السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-02-25

أدب الخلاف وخلاف اﻷدب



أدب الخلاف
❎وخلاف اﻷدب
■إننا نفتقد في مشهدنا الفكري والإجتماعي ثلاثة أنواع من (الأدب):
١. أدب الخلاف.
٢. أدب النصيحة.
٣. أدب الحوار.
والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لإختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.
الأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي، بوابةً للخصومات، ومفتاحاً للعداوات، وشرارةً توقد نارَ القطيعة.
العقلاء ما زالوا يختلفون ويتحاورون في حدود [العقل]، دون أن تصل آثار خلافهم لحدود [القلب].
•فهم يدركون تمام الإدراك، أن الناس لابد أن يختلفوا، ويؤمنون بكل يقين أنه﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَل َ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾.
ألا نُحسن أن نكون [إخواناً]؛ حتى لو لم نتفق، كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي؟
إن اختلافي معك يا أخي، لا يعني أنني أكرهك، أو أحتقر عقلك، أو أزدري رأيك.
أحترمك يا أخي، ولو بقينا الدهر كله [مختلفين] في الرأي.
وإختلافي معك
←لا يبيح [عرضي].
←ولا يحل [غيبتي].
←ولا يجيز [قطيعتي].
إني لأرجو أن تكون عاقلاً، ولا أريد بك أن تكون أحمقاً متعصباً أو غالاً محترقا.ً
فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف:
١. إن لم تكن معي، فلا يعني أنك ضدي، (وهذا منطق العقلاء).
٢. إن لم تكن معي، فأنت ضدي، (وهذا نهج الحمقى).
٣. إن لم تكن معي، فأنت ضد الله!!! (وهذا سبيل أصحاب الغلو).
الآراء يا أخي:
- (للعرض) ليست (للفرض)
- و(للإعلام) ليست (للإلزام)
- و(للتكامل) ليست (للتلاكم)
ختاما:ً
عندما نحسن كيف نختلف .. سنحسن كيف نتطور.
بعضنا يتقن (أدب الخلاف)
والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب).

2019-02-15

المرأة الصالحة

المرأة الصالحة
المرأة الصالحة 
لقد شرع الله عزّ وجلّ الزّواج، وجعل فيه السّكينة والطمأنينة، وأنعم الله على عباده المؤمنين بنعمة الزّوجة الصّالحة، فالزّوجة الصّالحة هي بمثابة جائزة يكرم الله بها عباده المؤمنين، فتكون له الرّاحة والأمان في الدّنيا والآخرة. 
والمرأة الصّالحة هي المرأة التي تتّصف بصفات الصّلاح، والصّلاح هو الابتعاد عن ما حرّم الله والعمل بما أمرنا الله به، فأوّل الصّفات للمرأة الصالحة هي حسن إيمانها، فإن صلح إيمانها صلح حالها وخلقها، وكانت على خلق جميل، فالمرأة الصّالحة هي من استقامت بدينها وخلقها، فحفظت الله قبل كلّ شي فحفظها الله بكلّ شيء، والمرأة الصّالحة قبل أن يتحكّم بها قلبها ومشاعرها تتحكّم بها أخلاقها الحميدة، فتدفعها لفعل كلّ ما هو حميد، فتحافظ على بيتها وأطفالها ونفسها بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
 والمرأة الصالحة هي من ترتدي ثوب العفّة، فيبثّ الله في وجهها النّور، وفي قلبها السرور، ويمنحها الهيبة في عيون النّاس، فتطيع الله في السرّ و العلن، وتسعى إلى الخير وتنشره، فيتحلّى قولها بالصّدق، وتبتعد عن الكذب، ويتزيّن عملها بالأمانة والإخلاص، فتخلص العمل بمنزلها وفي عملها الرّسمي، وتخلص في تربية أولادها، فتحفظ زوجها وأهلها في بيتها ومالها. 
كما تتمتّع المرأة الصّالحة بصفات عديدة، منها: 
أنّها لا ترفع صوتها على زوجها أو أهلها. 
أنّها تتحلى بالصّدق دوماً ولا تلجأ للكذب. 
أنّها تبتعد عن الانفعال والغضب والعصبيّة غير المبرّرة. 
أنّها متّزنة بكلامها وأفعالها وتميل إلى الحكمة. 
أنّها ملتزمة بدينها، ومحافظة على عباداتها وعلى طاعة الله. 
أنّها لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه ولا تصوم النّوافل إلا بإذنه ولا تنفق من ماله إلا بإذنه. 
أنّها تتّصف بالحياء والتّواضع لله تعالى وليست مغرورةً. أنّها تربّي أولادها تربيةً صالحةً على طاعة الله سبحانه وتعالى.
 أنّها لا تفشي أسرار حياتها الزّوجية خارج بيتها. 
أنّها تطيع زوجها بما يرضي الله، ولا تطيعه في عصيان الله.
 أنّها تصبر على البلاء وتحمده، وتشكر الله في السرّاء والضرّاء. وكذلك فإنّ المرأة الصّالحة هي امرأة أكرمها الله بالعديد من النّعم، فمتى ما اتصفت المرأة بالصّلاح أكرمها الله بالزّوج الصّالح، والذريّة الصّالحة، وضاعف لها من حسناتها، فيثقل ميزانها يوم القيامة، ويصبح لها مكانة مرموقه في قلب زوجها وأهلها وأولادها، ويزرع الله الهيبة لها في أعين النّاس، فيسدّد الله الحكمة على لسانها، ويثبّت قلبها على دينه، ويجعل لها فوق راحة الدّنيا راحةً في الآخرة، وأجراً عظيماً لأنّها تصون بيتها وأهلها وزوجها وتحسن تربية أولادها. 
كيف يتم اختيار الزوجة الصالحة 
هناك مجموعة من الصّفات التي يجب على المرأة أن تتصف بها، وبالتالي تصبح زوجةً صالحةً، ومنها أن تلتزم تقوى الله عزّ وجلّ، في سرّها وعلنها، وفي عسرها ويسرها، ويكون ذلك من خلال التزامها بحفظ لسانها، وأن لا تقول الزّور، أو تكذب، أو تغتاب أحداً ما، أو تنمّ، أو تقوم بأي أمر يخالف الشّرع، وأن تقوك بكفّ جوارحها عن كلّ أمر حرّمه الله سبحانه وتعالى، من فعل أمر حرام، أو المشي إليه، أو النّظر والاستماع إليه، وأن تحفظ قلبها من كلّ حسد، أو حقد، أو كبر، أو رياء، أو ان تسيء الظنّ بغيرها، وسائر أمراض القلوب.
 والزّواج نعمة يجب أن يتمّ مقابلتها بالطاعة، ويجب على الزّوجين التزام الشّرع في حفلات الزّفاف، ثمّ يكون على المرأة بعد ذلك أن تطيع زوجها، وأن تستجيب له فيما يأمرها به، طالما لم يأمرها زوجها بمعصية الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:" فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ "، النساء/34. قال ابن عباس وغير واحد:" (قانتات) يعني مطيعات لأزواجهنّ " حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ " "، قال السدي وغيره:" أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله "، وبالتالي يجب على المرأة أن تحفظ أوامر زوجها، ,ان تحفظ طاعته، وتحفظ نفسها حالة حضوره وحالة غيبته، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "، صحّحه السيوطي. 
وقد جاء في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدّي المرأة حقّ ربّها حتى تؤدّي حقّ زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "، قال الشوكاني إسناده صالح. 
 اختيار الزوج الصالح 
يعتبر النّظام الاجتماعيّ في الدّي الإسلامي نظام أسرة، وبالتالي فقد حرص الإسلام على أن يكون بناء الأسرة وفقاً لأسس سليمة ومتينة، فقد حثّ كلاً من الزّوجين على أن يحسن اختيار شريك حياته، وأوضح المواصفات التي يجب أن تتوافر في كلّ من الرّجل والمرأة، وبالتالي فإنّ الصّفات المطلوبة في الرّجل على وجه العموم هي ما ورد في الحديث:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "، رواه الترمذي. 
قال في تحفة الأحوذي:" شرح الترمذي شارحاً الحديث: قوله: (إذا خطب إليكم) أي طلب منكم أن تزوجوه امرأة من أولادكم وأقاربكم (من ترضون) أي تستحسنون (دينه) أي ديانته (وخلقه) أي معاشرته (فزوجوه) أي إياها (إلا تفعلوا) أي إن لم تزوجوا من ترضون دينه وخلقه وترغبوا في مجرد الحسب والجمال أو المال (وفساد عريض) أي ذو عرض أي كبير، وذلك لأنكم إن لم تزوجوها إلا من ذي مال أو جاه، ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء، فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب وقلة الصلاح والعفة، قال الطيبي: وفي الحديث دليل لمالك، فإنه يقول لا يراعى في الكفاءة إلا الدين وحده، ومذهب الجمهور: أنه يراعى أربعة أشياء الدين والحرية والنسب والصنعة، فلا تزوج المسلمة من كافر، ولا الصالحة من فاسق، ولا الحرة من عبد، ولا المشهورة النسب من الخامل، ولا بنت تاجر أو من له حرفة طيبة ممن له حرفة خبيثة أو مكروهة، فإن رضيت المرأة أو وليها بغير كفء صح النكاح كذا في المرقاة "
. وفسّر الفقهاء قول الكفاءة في الدّين بأن لا يكون فاجراً، أو فاسقاً، يقول ابن رشد في بداية المجتهد:" لم يختلف المذهب - يعني المالكي - أنّ البكر إذا زوّجها أبوها من شارب الخمر، وبالجملة من فاسق أنّ لها أن تمنع نفسها من النّكاح، وينظر الحاكم بعد ذلك، فيفرق بينهما، وكذلك إنّ زوجها ممّن ماله حرام، أو ممّن هو كثير الحلف بالطلاق ". ويقول الإمام النووي في روضة الطالبين وهو شافعي:" والفاسق ليس بكفء للعفيفة "، وعلى هذا فإنّ الاختيار يجب أن يكون على أساس الدّين والخلق، وليس بناءً على أيّ اعتبارات أخرى، وهذا كما يدل عليه الحديث السّابق.

لا تغفلوا عن أولادكم

حقوق الأبناء على الوالدين
لا تغفلوا عن أولادكم !!
الأولاد يكبرون جسمًا ويصغرون دينًا..
يأكلون طعامًا ويجوعون حُبًا وجلوسًا ووئامًا !! 
والزمان الآن لم يعد كسابقه..
في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة، وعلى عينيه ألف ألف مقطع سيء، وعلى وقته ألف ألف شاغل وشاغل بالشر عن الخير....
فكيف بمن يغيبون شهورًا ودهورًا دون نصيحة أو جلسة تربية وإرشاد !!
أيها الآباء لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد، أو المصروف الكبير، أو الميراث الوفير إذا لم تؤسسه بحضورك على حب الله ومراقبته، وتكتشف مواطن الخير فيه فتتعهدها وتنميها، وتعرف مكامن الشر في نفسه فتنتزعها وتنقيها..
أيها الآباء لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه...
فقد كان الصحابة يفتحون العالم ثم يعودون إلى أولادهم فيفتحون قلوبهم ويحسنون تربيتهم ويورثونهم دينهم وأخلاقهم...
ولا تعتذروا فللرجال بصمات وللنساء لمسات... ولا غنى للولد عن كليهما.
ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم... فبئس الرزق ذلك الذي يقدم للأمة أجسامًا معلوفة، وأخلاقًا مهلهلة ضعيفة!!
الزمان الآن صعب، وأولادنا والله مساكين يحتاجون أضعاف أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!!
عودوا إلى بيوتكم، واشبعوا ضمًا وقُربًا من أولادكم...
العبوا معهم، وقُصّوا عليهم قصصًا تنمي فيهم الفضائل، واستمعوا كثيرا إليهم..
اتركوا من أجلهم هواتفكم... وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم... 
أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم..
فدعاء أحد الصالحين أو الصالحات منهم لك بعد موتك من قلبه قائلا:
"رب اغفر لي ولوالديّ" = خير لك من كل التفاهات التي شغلتك عنه

ثمرات الحياء في الدنيا

ثمرات الحياء في الدنيا
الحياء 
من صفات الله العظيم ونبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والعباد الصالحين، وهو خلقٌ عظيمٌ وسامٍ من أخلاق الدين الإسلامي الذي دعا إليه وحثّ على التخلُّقُ به، فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وأولى من يجب اتصافه بهذه الصفة المرأة. 
هناك حياءٌ يولد مع الإنسان، وآخر يكتسبه اكتساباً من خلال معرفة الله عز وجل واستشعار مراقبته وفهم الدين الإسلامي ومعرفة تعاليمه العظيمة، وإذا فُقدَ الحياء لدى المرء صار فاحشاً بذيئاً يفعل ما شاء، ولانتشر الفساد والعُريّ في المجتمع. أحاديث نبويّة عن الحياء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ) [صحيح مسلم]
عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ) [صحيح البخاري]. عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ ممَّا أدرَك النَّاسُ من كلامِ النُّبوَّةِ : إذا لم تَسْتَحِْ فاصنَعْ ما شِئْتَ) [صحيح البخاري]
أنواع الحياء 
الحياء من الله عز وجل: عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ ، قُلنا : يا رسولَ اللَّهِ إنَّا لنَستحيي والحمد لله ، قالَ : ليسَ ذاكَ ، ولَكِنَّ الاستحياءَ منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ أن تحفَظ الرَّأسَ ، وما وَعى، وتحفَظَ البَطنَ، وما حوَى، ولتَذكرِ الموتَ والبِلى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا، فمَن فَعلَ ذلِكَ فقدَ استحيا يعني : منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ) [صحيح الترمذي]. فالحياء من الله تعالى يتجلى في طاعته وفعل أوامره وترك ما نهى عنه. 
الحياء من الملائكة: الملائكة يتأذون من فعل المنكرات والمعاصي، لذا يجب إكرامهم والحياء منهم، فهم ملازمون للعبد طيلة الوقت. 
الحياء من الناس: يكون بترك الأذى والمجاهرة بالمعاصي وكل سوء. 
الحياء من النفس: بالعفة وحفظ النفس وصونها عن المحرّمات وخاصةً في الخلوات، وقد قيل: من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قدر. 
ثمرات الحياء في الدنيا 
للحياء ثمراتٌ تُجنى في الحياة الدنيا ومنها: 
الحياء لا يأتي إلا بخير. حمل المرء على فعل الخير والبعد عن الشر. 
ترك كل شيءٍ قبيحٍ ومُستَنكَر. 
التحلي بمكارم الأخلاق. 
التقرّب لله تعالى ومحبته. 
زيادة الطاعات والعبادات. 
التواضع والسكينة وراحة النفس. 
صون العرض والشرف. 
ترك للمعاصي والذنوب. 
محبة الناس واحترامهم له. 
تمثيل القدوة الحسنة التي يُقتدى بها.
 إتمام العمل على أكمل وجه. 
التبصّر بنعم الله تعالى وفضله العظيم.
 انتشار التسامح بين الناس وسهولة التعامل فيما بينهم. 
حفظ الله تعالى وستره. 
زيادة الإيمان بزيادة الحياء. 
الأسباب الباعثة على الحياء 
هناك أسبابٌ عدةٌ تنمّي في المرء خلق الحياء ولعلّ بعضها: 
محبة الله تعالى.
 الشعور بمراقبة الله عز وجل على الدوام. 
سموّ النفس وشرفها. 
الخوف من عقاب الله تعالى.
 بلوغ الثواب الذي أعده الله تعالى لمن اتّصف بالحياء والفوز بالجنّة. 
محاسبة النفس على الدوام وكفها عن الآثام.
 مجالسة الصالحين ومن اتصف بهذا الخلق الكريم.

ثمار بر الوالدين

بعض فوائد بر الوالدين
البرّ في اللغة يعني الخير، وبرّ الوالدين معناه طاعتهما، وإظهار المودة، والحب، والاحترام لهما، ومساعدتهما، وفعل الخيرات لهما، ويعدّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال عند الله، وهي من أسباب كسب الثواب، والحصول على الحسنات، والفوز بالجنة، وقد ربط الله رضاه برضا الوالدين، وسخطه بسخطهما، وقد جعل الجنة تحت أقدامهما، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [ البقرة: 23]
  ثمار بر الوالدين 
التقرب من الله عزّ وجل: تتعدد الأعمال الصالحة بتفاوت درجاتها وفضلها، وهي جميعها تقرب إلى الله، ويعتبر برّ الوالدين من أحب هذه الأعمال إلى الله، قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [النساء:36]، وقد جعله الله من الطرق التي توصل إلى نيل رضاه، ونيل الثواب العظيم الذي أعده الله في الجنة، فقد جعل الله خدمة الوالدين، ورعايتهما، عند كبرهما، سبباً في دخول الجنة. 
قبول الأعمال: إذا كان الإنسان باراً بوالديه، كان عمله مقبولاً عند الله، وإذا قبل الله عمله نفعه الله به في الدنيا، والآخرة. 
إجابة الدعاء: جعل الله لبار الوالدين دعوة مستجابة، لا ترد. 
كفارة للذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان. 
ثواب بر الوالدين، كثواب الجهاد في سبيل الله. 
منجاة من مصائب الدنيا، وتفريج الكربات، والشدائد، وذهاب الهموم، والغموم، والحزن، ومن ذلك ما ورد في قصة أصحاب الغار، حيث كان أحدهم باراً بوالديه، فكان يقدمهما على زوجته وأولاده.
 البركة في الأرزاق، والأعمار، حيث يرزقه الله بالذرية الصالحة، التي ترفع ذكره، وتدعوا له من بعد موته، إذا أن الشخص البار بوالديه، يبره أبناءه، وأحفاده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر) [ صحيح الترغيب]، والمقصود بزيادة العمر هو نفي الآفات عن صاحب البرّ في بدنه، وعقله، وأهله، وماله. دفع الله عنه مِيتة السوء. 
زرع محبّة الإنسان البارّ في قلوب أهله، وجيرانه، ويجعل الله له لسان صدق وموضع ثناء وحمد بين الناس، فيرتفع ذكره ويشتهر فضله في حياته وبعد مماته. 
صور البر بالوالدين 
إطعامهما، وكسوتهما، وعلاجهما، ودفع الأذى عنهما. 
احترامهما، وتوقيرهما. 
طلب رضاهما في غير معصية. 
إجابة ندائهما، بوجه مبتسم، وتلبية حاجاتهما بصدر رحب، وعن طيب خاطر. 
صلة رحمهما، وإكرام رفاقهما، وخدمة ضيوفيهما.
 الحرص على إطعامهما قبل تناول الطعام، وتجنّب المشي أمامهما. 
الجلوس معهما، والحديث إليهما، والسلام عليهما، وتقبيلهما. الصدقة عنهما، والدعاء والاستغفار لهما، والحج والعمرة عنهما، ووفاء النذور عنهما، وتنفيذ وصاياهما بعد موتهما.

نهاية أمنية فوق كوكب خائن


نهاية أمنية فوق كوكب خائن
🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡
يضطرب القلب نافرا تحت تأثير وحشيّة إنسان مجهول أنهى باكرا أمنية رقصت على رشاش الموج تاركة نفسا بمثل البحر ملئت ملحا ومرارة بين جدران تبعثرت فيها آخر كلمة ، آخر صرخة ، آخر نظرة ، آخر قطرة دم متكسّرة مسحها القدر وطمسها على يديّ من لا يجرؤون على الظّهور في الضّوء كي لا يفتضح جبنهم 
ما ذنب تلك الرّوح أن تنتزع من الأيّام قبل أن تصبح بطباعها الهادئة ، ومنطقها الخلوق ، وعلمها الذي لم يكمل سيره متفوّقا رسالة بيضاء غائرة في الأرض بلا جذع ، ما ذنب تلك اليد التي اجتثّت قبل أن تكتب لنفسها أوّل وصفة لمريض ، أوّل نصيحة بيضاء لعليل ، ما ذنب تلك الأذن أن تطوى مذبوحة قبل أن تسمع أوّل دقّة لقلب الحياة تحت جناح طاولة الفحص ، ما ذنب تلك الضّحكة المتفجّرة أن تخبو تحت حجر الغدر .
نهاية لا يستطيع الحرف أن ينتزعها من الدّمعة ، لا يستطيع حبر العالم أن يجتذب قلم الإنسانية ليغمسه في بركة من الدمّ دون أن تقول شيئا ، دون أن تغرز إبر الآلام في عين مخدوعة ، دون أن تخيط ثقة مخلوع بابها اقتحمها الغدر عن غفلة ليرسم لوحة بشعة في حقّ روح شابّة ذنبها الوحيد أنّها فوق كوكب يتلهّب بالمواجع و الجبن والخيانة
بقلم عبد النور خبابة

معرض للخط والمنمنمات

لا يتوفر وصف للصورة.
الأربعاء 13 فيفري2019
الساعة : 12:15
دار الثقافة محمد بوضياف برج بوعريريج
معرض للخط والمنمنمات 
استسلمت الكلمات والصّوت والعقل في حضرة جمال اللّوحات التي تزيّنت بألوان النّفس واستدار الضّوء نحو تلك الخطوط والمنمنمات المعروضة ذائبة في أغوار بعيدة يتكشّف من خلالها وجه صاحبها الذي يمور في جوفه اضطراب الإبداع ليخرج بهذا الشّكل الملفت الذي أمتع خاطري وجعلني أقرأ اللّون دون لغة ، أخترع لنفسي بابا من المفردات في صيغة جديدة أودع فيها الفنّانون والخطّاطون ميراثهم الدّاخلي الذي يتجرّد من المادة واللغة والصّمت لتجرّب شيئا جديدا تدركه دون أن تضبط ماهيته 
وقد سعدت كثيرا برحلة اللّون والخطّ في هذا المعرض الجميل الذي تعرّفت من خلاله على
الدكتور قاسمي سعيد أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة الذي كان لي شرف أن أمسك بمعيّته أرض الفنّ والصّحبة الطيبة إمساك العزيمة لأثب إليه إلى أقاصي اللّحظات الجميلة كما كانت المشاركة بحضور عارضين من ولايات مختلفة برج بوعريريج بسكرة تبسة سطيف المدية الأغواط بومرداس ورقلة الوادي

2019-02-11

أهمية الأخلاق في المجتمع

أهمية الأخلاق في المجتمع
الأخلاق 
لا شكّ بأنّ الأخلاق هي سمة المُجتمعات الرّاقية المُتحضّرة، فأينما وُجِدَت الأخلاق فثمّة الحضارة والرّقي والتّقدم، ولما أرسل الله تعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- جعل من مَهمّات دعوته وصميم رسالته أن يُتمّ الأخلاق ويُكمّلها، فالأخلاق موجودة راسخةٌ برسوخ الأمم ونشوئها قبل النبوّة والبعثة، غير أنّها كانت ناقصةً مسلوبة الروح والمضمون، فجاءت الشّريعة الإسلاميّة لتُكمّلها وتُلبسها لباساً يُجمّلها ويَجعلها في أحسن صورة، والأخلاق الحسنة هي حالة إنسانيّة سلوكيّة يسعى كثيرٌ من النّاس الباحثين عن الكمال للوصول إليها وإدراكها، والأخلاق ترفع درجة الإنسان في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، فالنّاس يُحبّون صاحب الأخلاق الحسنة الحميدة ويتقرّبون إليه ويتمنّون صحبته وصداقته، وهي كذلك ترفع درجة المُؤمن عند ربّه جلّ وعلا، بل وتجعله من أقرب النّاس مَجلساً إلى رسول الله يوم القيامة، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).
 مفهوم الأخلاق 
الأخلاق هي المبادئُ والقواعدُ المُنظِّمةُ للسُّلوكِ الإنسانيّ، وقد دعا الإسلام إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والتَمثُّل بها، وحثّ على حفظها وصيانتها، وقد نفت الشريعة الإسلامية صفة الكمال العقائديّ والدينيّ عمّن يُخالف تلك الأخلاق ويُناقضها ولا يلتزم بها.
 الأخلاق في اللغة
الأخلاقُ جَمع خُلُق، وهو الطبع والسَّجية والدِّين، وتعني الأخلاق أيضاً حالٌ للنَّفْس رَاسِخَةٌ تَصدُرُ عنها أفْعالُ الخَير أو الشرٍّ مِن غير حاجةٍ إلى تُفكّر أو تمهّل، بل تصدر بناءً على ما يتلازم مع الطبع والعادة، وهي مجموعةُ من الصِّفاتِ البشريَّةِ والسُّلوكياتِ التي يمكن وصفها بالحُسنِ أو القُبْح.
 الأخلاقُ اصطلاحاً يمكن تعريف الأخلاق بجملةٍ من التعريفات الاصطلاحيّة، وذلك بناءً على نظرة العلم الخاص بذلك التعريف للأخلاق، ومن تعريفاتها في اصطلاحات العلماء ما يأتي: الأخلاق في الاصطلاح الفلسفيّ: عرَّف بعض علماء الفلسفة كأَرسطو وأفلاطون وغيرهم أنّ الأخلاقَ هي: (القدرة على التّمييز بينَ الخيرِ والشَّر عند الأفراد)، ويمكن تعريفها أيضاً من المنظور الفلسفي بأنّها: (الفضيلة التي يَتغلَّبُ فيها الجانِبُ الإلهيُّ على جانِبِ الشهوات وتفضيل المحبوبات والمرغوبات)، ويَرى بعض الفلاسفة أنَّه يمكن تعريف الأخلاق بأنّها: (القدرة على ضبط الشَّهَواتِ بالعَقلِ ومُمارسَة الفَضائِل والمكارم من الصفات وتمييز الحسن منها من القبيح).
 الأخلاق في الاصطلاح الإسلاميِّ: يمكن تعريف الأخلاقُ في الاصطلاح الإسلاميّ أَنَّها: مَجموعَة من المبادئ والقَواعد التي يُحدِّدُها الوحيُ الذي يكون مصدره الله -سبحانه وتعالى- أو الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وتقوم تلك القواعد بتنظيمِ حياةِ النّاسِ جميعاً، وتوجيه سلوكياتهم على نحوٍ يُحقِّقُ الغايَةَ من وُجودِهم، ويمكن بها تمييزهم عن باقي البشر، ممّا يجعل حياتهم تسير وفق قواعد وأحكام الدين وضوابطه.
" وقد عرّفها الجَرجانيّ بأنَّها: (الطِّباعُ والسُّلوكاتُ التي تَصدُر بعفوية مطلقة عن الإنسانِ دون انتظار رأي أو تمهّل في اتّخاذ القرار للتصرّف بتلك السلوكيّات، وتعتَمدُ تلك السلوكيّات بشكلٍ خاصّ على ما يَرسخُ في النَّفْسِ مِن حُسْنٍ وقُبْحٍ، ويَنْعَكِسُ عَنها مِن غَيْر فِكرٍ وتدبُّرٍ ورَويَّة).
 أخلاق المسلم 
هناك مجموعة من الأخلاق الحميدة التي حثّ عليها الإسلام ودعا لها في العديد من النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة، وقد كانت بعض تلك الأخلاق موجودةً في المُجتمعات قبل مجيء الإسلام، وقبل ذكر تلك الأخلاق من الوحي المُتمثّل بالقرآن أو السُنّة، ومِن أبرز تلك الأخلاق ما يأتي:
 الأمانة: وتعني الأمانة حفظُ حقوقِ الناس وأداؤها لأصحابها إذا حلَّ وقت أدائها، والأمانة خلقٌ اتَّصف به النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في الجاهليّة قبل الإسلام، بل إنّه -عليه الصّلاة والسّلام- كان أكثر الناس أمانةً في ذلك الوقت حتى لُقِّب بالأمين، وقد أَثنى الله تَعالى على الذين يتّصفون بالأمانة ويتخلّقون بها ويتحلّون بها، وذَكَرهم في كِتابِه العزيز في الكثير من المواضع وجَعَل الأمانة علامةً فارقةً تُشير إلى اكتمال الإيمانِ وصدقه، حيث قال -عليه الصّلاة والسّلام- في الصحيح: (آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان)، ونَقيضُ الأمانة الخيانةُ، وهي من علاماتِ النِّفاق. 
الحِلم: والحلم يعني الترَّفع عن مُبادلة النّاسِ الإساءةَ بالإساءَة، والتحلّي بالصَّبرِ على ما يجده منهم من سوء في القول أو الفعل، والحلم صفةٌ ربّانية لصيقةٌ بذات الله -جلّ وعلا-؛ حيث إنّ من أسمائه (الحليم)، ومن هنا وجب على كل مسلمٍ أن يتحلّى بالحلم في جميع أحواله في الشدّة والرّخاء ليكون مُسلماً بحق، وقد قال المُصطفى في تلك الخصلة لأحد الصحابة، واسمه الأشج بن عبد قيس،: (إنّ فيكَ خصلتينِ يحبهُما اللهُ: الحلمُ والأناةُ).
العِفَّة: وهيَ الانتهاء عن جميع المُحرَّماتِ واجتناب الاقتراب منها فضلاً عن الوقوع بشيءٍ منها، ويكون ذلك بالبعد عن مسالكها والطّرق المُؤدّية لها، وترويضُ النَّفسِ عن طلبِها. 
الحياء: الحياء خلقٌ حميدٌ دعا له الإسلام وحبّب فيه، وقد كان موجوداً قبل الإسلام، فجاء الإسلام ليُنظّم المقصود بالحياء وكيفيّته. والحياء يدعو إلى فعل كلّ ما هو حسن وترك كل ما كان شاذّاً مُستقذَراً، وهو من الصّفات التي يتميّز بها المُتّقون التي يُحبّها الله، فقد قال النبي -عليه الصّلاة والسّلام -: (الإيمانُ بِضعٌ وستونَ شُعبةً، والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ)، فالحياء لا يأتي إلا بالخير، وهو صفة من صفات الله -عزّ وجلّ-؛ لقول رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللَّهَ حييٌّ ستِّيرٌ يحبُّ الحياءَ والتَّستُّرَ ، فإذا اغتسلَ أحدُكُم فليستَتِر)، وهو خلق اتَّصف به النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: فقد روى أبو سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشدَّ حَياءً منَ العَذراءِ في خِدرِها، فإذا رأى شيئًا يَكرَهُه عرَفناه في وجهِه).
 أهميّة الأخلاق في المُجتمع المُسلم 
شمل الدِّينُ الإسلاميّ كافّة الأخلاقِ والمكارم الحميدة والخصال الطيّبة، وحثَّ عليها، وحبّب من التخلّق بها، وقد استُمِدّت تلك الفضائل والأخلاق من نصوص القرآن الصريحة وأحاديث السنة الصحيحة، ومن هنا تنبع أهميّتها، ولذلك فإن تلك الأخلاق تمتاز وتتّصف بمجموعة من الصّفات التي تجلعها أثبت من غيرها من الدّيانات والأعراف، وهي راسخةٌ ثابتةٌ بثبوت تلك المصادر، وأهمّ ما يُميّز تلك الأخلاق ما يأتي:
 الخلود والاستمراريّة: فإن جميع الأخلاق الواردة في السُنّة والقرآن هي صفات خالدة باقية ما بقيت تلك النصوص، وحيث إنّ الله قد حفظ كتابه من التحريف والتّزييف، وحفظ سُنّة نبيه بحفظه، حيث هيّأ لها رجالاً نقّحوها ونقُّوها ممّا دخل فيها عبر السنين من الشّوائب، فإن تلك الأخلاق المُستمَدّة منها ستبقى خالدةً راسخةً. الصِّدقِ والدقّة: فإن منظومة الأخلاق الإسلاميّة، كما سبق الإشارة إليه، ربانيّة المصدر، وهي بذلك تتّصف بالصّدق والدقّة، حيث إنّ جميع ما جاء به ينطبق عليه هاتين الصفتين، وبما أنّ الأخلاق جزءٌ ممّا جاء به الوحي، فهما يتميّزان ويتّصفان بهاتين الصفتين اللّتين لا تنفكّان عنهما مُطلقاً، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
 الشُّمولِ والتَّكامُلِ: فإنّ الشريعة الإسلاميّة إنّما جاءت لتُصحِّح الأخلاق التي كانت سائدةً في المُجتمع الجاهليّ وتضبطها بضابط التديُّن، وتدعو وتجمع ما لم يكن موجوداً في تلك المرحلة، فكانت الأخلاق الإسلاميّة شاملةً مُتكاملةً، قال المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).
 التَّوافُقِ العَقليّ والفِطْريِّ: فإنّ جميع ما جاء في الشريعة من الأخلاق والفضائل إنّما جاء بحسب ما يُوافق العقل البشريّ والفطرة السّليمة، وهي تتناسب مع جميع الأمكنة والأزمنة، ولا تناقض العقل والمنطق والأعراف والعادات مُطلقاً. 
الأخلاق الإسلامية مرتبطة بالجانب العملي: فإن المنظومة الأخلاقِيّة في الإسلامِ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب العمليّ في حياة المُسلم، حيث إن جميع التكاليف قد دعت بمُفردها ومُجملها إلى مجموعة من القيم والأخلاق والآداب، فلا يكون تطبيق العبادة كاملاً ما لم يجرِ تطبيق ما دعت إليه من فضائل وأخلاق، يقول المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في الصحيح: (أَكمَلُ المؤمنينَ إيماناً أَحسَنُهم أَخلاقاً).

نهاية أمنية فوق كوكب خائن

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

نهاية أمنية فوق كوكب خائن
🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡🗡
يضطرب القلب نافرا تحت تأثير وحشيّة إنسان مجهول أنهى باكرا أمنية رقصت على رشاش الموج تاركة نفسا بمثل البحر ملئت ملحا ومرارة بين جدران تبعثرت فيها آخر كلمة ، آخر صرخة ، آخر نظرة ، آخر قطرة دم متكسّرة مسحها القدر وطمسها على يديّ من لا يجرؤون على الظّهور في الضّوء كي لا يفتضح جبنهم 
ما ذنب تلك الرّوح أن تنتزع من الأيّام قبل أن تصبح بطباعها الهادئة ، ومنطقها الخلوق ، وعلمها الذي لم يكمل سيره متفوّقا رسالة بيضاء غائرة في الأرض بلا جذع ، ما ذنب تلك اليد التي اجتثّت قبل أن تكتب لنفسها أوّل وصفة لمريض ، أوّل نصيحة بيضاء لعليل ، ما ذنب تلك الأذن أن تطوى مذبوحة قبل أن تسمع أوّل دقّة لقلب الحياة تحت جناح طاولة الفحص ، ما ذنب تلك الضّحكة المتفجّرة أن تخبو تحت حجر الغدر .
نهاية لا يستطيع الحرف أن ينتزعها من الدّمعة ، لا يستطيع حبر العالم أن يجتذب قلم الإنسانية ليغمسه في بركة من الدمّ دون أن تقول شيئا ، دون أن تغرز إبر الآلام في عين مخدوعة ، دون أن تخيط ثقة مخلوع بابها اقتحمها الغدر عن غفلة ليرسم لوحة بشعة في حقّ روح شابّة ذنبها الوحيد أنّها فوق كوكب يتلهّب بالمواجع و الجبن والخيانة
بقلم عبد النور خبابة