السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-11-22

ذاك رسول الله

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ذاك رسول الله أو " غاية السول في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم" بقلم عبد النور خبابة .
أما بعد: قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا"
أيها المسلمون، إن الحديث يحلو عن الرجال العظماء من الناس، ولكن الحديث عن النبي لا يجاريه أي حديث في روعته وحلاوته والطرب به والشوق إليه، رجل ملأ حبه القلوب، واصطفاه الله على الناس، فجعله أكرمهم وأحبهم إليه، إنه رسول الله الذي تشتاق إليه النفوس، وبذكره ترق وتلين القلوب،إنه محمد بن عبد الله، من بني هاشم من قريش، أعز الناس نسبًا، وأشرفهم مكانة، ولد في بطاح مكة، فرأت أمه نورًا أضاءت له قصور الشام، نشأ حين نشأ يتيمًا، فكفله جده ثم عمه، واسترضع في ديار بني سعد، أرضعته حليمة السعدية، فكانت أسعد الناس به، نزلت الملائكة من السماء فشقت صدره وغسلت قلبه، فنشأ نشأة طهر وعفاف في مجتمع جاهلي يعُ ج بالشرك والظلم والمنكرات،لم يتجه يومًا بقلبه إلى صنم، ولم يعاقر خمرًا، ولم يتسابق كغيره إلى النساء، صادق اللسان، لم يجرب عليه قومه كذبةً واحدة، أمين وأي أمين؟! تزوج في شبابه وقبل مبعثه بأكرم النساء وأحصنهم وأعفهم وأرجحهم عقلاً، أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فأنجب منها جل أبنائه وبناته. 
حبب الله إليه الخلوة والتعبد لربه بعدما كره بفطرته السليمة ما كان عليه قومه من عبادة الأصنام، فكان يصعد إلى غار حراء،فيمكث به الليالي ذوات العدد ناظرًا للكعبة الشريفة والسماء.بشر بقدومه الأنبياء من قبله،وهتفت الجن ببعثته،بعثه الله للناس على رأس أربعين سنة،فلما اقتربت طلوع شمسه كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سمع من يقول له: السلام عليك يا رسول الله،فيلتفت فلا يرى إلا الحجر والشجر، فلما كان ذات ليلة على عادته في الغار،وإذا بجبريل عليه السلام يأتيه رسولا مرسلا من ربه، بـ"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق "فرجع بها إلى بيته خائفًا يرجف منها فؤاده قائلاً:(زمّلوني زملوني)فسكبت عليه خديجة رضي الله عنها أعذب الكلام وأروعه حتى هدأت نفسه:(كلا والله، لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصِل الرحم وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحقّ) ثم تتابع الوحي عليه من ربّه آمرًا له بالدعوة إلى الله،فخرج يدعو سرًّا من كان يرجو قبول الحق،فلما تكاثر المؤمنون من حوله أتاه الأمر:"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر"فلقي منذ ذلك الوقت صنوف الأذى والاستهزاء،وتحمل هو ومن معه من المؤمنين عظيم الشدائد، فلما رأى من قومه الصدود والإعراض بدأ بإخراج دعوته خارج مكة، فوصل الطائف ولاقى من أهلها أكثر مما لاقاه من قومه في مكة، فأخذ يعرض دعوته على القبائل،حتى هيأ الله له نفرًا من أهل المدينة قدموا مكة في الموسم،فعرض دعوته عليهم،فأوقع الله في قلوبهم الإيمان،فاتفق معهم على الهجرة للمدينة،وأن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون أبناءهم وأهليهم، فكانت تلك الهجرة العظيمة وذلك الحدث التاريخي الذي قلب الأمور على الأرض رأسًا على عقب، وانطلقت دولة الإسلام من المدينة، وبدأ الجهاد لما توافرت أسبابه، فجاهد رسول الله هو وأصحابه بأموالهم وأنفسهم،حتى فتح الله له القرى وأمها،ودانت له جزيرة العرب،وهابته الأعاجم في ديارها،فكان من آخر أمره حجه بالناس، فنصح وبلغ رسالة ربه حتى حانت ساعة وفاته عليه الصّلاة والسّلام.
إنه محمّد بن عبد الله،فإن سألت عن خِلقته:كيف كان؟ فإنك تسأل عن القمر ليلة تمامه،فكان أجمل الناس وأبهاهم منظرًا، أبيض مشربًا بحمرة، ربعة من الناس ليس بالطويل ولا بالقصير،عظيم الهامة،واسع الجبين، مقوس الحواجب في غير اقتران،طويل الأنف مع صغر أرنبته، له نور يعلوه،كث اللحية،واسع الفم مفلوج الأسنان،ليس بالنحيف ولا بالسمين، مستوي البطن والصدر،عريض الصدر،بعيد ما بين المنكبين، أشعر الذراعين والمنكبين والصدر، لين الملمس كأن يده الحرير.يمشي وكأن مشيته في منحدر، إذا التفت التفت بكل جسمه، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،طويل السكوت،دائم الفكرة، لا يتكلم في غير حاجة،يتكلم بجوامع الكلم،ولا يضحك إلا تبسمًا، لا يتكلم فيما لا يعنيه،يؤلف الناس ولا ينفرهم، يتفقد أصحابه ويسأل عنهم، يحلم على الجاهل والسفيه،ويصبر على من يحادثه حتى يكون محدثه هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور جميل من القول، قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبًا.مجلسه مجلس علم وحياء وأدب،لا ترفع فيه الأصوات، ولا تذاع فلتاته، سهل الخلق، لين الجانب،ليس بصخاب ولا فحاش ولا عياب.يضحك مما يضحك له الناس،ويتعجب مما يتعجبون.بين كتفيه خاتم النبوة،وهي غدة حمراء بها شعرات مجتمعات كان شعره إلى أنصاف أذنيه،وعدت شعيراته البيضاء فبلغت عشرين شعرة، وقال عنها:(شيبتني هود وأخواتها)عاش عيشة الزهد، فلم يشبع من خبز الشعير قط، بل ربط على بطنه الحجر.كان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا انتهى بأدب. أحب من الطعام الحلوى والعسل،وكان لا يذم طعامًا قط.كان يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقًا،كان يسمر مع نسائه ويحدثهن ويحدِّثنه.كان راجح العقل، ثابتًا في الشدائد،حليمًا وقورًا وفيًا، يصفح ويعفو عمن أساء إليه،كان وسطًا يحب الاعتدال،كريمًا سخيًا.لقد انفرد عن إخوانه من الرسل والأنبياء والناس أجمعين بخصائص في الدنيا والآخرة، لم تكن لغيره؛ كرامة وتشريفًا له، منها أن الله أخذ العهد والميثاق على الأنبياء من قبله على الإيمان به ونصرته والبشارة به، ومنها أن رسالته كانت للناس كافة وكانت رسالة من قبله من الأنبياء لأقوامهم خاصة، ومنها أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وكانت رسالته رحمة للعالمين، ومنها أنه النبي الوحيد الذي خاطبه الله بوصف النبوة والرسالة، فكان القرآن ينزل بـ"يَا أَيُّهَا النَّبِيّ" و"يَا أَيُّهَا الرَّسُول"، ونادى بقية الأنبياء بأسمائهم. وجعل الله له ولأمته الأرض مسجدًا وطهورًا، ونُصر على أعدائه بالرعب، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كانت معجزات الأنبياء من قبله وقتيةً تنتهي بموتهم، وكانت معجزته خالدة إلى يوم الدين. تفرد عن بقية الأنبياء بالإسراء والمعراج حتى أدناه الله منه إلى سدرة المنتهى. خصه الله يوم القيامة فأعطاه الله الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود، وهو مقام الشفاعة العظمى للخلائق عند ربهم حتى يفصل فيهم، ويشفع لأمته حتى يبلغوا ثلثي أهل الجنة. وهو أول من يعبر على الصراط يوم القيامة، وأول من يقرع باب الجنة ويدخلها. أكرم الله أمته كرامة له، فكانت خير الأمم أخرجت للناس، أحل الله لها الغنائم، ووضع عنها الآصار والأغلال التي كانت على من قبلهم، وتجاوز عنهم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وحفظ هذه الأمة من الهلاك والاستئصال، وجعلها أمة لا تجتمع على ضلالة، وأعطاهم الله الأجر العظيم على العمل القليل، ويأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء، ويسبقون الأمم إلى الجنة.
أظهر الله على يديه من المعجزات ما يبهر العقول، ففلق له القمر فلقتين، وتكلمت الحيوانات بحضرته، وسبح الطعام بين يديه، وسلم عليه الحجر والشجر، وتكاثر له الطعام والشراب كرامة، وأخبر بالمغيبات، فما زالت تتحقق في حياته وبعد وفاته.
أيها المسلمون، أي عبارة تحيط ببعض نواحي تلك العظمة النبوية؟! وأي كلمة تتسع لأقطار هذه العظمة التي شملت كل قطر وأحاطت بكل عصر وكُتب لها الخلود أبد الدهر؟! وأي خطبة أو محاضرة تكشف لك عن أسرارها وإن كُتبت بحروف من النور، وكان مداده أشعةَ الشمس؟! إنها العظمة الماثلة في كل قلب، المستقرة في كل نفس، يستشعرها القريب والبعيد، ويعترف بها العدو والصديق، وتهتف بها أعواد المنابر، وتهتز لها ذوائب المنائر. ألَم تر أن الله خلَّد ذكره إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشقّ له من اسْمه ليجله فذو العرش مَحمود وهذا مُحمد
إنه النبي محمد:حيث الكمال الخُلقي بالذروة التي لا تُنال،والسمو الذي لا يُسامى، أوفر الناس عقلاً،وأسداهم رأيًا،وأصحهم فكرةً، أسخى القوم يدًا، وأجودهم نفسًا، أجود بالخير من الريح المرسلة، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر،لا يحبس شيئًا وينادي صاحبه: (أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً) أرحب الناس صدرًا،وأوسعهم حلمًا،يحلم على من جهل عليه،ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذًا بالعفو وأمرًا بالمعروف،يمسك بغرة النصر،وينادي أسراه في كرم وإباء:(اذهبوا فأنتم الطلقاء) أعظم الناس تواضعًا، يُخالط الفقير والمسكين،ويُجالس الشيخ والأرملة،ولا يتميز عن أصحابه بمظهر من مظاهر العظمة، ألين الناس عريكةً،وأسهلهم طبعًا، ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مُحرمًا،لا يغضب لنفسه،فإذا انتُهِكت حرمات الله لم يقُم لغضبه شيء. أشجع الناس قلبًا، وأقواهم إرادةً، يخوض الغمار ويُنادي بأعلى صوته:(أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب).
أعف الناس لسانًا وأوضحهم بيانًا،يسوق الألفاظ مُفصلة كالدر، مشرِقة كالنور،طاهر كالفضيلة في أسمى مراتب العفة وصدق اللهجة.أعدلهم في الحكومة،وأعظمهم إنصافًا في الخصومة،يَقِيدُ من نفسه ويقضي لخصمه، يقيم الحدود على أقرب الناس،ويقسم بالذي نفسه بيده:(لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)أسمى الخليقة روحًا،وأعلاها نفسًا،وأزكاها وأعرفها بالله،وأشدها صلابة وقيامًا بحقه، وأقومها بفروض العبادة ولوازم الطاعة، يُؤتي كل ذي حق حقه، أزهد الناس في المادة،وأبعدهم عن التعلق بعرض هذه الدنيا، يَطعم ما يقدَّم إليه،فلا يرد موجودًا،ولا يتكلف مفقودًا، ينام على الحصير. أرفق الناس بالضعفاء،وأعظمهم رحمة بالمساكين والبائسين، شملت رحمته وعطفه الإنسان والحيوان،ويحذر أصحابه فيقول لهم:(إن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها،فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) 
أيها المسلمون لو لم يكن للنبي من الفضل إلا أنه الواسطة في حمل هداية السماء إلى الأرض وإيصال هذا القرآن الكريم إلى العالم لكان فضلاً لا يستقل العالم بشكره، ولا تقوم الإنسانية بكفائه، ولا يُوفي الناس حامله بعض جزائه.ذلك قبس من نور النبوة وشعاع من مشكاة الخلق المحمدي الطاهر، وإن في القول بعد لسَعَة،وفي المقام تفصيلاً.
وسل التاريخ ينبئك:هل مر به عظيم أعظم من النبي محمد ؟! فقد عُصم من النقائص،وعلا عن الهفوات،وجلّ مقامه عن أن تلصق به هفوة. خُلقتَ مُبرءًا من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء
كم ترتقي الروح للمعالي حين يخطر على القلب ولو لبرهة صورة محمد بن عبد الله، رسول رب الأرض والسماء، من هو؟ هو من كان يحلب شاته،هو من كان يخيط ثوبه،خير من خلق الله،هو عينه من كان يقول:(أنا سيد ولد آدم)وهو أيضًا من كان يجمع الحطب لأصحابه، وهو نفسه من كان يرتجف ألما وحرقة حين يرى دابة ضعيفة قد حملت من الزاد والراحلة ما لا تحتمل،هو السيد وهو الرحيم وهو الإنسان. هو من كان يخاطب الملوك ويراسل قياصرة الدنيا،وهو نفسه وهو عينه من كان يُنهِي صلاته على عجل لأنه سمع بكاء طفل رضيع كان قد أتى مع أمه للمسجد. دخل عليه رجل وهو يرتجف خوفًا وفرقًا من عظيم هيبته،قال له:(هون عليك، فإني لست بملِك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة)يسأله أعرابي يومًا في بداوة جافة: يا محمد، هل هذا المال مال الله أم مال أبيك؟ ويبتدره عمر يريد أن يؤنبه، فيقول عليه الصلاة والسلام: (دعه يا عمر، إنّ لصاحب الحق مقالاً).صلى الله وسلم عليه صلاة دائمة إلى يوم الدين .بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية أما بعد: أيها المسلمون، لنسرح بخيالنا مع الرعيل الأول، وكيف كانوا مع الرسول، وكيف عرف أولئك أن يأخذوا الإيمان والخلق والعبادة من نبيهم ومن هديه، فارتقوا في درجات سلم العبودية، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه.لما أدرك الصحابة نعمة بعثة الرسول بينهم قام في قلوبهم من حبه الشيء العظيم،فعَمَرَ ذكره والثناء عليه قلوبهم ومجالسهم، فهذا مهتمّ بأمر سواكه، وهذا مهتمّ بنعله، وهذا مهتمّ بوضوئه وطهوره، وهذا يصلح له دابته،وهذا يبادر إليه فيستضيفه،وهذا وهذا،وتجاوز بهم الحب إلى أن يقتسموا شعره إذا حلقه، ويتوضؤون بفضلة وضوئه،بل وما يتنخم ولا يتفل إلا ومدوا أيديهم في الهواء يتلقون أثرًا من النبي.
 قال عروة بن مسعود: يا قوم، والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك،فما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا،والله ما يحدّون النظر إليه تعظيمًا له،وما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فيدلك بها وجهه وصدره،وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.
وها هم يرحلون في طلب حديثه وذكره وكلامه الشهور الطويلة من أجل تجديد العهد بحديثه وجرسه في أسماعهم وصداه في قلوبهم. نعم، لقد شهد أولئك النفر والصحب الكرام حق الشهادة أن محمدًا رسول الله، فأحبوه صدق المحبة، كان الرجل منهم ما إن يخلو بأهله فيذكر أنه قد يفترق عن حبيبه ورسوله في الآخرة حتى يُرى أثر ذلك في وجهه، فتصيبه الهموم والأحزان. 
قالت عائشة رضي الله عنها:جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله،إنك لأحب إليّ من نفسي وأحب إليّ من أهلي وأحب إليّ من ولدي،وإني لأكون في البيت فأذكُركَ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يَرُدّ عليه النبي حتى نزل قوله تعالى:"وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا"وما فرح الصحابة فرحًا مثل فرحهم عندما جاء ذلك الأعرابي فقال:يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولمّا يلحق بهم،قال عليه الصلاة والسلام(المرء مع من أحب)قال أنس:فأنا أحب النبي وأبا بكر وعمر.نعم، بمثل هذا كان يحدّث الرجل منهم نفسه،وذلك لتمام المحبة لهذا النبي،كان الواحد منهم يحدث نفسه: هذه مجالسنا معه في الدنيا، فهل ـ يا ترى ـ نكون معه في الجنة؟! هذا السؤال كان يشغل جانبًا كبيرًا من مشاعر وأحاسيس ووجدان أولئك المؤمنين الصادقين. 
لقد شهدوا حق الشهادة أن محمدًا رسول الله، فأحبوه صدق المحبة،محبة أخرجتهم من ملذاتهم ومراداتهم إلى مراده هو وما يأمر به وينهى عنه،فلم يبق في قلوبهم تعظيم لأحد أو توقير فوق تعظيم وتقدير رسول رب العالمين. جادوا بأموالهم في سبيل دينه ودعوته، جادوا بأنفسهم في سبيل الذب عنه.تجـود بالنفس إذا ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود. لا توجد منةٌ لإنسان مهما بلغ مثل منّة الرسول على هذه الأمة، فما من بيت إلا ونالته من بركة هذا النبي الكريم أشياء وأشياء.رُئي الإمام أحمد رحمه الله في المنام بعد موته، فسُئل عن حاله فقال:"لولا هذا النبي الكريم لكنا مجوسًا" قال ابن رجب رحمه الله:"وهو كما قال،فإن أهل العراق لولا رسالة محمد لكانوا مجوسًا،وأهل الشام ومصر لولا رسالته لكانوا نصارى، وأهل جزيرة العرب لولا رسالته لكانوا مشركين عباد أوثان"وكان أيوب السختياني وهو من كبار التابعين يبكي كثيرًا ويقول:"لولا هذا النبي لكنا كفارًا"وهذا عبيدة بن عمرو المرادي يقول له محمد بن سيرين: إن عندنا من شعر رسول الله شيئًا من قِبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.قال الذهبي رحمه الله:"وهذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس"ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد وفاة النبي بخمسين سنة.وقد كان ثابت البُناني إذا رأى أنس أخذ يده فقبلها، ويقول:"يدٌ مست يد رسول الله "لقد كان حب النبي في قلوب الأمة حبًا عظيمًا،لقد كان حبًا لأمره ونهيه، لقد كان حبًا شرعيًا،وصل بهم إلى أعلى درجات الإيمان. ليس الصحابة والتابعون فحسب هم الذين أحبوا النبي فلقد أحبه كل شيء بالمدينة،الجذع الذي يخطب النبي عليه،يحنّ إلى حديثه شوقًا،ويظل يُسمع له حنينًا في المسجد وبكاء،فينزل إليه رسول الله ويُسكته كما يُسكت الإنسان طفله. ثم هذا جبل أحد، يصعده النبي عليه الصلاة والسلام ومعه ثلة من أصحابه،فيرجف بهم فيقول:(اثبت أحد) ثم يقول:(هذا جبل يحبنا ونحبه).أنا وأنت بعيدون عن مثل هذه المشاعر والأحاسيس، إنه ـ والله ـ الحرمان. إن هذا الذي أدركه الصحابة وأدركه التابعون تجاه النبي جهله مع كل أسف عوام الناس وخواصهم في هذه الأيام،فأصبحوا لا يعرفون قدر عظيمِ المنّة عليهم بمبعث رسول الله وفضله على آحادهم وأفرادهم، وأنهم به قد أُخرجوا من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى،ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الكفر إلى الإيمان،ومن النار إلى الجنة،"فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ


2018-11-06

كيف تتحكم بعقلك الباطن؟

كيف تتحكم بعقلك الباطن
العقل الباطن
العقل الباطن مفهوم يجهله معظم الناس، فعقلك الباطن هو الجزء المخفي منك الذي يسيطر على أفعالك وأقوالك وتصرّفاتك، وهو المدير الرئيسي والمشرّع للقوانين والقواعد والأفكار التي تقوم بها، ولكن هل يمكن ترويض العقل الباطن وتيسيره لخدمة أفكارك وطموحاتك التي تريدها؟
 صفات العقل الباطن 
يعمل عقلك الباطن كذاكرة ويخزّن الذكريات والأحداث والمواقف التي مررت بها خلال حياتك.
 يقوم بالسيطرة والتحكّم بعواطف الإنسان ومشاعره. 
يعمل على ترتيب ذاكرة الإنسان. 
هو مسؤول عن حركة الجسم.
 يدير الجسم ويحافظ على صحته. يقوم باكتساب الأخلاق والسلوكيات من الأشخاص الآخرين. 
يخدم موقفك، ويسير بخطوات واضحة. 
يتحكّم بحواس جسم الإنسان.
 يصنع الأفكار ويخزّن المعلومات، ويقّدم الطاقة للجسم. يخزّن بعض الأفعال التي تقوم بها كعادات إذا قمت بفعلها عدّة مرات. قابل لتخزين قدر كبير من المعلومات، واكتساب عادات جديدة. يتفاعل مع الأحلام ويخزّنها ويتأثر بها. 
يعمل طيلة اليوم حتى أثناء النوم. قوانين العقل الباطن قانون تفاعل العقل الباطن؛ فالعقل الباطن يقوم بالتفاعل مع أفكارك وأفعالك وتحويلها إلى عادات أو حقائق. 
قانون التفكير اللاواعي فأي شيء يفكر به الإنسان أثناء يومه سواءً كان تفكيراً سلبياً ويؤثر على قرارات الإنسان أو داعماً لها يخزّنه العقل الباطن ويطوّره من خلال إضافة معلومات جديدة موجودة مسبقاً في العقل. 
قانون الملاحظة فأيّ شيء تركّز عليه أثناء يومك سواءً كان أحكاماً أو أفعالاً أو مشاعر يخزّنه عقلك الباطن في خانة العادات. القانون الداخلي فالعقل الباطن يمثّل عالماً كاملاً داخلك.
قانون الجذب فالعقل الباطن يجذب لك الأفعال والأفكار التي تحمل لها مشاعر أكثر من غيرها. 
قانون التفكيرفإذا قمت بالتفكير بشيء غير حقيقي كوجود أشباح مثلاً، فعقلك الباطن ومع مرور الزمن يحوّل هذه الفكرة إلى حقيقة. قانون توقّع النتيجة؛ فلو قمت بتكرار فعل وتكرار نتيجته فعقلك الباطن سوف يحفظ الفعل ويربطه بالنتيجة لإعطائك نفس النتيجة لهذا الفعل في المحاولات القادمة. 
كيفيّة التحكّم بالعقل الباطن تجنّب استخدام الحجج وتبرير الفشل. تجنّب التحسّر والشكوى؛ ففي هذه الحالة العقل الباطن سوف يترجم هذه السلوكيات على أنّها حقيقيّة وموجودة، وسيعطي الشعور بأنّ ما يحدث مشكلة كبيرة لا حل لها.
 الإيمان بأنّ المشاكل تحدث لجميع الناس وليس لك وحدك أنت. حاول جاهداً بأن تتخلّص من المشاكل والتفكير السلبي . 
تدّرج في تحقيق الأهداف. 
ضع خططاً مستقبلية ولكن تحقيقها خاضع لإمكانياتك الشخصية. أدرك أنّ كل كلمة وفعل سوف يقوم عقلك الباطن بتخزينها وإعطائك رد فعل لها.

كيف تتعامل مع من أساء إليك؟

كيف تتعامل مع من أساء إليك
مقابلة الإساءة بالإحسان
يحثُّ الدين الإسلاميّ عباده المؤمنين إلى مقابلة الإساءة بالإحسان، وذلك من أجل نشر المودة وقيم الأخوة والمحبة بين الناس، ولتقليل الشحناء والبغضاء والكراهية بين البشر، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))، «سورة فصلت: الآية 34»، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على سماحة الدين الإسلاميّ، إذ يحثُّ على الأخوة بين أبناء المجتمع المسلم، فعندما يسيء شخص ما إلى أحد بالقول أو الفعل، يجب أنْ تقابل الإساءة بالإحسان، فإنَّ هذا سيجلب المسيء إلى الحق، ويقوده إلى الندم والأسف، وسيعيده إلى التوبة.
 عدم التعامل مع الجانب المظلم في الناس 
لا يوجد في الإنسان إلّا قوتان تتنازعانه، وهما: قوة الخير، وقوة الشر، وعندما تنتصر إحداهما على الأخرى تكون طباع الإنسان عليه، فإذا انتصر الخير على الشر كان الإنسان مفيداً في مجتمعه، وإذا انتصر الشر على الخير كان الإنسان مفسداً لمجتمعه، فالناس متقلبين في جميع أحوالهم، إذ يجتمع فيهم النور والظلمة، والحق والباطل، والقبح والجمال، وبالتالي فإنَّ هذا الأمر هو سنة ربانيّة، وحكمة إلهيّة، وطبيعة من طبائع البشر، فالله تعالى لم يكتب العصمة للبشر، وبالتالي يجب تقبل الناس على ما هم عليه، أي بشرهم وخيرهم.
 الإحسان إلى الخلق يُعدُّ الإحسان إلى العباد أحد أجمل الأمور، فالإحسان صفة تفوح بالمسك، وتنفع الجميع، والشخص المحسن محبوب إلى الله تعالى، ومحبوب لدى العباد أيضاً، ويكون الإحسان إلى العباد من خلال التعامل معهم بخلق حسن، والتعامل معهم معاملة صادقة، وبذل النصيحة، وتفريج كربهم، وعون ضعيفهم، وإغاثة ملهوفهم، وإطعام جائعهم، والتصدق إلى محتاجهم، وإرشاد التائهين، وتعليم الجاهلين، والتيسير والتهوين على المعسرين، والإصلاح بين المتخاصمين، والتسامح معهم، وما إلى ذلك من الأخلاق الإسلاميّة ذات القدر والشأن الرفيع، ولذلك يقول الشاعر:
 إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ فَكُنْ فِيهِ مُحْسِنًا فَعَمَّا قَلِيلٍ أَنْتَ مَاضٍ وَتَارِكُهْ فَكَمْ دَحَتِ الأَيَّامُ أَرْبَابَ دَوْلَةٍ وَقَدْ مَلكَتْ أَضْعَافَ مَا أَنْتَ مَالِكُهْ

فنّ الصمت

كيف تتعلم فن الصمت
فنّ الصمت 
يتعرض الإنسان في حياتِهِ إلى العديدِ من المواقف والظروف المختلفة الّتي قد تتطلب منه التصرّف بحكمة والتحلي بالّصمت، إلّا أن الصمتَ مهارة وفنّ لا يستطيع الجميع امتلاكه واتقانه، بل يعتبره البعض مهارةً صعبة التعلّم وتحتاج إلى الكثير من التدريب المستمر، أمّا الصّمت بشكلٍ عام فلا يُعتبر دليلاً على الضّعف بل قد يكون من أقوى أنواع الردود وأكثرها مناسبةً لبعضِ المواقف الّتي من الممكن أن يتعرض لها الفرد، والمقصود هنا بالصّمت الصَّمت الحميد الذي يجنّب صاحبه الضّرر والوقوع في الأخطاء ويجنّبه سفاسف الأمور، ويكون الصَّمت مذموماً في الأوقات التي يجب على الإنسان التكلّم فيها؛ أي من غير الصحيح صمت الفرد عن الحقائق والأمور الضروريّة.
 يُعرَّف الصَّمت لُغةً بأنّه من المصدر صَمَتَ أي سَكَتَ، أمّا فعل الصَّمت فمن صمتاً وصموتاً فهو صامت أي أنه كفَّ عن الكلام وسكت ولم يتكلم.
 يعتقد أغلب النّاس أن الصَّمت يدلُّ على الخوفِ والانطواء الّذي يعتري صاحبه في المواقفِ المختلفة، إلَّا أنه يحملُ في طياتِهِ العديد من الرّسائل والمعاني الحقيقيّة، كما يعود على صاحبه بالعديد من الفوائد على الصعيدين الشخصيّ والاجتماعيّ، فالفرد الذي يتسم بالصّمتِ والهدوء يتميّزُ بجاذبيّةٍ فريدة من قِبل الأشخاص المحيطين به؛ لأنهم يحاولون دائماً معرفة السبب وراء صمته؛ لذلك يمنح الصَّمت أهميّةً كبيرةً للكلام الصادر من الشخص الذي اعتاد النّاس على صمته، كما يمنح الصَّمت فرصةً للتدبّر والتفكير، فعندما يصمت الإنسان يستطيع أن يتأملَ البيئة المحيطة به، وينظر إلى جميع مظاهرها بحكمة. 
كما أن الإسهاب في الكلام يثقل على المستمع ويشتت أفكاره، وإعطاء لحظات من الصمت يساعد على فهم النفس والآخرين.
 تعلم فنّ الصمت تختلف قدرات ومهارات النّاس في قابلية تعلّم الصَّمت من حيث مستوى وعي الفرد، ومدى قدرته على احترام الآخرين من حوله وفهمهم، ومن الممكن أن يُدرّبَ الفرد نفسه على اكتساب مهارة وفنّ الصَّمت؛ من خلال العديد من التمارين والطُرق والخطوات البسيطة، وفيما يأتي معلومات عنها:
 التدرّب الذاتيّ: هو تدريب الفرد نفسه على إتقان الصَّمت؛ من خلال إتاحته الفرصة المناسبة أمام ذاته، بالاعتماد على توجيه النَّفس نحو تحقيق أهدافٍ خاصّةٍ بموقفٍ معين، مثل الحصول على التغذية الراجعة لحدثٍ ما، ويُساعد ذلك الفرد على امتلاك القدرة المناسبة للصَّمت بتركيز. 
السيطرة على النّفس أثناء المشاركة في مناقشات عقيمة: هو التزام الفرد بالصَّمتِ عندما يتحدث مع الاشخاص الّذين يميلون إلى الثرثرة دون ترك الفرصة للطرفِ الآخر في الاستمرار بالكلام، ولكن يجب الحرص على تجنّب إيذائهم، ويكون دور الصَّمت هنا تقديم الحلّ الأمثل لإنهاء هذا الحديث بشكل طبيعيٍ، وأسلوبٍ لبق بدلاً من محاولة الخوض بالحديث وإضاعة الوقت. 
أخذ دور المستمع: ويكون بتدرّب الفرد على البقاء صامتاً؛ من خلال تجنّب التعبير عمّا يدور في ذهنه قبل سماع جميع آراء وأفكار الأفراد الآخرين، ويُنصح بالمحافظة على الالتزام بالصمت لمُدّة يوم، ويساعد ذلك على تنمية مهارات الاستماع بشكلٍ أفضل. التّحلي بالصَّمتِ عند الوقوع بالمشكلات المُختلفة: حيث من المفيد عدم التسرع في إعطاء الأحكام المسبقة، بل تقييم الوضع الراهن بشكلٍ عقلانيّ وكامل، ثمّ الانتقال إلى خطوة مفيدة، ويُساعد التدريب على هذه الطريقة في تجنّب الفرد اتّخاذ القرارات العشوائيّة وغير المنطقيّة، بالإضافة إلى تنمية ودعم القُدرة على حلّ المُشكلات بالخطواتِ العلاجيّة المناسبة بعيداً عن التّسرع. التدرّب على الصَّمتِ لأطولِ فترة ممكنة: بحرص الفرد على بقائه صامتاً في بعض الحالات، فقد يكون الصَّمت وسيلةً للحصول على الهدوء في بعض الأحيان، كما يُساعد على تخفيف التوتر. 
استثمار لحظات الصَّمت بالكتابة: وهو التدرب على الصَّمت من خلال ممارسة نشاط الكتابة، مثل تدوين المذكرات أو الكتابة في مجلة، ويُساعد ذلك الفرد على المحافظة على صمته، كما يصبح أكثر وعياً.
ممارسة استراتيجيّات التأمل الصَّامت: هي وسيلة للمساعدة على الحفاظ على الهدوء والصَّمت لأطولِ فترةٍ ممكنة، بالإضافة إلى أن ممارسات التأمل تساعد على الاسترخاء وتصفية الذهن. 
من الفوائد المهمّة للصَّمت:
 مساعدة الفرد على استثمار مهارات التفكير؛ من خلال توجيه قوَّة تفكيره واستخدامها في التفاعل العقلانيّ، فيستطيع أن يُفكّر بجميع الظروف المحيطة فيه بعمق. فرض احترام الشخص على الآخرين أثناء تعرضه للمواقف الصعبة؛ حيث يجنّبه الدّخول في الجدالات التي تولد الحقد. 
تعلّم آداب الكلام وحُسن الإنصات والاستماع للآخر.
 الحلّ الأمثل للمشكلات والنزاعات الزوجّية التافهة والبسيطة. توليد الشعور بالحذر وربما الغيظ للطرف المهاجم في الحديث؛ حيث من الممكن اعتبار الصمت عملية هجوم خفية، ويكون بذلك أقوى من كلام. إتقان الصَّمت برفقة مجموعة من الإيماءات يُساعد الفرد على التأثير في الشخص الذي يتكلّم معه؛ حيث يجعله يتحدث بكلمات أو معلومات أكثر ممّا يريد.
 حماية الفرد من الوقوع في كثرة الكلام واللغط؛ إذ قد يترتب على ذلك الكثير من العواقب والتبعات التي تؤثّر سلبيّاً في الشخص. منح شخصيّة الفرد مزيداً من مميّزات الوقار والحكمة والسكينة. مساعدة الفرد على فهم ذاته وانفراده معها؛ ممّا يفتح له آفاقه الداخليّة الشخصيّة، ويتيح له الفرصة لفهمها وحُسن استثمارها.

كيف تقوي إرادتك ؟

كيف تقوي إرادتك
الإرادة القويّة
 كلّ إنسان ناجح يتميّز بامتلاكه الإرادة القويّة النابعة من الذات؛ فالإرادة القويّة هي التي تساعد الفرد على الوصول إلى مبتغاه، وتحقيق الأهداف التي يطمح إليها، كما تُساعد الفرد على التخلص من العقَبات والمشكلات التي تواجهه في طريق النجاح، وهي الأداة التي يعبر بها الفرد مُستسهِلاً العَقَبات والتحدّيات؛ للوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها، والإرادة القويّة ما هي إلا مجموعة من الدوافع والأفكار والرّغبات والانفعالات التي تصدر عن الفرد، وهي التي تربط القوة الداخليّة لديه بالقوى الخارجيّة التي يمتلكها، وتؤثر وتتأثّر بضغوط الحياة من حوله.
 تعريف الإرادة 
الإرادة هي إصرار الفرد على القيام بفعل معيّن؛ للوصول إلى هدف أو نتيجة منشودة، مُتخطّياً بذلك العوائق والمشكلات التي ستواجهه، 
 أمّا قوة الإردة فهي عبارة عن الرغبة الشديدة في تحقيق الأهداف المنشودة، والوصول إلى المرغوب، وذلك بالعمل والمثابرة، وتسهيل الصعاب والعقبات وتذليلها؛ من أجل بلوغ الهدف المرجوّ، وذلك بفهم طاقات الفرد الكامنة في النفس الداخليّة، وما يُواجه الفرد في البيئة المحيطة به في العالم الخارجي.
كيفيّة تقوية الإرادة 
قوة الإرادة هي الدافع الذي يُساعد الشخص للوصول إلى هدفه المنشود مستسهلاً الصعاب، ومن أهمّ الأمور التي تساعد على تقوية الإرادة ما يأتي:
 التوكل على الله من شأنه أن يُقوّي إرادة الفرد؛ وذلك لأنّه يُغذّي الطاقة الروحيّة لديه.
 الإيمان بالقضاء والقدر؛ فالأشخاص الذين يؤمنون بالقضاء والقدر، يمتلكون قوة الإرادة أكثر من غيرهم، ولهذا سيواجهون المواقف بشكل أفضل. 
ترك لوم النفس؛ فأصحاب الإرادة القويّة يُحسنون التصرّف في المواقف بشكل أفضل، فهم لا يلومون أنفسهم على ما حدث، أو بسبب ما فعلوا، أو ما كان يجب أن يفعلوا. 
الفهم الصحيح للذات؛ إذ على كلّ فرد يريد أن يقوّي إرادته، أن يفهم ذاته فهماً صحيحاً، ويكون ذلك بإطلاق الصفات الداخليّة الإيجابيّة، والتخلص من الصفات السيّئة. 
وضع الأهداف المناسبة لقدرات الفرد وإمكانيّاته؛ فعند تحديد الأهداف تجب مراعاة ما إذا كانت الأهداف قابلةً للتطبيق، وتتوافق مع قدرات الشخص؛ حتّى لا يُصاب الفرد باليأس إذا كان الهدف صعب المنال، أو من المستحيل تحقيقه. تغذية الطاقة العاطفيّة لدى الفرد، وتوطيد العلاقة مع الأسرة والأصدقاء.
 الضمير اليقِظ هو الذي يتحكم بسلوكات الفرد، وهو الذي يُسيِّره في الطريق الصحيح، ويؤدّي إلى طريق النجاح، ممّا يزيد طاقة الفرد الإيجابيّة، وقوّة إرادته. 
صُحبة ذوي الإرادة القويّة، وذوي النجاحات والإنجازات العظيمة الذين نجحوا في تحقيق أهدافهم، له دور كبير في زيادة مستوى الإرادة لدى الفرد. الابتعاد عن التسويف، والمواظبة على القيام بالأعمال والواجبات المطلوبة في وقتها. 
تعزيز الثقة بالنفس، وتشجيعها على القيام بالأعمال المطلوبة. التغلب على الإحباط والخمول، وذلك بتذكّر الفرد لنجاحاته وإنجازاته السابقة. 
التغلب على ضعف الإرادة؛ عن طريق التحلي بالشجاعة الكافية لتذليل الصعوبات، واحتواء المواقف لصالح الفرد . 
حقائق عن الإرادة فيما يأتي مجموعة من الحقائق التي تجب معرفتها عن الإرادة:
 للإرادة رصيد قابل للنفاد في حال لم تتمّ تغذيتها والاهتمام بها. الإرادة تُشبه عضلات جسم الانسان، فيمكن أن يُمارس الفرد تمارين وسلوكيّات لتقويتها، وقد يُضعفها بالخمول والإهمال.
 تتأثّر الإرادة بمشاعر الفرد وعواطفه بشكل مباشر. 
يجب على الفرد أن يحافظ على مستوى الإرادة، ويُمارس التمارين التي تساعده على زيادة قوّة الإرادة لديه. 
الإرادة سلوك مُكتَسَب قابل للشحن والتجديد، لذلك على الفرد معرفة الأعمال والسلوكات التي تزيد قوة الإرادة لديه، والقيام بها. تمارين لتقوية الإرادة كما تزيد قوّة عضلات الجسم عند المداومة على التمارين الرياضيّة، كذلك الإرادة، حيث تشبه إلى حد كبير عضلات الجسم من حيث حاجتها إلى تمارين تزيدها قوّةً، وفيما يأتي عدّة تمارين من شأنها تعزيز قوة الإرادة:
 التأمُّل؛ وهو من أفضل التمارين لتقوية الإرادة، حيث يساعد الدماغ ويزيد قدرته على التفكير والتركيز، ممّا يعزز قدرة الفرد على مقاومة المُغريات، والتأمّل لعشر دقائق فقط يومياً لمدة يومين إلى ثلاثة أيام من شأنه أن يزيد قدرة التركيز لدى الفرد، ويساعد على تجدّد طاقة الإرادة لديه. 
محاولة الفرد تحسين مكانته الاجتماعيّة؛ سواءً كان ذلك على مستوى العمل أو الأسرة، هذا من شأنه زيادة الثقة بالنفس لديه، ممّا يؤدّي إلى زيادة قوة إرادته. 
استخدام اليد المعاكسة
 حيث يقوم مبدأ هذا التمرين على استخدام الفرد لليد التي لم يعتَد استخدامها، مثلاً اليد اليسرى، حيث يكون دماغ الإنسان مُبرمَجاً على اليد اليمنى في أغلب الأمور، وهنا يكون استخدام اليد اليسرى صعباً بعض الشّيء، لكن عند استخدام اليد المُعاكسة لمدّة ساعة يومياً هذا سيساعد الفرد على زيادة قوّة إرادته. 
تغيير الفرد لطريقته في استخدام الكلمات المُعتاد عليها أثناء الكلام، وتكمن قوّة الإرادة هنا في تحدّي الفرد لطبيعته التي اعتاد عليها منذ الصِّغر في استخدام المُصطَلحات، مثل: 
القسم، أو قول (سأحاول) بدلاً من قول (لا أستطيع). تحديد مواعيد لأعمال تمّ تأجيلها والالتزام بها، حيث يحدّد الفرد بعض الأعمال التي أجّلها مع إلزام نفسه بإنجازها في وقت معيّن، هذا من شأنه تعليم النفس الانضباط بالوقت المحدّد، وتحسين مستوى الإرادة عند إنجاز الأعمال في الوقت المطلوب .
 وضع خطّة للانفاق والالتزام بها، حيث يجب على الفرد أن يضبط مشترياته ويتتبّع مصروفاته، ممّا يساعد الفرد على زيادة قوة إرادته وقدرته على مقاومة الإغراءات. 
الابتعاد عن الأفعال والسوكيّات التلقائيّة التي يقوم بها الفرد دون تفكير، ويكون ذلك بالتدرّب على التفكير والتأنّي قبل اتّخاذ القرارات، ممّا يُحسّن قدرة الفرد على التركيز، وبهذا يتّخذ قرارات صحيحةً ويتحسّن أداؤه، ممّا سينعكس إيجاباً على مستوى قوة الإرادة لدى الفرد.

اكتشاف مواهب الطفل المبكرة

اكتشاف مواهب الطفل المبكرة
مفهوم الموهبة 
تُعرف الموهبة بأنَّها الاستعدادُ الفطري غير الطبيعي الذي يُبديه الفرد مع قدراتٍ استثنائية يتمتَع بها دوناً عن غيره ممّن هُم في مثل خصائصه، ليُظهر بمَوهبته براعةً في فنونٍ أو نحوها، وتبدو معاجم اللغتين العربية والإنجليزيّة مُتّفقتان على المفهوم اللغوي لمصطلح الموهبة، إذ تَعرض معاجم اللغة الإنجليزية مفهوم الموهبة (بالإنجليزية: Giftedness) بالمعنى المُرادف للتعريف اللغوي في معاجم اللغة العربية، لتعرض المعاجم الإنجليزية تعريفها للموهبة بأنها القدرة الموروثة أو القدرة المكتسبة سواء أكانت قدرةً بدنيّةً أو قدرة عقلية.
 تعتمد الدراسات والبحوث في تعريف المَوهبة على مَفاهيم عديدة ترتبط بالعَبقريَّة والدَّافعية والذكاء والمَهارات، فيعرفها البعض على أنّها امتلاكُ الأطفال قدرات خاصَّة في المجالاتِ غير الأكاديميَّة نتيجةَ عاملٍ وراثيّ تكويني غير مقترنٍ بالذَّكاء، فهي تمثيلٌ مرتفع الأداء للعوامل الجينيَّة، ومن تَعريفات الموهبةِ أيضاً ما يوافق هذا الأصل أو يضيفُ عليه، ومن ذلك ما يأتي:
 سمة معقَّدةٌ تظهر في الفرد فتؤهِّله للإنجاز المُرتفع في بعض الوظائفِ والمهارات، وتظهر في مجالاتٍ مُحدّدة كالموسيقى والشعر والرَّسم.  
عرَّفها المكتب الأمريكي للتعليم بأنَّها إحدى القدرات التي يُظهرها الفرد في مجالات القدرة العقلية أو الأكاديمية أو القياديَّة أو الإبداع أو الكفاءة في مَجالٍ من المَجالات المختلفة. 
القدرة التي تُظهِر أداءَ الطِّفلِ بصورةٍ مميَّزةٍ وملحوظة عند القيام بنشاطٍ ما، ممّا يُظهره مُتميِّزاً بخصائص وسماتٍ يبدو فيها متفرِّداً، ومن المحتملِ أن لا يمتلكها أقرانه، أو أنهم لَم يسبقوه إليها. 
تُعرف الموهبة بأنها مَقدرة الفرد على الابتكار في مجال أو أكثر؛ فهي صفةٌ تُظهر استعداد الطفل عقليّاً وإبداعيّاً واجتماعيّاً وانفعاليّاً وفنيَّاً، وهي قدرةٌ فطريَّةٌ موروثةٌ، وقد تكون مُرتبطةً بالذَّكاء والابتكار. 
اكتشاف مواهب الطفل المبكرة 
تقعُ مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة التي تمثّل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، ذلك لأنَّ النسبة العظمى لمَواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية الأسريَّة في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثماراً سليماً أمراً عَظيماً ومهمَّاً، الأمر الذي يتطلَّبُ استحضارَ الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُّر النَّافذ لاستمطارِ ما يتمتَّع به الطفل أو ما يتَّسِم فيه من سماتِ الموهبة والابتكار والتميّز في أيٍّ من المجالاتِ التي يتفرَّد بها الطفلُ أو يُحتملُ أن يكون موهوباً فيها، ويُساعِد الآباء في مهمَّة اكتشافِ مواهبِ الطفل عنايَتهم في مجالاتِه وخصائصه الدَّاعمةِ لمواهبه ومهاراتِه، ومن ذلك:
 محاولة التعرُّف إلى ميول الطِّفل ورغباته: يَكون ذلك بمُراقبة سلوكات الطِّفل واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه، والتي تَستدعي تواصله وتفاعله وتبرز نقاط قوّته، ثمَّ التَّركيز على ما يُظهره الطِّفلُ في جوانب شخصيَّته من مجاميع الميولِ والاهتماماتِ عِوضاً عن رغباتِ الأهلِ وخُططِهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُّهه الأكاديميّ والمهني. 
اللقب الإيجابي: يتمثَّل ذلك بوصفِ الطِّفل بما يحبُّه من صفاتٍ، وتخصيصه بلقبٍ مميَّزٍ يَدعم تطوُّره وبناءه التَّكويني بما يتماشى مع ميوله ويعزِّزُ مواهبه وقدراته ويُنمِّي عنده دوافع التميُّز والابتِكار. التقييم القائم على الأعمال الرُّوتينيَّة: 
يَتمثَّلُ هذا الأسلوب في الكشفِ عن مَواهبِ الأطفال وإمكاناتهم بطريقةِ المُتابعة المُعتمدة على مراقبة الأنشطة اليوميَّة والممارساتِ السُّلوكيَّة المُعتادة في بيئة الطفل؛ حيث يُمكن من خلال هذه الطريقة مَعرفة خَصائص الطفل ومُتطلّباته وفُرَص التعلُّم المبنيَّةِ على نشاطاتِه وتَفاعلاتِه مع بيئته.
 اكتشاف المواهب من خلال اللعب: تُستخدم طريقة اللعب في اكتشاف مواهب الأطفالِ من خلال تقييم قدراتهم في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل: التواصل، وحلّ المشكلات، والقيادة، والطَّلاقة الفكريَّة، والابتكار، والتمثيل، وقياس المهارات العقليَّة العليا، ويعكس اللعب مهارات الطفل ونموّه المعرفي، ويمثل التقييم المبني على اللعب طريقةً مُميّزةً في تقييم قدراتِ الطِّفل في تمثيلِ التفكير عالي المستوى؛ إذ تبرُز شخصيَّة الطِّفلِ بانعِكاساتٍ تركيبيَّةٍ وبنائيَّةٍ تبرزُ في مواجهة المشكلاتِ ووضع الفرضياتِ وصياغة الأسئلة والتوصُّل إلى حلولٍ، ويَصيغ الأطفالُ سيناريوهاتٍ خاصَّة بألعابهم وشخصيَّات تلك الألعاب، ممّا يبرزُ أفهامهم ومهاراتهم التي تكشف بطبيعة الحال ما يمتلكون من خصائصَ ومواهبَ يتفرَّدون فيها. مُجالسة الأطفال أطول فترةٍ مُمكنة: 
حيث إنّ مشاركة الأطفالِ أفكارهم وحواراتهم وقضاء أوقاتٍ طويلةٍ معهم يساعد على تكوين حسٍّ تواصليّ ينتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِّفل في الفترة التي يقضيها مع والديهِ وأسرته، ما يُسهم في تطوير المهارات اللغويَّة للطِّفلِ ويُنمّي قنواته التَّواصليَّة.
 حثّ الأطفالِ على القراءةِ والتعلُّم: تُساعد القراءة في مرحلةِ الطفولة على تنمية إدراك الطَّفلِ وتوسيع مداركه واستثارة فضوله على التعلُّم، ما يترتَّبُ عليهِ إنضاجُ مواهبهِ، وتفجير مَكامنِ قدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميّزاته.
 اختبارات العقل والموهبة: 
يُمكن اعتبار اختبارات الذّكاءِ والتفوُّق والموهبة كأحد أهمِّ طرق الكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تَخضع هذه الاختبارات عادةً لمعايير علميَّةٍ تَجعل من نتائجها مُحدِّدات موثوقة يُمكن من خلالها التأكّد من دقَّة النتائج ومصداقيتها، ومن الاختبارات المُستخدمة في الكشف عن المواهب: 
 اختبارات الذَّكاء الجمعيَّة. 
اختبارات الذَّكاء الفرديَّة.
 الاختبارات التحصيليَّة. 
تقييم المعلم ومُلاحظته داخل الغرفة الصفيَّة.
 صفات وخصائص الطفل الموهوب 
قد تقود بعض الصفات والخصائص التي يتميَّز بها الطفل الموهوب على الأطفال العاديين إلى الكشف عن مَواهبِه وقدراته بيسر وسهولة؛ إذ تظهر على الموهوب علاماتٌ تُفرِّده في أحد المجالات أو تُبرز اختلافه فيها، ومن هذه الخصائص:
الخصائص الجسميَّة تُظهر الدراسات تفوّق الأطفال الموهوبين في صحّتهم البدنية وبُنيتهم على الأطفال العاديين، وقد يُعزى ذلك إلى إدراكِ هؤلاء الأطفال للفروقات السلبيّة والإيجابيّة التي تجعلهم أكثر وعياً في مجال الرَّقابة الصحيَّة الذَّاتيَّة. 
الخصائص العقلية يتمتّع الطفل الموهوب بمزايا عقليَّة تُميّزه عن العاديين؛ إذ يَستطيع الموهوب تحمّل الضغوط والأعباء والأخطاء نتيجةً لمرونة تفكيره، وامتلاكه مَخزوناً مُناسباً من الحلول لجميع المشكلات التي تُواجهه، كما أنّه يَمتلك مَخزوناً لفظيَّاً يَتناسب مع حاجاته في إثارةِ مَوضوع مُعيّن أو التعبير عنه. 
الخصائص الانفعالية يُظهر الموهوبون توافُقاً انفعاليّاً أكثر استقراراً من العاديين؛ إذ تبدو سلوكاتهم مندمجةً مع شخصيّاتهم بعيدةً عن العصبيّة والتعقيد، مُنفتحةً أكثر على الفرديَّة التي تُلبّي احتياجاتهم نَظراً لعدم قناعتهم بوجود البديل الذي يُشبع فضولهم المعرفيّ والسلوكي.