السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-12-05

الغلو والتطرف وأثرهما على الفرد والمجتمع.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

الأربعاء 04 ديسمبر 2019
🎙️🎧إذاعة برج بوعريريج
برنامج آفاق تنموية تنشيط الصحفي المتميز خليل جبراني
الموضوع : الغلو والتطرف وأثرهما على الفرد والمجتمع.
ضيوف الحصة :
الدكتور زواوي عبد الحق ،الأستاذ مصطفى راشدي ،عبد النور خبابة
🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤 التعريفات والمفاهيم :
التطرف في اللغة : مشتق من الطرف أي الناحية ، أو منتهى الشيء ، وتطرف أتى الطرف ، وجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط .
وأصل الكلمة في الحسيات ثم استخدمت في المعنويات ، كالتطرف الفكري ، وفي الحقيقة هو مصطلح صحفي ولم يرد هذا اللفظ بهذا الاصطلاح لا في الكتاب ولا في السنة .
وغالبا ما يستخدم هذا المصطلح من قبل العلمانيين دون التزام بالموضوعية في هذا المصطلح ، فهم لم يحددوا أولا ما هو التطرف ، ولا معناه ، بل يريدونه لفظا غامضا عائما فضفاضا لمحاولة إضفائه وإلصاقه فيمن يشاؤون سواء كانت الخصومة سياسية أو فكرية أو شرعية أو دنيوية ، بل حتى خصومة شخصية ، فاليوم التطرف والمتطرف هو الإسلام والملتزم به ، وغدا يتحول التطرف إلى جهة أخرى .
فمن له مواقف سياسية معينة ضد إسرائيل فهو متطرف سياسي مهما كانت قضيته عادلة ، ويبذل من أجل الدفاع عن دينه وبلده وأمته .
ومواجهة بعض المواقف السلوكية السلبية في نظر بعض العلمانيين تطرف كالدعوة إلى الحجاب ، ونبذ التبرج ، أو محاربة الربا ، والدعوة للعمل بالنظام الإسلامي ، أو تجنب الفواحش ، وتقييد الحريات بالضوابط الدينية يعد تطرفا عند البعض ، كما يعد متطرفا من يدعو للإلتزام العقائدي في الدعوة لتحكم الشريعة واعتبار غير المسلم له أحكامه الخاصة به ، وأن لقاء الديانات على غير كلمة التوحيد غير ممكن ، وأن من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بلغته الرسالة وزالت عنه الموانع فليس بمسلم ، ففي نظر البعض يعد هذا متطرفا عقديا ، ولذا فهذا لفظة ليس لها حد لمعرفة ما تجمع وما تمنع إذ الكل يوظفها حسب هواه ، وبما أن التطرف هو مجاوزة حد الاعتدال فهذا يدعو إلى معرفة الغلو .
والغلو لفظة شرعية وردت في الكتاب والسنة وهي من غلا إذ زاد وارتفع وجاوز الحد ، وقد جاء ذلك في قوله تعالى ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ﴾ وقال تعالى ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ﴾ .
وجاء في السنة عن ابن عباس رضي الله عنه : لما جمع النبي صلى الله عليه وسلم الجمرات أمره أن يلقط له حصى صغارا وقال : " بمثل هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " .
ولذا فإن استخدام المصطلحات الشرعية أسلم وأحكم .
والغلو هو مجاوزة الحد والحد هو النص الشرعي على فهم سلف الأمة الذين شهدوا التنزيل وفهموا مقاصد الشرع الحكيم .
والغلو نوعان :
الأول : غلو اعتقادي : كغلو النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام ، وغلو الرافضة في الأئمة ، وغلو الصوفية في الأولياء ، وغلو الخوارج في تكفير أهل الإسلام بالكبيرة والذنب .
والثاني : غلو عملي : وهو المتعلق بالأمور العملية التفصيلية من الأقوال والأفعال بما لا يترتب عليه اعتقاد مثل رمي الجمار بالحصى الكبيرة ، والزيادة في العبادات كالوصال في الصوم والتبتل بعدم الزواج والرهبنة في الدين ... الخ
مظاهر التطرف والغلو
إنه من الطبيعي لهذه الظاهرة أن تورث آثارا سيئة منها :
1. الإفراط في التدين لإثبات الذات وإظهارها بأنها مميزة عن الآخرين .
2. التفريط الذي يؤدي إلى الكفر والإلحاد فلا يبقى للإنسان فضيلة في نفسه وقد يلجأ للهروب من الواقع ويتعاطى المخدرات والمسكرات كعلاج لهذا الواقع المرير .
3. التعصب للرأي وعدم الإعتراف بالرأي الآخر ، مما يؤدي إلى إلزام الناس بما لم يلزمهم الله به وقد يؤدي ذلك إلى الغلظة والخشونة وإيذاء الآخرين .
أسباب الغلو :
والغلو في الدين له عدة أسباب ، منها :
أولاً: قله التفقه في الدين :
" تجرأ بعض الناس على إصدار الأحكام خاصة في الأمور العقدية من خلال نظرتهم غير المتعمقة في بعض الآيات القرآنية ، أو الأحاديث النبوية دون علم ببقية النصوص المتصلة بمناط الاستشهاد ، أو أخذهم بالمتشابهات وترك المحكمات ، أو بالجزئيات مع إغفال القواعد الكلية ، مع أن الواجب على كل من يتصدر للفتوى خاصة في الناحية العقدية أن يكون محيطا بالتأويل وأسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، و الأساليب اللغوية المختلفة مما يجعلنا نوصي لطلب العلم ، ونؤكد على أهمية الحرص علي التفقه في الدين والالتزام للتخصص الدقيق وقت الحاجة الضرورية فالعامل على غير علم قد يفسد أكثر مما يصلح ، والأخذ بظواهر النصوص في كل حال كان من أهم الأسباب التي أوجدت الفرقة بين كثير من المسلمين"
وفي ضوء ما سبق ندرك لماذا شدد الفقهاء على التأني في الفتوى والتمهل في الحكم ، فقد كان " عمر بن الخطاب" رضى الله عنه وهو من هو ، لو عرضت عليه مسألة يجمع لها أهل بدر . فليتقى الله أقوام في هذا العصر يتجرءون على الفتوى : وبتسورون أسوار النصوص بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. حتى يقول قائلهم : " إن الأفغان أشد خطرا من الشيوعيين لأن الأفغان أحناف وهم يقرؤون خلف الإمام في الصلاة !!. ألم يعلم هؤلاء إن صحابة رسول صلي الله علية وسلم اختلفوا فيما بينهم في أمور ومسائل ، ولم يحل ذلك بينهم وبين التحاب والتناصر وجهاد الخصوم الحقيقيين للإسلام والمسلمين معا ؟ !!.
ثانياً: الاستعلاء على الغير بالعبادة :
قد يتخذ بعض الناس من عبادته سببا للاستعلاء على غيره ، وينظر إليهم نظرة فيها شيء من السخرية والتحقير ، ظننا منه أن العلماء تهاونوا في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يدرى المسكين أن جمهرة العلماء قرروا أن السكوت على المنكر مخافة الوقوع في منكر أكبر منه واجب تطبيقا لقاعدة : " ارتكاب أخف الضررين واجب "
الاقتصار على القراءة في كتب معينة دون غيرها
مما يؤدى ألي التعصب الذي يعمى ويصم ، مع أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم . والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .. فيجب على المسلم أن يقرأ لجميع علماء الأمة حتى يستبين له الرأي و الرأي الآخر ،ثم يتبع الرأي الذي يشهد له الدليل ، هذا هو الإنصاف .
ثالثا : منع حرية التدين :
منع حرية التدين ، من الأسباب الرئيسية في انتشار الغلو والتطرف ، لأن الناس فيهم تدين بالفطرة ، حتى الفاسق منهم لا يرضى المساس بحرمة الدين . إن هذا المنع يتخذ طرقا ووسائل مختلفة ، فاستعمال وسائل الإرهاب المختلفة والضغوط النفسية علي الشباب المسلم ، من أكبر أسباب انتشار الغلو ، إن الغلو يعشش وينمو في مثل هذه الأجواء "المشحونة" ومن تتبع نشأة بعض الفرق المغالية في هذا العصر يعلم ذلك .
إن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة ، واستخدام العنف وحده في مقاومتها قد لا يزيدها إلا توسعا ، ولا يزيد أصحابها إلا إصرارا عليها . إنما تعالج بالإقناع والبيان وإقامة الحجة وإزاحة الشبهات .
رابعا : اتباع الهوى :
فاتباع الهوى يصد عن الحق .. ويعمى ويصم .. قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ).
قال عكرمة : أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهويه اتخذه إلها .
وقال الحسن بن الفضل : في هذه الآية تقدم وتأخير ، مجازة : أفرأيت من اتخذ هواه إلهه.
وقال الشعبي : إنما سمى الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه في النار .
وقال ابن عباس : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه ، قال تعالى: " واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وقال تعالى : ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ).
وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم اتباع في قوله : " ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، فالمهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ، والمنجيات : خشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، والعدل في الرضا والغضب ".
وقال سهل بن عبد الله : " هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك ".
ولابن الجوزي كتاب في " ذم الهوى " أفاد فيه وأجاد
وبالجملة : ما عبد تحت السماء إله أبغض إلى الله من الهوى !
وفي الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
هذه بعض أسباب الغلو في الدين وهناك غيرها كثير وحسبنا اننا أثرنا النقاش في موضوع جدير بالاهتمام والعناية لما يكتنفه من خبايا وخفايا.
عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق