلَمْ أنه يريدُ أن يُحدِثَ...
ويقالُ: عينُ المرء عنوانُ قلبه، وكانوا يقولون: عِظم الجبين يدلُّ على البَلَه، وعرضه يدل على الحسد، والعين المتوسطة في حجمها دليل على الفِطنة وحُسن الخُلق والمروءة، والأذن الكبيرة المنتصبة تدلُّ على حُمق وهذيان..[4]، وهذا النوع من الفراسة يسمى القِيافة، وهو الاستدلالُ بالأثر أو بصفات الإنسان الخَلقية، أو بصفات أعضائه على أصلِه، أو معدِنه، أو خصائصه؛ يقول الإمام الأبشيهي: ا"وأما القِيافة، فهي على ضربين: قِيافة البشر، وقيافة الأثَر، وأما قيافة البشر، فالاستدلال بصفاتِ أعضاء الإنسان، وتختص بقومٍ من العرب يقال لهم: بنو مدلج، ويُعرَض على أحدهم مولود في عشرين نفرًا فيُلحِقه بأحدهم..، وأما قيافة الأثر، فالاستدلال بالأقدامِ والحوافر ولخِفاف، وقد اختص به قومٌ من العرب، أرضُهم ذاتُ رمل، إذا هرب منهم هاربٌ، أو دخل عليهم سارق، تتبعوا آثار قدمِه حتى يظفروا به، والعجيب أنهم يعرِفون قدَمَ الشاب من الشيخ، والمرأة من الرجل، والثيب من البِكر، والعربي من المستوطن"[5].
من هنا، فإن أعرفَ الناس بالناس وطبائعهم هم أصحابُ الفِراسة والقِيافة الذين يقِفون على أحوال الناس والزمان والبيئة، فيعرفون كيف يَدْعون الناس، ويؤثِّرون فيهم، ويعالِجون أمراض قلوبِهم، وأدواء نفوسهم، ويأخذون بأيديهم حتى يخرجَهم الله تعالى من الظلماتِ إلى النور، ومن الشك والحيرة إلى اليقين والهدى؛ ذلك لأن مراعاة أحوال الناس ومعرفةَ طبائعهم من أهمِّ وسائل الدعوة إلى الله تعالى، ومن أهمِّ صفات الداعي البصير.
من كتاب: "البصيرة في الدعوة إلى الله"

2014-03-21

حكمة الأسبوع




لا يمكن دفع أحد لإرتقاء السلم إذا لم يكن له رغبة في الصعود.

الصاخّة




مَن في فِراره الشقي ومن السعيد؟!
ما زال السؤال يضغط على الرجل، فهو يعلم أن قرار الفِرار هو استجابة لأمر الله: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50، 51]، ويؤمن أن الاستجابة لأمر الله هي الخير بعينه؛ فالحق - سبحانه - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، ويبقى ما يؤرِّق الرجل هو هل سيستطيع الفِرار إلى الله - بكل ما يحمله الفِرار من معانٍ - ليُكتَب من السعداء؟ أم سيَركَن إلى حظوظ النَّفْس وشهوات الدنيا، ويكون فراره إلى حيث تكون الراحة والدَّعة والخمول؛ ليُكتَب من الأشقياء؟
تذكَّر الرجلُ قولَ الحق - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37]، وتَدمَع عينا الرجل وهو يتخيَّل الموقفَ الرهيب، والأمر الجلل الخطير، فمِن أحب الناس إليه سيفر فرارًا، وعن أحن الناس عليه سيُغنيه شأنه!
يا ألله! سأرى أغلى الأحباب وأفِر منهم!
سأرى أخي الذي كنت أستقبله فاتحًا ذراعي ليُلامس صدره صدري؛ أخي الذي كنت أُشرِكه في أمري، أخي الذي كنت أرى صورتي في عينه، أخي الذي يراني وأراه سندي وأَشْدد به أمري، أخي الذي قاسمته وقاسمني أحلامي، أخي وأنا لسان حالنا يقول: أزفت الآزفة ووقعت الواقعة! أين ضحكنا ولعبنا؟! ولهونا ومرحنا؟! الخطب جليل والهول عظيم، والعبرات الحارة تَنسكِب على خدود الأماني الضائعة وجدران الدنيا الواهنة، ونحن ساهون غافلون، ونتمنَّى لو نعود؛ لنفر من كل ما سوى الله إلى الله!
يا ألله! سأرى أغلى الأحباب وأَفِر منهم؟!
سأرى أمي التي قال فيها الإمام الشافعي:
واخْضَعْ لأُمِّكَ وارضِها
فَعُقُوقُها إحدى الكِبَرْ
وقال فيها المتنبي:
أَحِنُّ إلى الكأسِ التي شرِبتْ بها
وأهوى لِمَثْواها التُّرابَ وما ضمَّا
وقال فيها أبو العلاء المعري:
العيشُ مَاضٍ فأَكرِم والديك به
والأمُّ أَوْلى بإكرَام وإحسانِ
وحَسْبُها الحَمْل والإرضَاع تُدمِنُهُ
أمران بالفَضْل نالا كُلَّ إنسانِ
وقال فيها حافظ إبراهيم:
الأُمُّ أُستَاذُ الأساتذة الأُلَى
شَغَلَتْ مآثرهم مدى الآفاقِ
سأراها وأَفِر منها؛ فالخطبُ جليل والهول عظيم!
يا ألله! سأرى زوجتي وأبنائي وأفِر منهم؟!
قال عكرمة: يلقى الرجلُ زوجتَه فيقول لها: يا هذه، أي بَعْل كنتُ لكِ؟ فتقول: نِعْم البعل كنتَ! وتُثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنةً واحدة تهبينَها لي؛ لعلي أنجو مما تَرين، فتقول له: ما أيسر ما طلبتَ! ولكن لا أُطيق أن أعطيك شيئًا أتخوَّف مِثْل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيَتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنتُ لك؟ فيُثني بخير، فيقول له: يا بني، إني احتجتُ إلى مثقال ذرة من حسناتك؛ لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبتِ، ما أيسر ما طلبت! ولكني أتخوَّف مِثْل الذي تتخوَّف، فلا أستطيع أن أُعطيك شيئًا"[1].
جفَّ الدمع في مقلة الرجل، وهو يتخيَّل الموقف الرهيب، إذا جاءت الصاخَّة! ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾ [عبس: 33]؛ لما ذكر أمرَ المعاش ذكر أمر المعاد؛ ليتزوَّدوا له بالأعمال الصالحة، وبالإنفاق مما امتنَّ به عليهم، والصاخة: الصيحة التي تكون عنها القيامة، وهي النفخة الثانية، تصُخ الأسماع: أي تُصِمها فلا تسمع إلا ما يُدْعى به للأحياء، قال ابن العربي: الصاخة التي تُورِث الصمم، وإنها لمسمعة، وهذا من بديع الفصاحة، حتى لقد قال بعض حديثي الأسنان حديثي الأزمان:
أَصَمَّ بك الناعي وإن كان أَسْمَعا.
وقال آخر:
أصمني سِرُّهم أيام فُرقتهم
هل كنت تعرف سرًّا يُورِث الصمما
لعمر الله، إن صيحة القيامة لمُسمِعة تُصِم عن الدنيا، وتُسمِع أمور الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾ [عبس: 34]؛ أي يهرب، أي تجيء الصاخة في هذا اليوم الذي يهرب فيه من أخيه؛ أي من موالاة أخيه ومكالمته؛ لأنه لا يتفرَّغ لذلك؛ لاشتغاله بنفسه، كما قال بعده: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 37]؛ أي يَشغَله عن غيره، وقيل: إنما يَفِر حذرًا من مطالبتهم إياه؛ لما بينهم من التَّبِعات، وقيل: لئلا يروا ما هو فيه من الشدة، وقيل: لعِلْمه أنهم لا ينفعونه ولا يُغنون عنه شيئًا؛ كما قال: ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا ﴾ [الدخان: 41][2].
أغمض الرجلُ عينيه على تلك الصورة الرهيبة، وأيقن أن السعادةَ في الدنيا والآخرة تتوقَّف على مدى نجاحه في الفرار إلى الله، فكانت أُوْلى خطواته على دَرْب الفرار إلى الله النية الصادقة، فكان القرار.
تُرى ماذا سيفعل بعد قرار الفِرار؟!