السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-12-05

مخاطر حوادث المرور


الاثنين 18 نوفمبر 2019
جمعية النور لأمن وسلامة المرور
معا لمجتمع آمن بلا حوادث
المكتب الولائي برج بوعريريج
قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة البشير الإبراهيمي
الندوة التحسيسية حول مخاطر حوادث المرور
امتلأت الحياة بما يكفي من مآسي صرنا نتنفّس هواءها العكر في كلّ وقت حتّى بدت الرّغبة في ترميم الغمام الفاصل بين الحياة والموت صعبا ، بين النّفس التي تحرّكها العجلة ، وبين التّهوّر الذي يقبض على الأرواح قبضا مؤلما خلّف وراءه ملامح أصحابه الباردة معلّقة في غرفة باردة ، وضحكة طفل تشوّهت في الشّقاء وكبرت مع الأيّام بدمعة .
حوادث المرور صارت كقهوة الصّباح والمساء التي تنشئ لنا في كلّ يوم قصّة مؤلمة حدثت في الطّريق ، قتلى بالجماعات جفّت جثتهم وسالت أعمارهم كالنّهر وعبرت في هدوء نفق الحياة مخلّفة وراءها مساحة شاسعة لخبر في جريدة ، ونصّ مفجوع انصبغ على الورق بالدمّ .
لم يفت الأوان بعد لنمدّ حبل أفكارنا التّحسيسيّة لنعرف معنى الخطأ الذي يكلّفنا موتا جديدا ، لم يفت الأوان لرسم بقعة خضراء توقف الكثيرين عن اللّعب بين الطّرقات كأنّ شوارع المدن صارت لعبة ممتعة تستدعي متعة المشاهدة ، لم يفت الأوان لوضع لافتة الضّمير عند قارعة كلّ روح تدرك قيمة العائلة ، والأحبّة ، والحياة .
انطلقنا ككلّ مرّة أملا في طرقات آمنة لا تنتهي بفاجعة وذلك من خلال هذه الأضواء التي تشعلها بعض الجمعيّات لتوضيح الرؤية طمعا في نشر التّوعية لأجل طريق آمن .
افتتحنا الجلسة الطيّبة بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم أماننا الأكبر الذي نعوم فيه دون خوف بصوتي المتواضع الذي يصغر دائما أمام هذا التّشريف النّوراني ، علا بعدها صوت النشيد الوطني الجزائري الذي شممنا من خلاله رائحة الوطن الذي لابدّ من الحفاظ عليه ، والاستمرار في لحظاته لأنّه وديعة الغيب التي خلقت تلك المقدرة على الثّبات تحت أي ظرف أو خطب .
ما كان لنا بعدها سوى الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا حوادث المرور التي تنفّس لها الموت عميقا حتّ كادت حنجرة الأمل أن تختنق .
افتتح صحيفة اللّقاء السيد طكوك سكحال رئيس جمعية النور وسلامة المرور برج بوعريريج بتقديم كلمة تفتّحت كسحابة ضوء ، تلاه
البروفيسور بوبترة عبد الحق مدير جامعة محمد البشير الإبراهيمي لولاية برج بوعريريج بطرح فكري ألقاه عبر كلمة تموّجت كألوان زاهية .
قدّم الدكتور بلقاسم الحاج عميد كلية الآداب واللغات ورئيس الندوة كلمة بالمناسبة ألقى فيها بعضا من عصارته التي كانت كحديقة تتجوّل فيها دون تعب ، أفكاره كالأزهار بديعة ، لامعة المعاني تتدلّى عليها شمس ثابتة خفق لها انتباهنا ، وأعجبت بها عواطفنا ، أمّا التّنشيط فكان للشّاعر عبد الفتاح بوعزة الذي خرج من مرايا الكلمات إلى أرضيّة الفكر سائرا بصوته بين محطّ وأخرى صنعت لوحات أندى من جوّ الأسلوب ، وأعمق من تراكيب اللّغة .
الجلسة الأولى : وضع حجر أساسها ممثّل الدرك الوطني النّقيب طاهري محمد من خلال مداخلته القيّمة حول التّقلّبات الجويّة ودورها في زيادة حوادث المرور .
تقدّم من بعده ممثّل الشرطة ملازم أول رابح يوسفي في مداخلة رفعت طرفيّ دقّتها حيث سلّط الضّوء عن أهم أسباب حوادث المرور في الوسط الحضري .
ليعتلي من بعد هذا الموكب العالق بين ضفّتين ممثّل الحماية المدنيّة معطي خثير في مداخلة حول أهمية برنامج مسعف لكلّ عائلة وضرورة التّكوين فيه ، وقد ذكر قصصا مؤثّرة جدا من واقع الحوادث التي يعايشون ظروفها المؤلمة عن قرب ولا يمكن لأي حرف ترجمة ذاك الشّعور الذي تقابل فيه ضحايا الطّرقات في آخر محطّاتهم مع الحياة ،
وذكر أيضا مدى معاناة رجال الحماية المدنية جراء الحوادث والحالات التي تصادفهم بشكل رهيب يعجز اللّسان عن ترجمته .
كما قدّم ممثّل مديرية النقل عبد الناصر بن مهني مداخلة حول جديد وأهمية المندوبية الوطنية للأمن عبر الطّرق كاشفا الغطاء عن آخر المستجدّات حول الموضوع .
افتتح من بعدها فضاء المناقشة ، وتحليل الأفكار ، وتركيب الرّؤى وتوحيدها في مصّف مشترك تملؤه الألوان .
الجلسة الثانية : افتتحها رئيس جمعية الأمل للسّلامة المرورية السيّد مناري مزيان لعرض مداخلة عن دور الجمعيات في نشر التوعية المرورية وما لها من تأثير في الأوساط الاجتماعيّة
وقد تشرّفت بتقديم مداخلة عن الحالة النفسية للفرد ضحية حوادث المرور حاولت من خلال استجماع المفردات الغائرة في أرض لا تنتهي عنونتها : حوادث المرور واختلال الشعور بالأمن النفسي .
ليجمع من بعدي حسام معاشي رئيس جمعية الشباب الجزائري المثقف
شتات الحروف المتشكّلة كأيقونة ليقدّم كلمة كلّها ثبات واهتمام وأشراق .
فتحنا من بعدها أجواء المناقشة ليعمّنا فصل جديد لأفكار تصادمت لتتّفق وتشرق من خلف السّحب التي تساقطت فوقنا كالمطر .
اختتمنا اللّقاء بمظهر بهيّ صنعه جوّ التّكريم للفاعلين الذين وهبوا أساليب الحكمة بلغة مقمرة . تخلّلتها شروحات عن المعرض المشترك لأجهزة الدولة والجمعيات المقام بالمناسبة شهدنا من خلاله أيضا حضور المناورات الافتراضية المزدوجة بين الدرك الوطني ، والحماية المدنية التي تجسد وقوع حادث مرور وكيفية التّصرّف فيه .
تتخلّل النشاط عملية للتبرع بالدم تحت شعار قطرة دمك حياة لغيرك رغبة في استمراريّة شعاع المحبّة الرّقيق الذي يخدم الإنسان ، ويزكّي روح التّآزر في أسلوب جميل تعجز المفردات عن إمساكه .
أشكر من نظّم هذا اللّقاء ليظهر بهذا الشّكل الملفت ، أشكر الحضور على روعة المتابعة والاهتمام ، أشكر السّلطات الحاضرة بقوّة ، السيّد بلعباسي حسين نائب المجلس الشعبي الوطني ، مديرون تنفيذيون مدير الشباب والرياضة ، مدير مركز التكوين المهني بوضياف الضيف ، الطلبة والحاضرون جميعا، نواب رئيس الجامعة ، وعمداؤها ، والمقدم سويسي رئيس مكتب أمن الطرقات ومدير الصحة وكلّ من ساهم من قريب أو بعيد، وأوجّه خالص امتناني ، وباقة شكري لوسائل الإعلام الحاضرة لتغطية الحدث ، وكل من وثّقه بعدسات التّصوير التي التقطت باهتمامها ما جرى من أفكار ، وقصص ، وآمال تنتظر ريشتها البيضاء لتنطلق في رسم الحياة بشكل أجمل .
✍️ بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق