السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-12-05

عندما يتطاول الغصن على الشّجرة ينكسر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

تحية لكل معلم :
💼عندما يتطاول الغصن على الشّجرة ينكسر
هذا الأستاذ ومن يفكر مثله وجودهم إهانة كبيرة للتّعليم ولا أدري كيف استطاعوا بأفكارهم المشوّهة الوصول إلى الكمال .
إلى من اعتقد أنّ دواله تبني أمّة ، وأنّ حروف المعلّم التي أكل منها خبزا لا تكفي للمقارنة وأنّ علمه العظيم الذي وجده مستساغا يعطيه الحقّ في التّطاول على من جعلوه إنسانا أضاع للأسف طريقه وهو يتبع روث غيره كقطيع جائع .
صار العبء أثقل والضّمير ما عاد يحتمل خيانة إنسانيّة أخرى ، والمصباح الذي نحمله قد أكلته الضّربات من كلّ جهة وآن لصوت المعلّم أن يثمل صحوا ، وألاّ نسمح للذّكرى باغتيال مكانته العظمى التي يستهين بها البعض لأنّهم صاروا في مناصب أسمى ، ونالوا رواتب أعلى لأنّ عدالة الهدم اقتضت ذلك .
أيّها الطّبيب الجالس خلف مكتبك بثوبك الأبيض تنتظر المرضى ، أيّها المحامي ببذلتك السّوداء الواقف وراء منصّة الدفاع تنتشل مظلوما من الحبس ،أيّها القاضي ، والطيّار ، والمصرفيّ ، والمهندس ، والبنّاء ، وعامل النّظافة وكلّ من مرّ ذات يوم صغيرا بين يدي معلّمه ليكبر بفضله ثمّ يتنكّر تماما له ليشهر مخالبه كذاك الأستاذ الذي وجد الأرض مهيّأة لزرع جديد دون أن يتعب فذاك الطّفل الذي وصل بين يديك قد تشبّع بقيم ، وأخلاق ، وتعلّم كيف يمسك القلم ، كيف يكتب حرفه الأوّل ، كيف يفضي لمعلّمه بالأسرار ليصبح فردا من عائلته ، وبطله الذي لا تنتزعه القصص والحكايا من مخيّلته ، أنت يا من اعتقدت أنّ العلم في القشور لترمي دوالك التي حلّها غيرك لتجدها جاهزة للاجترار دون إبداع أما سألت نفسك من علّمك حرفك الأوّل ، من رافقك في خطواتك الأولى في مسك القلم ، من ريط حزام حذائك ورتّب مئزرك وحرسك في كلّ مكان تجري إليه دون أن تحسّ بعظمة الواجب الذي قضمت أحشاءه وتركته كعفن أفكارك التي دهستها الكراهية .
أستغرب كيف يهاجم الأستاذ معلّمه بنفس الخطّ والكتابة التي خرجت من صلب أصابعه التي كانت احتلالك الأوّل ، وجاذبيّة معرفتك الأوّلى ، ودورانك الفلكي الأوّل .
خسئ من أنكر لحظات وعيه الأولى وانزلاقه الموهوم في أفضليّته على من ربّاه قبل أن يعلّمه ، من أنصت لطفولته ، وصبر لتعثّراته حتّى صار يافعا يحمل صخرة كبيرة بدل التّقدير ليصيب بها قمّته الشّاهقة .
فلا مجال لمقارنة فاشلة من البداية فلو كنت أستاذا بحقّ لأدركت أنّ ذكر المعلّم يستوجب وضوءا وطهارة فهكذا يُقابل من يحملون رسائل النبوّة والطّهر.
ماذا قدّمت أنت لتتطاول على من علّموك ، ماذا بنيت في عقول الأجيال التي تسير إلى الوراء لتنتعل وقاحتك بوجه لا يعرف الخجل .
لا تقل لي باللّه عليك علّمته كيف يضع رمزا تحت دالة ، وكيف ينسخ المعلومة دون عمق ، وكيف ينهي الأولياء ما تركته ناقصا ، وكيف تصاحب مكتبك أكثر من هؤلاء الصّغار الذين لا تعرف عنهم شيئا سوى أنّهم بعض الرّؤوس الواجب حشوها وتركها للرّيح .

✍️ بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق