السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-09-30

ســـــــــعادتي

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى من سار على دربه واقتفى.
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ *** من سره زمن ساءته أزمــان
إن التغير سنة ومبدأ إلهي في كل شيء مخلوق حتى في مشاعر بن آدم وهناك نوع من مشاعر بني آدم يطلبه كل إنسان و يسعى لتحصيله ويبذل في سبيل الحصول عليه الغالي والنفيس والقليل لكثير إن هذا الصنف من المشاعر يسمى السعادة ؟؟!! وفي زماننا هذا صارت السعادة بعيدة المنال شحيحة المصادر، وكادت أن تتحول إلى ركب المستحيلات، فظلال الاكتئاب تكسو وجوه الشباب الذين مازالوا في مقتبل العمر، وأمامهم آمال عريضة ، بل شاخت نفوسهم ، وهرمت وأصبحوا حين يُسألون عن السعادة يتنهدون بأسى ويسألون من أين تأتي هذه السعادة؟! والشيوخ تحطمت سعادتهم على صخور الزمن ولم يعد في نفوسهم إلا انتظار الأجل إلا من رحم ربي .
فما هي السعادة ؟؟
إن السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه ؛ صفاء نفس ؛ و طمأنينة قلب ؛ وانشراح صدر وراحة ضمير 
ويبين لنا ديننا الحنيف أن هناك مضغة في أجسادنا لهذه المشاعر بينها محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:{ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } يصدق ذلك قوله جل وعلا ) : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد: 28 
فعلى مر الزمان والسنين احتار الناس في الحصول على السعادة واختلف الكثير في فهم معناها:
- فمنهم من قال السعادة هي في الصحة والأمن ، و جمع الأموال ، و العلم والمكانة الرفيعة .. وإذا وسّعت مفهوم السعادة لرأيتها :
عند الفقراء : الحصول على الثروة .
وعند المرضى : الامتثال للشفاء .
وعند العشاق : اللقاء و الوصال وما يتبعه من اللهو والمعازف وغيره .
وعند الغرباء : العودة للوطن .
وعند السجناء : تحقيق الحرية من غياهب زنزانات السجون .
وعند المظلومين : الإنصاف والعدل .
- وعلى الوجه الأخر يوجد من يعتبر السعادة هي في الخروج عن أي رادع أو تعاليم دين أو أي حائل يمنعه من الحصول على لذاته و هواه وحده ، وفي هذا تشتت وتناقض في أعماق الإنسان قد يدفعه إلى الجنون أو إلى الانغلاق على النفس أو الانتحار نتيجة البعد عن دين الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ..
بعض مشاهد السعادة عند أهلها!!
عند محمد صلى الله عليه وسلم في الإصرار على الدعوة لله ولدينه رغم جميع العروض التي قدمت له من مال وملك وحسناوات ، يتلطف مع عمه وعيناه تذرفان بالدمع وهو يقول : 
\" يا عماه ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته .
يصرح بحبه بلقاء ربه وسعادته ويقول : ( جعلت قرة عيني في الصلاة )، يلتفت بأبي هو أمي إلى خادمه بلال فيطلب الراحة والإنقطاع من هموم وغموم الفانية ويقول :( أرحنا بها يا بلال ) يعني أدخلنا في الصلاة للتلذذ بمناجاة ربنا لترتاح أرواحنا وتحول بيننا وبين مشاغل الدنيا فننعم بسعادتنا في لقاء ربنا .
وصف حال شيخ الإسلام ابن تيميّة ,يرويها تلميذه ابن القيّم رحمه الله تعالى قال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري - يعني بذلك إيمانه وعلمه أو الكتاب والسنّة - أين رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة , وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء .
هل تلذذت بالسعادة مع بلال حين جرد من ثيابه وسحب على حصباء وأرض رمال أودية مكة في وقت الظهيرة في يوم قائظ فما كان منه إلا أن استعان بالمسكن ( أحد أحد ) فيلطف الله به وينزل عليه السكينة ويشعر بلذة المناجاة التي أنسته ألم الرمضاء وهدأت روعه مما يصنع به .
اختلف رجل مع زوجته .. . فقال : لأشقينك .
قالت : الزوجة في هدوء ، لا تستطيع .
قال لها : كيف من يمنعني من ذلك ؟
قالت له : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه ، أو في حِليّ لمنعته عني . ولكن لا شيء تمتلكه أنت ولا الناس . إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان لأحد عليه إلا ربي .
هذه هي السعادة الحقيقية ... سعادة الإيمان ، ولا يشعر بهذه السعادة إلا من وجد حب الله في قلبه ،ونفسه ، وفكره .
يا لها من سعادة .. تسمو بالإنسان نحو الولوج في محبة العزيز الرحيم.
فمن أين بدأت السعادة ؟؟
اعلم رحمني الله وإياك أن المقدر قد حصل والأمر قد كتب ونحن في بطون أمهاتنا فقد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الحديث الصحيح ( ... ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات ، بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أم سعيد ).. فبعد نفخ الروح كتبت لنا السعادة أو الشقاوة ونحن في علم الغيب في بطون أمهاتنا لم نخرج إلى هذه الدنيا .
كما يخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن يوم اللقاء بين يديه .. اليوم الأخر.. أن النفوس التي تحملها هذه الأجساد من مؤمن وكافر تنقسم إلى صنفين فقط ( شقي و سعيد ) لا توسط ولا واسطة حكم مسبق من فاطر السموات والأرض ولا مبدل لحكمة ..
- سعادة دنيوية محددة المدة ( شقي ) إذا خسر العمل الصالح .
- سعادة أبدية خالدة وليس لها مدة( سعيد ) إذا كسب العمل .
قال تعالى : ( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد (105) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (106) خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا مشاء ربك إن ربك فعال لما يريد (107) هود.
بناء السعادة !!
السعادة مكونة من بناء عظيم داخل النفس قد يرتفع إلى عنان السماء فالأساس في الأرض والنهاية معلقة بفاطر السماء ويختلف بناء السعادة من إنسان لإنسان بحسب مراقبته لربه ، إلا أن كل يحب أن يستظل به إن لم يسكنه مؤمنا كان أو كافرا غنيا أو فقيرا صغيرا أو كبيرا ، عظيما أو حقيرا .
ومواد بناء السعادة ثمنها طاعة ربي وإتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم وحسن الخلق.
ونوره وضياء أركانه قوة االإيمان والإخلاص لله تعالى وامتثال هدي نبيه عليه السلام.
إن الأساس الأعظم والقاعدة الكبرى للسعادة هي الإيمان بالله وحدة وطاعته ، وحبه ، وإتباع ما أمر به والإبتعاد عما نهى عنه قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشدُّ حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ) البقرة: 165 
ثم يتبع ذلك ما بقي من القواعد من الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحبه قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) آل عمران:31 وأنبيائه جميعا والإيمان بملائكته وكتبه ومنها وأهمها القرآن الكريم واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
كما أن سعادتك في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حيث قال لابن عباس وهو صغير السن ( يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ... احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا . أو كما قال.
ثم يكتمل عقد السعادة بقوله صلى الله عليه وسلم : «من أصبح آمنًا في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها » أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فإذا أدركت ذلك ورضيت به ثم شكرت نعمته وصبرت على ما ابتلاك به واستغفرت لذنب ارتكبته .. فقد تلذذت بالسعادة .
قال ابن القيم سعادة العبد .. إذا انعم عليه ربه شكر وإذا ابتلاه صبر وإذا أذنب استغفر\"
فلكي يحس الإنسان بالسعادة عليه أن يرضى بما قسمه الله له، وعليه التسليم بأمر الله؛ لأنه لا يقع في ملك الله شيء لا يريده قال تعالى : ( بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) البقرة:117 
مر رجل على آخر وهو كئيبا حزينا فقال له : إني سائلك فاجبني هل يحدث في هذا الكون شيئا بغير علم الله ؟ فقال الرجل : اللهم لا ، ثم قال : أينقص من رزقك الذي كتبه الله لك شيئا بغير قدر الله ؟ فقال الرجل: اللهم لا ، فقال أينقص من أجلك شيء بغير مراد الله ؟ فقال الرجل : اللهم لا . فقال له : فعلما الحزن ؟؟؟؟؟!!.
أرض بناء السعادة!!
هناك مادتان مرتبطتان ببعضهما البعض .. الروح والجسد ..
- الروح: فمدار سعادتها بطاعة الله من خلال ذكر الله وقراءة قرآنه و المحافظة على الصلوات و النوافل واتباع هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
- الجسد .. فالاهتمام بتغذيته وتمرينه رياضياً وأخذ الراحة الكافية له وعدم إجهاده بأعمال تفوق طاقته ..
دع الأيام تفعل ما تشـاء وطب نفسًا إذا حكم القضاء
ولا تجـزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيـا بقـاء
- ذهب صديقان يصطادان بعض الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏ فسأله الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!..‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏ فرد الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏ فرد الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال له كي تحصل علي المزيد من المال‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك‏..‏ فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏ فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء؟‏!‏ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..‏ 
فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتى أكبر و يضيع العمر‏‏ رجل عاقل‏..‏ أليس كذلك‏؟؟!!‏.
زيادة السعادة؟؟!! 
بما أن السعادة دائما ما ترتبط بشيء آخر , فكيف أستخدم هذه الحقيقة لكي أزيد من سعادتي؟؟ 
إن العلاقات الجيدة من أهم مصادر السعادة بينك وبين من حولك .
- إن العمل المستمر والنشاط في وقت الفراغ مصدران مهمان للسعادة،
- تؤدي الرياضة إلى تحسين واضح في الصحة البدنية والصحة النفسية.
- أن الثراء له تأثير ضئيل على السعادة وزيادتها،ويعود هذا التأثير أساساً إلى عقد المقارنات مع الآخرين أو مع ما كان عليه الفرد في الماضي.
- إن النظر إلى الحياة نظرة إيجابية،يؤدي إلى مزيداً من السعادة إذا حدد الإنسان لنفسه أهدافاً أكثر قابلية للتحقق .
- إن السعادة هي القدرة على إسعاد النفس من خلال العمل على إسعاد الآخرين والتفاؤل الدائم بالمستقبل الأفضل .
- كتب الدكتور مصطفى محمود أن السعادة أصلها شعور ديني و ليست شعورا ماديا ولهذا يمكن أن ينتحر مليونير يملك باخرة وطائرة وعدة ملايين من الدولارات في حين تجد العابد الذي يعيش على الكفاف يضيء وجهه بسكينة داخلية لا حد لها، فالسعادة ليست في الجمال ولا في الغنى ولا في الحب ولا في القوة ولا في الصحة, السعادة في استخدامنا العاقل لكل هذه الأشياء.
- قال صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) ‏‏[رواه مسلم].
- الإحسان إلى الخلق بالقول والعمل وأنواع المعروف:‏ فإن ذلك يدفع الله به عن البر والفاجر الهموم والغموم، لكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب.
- النظر إلى من هو أسفل منك، كما قال صلى الله عليه وسلم : (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) رواه البخاري ومسلم.‏ فبهذه النظرة يرى أنه يفوق كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله.‏
- تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي.‏
هناك هرمون للسعادة يعرف بـ Melatonin : هرمون يفرز أثناء النوم مساءً فقط , ولا يفرز عندما ننام في النهار , فهو المنظم البيولوجي للإنسان كيف؟ يمكن الحصول على هذا الهرمون بطريقتين:
1- الطريقة الطبيعيّة (النوم المبكّر) . 
2- الطريقة الصناعيــــة (أدويــة ) .
طريقة عمل الهرمون :في الليـل , حين يسـدل الإنسان جفونه وتلتصق ببعضها البعض وفي وسط ظلام الليل وحلكته ينتشـر هـذا الهرمـــون العجيــب من الغـدّة النخاميّــة أسفل الــرأس لتبعـث في الجســد راحة وفي العقل صفاء وفي النفس اطمئنان , كما أنه يهدئ من الأعصاب ويُطيل من فترة شباب الإنسان من خلال الصحّة وبقاء البشرة نضرة. الخطوات 
1- نم مبكراً ما بين الثامنـة إلى العاشـــرة مســاءً .
2- مــــــــارس الريــاضـــــــــة بشكـــــل منتظــــــم .
3- اجعل عشائك خفيفاً مع مراعاة أن يكون باكــراً .
4- النظام والترتيب, فالحياة في بيئــة غير منظمــة ترهق الإنسان وتجعله غير سعيد ومشتت الذهن .
أخيراً: إسلامنا والسعادة قال تعالى) : وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا ( سورة النبأ سبحـان الخالـق.
هدم السعادة !!
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم النعمِ
وكما أن للسعادة بناء فلها أدوات هدم وهي معاصي الله جل جلاله ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم فتهوي بصاحبها في دركات جهنم نسأل الله العافية .
إنك تستطيع أن تجمع أطول قائمة لأقل أخطائك استثارة للتعاطف ولكنك بترديدك لهذه القائمة، سوف تكون قادراً على تقويض سعادتك، بصرف النظر عن النجاحات والانجازات التي حققتها ، اعرف أخطاءك، لكن لا تسمح لوجودها أن يصبح عذراً تلتمسه لعدم حبك لذاتك كما هي.
أخي الحبيب اتبع أي سبيل شئت لكن فلتعلم أن أي طريق تتبعه إن لم يرضِ الله فمصيره الزوال والتجارب حاضرة والمخبر عنها أصدق قائل وهو الله فلا تجرب ما جربه غيرك فالسعيد من اتعظ بغيره قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( 6) إرم ذات العماد (7) التي لم يخلق مثلها في البلاد (8) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9) وفرعون ذي الأوتاد (10) الذين طغوا في البلاد (11) فأكثروا فيها الفساد (12) فصب عليهم ربك سوط عذاب (13) إن ربك لبالمرصاد ( 14 ) الفجر .... وقال تعالى : ( والو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا (16) لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا(17) الجن ...... وقال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126) طه . 
وقديمًا قالوا: الشيطان يمنيك بالمفقود، لتكره الموجود، ولكن الإنسان يظل باحثًا عن هذا المفقود حتى إذا ما امتلكه تحول إلى شقاء موجود.
التعساء يتخيلون مشاكل لا حقيقة لها , ويتناطحون مع أعداء لا وجود لهم , بينما السعداء يتعاملون مع المشاكل الموجودة , وكأنها من عالم الخيال , ومع الأعداء وكأنهم محايدون .
يقول أحدهم :- لو كانت السعادة تكمن في ملذات الجسد وحدها , لكان الثور الذي يعيش في زريبة واحدة مع بقرة سمينة أكثر سعادة من البشرية جمعاء .
- من مسببات التعاسة أيضا حصول الإنسان على رغباته بسهولة، وحينها يستنتج أن تحقيق الرغبة لا تجلب السعادة.
- ومن مسببات التعاسة أيضا السأم الذي يقاسي منه سكان المدن العصريون، وهو مرتبط ارتباطاً حميماً بانفصالهم عن حياة الأرض، مما يجعل حياتهم حارة ترابية وعطشى .
- أما الأغنياء فهم يعانون من خوف السأم أكثر مما يعانون من السأم نفسه، والحياة السعيدة يجب أن تكون حياة هادئة، فضلاً عن إرهاق الأعصاب في عصرنا الحاضر، والقلق، والحسد الذي يبعد السعادة تدريجيا.
وصايا للسعادة؟؟!!
- لا تقلق بشأن ما ليس لك عليه من سلطان ... فالقلق يستحيل أن يحل مشكلة حلها ليس بيدك.
- لو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق , لكان المجانين هم أسعد الناس ..
- ( لا تعبر الجسر قبل الوصول إليه، و لا تبك على اللبن المسكوب ) .
- إذا أردت أن تعيش سعيداً خالي البال, فكن شجاعاً كالأسد, صبوراً كالجمل, نشيطاً كالنحلة , مبتهجاً كالعصفور .
- إذا لم تستطع أن تعمل ما تحب، فأحب ما تعمل، فإن السعادة أيضًا تتحقق حين يسعد الإنسان بما لديه حين يعجز عن الحصول على ما يتمنى.
ماذا يعني إن أسأت التصرف في موقف ما أو أسأت لشخص من غير قصد وجانبك التوفيق في مشروع ما؟!عد لطبيعتك البشرية وتذكر أنك بشر قد جُبلت على الخطأ ولن تنفك عنه .
إن الشخص الذي يتعاطى مع توافه الأمور وصغائر الأحداث بتوتر وانفعال يجني على نفسه جناية عظيمة، حيث إنه أقرب ما يكون إلى الشخص الذي يفتت نفسه جزءً جزءً ويسقيها السم القاتل قطرة قطرة حتى يستيقظ في ذلك اليوم وقد أفنى روحه واستنزف كل طاقته وعرضها للانهيار الكامل،لذا فإن الثمن الباهظ لأسر تلك الصغائر هو الحرمان من سحر الحياة وجمالها.
إن الأحداث الماضية والاستغراق في الحديث عنها وإن كانت عظيمة فهي تصنف ضمن توافه الأمور.
طبق إستراتيجية ما يسمى )بفلتر الزمن( وتأكد أن أغلب الأشياء التي تزعجك الآن لن تشغل أي حيز في تفكيرك بعد سنة فتسامح مع كل خطأ أو زلة أو ألم ، فسيصبح قريباً مجرد ذكرى فلا تجاهد في غير عدو ولا تكن ثائراً بلا قضية.
هناك من يقول \"سأشعر بالسعادة بعد أن أنهي دراستي الجامعية وأتخرج بتقدير امتياز\" وماذا ستفعل في سنين ما قبل التخرج ؟ معنى هذا الكلام بأنك لن تشعر بالسعادة قبل أن تتخرج!!
ربما شخص يقول \" إنني في غاية السعادة لأني مسلم\" .
وآخر يقول \"إنني سعيدة لأني أصلي\" .
نستنتج من هذا بأن هناك نوعان من الروابط للسعادة (بما أننا اتفقنا بأن الكثير منا يربط السعادة بشيء آخر :
ربط بأشياء قد تحصل وقد لا تحصل.
ربط بحقائق ثابتة.
بالنسبة للنوع الأول فالذي يستخدمه سوف لن يشعر بالسعادة إلا في مرات محدودة أي عند تحقق الشرط الذي وضعه لنفسه \"وهذه هي الطريقة الفائزة بالأغلبية الساحقة في الاستخدام\" 
واسمحوا لي بأن أقول بأن هذه الطريقة ستحرمكم من الكثير بل الكثير جدا من السعادة...لماذا؟ لأن السعادة ربطت بأمر مجهول قد يقع وقد لا يقع! .
أما المجموعة الثانية فهي صاحبة السر الخطير للسعادة...لماذا؟ لأن أصحابها يربطون السعادة بحقيقة ثابتة لن تتغير \"أنا في غاية السعادة لأني مسلم\" أو \"الحمد لله أنا فرحان وسعيد لأني ما زلت حيا \" 
حقائق ثابتة قد قمت بربط سعادتك بها) فالشيء الطبيعي أن تبقى سعيدا ما بقيت أي \"سأكون سعيدا طالما أني مسلم\", \"وسأكون سعيدا ما دمت حيا\" هذا هو السر الخطير: 
لكل شيء إذا ما تم نقصــان *** فلا يغرن طيب العيش إنسـان
- اربطوا سعادتكم دائما بالحقائق الثابتة وانعموا بالسعادة الدائمة .
- ومن منظور طبي أن حالة الرضا والإيمان تلك تولد أفيونات طبيعية في جسم الإنسان تسهم في رفع كفاءة الجهاز المناعي وتقويته، مما يجعل الإنسان في حالة مزاجية وعقلية تساعده على مواجهة الأزمات والمشاكل، مشيرا للآية الكريمة \"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون\".
و لست أرى السعادة جمع مال ... و لكن التقي هو السعيد . 
- إذا أردت أن تتخذ من السعادة رفيقا فاتخذ من الأمس نصيحة ومن اليوم العمل ومن الغد الأمل في مستقبل أفضل وحياة أمثل ، ولا تنس الابتسامة فهي مفتاح السعادة، وتذكر أننا لن نستطيع الشعور بالسعادة إلا إذا قررنا ذلك.
أوصي أحبتي في الله جميعا بثلاث نصائح :-
- طاعة الله ورسوله في المنشط والمكره و البعد عن معاصيه سرا وعلانية.
- التفاؤل في الحياة والبعد عن اليأس فالأمور بيد المولى جل في علاه ومواجه مصاعب الحياة بصبر وحكمة .
- الإهتمام بصحة الروح بالطاعات والبعد عن الضغوط النفسية والبدن بالطعام الصحي والرياضة .
أشكر ربي على نعمه وجليل إحسانه ثم أشكرك أيها القاريء وأبتهل إلى ربي أن يُمتعك بصحتك ويسبغ عليك سعادتك ما حييت ويختم لك بالنظر إلى وجهه الكريم بصحبة محمد الأمين صلى الله عليه وسلم . 
اللهم إنا نسألك عيش السعداء .. وموت الشهداء .. والحشر مع الأتقياء .. ومرافقة الأنبياء ..
قال تعالى :( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ) الإسراء 96

يوم لا بد منه



يقرأ الإمام في صلاته قوله تعالى في سورة الكهف (وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) ..... وتنطلق أفكاري تتصور العرض الكبير المخيف ‘ فالبرية إنسها وجنها وحيوانها تقف ذليلة في حضرة الخالق العظيم لا تكاد تسمع لهم همساً ، وهل يتكلم الوضيع أمام السيد العظيم ملك الملوك ومالك الملك سبحانه ،عظم شأنه. يقفون في صفوف عرايا غرلاً كما ولدوا لا حول لهم ولا قوة ولا يملكون شيئاً ، ليس بين أيديهم ما كان يحيطهم في الدنيا من سطوة وقوة وغنى وملك ، ولا مال ولا رجال ، إنهم في هذا اليوم خائفون لا يدرون ما يُصنع بهم ولا إلى أين يصيرون،وأمرهم بين يدي الملك العزيز الجبار ،
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49). وأرى الكتب تتطاير فوق رؤوس الخلائق وتحط في أيدي أصحابها ، يأخذ أهل اليمين كتبهم بأيمانهم – اللهم اجعلنا منهم - وأهل الشمال كتبهم بشمائلهم ، نعوذ بالله من هذا المصير.وقد كنت قبل أن نتعرف الحواسيب والنت و(السيديهات) التي تحمل في طياتها عشرات الآلاف من الكتب ،ووزنها لا يتجاوز بضعة غرامات أقول في نفسي : كيف يحمل المرء كتبه التي سجلت الملائكة فيها كل ما فعله منذ أن بلغ رشده إلى أن وافاه الأجل ، إنها سنوات طويلة والمراقب يسجل فيها كل أمر صغير أو كبير حسُن أو ساء .وكنت أقلب الأفكار كغيري فإذا بالإنسان الضعيف يكتشف بعد آلاف السنين علماً غاب عنه كل هذه القرون ، فكيف وعلم الله تعالى لا تدركه الأحلام ولا العقول. 
وأتصور المجرمين خائفين مما ينتظرهم من فضائح ، فالكتاب الذي وقع في شمائلهم ينذر بشر مستطير ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول :يا ليتني لم أوتَ كتابيه ، ولم أدْرِ ما حسابيه ، يا ليتها كانت القاضية ، ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه..) فما من صغير ولا كبير إلا مستطر لم يغب منه مثقال ذرة – اللهم لا تفضحنا بين خلقك ولا تجعل النار مصيرنا يا رب.. والله تعالى لا يظلم أحداً ، ميزانه العدل لكننا نسأله تعالى أن يعاملنا برحمته لا بعدله فليس لنا بتحمل تبعاتنا طاقة، ونحن ضعاف مخلوقون من عَجَل ونقصان ، والناقص كثير الخطإ يحتاج عفواً ومغفرة من اللطيف الرحيم سبحانه من إله ودود غفّار.
وأتذكر قوله تعالى في سورة الحديد( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) فأعلم أن الشمس في ذلك اليوم كُوّرت وأن النجوم انكدرت والظلام يلف الموقف لكنّ الله تعالى يرزق المؤمنين والمؤمنات نوراً ينطلق منهم ينير لهم دربهم ، لِمَ لا وقد كانت قلوبهم مليئة في الدنيا بنور الإيمان وأعمالهم يرجون بها وجه الله ورضاه ،فاليوم ينبع هذا الإيمان من قلوبهم ليثيبهم الله به على أعمالهم .. ينطلقون إلى مكان حشرهم يتبعهم المنافقون مستضيئين بنورهم – فلا نور للمنافق – ينير دربه .
وأسمع هؤلاء يسألون المؤمنين أن ينتظروهم ليستضيئوا بنورهم ، فيسمعون صوتاً يقول لهم ارجعوا حيث كنتم فالتمسوا النور الذي فقدتموه ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ) ولسنا بصدد معرفة من قال لهم ذلك ، أهم المؤمنون أنفسهم أم هم الملائكة التي تسوقهم إلى المحشر. ولعل هؤلاء المنافقين حين يعودون متقهقرين يظنون أنهم فوّتوا النور في قبورهم ، وأعتقد أنا – أن المقصود بذلك أنهم ضيعوا أنوارهم في الدنيا حين نافقوا وكفروا بالله واليوم الآخر وأن المقصود بالوراء العودة إلى الدنيا وهذا مستحيل ، فكأن القائل يقصد أنه لا نور لهم الآن .
ويرجع هؤلاء وراءهم ، فينقطعون عن المؤمنين والمؤمنات ويتمايز الفريقان ، وفجأة يقطع بينهم سور كبير مرتفع يمنع المنافقين والمنافقات من الالتحام بالمؤمنين فقد حُسم الأمر وافترق الفريقان ، وينبغي أن يفترقا ، فأهل الجنة غير أهل النار، (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)) وأتصور السور وبابه المُغلق بين الطرفين فهو من ناحية المؤمنين جدار رحمة وأمن وأمان ،وسلم وسلام . وهو من ناحية المنافقين جدار شوك وعذاب ونار ولهيب . وينادي المنافقون من بعيد من كانوا في الدنيا معهم يعيشون قربهم في بيوت متقاربة وأحياء متجاورة ومعايش مشتركة لماذا حصل الفراق وامتزتم عنا ، لماذا وقد كنا في الدنيا معاً ؟ ( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ )فيجيبهم المؤمنون ( قَالُوا بَلَىٰ ) لقد كنتم معنا أجساماً لا افكاراً وأشباحاً لا قلوباً وأجساداً لا أرواحاً .. ابتعدتم عنا وأنتم بيننا في خمسة أمور رئيسة أبعدتكم عنا بعد المشرق عن المغرب :
1- أولها أنكم أهلكتم أنفسكم باللذات والمعاصي 
2- وتربصتم بالمؤمنين الدوائر ، وكدتم لهم وسعيتم لصرفهم عن الإيمان والعمل الصالح.
3- وارتبتم بالبعث والنشور وشككتم بالتوحيد وأنكرتم النبوّة والرسالة. 
4- وعشتم على أمانيّ كاذبات من طول حياة ودوام الدنيا – وهي الفانية – ونسيتم الآخرة – وهي الباقية- وأحببتم الدنيا وكرهتم الآخرة حتى جاءكم الموت على غرّة فلم تتوبوا .
5- وخدعكم الشيطان فتبعتموه وصدقتموه وهو الكذوب الذي آلى على نفسه أن يضلكم ويرديكم فكنتم أتباعه وأقرانه (وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14))
إن القارئ الفصيح والمجوّد المتمكّن يحلق بمأموميه في معاني القرآن الكريم ويدعوهم إلى التفكر والتدبر ويسقيهم جرعات من الإيمان قوية ، فتكون الصلاة بحق صلاة خشوع وفهم ووعي يأخذ المصلي إلى رحاب الإيمان . اللهم اجعلنا من أهل الإيمان إلى أن نلقاك .
 

الرصيد الحقيقي








يحرص الجميع على زيادة رصيدهم، ورواتبهم، ومدخراتهم، وممتلكاتهم، والمحافظة عليها، بل تنميتها، واستثمارها، ولا ضير في هذا الأمر طالما كان بالطرق المشروعة ولم يصرفنا عن طاعة الله عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا.. سورة القصص من الآية: 77، إلا أننا ينبغي أن نلتفت لرصيد آخر علينا أن نزيده وألا نغفل عنه. 
وقد أشار رسولنا عليه الصلاة والسلام للرصيد الباقي بقوله: "مَا شَىْءٌ أَثْقَلُ فِى مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ"، والبَذِي: الَّذِي يتكلَّمُ بِالفُحْشِ ورديء الكلام، وقال عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ، أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ،وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ، لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ" أخرجهما الترمذي. 
إذاً فميزان الواحد منا إنما يثقل بالعمل الصالح وعلى رأسه حسن الخلق، فكلما ساء خلق المرء قل وزن ميزانه، ولنا أن نتخيل المال الذي بأيدينا، وكلما وقع أحدنا في خطأ أو أساء الخُلق سحب منه جزء من ماله، وإن أحسن الخُلق أُعطي المزيد، هل حقاً يمكننا أن نتعامل مع رصيدنا الأخلاقي كما نتعامل مع رصيدنا المالي! ماذا يمكن أن يحدث إن حرص الناس على أخلاقهم كحرصهم على أموالهم! لا شك أن الكثير من التصرفات التي نراها يومياً سواء في الطرقات أو الأسواق أو المكاتب أو البيوت أو شبكة الانترنت أو غيرها سوف تختفي وتنقرض! 
إن غفلتنا عن المحافظة على أموالنا وتنميتها في الدنيا ستؤدي إلى الإفلاس، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالرصيد الباقي، ولهذا حذرنا النبي عليه الصلاة والسلام من الإفلاس، فقال صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي، يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ"، أخرجه مسلم. 
فكما نخشى من الإفلاس في الدنيا، فعلينا أن نكون أكثر خشية منه في الآخرة، وكما نحرص على زيادة الأرصدة في الدنيا، فعلينا أن نزيدها ونثقلها في الآخرة، {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى، سورة الأعلى، آية: 17.















لفتة جميلة من الإمام ابن القيم رحمه الله:


لفتة جميلة من الإمام ابن القيم رحمه الله:
قسم رحمه الله ( المن ) على الناس إلى قسمين فقال:
🌱فالمن نوعان:
🍃أحدهما :
مَنٌّ بقلبه من غير أن يصرح به بلسانه
وهذا إن لم يبطل الصدقة فهو من نقصان شهود منة الله عليه في إعطائه المال وحِرمان غيره
وتوفيقه للبذل ومنع غيره منه
فللّه المنة عليه من كل وجه
فكيف يشهد قلبه منة لغيره؟
🍃 والنوع الثاني: 
أنْ يمنَّ عليه بلسانه
فيعتدي على من أحسنَ إليه بإحسانه
ويُريه أنه اصطنعه
وأنه أوجب عليه حقًا وطوَّقه مِنةً في عنقه فيقول :
أما أعطيتك كذا وكذا؟
ويعدد أياديه عنده.
قال سفيان: يقول : (أعطيتك فما شكرت) .
🌼وحظر الله على عباده المنَّ بالصنيعة
واختص به صفة لنفسه
🌱لأنَّ منَّ العباد تكديرٌ وتَعيير
🌱ومَنَّ الله سبحانه وتعالى إفضال وتذكير.
🍃وأيضًا: فإنه هو المنعم في نفس الأمر والعباد وسائط؛ فهو المنعم على عبده في الحقيقة.
🍃وأيضًا فالامتنان استعباد وكسر وإذلال لمن يمن عليه ولا تصلح العبودية والذل إلا لله.
🍃وأيضًا فالمنة أن يشهد المعطي أنه هو ربُّ الفضل والإنعام؛ وأنه ولي النعمة ومُسديها، وليس ذلك في الحقيقة إلا الله.
🍃وأيضًا فالمانُّ بعطائه يشهد نفسه مترفعًا على الآخذ مُستعليًا عليه غنيًا عنه عزيزًا
ويشهد ذلَّ الآخذ وحاجته إليه وفاقته، ولا ينبغي ذلك للعبد.
🍃وأيضًا فإنَّ المُعْطي قد تولى الله ثوابه وردَّ عليه أضعاف ما أعطى، فبقي عِوضُ ما أعطى عند الله، فأيُّ حق بقي له قبل الآخذ؟
فإذا امتن عليه فقد ظَلَمه ظُلمًا بيِّنًا، وادَّعى أن حقه في قلبه، ومن هنا - والله أعلم - بَطَلت صدقته بالمن، فإنه لما كانت معاوضته ومعاملته مع الله، وعوض تلك الصدقة عنده، فلم يرضَ به ولاحظ العوض من الآخذ والمعاملة عنده فمنَّ عليه بما أعطاه، أبطَلَ معاوضته مع الله ومعاملته له. ...
💚 فتأمل هذه النصائح من الله لعباده
🌱ودلالته على ربوبيته وإلهيته وحده
🌱وأنه يُبْطلُ عملَ مَنْ نازعه في شيء من ربوبيته وإلهيته، لا إله غيره ولا رب سواه.
🌼 ونبَّه بقوله: { ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى }
🌱على أن المنَّ والأذى ولو تراخى عن الصدقة وطالَ زمنه ضرَّ بصاحِبِه، ولم يَحصل له مقصود الإنفاق
ولو أتى بالواو وقال: ولا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذى، لأوهمَتْ تقييد ذلك بالحال
وإذا كان المنَّ والأذى المتراخي مُبْطلاً لأثر الإنفاق مانعًا مِنَ الثواب فالمقارن أولى وأحرى.

سورة لقمان من تفسير الإمام السعدي



🌱آيات وتفسيرها🌱🌴
من تفسير اﻹمام السعدي
سورة لقمان ( ٨ : ١٣ )
🍃 🍃 🍃 🍃 🍃 🍃
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم "
إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات التي أمروا بها, أولئك لهم نعيم مقيم في الجنات.
" خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم "
وحياتهم في تلك الجنات حياة أبدية لا تقطع ولا تزول, وعدهم الله بذلك وعدا حقا. 
وهو سبحانه لا يخلف وعده, وهو العزيز في أمره, الحكيم في تدبيره.
" خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "
خلق الله السموات, ورفعها بغير عمد كما تشهدونها, وألقى في الأرض جبالا ثابتة؟ لئلا تضطرب وتتحرك فتفسد حياتكم, ونشر في الأرض مختلف أنواع الدواب, وأنزلنا من السحاب مطرا, فأنبتنا به من الأرض من كل زوح بهيح نافع حسن المنظر.
" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين "
وكل ما تشاهدونه هو خلق الله, فأروني- أيها المشركون-: ماذا خلقت آلهتكم التي تعبدونها من دون الله؟ بل المشركون في ذهاب بين عن الحق والاستقامه.
" ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد "
ولقد أعطينا عبدا صالحا من عبادنا (وهو لقمان) الحكمة, وهي الفقه في الدين وسلامة العقل والإصابة في القول, وقلنا له: اشكر لله نعمه عليك, ومن يشكر لربه فإنما يعود نفع ذلك عليه, ومن جحده فإن الله غني عن شكره, غير محتاج إليه, له الحمد والثناء على كل حال
" وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "
واذكر- يا محمد- نصيحة لقمان لابنه حين قال له واعظا: يا بني لا تشرك بالله فتظلم نفسك؟ إن الشرك لأعظم الكبائر وأبشعها.

2016-09-28

لكي لا تفقدي زوجك


من التصورات الخاطئة لدى الكثير من الزوجات، ما تعتقده بعضهن من أنها بزواجها قد ملكت زوجها، فتهمل نفسها، وتنغمس في رعاية أولادها وأمور بيتها طنا منها أنها بذلك قد أتمت كافة واجباتها الزوجية، وتتصور أنها مهما فعلت فلن يفلت من قبضتها هذا العصفور. بل تظن خطأً أن اهتمام زوجها بها أمر مفروغ منه؛ مما يجعلها تتصرف بلا مبالاة فيما يتعلق بجلب اهتمام زوجها، الذي سرعان ما يمل وقد ينزلق إلى طريق آخر ملقيًا باللوم عليها.
•• الرجل يرغب بالزواج ليستمتع بالحياة الدنيا في ظل الشرع، والمرأة هي الدنيا والحياة، كما قال رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» [رواه مسلم] فلا تصادم بين فطرة الإنسان وبين ما شرعه الله تعالى، لذلك نجد أن المرأة مهما تقدم بها العمر ومهما بلغت من العلم وحازت أعلى المناصب تبقى في نظر زوجها أنثى، وهو دائمًا يريدها كذلك.
•• الزوجة المثالية الصالحة هي التي تبادل الزوج الاحترام، ولا تكون ميالة لحب السيطرة وعزل الزوج من الإطار العام الذي يجب أن يكون فيه الرجل الطبيعي، 
•• من الطبيعي أن الزوج هو صاحب المبادرة والتجديد في العلاقة الزوجية، ولكن أيضًا دور الزوجة لا يقل عن دور الزوج من الإقبال والتشويق والجاذبية.
•• حين يعود الزوج إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، لا تحاولي أن تفتحي معه حوارا وتسأليه عن يومه في العمل، لأن الرجال يحتاجون فعلا إلى فترة قصيرة «مساحة فاصلة» بين أجواء العمل وأجواء الأسرة، تساعدهم على الاسترخاء والتخلص من ضغوط العمل.
•• مهم جدا جلوسك مع زوجك لمدة ساعة على الأقل يوميًا تكونين خلالها متفرغة له تمامًا؛ تتجاذبين أطراف الحديث في الشؤون التي تهمه، فهذا يُعد أنفع وأجدى من قيامك بأي عمل آخر مهما كلفك ذلك من تضحيات.
•• حتى لو لم يعجبك الموضوع الذي يتحدث فيه زوجك امنحيه اهتمامك كاملا. فمجرد حديثه إليك له مدلولات عاطفية مهمة عنده. 
•• إياك والصراخ .. فرقة الصوت التي طالما ارتبطت بالمرأة والأنوثة غدت عملة نادرة أمام صوت الصراخ الذي سيطر وبقوة على حنجرة كثير من النساء في تعاملهن مع أبنائهن.
•• ابتعدي عن أسلوب التوجيهات أو كشف العيوب بطريقة صريحة، لكن يمكنك توصيل هذه الملاحظات والمآخذ بأسلوب رقيق وبدون إحراج حتى تضمني انجذابه إليك، بل استئثاره بك مدي الحياة.
•• إياك وصدم مشاعره عند التنازع أو الاختلاف، وليكن شعارك «العفو والتسامح».
•• من المهم جدا عدم إطلاق بعض الاستنتاجات والتعميمات التي تتسم بالمغالاة على سبيل المثال ( إنك لا تريد أن تفهمني أبدا، إنك تتصرف دائما على النحو الذي تريده ) .. زوجك يمكن أن يخطئ وكذلك أنت في تصرف ما، فلا تتسرعي بإطلاق تعميمات الفشل والخيبة وغير ذلك.
•• صفيه دوما بالرجولة واظهري إعجابك بقوته وقدرته علي تحمل المشاق، فالرجل يحب أن يشعر بقوته ورجولته‏.
•• من الأشياء التي تزيد الود بين الزوجين أن تذكر الزوجة لزوجها بعض أعماله الحسنة ومآثره الحميدة معها ومع أسرتها.
•• لا تعيريه بماضيه المتواضع - الوظيفي أو العائلي- ودعي له شرف الاعتراف، وسيفعلها بمحض إرادته، وساعتها عليك الإشادة بعصاميته المتفردة التي لا يذكرها أحد،
•• ادفني أخبار المنازعات القديمة، وسدي باب الخلاف والشر، وأكثري من الحديث عن الذكريات الطيبة التي تؤلف القلوب.
من الأشياء التي تؤثر كثيرا في نفسية الرجل، أن تشكك زوجته في صحة معلومة قالها في حضور آخرين كالأصدقاء أو الأقارب .. انتظري حتى ينفض الآخرون عنكما ثم ناقشيه.
•• الصدق في كل شيء من أهم دعائم الاستقرار والسعادة الزوجية، وهناك من النساء من يعشقن الكذب، إما كهواية وإما خوفاً وجبناً، وفي كلتا الحالتين فإن الرجل يمقت في المرأة الخداع والكذب، وإذا قبل الرجل الكذب لظرف أو لآخر فإن ذلك يكون مصحوباً بنظرة احتقار.
•• الزوجة الذكية تبحث دائما عن نقاط الانسجام بينها وبين زوجها، وهذه النقاط من الطبيعي أن يتغير بعضها بين الخطوبة والزواج، وبين الزواج والإنجاب .. ففي البداية تركز مثلا على التقرب من الزوج، ثم تحول هذا التقرب إلى ود وعاطفة قوية، ومع الأيام لابد للعاطفة أن تخبو قليلا، فتجنح الزوجة لأن تكون الرفيقة والصديقة .. وهكذا، أي أنها تدفع بعربة زواجها بحسب ما تمليه عليها راحة بالها وبال أسرتها.
•• حاذري من أن تكوني كتاباً مفتوحاً أمامه يستطيع أن يتوقع محتوى الصفحات التالية منه، فإن تمكن بعبقريته من معرفة الخطوة التالية سارعي إلى تغيير الأحداث لتخالف توقعاته، وتحفظ لك ولحياتك معه عنصر التشويق.
•• المشاركة في عبادة، مثل صلاة معاً، قراءة القرآن، إعداد وجبات للفقراء .. يزيد من الود والحب، وتقبل الكلام من كلا الطرفين.
•• حاولي أن تحتفلي بالمناسبات السعيدة بطرق مختلفة ومشوقة في كل مرة.
•• إن كان الملل قد تسلل إلي حياتك الزوجية، وأصبحت مسؤوليات الحياة هي الموضوع الرئيسي الذي يسيطر علي حوارك مع زوجك بعد أن ضاعت كلمات الحب والمودة ، فلماذا لا تعيدين الرومانسية إلي أرجاء منزلك وتبادرين بالخطوة الأولي ولتقدمي هدية تعبرين بها لزوجك عن حبك واهتمامك‏,‏ فالرجل أيضا في حاجة إلي هدية من زوجته ليقتل بها الرتابة التي تصيب علاقتهما الزوجية‏ .‏
وأخيرا لا تجعلي حياتك يدور محورها حول زوجك فقط، فلا تجعلي شعورك بقيمتك الذاتية مرتبط بحب زوجك لك لا غير .. عليك أن تركزي على اهتمامك بنفسك "صحياً، وذهنياً، وإيمانياً"، لذا أوجدي لك اهتمامات خاصة بك، ترتقين من خلالها وتتطورين .. لا تجعلي عطاءك لزوجك يطغى على نفسك فتهملينها بحجة خدمة الزوج ورعايته، فكلما كان اهتمامك بنفسك كبيراً، كلما جذبت زوجك لكل شيء جميل فيك بالذات صحتك.

الزوجة الجميلة


الجمال مطلب وأمنية كل نفس سوية، وقلما تجد نفسا تستبشع المنظر الحسن إلا وبدواخلها مشكلة نفسية أو أزمة اجتماعية، والجمال مطلوب بالأخص في الزوجين كي تتآلف النفوس وتدوم أواصر الود، فقد خلق الله المرأة مخلوقا جميلا يصعب مقاومة سحره وخاصة من طرف الرجال، حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». 

والوصية النبوية في ضرورة نظر الخاطب لخطيبته أشهر من أن تذكر، فعن المغيرة بن شعبة، قال: خطبت جارية من الأنصار، فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: «رأيتها؟» فقلت: لا فقال: «اذهب فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما» فذكرت ذلك لوالديها، فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقمت، فخرجت، فقالت الجارية: علي بالرجل قال: فرجعت، قال: فرفعت ناحية خدرها، وقالت: إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فإني أحرج عليك أن تنظر. قال: فنظرت إليها فتزوجتها، فما تزوجت امرأة كانت أحب إلي، ولا أكرم علي منها. 
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للرجل الذي تزوج امرأة من الأنصار: «أنظرت إليها؟» قال: لا، قال: «فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا».
إلا أن الجمال على أهميته ليس المقوم الوحيد والأوحد لحياة زوجية هنية، وأكثر ما في الأمر أنه أحد أركان منظومة متعددة الجوانب، وعامل من عدة عوامل، لا ينفرد عنها بأهمية خاصة ولا ميزة فردية، فالجمال لا قيمة له مع الزوجة البلهاء ضعيفة العقل أو متذبذبة الشخصية، وما ينفع الجمال مع المرأة غير النظيفة، وهل للجمال فائدة مع الزوجة الملولة أو الكسولة أو الكذوبة .. والنماذج كثير.
لكن المشكلة تتجلى وبوضوح عند البحث عن شريكة الحياة اقترانا مع ضعف خبرة الشباب بجوانب الحياة الزوجية النموذجية، حيث يتطوق جميع الشباب إلى الزوجة الصارخة الجمال، الممشوقة القوام، الفريدة في الملامح، وصار الأمر كحال الجائع الذي يجول خاطره في صنوف الطعام ويتصور أنه يمكن أن يلتهم طعام الدنيا بأسرها لو تهيأ له.
والكل يتناسى أن النفس ملولة، وأنها تمل حتى أنعم النعم لو طال العهد بها، وتتشوق دوما للتجديد والتغيير، ولو استرسل المرء مع رغباته ونزواته لما دامت عشرة بين زوجين، فصاحب الزوجة البيضاء قد يشتهي السمراء، ورغم الزوجة الطويله ترغب النفس في القصيرة، ومع البدينة تتطلع للنحيفة .. وهلم جرا.
ولذلك كان للتجديد دورا لا يستهان به في استقرار الحياة الزوجية والقضاء على سحابة الفتور والملل التي تغيم عليها، من تجديد في المظهر وفي الثقافة، والتجديد حتى في طبيعة التحاور والتواصل (الهدية نموذجا) والعلاقات الخارجية بالأسرة وترتيب المنزل.
بل ربما صارت الزوجة الجميلة بلاء وشقاء لزوجها خاصة إذا كانت متكبرة ترى في جمالها منحة لا يستحقها زوجها، وأنها ببهاء منظرها الخلاب كان يمكن أن تتزوج الأقوى أو الأعلم أو الأغنى .. وهنا مكمن الخطر الذي ربما يهدد استقرار الحياة الزوجية، فمثل هذه الزوجة لا تلين لها قناة مع زوجها، وهي أشبه بالناقة الشاردة عن مسيرة القافلة، منوعة متمردة دوما، وهي إلى الخيانة أقرب، وحينها تقع المصيبة العظمى التي تأتي على كيان الأسرة بالكامل.
والطامة الكبرى لو تسرب هذا المفهوم المدمر لقناعة ونفسية الزوج، فاعتقد أن زوجته الفاتنة أكبر منه بمراحل وأعظم مكانة بمسافات، فهو بينها ممسوخ الشخصية، كالعبد بين يدي سيده، وكالأسير بين يدي آسره، يبذل قصارى جهده لينال الرضا وهيات له النيل، فهو المكدود المتعب، بل ربما شقي في هواها وتحمل عنها ما هو منوط بها من طبخ وغسل ومسح ورعاية ولد .. لا يرد لها طلبا ولو فوق إمكاناته، ولا يعصي لها أمرا ولو بان له خطأه وجوره، بل ربما استدان ليرضيها، واختلس ليكفيها، وقطع رحمه ليحتويها، لا يبالي في هواها بصواب من خطأ، أو حلال من حرام.
وهذا عين المذمة وأبشع فخ تنصبه الزوجات للأزواج، وهو «الهوى» الذي يهوي بصاحبة إلى أتون الشقاء في الدنيا والآخرة، ولذلك يقول الماوردي: وقد كرهوا شدة الجمال البارع لما يحدث عنه من شدة الإدلال المؤدي إلى قبضة الإذلال.
ويقول ابن تيمية رحمه الله في وصف حال هذا الزوج التعيس: (هؤلاء عشاق الصور، من أعظم الناس عذابًا وأقلهم ثوابًا، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فداوم تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه وهؤلاء يشبّهون بالسكارى والمجانين).
إلى أن قال –رحمه الله-: (وإذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء ويخاف من حصول ضد ذلك، بخلاف القلب الذي لم يخلص لله فإن فيه طلبا وإرادة وحبا مطلقا فيهوى ما يسنح له ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مر به عطفه وأماله فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى أسيرا عبدا لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما). 
أما الزوجة الجميلة مع الرجل الغيور غيرة مرضية فحياتها في جحيم كجحيم السجون بل أشد، فقائمة الممنوعات طويلة، وتصرفاتها دوما تحوم حولها الشكوك والظنون من زوج لا يرحم مشاعرها ولا يعتبر لنفسيتها، فهي في استجوابات مستمرة وحصار محكم لا تنفك منه أبدا. وتهمة الخيانة أقرب ما تكون منها، ويمكن أن يقذفها بها الزوج في أي وقت، فحياتها مهددة، وثقتها بنفسها مبتورة، وعشها الزوجي أتون نار وقوده الرقابة الصارمة والتخوين البشع والريبة العمياء.
وآفة الارتكان على الجمال وحده أنه لا يبقى على حال، خاصة مع تفلت السنوات وذهاب الشباب، أو حلول مرض يؤثر على نضارة لطالما أثرت قلوب ناظريها، وتلك حال الأيام، وحينها يبقى للعشرة الحسنة والدين القويم الأثر الخالد الذي لا تمحوه تقلبات السنون، ولذلك كان أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق كما قال النبي العدنان. 
أما إن كان الجمال وحده هو لب الحياة الزوجية فهي حياة فقر ونضب لا حياة نماء ورخاء، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» أي افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل. قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال (المال، الجمال، الحسب، الدين) واللآئق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى -صلى اللّه عليه وسلم- بآكد وجه وأبلغه فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار والطلب، الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة. وقوله: «تربت» أصله دعاء لكن يستعمل لمعان أخر كالمعاتبة والإنكار والتعجب وتعظيم الأمر والحث على الشيء وهو المراد أيضاً هنا.
إن من أشد الغبن أن نختار شريكة العمر على أساس جمال الشكل وحده، فالجمال شجرة وارفة الظلال كما يزينها جمال الهيئة هناك أيضا جمال الروح وجمال الطاعة وجمال العقل والتدبير .. وجمال الدين الذي معه سعادة ربانية لا تدانيها سعادة، ومن ذاق عرف.


2016-09-21

أنا لا أخطئ أبدًا

إنَّ الْهمَّ المشترك بين كلِّ البشر باختلاف مِللهم ونِحَلهم هو إصلاح الذَّات، وهو المِحْور الأساس الَّذي تدعو إليه كلُّ الرسالات السَّماوية، وهو الثَّمرة المنشودة لرحلةٍ تَعْرج فيها الرُّوح في مَدارج السالكين، وتتَفاوت حلاوة الثَّمرة بِتَباين الجهد المبذول، والشَّفافيةِ والمُصارحة مع الذَّات.

إنَّ طُرق رحلة إصلاح النَّفس تبدو متعدِّدة ومتشعِّبة، لكنها في الحقيقة تَتلاقى في طريقين: طريق سَهْل، نهايته الفشَل، وطريق آخَر صعب؛ ولكن نهايته سُموُّ الرُّوح وارتقاؤها، وتُبيِّن السُّطور التاليةُ هذين الطَّريقين، وأنَّ لكلٍّ منهما فرضيَّةً ومُوازنةً مختلفة، على أساسها تتشكَّل نتيجةُ كلٍّ منهما:
1- الطَّريق السهل في رحلةِ إصلاح الذَّات، ونهايته الفشَل، إذ هو يفترض أن الخطأ يأتي دائمًا من خارج ذَواتنا ، والكفَّة الرَّاجحة في مُوازنة هذا الطَّريق المسدود هي إدانة الآخَر ولَوْمه، وترتَكِز هذه الموازنة المُضْطربة على تَنْزيه الذَّات، والجَزْم بكمالها، وإسقاط الخطأ برمته على الآخر أمَّا النتيجة لهذا المَنْظور غير المُتَّزِن، فهي شَلل كامل، وتعطيل وإضاعةٌ لطاقة الإصلاح؛ بِتَوجيهها في المسار الخاطئ، فالناس بفطرتهم لا يحبون معاملة من يعتقد صوابه وسلامته من الخطأ في كل الأحوال ومن لا يلوم نفسه أبدا وثمرة هذا المنظور شائكة ومرة، ولا تنهي الخلاف، فمن الصعب اقناع الناس بأخطائهم، ومحاولة تغييرها كما يشهد بهذا أهل الخبرة والاختصاص.
ولْنَضرب أمثلةً من القرآن الكريم وحياتنا اليوميَّة لهذه المُوازَنة، يقول الله تعالى في سِياق بيان العُذْر الَّذي يَحتجُّ به الشَّيطان في إغواء بني آدم: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16]، وكما تَبْدو هذه المُوازَنة المختلةُ في تبرير البعض لتصرُّفاتِهم: "لا تَلُمني في قسوتي وحدتي على فلان؛ انظُرْ إلى تصرُّفاته المثيرة للغضب، إنَّه يستحقُّ ما يَجْري له"، ويُلحَق بهذه الموازنة المضطربة تبرير الغضب والمواقف المتعجلة بلَوْم الظُّروف والأحوال، وتَغيُّرات الطَّقس، ولا يَخْفى على المُتأمِّل الحصيفِ التَّغييبُ المقصود لِلَوم الذَّات المؤدي الى التعَجُّل في الفهم، والحكم على الأمر بناءً على تصَوُّر ناقصٍ ومقدمات خاطئة، ويُبيِّن الرَّسمُ الإيضاحيُّ هذه الموازنة:


2 - أمَّا الطريق الأمثل لإصلاح الذَّات، فهو صعب وشاق، ولكن صعوبته ومشقته سرعان ما تهون وتنسى إذا ما قورنت بحلاوة ثمرته، ويَرْتكز هذا النهج القويم على ركيزةٍ مُختلفة، هي نَقْد الذات، والإقرار باستحالة كمالها، والاعتقاد بمحدودية علمها، وعدم عصمتها، وقابلِيَّتها للوقوع في الخطأ.
إن الكفَّة الراجحة في موازنة هذا الدَّرب الإصلاحيِّ هي لَوْم الذَّات؛ لأنَّ هذا الطريق السوي يَفترض أنَّ مصدر الخطر يحتمل أن يكون – كلا أو جزءا - من داخل ذواتنا، ومن نِقاط ضعفنا الكامنة؛ والَّتي لا يَخْلو منها عامَّةُ البشَر، ومَن جرَّب هذه الموازنةَ الأكثر واقعيَّة، يُخْبِرنا بأنَّ نتيجتها تحريرٌ كامل لطاقة إصلاح الذَّات وتوجيهها في المَسار الصحيح، ولطالما أعجب الناس - حكماءا وبسطاءا - بمن لا يبرىء نفسه، ومن يبادر الآخر بالتلطف والاعتذار، ويعظم إعجابهم إذا صدر الاعتذار من أهل الصلاح والفضل وذوي الهيئات الذين لا يتصور صدور الخطأ منهم.
إن لوم الذات بغية إصلاحها في سويعات خلوة وتأمل ومصارحة لهو أيسر وأنفع من إضاعة الوقت والجهد في لوم الآخرين ومحاولة تبصيرهم بأخطائهم، فليست كل المواقف والمعاملات تستدعي العدل المطلق، وما يضير العاقل تغليبه للوم نفسه وتقديمه على لوم الآخر، ففي هذا المسلك الحكيم نوع من التغاضي والحلم المحمود، وتجنب لمزالق الخلاف والشقاق، والحرص على الوقت، 
ويَضْرب الله - عزَّ وجلَّ - في كتابه العزيز مثلاً على هذه الموازنة على لسان آدم - عليه السَّلام - وزوجِه بعد أكْلِهما مِن الشجرة المُحرَّمة: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، ويتَجلَّى مثَالُ آخر في دعاء سيِّد الاستغفار في الحديث الشَّريف: ((أعوذ بك مِن شرِّ ما صنَعْت، ابوء لك بنِعمَتِك عليَّ، وأبوء بِذَنبِي، فاغفر لي))، أمَّا معاملاتنا اليوميَّة، فهي – ولله الحمد والمنة - ملأى بأمثلةٍ مُشْرِقة لفهم البعض لهذه الموازنة القويمة، ومِن هذا قول أحدهم وهو يَلُوم نفسه: "لو كنتُ أكثر رِقَّة ولينًا وحلما وكرما في تعاملي مع جاري، لَما تصرَّف بِهذه الطَّريقة".
وتتجلَّى في الموازنتين السابقتين جوانب مهمة من سيكولوجيَّةُ النقد الذاتي، التي تُشير إلى وجودِ تَشابُكٍ بين العوامل الداخليَّة المسبِّبة للأحداث، والعوامل من خارج الذَّات، وتَلْفت النَّظر إلى أنَّ طاقة إصلاح الذات - كغَيْرِها من الطَّاقات - محدودةٌ، ولا تُستغلُّ الاستغلال الأمثَل، إلاَّ إذا وُجِّهَت نحو العوامل الداخليَّة بِمُواجهة النَّفس، والاعتراف بالخطأ ولو كان قليلا، وتغليب لوم الذات، فهذا المسلك أفضل نتيجة من لومنا لغيرنا، ولا يشك عاقل بأن تأملنا وجهدنا في صلاح ذواتنا – مع ما فيه من المشقة – لهو أيسر من لوم غيرنا واقناعهم بأخطائهم وزلاتهم، وفي قصَّة آدم وحوَّاء مع الشجرة المُحرَّمة، وقصَّة إبليس وامتناعه من تنفيذ الأمر الإلهيِّ بالسُّجود لآدمَ - مِثالان واضحانِ على طريقين؛ أحدهما يؤدِّي للفشل والشحناء والفرقة، والآخر يَنْتهي إلى الإصلاح و رُقيِّ الرُّوح رقيا يَجْعلها جديرةً ومؤهَّلة لريادة الأرض، والاستخلاف فيها، وفق وَحْي الله وشَرعِه.

نسيم الجنة


الحمد لله حق حمده والشكر له حق شكره واصلي واسلم على نبيه وخيرته من خلقه وبعد
حديثي معكم عن نسيم الجنة والسؤال هل للجنة نسيم نعم وردت عدة أحاديث صحيحة وصريحة أن للجنة ريحا تشم حقيقة يوم القيامة من مسافة بعيدة،والناس فيها على درجات بحسب ما علموا وأما الجنة فهي أميرة الجمال ويكفي في وصفها ما أخرجة الامام ابن ماجة وابن حبان عن أسامة بْنُ زَيْدٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ : " أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا , هِي وَرَبِّ الْكَعْبَةَ نُورٌ يَتَلأْلأُ , وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ , وَقَصْرٌ مَشِيدٌ , وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ , وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ , وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ , وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا , فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ , فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا , قَالَ : " قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ )
وفي الجنة أربعة نداءات تلغي مشاكل الدنيا لأن الدنيا خلقها الله ناقصة بل طبعت على كدر فما عيبت الدنيا بألغ من ذكر فنائها وتقلب أحوالها وسرعة زوالها فتتبدل صحتها بالسقم ووجودها بالعدم وشبيبتها بالهرم ونعيمها بالبؤس وحياتها بالموت وغنا ولذلك ورد في الحديث إذا دخل أهل الجنة الجنة
( ينادي المنادي أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وان لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا) رواه مسلم
أما طريق الجنة
يقول ابن الجوزي عليه رحمةُ الله:
طهر قلبك من الشوائب؛ فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخيرُ الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يُؤذي نحّاه، ثم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى؟
وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، ويرزقه الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثم يلقي فيه بذر الهدى، فيثمر المحبة (قلت وفي الحديث القدسي عند البخاري(( ... فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَقَدَمَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا)
فيسكن لُب القلب، ، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفُضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكُفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام. (قلت أنا كاتب الاسطر . وصف أحد فرسان الأدب بقوله: شباب والله مكتهلون بشبابهم، غضيضة عن الشرّ أعينهم، ثقيلةٌ عن الباطل أرجلهم، أنضاءُ عبادةٍ وأطلاحُ سَهَر، نظر اللَّه إليهم في جوف الليل منحنيةً أصلابهم على أجزاء القرآن الكريم، كلَّما مر أحدُهم بآيةٍ من ذكرالجنّة بكى شوقاً إليها، وإذا مَرّ بآية من ذكر النار شَهِقَ شَهقة كأنّ زفير جهنّم بين أذنيه،موصولٌ كَلاَلهم بكلالهم[ أي تعب النهار بتعب الليل] كَلالُ الليل بكلال النهار، قد أكلت الأرضُ رُكَبَهم وأيديَهم، وأنوفَهم وجباهَهم، واستقلّوا ذلك في جنْب اللَّه،هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه صلتهم بالقرآن الكريم، تعظيم له، واتباع صادق واخرج ابن ابي الدنيا في قيام الليل وابن عساكر عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انه صلى صلاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قِيدَ رُمْحٍ ، قَلَبَ يَدَهُ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ ، وَلَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثًا صُفْرًا غُبْرًا ، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ أَمْثَالُ رُكَبِ الْمِعْزَى ، قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ ، وَهَمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تُبَلَّ ثِيَابُهُمْ ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ)
فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضُها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبُستانها الخلوة، وكنزها القناعة، وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحُلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعينُ أملها ناظرة إلى سبيلها.
فإن صعد حافظها فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية؛ فيا طوبى لها إذا نُوديت يوم القيامة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:27-28].
فخلاصة وصية ابن الجوزي طهر قلبك من الشوائب فالمحبة لاتلقى الا في قلب طاهر ( اما سمعت ( اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم ) شكى رجل من الفتور في الطاعات فقال الشيخ القلب اذا مرض وفتن بلي بالكسل والفتور فلا يضعف في طاعة الا من عظمت غفلته واصيب بالفتنة ونسيان عظمة الرب
إذا حلت الهدايةُ قلباً ** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُ
ولذلك الجنة متوقفة على الايمان والايمان متوقف على المحبة والمحبة متوقفة على السلام وافشاء السلام كرم نفس ولايكون الانسان كريم النفس الا حينما يكون سليم الصدر للمسلمين طليق الوجة لهم والذي يفشي السلام لايسب ولا يشتم ولا يؤذي احدا ولذلك صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم كما اخرجه الامام احمد وابن خزيمه وحسنة الالباني في الجامع عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَقَامَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) فجمعوا بين كرم النفس بالسلام وكرم اليد بالاطعام وهذا في حق الخلق وحسن المعاملة مع الخالق بقيام الليل
. وكل ذلك متوقف على التوفيق والتوفيق كله بيد الله والسؤال ما هو اعظم شيء يجلب التوفيق اسباب كثير ابرزها ثلاث
1- الاخلاص فكل مخلص موفق ومسدد ومعان فما نزل من السماء شيء اعظم من التوفيق وما رفع الى السماء عمل اعظم من الاخلاص
2- الخوف من الله فاعظم ما يجلب التوفيق الخوف من الله ( ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ) أسأل الله أن يكرمني وإياكم بتمام تقواه وتقوى الله ما جاورت قلب امرئٍ إلا وصل !وقد قيل : كن تقياً تكن قوياً وقد يتسأل متساءل ما سبيل كبح جماح النفس عن هواها واستشعار مراقبة الله والجواب لا أعلم شيئا اعظم من الدعاء ان يقسم الله لك من خشيته ما يحول بينك وبين معصيته واستدامة ذلك
3- بر الوالدين من اعظم اسباب التوفيق ولذلك لما سال رجل قاتل ابن عباس هل له من توبة فساله عن امة هل هي حية فقال ماتت فقيل لابن عباس لماذا سالته عن امه فقال لااعلم عملا يتقرب به الى الله أعظم من بر الام
وختاما اوصيكم بثلاث هي ملاك الامر كله
اولا الاهتمام بحق الله فلا تمسي وتصبح وانت تحمل هما اعظم من هم كيف تؤدي حق الله وكيف يرضى الله عليك فان من فرغ قلبه لله كفاه الله كل هم وتولى امره فان بيد الله حياتك وموتك وصحتك وسقمك وغناك وفقرك فالامر كله لله وحده فبيده ملكوت كل شي فاستح من الله ان يرى منك مالا يحب فان فعلت ذلك فتح في وجهك ابواب رحمته
ثانيا الاهتمام بحق نفسك فهي امانة عندك اسعى في فكاكها من النار ولا يكون الا بتوفيق الله فالله فرض فرائض فلا تضيعها وحد حدودا فلا تنتهكها ارحم نفسك لاتعذبها بالمعاصي هذا من ناحية الدين اما من ناحية الدنيا اتق الله واجمل في الطلب فلا تكلف نفسك مالا طاقة لك به فترحم هذه النفس فلا تتسبب لها بالامراض فصحتك ثروتك (عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخا يهادى بين ابنيه قال ما بال هذا قالوا نذر أن يمشي قال إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني وأمره أن يركب ) رواه البخاري وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال : بينما النبي يخطب إذا هو برجل قائم ، فسال عنه فقالوا : أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ، ولا يستظل ولا يتكلم ، ولا يصوم ، فقال النبي : ( مروه فليتكلم وليستظل وليقعد، وليتم صومه ) رواه البخاري
ثالثا الاهتمام بحقوق العباد من بر الوالدين والاقارب والاصحاب ليحقق ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) اياك والغل والحسد وغض الطرف عن زلات المسلمين ففي الحديث عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ , قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَبَدَرْتُهُ ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، أَوْ بَدَأَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَقَالَ : " يَا عُقْبَةُ ، أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ أَخْلاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الآخِرَةِ ؟ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ )رواه الحاكم وابن ابي الدنيا حب الخير للمسلمين) احرص كل الحرص على رفقة اهل الخيرقال الحكماء :مُصاحب رفقاء السوء ، كراكب البحر ،إن هو سلم من الغرق ، لم يسلم من المخاوف الكثيرة

نحو شباب ربانى


لماذا الشباب !!!
لأنهم أصحاب الفتوة وعدة الحاضر وحماة المستقبل ورعاة الفضيلة .
لأتهم الأداة لكل خير والطريق لكل ازدهار.
لأنهم الأمل الذى يبعثر رياح اليأس . والشمس التى تذيب الجليد .
لأنهم أصحاب الهمم وزيت المصباح الذي يضيء الظلمات ويحقق الطموحات .
لأن صلاحهم وهدايتهم تعني صلاح الدنيا .
لأنهم النجوم التي بها يهتدي الناس نحو الفضيلة وصنع الكرامة والاستقرار .
أخي الشاب 
إقرأ ..... وتدبر .... واعمل
01 . احذر .. 
أن تشغلك الدراسة أو الوظيفة عن طاعة ربك والعمل لنيل رضاه وجنته .
02 . اجعل .. 
نيتك من دراستك ووظيفتك أنك بها تتعبد الله فتكون دراستك ووظيفتك عبادة .
03. اعلم .. 
أن الدنيا ساعة .. فاجتهد أن تجعلها كلها لله في الطاعة .
04 . احذر .. 
رفقاء السوء .. فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
05 . احرص .. 
على مصاحبة الصالحين .. فالتشبه بالصالحين ومصاحبتهم فيه فلاح وصلاح .
06 . احذر .. 
أن تفتنك الفضائيات والانترنت .. فهو عالم كبير وسلاح ذو حدين فخذ الصالح ودع الطالح 
وإسأل ربك الحفظ والعناية وعدم الغواية .
07 . قم .. 
إلى الصلاة متى سمعت النداء فهي صلة بالله وراحة .. أرحنا بها يابلال .
08. غض .. 
بصرك عن الحرام .. خاصة أنه قد انتشر يمنة ويسرة , واستعن بالله ولاتعجز وأسرع بالاستغفار .
09 . كن .. 
في دراستك أو وظيفتك مميزا متميزا يشار اليك بالبنان خلقا وعلما وعملا وأداء .
10. لا تتبسط . . 
في الحديث مع الجنس الآخر , أقرباء كانوا أو غرباء , فمعظم النار من مستصغر الشرر . 
11. استفتح .. 
يومك بنية طيبة صادقة على أن تبتعد عن الذنوب وأن تهجر المعاصي .
12. اعقد .. 
النية من أول النهار على أن تجعل عملك طوال يومك كله لله ومن أجل الله وطاعة لله .
13. حاول .. 
دائما أن تكون مرتبا ومنظما في حياتك وضع كل شيء في محله وفي مكانه الصحيح ., ففي ذلك راحة كبيرة وسعادة .
14. اهتم ...
بأن تكون دائما متوضأَ , فلا يحافظ على الوضوء إلا المؤمن وهو حصن وتحصين من إبليس وجنده .
15. الزم .. 
آداب وأذكار الرسول صلى الله عليه وسلم في حال نومه واستيقاظه وأكله وشرابه ولباسه ودخوله . 
16. اقرأ ..
القرآن الكريم كل يوم واحذر أن يمر عليك يوم بدون قراءة 
17. برمج ..
يومك على أن تبدأه  بأذكار الصباح ., وعند المغرب أو قبله أذكار المساء فهذا حصن وتحصين .
18. لاترفع ..
صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإن في ذلك رعونة وإيذاء وسوء أدب .
19. احرص .. 
على التسمية قبل عمل أي شيء فكل شيء لا يبدأ فيه بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهو  قليل البركة .
20. انتبه ..
إلى كل كتاب ومجلة ونشرة ومعلومة تهدم دينك وتحارب ربك وتهين رسولك . وكن منها حذرا ولها محاربا .
21. تميّز ..
إن كنت طالبا في مدرسة أو جامعة فلا تسمح لنفسك الا أن تكون الأميز خلقا والأول علما وتفوقا. وإن كنت موظفا فلا تكن الا الأمثل .
22. جاهد .. 
نفسك على صلاة النوافل  يوميا فهي تبني لك قصرا في الجنة .. وفي الدنيا تجعل الله منك قريبا فيكن سمعك الذي تسمع به وبصرك الذي تبصر به ويدك التي تبطش بها.
23. اصبر .. 
على البلاء والمرض والداء , فما هو إلا تكفير للخطايا ورفعة أكيدة عند رب البرايا .
24. لاتحزن .. 
على أي شيء .. فالدنيا لا تستحق من الانسان أن يعطى لها أي هم فهي حتما زائلة وماهي إلا معبر للآخرة .
25. لا تنس ..
كثرة ذكر الله يوميا .. فالذاكرين والذاكرات كثيرا أعد الله لهم عظيم الخيرات في الارض وفوق السموات .
26. احرص ..
على الكشف الصحي الدوري العام على صحتك كل ستة أشهر ولا تنتظر ظهور المرض ثم تذهب لعلاجه .
27. تشرف .. 
بالدعوة إلى الله مكان تواجدك .. مدرسة أو جامعة أو دائرة عمل .. فالدعوة اليه شرف لايمنحه الا لمن يحبه .. ويكفي أنها مهمة الأنبياء والرسل ... البلاغ .
28. لاتكثر ..
الجدل في أي أمر من الأمور فإن المراء دائما لايأتى بخير .
29. تجنّب .. 
غيبة الناس والتجريح فيهم ولاتتكلم إلا بخير .
30. احذر .. 
آفة العجب والكبر والخيلاء والرياء وحب المدح والثناء فهي المحبطات للأعمال .
31. اسأل .. 
ربك دائما أن يهديك لخدمة  دينك و إلا لن تجد نفسك إلا مستبدلا .. أجارنا الله وإياك .
32. اجتهد ..
الانتفاع بالوقت في كل ما يرضى الرحمن فالوقت هو الحياة وإن كان لك مهمة فأوجز في قضائها .
33. كن .. 
مع الناس كالشجر .. يقذفه الناس بالحجر ويهديهم هو بأحلى الثمر 
34. لاتنتظر . . 
شكرا من أحد إذا أحسنت اليه .. فكثير من الناس قد ينكرون جميل صنعك بل قد يحاربونك في الوقت الذي قد تكون أنت سببا في سعادتهم وطريقا لرفعتهم .. فهؤلاء اتركهم ولاتحزن عليهم بل احزن لهم ولسوء خلقهم ونكرانهم لجميلك .. فلا تنتظر الشكر من أحد ويكفيك الأجر من الله القوي الصمد .
35. استعد .. 
دائما لليوم الذى سترحل فيه من دنياك فتزود من التقوى وأكثر من الصالحات واقنع بما أعطاك الله .
36. كن .. 
إيجاببا ومشاركا وفعّالا في مجتمعك ولاتكن سلبيا وانطوائيا .
37. طهّر ..
قلبك من الحقد والغل والحسد فهي أمراض تتعس القلوب ولاتحقق أي مطلوب ولاتضر إلا صاحبها .
38. ابتعد ..
عن الشدة في الدين وكن وسطيا معتدلا .. فالرفق ماكان في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه .
39. تداوىَ ..
بدواء السماء فسبحان الله والحمد لله ولااله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله هي دواء رباني يشفي الصدور ويشق البحور ويحقق كل مأمول .
40. حدّد .. 
قبل التحدث مع الآخرين .. متى ستبدأ الحديث ومتى ستنتهى ولاتكن ثرثارا كثير الكلام .
41. عبّر ..
عن رأيك عند مناقشة الآخرين ’ ولكن بأدب وموضوعية , فإن الحماقة داء قد أتعب من أراد أن يداويه .
42. نمِّ .. 
ذاتك باستمرار , فأنت مطالب بتطوير نفسك لتقف على سلم التميز ولاتسمح لنفسك إلا أن تكون الأول .
43 .صمم .. 
على بلوغ أهدافك النبيلة مستعينا بربك متضرعا إليه سائلا إياه العون والسند . فهذا يذلل العقبات أمامك .
44. استفد ..
من تجارب الماضي في تقييم أمورك الحالية والتخطيط لأمورك المستقبلية .. فالتخطيط لازم للنجاح .
45. ركّز ..
في مهمة واحدة إذا تعددت المهمات . فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .
46. اعلم ..
أن الحياة الدنيا معبر للآخرة .. فاجتهد أن تتخطاها بسلام وطاعة تعبرها بخاتمة السعادة إن شاء الله .
47. ثق ..
دائما في نفسك فلا تستصغرها فأنت غني بربك قوي بايمانك عزيز بدينك رائد بأخلاقك .
48. انتبه .. 
من النفس والشيطان والهوى فهؤلاء أعداء يجب أن تنتصر عليهم .. ولن يعين في ذلك إلا مولانا وخالقنا .
49. استفتح ..
يومك بعزم صادق على هجر المعاصي في يومك تنل بذلك التوفيق طول يومك .. وكن من الله دائما قريبا .
50. مارس ..
عبادة الزهد من آن لآخر .. فان النعمة لاتدوم .. واستشعر حال الصومال من مرض وجوع وسوء حال .
51. اهتم .. 
بأمر المسلمين .. فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .
52. كوّن ..
مكتبة ولو صغيرة في ركن بيتك بها النافع لك في دينك وعلمك وموهبتك وكن قارئا مميزا وتفقه في دينك .
53. احمل ..
كتاب الله في جيبك عند خروجك من بيتك ففي ذلك شرف .. فضلا عن سهولة القراءة فيه في المسجد في المدرسة في الكلية في المواصلات ومابين الاذان وإقامة الصلاة .
54. لاتكن ..
إمّعة ... تفعل إذا فعل الناس وتتوقف إذا توقفوا .. وكن ذا شخصية يشار اليها بالبنان .
55. ادرس ..
أفكارك قبل أن تعرضها على الآخرين .. ورتّب فيها أولوياتك حسب الأهمية .. وكن ممنهجا .
56. إياكَ ..
من التسويف في أمور جعلتك منوطا بها ومسؤولا عنها ففي التسويف مضيعة للهدف وتعجيز للانجاز .
57. حسّن .. 
سلوكك دائما وغيّر مايجب تغييره منها .. وكن في ذلك شجاعا .. فتغيير النفس هو بداية كل خير للدنيا .
58. احرص .. 
على جمال لسانك قبل جمال هندامك ... وهل يكب الناس على مناخيرهم بجهنم غير حصائد ألسنتهم .
59. احرص .. 
على أسباب الصحة .. فالمؤمن القوي خير وأحب من الضعيف وفي كل خير .
60. تأمل ..
في نعم الله من حولك .. وقتها ستجد أنك تحتاج أن تكون شاكرا لأنعم خالقك .. وقليل من عباد الله الشكور .
61. توضأ .. 
وضوء تتطهر به من أوساخ القلب قبل أوساخ الأعضاء واجعل من الوضوء انطلاقه نحو الطهر والنقاء ظاهرا في الأعضاء وباطنا في النفس والمشاعر والقلب .
62. كن ..
واقعيا وابتعد عن الأحلام غير الواقعية والتي لاتسمن ولاتغني من جوع .. ورتّب أولوياتك تكن ناجحا .
63. جدّد .. 
علاقتك مع من حولك وكن مؤثرا وفعالا وشامة وعلامة ..
64. كن .. 
قدوة .. بسلوكك بأخلاقك بايجابيتك بصمتك بروحك .
65. زُر .. 
المستشفى ولو مرة في السنة لتعرف فضل الله عليك في الصحة والعافية . وأنها نعمة لاتقدر بمال .
66. زر ..
المحكمة ولو مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في أخلاقك الحسنة وعلاقاتك الجميلة الراقية .
67. زر .. 
الحدائق لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة وروعة الكون .. وبأنه لايعدل جمال الله جمال آخر .
68. زر ..
ربك كل آن لتعرف فضل الله عليك في نعم الحياة .. وفضله عليك أن جعلك مسلما موحدا ساجدا له راكعا ..
قد خلقك الله من أب مسلم وأم مسلمة .. فالحمد لله أن خلقنا مسلمين فهي أعظم نعمة وأكرم هدية .
69. إذا ضاقت عليك :
الدنيا فارفع صوتك وحرّك جوارحك وقل بأعلى صوتك يا الله .. ياالله .. ياالله .
70. إذا أصابك : 
الهم والحزن والكرب فقل بكل جوارحك .. يالله.. ليس لي رب سواك ... إلى من تكلني !!!
71. لاتجعل ..
سندك الا  الله فهو نعم المولى ونعم النصير .. ونعم الناصر وصاحب التمكين .
72. إياك : 
من نكران الجميل لمن كان له بعد الله عليك فضل ولو صغير .
73. لاتصاحب ..
إلا مؤمنا ولايأكل طعامك الا تقي فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
74. تخلّق .. 
بأحسن الأخلاق .. فان أكثر مايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق .
75. ارفق .. 
بالأهل والناس في كل ظرف وحال.. فالحلم والأناة خصلتان يحبهما الله ورسوله .
76. أحسن ..
التمرغ بجبينك ساجدا على الأرض ين يدي الله .. فأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد .. وهو شرف لك .
77. قف .. 
على الدوام بباب الرحمن وأتبع الطرْق على الباب .. فبابه لايغلقه في وجه سائل .. فنعم الكريم هو .
78. رطّّب ..
لسانك بذكر الله الدائم من سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ولاحول ولاقوة الا بالله .. فكل واحدة منها غرس لك في الجنة 79. أكثر .. 
من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أجمل الذكر ومن موجبات الشفاعة .. بل أمر من الله .
80. لتسعد ...
اشكر الله إذا أنعم عليك واصبر إذا ابتلاك واستغفر إذا أذنبت . ونَم نهاية يومك بقلب صاف .
81. أنفق .. 
في سبيل الله .. فما نقص مال من صدقة .. فضلا عن أنه طهرة .. وخير قربى .
82. أحسن ..
الاستماع إلى الآخر تكسب حبه ومودته وثقته و احترامه .
83. لاتقاطع ..
غيرك في الحديث فإن في ذلك مغضبة له وأعطه فرصته التامة في توصيل مايريد .
84. جدّد ..
العهد كل صباح بأن تكون في يومك وقفا لله تعمل لرضاه .. وتسعى لجنته .
85. احذر ..
الدعاء على العصاة والمذنبين .. فلرُبّ يوم يأتي عليهم يصبحون هم دعاة ومصلحين , واسأل ربك لهم ولنا الهدى والتقى والعفاف والغنى .. فإنما الأعمال بالخواتيم .
86. تعرّف .. 
على الله حق المعرفة .. فمن عرف الله لم يعرف سواه .. ولم يفكّر أبدا في غير الله .
87. تعرفّ .. 
على نبيك وقدوتك .. فإن من عرف محمدا صلى عليه الله ما احتاج مربيا ولاقدوة سواه .
88. تأدّب .. 
عند قراءة القرآن .. كن متطهرا  ولاتنسى أنك تناجى به ربك .. فاستشعر ذلك تكن رابحا .
89. تشجع .. 
بالاعتراف بالخطأ نحو الغير وطلب السماح والعفو منه فهذا من أصول الأخلاق والانتصار على النفس .
90. ضع .. 
نصب عينك أن السعادة الحقيقية إنما هي في طاعة الله والعمل لنيل حبه ورضاه .
91. حاسب .. 
نفسك نهاية اليوم .. ماذا قدمت لله .. وماذا صنعت من الخير لخلق الله .. فإن وجدت خيرا فاحمد الله وإن كانت الأخرى فاستغفر ثم اعقد العزم على التطوير في العلاقة بينك وبين الله وبينك وبين الناس .. تكن أعبدهم .
92. تعرّف .. 
على عيوب نفسك بوضوح وصراحة وعالجها بحزم .. فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت .
93. مارس ...
عبادة التفكر في ملكوت الله .. فتفكّر ساعة خير من قيام ليلة كما قال أبو الدرداء رضى الله عنه .
94. تزوج .. 
من الصالحة الطيبة صاحبة الدين العارفة بحقوق ربها وزوجها .. المرتدية لحجاب ربها .
95. تذكّر .. 
لحظات خروج الروح لبارئها .. فمن وقتها يكون المصير قد تحدّد إما الى جنة وإما إلى نار .
96. أحسن ..
الظن في الله ... فكم من محنة انقلبت إلى منحة ... أنا عند ظن عبدي بي .. صدق الله .
97. لا تفرط  ..
في تحميل النفس أكثر من طاقتها .. فليس هناك أجمل من الاعتدال والوسطية كمنهج حياة .
98. احمد ..
المولى دائما .. وكن ممن قال الله عنهم : وقليل من عبادي الشكور . فكن من هذا القليل .
99. لاتستهن .. 
بالكلمة .. فهي أسيرة لك طالما أنها في فمك أما إذا خرجت فقد جعلتك هي لها أسيرا .
100. ادرس ..
أفكارك جيدا وقبل عرضها على الآخرين تسلم وتغنم كثيرا .
101 . أقم ..
دولة الاسلام في قلبك تقم على أرضك .
102. أصلح .. 
نفسك وادع غيرك .
103. تفنّن ..
 كيف تمتلك قلب والديك .. كن معهما مهذبا رقيقا لايسمعان منك الصراخ .. 
وتقرب إليهما بكل مباح .. واعلم أن في طاعتهما كل خير وفلاح ... و لاتنسى لهما جميل صنيعهما .. فهما لك المفتاح لكل سعد وسعادة وسرور ونجاح .. وكن كثير الدعاء لهما .
خاتمة :
اللهم وأسكنّا يا سميع يا قريب جنة عدن أعدت للمتقين دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله .. يا الله .. يا نافع . يا رحمن. يا رحيم . و بقدرة بسم الله الرحمن الرحيم
ارفع قدر شباب المسلمين واشرح صدرورهم ويسّر أمورهم وارزقهم من حيث لا يحتسبون بفضلك وإحسانك و كرمك يا من هو الله ..
وأسألك بجمال العزة و بجلال الهيبة و عزة القدرة و جبروت العظمة أن تجعلهم من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
وأسألك اللهم بحرمة هذه الاسماء والآيات والكلمات أن تكتب لهم سلطاناً نصيرا ورزقاً كثيرا وقلباً قريرا و علماً غزيرا و عملاً بريرا و قبراً منيرا و حساباً يسيرا و ملكاً في الفردوس كبيرا
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين بقدر عظمة ذاتك يا أرحم الراحمين .