السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-12-25

خطوات في تعزيز القيم

نتيجة بحث الصور عن تنمية مواهب الاطفال"
خطوات في تعزيز القيم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أبرِزْ نماذج متميزة لابنك من الأشخاص الناجحين، و دعه يتعرف على قيمهم و معتقداتهم التي كانت سبباً لنجاحهم و تفوقهم.
2- انقل ابنك من مرحلة التعرف على الناجحين إلى مرحلة الإعجاب الذي هو بداية حب الصفات و الاقتداء.
3- كوّن وشكّل صوراً لدى ابنك عما يجب أن يكون عليه في المستقبل.
4- حدّثه باستمرار عن القيم و أهميتها قبل الحديث عن السلوك.
5- ادع ابنك للوجود حيث يجتمع المتفوقون لتتاح له فرصة الاستفادة من الاحتكاك بهم، و شحذ عزيمته و تقوية رغبته في التفوق و النجاح.
6- اجعل ابنك يقوّي قيمة التّغلّب على مواطن الفشل، وذلك من خلال التّفاؤل و النّظر للفشل على أساس أنه تجربة و درس في الحياة ينبغي استخلاص الدروس و الرسائل و الاستفادة منه.
إن الإخفاق في النجاح لا ينبغي أن يشكل للطفل نكسة، و إنما محاولات لتخطي حوافز الفشل بالقيم المعززة لديه "الرغبة – الإرادة – الصبر – المثابرة.."
7- قيمة الخلق: إن الإنسان لم يخلق للأكل و الشرب و النوم، و إنما خلق للعبادة و العمل و السعي و استعمار الأرض، و ابتغاء الرزق، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق منه و يستغني به عن الناس، خير له من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه" (متفق عليه).
8- القيمة أهم من العمل: قيمة العمل في إتقانه و ليس في أدائه.. الإحسان أمانة و نجاح و هذا يقوّي القيم الإيجابية لدى الطفل و يعزّزها.
9- إن من يملك غايات و أخلاقاً وقيماً يسير عليها في حياته هو عادة شخص لديه دافعية و قدرة أكثر على إدراك العلاقة بين قيمه و الخيارات اليومية التي يتخذها.. و عندما يضع أهدافاً تتفق مع قيمه و غاياته، فإنه عادة يشعر بالرضا عن نفسه.
يؤكد د. روبرت ريزونر على هذا المعنى قائلاً و موجهاً حديثه للمعلمين: كي يبني المعلمون الشعور بالهدف لدى طلابهم، فإنهم يحتاجون أن يبينوا لهم القيم التي تكسبهم حياة سعيدة و قناعة جيدة، في حين أنه لا يتوقع من الصغار أن يستوعبوا تلك القيم، إلا أن المعلمين في الصفوف المتقدمة يمكنهم أن يضعوا أساساً لها من خلال استخدام الأدب و السير الذاتية ونماذج يقتدي بها الطلاب.
* نمّ هوايات ابنك و اكتشف مواهبه:
لقد تحدثنا عن أهمية الدافعية الداخلية لدى الطفل باعتبارها سمة تميز الأطفال ذوي التقدير الذاتي المرتفع.. وهذه الدافعية تصبح عالية كلما تعلم الطفل مهارات جديدة واكتسب خبرات و تجارب، و اكتشف تفضيلات في حياة يستمتع بها و تجذب انتباهه و تهيمن على إعجابه..
هذه التفضيلات قد تكون بداية اكتشاف مواهبه و تشكيل هواياته.. إن حضور الطفل لمعرض كتاب قد يدفعه لاقتناء كتب ثم قراءتها، ثم التفكير في إنشاء مكتبة له في غرفته، ثم الحرص على اقتناء الكتب، وهكذا تتشكل هواية جديدة ، وتتشكل مع هذه الهواية دافعية عالية نحو القراءة.
كما أن متابعة برنامج إعلامي عن مهنة ما (الطب مثلاً ) قد تعني لدى الطفل رؤية مستقبلية عما يريده في حياته.. و قد يختار لعبة الطبيب و يبدأ بتقليد الطبيب في حياته.. و تصبح له هواية مرتبطة بما يرى نفسه عليه في المستقبل.
* إرهاف الحواس:
إن الهواية تولد –غالباً– موهبة لدى الطفل، وليس هناك أفضل من الهواية لإرهاف حواس الطفل، فهو يرى نفسه في هذه الهواية، و يسمع أصواتاً تناديه بصفة هواياته، و يستشعر لذة و هو يمارس هذه الهوايات، و هذه العملية تعد إرهافاً للحواس، التي تعد خطوة نحو التفوق في الحياة و بناء التقدير الذاتي.
* اقض على الملل:
كلما شعرت أن ابنك لديه ملل في عمل ما ابحث عن إنشاء شيء جديد و اهتمام جديد في حياته، فالملل علامة وإشارة من الطفل بعدم تفاعله مع الموضوع، و بالتالي انعدام الدافعية و الرغبة و يمكن القيام بعملية التجديد في حياته من خلال أنشطة جديدة مثل حوار ومناقشة جديدة، زيارات لأماكن قد تثير فضوله و اهتمامه.. أو بإدماجه في ألعاب معينة، أو اقتناء لعب أو كتب أو مجلات أو حضور دورات متخصصة و محاضرات.. و هي عملية الهدف منها إثارة الدافعية وتنمية هوايات جديدة من أجل اكتشاف مواهب الطفل و العمل على صقلها.
* أركان و ألعاب:
كلما زوّدنا الطفل بمواد معينة، كالألعاب مثلاً، أو المواد  مثل الكتب و المجلات و الموسوعات المصورة الميسرة، أو أجهزة و أدوات إلكترونية، مما يمكن الطفل من تنمية ميوله، و اكتساب مهارات و إبراز مواهب.
إن كل موهبة تبرز لدى الطفل تعني وضع أهداف جديدة في حياة الطفل، وهذا يؤدي إلى تنمية الشعور بالهدف والغرض، وهي سمة أساسية في تنمية التقدير الذاتي.
قد يحضر طفلك محاضرة فيعجب بأسلوب المحاضر و طريقة إلقائه، فيقرر أن يقلده في الخطابة و الإلقاء، فيبدأ باقتناء ما يساعده على تنمية هذه الهواية من أشرطة و أجهزة صوتية و تسجيل.. فيبدأ يمارس الخطابة مع أقرانه، فيقرر أن يصبح خطيباً وداعية، فيحدد مستقبله، و يبدأ إعداد نفسه لهذا المستقبل، و يختار تخصصه الجامعي، و هكذا يكون هذا الطفل أكثر دافعية و حباً لهذا التخصص، لأنه بدأ هواية، ثم أصبح موهبة، ثم تحولت الموهبة إلى علم و دراسة و تخصص، و من هنا ينشأ المبدعون و يتميزون، و هم من أصحاب التقدير الذاتي العالي.
* أسئلة التفضيلات:
إن الأسئلة التي يتلقاها الطفل في مراحل عمره، و قدرة الطفل على الإجابة و التفاعل معها، هي التي تسهم كثيراً في تشكيل شخصية الطفل المستقبلية.
و لذلك ينبغي اختيار الأسئلة المهمة التي تساعد على بناء الهدف و الغرض في حياة الطفل، و ترفع من تقديره الذاتي و تبرز تفضيلاته و هواياته و مواهبه، ومن هذه الأسئلة أورد ما يلي:
1) ما الذي يجعلك تشعر بالسعادة؟
2) ما ذا تريد أن تكون عندما تكبر؟
3) ما الكتب التي تفضل قراءتها؟
4) من هو مثلك الأعلى و الشخص المفضل في حياتك؟
5) ما الذي يشعرك بالمتعة و أنت تقوم به أثناء وقت الفراغ؟
6) ما اللعبة التي تستمتع بممارستها أو بمشاهدتها؟
7) من هم المجموعات أو الأصدقاء الذين تحب أن تكون معهم؟
8) كيف تحب قضاء وقت فراغك؟ و أين؟
9) ما أوجه الاختلاف بينك و بين أصدقائك المفضلين؟
10) ما أوجه الشبه بينك و بين أصدقائك المفضلين؟
11) ما المجلة التي تحب مطالعتها؟

التربية بالوصف القرآني

نتيجة بحث الصور عن المصحف"
التربية بالوصف القرآني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
اقضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن لايترك البشرية دون أن يرسلهم لهم رسولاً يبلغهم الدين ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، وأنزل مع كل رسول معجزة تكون دليلاً وبرهاناً على صدق نبوته وبيان رسالته ، وكانت معجزات الأنبياء عليهم السلام كلٌ من فن القوم الذين أرسل إليهم ، فموسى عليه وعلى نبينا السلام آتاه الله عزوجل معجزة تفوق السحر الذي اشتهر وانتشر في قومه ، فكان جواب السحرة لما ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون: " قالو آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون " وعيسى عليه السلام اشتهر قومه بالطب فآته الله عزوجل معجزات تفوق الطب وتتجاوزه، كما قال سبحانه ممتناً على عيسى عليه السلام: " إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين " سورة المائدة: 110
وكان قوم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم العرب يفتخرون بالبلاغة ويحبون الشعر ويفتخرون بالشعراء ويعدوهم مفخرة للقبيلة، وكانت تقام الأسواق الأدبية التي تفاخر بها العرب كسوق عكاظ وذي المجاز وغيرها، فأرسل الله عزوجل رسوله بهذه المعجزة الخالدة التي هي من جنس كلام العرب فلا هو شعر فيجاروه ولاهو نثر فيباروه ، وهو من صميم كلامهم الذي ألفوه ، فلم يستطيع أن يأتوا بمثله، وقد تحداهم الله عزوجل على مراحل فمن ذلك: 
تحدي العرب أرباب البلاغة والفصاحة أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال سبحانه: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " سورة الإسراء:88
ثم تحداهم الله عزجل أن يأتوا بعشر سور فقال سبحانه: " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " سورة هود:13
ثم تحداهم الله عزوجل أن يأتوا بسورة واحدة فقال سبحانه: " أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " سورة يونس:38
وكل من أراد أن يجاري القرآن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً كمسيلمة الكذاب وغيره من الكذابين.
فهذا الكتاب المعجز فيه أصل كل خير ، فينبغي لنا معاشر المربين أن نعود إليه ونتلمس تربيتنا منه وننطلق منه وإليه .
مـا أنـزل الـقـرآن كيــما تقـتنى .....منه التمائم في صدور الرضع
ما أنزل القــرآن كي يتلى علـى .... قـبر تـمدد فيـه ميــت لا يـعي
مـا أنـزل الـقـرآن إلا مـنـهـجـاً.....لـلـنـاس يـهـدف لـلنعيم الأمرع
تـسـتنـبط الآيات مـن أحـكـامـه....ويـكـون لـلتشريع أفضل مرجع
والحديث عن التربية بالوصف القرآني هو حديث قديم وله أصل في أخبار سلفنا الصالح، فمن ذلك ما روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوما فجال في خاطره قوله تعالى: "لـقد أنزلنا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم "
فقال:عليَّ بالمصحف لألتمس ذكري حتى أعلم من أنا ومن أشبه؟
فمرّ بقوم "كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم " ومرَّ بقومٍ "ينفقون في السرَّاء والضرَّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس " فمرَّ بقوم " يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون " ومرَّ بقوم " يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون " فقال تواضعاُ منه : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء، ثم أخذ يقرأ، ومرّ بقوم "إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون " ومرَّ بقوم : يقال لهم "ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين " فقال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء ، حتى وقع على قوله تعالى : "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم " فقال : اللهم أنا من هؤلاء
فاهتمام الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح في تربية أنفسهم على كتاب الله و سنة رسول الله كان من أصول التربية، وأسس الثبات على المنهج، ومن ذلك ما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان القراء (أي أهل القرآن) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا . فقال عيينه لابن أخيه : يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه . فاستأذن فأذن له عمر . فلما دخل قال : هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل . فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به . فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه و سلم: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وإن هذا من الجاهلين . والله ما جاوزها عمر حين تلاها وكان وقافا عند كتاب الله تعالى . وأمثلة هذا كثير في سير أئمتنا الكرام 
ومن الطرق العملية والخطوات التربوية في تدبر القرآن والتربية على الوصف القرآني ما ذكرته الدكتور رقية العلواني في بحث بعنوان: تدبر القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق ، ويمكن تلخيصه في الخطوات التالية:
1- تعليم المتعلم عادات وسلوكيات قرآنية منذ نعومة اظافرة ، كتنظيم الوقت و استغلالة بشكل صحيح ، وربط تلك السلوكيات بآيات القرآن وإعطاء المتعلم ( حسب الفئات العمرية ) تدريبات من القران الكريم ليستنبط منها تلك السلوكيات . ومن ذلك التركيز على الاخذ بالقصص القرآنية في التربية والتعرف على الكون والحيوان والنفس من خلال النظر في آيات القران الكريم لينشأ الجيل على الربط بين القران والكون والنفس .
2- توفير البيئه اللازمة لتنمية تدبر المسلم من خلال نبذ التقليد وتوعية الناس بأهمية التفكير السليم والعودة الى كتاب الله وتدبرة وترك الفرقة والتراع والبعد عن التكبر عن قبول الحق والاصغاء الى الحق فالحكمة ضاله المؤمن انى وجدها فهو اولى الناس بها .
3- تفعيل وسائل التدبر الاداركية للنفس والتي اهمها السمع وهو اساس العلم المنقول . وقد امر الله به واثنى على اهله واخبر ان لهم البشرى . قال تعالى : واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين .
4- ادراك القارئ بانه مخاطب من القران واياته كما خوطبت بها السابقون . الامر الذي يجعل القارئ يلتفت الى الايات ويتدبر فيها طالما انه استشعر انها موجهة له . يقول ابن القيم في ذلك : " اكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلو من قبل ولم يتعقبوا وارثا ، وهذا هو الذي يحول بين القلب و بين فهم القران ، ولعمر الله ان كان اولئك قد خلو فقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم او دونهم وتناول القران كتناوله لاولئك .
5- الاهتمام بالتأني في التلاوة فلا يكن هم القارئ ان ينتهي من السورة او الجزء بل ليكن همه الاول فهم المعاني وتدبرها . ويمكن الاستعانه بالاعادة و التكرار للآيات في سبيل تحقيق ذلك 
6- الاهتمام باللغة العربية والرجوع الى المعاجم لمعرفة معاني الكلمات التي تشكل عليه ، اضافه الى ضرورة النظر الى كلام العلماء وقراءه ما كتبوا في تفسير القران الكريم ، فلا ياتي التدبر دون فهم المعاني .
7- معرفه المعنى الاجمالي للايات في البداية وذلك من بعض التفاسير المعتمدة المختصرة التي تتناول معاني الكلمات باجمال دون ضرورة الوقوف على التفاصيل والخوض في المطولات والشروح والروايات .
8- الاهتمام بالقراءه الشمولية لايات القران وقصصه وحواراته دون القراءه التجزيئية التي تنتزع كلمة او اية معينه من سياقها لاثبات راي معين او استخلاص حكم معين .
9- الاهتمام بالمناسبات والروابط بين الايات والسور وهو علم دقيق تعرف به وجوه ارتباط اجزاء القران بعضها ببعض .
10- الاهتمام بمقاصد السور واهدافها فللقران مقاصد واهداف ولكل سوره مقصد خاص بها .
11- انشغال القلب والعقل بايات القران والحياة معها وصرف الذهن الى الاجواء والظروف التي نزلت فيها .
12- عمل دورات وورش عمل تطبيقية بشرف عليها المتخصصون في تدبير القران وتشجيع ذلك ، خاصة في مواسم المسابقات الدولية لحفظ القران والتي تقام في انحاء متعددة من دول العالم الاسلامي .
13- استحضار اهمية العمل والتطبيق لما يتدبره المسلم ومايتوصل اليه في واقعه وحياته حتى يصبح القران واقعا نحياه وسلوكا عمليا نسير على هداه .
فهذه الخطوات العملية للتربية على الوصف القرآني بحاجة إلى تطبيق ، خذ مثلاً آيات عباد الرحمن وهي الآيات من 63-77 من سورة الفرقان أو بداية سورة المؤمنون وطبق عليها مثل هذه الخطوات العملية لتصل بنفسك إلى رقي درجات التربية وتمكن من تعديل سلوكك وفق مراد الله سبحانه وتعالى .
اختم بحديثين عن الصحابة رضوان الله عليه في كيفية تربيتهم لأنفسهم على كتاب الله ، فمن ذلك ما رواه ابن مسعود، قال: "كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، والعملَ بهنَّ"
وروي عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُول: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرٍ وَأَحَدُنَا يَرَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَأَمْرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ نُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، وَلَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقْلِ "
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعل القرآن حجة لنا ولا تجعله حجة علينا ، اللهم اجعلنا ممن يقرؤه فيرقى ولا تجعلنا ممن يقرؤه فيزل ويشقى ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين ...

تأملات لطيفة في قوله تعالى : { فَالتَقَمَهُ الحوتُ }

نتيجة بحث الصور عن سيدنا يونس والحوت"

تأمّلات لطيفة في قوله تعالى : { فَالتَقَمَهُ الحوتُ }
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد يسَّر الله لي ذات يوم التأمل في عجائب صُنع الله وتقديره في قصة نبيه ذي النون عليه السلام، عندما التقمه الحوت، وكيف حفِظه الله، وسخَّر له الأشياء التي هي خلاف لطبيعتها.
حيث اختار له الوضع الذي يريده سبحانه بأن شاء وقدَّر أن يُلقى في البحر، ثم سخر له حوتًا معينًا أتى في وقت محدد، وفتح فمه فالتقمه مباشرة، ولو لم يفتح الحوت فمه، أو تأخَّر لحظة واحدة، أو حصل أي حائل أو مانع من دخوله في فمه، لكان الخيار المتحتم هو سقوط ذي النون عليه السلام في البحر وهلاكه بالغرق، فلن يستطيع مقاومة الماء مثله مثل أي بشر أو مخلوق يسقط في الماء، الأصل فيه الغرق إن لم يكن يُحسن السباحة التي قد لا تنفعه كثيرًا في البحر، فمهما استمر في السباحة، فسيتعب وتخور قواه، ويكون مصيره الغرق إلا إن قدر الله شيئًا خلافًا لذلك، فسبحان الله الذي بيده مقاليد كل شيء، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون.
لذلك فالله وحده الذي قدّر أن يكون الملقى هو ذو النون عليه السلام من بين ركاب السفينة، والله وحده الذي اختار حوتًا معينًا من بين حيتان وأسماك البحر، وأرسله ربما من مسافات بعيدة، بل من أعماق البحر في وقت معين ومكان محدد!
والله سبحانه الذي ألهمَ الحوت فتح فمه والتقام يونس عليه السلام بلطف منه سبحانه؛ حيث حفظ جسمه، فلم يمسَّه أيُّ أذًى عند التقامه.
فما أعظم حفظك يا ألله إذا أردت حفظ عبدك ووليك وصفيك من أن يُمَسَّ بأي أذًى رغم المخاطر التي تُحيط به.
والله الحافظ اللطيف الذي قدَّر فتح فمِ الحوت أثناء إلقاء يونس عليه السلام في وضع محدَّد وبدقة عجيبة، فلو مال يونس عليه السلام أثناء إلقائه يَمنة أو يَسرة، أو تأخَّر أو تقدَّم شيئًا يسيرًا، أو هاج البحر وتلاطمت الأمواج لسقط في لُجج البحر، ولغمرته المياه، ولفارق الحياة في لحظات!
والله وحده الذي حفظ يونس عليه السلام في مكانٍ الأصل فيه عدم الحفظ، فالحوت يحتاج للطعام، ومع ذلك حفظه الله .
والله وحده الذي يعلم مكان يونس عليه السلام في ذلك الوقت بعدما التقمه الحوت، فأصحاب السفينة على يقين تام بهلاكه بعدما أُلقي في البحر؛ إما بغرقه، أو أنهم شاهدوا الحوت يلتقمه، ولكن الله سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا في البر والبحر، يعلم أنه لم يمت، وإنما التقمه الحوت، ويعلم مكان الحوت حينما أبحر به في أعماق البحر!
والله وحده مَن حفِظ يونس عليه السلام من الغرق في البحر بعدما أُلقي بأن سخر له الحوت ثم حفِظه من الحوت من أن يهضمه وهو في بطنه، ثم سخّر له الحوت أن ينبذه على الأرض، ثم حفظه على الأرض بأن أنبت له شجرة من يقطين، وكل ما مر به من تنقلات عجيبة كان حفظ الله له ولطفه محيطًا به، فلم يمسَّه أيُّ أذًى!
والله الذي لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، سبحانه وتعالى هو الذي قدّر له ذلك كله مما نعلمه ومما لا نعلمه من جنود الله التي سخرها في تلك الأحوال.
والله وحده هو الذي يعلم كم لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت، وكيف كان حاله، وكيف كان شعوره، وكيف كان غذاؤه، وكيف كانت صِلته بالله، وقد اجتمع عليه ثلاث ظلمات؛ ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل!
فمن ألهمه حتى ينادي ربه بنداء يهزّ الكون كله؟! نداءٍ يُشعر بالفقر والفاقة والعجز لمن بيده مقاليد كل شيء، نداء يذعن بوحدانية الله وبتنزيه الواحد الأحد، ويقرّ بالظلم للنفس، نداء ذكره الله في كتابه وجعله ملاذًا ونجاة لكل من وقع في غمٍّ من المؤمنين:
﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87][1].
والله وحده الذي ألهم الحوت بأن يذهب إلى الشاطئ، فيلقي يونس عليه السلام رغم لين جسمه وضَعفه، وتأثره من حبسه في بطن الحوت، وخشونة الأرض وتأثيرات تقلبات الجو.
والله وحده الذي رحمه ولطف به في تلك الأرض الخالية وحيدًا، ليس معه أحد إلا الله سبحانه وتعالى؛ حيث أنبت له من فضله شجرة من يقطين يستظل بها ويأكل منها.
والله وحده الذي أنجاه من البحر، فلم يغرق وأنجاه من الحوت، فلم يأكله وأنجاه على الأرض من تأثيرات الجو ومن دواب الأرض وهوامها من الهلاك.
والله سبحانه وحده الذي قدَّر لعبده ووليه يونس عليه السلام ما تقدَّم ركوبه في السفينة وما جرى له في السفينة، وما جرى حين التقمه الحوت، وما جرى له في بطن الحوت، ثم ما جرى له بعد أن قدّر الله إلقاءه من بطن الحوت، كل ذلك لحِكَمٍ عظيمة.
والله سبحانه إذا أراد ابتلاء عبده ووليه، قدَّر له الابتلاء ولطف به، وحفِظه ورحمه، وسخَّر له ما لم يخطر له ببال من ألطافه وأقداره العجيبة ما تحار منها العقول، وفتح له باب الدعاء والتضرع، والرجوع إليه وجعل حاله بعد الابتلاء أفضل من قبله فضلًا منه سبحانه ومِنةً.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [الصافات: 139 - 148][2].
فهل بعد هذا كله يخالط من وقع في غم وكرب وشدة شعور باليأس من زوال ما هو فيه؟!
وقد وقع في شيء يسير لا يقارب ما وقع فيه نبي الله يونس عليه السلام.
فثق بالله الذي بيده مقاليد كل شيء سبحانه وتعالى الذي بيده أنت، وما أصابك، وما تعيش فيه، وكل ما حولك، وصعوباتك وشدائدك ومصائبك، وكل ما أحاط بك، كله بيده سبحانه وتعالى، بل بيده ملك السماوات والأرض؛ فتوكَّل عليه وأكثِر من دعائه، والجأ إليه سبحانه، واطمئنَّ واستبشر، وسترى من ربك ما يسرُّك ويشفي صدرك، ويريح قلبك، ولعله يأتيك في الوقت الذي يريده الله ويعلم سبحانه أنه الأصلح لك في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك.
واعلم عِلمَ يقين أن الله إذا أراد حفظك، فسيحفظك مهما أحاطت بك المخاطر، ووقعت في المهالك، وتوجَّهت إليك السهام، وسيجعل لك من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية.
وتذكَّر أن تقواك لله لها أثرٌ عظيم في خروجك مما أنت فيه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].
وتذكًر أيضًا أن عبادتك قبل وقوع ما أصابك وأثنائه لها أثرٌ واضح في تفريج كُربتك: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144].
فلا تستعجلْ وقُمْ بأمر الله وتحقيق تقواه، واقترب منه سبحانه وتعالى، وطبِّق أمره، وابتعد عن نهيه، وعلِّق قلبك بالله وحده، تجد من الله كل خير، وأكثِر من دعاء الله أن ييسِّر أمرك، ويحفظ عليك دينك وإيمانك، ويوفِّقك في دينك ودنياك وآخرتك.
وتأمل هذا الحديث العظيم: عَنْ عبدِالله بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكُ كَلماتٍ: احفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سَأَلْت فاسألِ الله، وإذا استَعنْتَ فاستَعِنْ باللهِ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ، وإنِ اجتمعوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ، لم يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبهُ الله عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ"؛ [رواه الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنَ صَحيحٌ].
وفي رواية غير التِّرمذي:
"احفَظ الله تجده أمامَك، تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشِّدَّةِ، واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وما أصابَكَ لم يَكُن ليُخطِئَكَ، واعلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسرًا".

بمناسبة اليوم العالمي للتّضامن الإنساني :

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

بمناسبة اليوم العالمي للتّضامن الإنساني :
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
الإنسان بحاجة إلى المطر ، بحاجة إلى يد أخرى تسند اعوجاجه في لحظات اليأس ، بحاجة إلى دقّ زهرة الفرح في قنينة القلب التي امتلأت بالطّين لأنّه ببساطة لا يستطيع أن يواجه الحياة لوحده ما أجمل أن نختار لضمائرنا بطلا مرهفا يخرج من قصص المعاناة التي يعيشها النّاس ليخفّف من ثقلها ، ويمسح دمعها ، ويكسر الرّيح التي هشّمتها .
التّضامن لغة القلب التي تلاحق المعطوبين الذين ركبوا ظلال الحاجة واستغنوا بها عن أشعّة الشّمس دون أن يطلبوا القليل من الضّوء ، التّضامن يسدّ ظمأ ، وتجعل محرّكات الرّوح تعمل خارج الجسد .
لابدّ أن نحتفي بهؤلاء الذين ركلوا كرة الأنانيّة بعيدا واستمتعوا بالعطاء الذي يجعل البعض كالبخور الطّيب يلطّف الحياة ويجعلها أكثر قابليّة للعيش .
برج بوعريريج في 2019/12/20.
✍️ بقلم عبد النور خبابة

رجل الأزمات

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏قبعة‏‏‏
رجل الأزمات
🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿
رجل الأزمات
إنّ الزّمن يهيّئ في لحظاته الحاسمة رجالا يقودون الأزمات الصّعبة ويجعلون من المنعطفات الخطيرة التي ترمي أوطانهم بالخديعة والخيانة مخرجا نحو الضّوء الذي انتظر العالم أن يطفئه ليثبت أنّ الوطنيّة أغلى من الذّات ، والشّعب أولى من المصالح ، والوحدة أثمن من التّفرقة .
وضعته الظّروف على محكّ مجهول ، وحمل على أكتافه الخصبة أرواح شعب كامل ليقوده بحكمته ، ورجولته ، و وطنيّته إلى ربوة الأمان ، وتلّة الهدوء ليغادرنا بغتة كأنّ الحياة أمهلته ساعتها الحاسمة ليثبت بطولته في الدّفاع عن أمن الوطن .
رسالته المثقلة بالأوجاع والمحفوفة بالمهالك تحوّلت إلى رسالة نبوّة ترسم مصير البلاد بعينين خبرتا جراج الوطن ليترك خلف ترابه زهرة الأمانة متفتّحة .
رحم الله الفريق أحمد قايد صالح رجل الأزمات الذي أخرس الأيدي الخفيّة وجعلها تتلوّى في نار كثيفة خبرت حنكة الرّجال الذين يضرمون النّيران من عظامهم كي يحيا الوطن .
✍️ بقلم عبد النور خبابة

2019-12-12

إيّاك أن تصدّق !!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
إيّاك أن تصدّق !!!
إيّاك أن تصدّق تلك الكذبة التي تقول أنّ الإنسان ثمين جدا ، وأنّ الحياة كالعصفور في يده متى ما أطلقها غرّدت ، وأنّ عافيته تشبه الفرس الذي أُطلق سراحه وراح يركض بين شعارات هذا العالم الكاذب الذي ينمّق الفضيلة بكثير من الخبث ، ويجعل الضّمير تحت الأقدام لا يروح ضحيّة انسحاقه سوى مساكين الأرض الذين لا يملكون حفنة نقود للعلاج في مشفى خاص ، ولا يعرفون سوى الله فوق الأرض وتحت السّماء .
الدّخول إلى المشفى العمومي الذي نهبه أصحاب المعارف ووحوش الطبّ أشبه بالدّخول إلى جنائز بالجماعات ، يظهرون بلباسهم الأبيض الذي يخفي سواد القلب ، وقسوة أكبر تظهر في ملامحهم الحديديّة التي تتحرّك بين المرضى والموتى بلا مشاعر.
لا تأتيك ممرّضة إلاّ بوصاية ، لا تتفقّد أحوال المريض إلاّ إذا أكثرت عليها من الشّكوى والتّهديد ، وإن قامت بعملها تترك أثرا ناقصا يدلّ على تهاون كبير من البداية كأنّ هذا الجسد الممدّد لا يعنيها ، لا تعذّبها جمرة القسم على أداء المهمّة لأنّ جلدها اخشوشن بالمطامع والمصالح .
أتساءل لم يرتدي هؤلاء اللّون الأبيض ، لم يجلس البعض باطمئنان وراء حجرات الكشف وفي الخارج طوابير من النّاس بردت أعصابها ، وشلّت رغباتها وصارت عاجزة عن رفض الوضع .
أتساءل كيف لهذا القبر الكبير أن ينعش إنسانيّتنا ونحن في الأساس نشنقها بأبشع الصّور أمام الملأ .
هذا الملأ الذي بدا لي كمسرح كبير كلّ يؤدّي دوره بإتقان عدا المرضى الذين يجلسون على حافة الموت بملامحهم الحقيقيّة حتّى انغمسوا في دور الضّحية وتقبّلت أجسامهم الانسحاب بهدوء في ركن مظلم كأنّهم على موعد طويل مع الفحص الذي لا يكشف الضّرر بل يزيد في تعسّفه حتّى يكتمل مشهد الموت .
هذا الملأ الذي أدّى دوره بألف وجه وتلاعب خلف الأبواب بيديه لأجل حزمة من النّقود ، أو اسم مرّر من تحت الطّاولات كأنّنا في مسرحيّة أخرى لهذه المستشفيات التي تحوّلت بالوراثة إلى ملك هؤلاء الذين باعوا إنسانيّتهم .
الموتى يبقون لساعات فوق الأسرّة دون أن يحضر إليهم أحد ، والأحياء الذين ينامون في منتصف الحياة لا يبالي بهم ضمير ، والمرضى الذين يسيرون على أقدامهم يكافحون بلا أمل .
لم يعد للوطن شرفاء ، لم يعد في الوطن من يعمل بضمير ، لم يعد في الوطن سوى من ينبش عظامه ويزيدها تفتّتا .
لم أعد أصدّق أنّ الإنسان هو الأغلى و ذهني مشتّت بين تكذيب وتصديق فما ندركه في لحظاتنا الحرجة أكبر من أي جرح وحرف .
هل تدرك أيّها الطّبيب أنّ كلمة واحدة منك تزرع عافية فتيّة في قلب الجرح ، وأنّ موقفا إنسانيّنا منك قد يعيد الحياة بطريقة أخرى في ذهن من ماتت فيه سبل الأمل .
لذلك أنا سأصدّق أنّ في الحياة نماذج بشريّة تعمل بضمير وسأكذّب حدس الحروف ..
فهناك دائما بين أكوام الخراب زهرة تغالب التّراب لتخرج بكلّ نقاوتها لتجعلني أؤمن بأنّ الحياة لا تزال بخير ، وأنّ الأطبّاء بعضهم كالدواء نحتاجهم في كلّ لحظة انهيار
فتحيّة كبيرة لكلّ طبيب جعلني أصدّق أنّ الضّمير الحيّ لا يزال يعبر تلك الأروقة الباردة فإيّاكم أن تصدّقوا كلماتي ، وإيّاكم أن تصدّقوا صمتي لحظة جرح.
برج بوعريريج في 2019/12/11
✍️ بقلم عبد النور خبابة

2019-12-10

أهمية الصبر

أهمية الصبر
الصبر 
الصبر نقيض الجزع، وأصل الصبر في اللغة الحبس، فهو: حبس النفس عن الجزع، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: حبس النفس عن محارم الله تعالى، وحبسها عن القيام بفرائضه، ومنعها عن الشكوى والسخط من أقداره، ويختلف الصبر عن التصبّر، والاصطبار، والمصابرة، والاحتمال، فإن كان هذا خُلُقاً للإنسان وسجيّةً فإنّه الصبر، وإن كان بتكلّفٍ مع ما يستصعبه من تجرّع مرارته فهو التصبّر، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ومَن يتصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ)، والاصطبار هو ابتداء اكتساب التصبّر، فإنّ كثرة تكرار التصبّر يجعله اصطباراً، أمّا المصابرة فيكون وقوعها بين اثنين في حال المخاصمة والمرابطة، ويتوقّف ذلك على التقوى، ويتجلّى ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وإنّما سمّي الصبر صبراً؛ لتمرّره في النفس كما هو الصبر المعروف بأنّه دواءٌ مرٌّ، وهو من أكثر الأخلاق التي اعتنى بها دين الإسلام، وممّا يدلّ على ذلك كثرة تكراره في القرآن الكريم، فقد قال أحمد بن حنبل: إنّ الصبر مذكورٌ في القرآن نحو تسعين مرةً، فجاء في عدّة مواضع، منها ما كان بالأمر به، ومنها ما كان بالنهي عن ضده، وبعضها جاءت بربط الفلاح به، ومنها ما أخبرت أنّ أجر الصابرين مضاعفٌ عن غيرهم، وكما ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع عديدةٍ، فقد جاء ذكره كذلك في السنّة النبويّة الشريفة. فضائل الصبر وثماره
أمر الله تعالى بالصبر، وحثّ عليه، وبيّن ما فيه من الأجر الكبير، وفيما يأتي بيانٌ لما في الصبر من الجزاءات بشكلٍ مفصّلٍ: لم يحدّد الله جزاءً محدّداً للصابرين، وإنّما قال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، ولو لم يكن للصبر إلّا هذا الفضل لكفى، ووصف الله الصابرين بالمتقين، وهم كذلك في معيّة الله وحبّه ونصره. يعدّ الصبر سبباً من أكبر أسباب الخوض في معترك الحياة، والقدرة على السير فيها، فالصبر هو المغزى والوسيلة لكلّ من أراد أن يصل إلى هدفه في الحياة الدنيا ووصل إليه، فمن باب أولى أنّ الوصول إلى الجنّة والفوز برضا الله يحتاج إلى تعبٍ وصبرٍ، ولا يتحقّق ذلك بالكسل والراحة، فرسول الله لم ينل الراحة في دعوة الناس إلى الخير ونشرالإسلام بينهم، حتى وصفه الله بأنّه ذو خُلقٍ عظيمٍ. تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، ومحو الخطايا، ودخول الجنّة، وهذا من أعظم ما يجنيه العبد من الصبر، دلّ على ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ*سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
 أنواع الصبر 
لا يخلو حال الإنسان من أمرين؛ إمّا سراءٌ وإمّا ضراءٌ، وفي كلٍّ من الحالين وجب على الإنسان عملٌ لا بُدّ أن يقوم به؛ ليتحقّق بذلك إيمانه، فعمله في الضرّاء؛ أن يكون من الصابرين، فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان، وهو أعلم به، يدبّر أمره، ويفعل به ما يشاء، وما على الإنسان سوى أن يرضى بقضاء الله تعالى، ويستسلم له، ويتذكّر قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ)، وممّا يهوّن عليه؛ أن يتذكّر فضل ما هو فيه، ويقارنه بما ابتُلي به غيره، ومن الصبر أن يصبر المؤمن عن المعاصي؛ فإنّ ذلك يحتاج منه مشقّةً ومجاهدةً للنفس، ولا يصحّ من العبد أن يكون صابراً عن بعض ما هو محرّمٌ، ومنهمكاً في غيرها من المحرمات، وثالث أنواع الصبر؛ هو الصبر على طاعة الله، فإنّها تحتاج منه أن يجاهد نفسه ويبذل جهده؛ حتى يؤدي ما أمره الله تعالى بالقيام به، وكلّ ذلك يحتاج إلى صبرٍ، وعلى ذلك فإنّ الصبر يكون على ثلاثة أنواعٍ:
الصبر على الأقدار.
 الصبر عن معصية الله.
 الصبر على طاعة الله. 
أمّا الحالة الثانية من أحوال الإنسان؛ وهي السّراء، فالواجب عليه أن يشكر الله عليها، ويعلم أنّها من فضل الله عليه، ولولا لطف الله فيه ورحمته به لما كان حاله هكذا، فيحمد الله على ما أنعم عليه من نعم الدنيا والآخرة، الظاهرة والباطنة، ثمّ يقوم بطاعة مَن أنعم عليه بهذه النعم، فمن مقضيات الشكر أن يصاحبه العمل، وبذلك يحقق العبد مقام الشكر والصبر، ويكمل إيمانه، مقتدياً بقول الرسول عليه السّلام: (عجباً لأمرِ المؤمنِ، إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيراً له).
 نماذج من صبر الأنبياء 
من أعظم وأجلّ ما جاء في الصبر؛ صبر أولي العزم من الرسل على مشاقّ الدعوة إلى الله، وما تحمّلوه من الأذى في سبيل ذلك، فقد صبر نوح -عليه السّلام- ألف سنةٍ إلّا خمسين عاماً وهو يدعو قومه، وصبر إبراهيم -عليه السّلام- على أبيه وقومه، وتحمّل منهم صنوف الأذى، فقد جُمع له الحطب الكثير وأوقد وألقي في النار، فجعلها الله برداً وسلاماً، وصبر موسى -عليه السّلام- على أذى فرعون له وجبروته عليه، أمّا عيسى -عليه السّلام- فقد كان له من الصبر على ما لقيه من أذى بني إسرائيل وتكذيبهم له، فقد أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه، لكنّ الله نجّاه منهم ورفعه إليه، ونزلت الوصيّة لمحمدٍ -عليه الصّلاة والسّلام- من الله تعالى، فقال له: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).

المواطنة واحترام الرأي الآخر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

حصة حول المواطنة واحترام الرأي الآخر
ضيفا الحصة الدكتور عبد الحق زواوي والأستاذ عبد النور خبابة ،تنشيط الصحفي المتميز خليل جبراني.
مقدمة :
يشكل مبدأ المواطنة حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة، ويعد تطبيق هذا المبدأ أساس عملية الاندماج الوطني، لما له من تأثيرات عميقة في الوحدة الوطنية، وفي عملية التنمية والتطوير من جهة، وانعكاسات إيجابية على أساليب المواجهة للتحديات الخارجية من جهة أخرى
تعريفات ومدخل مفاهيمي:المواطنة تعرف باللغة الإنجليزية (Citizenship)، وتعرف لغةً بأنها كلمةٌ مشتقّةٌ من مصطلح الوطن، والذي يعتبر المكان الذي يعيش فيه الإنسان،مأخوذة من الوطن، أي المنزل الذي تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحله، ويُقال وَطَنَ البلد: أي اتخذه وطناً، وجمع الوطن أوطان: منزل إقامة الإنسان، ولد فيه أم لم يولد.
أما في اليونان القديمة فتصنف بأنها حقٌ من حقوق الإنسان المدنية، وهذا ما أدى إلى اشتقاق اسمها في اليونانية، والإنجليزية، والفرنسية من كلمة City أي المدينة، وتعرف المواطنة اصطلاحاً بأنها صفةٌ يتميز بها الأفراد الذين يعيشون على أرضِ دولةٍ ما، وبموجبها يحصلون على العديد من الامتيازات بصفتهم مواطنين في دولتهم. من تعريفات المواطن أيضاً حصول الأشخاص على مجموعةٍ من الحقوق العامة التي تضمن لهم العيش بحياةٍ كريمةٍ في دولتهم، والتي تحافظ على توفير هذه الحقوق لهم، ومن أهمها: الحق في التعليم، والحق في العمل، والحق في المشاركة في الحياة السياسية، كالترشح للمناصب السياسية، والحصول على حق الانتخاب، والتصويت، كما أنها تضمن للمواطنين التمتع بالحريات الفردية التي يكفلها دستور الدولة.
وعليه فالمواطنة فكرة اجتماعيّة وقانونيّة وسياسيّة ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدّولة إلى المساواة والعدل؛ عن طريق تعزيزها لدور كل من الدّيمقراطية والشّفافيّة في بناء وتطور الدولة.
مفهوم المواطنة
تُعَرَّفْ المواطنة بشكل عام أنَّها المكان الذي يستقر فيه الفرد بشكل ثابت داخل الدّولة أو يحمل جنسيتها ويكون مشاركاً في الحكم ويخضع للقوانين الصادرة عنها، ويتمتع بشكل متساوي دون أي نوع من التّمييز - كاللون أو اللغة - مع بقيّة المواطنين بمجموعة من الحقوق، ويلتزم بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة الّتي ينتمي إليها، بما تُشعره بالانتماء إليها. ويترتب على المواطنة الدّيمقراطيّة أنواع رئيسيّة من الحقوق والحريات الّتي يجب أن يتمتّع بها جميع المواطنين كالحقوق المدنيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والدينية.
حب الوطن أمر فطري:
يقول الله - عز وجل -: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 66]، فجعل - سبحانه - الإخراج من الديار بإزاء القتل، وهو بمفهومه أن الإبقاء في الديار عديل الحياة، بل شرع القتال دفاعًا عن الأوطان؛ قال - تعالى -: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ [الحج: 39 - 40].
حب الأوطان جعل بني إسرائيل يُجِيبون بفطرتِهم مَلِكَهم بالموافقةِ على القتال، وإن نقض كثيرٌ منهم كالعادة عهدَهم؛ كما ذكر - تعالى - قولهم: ﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا... ﴾ [البقرة: 246].
ما من غريبٍ وإن أبدى تجلُّدَه
إلا سيذكرُ بعد الغربة الوطنا
• بل جعل الله من عقابه للإنسان الكافر الجاحد إخراجه وجلاءه من وطنه الذي نشأ فيه، وجعل هذا كافيًا لعقابه في الدنيا؛ قال - تعالى - عن عقوبتِه الذين كفروا من أهل الكتاب؛ ﴿ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ﴾ [الحشر: 3].
وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلِن عن حبِّه لوطنه مكة، وهو يغادرها مهاجرًا إلى المدينة؛ فيقول – كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأصحاب السنن -: ((والله، إنك لأحب البقاع إلى الله، وأحب البقاع إليَّ، ولولا أني أُخرِجت منك ما خرجتُ))، فكل واحد منا مَدِين لوطنه بالكثير، وصدق الشاعر إذ يقول:
وللأوطانِ في دم كل حرٍّ
يدٌ سلفت ودَيْن مُستَحَق
• فإذا هذا في حب وفضل الأوطان عامة، فما بالكم بمصر، بلد أمَّنها الله، فقال سبحانه على لسان يوسف: ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99]، مصر التي جعلها الله - تعالى - بلد الخير والعطاء، فذكر - سبحانه وتعالى -: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61]، ووصفها ربنا بقوله - تعالى -: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ﴾ [الدخان: 25 - 27].
مقومات المواطنة:
من خلال ما تقدم يتبين أن المواطنة ليست وضعية جاهزة يمكن تجليها بصورة آلية عندما تتحقق الرغبة في ذلك، وإنما هي سيرورة تاريخية، وديناميكية مستمرة، وسلوك يكتسب عندما تتهيأ له الظروف الملائمة، وهي ممارسة في ظل مجموعة من المبادئ والقواعد، وفي إطار مؤسسات وآليات تضمن ترجمة مفهوم المواطنة على أرض الواقع؛ وإذا كان من الطبيعي أن تختلف نسبياً هذه المتطلبات من دولة إلى أُخرى، ومن زمن إلى آخر بسبب اختلاف الثقافات والحضارات، والعقائد والقيم، ومستوى النضج السياسي، فأنه لا بد من توفر مجموعة من المقومات الأساسية المشتركة ووجود حد أدنى من الشروط التي يتجلى من خلالها مفهوم المواطنة في الحياة اليومية للمواطنين، وفي علاقاتهم بغيرهم، وبمحيطهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. ومن أهم المقومات والشروط التي لا مجال للحديث عن المواطنة في غيابها:
1- المساواة والعدالة: فإذا كان التساكن والتعايش والشراكة والتعاون من العناصر الأساسية التي يفترض توفرها بين المشتركين في الانتماء لنفس الوطن، فأنها تهتز وتختل في حالة عدم احترام مبدأ المساواة، مما يؤدي إلى تهديد الاستقرار، فلا تتحقق المواطنة إلا بتساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وتتاح أمام الجميع نفس الفرص، دون أي تمييز على أساس الجنس أو اللّون أو الأصل العرقي أو المعتقد الدّيني أو القناعات الفكريّة أو الانتماء والنّشاط الفكري.
2- الولاء والانتماء: ويعني الرّابطة التي تجمع المواطن بوطنه لا خضوع فيها إلا لسيادة القانون وما يتجلّى الارتباط الوجداني بأنّه معني بخدمة الوطن والعمل على تنميته، وعلاقتهم بمؤسسات الدّولة والولاء للوطن واعتبار المصالح العليا للوطن فوق كلّ اعتبار.
ولا تتبلور في الواقع صفة المواطن كفرد له حقوق وعليه واجبات، بمجرد توفر ترسانة من القوانين والمؤسسات، التي تتيح للمواطن التمتع بحقوقه والدفاع عنها في مواجهة أي انتهاك واستردادها إذا سلبت منه، وإنما كذلك بتشبع هذا المواطن بقيم وثقافة القانون، التي تعني أنَّ الاحتكام إلى مقتضياته هي الوسيلة الوحيدة للتمتع بالحقوق وحمايتها من الخرق، وبالتالي لا مجال لاستعمال العلاقات الخاصة مع ذوي النفوذ، أو الاحتماء بمركز الفرد في القبيلة أو العشيرة، وهي ظواهر ما زالت حاضرة في الكثير من العقليات والسلوكيات داخل مجتمعاتنا.
والولاء للوطن لا ينحصر في المواطنين المقيمين داخل حدود التراب الوطني، وإنما يبقى في وجدان وضمير وسلوك المواطنين الذين تضطرهم الظروف للإقامة في الخارج، لأن مغادرة الوطن لأي سبب من الأسباب، لا تعني التحلل من الالتزامات والمسؤوليات التي تفرضها المواطنة، وتبقى لصيقة بالمواطن تجاه وطنه الأصلي، حتى ولو اكتسب الجنسية في دولة أُخرى.
3- المشاركة والمسؤوليّة: المشاركة في الحياة العامة تعني إمكانية ولوج الجميع لمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأنَّها متاحة أمام الجميع دون أي تمييز، بدءاً من استفادة الأطفال من الحق في التعليم والتكوين والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان، واستفادة عموم المواطنات والمواطنين من الخدمات العامة، ومروراً بحرية المبادرة الاقتصادية، وحرية الأبداع الفكري والفني، وحرية النشاط الثقافي والاجتماعي، وانتهاء بحق المشاركة في تدبير الشأن العام بشكل مباشر كتولي المناصب العامة وولوج مواقع القرار، أو بكيفية غير مباشرة كالانخراط بحرية في الأحزاب السياسية، وإبداء الرأي حول السياسات المتبعة، والمشاركة في انتخاب أعضاء المؤسسات التمثيلية على المستوى المحلي والوطني والمهني.
فعندما تتاح الفرص المتكافئة للمشاركة أمام كل الكفاءات والطاقات يكون المجال مفتوحاً للتنافس النوعي الذي يضمن فعالية النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويضفي الحيوية على المشهد الوطني، مما يساهم في خلق واقع ينشد التطور المتواصل والارتقاء المستمر.
والمشاركة بالمفهوم الواسع المبين أعلاه، تعني توفر فرص الانخراط التلقائي في مختلف مجالات الحياة العامة وحقولها، ولا يأتي نمو استعداد المواطنين والمواطنات للمشاركة في الحياة العامة إلا في ظل حرية الفكر والتعبير، وحرية الانتماء والنشاط السياسي والنقابي والجمعوي، وفي إطار الديمقراطية التي يكون فيها الشعب هو صاحب السيادة ومصدراً لجميع السلطات.
ولذلك فهي تختلف عن الإشراك الذي ينطوي على مفهوم المنح من سلطة عليا تحكم بأمرها، لرعايا تابعين خاضعين لنفوذها، لأن الإشراك بهذا المعنى يتناقض مع مفهوم المواطنة ويتعارض مع مقوماتها.
لعلَّ التجارب التاريخية أفرزت معانٍ مختلفة للمواطنة فكراً وممارسةً تفاوتت قرباً وبعداً من المفهوم المعاصر للمواطنة حسب آراء المؤرخين. وحتى في التاريخ المعاصر تنوعت في إفرازها لمفهوم المواطنة بحسب التيارات الفكرية السياسية والاجتماعية التي لا يمكن قراءتها وفهمها ونقدها بمعزل عن الظروف المحيطة بها أو بعيداً عن الزمان والمكان بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية والتربوية، ومن ثم لا يمكن التأصيل السليم لمفهوم المواطنة باعتباره نتاجاً لفكر واحد مبسط وإنما باعتبار أنَّه نشأ ونما في ظل محاضن فكرية متعددة تنوعت نظرياتها وعقائدها بل وظروف تشكلها على المستوى المحلي والقومي والدولي. ولأن قضية المواطنة محوراً رئيساً في النظرية والممارسة الديمقراطية الحديثة ، فإن تحديد أبعادها وكيفية ممارستها ينبع من الطريقة التي يمنح بها هذا النظام أو ذاك حقوق المواطنة للجميع ومدى وعي المواطنين وحرصهم على أداء هذه الحقوق والواجبات.
إلا أنَّ المواطنة وعلى الرغم من تأثرها بالتطورات السياسية وبتعدد الثقافات المجتمعية والأيديولجية، تبقَ بمفهومها إطاراً يستوعب الجميع، فهو يحافظ على حقوق الأقلية والأكثرية في نطاق مفهوم المواطنة الجامعة، والمواطنة هي المساواة بين المواطنين بصرف النّظر عن الصّبغات الدّينيّة أو المذهبيّة أو القبليّة أو العرقيّة أو الجنسيّة. فكل مواطن له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات، والمواطنة الحقيقية لا تتجاهل حقائق التركيبة الثّقافيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة في الوطن ولا تحدث تغييراً في نسب مكوناتها، ولا تمارس تزييفًا للواقع، وإنما تتعامل مع هذا الواقع من منطلق حقائقه الثّابتة، حيث توفر البيئة الصحيحة والخصبة لتكوين ثقافة الوطن التي تتشكل من تفاعل ثقافات أبناء الوطن، ولعلَّ مقولة أرسطو"المواطن الصّالح خير من الفرد الصّالح“ هي أصدق تعبير عن أهمية دور المواطنة في بناء المجتمعات والدول.
أبعاد المواطنة:-
ما دامت المواطنة سلوكاً حضارياً يحدد علاقة المواطن بالدولة على أساس علماني، ويقيم توازناً بين المصلحة الخاصة والعامة، فهي ذات أبعاد ومستويات ترتبط ارتباطاً قوياً بمفاهيم الحرية والحق والعدل والخير والهوية والمصير المشترك. وهي بالتالي تستمد دلالاتها من مكوناتها وشروطها. ومن أبرز هذه الأبعاد، انطلاقاً من خصوصية مجتمعنا السوداني، والبلاد مقبلة على استفتاء مصيري.:
1- البعد السياسي والقانوني الذي يؤمن حقوق المواطنة الكاملة.
2- البعد الاجتماعي والثقافي، ويكمن في كون المواطنة مرجعاً معيارياً واجتماعياً يضبط العلاقات والقيم الاجتماعية.
3- البعد الاقتصادي، ويتعزز بإقامة التوازن بين الاستهلاك والإنتاج على أساس علمي ومنهجي مدروس.
معيقات المواطنة :
_مخلفات الاستدمار -- الجهوية والعروشية والمال الفاسد"، الولاء للأشخاص على حساب الوطن
إخلالات التنشئة المرتبطة بالبرامج التربوية والثقافية
همسة في أذن كل محب للجزائر :
كم يحتاجُ وطنُنا اليوم إلى قلوبٍ سليمةٍ منفتحة على كلِّ أبوابِ الخير؛ واعية بحقِّ ربِّها عالمة بحقوقِ من حولها! وكم يحتاجُ وطنُنا اليوم إلى جموعٍ متآلفة متعاونة تقية، تتعاملُ بينها بإحسانٍ لتنشأ الأمَّةُ التي أرادنا اللهُ أن نحيا في رحابِها في أمانٍ واطمئنان، فنحن باللهِ إخوةٌ، ونحن في الدِّين إخوة، ونحن في الوطنِ إخوة، والأخوةُ بيننا مودةٌ ورحمة، فمن واجبِنا أن نرعى حقَّ اللهِ؛ وحقُّ اللهِ بيَّنَهُ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والحديثُ في الصحيحين بقولِه: ((حقُّ اللهِ على العبادِ أن يعبُدوهُ ولا يُشركُوا به شيئًا))؛ مصداقَ قولِ الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة : 5]، ونحن إخوةٌ في الدِّين؛ فالإسلامُ يجمعُنا والإيمانُ يرفعُنا إلى مراتب اعتزاز بعضِنا ببعض، وحبيبنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينادي فينا ونداؤه من صحيحِ الإمامين: ((لا تحاسَدُوا، ولا تناجَشُوا، ولا تباغضُوا، ولا تدابرُوا، ولا يبعْ بعضُكُم على بيعِ بعضٍ، وكُونُوا عبادَ الله إخوانًا؛ المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلمُهُ، ولا يخذُلُهُ، ولا يحقرُهُ، التقوى ها هُنا))؛ ويُشيرُ إلى صدرِه ثلاثَ مراتٍ ((بحسبِ امرئٍ من الشَّر أن يحقرَ أخاهُ المسلم، كُلُّ المُسلمِ على المسلمِ حرامٌ؛ دمُهُ ومالُهُ وعرضُهُ))، ونحن إخوةٌ كذلك في الوطنِ، والوطنُ في حاجةٍ إلى حمايتِه من اعتداءِ بعضِنا عليه، في حاجةٍ إلى حسن تعاملنا بالمحافظةِ على مناعتِه وسلامتِه، في حاجةٍ إلى تآلفِنا من أجل أن يستعيدَ قوَّتَه وقانونَه، وطنُنا في حاجةٍ إلينا أخوة متحابين آمنين مطمئنين.
اللهم أمِّنَّا في دورِنا، وحقِّقْ سلامتَنا في جميعِ أمورنا،

2019-12-08

كيف تفهم المرأة ؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نظارة شمسية‏‏
كيف تفهم المرأة ؟
مراعاة الاختلافات البيولوجية هناك العديد من الأمور التي تختلف فيها النساء عن الرجال، ومنها:
تشير الدراسات إلى أن النساء يملكن إحساساً أكثر قوة تجاه الروائح والرؤية مقارنةً بالرجال؛ وهذا يعتبر تفسيراً محتملاً حول السبب في اهتمام النساء بالتفاصيل الدقيقة أكثر من الرجال.
تميل النساء إلى تذكر الأمور التي ترتبط بالعاطفة بشكل كبير، لذلك يجب على الرجل الحذر مما يقوله أثناء المشاجرات؛ لأنها قد لا تنساه أبداً.
يجب على الرجل مراعاة المرأة خلال فترة الدورة الشهرية، وذلك لأن المرأة قد تتعرض في هذه الفترة لتغيرات في المزاج وتقلب قي الهرمونات، بالإضافة إلى ألم جسدي وشعور بالغثيان والخمول وزيادة الشهية وزيادة الحساسية العاطفية.
المرأة تريد الشعور بالارتباط دائماً يجب على الرجل أن يدرك أن المرأة تريد الشعور بالارتباط لتتأكد من أن أساس علاقتها مع شريكها متين، ففي حال عدم التواصل ليوم واحد فقط معها، على الرجل أن يعمل بأقصى سرعة على التقرب منها حتى تعود الأمور لمجراها الطبيعي، وهذا لا يعني أبداً أن المطلوب منه نسيان كل احتياجاته الخاصة والاهتمام بها فقط، فمثلاً إذا عاد من العمل متعباً وكانت زوجته تريد التحدث إليه؛ يستطيع إخبارها بأنه مسرور لرؤيتها ومشتاق إليها وأنه سيستمع إليها ولكنه متعب الآن ويحتاج إلى القليل من الوقت للراحة.
المرأة تحب الاستماع إليها لذلك يجب على الرجل السماح للمرأة بأن تعبر عن مخاوفها، والعمل على دعمها في مواجهة الظروف والمواقف الصعبة، والذي من شأنه أن يشعر المرأة بالقوة لتحقيق أهدافها، فهي لا تريد من الرجل أن يتحدث معها عن خوفها أو أن يحل مشاكلها، بل تريد منه فقط أن يستمع إليها ويفهمها،
إن النساء بحاجة للشعور بأنهن محبوبات ومطلوبات ومقدرات، لذلك يجب على الرجل الاستماع لهن من أجل معرفة ما هن بحاجة إليه، فعندما يستمع الرجل للمرأة ويعاملها مثلما يعامل أفضل أصدقائه؛ سيستطيع أن يفهم كيف تفكر بسهولة.

كيف أفهم الرجل؟



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏
كيف أفهم الرجل؟
الرجل يحب الحرّيّة
إنّ الرّجال يحبّون الحرّية، ولا ينجذبون للمرأة التي تمنعهم من القيام بالأمور التي يحبّونها، وهم ينجذبون بالمقابل للمرأة التي لا تأخذ من حياتهم إنّما تُضيف لها، كما ينجذبون للمرأة المرنة التي تُعطيهم المساحة الخاصة التي يحتاجونها للقيام بالأمور التي تجعلهم سعداء، ورغم ذلك؛ فهم يحترمون المرأة الصّريحة والواضحة والتي تُخبرهم بشكلٍ مباشر عن الأمور التي لا توافق عليها.
الرجل لا يقرأ المشاعر 
إنّ الرّجال لا يستطيعون دائماً تحديد مشاعرهم بسرعة، ولا يمتلكون مهارة قراءة عواطف غيرهم مثل النساء، فمثلاً كثيراً ما قد يجهل الزّوج السّبب الذي أثار غضب زوجته منه، وقد تعتقد عندها الزوجة أنّه شخص مخادع، إلّا أنّه في الحقيقة لا يمتلك أي فكرة عن سبب انزعاجها بالفعل، والحلّ الصّحيح هنا هو أن تُخبر المرأة الرجل بطريقة هادئة ومعقولة عن سبب انزعاجها وعن الأشياء التي تشعر بها لعلاج المشكلة.
عقل الرجل في العمل
إنّ الرّجال يقومون بالعمل بشكلٍ مختلف عن النّساء حتّى عند امتلاكهم ذات المهمّة أو استلامهم ذات المنصب؛ فبينما تركّز المرأة على العملية المتّبعة لتنفيذ المهمّة، يركّز الرجل على تحقيق الهدف المطلوب، وبينما تميل المرأة لطرح المزيد من الأسئلة المتعلّقة بالعمل فإنّ الرّجال يرون صعوبةً في الاستماع إلى ذلك، كما أنّ الرّجل يقوم بالانعزال عند شعوره بالقلق إزاء فشل أي مشروع، بينما النّساء تعبّر صراحةً عن قلقها بشأن ذلك.
الرجل يميل إلى التنافس
يميل الرّجال إلى التّنافس من أجل الحصول على مكانة اجتماعية أو وظيفية، وقد أكّدت دراسة نُشرت في مجلّة (Hormones and Behavior) عام 2009م أنّ الرّجال الأصغر سناً الذين لديهم مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون يميلون إلى أن يكونوا أكثر تنافسية في بيئة العمل، بينما الرّجال الأكبر سناً والذين يمتلكون مستويات أقلّ من هذا الهرمون يميلون إلى التعاون ضمن فريق.
الرجل يدافع عمّا يمتلك من الأمور التي تأخذ حيّزاً كبيراً في دماغ الرّجال هو حبّ التملّك وغريزة الدّفاع عما يمتلكون مقارنةً مع النّساء، ورغم أنّ النّساء يمتلكن شعوراً بحبّ التملّك، إلّا أنّ الرّجال يتصرفون بعنفٍ أكثر عندما يواجهون تهديداً لشخص أو شيء يعنيهم ويحبّونه.

رسالة من أم



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

رسائل تربوية
رسالة من أم 💌
قالت الأم: وأنا في طريقي إلى البيت كدت اصطدم برجل كان يمر بجانبي فاعتذرت له وبادر هو ايضا بالاعتذار فكلانا كان مهذبا ورقيقا رغم اننا غريبان ولا يعرف كل منا الآخر...
وفي المساء وأنا أستعد لتجهيز وجبة العشاء كان طفلي الصغير يقف خلفي صامتا ولم يشعرني بوجوده، وعندما استدرت لتناول بعض الأشياء كنت على وشك الاصطدام به فنهرته بشدة وأمرته بعنف أن يغادر المطبخ، ولم أدر أنني قد كسرت قلبه الأخضر الرقيق بكلماتي الحادة والقاسية


وقبل أن أذهب إلى غرفتي مررت بالمطبخ فلاحظت على أرضيته بعض الورود الجميلة متناثرة هنا وهناك، كان الصغير يريد ان يفاجئني بها ولهذا كان وقوفه خلفي صامتا حتى لا تضيع حلاوة المفاجأة...

تساقطت الدموع من عيني حين اكتشفت الحقيقة فأسرعت إليه في فراشه وأيقظته من نومه وسألته عن تلك الورود فأجاب والنوم يداعب جفنيه، ((جمعتها من أشجار الحديقة لأنها تشبهك في رقتك وجمالك يا أمي العزيزة)) ...

وأرادت الأم أن تعتذر لصغيرها عن معاملتها القاسية فبادرها مبتسما (( لا عليك يا أماه فأنا أحبك وأعرف أنك أيضا تحبينني )) وهنا سرحت الأم وهي تحتضنه وفكرت فيما أنها لو ماتت في الغد فإن الشركة التي تعمل بها سرعان ما تجد البديل لها خلال أيام، أما أسرتها إن هي ماتت فستعيش في الحزن طوال حياتها...

واستخلصت الأم الحكمة من هذه الحكاية فنحن نفني أعمارنا في العمل والجري وراء التطلعات التي لا تتوقف عند حد، وننسى في زحمة المشوار حياتنا الخاصة وأسرنا التي نتعامل معها بقسوة وحدة، في حين أننا نتعامل مع الغرباء برقة وهدوء...

إنها المعادلة المقلوبة والمعكوسة التي تنسينا أن الوئام والحب داخل الأسرة هو أسمى غايات الحياة...🌹

رسالة اقتطفتها لكم من الشبكة العنكبوتية

مساعدة الزوج لزوجته

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏
مساعدة الزوج لزوجته
بعض الأزواج يستكبرون عن مساعدة زوجاتهم في أمور البيت، ويزداد الأمر غرابة إذا كانت الزوجة متعبة أو مريضة، فسبحان الله!
أين احتساب المسلم عندما يكون في عون أخيه المسلم؟ فما بالنا لو كان لزوجته؟ أين احتساب الأجر في تفريج الكربات عن الناس؟ فما بالنا لو كان للزوجة؟
أين احتساب الأجر في فعل الصدقات لكل مسلم؟ فما بالنا لو كان للزوجة؟
وفي قصة أم سليم نموذج رائع يبرز لنا هذا الخلق الكريم لأبي طلحة مع زوجته؛ ليتخذه كل زوج قدوة له مع زوجته.
وهذا يتضح لنا مما فعله أبو طلحة رضي الله عنه لما بقي مع زوجه أم سليم ليرعاها حين قرب وقت وضعها مع أنه كان حريصاً على صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وإقامته.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة مع أهله في بيته، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
لا بد أن يعلم الزوج أنه بمساعدته لزوجته في شؤون البيت، فإن ذلك لن يقلل من قدره شيئًا ولا من كرامته ولا من قوامته داخل البيت -كما يظن البعض- بل العكس، يزيده ذلك احتراماً وتقديراً وحبًّا من جانب زوجته.
وما يضير الرجل إذا عاون زوجته في البيت، أليست الحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة؟
وهل أحدنا أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في مهنة أهله يساعدهم يقوم على أمرهم؟! وإذا كنا نحث الرجل على معاونة زوجته داخل البيت، فإن ذلك لا بد أن يكون في إطار من الحب والمودة وسعة وقت الرجل، وإلا من كان مشغولاً أو متعباً ونحو ذلك، فأنى له مشاركة زوجته في شيء إلا بالابتسامة الحانية والكلمة الطيبة؟

سر العلاقة الزوجية الناجحة

سر العلاقة الزوجية الناجحة 
هناك بعض الأسرار التي تجعل العلاقة الزوجيّة ناجحة ومثالية في جميع المراحل، نذكر منها:
الحبّ بين الزوجين: هو عمود أساسي في نجاح العلاقة الزوجية، وتكون باستخدام طرق بسيطة تؤدي إلى تقوية العلاقة، حيث يزداد الحبّ ويصبح متيناً مع مرور الوقت.
الاحترام: هو عامل حاسم بين الطرفين فلا بدّ للزوجين من احترام حقوقهم وواجباتهم، واحترام آراء وأفكار بعضهم، فعند وجود الاحترام يكون الحب والتواصل والتفاهم موجود دائماً.
الثقة والصدق والأمانة: يجب أن يتحلى الزوجين بالصدق والأمانة والابتعاد عن الكذب، وأن يثق كل منهما بالآخر بدون خوف؛ لتقوية المحبة بينهم وللعيش باستقرار وسعادة، وتكوين علاقة متينة وناجحة بينهما.
التواصل: هو الإصغاء والتعبير عن المشاعر، وهو عنصر أساسي لمعرفة الشريكين بعضهم وتقوية الثقة بينهم، فالتواصل يساعد على حل الخلافات، وله أهمية كبيرة في اتخاذ القرارات معاً وسعياً لإيجاد قرارات مُرضية للطرفين. التضحية: تعتمد العلاقة الزوجية على التضحية المتبادلة بين الطرفين والمساواة بين الحقوق والواجبات التي تُوصل العلاقة إلى برّ الأمان، فلا بدّ للطرفين من تقدير ما يقدمه الطرف الأخر لإنجاح العلاقة بينهم، فالرجل الذي يُقاسي ويتحمل لجمع المال وتأمين حياة كريمة لأسرته، والمرأة التي تُضحي وتُفني عمرها من أجل تربية الأطفال وتجمع بين بيتها وعملها عدا عن مسؤولياتها، فالتضحية عمود أساسي لاستمرار ونجاح العلاقة الزوجية.
الحفاظ على الأسرار الزوجية: على الزوجين عدم إفشاء أسرارهم أمام الناس، وعدم الحديث عن مشاكلهم أمام الأقارب والمحافظة على الأسرار داخل البيت، فالحل لأي مشكلة لا بدّ من أن يكون من كلا الطرفين ليس من طرف ثالث. الإعتذار والابتعاد عن الغرور والكبرياء: لإنجاح العلاقة الزوجية لا بدّ من جعل الاعتذار قاعدة أساسية، فالذي يُخطئ عليه أن يُقدّم الاعتذار والطرف الآخر عليه قبول الاعتذار، مع التسامح وعدم إشعاره بالذنب، فلا تعقيد بين الزوجين.

القِوامةُ أيّها الرجل


طلبت زوجة 👩 من زوجها أن يكتب لها عددًا من صفاتها السلبية التي يتمنى أن تُغيرها،
وذلك بناءً على طلب إحدى الجمعيات النسائية التي تشترك فيها زوجته...
فما كان من الرجل إلا أن كتب : ✍
أُحب زوجتي كما هي ولا أرى فيها ما يعيبها !!!
وأعطاها الورقة مغلقة كمآ طلبت الجمعية من أعضائها.
وفي اليوم التالي عاد ليجد زوجته تقف عند باب المنزل، وفي يدها باقة ورد وهي تستقبله بالدموع مِن شِدة الفرح. 🌹
لقد كانتْ مفاجأة عظيمةً بالنسبة لها، خاصة أنها اكتشفت ذلك المديح على الملأ.
يقول الزوج: كان لدي أكثر مِن عشرة أخطاء تقع فيها زوجتي إلا أني علمت أن العلاج لن يكونَ بذكرها أبدا👌
والعجيب أن زوجته تحسنت بنسبة أكثر مِن سبعين بالمائة.
ذِكر العيوب عادة يولّد النفور والاكتئاب والعناد... وخاصة إذآ كان أمام الآخرين
أما المديح فيمنح الحب والسرور ويٌعطي طاقة إيجابية ، ويكون محفزا على التحسن...
(وقولوا للناسِ حسنا )
ألم تر كيف ضرب آلله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء !!!
وهذه هي القِوامةُ أيّها الرجل

2019-12-05

احتفالية المولد النبوي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏

الخميس 07نوفمبر 2019
مدرسة المعاقين سمعيا
احتفالية المولد النبوي
🎂🎂🎂🎉🎉🎉🎈🎈🎈🎈🎂🎂🎂🎉🎉🎉
أنقى لحظات الدّنيا نورا تلك التي توحّدت فيها عناصر الكون وتأرجحت لاستقبال خير البشر محمّد عليه الصّلاة والسّلام فتغيّرت حقائق ، وتلوّنت ثوابت ، ولمعت معجزات ليلة مولده فقلبت ميزان الحياة وجعلته مضيئا .
محمّد عليه الصّلاة والسّلام مصباحنا الخالد وجه القمر الذي لا تحسّ بمرور ضوئه إلاّ وهو نافذ في أسارير الأمّة التي رفعها بالأخلاق والقيم حتّى ملك الأرض بسماحته ، وأسر القلوب التي كانت قبل نبوّته كالصّخر، ووحّدها تحت راية واحدة .
وبهذه المناسبة العظيمة التي يعجز أمامها القول والفعل واللّغة نظلّ على أثر سيرته نلتقط ثمار أخلاقه ، وأزهار تواضعه ، وحكمة نبوّته التي ختمت على البياض لنفتتحها من جديد في زمن لا يزال يترنّح بين مطامع ومآل مجهولة تبدّدت بتلاوة عطرة من الذّكر الحكيم بصوت التّلميذة فاطمة الزّهراء التي تلهّب في شعاع نبرتها سحر النّقاء .
حلّقنا بعدها إلى تفاصيل أخرى علا فيها سلام خالد سطّرته تعابير النشيد الوطني التي تتجلّى في كلّ مفرداته أرواح من مرّوا كتكبيرة طار شعاعها ليرصد نجمته العالية في كلّ نفس وروح داخل هذا الوطن الذي يحمل الكثير من تضحيات أبنائه.
كان لنا بعدها لقاء آخر كالنّدى أبصرنا من خلاله كلمات طيّبة افتتح بها ممثل النشاط الاجتماعي هذا اللّقاء ، تلته كلمة ترحيبية لمديرة المدرسة التي فتحت حاشيتها العريضة من عمّال ، ووسائل ، وطاقات تلألأ في ثغرها حسن الاستقبال والتّنظيم .
وقد كان لي شرف اعتلاء ثقتهم بتقديم مداخلة استجمعت فيها مناظر الجمال في سيرة سيّد الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم .
لتنطلق من بعدها مسابقة لعمال المؤسسة لإشراكهم في بناء تلك اللّحمة التي تخدم العلم والدّين والحياة للخروج بالنّفس من قشورها وملء اللّحظات بأثر طيّب ضمّت هذه المسابقة عدّة أسئلة في السّيرة ، والتّاريخ الاسلامي ، والثّقافة العامّة اشترك فيها أولياء التّلاميذ ، الأساتذة ، المعلّمون ، المربّون ، الأخصّائيّون النفسانيون ، والإداريّون حيث كان الفوز حليف الأساتذة .
تمّ تنظيم مسابقة أخرى فكريّة ودينيّة تحت ظلال هذه الشّجيرات اليافعة التي يمثّلها صغارنا الذين جعلوا المكان مهدا للأمل وأخصّ بالذّكر الطّورين الابتدائي والمتوسط فاتحين بذلك دفاتر العزم والإرادة حيث عاد التّفوق لتلاميذ قسم السّنة الرّابعة ابتدائي ، و ظفر الفوج الرابع من السّنة الثّالثة فوزه على البقية.
تزيّن المكان الذي احتضننا بأطباق تقليدية شهيّة كالطمينة ، وأنواع أخرى من الحلويات زادت المنظر بريقا اختتم في الأخير بتكريم الفائزين بالمسابقات المبرمجة وامتزج بذلك طعم الفوز بحلاوة المأكولات
همزة الوصل التي جمعت هذا التّرابط الفريد ، المنشّط الأخصائي النفساني عز الدين بن هبري الذي لملم تفاصيل الأحداث بصوته ولغته ومفرداته التي كانت كقصيدة محكمة .
أشكر في الأخير كلّ الطّاقم الإداري على الدعوة وعلى رأسه السيدة المديرة ، وجميع من استقبلونا بترحيب ما فارقه الابتسام والاشراق .

ما همست به الكتب في أذني :

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏لحية‏‏‏

ما همست به الكتب في أذني :
بعض الكتب تحتاج إلى قارئ فوق المألوف ، يفهم الجملة التي لم ينسجها العقل ، ويلاحق المفردات التي تطير كالفراشات في ربيع اللّغة التي تزجّ بنا بين قضبانها قبل أن نصطادها .
الكاتب والكتاب كالموت والحياة لا يلتقيان إلاّ على جثّة أحدهما لينتقلا معا إلى برزخ كلام لا هو من طين البشر ، ولا هو من رفات الموتى ... مزيج بين الرّوح والجسد ، بين الماضي واليوم ، بين الصّوت والسّكوت بين الحرف ومعناه ، بين المعنى وأثره في الأسلوب ، بين الأسلوب وصاحبة ، بين ما تهاوى في أخيّلة القارئ ، وما شيّده الكاتب وراء مكتبته ، بين ما صنعته أصابعه من فنّ يصعب الوصول إلى نهايته ، وبين نهاية يكتشفها القارئ وهو في طريقه إلى البداية .
الحياة تحتاج إلى كتب مرتحلة ترفض أن تصبح يتيمة بلا عائلة ، تحتاج إلى أن تتحرّر من اللّسان لتستوطن القلب الذي أفلت العقل لأجل نبضة حرف كلّ مؤشّرات انتباهه .
ما أجمل أن نتجوّل وأيدينا في أيدي الكتب نخرجها الواحدة تلوى الأخرى من رفوف الحياة ، ما أجمل أن تحضر كاتبها أمامك وتفتّش في دواخله عن حديث لم يقله ، عن جملة مفتوحة تركها للفضوليّين ، عن نصّ تجاوز الزّمن ولم يعد له وقت محدّد ، صالح لأحوالك ، وأحوال غيرك فموتها داخل صفحاتها مشنوقة ، باردة لا يغريني أبدا .
أريد للكاتب أن يصبح فردا من العائلة ، تفكّر فيه وأنت داخل حروفه ترسم له قدرا جديدا وانت سائر في طريق عملك ، تحمل أفكاره معك لتلقيها على طاولة غيرك ، هكذا ينتقل القارئ بين الكتب ، هكذا يتحوّل الكاتب إلى رمز أو أحجية ليس لها حلّ إلاّ بالإصرار .
القراءة علّمتني أن أعيش في حروف غيري ، علّمتني حكمة لم أجرّبها بعد
الكتب كرفقة طيّبة أرواح من بداخلها تتجاوز الجسد ، والمكان ، والزّمن كأنّها مصنوعة من طينة خالدة تنبت وقت زرعها ، حدائقها دائمة الاخضرار كلّما همست بأفكارهم أضيف لعمرك حديقة جديدة ...
هكذا أريد أن يسكن الكتاب أجسامكم كيّ يحرّكها من الدّاخل ، لا أن يبقى محكوما برفّ ، ومكتبة ، وطاولة للزّينة
✍️ بقلم عبد النور خبابة .

أريد الذّهاب معهما

أريد الذّهاب معهما
لم يكن البكاء يوما أكبر من أحزاننا التي تغرّد كصوت الرّصاص لتكتب بالجراح التي ننزفها كفنا جديدا يوارى الثّرى قبل أن يكمل صاحبه ضحكة الحياة التي تركها ناقصة في عيون صغاره الذين جرّبوا عجلة الفقد قبل أوانها .
أريد الذّهاب معهما إلى حضن الموت الذي أراه أرحم من جوف زهرة ممزّقة ، أريد أن أسرق قبلة أخرى من وجه أبي قبل أن يتلاشى كتفه النّاعم تحت التّراب ، أريد أن أسابق الشّوق لأرمّم ثقوب الحاجة التي تملؤها أمّي بالدّفء ساعة تضع عناقها في ذراعي .
أريد ألاّ أريد ، ألاّ أجلس في قارعة مجهولة أنتظر فيها خطوات نثرتها رياح لم تجرّب الحبّ يوما ، لم تألف الأعصاب المفترسة التي تمشّط الموت لأجل أن أظلّ واقفة مبتسمة لا يهمّني من الحياة غير دميتي ، وكتابي ، وقصّة الثّعلب الضّجر الذي لم يفترس أطراف وطني .
أصرخ ولا يخرج منّي غير البكاء ، وقلبي الذي تمزّق باكرا ما عدت أحسّ بدورته الدّمويّة وأنتما أمام الفاجعة تذوبان في لحظة خلود صغيرة ، وتغيبان كلوحة الضّوء حين توارى خلف الرّكن .
ما عدت أعرف ما الحياة ، ما الموت ، ما الفقد ، ماذا تعني عبارة من الذّكرى ، وأين تتوالد جمل العزاء ، ولا كيف يحشر الحداد الوجوه التي تلفّني ، تمنعني عنكما ، وصوتي كطفل لحظة الولادة يؤلمه التّنفّس ، يخيفه العالم الذي خرج إليه كأنّه قصر من الثّلج لا تدري متى يتهاوى فوقك .
أريد الذّهاب معهما قبل لحظة الوداع ، قبل أن يغادر الزّمن إلى غربته ، قبل أن أصدّق فعلا أنّي فقدتكما إلى الأبد ولا يمكن لكما أن تنهضا من حقل الصّراخ وأنتما الابتسامة الوحيدة المتبقّية لي . فكيف لي أن أعثر على جرح جديد لشفتين داميتين قبّلتكما حتّى سكنني الرّعب وتقطّع صوتي دون أن يسمعني أحد ، أو ينتشلني أحد من وحل فراقكما المباغت .
✍️ بقلم عبد النور خبابة

بمناسبة الذكرى 65 لاندلاع الثّورة التحريرية المجيدة وتزامنا مع ذكرى مولد خير البشر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏بما في ذلك ‏قلم يكتب‏‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏
السبت 16 نوفمبر 2019
سريانة ولاية باتنة
🎉🎉🎉🎉🎉🎉
جمعية المرأة الأوراسية والطّفولة بالتّنسيق مع المركز الثّقافي سريانة ولاية باتنة
بمناسبة الذكرى 65 لاندلاع الثّورة التحريرية المجيدة وتزامنا مع ذكرى مولد خير البشر
فعاليات مسابقة القرآن الكريم
بمشاركة مسجد أبي بكر الصديق ، ومسجد عثمان بن عفان
الذّكرى الجميلة التي تجهد نفسك كثيرا لتبقى في هيكل الرّوح واقفة ، وابتسامة طفل صغير ثمّنت جهوده في حفظ آيات الله أكبر من أيّ نور أنجبته الحياة من بالون الزّمن الهارب ، وجمع نوراني قاسمته طاولة الذّكر أنقى من دموع الزّهر الخارجة من الطّين .
يبهرني امتزاج التّاريخ الذي نحييه بنور القرآن لندرك أنّ معابرهما واحدة ، وأنّ الأيّام وصدر المدينة التي تسكن كلّ واحد منّا بحاجة إلى مصباح وتيّار ، بحاجة إلى عزيمة وطنيّة وإرادة دينية حزام أمانها الوحيد القرآن الكريم ضوؤنا نحو الظّلام ، الأماكن الوعرة ، الزّوايا المغشوشة.
سعدت كثيرا وأنا ألملم بقايا وقتي كطيوف الفجر الجائعة ، الباحثة عن بقعة ضوء تتبع أثرها فوجدت الكثير من الورود المنتفضة التي تدعوني إلى المضي نحوها ، نحو هذه الدّعوة النّبيلة ، والمغزى الأنبل دون أن يصيبني ذعر الزّمن الهارب من الأصابع هروب الطّيور المهاجرة .
تلوّن المكان ببياض قلوب أتت لتتلو آيات الله تعالى وكلّها أمل في الظّفر بالفوز ، الفوز على الأقران ، الفوز على الغفلة ، الفوز على مغريات الحياة التي لم تنل بعد من حبّ حفظ القرآن وتخصيص كلّ الوقت له فكانت مهمّتي صعبة وأنا خلف طاولة لجنة التّحكيم إذ ترأّست جلستها و أنا أتلذّذ بنعومة الصّوت وعذوبة القراءة ، ولذّة التّنافس كأنّه انتفاضة شرايين وقلب ، شاركني التحكيم الشيخ بكري موسى إمام مسجد أبي بكر الصديق و الشيخ حسام موان معلم القرآن بمسجد أبي بكر الصديق.
وقد تشرّفت بتقديم مداخلة حول القرآن وأمانة تربية الأبناء راجيا من الله تعالى أن تكون كبستان الورد في القلوب الحاضرة .
تخلّلت جلستنا الكريمة بوصلات إنشادية ، وطنية ، ودينية تذبذبت فيها الرّوح بين خطّين جانب منّا لا يذهب ، وآخر لا يعود .
بعدها تمّ اختيار الطّلبة الفائزين وتكريمهم في مسابقة القرآن الكريم والتجويد أمّا التجويد فعادت المراتب الأولى مرتّبة :
- تقي الدين مناصر
- وزناجي خليل
- تقوى زراف
أمّا الحفظ :
- لخضر فريحة أنيس
- أمينة بخوش
شعيرة عبد المغيث
تم تكريم جميع المشاركين باعتبارهم فائزين كونهم مشاريع حفظة القرآن الكريم تثمينا للجهود المبذولة ، وتعظيما لقدسيّة القرآن الكريم الذي لا يهان أمامه أحد بل يكرّم تكريم العظماء الذي يليق بحقولهم النّضرة المليئة بنور القرآن .
تمّ تكريم لجنة التّحكيم بعدها مباشرة ، التقطنا بعض الصّور لتجميد الذّكرى وجعلها شبه حيّة بين الماضي واليوم والغد . لتجمعنا بعدها طاولة الغداء الشهيّة التي أكرمنا بها أصحاب الدّعوة ،
أشكر النّشطة بن عمار أمال ، و حليمة لخضر فريحة ،و رستم نغيش على التغطية والتّصوير والمساهمة في التقاط كلّ جوانب الحدث الجميل صغيرا وكبيرا ، كما أشكر رئيسة الجمعية على الدّعوة ، و الجهود المبذولة في سبيل الوطن ، كما أشكر السلطات وأئمة المساجد ، وكلّ الطّاقم السّاهر على إنجاح هذا المسعى النّبيل ، والمشاركة في صنع هذا الحدث المزدوج متمنّيا للجميع دوام البياض والنّقاء ، والصّحة ، والتّوهّج الدائم لخدمة الإنسان ، ولا أنسى طبعا الجمهور الحاضر الذي لولاه لما اكتملت هذه اللّوحة البهيّة ، وكذلك أشكر مدير المركز على استقباله ومساهمته في إتمام هذه اللّوحة .
مع طلب خاص لكل سكان سريانة على دعم الجمعيّة ورئيستها السيّدة لخضر فريحة نصيرة والمساهمة في دفع عجلة التنمية بمختلف أشكالها بالمدينة .
ومن عجائب الصدف و المفاجآت لقائي بالأخوين بوقرن هشام ،وعبد الحميد علولي من قادة الكشافة الإسلامية ب عين الكبيرة حيث كانت من أجمل اللّقاءات التي سطّرها القدر دون تخطيط مسبق ، واستمرّت الرّحلة معهما من سريانة إلى سطيف فزادت لحظاتي بصحبتهما روعة بعد طول انقطاع وغياب .
✍️ بقلم عبد النور خبابة