السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-03-29

كيف تنظر إلى غيرك


إنَّ مِنَ الناسِ مَنْ يَنظُرُ إلى غيره نظرةً مملوءةً بالشكِّ وسُوءِ الظنِّ وعَدَمِ التماسِ العُذْرِ للآخَرِينَ، فتَرَاه لا يَنظُرُ إلا إلى الجانبِ السيءِ فيهم، ويُضَخِّمُ الأخطاءَ التي عندَهُم ويُغْفِلُ الحسناتِ الموجودةَ فيهم.. 
إنَّ مَنْ يُعَاني مِنَ القَحْطِ والجَدْبِ الرُّوحيِّ والخُلُقيِّ إذا رأى مائةَ حسنةٍ من إنسان وسيئةً واحدةً، أغفل المائةَ حسنةٍ وقامَ بتضخيمِ السيئةِ الواحدةِ، واكتشفَ بأنَّهُ كان مخدوعاً به والآن عَرَفَهُ على حقيقتِهِ، وعَرَفَ أنَّ حسناتِه، لم تكنْ إلا للتغطيةِ على سيئاتِه! 
ولا يستطيعُ أنْ يكونَ مُنْصِفاً ومُحْسِناً للظَّنِّ بغيرِهِ ويقول: إنَّ هذه السيئةَ ليست إلا زلةً غيرَ مقصودةٍ وهي مغمورةٌ في بحرِ حسناته.. 
إنَّ النظرةَ السليمةَ والإيجابيةَ للأشياءِ هي طريقُكَ إلى السعادةِ والفلاحِ، فحينَ تكونُ النفسُ سليمةً جميلةً ترى الأشياءَ بصورتِهَا الإيجابية، وتجعلُ من المِحَن مِنَحَاً وعطايا وفوائد عظيمة. 
وحينَ يكونُ المعدنُ أصيلاً، والقلبُ صافياً سليماً، فلَنْ تجدَ مِنْ صاحبِهِ إلا خيراً عميماً، وفضلاً جسيماً.. 
وحين يكون الأصلُ الشريفُ معدوماً، والباطنُ خواءً فارغاً مذموماً، والإحساسُ بالجمال مفقوداً، فلا تنتظرْ إلا شراً مَهِيناً وضلالاً مبيناً. 
إنَّ المؤمنَ لا يَظُنُّ بأخيه إلا خيراً، ولا يُفَسِّرُ تَصَرُّفَاتِ غيرِهِ إلا على أحسنِ المحاملِ، وكيفَ لا يكونُ حَسَنَ الظنِّ بغيره وهو يقرأُ قولَ الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، وهو يَسمَعُ قولَ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلام: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ). متفق عليه. 
فحتى ترتاحَ نفسُك، ويهدأَ ضميرُكَ، لا بُدَّ أنْ تكونَ واسعَ الصَّدْرِ، فأعقلُ الناسِ وأسعدُهُمْ هو أعذرُهُمْ للناس، وأبعدُهُمْ عَنِ العقلِ والحكمةِ هو أسرعُهُمْ لَوماً وأقلُّهم تحقُّقاً وتثبُّتاً فيما صَدَرَ عنهم. 
فما أجملَ أنْ يَعْذُرَ بعضُنَا بعضاً، فأنتَ لا تَعلمُ ظُرُوفَ الآخَرِينَ الغائبةَ عنك، ولا تدري ما الذي قادَهُ إلى ذلك التصرُّفِ الذي لم يعجبْكَ. 
فعِنْدَمَا تَجِدُ مِنْ أحدٍ خطأً أو موقفاً لا يليقُ فِعْلُهُ، فما عليكَ إلا أنْ تَلْتَمِسَ الأعذارَ له، فقد يكونُ هناك أسبابٌ لا تَعْرِفُهَا عنه جَعَلَتْهُ يتصرَّفُ ذلك التصرُّفَ.. 
وكيف لا يلتمسُ العاقلُ الأعذارَ لغيره، وهو يعلمُ أنَّ الناسَ مطبوعونَ على الضَّعْفِ والتقصيرِ، وهو لا يَرَى الكمالَ في نفسِهِ، فكيفَ يرجو الكمالَ ويطلبُهُ منهم؟ 
قال عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: (لا تَظُنَّنَّ بكلمةٍ خَرَجَتْ مِنْ مسلمٍ شراً، وأنتَ تجدُ لها في الخيرِ مَحمَلاً). 
إنَّ إحسانَ الظنِّ بالناسِ يحتاجُ إلى كثيرٍ من المجاهدةِ للنفسِ لِيَحْمِلَهَا على ذلك، فالشيطانُ يَجْرِي مِنَ الإِنسَانِ مَجْرَى الدَّم، ولا يَفْتُرُ ولا يَمَلُّ من التفريقِ بينَ المسلمينَ والتحريشِ بينهم والتحريضِ عليهم، وأهمُّ الأسبابِ التي تقطعُ الطريقَ على الشيطان: هو إحسانُ الظنِّ بالمسلمين. 
قال بَكْرُ الـمُزَنيُّ: (إيَّاك مِنَ الكلام ما إنْ أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإنْ أخطأتَ فيه أثِمْتَ، وهو سوءُ الظنِّ بأخيك). 
وقال أبو قِلابةَ الجَرْمِي: (إذا بلغَكَ عن أخيكَ شيءٌ تَكْرَهُهُ، فالتمسْ لَهُ العُذْرَ جُهْدَكَ؛ فإنْ لم تجدْ له عُذْراً، فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عُذْراً لا أعلَمُهُ).
إنَّ سوءَ الظنِّ بالآخرين إنما يَنشَأُ من: الغرورِ بالنفسِ والإعجابِ بها، والازدراءِ للغير وانتقاصِهِم، ومن هنا كانتْ أولُ معصيةٍ لله هي: معصيةُ إبليسَ، وأساسُها: الغُرُورُ والكِبْرُ حينَ قال: (أنا خيرٌ مِنه). 
فطوبى لمن اشتغلَ بِعُيُوبِ نفسِهِ وإصلاحِهَا، وابتعدَ عَنِ النظرِ في عُيُوبِ غيرِهِ، فمن شَغَلَ نَفْسَهُ بعيوبه،لم يجدْ وقتاً ولا فِكْراً يَشْغَلُهُ في الناس وسوءِ الظن فيهم. 
وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَتَبُّعِ عَوْرَاتِ الناسِ فقال: (لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ، يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ). رواه أبو داود وأحمد في المسند. 
وذَكَرَ سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ رجلاً بسُوءٍ، عِنْدَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَجَعَلَ إِيَاسُ يَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ ولا يَقُولُ شَيْئاً حَتَّى فَرَغَ، فَقَالَ له: أَغَزَوْتَ الدَّيْلَمَ؟ قال: لا. قَالَ: فَغَزَوْتَ السِّنْدَ؟ قال: لا. قَالَ: فَغَزَوْتَ الْهِنْدَ؟ قال: لا. قَالَ: فَغَزَوْتَ الرُّومَ؟ قال: لا. قَالَ إياس: (فَسَلِمَ مِنْكَ الدَّيْلَمُ وَالسِّنْدُ وَالْهِنْدُ وَالرُّومُ، وَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْكَ أَخُوكَ هَذَا) فَلَمْ يَعُدْ سُفْيَانُ إِلَى ذَلِكَ. 
إنَّ المؤمنَ يُحِبُّ الخيرَ للناسِ جميعاً، ولا يرجو الخيرَ لنفسه فقط، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (إِنِّي لآتِي عَلَى الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ مِنْهَا، وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فِي حُكْمِهِ فَأَفْرَحُ بِهِ، وَلِعَلِّي لا أُقاضِي إِلَيْهِ أَبَداً، وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ قَدْ أَصَابَ الْبَلَدَ مِنْ بِلادِ المُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ، وَمَا لِي بِهِ مِنِ سَائِمَةٍ).
وهذا أبو دجانةَ رضي الله عنه، دخل عليه زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ في مرضه، ووجهُهُ يتَهَلَّلُ! فقال له: مَا لَكَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُكَ ؟ 
فقال: (مَا مِنْ عَمَلِ شَيْءٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثنَتَيْنِ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ لا أَتَكَلَّمُ فيمَا لا يَعْنِينِي، وَأَمَّا الأُخْرَى: فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيماً).
وكَانَ الشيخ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ رحمه الله عَلَى الدِّجْلَةِ وَمَعَهُ أصحابه، إِذْ مَرَّ أَقْوَامٌ أَحْدَاثٌ فِي زَوْرَقٍ يُغَنُّونَ وَيَضْرِبُونَ بِالدُّفِّ، فقالوا لَهُ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ، أَمَا تَرَى هَؤُلاءِ فِي هَذَا الْبَحْرِ يَعْصُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، ادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: (إِلَهِي وَسَيِّدِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّحَهُمْ فِي الآخِرَةِ، كَمَا فَرَّحْتَهُمْ فِي الدُّنْيَا) ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ نَسْأَلْكَ أَنْ تَدْعُوَ لَهُمْ، فقَالَ: (إِذَا فَرَّحَهُمْ فِي الآخِرَةِ تَابَ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَضُرَّكُمْ شَيْءٌ). 
إنَّ المؤمنَ العاقلَ ينظر إلى حسناتِ الناسِ وإيجابياتِهِم وينمِّيها، ولا يضخِّمُ سيئاتِهِم ويُغْفِلُ حسناتِهم، وقد ضَرَبَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام أروعَ الأمثلةِ في ذلك، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْماً فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ إلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه). رواه البخاري. 
لقد قال عليه الصلاة والسلام عن ذلك العاصي لله: (لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ إلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه). فقد مَدَحَهُ وذَكَرَ صفةً عظيمةً وحميدةً له وهي (أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه)، فالمعصيةُ لا تنافي أصلَ المحبةِ لله ورسولِهِ، ولكنها تنافي كمالَ المحبةِ لهما. فالعاصي لم يَخْرجْ عن الإيمانِ كلِّه، ولم يصبحْ عدواً لله ورسوله.. 
إنَّ بعضَ مَرْضَى القلوبِ إذا رأى سيئةً مِنْ غَيرِهِ يَقُومُ بالمُزَايدَةِ في التشنيعِ والإنكارِ عليه، يُرِيدُ أنْ يُظْهِرَ للناسِ كَمْ هُوَ وَرِعٌ وتَقِيٌّ، وقد يتجاوزُ ويَبْتَعِدُ بِتَصَرُّفِهِ عن أدنى التقوى وعن أدنى حقوقِ الأُخُوَّة، وأنَّى للسِّبَابِ والشتائم والانتقاصِ من الآخرين أن تكون دِيناً يُتَقَرَّبُ بها إلى الله تعالى.. 
ومن الأمثلة الرفيعة التي يعلمنا فيها النبيُّ عليه الصلاة والسلام كيف نتعاملُ مع الآخرين، ما ذكره عَبَّادُ بْنُ شُرَحْبِيلَ حين قال: أَصَابَنَا عَامُ مَخْمَصَةٍ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَأَتَيْتُ حَائِطاً مِنْ حِيطَانِهَا (أي بستاناً)، فَأَخَذْتُ سُنْبُلاً فَفَرَكْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَجَعَلْتُهُ فِي كِسَائِي، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: (مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلاً، ولا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ جَائِعاً أَوْ سَاغِباً)، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، فَرَدَّ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِوَسْقٍ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ نِصْفِ وَسْقٍ. رواه النسائي وابن ماجه، وأحمد في المسند، والبيهقي في السنن الكبرى. 
فقَدْ أرشَدَ عليه الصلاةُ والسلامُ هذا الذي سُرِقَ منه أنْ يَنْظُرَ في حاجةِ هذا السارقِ، فهو لم يسرقْ إلا عن حاجةٍ وجهل، فقال عليه الصلاة والسلام لمن سُرِقَ منه: (مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلاً، ولا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ جَائِعاً) ثم أمَرَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ بطعامٍ إلى ذلك الذي سَرَق عن فَقْرٍ وحاجةٍ وأعطاه إياه.. 
إنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ تَهْتَمُّ بالحقوقِ قَبْلَ الحُدُودِ، فقَبْلَ تطبيقِ الحُدُودِ على الناس، لا بدَّ مِنْ أداءِ الحقوقِ إليهم، ولهذا أوقفَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه إقامةَ حدِّ السرقَةِ في عامِ الرَّمَادَةِ حين عمَّتِ المجاعةُ، لأنَّ السارقَ قد يكونُ مُضطَراً، والحدودُ تُدْرَأُ بالشبهاتِ. 
ولم يقطعْ عمرُ بنُ الخطابِ كذلكَ عِنْدَمَا سَرَقَ غِلْمَانٌ لحاطبِ بنِ أبي بَلْتَعَة ناقةً لرجلٍ من مُزَيْنَةَ، فقَدْ أمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِمْ في بدايةِ الأمرِ، ولكنْ حينَ تبيَّنَ له أنَّ سيِّدَّهم هو الذي كان يُجِيعُهُم، دَرَأَ عنهمُ الحدَّ، وغرَّمَ سيِّدَّهم ضِعْفَ ثمنِ الناقةِ تأديباً له. 
وهكذا تَظْهَرُ عَظَمَةُ هذا الدينِ الإسلاميِّ، إنه دينٌ يَكْفُلُ الحقوقَ ويُراعي احتياجاتِ الناس، ويُحَقِّقُ مصالحَهُم، ويُسْعِدُهُم في الدنيا والآخرة. 
لقد كانَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ يَنْظُرُ إلى جوانِبِ التميُّزِ في أصحابِهِ، فيُنَمِّيهَا ويُبَارِكُهَا، فقد قال لأحَدِ أصحابِهِ: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ، الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ). رواه مسلم. وفي زيادة عند أبي داود: فقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا؟ أَمِ اللهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: (بَلِ اللهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا). فقَالَ: (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ، يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ). 
وقَالَ عليه الصلاةُ والسلامُ عن الصحابيِّ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ) فَكَانَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بعد ذلك لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَلِيلاً). متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى رضي الله عنه: (لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْمَعُ قِرَاَءَتَكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ). متفق عليه. وفي زيادة عند ابن حبان: فَقَالَ أبو موسى: لَوْ عَلِمْتُ مَكَانَكَ لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيراً). 
هَكَذا كانَ عليه الصلاةُ والسلامُ يتعامَلُ مع أصحابِهِ، وهكذا يُعَلِّمُنَا كيفَ تكونُ الحِكْمةُ في التعامُلِ، وكيف تكونُ التربيةُ والتعليمُ.. 
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.

الصدق مع الله

" الصدق مع الله " أجل أنواع الصدق ، ويكون المسلم صادقاً مع ربِّه تعالى إذا حقَّق الصدق في جوانب ثلاثة : الإيمان والاعتقاد الحسَن ، والطاعات ، والأخلاق ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، والصادق فيه هو من حققه على الوجه الذي أراده منه ربه تعالى ، ومنه الصدق في اليقين ، والصدق في النية ، والصدق في الخوف منه تعالى والصدق في الاخلاص وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى .
وقد بَينَّ الله تعالى الصادقين في آية واحدة ، وهي قوله عز وجل : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس)
ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177 .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
اشتملت هذه الآية الكريمة على جُمَل عظيمة ، وقواعد عميمة ، وعقيدة مستقيمة 
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
أُولَئِكَ ) أي : المتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة ، والأعمال التي هي آثار الإيمان ، وبرهانه ونوره ، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية : فأولئك هم ( الَّذِينَ صَدَقُوا ) في إيمانهم ؛ لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) لأنهم تركوا المحظور ، وفعلوا المأمور ؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير ، تضمناً ، ولزوماً ؛ لأن الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله ، ولأن العبادات المنصوص عليها في هذه الآية : أكبر العبادات ، ومن قام بها : كان بما سواها أقوم ، فهؤلاء هم الأبرار ، الصادقون ، المتقون ..... تفسير الشيخ السعدي .
إن الله جل وعلا خلق عباده وأمرهم أن يتقوه في السر والعلانية،وأن يصدقوا معه في أقوالهم وأفعالهم،وفي أمورهم كلها، فقال سبحانه 
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:أي:"في أقوالهم،وأفعالهم وأحوالهم،الذين أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقا خالية من الكسل والفتور،سالمة من المقاصد السيئة،مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة،فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ".تفسير السعدي (ص 355)
فمن أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة بإذن الله،فعليه بالصدق مع الله جل جلاله بقلبه وعمله،قال تعالى:(فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم)[محمد :21]
قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره....،ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره".الفوائد (ص186)
وعن سهل بن حنيف-رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من سأل الله الشهادة بصدق، بَلَّغه الله منازل الشهداء،وإن مات على فراشه".رواه مسلم(1909)
قال المناوي–رحمه الله-: "قيد السؤال بالصدق، لأنه معيار الأعمال،ومفتاح بركاتها و به ترجى ثمراتها(بلَّغه الله منازل الشهداء):مجازاة له على صدق الطلب".فيض القدير(6/144)
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله
"فإذا سأل الإنسان ربه وقال:اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك-ولا تكون الشهادة إلا بالقتال؛لتكون كلمة الله هي العليا- فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية،أنزله منازل الشهداء،وإن مات على فراشه".شرح رياض الصالحين (1/312)
ولهذا أيها الكرام لما صدَق أهل الإيمان مع ربهم جل جلاله تكفَّل بحفظهم ودفع الشرور عنهم،ومن أمثلة ذلك قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم غار لما التجئوا إليه بعد أن أصابهم المطر،فقال أحدهم:"والله يا هؤلاء لا يُنْجِيكُمْ إلا الصِّدْقُ،فَليَدْعُ كُلُّ رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه...،فَفَرَّجَ الله عنهم فَخَرَجُوا".رواه البخاري(3287)من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-. وكذلك قصة الأعرابي التي رواها الإمام النسائي-رحمه الله-في سننه الصغرى(1953)وصححها الشيخ الألباني-رحمه الله- عن شداد بن الهاد-رضي الله عنه-أَنَّ رَجُلًا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَآمَنَ به،وَاتَّبَعَهُ ثم قال:أُهَاجِرُ معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصحابه فلما كانت غَزْوَةٌ غَنِمَ النبي صلى الله عليه وسلم سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ له،فأعطى أصحابَه ما قَسَمَ له،وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه،فقال:ما هذا؟قالوا:قِسْمٌ قَسَمَهُ لك النبي صلى الله عليه وسلم،فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقال:ما هذا؟ قال:"قسمته لك"،قال:ما على هذا اتَّبَعْتُكَ!،ولكني اتَّبَعْتُكَ على أن أُرْمَى إلى ها هنا،وأشار إلى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ،فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ،فقال:"إن تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ"،فَلَبِثُوا قليلا ثم نَهَضُوا في قتال العدو،فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أَصَابَهُ سَهْمٌ حيث أشار،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَهُوَ هو ؟"قالوا:نعم قال:"صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ"،ثُمَّ كَفَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم في جُبَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم ثم قَدَّمَهُ فصلى عليه،فكان فيما ظهر من صلاته:"اللهم هذا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا في سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أنا شَهِيدٌ على ذلك ".
نعم صدق مع الله فَصدقَه، وهكذا أيها الأفاضل حال كل من صدق مع الباري سبحانه، يعطيه ما يتمنى في الدنيا أو الآخرة، أو معا، فهو سبحانه الكريم الجواد.
أيها الأحبة إن الصدق مع الله جل وعلا ليس عبارات يرددها القائل!،ولا شعارات يرفعها المدَّعي!،وإنما تظهر حقيقته في طاعة الله جل جلاله،وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فطاعة الله تكون بتوحيده سبحانه بالعبادة,والكفر بكل ما يُعبد من دونه،وامتثال أوامره بتحقيق الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمحرمات،ولا يقبل ذلك إلا بالإخلاص له تعالى سواء في فعل الطاعة أو ترك المعصية،ولهذا كان المخلص لله سبحانه من عباده المقربين وأوليائه الصالحين.
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-:"فمن كان مخلصا في أعمال الدين يعملها لله، كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم،كما قال تعالى:(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(62) الذين آمنوا وكانوا يتقون(63)لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) [يونس:62-64]".مجموع الفتاوى(1/8 )
و طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم تكون باتباع هديه وسنته ومحبته ومحبة ما جاء به،لأنه صلى الله عليه وسلم مُرسل من ربه سبحانه ومُبلغ عنه،فطاعته طاعة لله،ومعصيته معصية لله.
فما دبَّ إلينا النقص أيها الأفاضل وأصابنا الضعف والتفرق وتسلط علينا الكفار، إلا بعد أن تركنا الصدق مع الله جل جلاله في أمورنا كلها،والله المستعان .
فعلينا أيها الكرام إذا أردنا أن تقوى شوكة المسلمين،والنصر على أعداء الدين أن نَصدق مع رب العالمين،وذلك بامتثال أوامره و الابتعاد عن نواهيه،وقد وعد سبحانه أن يَنصر ويؤيد كل من أطاعه واتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، 
فقال: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )[ محمد :7
تعريف الصدّيقية:
"الصدّيقية: كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهرا وباطنا".
مفتاح الصديقية مبدؤها وغايتها:
وفي "الصحيحين" من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا فجعل الصدق مفتاح الصديقية ومبدأها وهي غايته فلا ينال درجتها كاذب ألبتة لا في قوله ولا في عمله ولا في حاله ولا سيما كاذب على الله في أسمائه وصفاته ونفي ما أثبته أو إثبات ما نفاه عن نفسه فليس في هؤلاء صديق أبدا وكذلك الكذب عليه في دينه وشرعه بتحليل ما حرمه وتحريم ما لم يحرمه وإسقاط ما أوجبه وإيجاب ما لم يوجبه وكراهة ما أحبه واستحباب ما لم يحبه كل ذلك مناف للصديقية.
حقيقة الصديقية:
فاليقين روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال القلوب التي هي من أعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره.
الصديقية أعلى مراتب الصدق:
قال ابن القيم: "فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص لله عزوجل
منزلة الصديقية في الإسلام وأهميتها:
قال ابن القيم: "هي منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه من صال به لم ترد صولته ومن نطق به علت على الخصوم كلمته فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين ومن مساكنهم في الجنات: تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين.
وقد أمر الله سبحانه أهل الإيمان: أن يكونوا مع الصادقين وخص المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69] فهم الرفيق الأعلى وحسن أولئك رفيقا ولا يزال الله يمدهم بأنعمه وألطافه ومزيده إحسانا منه وتوفيقا ولهم مرتبة المعية مع الله فإن الله مع الصادقين ولهم منزلة القرب منه إذ درجتهم منه ثاني درجة النبيين.[2]
أنواع الصديقية:
- فالصدق في الأقوال:
استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها.
- والصدق في الأعمال:
استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد.
والصدق في الأحوال:
استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة. فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق.
وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صديقيته ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية سمي الصديق على الإطلاق والصدّيق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق
الصديقية أعظم مرتبةً من مرتبة التحديث:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصديق أكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف فإنه قد سلّم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه للرسول فاستغنى به عما منه.
وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله وإلا رده فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث".
عنوان الصدّيقيّة:
2- قال ابن القيم: "فالفهم عن الله ورسوله عنوان الصديقية ومنشور الولاية النبوية وفيه تفاوتت مراتب العلماء، حتى عد ألف بواحد فانظر إلى فهم ابن عباس وقد سأله عمر ومن حضر من أهل بدر وغيرهم عن سورة إذا جاء نصر الله والفتح وما خص به ابن عباس من فهمه منها أنها نعى الله سبحانه نبيه إلى نفسه وإعلامه بحضور أجله وموافقة عمر له على ذلك وخفائه عن غيرهما من الصحابة وابن عباس إذ ذاك أحدثهم واصغرهم سنا وأين تجد في هذه السورة الإعلام بأجله لولا الفهم الخاص ويدق هذا حتى يصل إلى مراتب تتقاصر عنها أفهام أكثر الناس فيحتاج مع النص إلى غيره ولا يقع الاستغناء بالنصوص في حقه وأما في حق صاحب الفهم فلا يحتاج مع النصوص إلى غيرها.
السبيل إلى الصديقية:
قال ابن القيم: "فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة ولأجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله لما في ذلك من إرغام العدو وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز و جل.
وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول، وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصاحب هذا المقام إذا نظر إلى الشيطان ولاحظه في الذنب راغمه بالتوبة النصوح فأحدثت له هذه المراغمة عبودية أخرى.
أحوال مرتبة الصديقية:
وقد أمر الله تعالى رسوله:
أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق فقال: وقال: 
﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) الإسراء: 80
. وأخبر عن خليله إبراهيم أنه سأله أنه يهب له لسان صدق في الآخرين فقال 
(وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ الشعراء: 84
] وبشر عباده بأن لهم عنده قدم صدق ومقعد صدق فقال تعالى: 
﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ يونس: 2
وقال: 
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55
فهذه خمسة أشياء:
1- مدخل الصدق.
2- ومخرج الصدق.
فمدخل الصدق ومخرج الصدق:
أن يكون دخوله وخروجه حقا ثابتا بالله وفي مرضاته بالظفر بالبغية وحصول المطلوب ضد مخرج الكذب ومدخله الذي لا غاية له يوصل إليها ولا له ساق ثابتة يقوم عليها.
3- ولسان الصدق:
وأما لسان الصدق:
فهو الثناء الحسن عليه من سائر الأمم بالصدق ليس ثناء بالكذب كما قال عن إبراهيم وذريته من الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه: 
﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) مريم: 50
والمراد باللسان ههنا: الثناء الحسن فلما كان الصدق باللسان وهو محله أطلق الله سبحانه ألسنة العباد بالثناء على الصادق جزاء وفاقا وعبر به عنه.
4-وقدم الصدق:
وأما قدم الصدق:
ففسر بالجنة وفسر بمحمد وفسر بالأعمال الصالحة.
وحقيقة القدم ما قدموه وما يقدمون عليه يوم القيامة وهم قدموا الأعمال والإيمان بمحمد ويقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك.
5- ومقعد الصدق: الجنة
وحقيقة الصدق في هذه الأشياء: هو الحق الثابت المتصل بالله الموصل لرضوانه.
نسأل الله تعالي ان يرزقنا الصدق في الاقوال والاعمال والاحوال وان يرزقنا قلباً سليماً صادقاً
وسلامٌ علي المرسلين والحمد لله رب العالمين .......

الحوافظ العشر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذه الحوافظ تنفع بإذن الله إذا سبقها توحيد خالص.. وإنما نذكرها هنا لسببين:
أولاً: لزيادة الحسنات، والثاني: لحفظ النفس من شياطين الإنس والجن وكذا لحفظ الأعمال الصالحة.
وهذه الحوافظ هي:
1- الصلوات المكتوبة: والأدلة على وجوب صلاة الجماعة والصلاة على وقتها كثيرة منها قوله تعالى: {وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}(سورة البقرة : ٤٣) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا عن عذر)) (رواه الترمذي وغيره وصححه الالباني) والعذر خوف أو مرض.
وأتى ابن أم مكتوم وهو أعمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له، فلما ولّى دعاه فقال: ((هل تسمع النداء بالصلاة)) فقال: نعم، قال: ((فأجب))(رواه مسلم).
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم همّ بفعل أمر عظيم مع المتخلفين عن أداء صلاة الجماعة حيث قال: ((لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم)) (رواه ابن ماجه وصححه الالباني). 
قال الحسن البصري رحمه الله: إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر الصلاة عندك، وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: من حافظ على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين فقد ملأ البر والبحر عبادة.
2- الأذكار بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء.
3- صلاة ركعتين قبل الخروج وعند الدخول: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرجت من منزلك فصلِّ ركعتين تمنعانك مخرج السوء, وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء))(رواه البزار وحسنه الالباني).
4- دعاء الخروج من المنزل ودخوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان) (صحيح أخرجه النسائي وأبو داوود وابن حبان).
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي -صلى الله عليهوسلم- من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُبِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيّ))(رواه أبو داوود وصححه الالباني). 
5- صلاة الأوابين : قال النووي رحمه الله: قَوْلُه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ : ((صلاة الأوابين حين ترمض الفصال))(رواه مسلم) أَيْ حِين يَحْتَرِق أَخْفَاف الْفِصَال، وَهِيَ الصِّغَار مِنْ أَوْلَاد الْإِبِل - جَمْع فَصِيل - مِنْ شِدَّة حَرّ الرَّمَل، وَالْأَوَّاب: الْمُطِيع ا. هـ(شرح صحيح مسلم(٣٠/٦). قال بعض أهل العلم: سمي أوّاب لقلّة من يصلي في هذه الساعة.
ومن ذلك المحافظة على السنن الرواتب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة))(رواه مسلم) وهذا يفيد فضل المواظبة على السنن الرواتب.
6- قراءة جزء من القرآن أو أقل أو أكثر ويكون وردا يوميا : والأدلة على فضل تلاوة القرآن والتحذير من هجره كثيرة منها: قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(سورة الإسراء:٩) وقد حذر الله من هجره فقال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا}(سورة الفرقان:٣٠) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))(رواه مسلم) فحال المؤمن مع القرآن أولاً التعلم ثم التلاوة: {وَرَتِّلِالْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}(سورةالمزمل:٤) ثم التدبرثم العمل: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}(سورة النساء:٨٢).
7- أكل سبع تمرات: حيث ورد في صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر))(رواه البحاري ومسلم) قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "وهذا في جميع أنواع التمر".
كما أن الرقية الشرعية سنة حسنة حيث رقى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ورقى بعض أصحابه أنفسهم، فعن عائشة رضي الله عنها أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذاتوينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها(رواه البخاري(٤٧٢٨)ومسلم(٢١٩٢).
8- الدعاء: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(سورة غافر:٦٠) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن ربكم تبارك وتعالى حييّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين))(رواه أبو داوود والترمذي وصححه الالباني).
ومنه الاستغفار: قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(سورة نوح:١٠-١٢).
9- الأخلاق النبوية: فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة))(رواه الترمذي وصححه الالباني).
10- الوتر: صلاة الوتر فضلها عظيم، وأعظم ما يدل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها، ويضاف إليها أذكار ما قبل النوم وأذكار ما بعد الاستيقاظ من النوم: قال البخاري: باب التعوذ والقراءة عند المنام.
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده(رواه البخاري). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان))(رواه البخاري).
وفي الختام نذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك) وقوله :( اتق المحارم تكن أعبد الناس)، فالحفظ يكون بفعل الخيرات وترك المنكرات
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

ليس المهم ما هي قيمتك عند الناس

صورة ‏قلم يكتب‏.

- قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : سورة الأنبياء //
- قال عنه الناس فتى ، ولكن الله تبارك وتعالى قال : 
- إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ : سورة النحل //
- والأمة هي الشرعة والطريقة، أي إن إبراهيم كان منهجاًَ، كان شريعة ، كان دستوراً ، فكل من إتبعه وصل إلى الله ، ووصل إلى سعادة الدنيا ، وسعادة الآخرة //
- وقال بعضهم : الأمة الجماعة ، فالمؤمن إذا إتبع منهج الله عز وجل ، وأقام الإسلام في بيته ، وفي عمله ، وأخلص لربه ، إلتفت القلوب من حوله ، فكان أمة ، كان في قلوب الآخرين ، كان في مشاعرهم ، كان في عواطفهم ، كان في أعلى درجات المحبة //
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾
- كان شرعة ، وكان منهاجاً ، وكان جماعة ، وقال بعض العلماء:
- إن إبراهيم كان أمة أي جامعاً لكل أنواع الخير، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله عز وجل، يقيم شرع الله ، يقبل على الله ، ينقطع له ، وقال بعضهم :
"أم الشيء أصله وعماده، فإن إبراهيم كان أمة أي كان أصلاً من أصول الدين"
ثم قال بعض العلماء أيضاً: "إن إبراهيم كان أمة أي كان رجلاً لا نظير له ".
- فليس المهم ما هي قيمتك عند الناس ، ولكن ما هي قيمتك عند الله عز وجل






























2016-03-26

رؤؤس أقلام لأبرز أفكار كتاب القواعد الخمس للطفل الأكثر فعالية لمؤلفه نايف القرشي


القواعد الخمس التي يدور حولها الكتاب :
1- صناعة الروح.
2- صناعة العقل.
3- صناعة الذات.
4- صناعة الجسد.
5- صناعة التفوق الدراسي.
القاعدة الأولى : صناعة الروح .. ويدور الحديث فيها حول ثلاثة أسئلة :
السؤال الأول : كيف أكون قدوة مؤثرة لطفلي؟
السؤال الثاني : كيف أغرس القيم الحسنة في طفلي؟
السؤال الثالث : كيف أجعل طفلي محبًا للصلاة مقبلًا عليها؟
القاعدة الثانية : صناعة العقل .. ويدور الحديث فيها حول ثلاثة أسئلة :
السؤال الأول : كيف أصنع طفلًا قارئًا محبًا للكتاب؟
السؤال الثاني : كيف أُنمّي موهبة طفلي وإبداعه؟
السؤال الثالث : كيف أُعلّم طفلي التفكير؟
القاعدة الثالثة : صناعة الذات .. ويدور الحديث فيها حول أربعة أسئلة :
السؤال الأول : كيف أتواصل مع طفلي وأدخل عالمه الخاص؟
السؤال الثاني : كيف أتقبّل طفلي كما هو؟
السؤال الثالث : كيف أُنمّي تقدير الذات لدى طفلي؟
السؤال الرابع : كيف أُنمّي الحب والاحترام بين أطفالي؟
القاعدة الرابعة : صناعة الجسد .. ويدور الحديث فيها حول سؤالان ومحور :
السؤال الأول : كيف أساعد طفلي على اكتساب العادات الصحية؟
السؤال الثاني : كيف أحمي طفلي من التحرّش الجنسي؟
المحور الثالث : دليل السلامة المنزلية للطفل.
القاعدة الخامسة : صناعة التفوق الدراسي .. ويدور الحديث فيها حول ثلاثة أسئلة :
السؤال الأول : كيف أُهيئ طفلي لدخول الروضة (المدرسة)؟
السؤال الثاني : كيف أُساعد طفلي ليكون متفوقًا في دراسته؟
السؤال الثالث : كيف أُدرّب طفلي على خوض الاختبارات الدراسية بكل جدارة؟
اقتباسات متفرقة من الكتاب :
تظل كلمات المربي حروفًا متناثرة، وميتة، وتوجيهاته نصائح عابرة، ما لم تتحوّل إلى واقعٍ ملموس تترجمه قدوة مؤثّرة، عندئذ تُنفخ الروح في تلك الكلمات فتحيا في قلب وذهن الطفل يكون لها أبلغ الأثر.
اعتراف المربي بخطئه أمام أبنائه، والمبادرة في تصويب الخطأ؛ يؤثٍّر في نفوس أطفاله ويزيد من ثقتهم به، وليس كما يتصوّر البعض من أن ذلك يُنقص قدر المربي ويزعزع مصداقيته.
معوقات التأثير في شخصية المربي :
1- التسلّط والتصلّب في الرأي.
2- الحِدّة والصراخ والشدّة.
3- إهمال ردود أفعال الطرف الآخر.
4- الحرص على كسب المواقف وليس الأشخاص.
5- الأسلوب المباشر في النصح دون مقدمات وبأسلوب فجّ.
6- الاستخفاف والسخرية والتعالي.
7- العناد وعدم الاعتراف بالخطأ.
مقومات المربي (غارس القيم) :
1- الاحتواء العاطفي وإزالة الحواجز بينه وبين الطفل.
2- التحلّي بالصبر وطول النفَس.
3- اختيار الوقت المناسب لغرس القيمة، والطفولة المبكّرة هي أفضل المراحل.
4- فِطْنة المربي.
فكرة : لو تتبنى إحدى الجمعيات الخيرية مشروعًا تربويًا (عبارة عن احتفال سنوي بالطفل الذي بلغ السابعة من العمر في أحد المساجد الكبيرة في كل مدينة، مثل ما رأينا في مدينة اسطنبول).
لماذا أصنع طفلًا قارئًا؟
1- ليستقيم لسانه وتتحسّن مهاراته اللغوية.
2- ليتمكن من التواصل مع الآخرين بشكل فعّال ومؤثّر.
3- لزيادة حصيلته العلمية والمعرفية.
4- لتنمية التفكير السليم لديه.
5- ليتعرّف على تجارب الآخرين.
6- لتنمية حسّ البحث العلمي لديه.
7- لغرس القيم الحسنة.
الأسرة القارئة تمارس القراءة على نحو يومي، وتكوين عادة القراءة لدى الطفل وإدخاله إلى عالم الكتاب يتطلّب فعلًا العيش في أسرة منهمكة في المطالعة والتثقيف.
إن البيوت الخالية من البهجة والهدوء والمرح لا تُلهم الأبناء بالاتجاه إلى الكتاب والتنافس على القراءة، فالبهجة تجعل التعليم أشدّ عمقًا، وهي تزوّد الأطفال بالوقود المطلوب للإقبال على القراءة بشكل مستمر.
مِنْ أشهر اختبارات قياس الطفل الموهوب :
1- مقياس ستانفورد – بينيه للذكاء.
2- مقياس وكسلر لذكاء الأطفال.
3- بطارية تقييم كوفمان للأطفال.
4- مقياس مكارثي لتقييم قدرات الأطفال.
كثيرًا ما نقول لأبنائنا أنتم ما زلتم صغارًا، وهذه كلمة تُشعرهم بأنّهم لا يستطيعون التفكير أو التصرّف كالكبار، فيعيشون عالة علينا في كل شيء، وتمرّ الأيام وتكبر أعمارهم، لكن نفوسهم تظلّ صغيرة.
مبادئ تشجيع الصغار على الابتكار :
1- احترام أسئلتهم.
2- احترام خيالاتهم.
3- إظهار أنّ لأفكارهم قيمة.
الأسئلة الذكية لتنمية التفكير الإبداعي لدى الطفل :
1- الاستبدال : ما الذي يمكن استبداله في هذا الشيء؟
2- الدمج أو الإضافة : هل يمكن دمج قطعتين معًا؟
3- التعديل أو التكييف : هل يمكننا تعديل هذا الشيء؟
4- التغيير أو التحوير : هل يمكننا تغيير اللون – الحجم – الطول؟
5- التكبير : كيف يمكننا تكبير الشكل أو الحجم أو زيادة الوزن؟
6- التصغير : كيف يمكننا تصغير الشكل أو الحجم أو تخفيف الوزن؟
7- الاستخدام المختلف : ما الاستخدامات الأخرى للشيء الذي نفكّر فيه؟
8- الحذف : ما الذي يمكن حذفه من أجزاء هذا الشيء؟
9- القلب أو العكس : هل يمكن عكس هذا الشيء أو قلبه؟
10- إعادة الترتيب : هل يمكن أن نُغيّر في ترتيب الحركات أو الأعمال؟
كيف أدخل عالم طفلي؟
شاركه اهتماماته.
قلّد أقواله وأفعاله.
أشعره أنك تفهم أفكاره.
لا تنظر إلى أفكاره وأقواله بدونيّة.
صحّح له ولا تُخطّئه.
لماذا يقبل الأبناء من أصدقائهم كل شيء ولا يتقبّلون من آبائهم أي شيء؟
لأن الأبناء وجدوا من أصدقائهم بيئة تقبلهم (كما هم)، وفي كل وقت، بيئة يُعبّرون فيها عن مشاعرهم بكل حرية وعفوية، بينما تنعدم تلك الأجواء والبيئات في كثير من البيوت.
معادل تقبّل الطفل :
أولًا : الحب من غير شروط ولا قيود.
ثانيًا : اكتشاف مواطن القوة والتميّز لديه ومدحها وإبرازها.
ثالثًا : تعديل السلوكيات الخاطئة التي يمكن تعديلها.
رابعًا : تقبُّل السلوكيات الخاطئة التي لا يمكن تعديلها، وهذا لا يعني الرضا بها.
التقبّل رسالة ثقة : إنّ تقبّل الوالدان للطفل مهما كانت تصرفاته وشقاوته هي رسالة يُترجمها الطفل على أنّه محل ثقة لدى الأسرة، وهذا يعني شعور الطفل بأن أسرته تعتقد أنه يبذل جهدًا في تعديل سلوكه للأفضل، وبالتالي فإنه يكون أكثر انتماءًا لأسرته وأكثر اهتمامًا وانضباطًا.
مفهوم الذات لدى الطفل : هناك ارتباط وثيق بين مفهوم الذات وتقدير الذات؛ فإذا كانت صورة الطفل عن نفسه إيجابية فإنّه من الطبيعي أن يشعر بالاعتزاز والرضا بهذه الذات، والعكس إذا كانت صورته عن ذاته سلبية فسوف يكره ذاته ويحتقرها.
وليس هناك أخطر من أن يكره الطفل نفسه، لأن ذلك سوف يُلجئه لإثبات ذاته بطرق سلبية بعد أن فشل في إثباتها بطرق إيجابية.
خصائص الطفل الذي يتمتع بتقديرٍ عالٍ لذاته :
1- يفخر بإنجازاته ولو كانت بسيطة.
2- يتمتع بالاستقلالية.
3- لديه القدرة على التعبير عن مشاعره.
4- يقبل الخبرات الجديدة بحماس.
خطأ تربوي :
من الأخطاء التربوية التناقض في تربية الطفل، كأن يأمر الأب طفله بشيء معين فتأتي الأم وتأمره بالنقيض، أو أن يكون أحد الوالدين متناقضًا في تعامله مع طفله؛ فتجده تارةً يسمح له بفعلٍ معيّن وتارةً يُعاقبه على ذات الفعل.
وهذا التناقض في أسلوب التربية يؤذي الطفل نفسيًا، ويجعل الصورة التي يودّ أن يرسمها عن ذاته مضطربة وغير واضحة.
فكرة (صندوق بنك العواطف) :
اصنع صندوقًا تُسمّيه (بنك العواطف الأسرية)، واستخدم بطاقات صغيرة وجعلها قسائم إيداع، واعطِ كل ابن قسائم إيداع بلونٍ مختلف، ثم شجّعهم على الإيداع في حسابات أعضاء الأسرة طوال الأسبوع، فمن يصنع له أخوه معروفًا يكتبه في قسيمة إيداع ويضعه في الصندوق، ثم خصّص وقتًا لفتح الصندوق وحساب رصيد كل فرد من أفراد الأسرة، والتكريم يكون لأعلى الأرصدة.
فكرة (ليلة الأسرة) :
ما أحسن الأب المربي والأم المربية حين يختارون موعدًا أسبوعيًا يتوافقون هم وأفراد الأسرة على برنامج مقترح، ويكون هذا اللقاء مسليًا ومكتنزًا بالمفيد والجديد، ومفعمًا بالحيوية والنشاط.
لن تتخيّل أيها المربي مدى التأثير الإيجابي الذي سينعكس على أطفالك ومحبتهم واحترامهم لبعضهم البعض.
كيف أساعد طفلي على اكتساب العادات الغذائية الصحّية؟
1- الحرص على اجتماع الأسرة كاملة على مائدة الطعام.
2- اغرس في نفسه آداب تناول الطعام (غسل اليد ، البسملة ، الأكل مما يلي).
3- استشارة الطفل في شراء الأطعمة الصحّية، والحديث معه عن فوائدها.
4- تشجيع الطفل على طهي الطعام الصحّي، مما يجعله أكثر حماسة لتناولها.
5- جعل الرياضة أحد اهتمامات أفراد الأسرة عمومًا.
6- القدوة الحسنة من الوالدين في تناول الوجبات الصحّية.
7- تجنّب امتداح المطاعم التي تُقدّم الوجبات السريعة.
8- تجنّب مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام.
كيف أَحْمي طفلي من التحرّش الجنسي؟
1- تحصين الطفل وإحاطته بذكر الله.
2- إحاطته بالحب والأمان، حتى يبوح بهمومه وآلامه لوالديه.
3- بناء الثقة بنفسه، وتدريبه على قول (لا) لما لا يُريد.
4- عدم السماح له باللعب مع من هو أكبر منه سنًّا.
5- عدم السماح له بالذهاب وحيدًا مع السائق، أو السماح للخادمة لتحميمه.
6- الاهتمام باللبس الساتر.
7- درّب طفلك على كيفية التعامل في حالات التحرّش، مثل :
- الصراخ بأعلى صوت.
- الهرب من الشخص بسرعة.
- إبلاغ أقرب شخص كبير يُعتبر آمنًا (الأب ، الأم ، المعلم).
أطفال يصعب عليهم التكيف مع الجوّ المدرسي :
1- الطفل المدلّل.
2- الطفل الخجول.
3- الطفل المصاب بقلق الانفصال (انفصال الطفل عن والديه).
4- الطفل المصاب بمرض عضوي.
5- الطفل المُعنَّف داخل الأسرة.
ما الهدف من مرحلة رياض الأطفال؟
من وجهة نظري ليس تعلّم القراءة والكتابة هو الهدف من مرحلة رياض الأطفال .. فهذا الهدف سيتم تحقيقه في المراحل الدراسية اللاحقة، ولكن ما يجب أن نعتني به هو :
تهيئته وتعويده على الجوّ المدرسي.
استثارة تفكيره الإبداعي دون خوف.
تدريبه على الانتباه والاستماع والحديث.
تعليمه النطق الصحيح والتعبير السليم.
رعاية وتنمية حواسّه الخمس واستخدامها استخدامًا سليمًا.
تنمية قدراته الحركية وتفريغ طاقاته بشكل صحيح.
تشجيعه على اتخاذ القرار وإبداء الرأي وتنمية روح المبادرة لديه.
تدريبه على فنون التواصل وتكوين العلاقات الاجتماعية.
تنمية جوانب الملاحظة والاستكشاف.
وسائل تهيئة الطفل لدخول المدرسة :
تحسين الصورة الذهنية عن المدرسة.
الانفصال التدريجي بين الوالدين والطفل.
تدريب الطفل على كيفية التعبير عن حاجاته
(طب الاستئذان ، طلب المشاركة).
التأكّد من استخدام الطفل لدورات المياه بشكل صحيح.
توسيع نطاق الزيارات للأماكن العامة (في حال إذا كان الطفل انطوائي).
تدريب الطفل على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية داخل المدرسة.
تهيئة الظروف المساعدة على النوم المبكّر.
أخذ جولة مع طفلك داخل المدرسة قبل أن تبدأ الدراسة.
اصحب الطفل معك لشراء أدواته المدرسية (وخاصة شراء حقيبته).
طمأنة الطفل أنّه في حال إذا تعرّض لمشكلةٍ ما، فإن هناك من هو كفيل بحلّها.
حُسْن اختيار المدرسة الجيّدة.
 

حرب السلام مع النفس


ارتكبتَ خطأً، اتخذت قرارًا غير صائب ، جرحت مشاعر شخص ما ، فشلت في امتحان ، لم تُكمل واجباتك اليومية ، استيقظت متأخرًا عن صلاة الفجر ، نسيت أن تسدد فاتورة ما ، لم ترتق لمستوى تطلعاتك ولو بالقليل ، قصرت في بر والديك وصلة ارحامك والإحسان إلى جيرانك وتفقد أهلك وابنائك. 
لم تُفلِح في شرح نقاطك أثناء اجتماع أو عرضٍ مهم، فاتك موعدٌ هام ، فاتك زواج زميل عزيز عليك ، كنتَ مُحْرَجًا على ذلك الزواج المهم ، كما أن الارتباك الذي حلّ بك لم يختفي.
تجلعنا مثل هذه الحالات ساخطين على أنفسنا حيث نتساءل لماذا نحن حمقى أو ضعفاء أو غريبي الأطوار أو سخيفين أو حتى مساكين ، فنعاقب أنفسنا بحرمانها من النوم والراحة ونتوجه إلى تقسيم قائمة المهام ، فتخيب ظنوننا بأنفسنا مما يدفعنا الى التفكير فقط بهذه الأمور.
ومع ذلك فهذه هي اللحظات التي يكون فيها الصفح عن الذات أمرًا مهمًا.
يقول الطب النفسي : بأن الصفح عن الذات هو تحمل المسؤولية عن تصرفاتنا برأفة وبجدّية ، كما أشار أنه بتلك الطريقة فكل منا يقول لنفسه: ” أنا مُتَحسّر أنك تصرفت بهذه الطريقة فأنا أتفهم الدافع ، وأود أن أحبك بدلاً من أن أعيبك عليها.”
▪فكيف إذن تُسالم نفسك؟
كيف انشر السلم مع نفسي “ الرحمة هي أساس المسامحة والمسالمه ، فهي تتطلب ممارسة وقد تكون صعبة في البداية. 
لكنها تزودنا بطريقة صحية لنصبح أقوى. إنها تعزز صحتنا وسعادتنا فضلاً على أنها تُلهِمنا وتشجعنا.”
فلنأخذ المثال الآتي: أنت على مقربة من التاريخ المحدد لتسليم بحث مدرسي ٍ ما ولكنك لست مستعدًا لكتابته إطلاقـًا ، فتقول لنفسك: “يجب أن أكتب هذا البحث حالاً وإلا فأنا شخص فظيع وطالب فاشل”.
هل يشجعك مثل هذا القول على أن تمضي قدمًا وتكتب البحث؟
وفي المقابل، ماذا يحدث لو قلت لنفسك “لست مستعدًا لكتابة هذا البحث فالأسبوع كان طويلاً وشاقـًا ولا أشعر بأني قادر على الكتابة ، لِم لا أضع مسودّة فقط.”
مجرد مخاطبة نفسك بهذه الطريقة تحسّن مزاجك ومن المُحتمل أن تدفع بك إلى العمل على البحث ، فالتسامح والسلم فعال ونافع.
إليك بعض الخطوات من أجل تعزيز تسامحك ومسالمتك مع ذاتك آخذة الرأفة كأساس:
▪ ركّز على المسالمة بشقيه:
، فإن السلم مع الذات له مرحلتان ، فالأولى هو أن نسامح أنفسنا عن أي فعل مؤذٍ أو إساءة قمنا بها، كارتكاب خطأ في العمل أو جرح مشاعر شخص ما.
أما الثانية فهي أن نقر بأننا بشر نمتلك مشاعر معقدة وتصرفات لا نستطيع التحكم بها رغم أننا مسؤولون عنها. وأخذت كمثال التحول إلى موقف الدفاع عندما نحس بتهديد ما على الرغم من أن ذلك الشخص لم يقصد إزعاجنا.
يتطلب هذا فعلاً عملاً شاقـًا؛ فإمكانية أنك تستطيع فعل ذلك هي أخبار سارّة ، وفي حالة ما احتجت مساعدة يمكنك أستشارة أخصائي في أي وقت.
▪ تعاطف مع الآخرين:
كثيرًا ما يكون تعاطفنا مع غيرنا أسهل من تعاطفنا مع أنفسنا، فكّر بما سيكون عليه شعورك حيال شخص آخر في نفس الوضعية. 
تأمل في هذا السؤال “هل تستطيع النظر إلى شكوكك وتفهم كيف كنت تبذل قصارى جهدك ماليًا واجتماعيًا وأكاديميًا بالموارد المتاحة لك؟”
▪ اعمل على المسألمة وكن راضيًا عن نفسك:
كانت إحدى النساء تعاني من اضطراب مستعصٍ ما أدّى بها الى عدم حبها وتقبلها لذاتها ، حيث قالت بأن المريضة كانت ترى بأن مشاكلها النفسية اقتحمت كل علاقاتها. فتعاونتا ، الطبيبة والمريضة ، على مسألة حب الذات وتقبلها الى جانب التقليل من حدة الاضطراب الذي كان لسببين وراثي وكيميائي، كما أن هذا الاضطراب زاد من إحساسها والذي بدوره حسّن في علاقاتها وعملها على نحو فريد.
فإن المريضة دخلت معالم تقبل الذات والصفح عنها حيث استطاعت أن تُفصح عما يُخالجها قائلة: “أتمنى فعلاً لو لم يكن الاضطراب صراعًا بهذا الشكل، فقد يكون مرهِقـًا ومُنهِكـًا لي وللناس من حولي. أسعى جاهدة لأتغلب عليه كي لا يتحكم في ردة أفعالي ولا في قراراتي، ولكن في بعض الأحيان يتحكم فيها. 
فهذا ليس خطأي ولكنه حقيقة التعامل مع الاضطراب.”
▪ استعمل عبارات مشجعة:
انتبه إلى ما تقوله لنفسك، حاول أن تستعمل عبارات مشجعة وصادقة. 
▪ إليك أمثلة واقعية:
تتحدث مع نفسك “يا الله، أردت ذلك حقـًا ولكن لم تسر الأمور على ما يُرام، طبعًا أحاسيسي مجروحة”
“يرتكب الناس الأخطاء دائمًا، فنحن بشر.”
“أكره التعلم بهذه الطريقة ولكن ها أنا أفعل ذلك.”
▪ جرّب الخيال:
تصوُّر الأشياء قد يكون فعّالا: تخيّل احتواءك لنفسك في قلبك ، تخيّل أنك تحتضن نفسك، إرسال المحبة بتلك الصورة سيساعد في تعميم المشاعر الإيجابية والتي بدورها تزيد من الإحساس بالرحمة.”
تأكد من جديد على أهمية تقبل فكرة أنك إنسان يخطئ بطبعه ويتخذ قرارات غير مُوفّقة. وأنك ستكسب كثيرًا إن تبنيت هذا الموقف ، وهذا لا يعني رفضنا التحسين في المرات المقبلة ولكن هو ببساطة مواجهة الأحاسيس والتعقيدات التي تجعل منا أناسًا مفعمين بالحيوية وفريدين.

المفاتيح السحرية لترويض طفلك


أعلم أن الأبوة وظيفة مهمة في حياتنا الاجتماعية ، وهي المفتاح لتنشئة أطفال مسؤولين من خلال تحفيزهم وتشجيعهم وتعزيز احترامهم لذواتهم ولغيرهم ، وشعورهم بمحبة والديهم لهم وعطفهم تجاههم ، حتى لا يلجأ الأبناء إلى الانضمام للمراهقين السيئين ، أو الوقوع في المستقبل في شبكة تعاطي المخدرات ، أو الجنس أو الإنتماء لخلايا إلحادية أو ليبرالية أو إرهابية
المفاتيح السحرية في الأسفل ستساعد الوالدين على استخدام طرق ثبتت فاعليتها في تنشئة أبناء مسؤولين ومطمئنين ، وسعيدين. 

▪ استغل لحظات لقائك معه:
إن احترام وتقدير طفلك لذاته يتأثر كثيرا بنوعية الوقت الذي تقضيه معه أكثر من حجم الوقت نفسه ، وذلك بسبب كثرة المشاغل في الحياة اليومية ، حيث أصبح الواحد منّا يفكر في ما سيفعله في المستقبل بدل الاصغاء لما يقوله الطفل والسفر مع عائلتك واطفالك . و دائما ما نتظاهر بالاستماع أو نتجاهل أصلا محاولة تواصل الطفل معنا ، والنتيجة .. سيبدأ بإساءة التصرف ، والاستقلال الفكري المنحاز بعيدا عن الأبوين.
▪ الأفعال أبلغ من الكلمات:
تقول الإحصائيات التربوية أننا نعطي أبناءنا أكثر من ألفي أمر يوميا. فهل أصبح الأطفال أصماء عن تعليمات الوالدين؟! بدلا من أن تصرخ في وجه الطفل ، اسأل نفسك “ ما الذي علي فعله؟”، فمثلا لو طلبت من طفلك أن يبسط جواربه قبل أن يحضرها للغسيل… ولم يفعل !! اغسل فقط الجوارب المبسوطة. الأفعال أبلغ من الكلمات.
▪ أعط أطفالك الفرص المناسبة ليشعروا بالقوة:
إذا لم تفعل، فسيبحث أبناؤك عن طرق أخرى ليشعروا بقوتهم ونشاطهم وحيويتهم . فمثلا أطلب نصيحتهم، أو اسمح لهم بالاختيار، أو دعهم يساعدوك في المطبخ أو عند التسوق. الطفل في سن الثانية على سبيل المثال يستطيع غسل الصحون البلاستيكية و غسل الفواكه … وغيرها. غالبا ما نقوم بهذه الأشياء بمفردنا لنتجنب المشاحنات ، ولكن الأطفال بهذه الطريقة يشعرون بأنهم غير مهمين.
▪ استخدم العواقب الطبيعية:
أسأل نفسك ماذا سيحصل لو لم أتدخل في هذا الموقف؟ نحن إذا تدخلنا في موقف لا يحتاج منّا للتدخل، فسنحرم أطفالنا فرصة التعلم من عواقب تصرفاتهم. وحين نسمح للعواقب أن تأخذ مجراها، فنحن نتجنب المشاحنات التي قد تحدث جراء التوبيخ والتذكير المبالغ فيه. على سبيل المثال: إذا نَسِيت طفلتُك وجبة الغداء، فلا تقم باحضارها لها ، دعها تبحث عن الحل ، وتتعلم أهمية التذكر.
▪ اجعل عقابك منطقيا:
في كثير من الأحيان تظهر النتائج في المستقبل البعيد. ولذلك لا يمكن استخدام ردة الفعل الطبيعية وتكون ردة الفعل المنطقية أفضل في هذه الحالة، فردة فعلك للطفل يجب أن تتناسب مع فعله حتى تنجح، فمثلا عندما يتأخر الطفل عن الركوب بالسيارة للذهاب للنزهة فعقابه يكون بعدم السماح له بالخروج من المنزل لمدة أسبوع مثلا ، هذه العقوبة ستزيد من استيائه. ولكن عندما تجعل الطفل يدفع ثمن التأخير أو تجعله يقوم بعمل ما بقيمة الغرامة التي تم دفعها ، عندها سيرى الطفل المنطق في العقوبة وسيفهم خطأه.
▪ انسحب من النزاعات:
إذا كان طفلك يحاول اختبار مزاجك، أو يتكلم بغضب أو بطريقة وقحة، من الأفضل لك أن تغادر الغرفة، أو أن تخبره أنك في الغرفة المجاورة إذا أراد إعادة المحاولة، ولكن لا تغادر غاضبا أو مهزوما.
▪ افصل بين الفعل والفاعل:
لا تقل لطفلك أبدا أنه سيء، فهذا سيؤثر على تقديره لذاته، احرص أن تصل لابنك الرسالة الصحيحة، أنك تحبه ولكن تصرفه هو ما يغضبك، حتى يحب الطفل نفسه ويثق بنفسه، يجب أن يشعر أنه محبوب بدون شروط. لا تشجع طفلك للقيام بأمر عن طريق تهديده بعدم محبته. اسأل نفسك دائما هل طريقتي في تهذيب طفلي تنمي من احترامه لذاته؟
▪ كن لطيفا وصارما في نفس الوقت:
لنفترض مثلا أنك أخبرت طفلتك ذات الخمس سنوات أنها إن لم ترتدي ملابسها خلال الوقت المحدد فإنك ستحملها إلى السيارة، وذلك لأنك قد أخبرتها سابقا أن ترتدي ملابسها إما في السيارة أو في المدرسة، فإذا انتهى الوقت ولم تنتهي بعد، نفذ ما قلته لها، ولكن احملها بلطف، وإذا شككت في تصرفك، اسأل نفسك هل شجعتها بحب أم بتخويف.
▪ مارس التربية مع وجود الغاية:
معظم الآباء يفكر بعقلية محاولة السيطرة على الأمور بأسرع صورة ممكنة، نبحث دائما عن الحل الأسرع والأسهل، الأمر الذي يؤثر على الأطفال لشعورهم بالانهزام. ولكن لو فكرنا في المستقبل وفي ما نريد أن يغدو إليه أبنائنا في المستقبل، سنتصرف بطريقة مغايرة، فضرب الطفل مثلا قد يحوله لشخص عدواني عندما يكبر.
▪ أثبت على كلمتك:
لو أنك مثلا قلت لطفلك إنك لن تسمح له بشراء الحلوى، فلا تسمح له حتى لو صرخ وبكى وتوسل، وهذا سيجعله يحترمك أكثر، لأنك تعني ما تقول.

إلى أي شيء ينظرون ؟

استوقفني قول الله تعالى : { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } فدار في عقلي سؤال إلى أي شيء ينظرون و هم في جنة الله تعالى في قمة الملك و النعيم و السعادة ؟ ما الذي شده عقولهم و سحر أعينهم ؟ على أي شيء يطلون من تلك الأرائك العالية ؟ ماذا رأوا حتى اكتست وجوههم كل تلك النضارة التي وصفهم الله بقوله : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } ؟ 
إلى أي شيء ينظرون ؟
أهم ينظرون إلى القصور و الخيام و الغرف التي أعدها الله لهم فسلبت عقولهم بجمالها و بهائها و سعتها و عظمتها التي و صفها رسول الله صلى الله عليه فقال ؟
فها هو صلى الله عليه و سلم يسأل عنِ الجنَّةِ، ما بِناؤها؟ قال: "لَبِنَةٌ ذهَبٌ، ولَبِنَةٌ فِضَّةٌ، و ملاطُها المسْكُ، وحَصْباؤها اللُّؤْلُؤ والياقوتُ، وتُرابُها الزعْفَران، مَنْ يدخُلُها يَنْعَمُ ولا يَبْأَسُ، وُيخلَّدُ؛ لا يموتُ، لا تبْلى ثِيابُه، ولا يَفْنى شَبابُه" رواه أحمد و حسنه الألباني 
و يخبر عن خيامها - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيقول:"إنَّ في الجنَّة خَيْمةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مجوَّفَةِ، عَرْضُها ستّونَ ميلاً، في كلِّ زاويةٍ منْها أهلٌ ما يرونَ الآخَرين، يَطوفُ عليهم المؤْمِنُ، وجنَّتانِ مِنْ فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهِما، وجنَّتانِ مِنْ ذَهبٍ آنِيَتُها وما فيهِما) رواه البخاري و مسلم
يا لله ما أجمل المنظر و ما أسعد الحياة خيمة من لؤلؤة يُرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها و جنتان من فضة قصورها من فضة أنيتها من فضة و كل شيء فيها من فضة و جنتان من ذهب قصورها من ذهب أنيتها من ذهب و كل شيء فيها من ذهب .
إلى أي شيء ينظرون ؟
أهم ينظرون إلى خدمهم من الوالدان كاللؤلؤ بالمئات يسارعون إلى خدمتهم في حركة دائبة لا يملون من التطواف عليهم كما أخبر عنهم جل و علا بقوله :{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } 
يحدثنا عن منظر هذا التطواف عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيقول "إنَ أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً مَنْ يَسْعى عليه ألْفُ خادمٍ، كلُّ خادِمٍ على عمَلٍ ليسَ عليه صاحبُه. قال: وتلا هذه الآية {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} رواه البيهقي و صححه الألباني
إلى أي شيء ينظرون ؟
أهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم من الأطعمة و الأشربة التي يطوف بها عليهم الوالدان كما أخبر عن ذلك ربنا جل و علا بقوله : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب و أكوب و فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين و أنتم فيها خالدون } و قال سبحانه { طُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } و قال سبحانه { لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون } .
و يكشف لنا نبينا صلى الله عليه و سلم جانباً من ذلك النعيم في الحوار الذي دار بينه و بين اليهودي حين سأله اليهودي فقال : يا أبا القاسِم! ألسْتَ تزعُم أنَّ أهلَ الجنَّة يأكُلون فيها ويشْرَبون؟ -ويقولُ لأَصْحابِه: إنْ أقَرَّ لي بهذا خصَمْتُه-، فقالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بلى والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده، إنَّ أحَدهُم لَيُعْطى قوةَ مِئَةِ رجلٍ في المطْعَمِ والمشْربِ والشهوَةِ والجِماعِ".فقال اليهوديُّ: فإنَّ الذي يأْكُل ويشْرَبُ تكونُ له الحَاجةُ! فقال له رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"حاجَتُهم عَرَقٌ يَفيضُ مِنْ جُلودِهِمْ مثلَ المسْكِ، فإذا البطْنُ قد ضَمَرَ" ورواه ابن حبان و صححه الألباني 
و يصف صلى الله عليه و سلم الطير الذي يأكله أهل الجنة كما أخبر الله بقوله : { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } فيقول : "إنَّ طيرَ الجنَّة كأمْثال البُخْتِ ترعى في شجرِ الجنَّةِ" فقال أبو بكْرٍ: يا رسول الله! إنَّ هذه لطيرٌ ناعِمَةٌ. فقال: "أكَلَتُها أنْعَمُ منها -قالها ثلاثاً-، وإنِّي لأرْجو أنْ تكونَ مِمَّنْ يأكُلُ مِنْها" رواه أحمد بإسناد جيد.
إلى أي شيء ينظرون ؟ 
أهم ينظرون إلى حدائق الجنة و أشجارها التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه و سلم : "إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يسيرُ الراكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عام لا يقْطَعُها، إنْ شئْتُم فاقْرؤوا: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} "رواه البخاري والترمذي.
و قال ابن عباس رضي الله عنه "نَخلُ الجنَّة جذُوعُها مِنْ زمُرُّدٍ خضْرٍ، وكَرَبُها ذهَبٌ أحمرُ، وسعْفُها كِسْوةٌ لأهْلِ الجنَّةِ، منها مُقَطَّعَاتُهم وحُلَلُهم، وثمرُها أمثالُ القِلالِ والدلاء أشدُّ بيَاضاً مِنَ اللَّبنِ، وأحْلى مِنَ العَسلِ، وألْيَنُ مِنَ الزبْدِ، ليس فيها عَجَمَ (أي نوى ) "رواه والحاكم و صححه الألباني
و أخبر عن ساق تلك الأشجار فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما في الجنَّة شجَرةٌ، إلا وساقُها مِنْ ذَهبٍ". رواه الترمذي 
و أخبر عن ثمرها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "عُرِضَتْ عليَّ الجنَّة فذهبتُ أتناوَلُ منها قطْفاً أُريكُموه، فحيلَ بيْني وبينَه". فقال رجلٌ: يا رسولَ الله! ما مَثَلُ الحبَّة مِنَ العِنَبِ؟ قال: "كأعْظَم دَلْوٍ فَرَتْ أُمُّك قَطُّ".رواه أبو يعلَى و حسنه الألباني
و هذا البراءِ بنِ عازبٍ رضي الله عنه يفسر قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} فيقول : "إن أهل الجنة يأكلونَ من ثمار الجنةِ قياماً وقعوداً ومضطجعين [على أي حال شاؤوا] رواه البيهقي و صححه الألباني .
و يصف النبي صلى الله عليه و سلم سدر الجنة فيقول : ("أليسَ الله يقول: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}، خَضَدَ الله شوْكَهُ، فجعلَ مكانَ كلِّ شوْكَةٍ ثمرةً؛ فإنَّها لتُنْبِتُ ثَمراً، تَفَتَّق الثمرةُ مِنْها عنِ اثْنَيْنِ وسبْعينَ لَوْناً مِنْ طعامٍ، ما فيها لونٌ يُشْبِه الآخَرَ" رواه ابن أبي الدنيا و صححه الألباني 
إلى أي شيء ينظرون ؟
أهم ينظرون إلى أنهارها و عيونها التي أخبر الله جل و علا عنها فقال : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } 
و وصف صلى الله عليه و سلم تلك الأنهار في الجنة فقال : ( إن اللهَ عز وجلَّ أحاطَ حائطَ الجنةِ لبنةً من ذهبٍ، ولبنةً من فضةٍ، ثم شقق فيها الأنهار، وغرسَ فيها الأشجار، فلما نظرت الملائكة إلى حُسنها قالت: طوبى لك منازل الملوك) رواه البيهقي و صححه الألباني .
و أخبر عن أحدها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال -: "الكوثَرُ نهرٌ في الجنَّةِ، حافَّتاهُ مِنْ ذَهبٍ، ومَجْراهُ على الدرِّ والياقوتِ، تُرْبتُه أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، ومَاؤه أحْلى مِنَ العَسلِ، وأبَيضُ من الثَّلْجِ". رواه ابن ماجه، والترمذي و صححه الألباني
و أخبر عنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( "أنْهارُ الجنَّة تخرُج مِنْ تحتِ تلالِ -أو مِنْ تحتِ جبالِ- المسْكِ". رواه ابن حبان و صححه الألباني 
طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن شرب من تلك الأنهار و أغترف .
إلى أي شيء ينظرون ؟
أهم ينظرون إلى الحور اللاتي وصفهن الله فقال : وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ } فيحار الطرف من حسنهن و جمالهن :
حور حسان قد كملن خلائقاً *** و محاسناً من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي ... قد ألبست فالطرف كالحيران 
ويقول لما أن يشاهد حسنها ... سبحان معطي الحسن والإحسان
إنها الحوراء التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه و سلم فقال( يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن )
غادة ذات دلال ومرح ... يجد الناعت فيها ماأقترح ..
زانها الله بوجه جمعت ... فيه أوصاف غريبات الملح ..
وبعين كحلها من غنجها ... وبخد مسكه فيه رشح ..
ناعم تجري على صفحته ... نظرة الملك ولألاء الفرح ..
إنها الحوراء التي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عنها بقوله : ( لو اطلعت على أهل الأرض لملأت ما بين المشرق و المغرب ريحاً ) لله تلك الرائحة الطيبة فكيف بقربها و مؤانستها ؟
إنها الحوراء الكاعب التي نهودها كالرمان لا تتدلى أبداً كما وصفها الله فقال (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا)
إنها الحوراء جميلة الملابس قد ألبست سبعون حلة فأي لون أردت أن تراه عليها رأيته أما منديلها الذي تضعه على رأسها يشع وجهها نوراً و ضياء كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( ولو اطّلَعتِ امْرأَةٌ مِنْ نساءِ الجنَّةِ إلى الأرض لملأَتْ ما بينَهُما ريحاً، ولأضاءَتْ ما بيْنَهُما، ولَنَصيفُها -يعني خِمارَها- على رأسِها خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها) رواه البخاري ومسلم.
وصفها القائل فقال :
ولله كــم مــن خـيــرةٍ إن تبـسـمـت... أضــاء لـهـا نــور مــن الفـجـر أعـظـم 
فـيـا لــذة الأبـصـار إن هــي أقبـلـت... ويـا لــذة الأسـمــاع حـيــن تـكـلــم 
ويا خجلت الغصن الرطيب إذا انثنـت... ويا خجـلـت الفجـريـن حـيـن تبـسـم
إنها الحوراء العروب المتحببة إلى زوجها بأجمل عبارات الوداد وأحسن ألفاظ الحب و الغرام و صفها الله بقوله :{ عُرُبًا أَتْرَابًا } 
إنها الحوراء التي إذا اشتقت إلى سماع الغناء قامت تغني عند رأسك و ترقص و تتمايل فتتحرك الأشجار لرقصها و غنائها فتصدر صوتاً ما سمع مخلوق بمثله كما أخبر رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ ، وَلاَ شِرَاءٌ ، ... وَإِنَّ فِيهَا لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ ، يَرْفَعَنْ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَرَ الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا ، يَقُلْنَ : نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيدُ ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسُ ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا ، وَكُنَّا لَهُو ) رواه ابن ابي شيبة بسند حسن لغيره
و حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : (إنَّ أزْواجَ أهْلِ الجنَّةِ ليُغَنِّينَ أزْواجَهُنَّ بأحْسنِ أصواتٍ ما سمِعَها أحدٌ قَطُّ، إنَّ مِمّا يُغَنِّينَ به:
نحنُ الخيْراتُ الحِسَانُ، أزواجُ قومٍ كِرام، ينظُرونَ بقُرَّةِ أعْيان.
و إن مِمّا يُغَنِّينَ به:
نحنُ الخالِداتُ فلا نَمُتْنَهْ.
نَحنُ الآمِناتُ فلا نَخَفْنَهْ.
نحنُ المُقيماتُ فلا نَظْعَنَّهْ" رواه الطبراني وصححه الألباني
يقول ابن القيم رحمه الله :
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ فَإنَّـهُ مُلِئَـتْ بِهِ الأذُنَـانِ بِالإحْـسَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ وَطِيبِـهِ مِنْ مِثْـلِ أقْمَـارِ عَلَى أغْـصَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ فَكَمْ بِهِ لِلْقَـلْبِ مِنْ طَرَبٍ وَمِـنْ أشْجَـانِ
وَاهـاً لِذَيَّاكَ الـسَّمَـاعِ وَلَمْ أقُـلْ ذَيَّـاكَ تَـصْـغِـيراً لَهُ بِلِسَـانِ
مَا ظَنُّ سَامِعِهِ بِصَـوْتٍ أطْيَبَ الـ أصْوَاتِ مِنْ حُورِ الـجِنَانِ حِسَانِ
نَحْنُ النَّـوَاعِمُ وَالخَـوَالِدُ خَيْرَا تٌ كَامِـلاتُ الـحُسْنِ وَالإحْسَـانِ
لَسْنَا نَمُـوتُ وَلا نَخَافُ وَمَالَنَا سَخَطٌ وَلا ضِغْـنٌ مِنَ الأضْـغَـانِ
طُوْبَـى لِمَـنْ كُنَّـا لَهُ وَكَـذَاكَ طُوبَى لِلِّذِي هُـوَ حَظُّنَـا لَفْـظَانِ
فِي ذَاكَ آثَـارٌ رُوِينَ وَذِكْـرُهَا فِي التَّـرمِذِيِّ وَمُعْجَمِ الـطَّبَـرَانِي
إنها الحوراء التي وصفها الله بقوله : { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا } الواقعة 35/36 إي أنها كلما وطأت عادت بكراً 
و يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال : أنطأ في الجنة ؟ قال : ( نعم والذي نفسي بيده دحماً دحماً ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا ) رواه ابن حبان وصححه الألباني 
إنها الحوراء التي وصفها ابن القيم رحمه الله فقال : اللاتي جرى في اعضائهن ماء الشباب فللورد و التفاح ما لبسته الخدود و للرمان ما تضمنته النهود وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور و للرقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبيبين ، يرى وجهه في صحن خدها و يرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره جلدها و لا عظمها و لا حللها لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحا و لاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لها ما بين الخافقين ولأغمضت عن غيرها كل عين و لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ولآمن من على ظهرها بالله الحي القيوم و نصيفها على رأسها خير من الدينا و ما فيها .
إلى أي شيء ينظرون ؟ 
أهم ينظرون إلى وجه ربهم جل و علا كما أخبرهم جل و علا بقوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } 
و يصف رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظرهم إلى ربهم فيقول : "إذا دخَل أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، يقولُ الله عزَّ وجلَّ: تُريدون شيْئاً أزيدُكم؟ فيقولون: ألَمْ تبيِّضْ وجوهَنا؟ ألَمْ تُدخلْنا الجنَّةَ وتُنَجِّنا مِنَ النارِ؟ قال: فيُكْشَفُ الحِجابُ، فما أُعْطوا شيْئاً أحبَّ إليْهِم من النظَرِ إلى ربِّهم. ثُمَّ تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} " رواه مسلم والترمذي والنسائي.
إن الذي يستعرض هذه الجولة التي أخذتها أعين المنعمين في الجنة يظهر له بوضوح قول الله جل وعلا : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } و قول الله جل وعلا : (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنُ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) رواه البخاري 
أخي بعد هذه الجولة , ألا تمني نفسك أن تكون من أصحاب الأرائك و النضرة ؟ ألا شوقٌ يحدو الأرواح و يهيج المشاعر و ينهض بالعزائم فيدفعها للمسارعة إلى التوبة و العمل و الانطراح بين يدي الله و الإلحاح عليه في طلب الفوز بالجنان .
يا من يرسل عينه فيما حرم الله بادر بالتوبة إلى الله و منها بهذا النظر ، و أعرض عليها تلك المشاهد .
اسأل الله العلي العظيم الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد البر الرحيم أن يدخلنا الفردوس الأعلى من الجنه .
شائع محمد الغبيشي

2016-03-21

التنشئة الاجتماعية في الأسرة:

صورة ‏رخصة قيادة الأسرة‏.

التنشئة الاجتماعية في الأسرة:
التنشئة الاجتماعية واسعة، ويتسع نطاقها بدءًا من آداب المائدة إلى التعاليم الدينية، ومن الاتجاهات الدينية تتسع معاني الاقتصاد والادخار وأساليبه، ومن المنزل والتعامل مع الأب والأم والأخوة، إلى المجتمع من الأقارب والمعلمين والأصدقاء.
تتعدد عناصر التنشئة الاجتماعية وتتفاوت في بساطتها وتعقيدها، فالطفل يتعلم معظم التدريبات والآمال والمعاني دون أن يشعر بذلك شعورًا واضحًا، فقد يكتسب من الرفاق بعض الأساليب الاجتماعية وبعض معايير النجاح، فعملية التطبيع الاجتماعي تختلف من حيث بساطتها وتعقيدها من مجتمع إلى آخر، فلكل مجتمع نموه التاريخي وأنماطه الثقافية العامة، ومشكلاته وحاجاته، وفي المجتمعات البسيطة تتحكم التقاليد والعادات في عملية التطبيع الاجتماعي، أما في المجتمعات المعقدة فإن العملية تكون معقدة أكثر، فلا يقتصر على تقليد الأبناء إنما يكون لديهم أنماط مختلفة، وقد تكون متعارضة مع الأهل، فيجب تقبل ما يختارونه منها وتوجيه سلوكهم على ضوئها.
المقصود بالتربية الاجتماعية: تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة، وأصول نفسية نبيلة تنبع من العقيدة الإسلامية، والشعور الإيماني العميق، ليظهر الولد في المجتمع على خير ما يظهر من حسن التعامل، والأدب والاتزان والعقل الناضج، والتصرف الحكيم...
وهذه المسؤولية في التنشئة من أهم المسئوليات لدى الآباء، بل هي حصيلة التربية الإيمانية، والخلقية والنفسية، لكونها الظاهرة السلوكية والوجدانية التي تربي الولد على أداء الحقوق، والتزام الآداب والرقابة الاجتماعية، وحسن التعامل مع الآخرين.
بعض الوسائل العملية التي تؤدي إلى تنشئة اجتماعية فاضلة:
غرس الأصول النفيسة النبيلة التي لا تتكامل إلا بتحقيقها، وهي بالوقت نفسه قيمة إنسانية خالدة والتي يسعى الإنسان إلى غرسها بأبنائه:
التقوى: فتقوى الله هي منبع الفضائل الاجتماعية كلها، والسبيل الوحيد في اتقاء المفاسد والشرور والآثام والأشواك، بل هي الوسيطة الأولى التي توجد في الفرد وعيه الكامل لمجتمعه، ولكل من يلتقي معهم من أبناء الحياة. ولقد أكد عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله ) التقوى ها هنا ( ما يؤكد أهمية هذا الأصل في التربية الاجتماعية ولا سيما في النهي عن مساس الكرامة، والإضرار بالناس.
الأخوة: هي رابطة تورث الشعور العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام.. فهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في نفس المسلم أصدق العواطف النبيلة في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار والرحمة والعفو عند المقدرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ (سورة الحجرات، آية: 10).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ( أخرجه البخاري ومسلم. فيجب أن نُنشِّئ أبناءنا على خُلق الأخوة والمحبة.
الرحمة: هي رقة في القلب وحساسية في الضمير تستهدف الرأفة بالآخرين والعطف عليهم، وتهيب بالمؤمن أن ينفر من الإيذاء، ويبعد عن الجريمة ويصبح مصدر خير وبر وسلام للناس أجمعين: قال -عليه الصلاة والسلام-: ) الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد. فعلى هذا الخُلق النبيل نُنشِّئ أبناءنا.
الإيثار: هو خُلق نبيل يترتب على تفضيل الإنسان غيره ويقصد به وجه الله تعالى، ويدل على صدق في الإيمان وصفاء السريرة وطهارة النفس، وهو دعامة كبيرة من دعائم التكامل الاجتماعي، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية: 237). فهذا الخلق العظيم من العفو والصفح والتسامح والحلم يدل على إيمان راسخ وأدب إسلامي رفيع.
التزام الآداب الاجتماعية العامة: من القواعد التي وضعها الإسلام في تربية الولد اجتماعيًّا تعويده منذ نعومة أظافره على آداب اجتماعية عامة أدبنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة، مثل: آداب الشراب وآداب الأكل. عن عائشة رضي الله عنها قال -عليه الصلاة والسلام-: ) إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: باسم الله أوله وآخره ( رواه أبو داود والترمذي.
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) يا غلام سَمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما ) أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه (.
إن من أهم العلاقات التي يعيشها الابن هي بشكل خاص مع أفراد أسرته، إلا أننا نريد أن يكون له علاقة جيدة مع الآخرين من أقارب وأصدقاء، فمن الآداب التي نربي أبناءنا عليها في التعامل مع الآخرين: آداب السلام، والاستئذان، والعطاس، وغيرها من الآداب الاجتماعية.
قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴾ (سورة النور، آية: 27).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير ( رواه الشيخان.
قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ (سورة النور، آية: 59).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع (.
روى ابن السني وأبو داود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ) إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله تعالى واستغفرا، غفر الله عز وجل لهما (.
من الآداب الاجتماعية الهامة التي يجب على الأهل أن يهتموا بها هي أدب الحديث والكلام مع الآخرين، وكيف يستمع منهم، وكيف يحاورهم.
مراعاة حقوق الآخرين: مثل حق الوالدين، والمعلم، والأرحام، والكبير، والرفيق، فيجب تدريب الأبناء وتنشئتهم على احترام الوالدين قال تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ (سورة الإسراء، آية: 24).
فيعتبر احترام الوالدين وبرهما من أفضل الحقوق ومنبع الفضائل الاجتماعية، فمن السهل على الولد الذي تربى على بر والديه واحترامهما أن يتربى على احترام الجار والكبير والمعلم واحترام الناس جميعًا. فهذه الآداب تدل على أن الإسلام دين اجتماعي جاء لإصلاح المجتمعات الإنسانية.
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها، فما على الوالدين والمربين إلا أن يربوا هذا الجيل الناشئ على هذه الآداب الاجتماعية الفاضلة، وأن يبدءوا معهم منذ الصغر لتكون الثمرات أفضل، والنتائج أحسن، والله سبحانه سيثيبهم خيرًا.
المراجع:
· ( كيف تربي طفلك ) أ.د. محمد علي المرصفي.