السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-08-29

هل تعرف مخترع الإنترنت؟

صورة ‏قلم يكتب‏.

هل تعرف مخترع الإنترنت؟
#
#
#
تخيل عالمك من دون انترنت كيف يمكن أن يصبح ؟ كيف يمكن أن تسير كل مدارات الحياة من أبسط تفاصيلها لأعقدها من دونه ؟
لا بد وأنك اكتشفت أن الحياة وبما فيها من متابعة للأحوال الجوية من أعاصير وفيضانات وبراكين,وحركة السير من قطارات وسيارات, وحتى الحركة البحرية للسفن وغيرها,وكل حياتنا الماليه والإقتصادية وحتى الأجتماعية والكثير من الأمور الحياتيه لايمكن أن تسير بنسق ودقة إلا بوجود الإنترنت ..... ومع كل هذا من له الفضل العظيم علينا بوجود الإنترنت ؟؟
تيم بيرنرز لي ..... ولد في لندن عام 1955م وتخرج من جامعة اكسفورد. وقضى سنتين بالعمل مع شركة بليسي للاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة,ومن بعدهاعمل في قسم نظم المبادلات التجارية وسباقات الرّسائل وتكنولوجيا شفرة التّعرّف.
إلى حين ذلك وفي عام 1989م اقترح مشروع لغة تعليم النص المترابط أو ما يدعى بالنص العالمي المترابط، وهو ما عُرف فيما بعد بالشبكة العالمية World Wide Web، و وضع أسس أول برنامج مستقل لتصفح إنترنت.
وتم اكتشافه للإنترنت في معهد سيرن في عام 1991م, وحصل على جائزة الألفية الأولى والأكبر للتكنولوجيا التي قدمت من قبل مؤسسة جائزة التكنولوجيا الفنلندية في هلسنكي, والتي كانت عبارة عن مليون يورو,محققاَ بذلك أهم شرط بالجائزة وهو تحسين حياة البشر بشكل مباشر .
وفي 1994 انضم تيم إلى مختبر علوم الكمبيوترفي معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا كمدير لمنطمة W3C ، ومع الفرق العاملة في معهد ماساشوسيتس وINRIA في فرنسا أخذت المجموعة تتحقق من إمكانية الويب الكاملة، لضمان استقراره وعمله الجيد والسريع والتحولات الجديدة لاستعماله اللغوي.
وقد قام باختراعه هذا بربط الناس مع بعضهم بهذه الشبكة العالمية ,ليجعل العالم قرية صغيرة يتناقل الناس أخبارهم ويتعرفوا على ثقافات غيرهم من بلدان عربية وغربيه,وليسهل علينا كثير من الجهد واختصر الكثير من الوقت باختراعه ربما يكون الأروع في حياة البشرية أجمع .
للإنترنت فوائد كثيرة منها :
سرعة إرسال المعلومات وسهولة نقلها .
يعتبر محفظة متنقلة للمعلومات الشخصية .
وجود وسائط عديدة ومتنوعة .
التمكن من التواصل مع الآخرين ف أي زمن ومكان .
سهولة البحث عن المعلومة.
التمكن من الشراء من خلال الانترنت .
التسويق لمنتج أو خدمة والوصول الى عملاء جدد .
يمكن استخدام الانترنت كوسيلة تجارية من خلال انشاء مواقع الكترونية توفر خدمة معينة .
يعتبر الانترنت وسيلة ترفيه حيث يمكن للشخص الدخول الى مواقع العاب او فيديو او الاستماع للأغاني من خلاله .
"ولا يقتصر الانترنت فقط على الايجابيات والفوائد بل له سلبيات كثيرة أيضاً وهو استخدام ميزاته بأمور سيئة وخاطئة".

نصائح من أجل دراسة صحيحة

صورة ‏قلم يكتب‏.


الدراسة: هي عملية أو نشاط يؤديه الفرد، حيث يقوم الفرد في هذا النشاط بتكريس جزء من وقته للقراءة والكتابة، والحفظ الفهم، والبحث والاطلاع في أحد العلوم أو المواد العلمية، بحيث يقصد بهذه الدراسة الإلمام والإحاطة بهذا العلم أو بجزئياتٍ منه.
* إن الدراسة هو وسيلة التعلم والمعرفة، فعن طريقها يستطيع الإنسان اكتساب العلوم والمعارف المختلفة، كما أنها مهمة جدًا وخاصة في المراحل العمرية المبكرة. ولا بد للإنسان من أن يعتني بهذه الوسيلة بشكلٍ ممتاز حتى يستفيد منها أقصى استفادة، ويستطيع بواسطتها من اكتساب العلوم والمعارف بكفاءة وفاعلية.
* إن من أهم الأمور التي يجب أن يراعيها الفرد قبل البدء بالدراسة:
* أن يكون مهيئًا نفسيًا وذهنيًا لتلك الدراسة، حيث يحاول أن يُرَغِّب نفسه بالقيام بها وإنجازها، ويحاول أيضًا أن يُصَفِّي ذهنه من كل المشاكل والهموم.
* أن يكون لديه النشاط والوقت الكافي للدراسة.
* اختيار الوقت المناسب، فوقت الدراسة هو من الأمور الجوهرية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وعدم إهمالها؛ لأن هذا الوقت هو من المؤثرات المهمة على الفاعلية والكفاءة في عملية الدراسة. ويُخْطأ الكثير من الطلبة عند القيام بالدراسة في الأوقات الليلية، فالليل هو من أسوأ الأوقات للدراسة، ومن الأفضل الابتعاد عنه، ويُنْصح أن يكون وقت الدراسة في الصباح الباكر في وقت السَّحَر والفجر، فوقت الصباح الباكر هو من الأوقات المباركة. ويخطأ أيضًا العديد من الطلاب عندما يختارون أوقاتًا حرجة للدراسة، كأن يَشْرَعوا بالدراسة قبل الامتحان بيوم واحد!
اختيار المكان المناسب، فاختيار المكان المناسب لا يقل أهمية عن اختيار الوقت المناسب، فمن الأفضل أن يختار الطالب عند الدراسة مكانًا هادئًا ومريحًا، وأن يجلس في هذا المكان جلسة صحية على مقعدٍ مريح، وأن يكون ذلك المكان مُضَاءً بإضاءة مناسبة.
ومن الطرق والأساليب التي يجب اتباعها أثناء الدراسة: 
 * وضع خطة دراسية، أو جدول دراسي يتم فيه تنظيم المواد التي يجب دراستها، وتحديد فترات زمنية معينة تتناسب مع كل مادة.
قراءة المادة الدراسية قراءة أولية، ومن ثم إعادة قراءتها قراءة فاحصة متأنية مع تدوين الملاحظات حول المواضيع والنقاط المهمة.
* أن يقوم الطالب بحفظ ما يجب حفظه، وفهم واستيعاب ما يجب فهمه واستيعابه من تلك المادة الدراسة.
* ألا يغفل الطالب عن المراجعة لما قد درسه، فهذه المراجعة مهمة جدًا في تثبيت ما تم دراسته، واستعادة ما تم نسيانه.
* اتخاذ فترات معينة للراحة أثناء الدراسة.
كما يجب على الطالب أثناء الدراسة ألا يغفل عن أداء العبادات المفروضة عليه كالصلاة، وألا يفرط بها بحجة الدراسة، فهذه الدراسة لن تتم ولن تكون مباركة ومفيدة إن لم يَتَّق الطالب ربه.
وعلى الطالب في كل الأحوال أن يَتَحَلَّى بالصبر والدعاء. ونسأل الله التوفيق للجميع، والحمد لله رب العالمين.

نظرة عامة حول طرق التعليم :

صورة ‏قلم يكتب‏.


طرق التدريس التقليدية
لا شك أنّك دخلت المدرسة وتعلّمت الكثير منها، من علومٍ، وحسابٍ، وأدبٍ، وتاريخٍ، وغيرها، ولا شك أنّ الدور في عمليّة التعليم تلك كان مقتصراً على المعلّم وحسب؛ بل إنّ الطالب لا يشترك أبداً في هذه العملية، فقد كان المعلّم ما إن يدخل إلى الغرفة الصفية حتّى يبدأ بملء السبورة بعشرات الكلمات، ولم يكن الطالب يفعل شيئاً إلّا أن ينسخ ما قام بكتابته المعلّم؛ أي إنّ عملية التعليم كانت متمحورةً حول نوع واحدٍ من أساليب التعليم وهو التعليم المباشر، وهذا النوع يقتصر على دور المعلم، أي إنّ المعلّم يقوم بنقل المعلومة للطلاب، ويعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على التلقين وحسب.
ولكن هذا الأسلوب في التّعليم لا يحاكي جميع مستويات التعليم؛ بل هو يعتمد على مستوى التذكّر فقط، وقد تطوّرت أساليب وطرق التدريس الحديثة، ويقصد بأساليب التدريس أو استراتيجيّاتها، بأنّها عملية إيصال المادة العلميّة للطلاب من قبل المعلم، وذلك بشتّى الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها لتتماشى مع جميع مستويات التفكير لدى الطلاب.
وهذه الطرق لم تأتِ عبثاً أو أنها وليدة الصدفة؛ بل هي نتاج تجارب وأبحاثٍ عقدت على مدّةٍ طويلةٍ من الزمن، وتمّ الوصول إليها بعد جهدٍ كبيرٍ، وبما أنها متعددةٌ ومتنوعة فهي تقوم بإيصال المادة العلميّة للطالب بأسهل وأيسر الطرق، ومن الممكن استخدام أكثر من طريقةٍ لإيصال المعلومة ذاتها، وذلك حسب ما يراه المعلّم ومدى تقبل الطلاب لها.
ومن الممكن أن يقوم المعلّم باستخدام وسائل تساعده على إيصال المادة، ومن هذه الوسائل: الوسائل البصرية، كأن يقوم باستخدام الخرائط والصور وما إلى ذلك، وأيضاً يمكنه استخدام الوسائل السمعيّة؛ كاستخدام المسجّل وغيرها من الوسائل التي تعتمد على السمع، كما أنّه يمكن أن يقوم بدمج البصرية والسمعيّة، كأن يقوم بعرض فيديو تعليمي عن المجرّة ونجومها مثلاً.
طرق التدريس الحديثة
سنذكر فيما يأتي بعض أهم الأساليب المتّبعة في التعليم الحديث، منها:
التعليم المباشر الفعّال: وهو يعتمد بصورةٍ رئيسيةٍ على المعلّم، ولكن بالتعليم الفعّال يقوم المعلم بمحاولة جذب انتباه الطالب، كأن يبدأ الحصة بنكتةٍ، أو بدعابة تجعل كلام المعلم أكثر استماعاً لدى الطلبة، ومن الممكن الاستفادة من توجيه بعض الأسئلة للطلاب.
التعليم التفاعلي: وهو التعلّم عن طريق إشراك الطالب بالعمليّة التعليميّة، وذلك من خلال خلق التفاعل بين المحاضر والطالب والمادة التعليميّة، ومن أكثر الأساليب المتّبعة في هذا النطاق هي طريقة العصف الذهني، وهي طريقة تساعد على جعل الطالب أكثر إبداعاً؛ حيث تعرض المشكلة على الطالب، ويتمّ النقاش حولها حتّى يتمّ الوصول إلى الحل.
وهناك الكثير من الأساليب المتّبعة في التعليم، ويعتمد اختيار الطريقة المراد التعليم بها على بعض الأمور ومنها: عدد الطلاب، وضيق الوقت؛ فعند وجود عدد كبير من الطلاب يفضّل استخدام طريقة التعليم المباشر( المحاضرة)، ومع اختلاف الظروق تختلف الأساليب.

كيف تطور ذاتك

صورة ‏قلم يكتب‏.

كيف تطور ذاتك :
يعدّ تطوير الذات من أهمّ الأمور التي يجب أن يركّز عليها الفرد؛ لأنّه يعدّ العامل الأوّل لرفع المعنويّات، ورفع مستوى تقدير الشّخص لنفسه، وكذلك تطوير المجتمعات حضاريّاً؛ لأنّ المجتمعات لا تتقدّم إلّا من خلال تأهيل أفرادها وتطويرهم.
هناك مئات الطّرق التي من الممكن أن يتّبعها الفرد لتطوير ذاته، ولكن على الشّخص الّذي يسعى لتطوير ذاته بجديّة أن يعرف جيّداً ما هي الأمور الّتي يودّ أن يطوّرها في ذاته، ويحتاج إليها في حياته، فمثلاً قد يكون الشخص يفتقد لمهاراتٍ معيّنة ولكن في الحقيقة هو ليس بحاجة إلى هذه المهارات عمليّاً في حياته، مع التّأكيد على أنّ الإنسان يجب أن يكون لديه معرفة ولو بسيطة بأغلب أمور الحياة ، ومن هنا يُقال بأنّ العلم يمكن أن يعرّف بأن يختصّ الفرد بمجالٍ بعينه، وأن يكون متميّزاً به، ويعرف الكثير عنه، بينما الثّقافة تعني أن يعرف الفرد عن كلّ شيءٍ في الحياة ولو بقدرٍ بسيط.
طرق تطوير الذات
* يجب أن يعرف الشخص تماماً ماهي قدراته، وما هي الأمور الّتي هو بحاجة إلى تطويرها وتنميتها في ذاته، إن كانت على صعيد الشخصيّة، أو صعيد العمل، أو على صعيد الشّكل، أو غيره من مجالات الحياة الأخرى.
* يجب أن لا يشتّت الشخص نفسه بين الأمور الّتي يجب أن يطوّرها في ذاته ، وبين الأمور الّتي يحبّ ويفضّل أن يطوّرها داخله ، وهذا يعني أنّه إذا تطلّب العمل أن يطوّر الشخص مجالاً معيّناً فعليه أن يعطيه الأولويّة، ويعمل على تطويره، وهذه خطوة في اتّجاه تطوير الأمور الأخرى الّتي يحبّ الشخص أن يطوّرها في ذاته؛ فالعمل هو البنية الأساسيّة للشّخص وعليه أن يعطيه الأولويّة.
* بعض الأمور قد تكون ثانويّة ولكنّها قد تشكّل عاملاً أساسيّاً في رفع الثّقة بالنّفس، وتطوير الذّات، وهذا يعني أنّ الشكل مثلاً قد لا يكون عاملاً أساسيّاً في شخصيّة الفرد، ولكن العمل على الظهور بمظهر لائق ومُرضي للنّفس بالدّرجة الأولى يرفع من ثقة الإنسان بنفسه، ويجعله ينكبّ على تطويرها في مجالات أخرى .
تعد اللغة القويّة، والمهارات الحاسوبيّة، والقدرة على استخدام الإنترنت، ومواكبة التكنولجيا في عصرنا الحالي عاملاً أساسيّاً للعمل وغيره من مجالات الحياة؛ لذا تعدّ دورات مهارات الحاسوب واللغة أمورٌ هامّة بدرجة أساسيّة، خاصّة إذا تطلّب عمل الشخص أن يكون لديه مهاراتٍ لغويّة في أكثر من لغة، على الأقل في لغة ثانية غير اللغة الأم.

علامات جزم المضارع

صورة ‏قلم يكتب‏.


علامات جزم المضارع :
الكلام في اللغة العربية ثلاثة أقسام؛ وهي الحرف والاسم والفعل. فالإسم هو ما دخل عليه (ال) التعريف أو أداة النداء وقد يكون علماً، وله قواعده. أما الفعل فهو: حدث مقترن بزمن فقد يكون ماضياً أو مضارعاً أو أمراً. والحرف هو ما لا يظهر معناه كاملاً إلا مع غيره من الألفاظ.
والحروف أنواع؛ فهناك حروف الجر مثل: ( من/ الى / عن/ على وغيرها)، وهي تدخل على الأسماء فقط. وهناك حروف العطف وهي: ( أو / ثم / و/ ف) ، وهي تدخل على الأفعال والأسماء . وهناك حروف الجزم وحروف النصب وهما يدخلان على الفعل المضارع، وحروف الجزم هي: ( لم / لا الناهية / لام الأمر/ لما) وهي تجزم الفعل المضارع، وتجزم فعلاً واحداً . الفعل المضارع هو حدث مقترن بالزمن الحاضر أو المستقبل، ويبدأ بحروف " نأتي " الزائدة، وهو إما معرباً او مبنياً، والأصل فيه أن يكون معرباً أي مرفوعاً بالضمة ، فإذا سبق بحرف جزم أصبح مجزوماً بالسكون، مثل : ( لم يدرسْ الولد البارحة ).
أما إن كان الفعل المضارع من الأفعال الخمسة وهي : (يفعلون , تفعلون, تفعلان , يفعلان , تفعلين) تصبح علامة جزمه حذف النون من آخره ، مثل: ( لا تأكلا الحلوى المكشوفة) . وإن كان فعلاً مضارعاً معتل الآخر فإن علامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والتعويض عنها بحركة مشابهة على الحرف الأخير. وحروف العلة ( ا , و, ى,ي) مثل: ( لم يعِ الطالب الدرس ) . والفعل هو (وعى) مضارعه ( يعي) وهو معتل الآخر بالياء.
ولكل حرف من حروف الجزم معنى يميزه ؛ ف ( لم) تفيد النفي. (لمّا) تفيد النفي – أيضاً - لكنها نفي مستمر . و(لام الامر) تفيد طلب الفعل، أما ( لا الناهية) تفيد النهي. ويجب التميز بين ( لا الناهية) و(لا النافية) حيث الأولى حرف جزم ، أما الثانية حرف نفي تنفي حدوث الفعل المضارع، لكنها لا تؤثر على إعرابه، مثل: ( لا تنم متأخراً ) فهي لا ناهية. أما ( لا أنام متأخراً) هذه لا نافية.
ومن الأمثلة على حروف الجزم: ( ولا تمش في الارض مرحاً)، (لم أذهب إلى الرحلة )، ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ). وهناك أدوات الشرط الجازمة هي – أيضاَ- تدخل على الفعل المضارع وتجزمه. وهي : ( إن/ كيفما/ من/ ما/ متى/ أيان/ أينما/ أي/ حيثما/ مهما/ أنى). ومثال على أدوات الشرط الجازمة: ( إن تزرعا خيراَ تحصداه ) .
وأدوات الشرط الجازمة تجزم فعلين وهما؛ فعل الشرط وجواب الشرط. مثل: (كيفما تعامل الناس يعاملوك)، ( أينما تكن أكن). ولكل منها معنى خاص . (إن) تفيد الشرط . (من) حرف يستخدم للعاقل. أما (ما) يستخدم لغير العاقل، وكذلك (مهما) تستخدم لغير العاقل. و(متى ) و(ايان) و(انّى) تفيد عموم الزمان . وقد تضمر " لا" مع إن فتصبح ( إلاّ) مثل قول الله تعالى : ( إلا تفعلوه تكن فتنة وفساد كبير) .

المرء مخبوء تحت لسانه

صورة ‏قلم يكتب‏.

    المرء مخبوء تحت لسانه
وهذا يعني أن المرء يخفي الكثير خلف صمته ، واللسان هو أقوى عضلة في الإنسان ، فهي كالحصان الذي يروض على ما يعلمه عليه صاحبه ، فالكثير من الأقوال هي التي تكشف عن ما يخفيه الإنسان ، كما أن اللسان يكشف عن نوايا الشخص التي يضمرها ولايفصح عنها بشكل مباشر ، كما أن اللسان يظهر الإزدواجية الموجوده بينه وبين المحيا ، فاللسان يقول أشياءاً مناقضة لما يظهر على الجسد ؛ فقد يكون الجسد ي حالة صراع مع العقل في لحظة من العصبية ، فكثيراً من الأحيان يصرح اللسان على أن الإنسان في غير الحالة التي تبدو عليه.
حفظ اللسان:
وقد فسر ابن حجر (حفظ اللسان) هو الإمتناع عن التكلم بما لا يسوغ في الشرع ، مما لا يحوج الإنسان للمتكلم به ، كما أن النووي يشير إلى ما يساعد المتكلم لحفظ لسانه ، فيقول : ويجب لمن أراد التكلم بكلمة أو الكلام ، أن يتدبر نفسه قبل نطقه ، فإن وجبت المصلحة تكلم ، وإلا فأمسك ، والضابط الرئيسي لحفظ اللسان : هو الحذر من التسرع في الكلام ، والتدبر قبل النطق بالكلام.
ما هو اللسان؟
اللِّسَانُ.: هو جسم لحميّ مستطيل الشكل دائم التحرك ، موجود في الفم ، وهو موجود للتّذوُّق والبلع ، وللنطق في الأساس ، وجمعه : ألسنة ، وألسُنٌ . ولُسُنٌ .
وفي الكتاب العزيز قال الله تعالى في سورة مريم : " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا" الآية (27).
اللِّسَانُ علمياً : هو عضو عضلي يوجد في الفم ، ويرتبط مع الفك من خلال 17 عضلة تؤمن له الحركة وعمله الوظيفي ، وسطح اللسان مكون من غشاء مخاطي مغطى بآلاف الحليمات الدقيقة التي تحتوي في نهاياتها على أطراف عصبية تمثل حاسة التذوق ، وسطحه دائماً يكون مبللاً باللعاب الذي يبقيه رطبا.
وتقسم الحُليمات التي تغطي سطح اللسان إلى أربعة أنواع : الحليمات الخيطية ، والحليمات الكمئية ، والحليمات الورقية ، والحليمات الكأسية.
وقد قال العرب الكثير من الأقوال والأمثال التي تصف اللسان (كونه الجزء الأساسي للكلام) ، حيث أن العرب قديماً اشتهروا بالفصاحة وبلاغة اللسان ، ومما قيل في اللسان: لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه سكت ، وقلب الجاهل من وراء لسانه ، فإن هم بالكلام تكلم به .
" لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب" .
"ما شئ بأحق بسجن من لسان" .
"اللسان سبع عقور ، ولسانك سبع ، إن أطلقته أكلك" .
"كلم (جرح) اللسان أنكأ من كلم الحسام"
"رُبَّ قوْل أَشدُّ مِنْ صَوْلٍ" (صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة)
"عثرة الرجل عظم يجبر ، وعثرة اللسان لا تبقي ولا تذر".
" مقْتَلُ الرَّجُلِ بِيْنَ فكَّيِه " يعني لسانه
ونظم عبد الله بن المعتز بيتاً من الشعر فيه هذا المثل فقال :
يَا رُبَّ أَلسنَةٍ كَالسُّيوُفِ ... تَقْطَعُ أعْنَاقَ أَصْحَابِها
وَكَمْ دُهِيَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ ... فَلا تُؤْكَلَنَّ بِأَنْيَـــــــابِها

وقال شاعر في اللسان :
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ ... وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ
وقال شاعر آخر :
وَجُرْحُ السَّيْفِ تَدْمِلُهُ فَيَبْرَا ... وجُرْحُ الَّدهَرِ مَا جَرَح اللِّسانُ
وقال آخر أيضاً:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ ... وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
"اللسان أجْرَحُ جَوَارحِ الإنْسَانِ"
" لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وإن خنته خانك"

2015-08-28

حكمة الأسبوع



انثُروا البَهجَة فِي الطُرقَات ؛
لَعلكُم تَحيُون قَلباً ؛ مَاتت فِيه الأمنيات.

حتى تكون عزيزاً


إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً)، وقال: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً)، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فجعل الله العزة له وحده .
وكذلك في قوله تعالى: (وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله)، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره.
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).
ولَمَّا فُتِحَتْ مدائنُ قُبْرُسَ، تَنَحَّى أَبُو الدَّرداءِ وجعل يَبكِي، فَأتَاهُ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ فقال أبو الدرداء: (مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لهم المُلكُ حَتَّى تركوا أمرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى).
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين، قال تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وقال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)، والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ).
فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى، من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات.
وممّا زادني شَرَفاً وتيهاً ... وكدتُ بأخمصي أطَأ الثُريَّا
دخولي تحت قولك: «يا عبادي» ... وأنْ صيَّرْتَ «أحمدَ» لي نبيَّا
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

تأملات في الصاحب


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا أُطيل بالمقدّمات، ولا بتكرار الكلمات، وإنّما هي عبارات مختصرات واضحات، مقتصراً على المهمّات، وأجعلها في نقاط على فقرات؛ أدع القارئ يقلّبها بالتأمّلات. فأقول وبالله التوفيق:
- كلّما سمعْتُ هذا الحديث: (المرءُ على دين خليله، فلينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِل)؛ تواردت معانٍ جليلةٌ في خاطري، يصعبُ التعبيرُ عنها!
- فتأمّل قوله صلى الله عليه وسلم : (على دين خليلِه)؛ إذن هناك خليلٌ للمسلم في حياته، يؤثّر فيه قهراً ولو كان على حذر!
قال أبو حاتم رحمه الله في (روضة العقلاء): "إنَّ من أعظم الدلائل على معرفة ما في المرء من تقلّبه وسكونه، هو الاعتبار بمَن يُحادثُه ويودّهُ؛ لأنَّ المرءَ على دين خليلهِ، وطير السماء على أشكالها تقع.
وما رأيْتُ شيئاً أدلَّ على شيءٍ، ولا الدخّان على النار= مثل الصاحب على الصاحب".اهـ.
ولهذا قِيْل:
عن المَرْءِ لا تسألْ وسَلْ عن قرينهِ***فكلُّ قرينٍ بالمقارن مقتدِي
ومما قيل في هذا المعنى:
ولا يصحب الإنسانُ إلاّ نظيرَه***وإن لم يكونوا مِن قبيل ولا بلَد
وقال الآخر:
يُزين الفتى في قومه ويُشينُه *** وفي غيرهم أخدانُه ومداخلُهْ
لكلّ امرئٍ شكلٌ من الناس مثلُهُ *** وكلُّ امرِئٍ يهوَى إلى مَن يُشاكلُهْ

- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (على دينِ)؛ فالصحبة لأجل الدين، لا لذاتها.
يقول ابن الجوزي رحمه الله في التبصرة: "ومتى قَوِيَتْ محبّةُ الله سبحانه وتعالى في القلب؛ قويَتْ محبّةُ أوليائهِ والصالحين من عباده".اهـ.
- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (فلينظُر)؛ الأمر ليس سهلاً، الأمر يحتاج إلى بحثٍ ونظر؛ فلا تتعجّل!
قال الغزالي رحمه الله: "اعْلَم أنّه لا يصلُح للصحبةِ كلُّ إنسان...". ثم بيّن رحمه الله أنَّ الصحبةَ تُطلَبُ لفوائدَ دينيّة ودنيوية، وقال: الفوائد الدنيوية ليستْ من أغراضنا!
وذكر من الفوائد الدينيّة:
1- الاستفادة من العلم والعمل.
2- استفادة المال للاكتفاء به عن تضييع الأوقات في طلب القوت. (هذا لابدّ أن يقيّد بقيود ليس هذا موضع ذكرِها)
3- الاستعانة في المهمّات؛ فيكون عدّة في المصائب، وقوّة في الأحوال.
- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (لا تصاحب إلا مؤمناً)؛ إشارةٌ إلى أنَّ الإنسان مجبولٌ على حبّ الصحبة؛ فمَن صاحبُك؟
قال أحد الحكماء في وصف الصاحب: "اصحَبْ مَن إن صحبْتَه زانك، وإنْ خدمْتَه صانَك، وإن أصابتْكَ خصاصةٌ مانَك، وإن رأى منك ثلمة –خللا- سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى منك سيئةً سترَها، وإن سألْتَهُ أعطاك، وإن تعفَّفْتَ عنه ابتداك، وإذا نزلَتْ بك نازلةٌ واساك، وإن عاتبْكَ لم يحرمك، وإن تباعدْتَ عنه لم يرفضْكَ، وإذا قلتَ صدّق قولَك، وإن تنازعتما في حقٍّ آثرك".
وهذه الصفات: يأخذ الإنسانُ فيها بالأمثل فالأمثل بقدر الطاقة والوسع؛ وأمّا الكمالُ فشحيح في هذا العصر! وهو موجودٌ كما سيأتي في آخر المقال.
وفي هذا قيل:
إنَّ أخاكَ الحقّ مَن كان معك***ومَن يضرّ نفسَه لينفعَك
ومَن إذا ريبُ الزمان صدعَك***شتّتَ فيك شملَه ليجمعَك

وهذه الصفات كما ترون، لا ترتبط بمدّة ولا بقدَم كما يتصوّره بعضهم؛ فمَن توفرَت فيه صفاتُ الصاحب= كان هو المقدّم.
وفي ذلك قيل:
كم صديق عرفتُه بصديقِ***صار أحظى من الصديق العتيقِ
ورفيق رأيْتُه في طريقِ***صار عندي هو الصديق الحقيقي

- وتأمّل قوله صلى الله عليه وسلم : (فلْينظُرْ)، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب). هذا فيه إشارةٌ إلى قلّة مَن يستحقّ الصحبة، وهم قليل!
يُنقَلُ عن سفيان الثوري رحمه الله: أقلِلْ مِن معرفةِ الناس.
وإنّما أراد بهذه العبارة بيانَ ندرة مَن يستحق الصحبة؛ وهذا يقتضي أن يكون أصحابُك قليلين.
وفي ذلك يقول الحميديُّ (شيخ البخاري) رحمه الله:
لقاءُ الناس ليس يفيد شيئاً***سوى الهذَيانِ من قِيْلٍ وقالِ
فأقْلِلْ مِن لقاء الناسِ إلاّ***لأخذِ العلم أو إصلاحِ حالِ

ونقَل السفاريني أبياتاً للسيوطي -رحمة الله على الجميع- يقول فيها:
إنّي عزمْتُ وما عزمي بمُنجَزمٍ *** ما لم تُساعدْهُ ألطافٌ من الباري
ألا أُصاحِبَ إلا مَن خبرتهم *** دهرا مديداً وأزمانا بأسفارِ
ولا أجالس إلا عالماً فطِناً *** أو صالحاً أو صديقا لا بإكثارِ
ولا أُسائل شخصاً حاجةً أبدا *** إلا استعارةَ أجزاءٍ وأسفارِ

- المتأمِّلُ في أحوال الناس في هذا الباب يجدهم قسمين:
الأول: مكثرٌ جدّاً من الأصحاب والأصدقاء، فمعْهُ الغثُّ والسَّمين!
الثاني: منعزلٌ عن جميع الناسِ في زاوية! وهذه لها مساوء في الدين والدنيا، ومما قيل: "لولا مخافة الوسواس، لم أجالس الناس".
وكلا الفريقين على طرفي نقيض.
فأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتقين.

الوقوف في المكان الخطأ،


رغم تغاريد العلم، وزخارف الشهادات، وثورة المعلومات، إلا أننا لا نزال نخبط خبط عشواء، ونتجه للمسار الخاطئ، مما يعني وجود هوة ببن التعليم والوعي،،،،! واليكم أمثلة وشواهد:
- تشاهد التلفاز، فلا تسلو الا بمشاهد الترفيه والخلاعة،،! كأنه لا يوجد غيرها يُثري ويُغري ويُجدي،،! غلبت الغريزة مئات المجلدات،،،!
- تخسر أصدقاءك لأجل لُعاعة دنيوية، أو أسرار تُفشيها بغير حق،،!
- رأيتك مرات تغسل سيارتك، ولا تحترم أنظمة المرور ،،،! وتحسن هندامك، ولا تبالي بأخلاقك،،!
- نردد كل يوم(( اهدنا الصراط المستقيم ))، سورة الفاتحة . ثم نسلك صُرُطاً مختلفة، وسبلا مباينة،،! فنناقض أنفسنا كل يوم،،،!!
- تتكدس الكتب لديك، فتُلقيها، أو تتخذها سفرة طعام، غيرَ مبال بشرف العلم،،!
- انقباضك الطويل مجتمعيا، يصنع أعداء لك متكاثرين،،!
- تأكل كثيرا، فتنام كثيرا، وتفقد  من أجل مكاسب الحياة ...! وقتك هو رأس مالك،،،وقد قيل:
والوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه// وأراه أسهلَ ما عليك يضيعُ!!
- الساحة الدعوية ليست ملكا لفلان، والميدان الثقافي ليس عرساً لأشخاص، فاحترم قدرات الناس وكثرتهم وتنوعهم،،،! فالساحة كبيرة، والمعرفة أنى يُحاط بها،،؟!
- تجمع اخلّة كثيرين، فتفكّكهم بكثرة المعاتبة، مع (أن أعقل الناس أعذرهم للناس) كما قال الحكماء،،!
- تتألم لمآسي المسلمين، فلا تقدم خدمة، أو تبذل نعمة،،،! لا نقول دموع التماسيح، ولكن دموع ذابلة جافة،،،!
ولقد أرى أن البكاءَ سفاهةٌ// ولسوف يُولع بالبكا من يُفجعُ !
وهذا محمول على من لا يتفاعل، او يحوله الى منفعة وخدمة،،،!
- يجتمع صديقان، فيَفريانِ الناس فرياً يقسو معه القلب،ويجف معه الريق ،! وأيننا من عيوبنا،،؟؟
لسانَك لا تذكر به عورةَ امرئٍ// فكلك عوراتٌ وللناس ألسنُ !
- تقف لروعة الصورة الالكترونية، ولا تقف لروعة القرآن،،!
- تأكل من كل شيء، الا الثقافة المفيدة، فيكبر جسمك بلا عقل،،!
لا باسَ بالقوم من طولٍ ومن عِظَمِ//جسمُ البغال وأحلام العصافيرِ!
- تقلّبُ عشرات المواقع لساعات طويلة، ولا تقلب نفسك، لتعالجها من أدوائها،،،!
- يراقب بعضهم الناس، ويكره أن يراقبوه،، هل لديك وصاية عليهم،،؟!!
- هو يكره هذا اللون من المعاملة، فلماذا تكرره لدرجة الاملال،،،؟!
- لديك طاقات مهولة ، لا تبرح تكرسها لما يسوء ويشين،،،!!
- الموعد متأخر، والدوام سواليف، والحق عليه لا له،، والهمة للدنيا، والخير مسوف،،! فكيف ترتقي حينئذ؟!!
قل لمرجّي معالي الأمور// بغير اجتهادٍ رجوتَ المحالا!!
- يعاين طوام الناس ومعايبهم، فيسير في نفس الاتجاه ،،!! ما قيمة العقل اذا كنت أسير بلا نور ووعي،،،!!
- يتفانى في خدمة الزملاء، ويتقاعس عن حق الأبوين الكبيرين،،، أين نعيش نحن؟!!
ومن موروثنا الشعبي الجميل: سراج باحر،،،!!
- تضغط على الأبناء ليكونوا مثلك، ونسيت أنك في زمن جديد، يختلف عن الماضي التليد وفي الحكمة( الناس بأزمانهم أشبه منهم بأبائهم ).
- نتحدث عن الفساد وننكره باقلامنا والسنتنا، ونود لو طهر المجتمع منه،، ولكننا لا نساعد في ذلك،،،،!!
وما كل هاو للجميل بفاعلٍ// وما كل فعال له بمتممِ!!
- تصحح للناس، وتأبى أن يصححوا لك، لكأنك وافر العقل، تام الذكاء،،،! وكثير من الناس يحمل اعتقادك،،!!
كدعواك كلٌ يدعي صحةَ العقلِ// ومَن ذا الذي يدري بما فيه من جهلِ !!
- الصرامة الادارية تنفر الناس، والتراخي يسلطهم، والأسدّ الأدق ، التوسط والمرونة، فلا إفراط ولا تفريط،،،!
لكي تقف في المكان الصحيح، تحرك بحزم، وفكر بعقلانية، وامتط المبادرة، وسل الله السداد ،واعلم انك مسئول محاسب، فالمعاد الى الله(( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ))سورة البقرة. 
سترجع ولن ينفعك الا عمل صالح، وطريق مستقيم، والسلام

عواقب الخذلان ...!




لو تصور المسلم فضل الإخوة الإسلامية، ولوازمها، لما اجترأ على الولوغ في مستنقع الخذلان، فضلا عن أن يستجيز فعله، والسير على سلالمه،،!! أو تسويغه والرضى به،،،!! وأن الإسلام إنما يقوم وينصر باتحاده وائتلافه،،،!
ولكن النفَس العنصري، والقطرية، وحب الشرف والمال، واختراق الأعداء، والضعف المهيمن لم يدع لذي مروءة وكرامة أن يبادر، وينتفض لمصاب إخوانه المبتلَين والمنكل بهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل،،،
ومع تسارع الأحداث وتكاثر المآسي، بدأ الناس يستمرئون مثل ذلك السلوك الشانئ، والذي كان له آثار وتبعات سيئة منها ما يلي:
1- نقمة الباري: وهي من أسباب خذلان أهل الإسلام، لأن واجب الاخوة، يعني مدهم وعونهم وعدم إسلامهم للمعتدي السفاح، او الرضى بانتهاك كرامتهم واغتصاب حقوقهم، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم(( المسلم اخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسلمه ولا يَحقره ))
وقال (( «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» رواه أحمد وأبو داود.
2- انقلاب الأحوال : بحيث لن يدوم لكم الحال، وسيرحمهم الله ويبتليكم، فربما حل الخوف بدل الأمن، والجوع محل الشبع، والسقم مكان الصحة ، والابتلاء بدلا من المعافاة،،!! وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل، ولذلك كانت عاقبة الخذلان بئيسة على مر العصور، ولكن الناس ينسون،،!!
3- موات الإحساس: بحيث تتقطع الأواصر، وتنعدم الاخوة، ويذوب الإحسان، فلا تبقى مودة ولا تعاضد، فيموت الضمير، ويخنس الشعور، وتطغى الذاتية، وتغيب حدائق الألفة ونصوص إنما المؤمنون اخوة، ووجوب التكافل والتناصر.
4- رداءة الأصل : اي أصل يتفاخر به بعد ذلك، وقد شعشع الخذلان برايته، ووزع أجناده، وساق مفترياته، ظانا أن ذلك يحفظ ماء وجهه، او يعذره أمام الخلائق.
5- الأنانية : نفسي نفسي،،،،! بالبذل والسؤال والاهتمام، فينشأ عن ذلك البخل، وتمحى خصال المروءة والسماحة والغوث والنجدة،،،!
وتشتعل النظرة المادية، والتفكير الشخصي، فلا جيران، ولا إخاء، ولا تواصل واهتمام،،؟! وكل مأساة إسلامية تنبتّ الصلة بها ، تحت اي ذريعة يلفقها الإعلام المأجور،،! الذي لا ميثاق ولا شرف، وقد فاحت روائحهم هذه الأيام، وكما قال المولى تعالى:(( ولتعرفنهم في لحن القول )) سورة محمد.
ومما ينكي القلب، ذيوع ذلك بالصور والألوان، فأقيمت الحجة على الجميع والله المستعان،،،،
ربّ دار قضَت قتيلةَ جوع// والدنانير ابحر والنقودُ
وفتاةٍ من عريها تتلوى// وحريرٌ ثيابنا والبرودُ؟!

6- ضعف الإيمان : يبيت إيماننا ناقصا، مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما بحب لنفسه ))
فلم نكتف من هوان الاستقامة، وقلة الانبعاث الى الخيرات، حتى زدنا عليها، خذلان المسلمين، وتفتيت النصرة والإخاء ،،!
7- تطبيع التفكك: تتربى الأجيال على أخلاق جديدة أقلها التفكك والتقاطع، ويلعب الإعلام السافل لعبته في التفريق وصناعة الأزمات المكذوبة ليبرر للقطرية، وأن جنايتهم بسبب أعمالهم، وكأننا بمنأى ومنجى من ذلك،،!
وكان يُروّج في السابق:... الفلسطينيون باعوا أراضيهم، وكأننا نحن لم نبِع معهم،،!
ونصمت ذلك الصمت المهين،،!
فيا فلسطين من يهديك زنبقةً// ومن يعيد لك البيت الذي خربا ؟!
8- تمادي الأعداء: حينما لا يرون إخوانهم قد غضبوا لأولئك، يحفزهم هذا لمزيد العدوان والتسلط، وابتلاع اللقمات في أسرع الأوقات ، وأفادت رئيس وزراء اسرائيل "غولدا مائير" بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 أنها لم تستطع النوم ظنًّا منها أن العرب والمسلمين سيهبون ضد الاحتلال في اليوم التالي للحريق،،،،،! لكن أعصابها ارتاحت عندما وجدت العرب لا يتقنون إلا الشجب والاستنكار.،،،!!
،، ونتعلم عندئذ المثل( أكلت يوم أكل الثور الأبيض )،،! لأنه مهما كان من اختلاف وتخلف، فالوحدة أمان والاتحاد قوة، والتناصر مروع للأعداء واذنابهم ،،،!
وإنما يرتعب الخصوم من وحدة الأمم وتكاتفها وتناصرها والسلام،،

كلماتك ترسم شخصيتك


الكلمة شأنها جليل وقدرها عظيم، فبالكلمة تتواصل مع الآخرين، وبطريقة حوارك ترتسم معالم شخصيتك، وتتضح مكنونات نفسك وملامح ثقافتك وطريقة تفكيرك، وللكلام فطنة تنبثق من فطنة العقل ونور البصيرة، وهي فطنة قادرة على استيعاب الجميع استيعابا قد تعجز عنه الأموال، ولذلك لا تجد عظيما إلا وكلامه كالدرر ومنطقه ينضح بالحكم.
يقول الشيخ على الطنطاوي: "ورب كلمة تدخل الجنة، وكلمة تدخل النار، وكلمة أنجت من القتل وكلمة دفعت صاحبها إلى القتل، ورب صاحب حاجة عند وزير أو كبير، عرف كيف يطلبها فقضيت له، وآخر طلبها فلم يصل إليها. وكثيراً ما كان يقصدني أرباب الحاجات يسألونني أن أكلم لهم من أعرف من الوزراء والكبراء وأنا أكره أن أسأل في حاجة لي أو لغيري، فكنت أعتذر إليهم ولكني أفيدهم فائدة أكبر من وساطتي، هي أن ألقنهم الكلام الذي يقولونه للوزير أو للكبير".
ومن فطنة الكلام تنزيل الناس منازلهم، وانتقاء كلام يناسب الأحوال والمقامات .. كان (النضر بن شميل) من أساطين النحو واللغة والأدب، أخذ عن الخليل بن أحمد، وأقام بالبادية زمناً طويلاً فأخذ عن فصحاء العرب، ولما ضاقت عليه الأسباب في البصرة عزم على الخروج إلى خراسان فشيعه من أهل البصرة نحو ثلاثة آلاف من المحدثين والفقهاء واللغويين والنحاة والأدباء، فجلس لوداعهم بالمربد وقال: يا أهل البصرة، يعز علي والله فراقكم، ولو وجدت عندكم كل يوم كيلجة من الباقلاء ما فارقتكم، فلم يكن يهم واحد يتكلف له ذلك، فسار إلى مرو.
قال الزبير بن بكار: حدثني النضر بن شميل قال: دخلت على أمير المؤمنين (المأمون) بمرو وعلي أطمار فقال: يا نضر، تدخل على أمير المؤمنين في مثل هذه الثياب؟ فقلت: إن حر مرو شديد لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق.
قال: بل أنت رجل متقشف، ثم تجارينا الحديث فأجرى ذكر النساء وقال: حدثني هشيم بن بشير عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سَداد من عوز)، ففتح السين من سداد، فقلت صدقوك يا أمير المؤمنين، وحدثني عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سِداد من عوز)، وكسرت السين قال: وكان المأمون متكئاً فاستوى جالساً وقال: السَداد لحن عندك يا نضر؟ قلت نعم ههنا يا أمير المؤمنين. قال: أوتلحنني؟ قلت: إنما لحن هشيم وكان لحاناً فتبع أمير المؤمنين لفظه فقال: ما الفرق بينهما؟ قلت: السَداد: القصد في الدين والطريقة والأمر، والسِداد: أبلغه وكل ما سددت به شيئاً فهو سداد، وقد قال العرجي:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسِداد ثغر

ومن فطنة الكلام أن يواكب نظمه طبيعة الحدث ويساير أجوائه .. كان أمير البحار (خضر بن يعقوب) الملقب بخير الدين بربوس [أي ذو اللحية الحمراء] من أبرع من ركب البحر وقاد السفن وخاض معارك الفتوحات الإسلامية البحرية إبان الخلافة العثمانية، ويحفظ لنا التاريخ رده على كارلوس الخامس (شارلكان) ملك أسبانيا عندما قال له الملك: "يجب ألا تنسى أن الأسبان لم يخذلوا في معركة، وأنهم قتلوا أخويك إلياس وعروج، وإن تماديت فيما أنت عليه وركبت رأسك فإن عاقبتك ستكون كعاقبة أخويك".
فأجاب (خير الدين): " سترى غدا، وإن غدا ليس ببعيد، أن جنودك ستتطاير أشلاؤهم، وأن مراكبك ستغرق، وأن قوادك سيرجعون إليك مكللين بعار الهزيمة".
فلما حاصر شارلكان الجزائر خرج له خير الدين بحزم وعزم، وتلا على جميع قواده وجنوده قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7] وتقدم إلى الميدان ومعه رجاله، وقال لهم: "إن المسلمين في المشرق والمغرب يدعون لكم بالتوفيق، لأن انتصاركم انتصارا لهم، وإن سحقكم لهؤلاء الجنود الصليبيين سيرفع من شأن المسلمين وشأن الإسلام"
فصاحوا كلهم: "الله أكبر" وهاجموا الأسبان فأبادوهم عن آخرهم.
والكلمات الحكيمة مردودها خير يعم المستمع والمتكلم، وقد تغير واقعا بائسا أو تعدل مسارا خاطئا أو تفجر طاقة كامنة، فينتفع ببركتها المجتمع بل ربما البشرية قاطبة .. عندما احترق معمل ومصنع (توماس أديسون) كان عمره حينئذ يناهز السبعة والستون عاماً، وقبل أن يهدأ الركام ويستقر في مكانه أرسل (هنري فورد) -عملاق الاختراعات الحديثة- لأديسون شيكاً بمبلغ 750.000 دولار، وأرفق بهذا الشيك عبارة تقول: «إن أديسون يمكنه الحصول على أي مبلغ يريده بالإضافة إلى هذا المبلغ».
كان هذا الموقف النبيل والكرم الحاتمي الفريد مثار إعجاب الكثيرين، ولكن أحد الأسباب التي دفعت (فورد) لذلك يرجع إلى موقف قديم عندما كان (أديسون) يعمل في تصميم سيارة كهربائية، وكان قد قام بالفعل بصنع البطاريات التي جعلت هذه الفكرة صالحة للتطبيق إلى حد ما، وحينئذ سمع (أديسون) أن هناك شاباً يُدعى (هنري فورد) يعمل على صنع محرك يعمل بالجازولين.
ذهب (أديسون) ليقابل هذا الشاب، وطرح عليه بعض الأسئلة، فأجاب (فورد) عن أسئلة (أديسون) بكل دقة وعناية، وفي نهاية المقابلة قال أديسون لـهنري فورد: «عزيزي الشاب، أعتقد أنك ستحقق شيئاً، وأنا أشجعك على الاستمرار في محاولاتك».
قال هنري فورد: «إن كلمات التشجيع التي قالها أكبر المخترعين وأعلاهم مقاماً في الولايات المتحدة الأميركية كانت تعني الكثير بالنسبة لي» .. ونجحت بالفعل المحاولات وأثمرت سيارات تنتفع بها البشرية جمعاء.
وعلى الجانب الآخر نجد أن كثرة الكلام نقيض الفصاحة وآفة الشخصية ومذهبة للمروءة، وفي مكنون الحكم: "استمع أكثر مما تتكلم، وابتسم أكثر مما تتجهم، واضحك مع الآخرين ولا تضحك منهم".
وعن شعبه أنه قال: قلت للحكم بن عيينة: لم لم ترو عن زاذان؟ فقال: كان كثير الكلام.
وعن وديعة الأنصاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو يعظ رجلا: "لا تتكلم فيما لا يعنيك".
ومن حكم العرب: "لو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيوبا أشدهم تعيبا".
وقال العلامة ابن الجوزي: "احذر جمود النقلة، وانبساط المتكلمين، وجمود المتزهدين، وشره أهل الهوى، ووقوف العلماء على صورة العلم من غير عمل، وعمل المتعبدين بغير علم".

ومن بديع الحكم:
- "من السكوت ما هو أبلغ من الجواب".
- "أفرح بما لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما نطقت به من الصواب".
وقال ابن محيريز: صحبت فضالة بن عبيد الله -رضي الله عنه- صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: -أوصني رحمك الله-: قال: "أحفظ عني ثلاث خصال ينفعك الله بهن:
- إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل.
- وإن استطعت أن تسمع ولا تتكلم فافعل.
- وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل".

إن الكلام فن من الفنون، ومهارة من المهارات التي يجب أن نوليها اهتمامنا وعنايتنا، فعذوبة المنطق أحد أركان حسن الخلق التي أمرنا بها ديننا الحنيف، وهي مفتاح مغاليق النفوس ورسول المودة، ومن جوامع الخير أن تألف وتؤلف، فلا خير فيمن يعيش وحده، ويجافي محتمعه.

2015-08-22

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة استنكار الغلو والتحذير منه، وهذا أمر قد حذر منه الشرع المطهر، ولكن الشأن في تحديد مفهوم الغلو - فإن بعض هؤلاء المنكرين له يقعون فيه عن قصد أو عن غير قصد ومن ذلك:
أولاً : أنهم وقعوا فيه في شأن المرأة حيث يزعمون أنهم يطالبون بحقوقها، مع أنهم يدفعون بها إلى قيامها بما لا يليق بها من أعمال لا تتناسب مع خلقتها أو مع حشمتها وعفافها حيث ينادون بأن تسند إليها أعمال الرجال التي لا تناسب مع خلقتها وطبيعتها، أو تسند إليها أعمال تقتضي تخليها عن الآداب الشرعية التي تحفظ لها كرامتها كالمناداة بسفرها بدون محرم، والمناداة بخلعها للحجاب، والمناداة باختلاطها بالرجال، وحرمانها من حقها وبالمناداة بإلغاء قوامة الرجل عليها - ما هذه النداءات.
وزج بها فيما يعود عليها بالوبال عاجلاً أو آجلاً، فهل يفكر هؤلاء فيما يقولون ويربأون بأنفسهم من هذا التناقض، أو هم يحسبون أن الناس لا يعقلون، ولا يدركون تناقضهم ويحاسبونهم على غلوهم وإفراطهم، إن الله رفع المرأة من ظلم الجاهلية لها ومن تسيبات الغرب العصرية.
ثانياً : غلوهم في التسامح - فهم دائماً ينادون بالتسامح والتيسير، ونقول لهم نعم: إن ديننا هو الشريعة السمحة، وقد رفع الله به الاصار والأغلال التي كانت على من قبلنا، لكن هؤلاء يريدون بالتسامح ترك الأوامر وارتكاب المناهي وعدم التمييز بين مسلم وكافر، وعدو لله وولي لله، وهذا غلو في التسامح وجنوح به إلى غير مفهومه الصحيح - ولأن التسامح معناه الأخذ بالرخص الشرعية عند الاحتياج إليها والاقتصار على حدود الرخصة، والأخذ بها وقت الحاجة بشروطها الشرعية مع عدم التوسع في مفهومها، وقد عرف الأصوليون الرخصة بأنها استباحة المحظور مع قيام سبب الحظر لمعارض راجح، بحيث إذا زال هذا العارض فإننا نرجع إلى العزيمة فمثلا قصر الصلاة خاص بالسفر وأكل الميتة خاص بحالة الضرورة، وإذا انتهى السفر انتهى القصر ولزم إتمام الصلاة، وإذا زالت الضرورة عاد تحريم الميتة، وهكذا في جميع الرخص، فلا يجوز انتهاك أحكام الشريعة بذريعة التسامح وعدم التشدد كما يقولون.
ثالثاً : غلوهم فيما يسمونه التشدد والتطرف ولا شك أن الله نهى عن الغلو في الدين، وكذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، ولكن المراد بالغلو في كلام الله وكلام رسوله هو الزيادة عن الحد المشروع - وهؤلاء عندهم أن من تمسك بالدين واقتصر على الحد المشروع فإنه متشدد، وهذا غلو في ضابط التشدد، والتشدد المنهي عنه لا يرجع في تفسيره إلى أذواق الناس واعتباراتهم وإنما يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، وفهم ذلك منها على الوجه الصحيح الذي فهمه سلف هذه الأمة وديننا دين الوسط الذي لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط. قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقال تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وتحديد الغلو والتساهل حكم شرعي لا يعرفه إلا أهل العلم والبصيرة، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، وإذا تولىهذا الأمر من لا يحسنه خرج عن حده،
(وكل شيء خرج عن حده فإنه ينقلب إلى ضده) فشأن المرأة لما تولى القول به غير ذوي الاختصاص خرجوا به عن حده، وضروا المرأة من حيث يظنون أنهم ينفعونها وخرجوا بها عن طورها الذي حددها الله لها، والاعتدال يعتبره الغلاة تساهلاً، ويعتبره المتساهلون غلواً نتيجة لجهل هؤلاء وهؤلاء، أو لاتباع أهوائهم، وصار كل منهما يرمي الآخر بالسوء.
رابعاً : غلوهم في منع التكفير حتى في حق من حكم الله ورسوله بكفره ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام المجمع عليها كدعاء الأموات والاستغاثة بالقبوريين ومن سب الله أو رسوله أو دين الاسلام، وهذا العمل منهم محادة لله ولرسوله وتأييد للخروج من الدين، فالواجب على هؤلاء كف ألسنتهم وأقلامهم عن الكلام فيما لا يعرفون ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه وفق الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

بين إنصاف العلم وإجحاف الجهل

 كم هو عجيب ومؤسف ما يتعامل به الكثير من الناس في حواراتهم وخلافاتهم وأحكامهم على الآخرين، من ابتعادهم عن العدل والإنصاف، ووقوعهم في الظلم والإجحاف.. فما هو سبب ذلك وما علاجه؟
العلم أساسُ كلِّ فضيلة، ومنبعُ كلِّ خصلة حميدة، فكلما ازداد الإنسان علماً نقصت المصائب والمشكلات التي قد يقع فيها، ونقصت المداخل والحيل التي يستطيع الشيطان من خلالها أن يفسد على المؤمن عبادته..
فالذي يقنط من رحمة الله، ينقصه العلم بسعة رحمة الله وفضله وكرمه..
والذي يعجب ويفخر بعمله، ينقصه العلم بضعفه وتقصيره، وينقصه العلم بعظيم حق الله عليه..
والذي يكفِّر المسلمين ويستحل دماءهم، ينقصه العلم بأحكام الدين..
والذي يضيع وقته فيما لانفع فيه أو فيما هو قليل الأهمية، ينقصه العلم بالأولويات..
وهكذا كلما تعلم الإنسان أكثر استطاع أن يعمل ما هو أفضل، وابتعد عن كثير من الأخطاء والمصائب..
فليس هناك ما يعظم نفعه على الفرد والمجتمع مثل العلم، وليس هناك ما يعظم ضرره وفساده مثل الجهل..
فكثير من المشاكل أهم أسبابها الجهل، وحلولها لا تكون إلا بالعلم.
إن مَنْ يريد أن يتعلم العلم على أصوله الصحيحة ويكون منصفاً متزناً، عليه أن يأخذ العلم عن أهله الموثوقين، ويُنوِّع مصادره، ويُكثِر من الذين يستفيد منهم ويأخذ عنهم..
فكلما ازدادت معرفة الإنسان، اتسع صدره لما يسوغ فيه الخلاف، وزاد احترامه للأطراف الأخرى.
ومن قَلَّ علمُهُ كَثُرَ اعتراضه فيما لا ينبغي الاعتراض عليه.
فليس كلُّ نقدٍ سببه: العلم، فكم من نقدٍ لم يأتِ إلا من الجهل وضيق الفهم..
فزيادةُ العلمِ مع سلامةِ القَصْدِ يحلِّقَانِ بصاحبهما إلى سماء الإنصاف، والجهلُ واتباعُ الهوى يهويانِ بصاحبهما إلى هُوَّةِ الإجحاف..
والجهلُ خيرٌ من علمٍ مقترنٍ بالهوى والبغي..
قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)، فبيَّنَ اللهُ سببَ اختلافِهم بقوله: (بَغْياً بَيْنَهُمْ). وهكذا العلم حين يقترن بالظلم والبغي يكون وبالاً على صاحبه..
وقال سبحانه: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)..
كم هو مؤسف أن يجد بعض الناس متعتهم في إخراج الكثير من المسلمين من أهل السنة، وتضليلهم وتبديعهم، ويريدون تضييق دائرة الإسلام الكبيرة وحصرها في مذهبهم فقط، فالدين العظيم الذي جعله الله رحمة للعالمين، يجعلونه على الناس نقمة وعذاباً..
وكأنهم يقصرون أبواب الجنة على أنفسهم ولا يريدون لها أن لا تكون لغيرهم!
فهل مصيبة هؤلاء: الجهل؟ أم ضيق العقل والنظر؟ أم اتباع الهوى؟ أم الأنانية وعدم حب الخير للآخرين؟ أم هي مزيج من ذلك كله؟
شتان بين من يحاور وهو يريد الوصول إلى الحق، وبين من يريد أن يثبت ويبرهن أن الطرف الآخر على ضلال، فتراه إذا تراجع الآخر عن خطئه لا يزال يقرِّعه ويؤنِّبه ويبيِّن له أنه الآن قد غيَّرَ كلامه بعد أن كان منحرفاً وضالاً..
وكان الأحرى به أن يساعده على قبول الحق باحترامه لأنه تراجع عن خطئه، وليس بأن يحول بينه وبين قبوله للحق بتقريعه وتأنيبه!
إذا حاور أحداً ولم يقتنع بكلامه، اتهمه بأنه لا يريد الرجوع إلى الحق وسرد له الأدلة على أهمية الرجوع إلى الحق!
ومن قال له أنه قد اقتنع بكلامه ولكنه لا يريد الأخذ به! فقد تكون حجته غير مقنعة، وقد يكون عنده من الأدلة ما ينقض به كلامه..
يختلف معه في الرأي فيقول له بلهجة حادة: اتق الله!
وكأنه لم يختلف معه إلا لنقص في التقوى عنده..
الحث على التقوى مطلوب ومحمود، لكن عندما يأتي بسياق يفهم منه اتهام الآخر، فاتهام الآخر لا يمكن أن يكون محموداً..
المواقف التي تستفز الإنسان لها فوائد كثيرة، فهي تدرب على الصبر، وتشحذ العزيمة، وتثير الذهن، فيأتي بالأفكار والمعاني التي لم تكن لتخطر له لولا هذا الموقف..
وكم مِنْ أعمالٍ علميةٍ عظيمةِ الفوائد، كان سببها: التدافع والاختلاف في المواقف والأفكار..
أو وجود أعداء يريدون الإساءة، مما أدى بكثير من الناس إلى ردة فعل معاكسة دعتهم إلى الانتصار للحق.
فمن العقل والحكمة أن يتعامل الإنسان مع مَنْ يختلف معه، ولا يقتصر على مَنْ يوافقه..
فالذي لا يتعامل إلا مع مَنْ يوافقه، سيخسر الكثير من الفوائد، ولن تتاح له الفرصة ليكون أكثر نضجاً وعقلاً واتزاناً..
يذمُّونَ شخصاً، لأنه تغيَّرَ ولم يَعُدْ كما كان عليه!
وهل التغير لا يكون إلا إلى الأسوأ؟ أليس هناك تغير إلى الأحسن!
فما معنى أنَّ الحقَّ قديمٌ والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل..
ألم يقل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسألة: (تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا يَوْمَئِذٍ، وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا اليَوْمَ)..
وهل يمكن للإنسان عندما يزداد علماً وفهماً أن تبقى أفكاره كما كانت قبل أن يزداد علماً..
أليس للإمام الشافعي: المذهب القديم والمذهب الجديد؟
أليس للإمام أحمد أكثر من رواية في كثير من المسائل؟
ثم بعد كل هذا يأتي من يلمز الآخر وينتقصه بحجة أنه تغير!
ولا شك أن الحديث عن التغير في الظنيات والوسائل، وليس في القطعيات والمحكمات.
ولكن من الخلل الكبير أيضاً أن يحسب أحدهم أن كل مسألة اقتنع بها هي قطعية لا يصح فيها الاختلاف، وأن كل ما نشأ عليه هو الحقُّ وما سواه هو الضلال..
10ـ الإمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري والإمام محمد بن الحسن الشيباني رحمهما الله هما من أكبر تلاميذ الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومع هذا لم يتعصب الصاحبان لقول الإمام أبي حنيفة، فكثيراً ما يذكر الفقهاء قول الإمام أبي حنيفة ومخالفة الصاحبَيْن له، وقد تكون الفتوى في المذهب على قولهما..
لقد كانوا يعلمون أنَّ الانتصارَ للحقِّ هو انتصارٌ للإمامِ نفسِه، وليس الدفاع عن قول الإمام بحقٍّ أو بغير حقٍّ هو انتصارٌ له..
كم هو الفرق كبير بين هذا الموقف ـ من الإمام في تقبله للحوار ومن تلاميذه في نقدهم له ـ وبين موقف بعض الأساتذة الذين لا يقبلون النقاش من تلاميذهم، وكذلك بعض التلاميذ الذين لا يتقبلون من أحد أن ينتقد أستاذهم..
11ـ بعض الذين ليس لهم معرفة ودراية بحقيقة العلم وعمقه واتساعه إذا ذكرتَ له قولَ أحدِ الأئمةِ الأربعةِ أو غيرِهم من الأئمة والعلماء.. يقول لك غاضباً مستنكراً: أنا أريد الأخذ بالدليل!
وهل الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء لا يأخذون بالدليل؟ سواء أكان الدليل نصاً أم قياساً على نص، أو سواء أكان الدليل نقلياً أم عقلياً..
أو يريد بعضُهم الأخذَ بفقه السنة، مع أنَّ جميعَ هؤلاء الأئمةِ فقهه هو فقهٌ للسنة، فكلُّهم من أصول مذهبهم: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
لكن القرآن والسنة فيهما ما يحتمل أكثر من دلالة، وفيهما العام والخاص، والمطلق والمقيد، وفيهما ما هو ناسخ وما هو منسوخ، وغير ذلك..
فهل يستطيع أي إنسان أن يميز بين دلالات الألفاظ المختلفة، ويفرق بين الناسخ والمنسوخ.. وهل يستطيع أن يجمع بين الأدلة إذا تعارضت في الظاهر..
فكل الأئمة يريدون الأخذ بالدليل، ولكن السؤال: هل ثبت الدليل وصح عند هذا الإمام؟ فإذا ثبت وصح، فكيف فهم هذا الدليل.. وكيف يكون الجمع بينه وبين غيره من الأدلة.
فالخلاف قد يكون سببه: ثبوت الدليل أو عدم ثبوته، وقد يكون سببه: اختلاف الفهم للدليل.
فالذي يريد أن يستغني عن كلام الأئمة ويأخذ بالدليل الذي يراه ويجعل خلاف الناس لفهمه هو خلافاً للدليل، هذا إنما يحذِّرُ الناسَ من التقليد للأئمة الكبار ثم يريد منهم أن يكونوا مقلدين له!
وليس معنى هذا الكلام: استنكار الاجتهاد من العلماء المتخصصين أهل الاجتهاد، وإنما هو استنكار لمن يريد الاجتهاد وهو لا يملك شيئاً من أداوته..
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.

بين انتصارات بدر وهزائم العصر

في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة النبوية خاض المسلمون أولى المعارك ضد المشركين، وقد انتدب النبي صلى الله عليه وسلم صحابته لاعتراض قافلة أبي سفيان التي كانت قادمة من الشام، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة.
وبالرغم من نجاة القافلة فقد أصر طاغية المشركين أبو جهل على مواجهة المسلمين،وقال مقولته المشهورة: لا واللات لا يكون ذلك أبداً - أي الرجوع - حتى ننحر الجزور ونشرب الخمور ونقيم القينات والمعازف ببدر، فيتسامع جميع العرب بمخرجنا وأن محمداً لم يصب العير وأنا قد أعضضناه فلا يزالون يهابوننا أبداً.
التقى الجيشان عند ماء بدر وحمي الوطيس وبدأ المدد الإلهي ينزل ليثبت قلوب المسلمين فكانت الملائكة تقاتل مع المسلمين.
وأنزل الله نصره على عباده المؤمنين في بدر، فكانت هذه المعركة فتحاً مباركاً وفرقاناً ، أعز الله بها المسلمين وأذل الشرك والمشركين.
ولقد أخذت سيوف المسلمين من أعداء الإسلام مأخذها ،فقتل من المشركين سبعون رجلاً وعلى رأسهم فرعون الأمة عمرو بن هشام "أبوجهل".
أسباب النصر
في معركة بدر لم يكن هناك تكافؤ في ميزان القوى فقد بلغ عدد المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين ؛فضلاً عن التفاوت الكبير في العتاد.
ومع ذلك انتصر المسلمون ؛لأن النصر من عند الله وليس بكثرة العدد والسلاح.
قال الله تعالى:(( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُون)) آل عمران:160.
وإنما ينصر الجند بالطاعة ويهزمون بالمعصية، فأين جيوش المسلمين من هذا المبدأ؟
عقيدة الولاء والبراء
وفي بدر التزم المسلمون عقيدة الولاء والبراء فلم تمنعهم القرابة والقبلية من قتل أعداء الله ،وفيهم أنزل الله :(( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )) المجادلة: 22.
وعندما لحق رجل مشرك بجيش المسلمين ليقاتل معهم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تُؤمن باللهِ وَرسولهِ قالَ لا، قالَ: فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِك" رواه مسلم.
فأين المسلمون مــن هذه العقيدة ، ودمــاء إخوانهم تسفك بكرة وعشياً، وهـم لا يحركون ساكناً؟
وأين شباب المسلمين من التبرؤ من الكفار، وهم يقلدونهم في كل شيء؟
وأين جيوشنا من هذه العقيدة، و لمن ولاؤهم ؟
علاقة القائد بجنده
ولقد بينت هذه الغزوة أهمية وحدة الصف والالتفاف حول القائد المسلم ،وهذا ما كان عليه حال المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقود المعركة وينظم صفوف صحابته ويشاورهم ويستمع إلى آرائهم.
فقد قال الحباب للنبي صلى الله عليه وسلم -عندما نزل عند أول ماء من بدر- ليس هذا بمنزل ولكن انهض حتى تجعل القُلب "الآبار" كلها من وراء ظهرك، ثم غوّر كل قليب بها إلا قليباً واحداً ، ثم احفر عليه حوضاً فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون حتى يحكم الله بيننا وبينهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشرت بالرأي، فأخذ بمشورة الحباب.
وهذا ما ينبغي أن يكون عليه قادة المسلمين من مشاورة جندهم واحترام آرائهم.
أهمية الدعاء عند لقاء العدو
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله قبل المعركة ولم ينم الليل وهو يقول: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي.. اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي.. اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإسلام لا تُعْبَدْ فِي الأرْضِ!" مسلم.
واستمر يناشد ربه ويتضرع إليه حتى سقط رداؤه صلى الله عليه وسلم . فما أحوجنا اليوم للدعاء والتضرع إلى الله أن يفرج محنة المسلمين!
وقفة تربوية مع قضية الأسرى
اختار النبي صلى الله عليه وسلم افتداء الأسرى بدل قتلهم ،وقد فادى بعض أسرى بدر بتعليم عدد من صبيان المدينة.
قال ابن عباس: كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة. [مسند الإمام أحمد وحسنه شعيب أرناؤوط].
وكان زيد بن ثابت -رضي الله عنه -ممن تعلم الكتابة والقراءة من الأسرى.
هكذا يكون الحرص على العلم والمعرفة ، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الأسرى أساتذة ، واستفاد من كفاءاتهم ليتعلم أبناء المسلمين.
فما أحوج قادة المسلمين وجيوشهم للتخلق بالعقيدة الصحيحة والإيمان الراسخ والتحلي بأخـلاق سلفهـم، وعندها لن يتجرأ أحد من الطغاة أن يسفك دماء إخوانهم ولا أن ينتهك حرمات مساجدهم.

2015-08-10

إضاءات في الصدق


الصدق عزيز , حث عليه ربنا بقوله ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) والصدق كما قال حبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يهدي إلى البرّ , والبر يهدي إلى الجنة .." وللصالحين والفضلاء في الصدق أقوال جميلة وعبارات سديدة أتحفكم ببعضها: قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - (عليك بالصدق وإن قتلك) وقال أيضاً: (لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني الكذب وقلّ ما يفعل) وقال : (قد يبلغ الصادق بصدقه. ما لا يبلغه الكاذب باحتياله) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر). وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه" وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت" وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: "لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلى من أن أضرب بسيفي في سبيل الله"، وقال الشعبي رحمه الله: "عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك .واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك"
وقال عبد الملك بن مروان لمعلم أولاده: "علمهم الصدق كما تعلمهم القران".ويقول الشاعر:
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد
يقول الإمام بن القيم رحمه الله الصدق ثلاثة أقسام:
1- صدق في الأقوال. 2- وصدق في الأعمال. 3- وصدق في الأحوال.
أخي : سل نفسك ماالذي يجعلك تخالف الصواب في قولك وفعلك أحياناً ؟ وكم مرّة تقع في ذلك يومياً ؟ وهل تذكرت آية المنافق ( إذا حدّث كذب ) ؟ وهل أخذت على نفسك عهداً ألا تقع في دائرة الكذب مهما كانت الظروف , ومهما أضرّ بك الصدق , وليس بفاعل ؟
أخي : ياأخي : ثم ياأخي : اصدق القول والفعل تفز برضوان الله تعالى , ولايضيرك مايقول الناس عنك أنه لابد من المجاملات الكاذبة كي نتربع في قلوب الناس على حساب دخولنا في دائرة الوعيد !!!
أخي : افتح صفحة صدق بيضاء نقية ليس من الغد بل من هذه اللحظة , وارفع شعار الصدق في كل حين حتى تلقى ربك به , ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً , وأنت صدّيق – بإذن الله تعالى –
أخي الحبيب: إن أعظم ما في الصدق أنه يقود صاحبه إلى الجنة، وهذا هو الفوز العظيم قال – صلى الله عليه وسلم - ((أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً))، فهذا هو الرّبح الأوفر لأهل الصدق، وأي ربح أعظم من الجنة لكن يبقى أن تسأل نفسك: ما هو نصيبك من هذا الخير العظيم؟ فإنه ما زاد نصيب الرجل في الصدق إلا وقلّ نصيبه من الكذب، والعكس كذلك، وقد قالوا: قد يكذب الصدوق ـ أي نادراً ولكن لا يصدق الكذوب ـ. أسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الصادقين وأن يحشرنا معهم وأن يعصمنا من الكذب والزلل وبالله التوفيق .

الطريق إلى السعادة

افعل ما ينبغي عليك فعله
"للوقت ثلاث خصائص: سريع الانقضاء، الذي مضى منه لا يعود، وأنه أنفس وأغلى ما يملكه الإنسان" هذا ما ذكره الشيخ القرضاوي في حديثه عن أهمية الوقت.
وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل، هذا الوعاء أو هذه المادة يحتار الناس فيما ينفقونها، وما أهم الأشياء التي يجب ملء هذا الوعاء بها.
هناك من يحاول ملء هذا الوعاء بكثير من الأشياء، ومنهم الذي يشتكي من فراغ وعائه ويبحث عن أشياء لملئه، وفي الأشياء ما هو ذا قيمة ومنها غير ذلك.
وفي مطالعتك لهذا المقال تستطيع تحديد بوصلتك تجاه الأشياء الجديرة بالأهمية، فكثير من الناس يقومون بملء أوعيتهم بأشياء أقل أهمية، وإذا بالأمور الهامة لا تجد لها مكانًا.
الصراع بين المتاح والاهتمامات
رشا طبيبة ذكية قادرة على عمل الكثير وهي دائمًا موفقة في عملها وتميل إلى الأعمال والمشاريع الدعوية، بجانب النوافل التي تحب أن تقوم بها.
كانت مشاعر الأمومة تتوقد في نفسها، وترغب كثيرًا في الحصول على طفل صغير يفجر داخلها معاني الدفء والحنان.
يقول زوجها: بعدما رزقت رشا بمولودها الأول ورغم ساعدتها به إلا أنها أتتني قائلة: أنا متضايقة جدًا، فأنت تعرف كم كنت مشتاقة لهذا الطفل، لكنه يأخذ تقريبًا كل وقتي، بحيث لا يمكنني فعل أي شيء آخر، وهناك أشياء لا بد أن أقوم أنا بها.
لا شك أن تلك الفجوة بين المتاح من الوقت وبين ما هو مطلوب تحقيقه تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للكثير من الناس.
ولعل الأساليب التقليدية في إدارة الوقت والتي تقوم على فكرة عمل الكثير من الأعمال في وقت أسرع. تزيد الأمر سوءًا بدلا من محاولة حله.
إن الأساليب القديمة تقوم على مبدأ الأكفأ أو الأسرع. فهي تقوم على فكرة الساعة وأنك في صراع مع الوقت.
لكن السؤال الذي يبقى محيرًا هو: إلى أين تتجه بهذه السرعة الكبيرة؟
فالأهم من سرعة انطلاقك وهو معرفتك الهدف الذي تريد الوصول إليه.
إن الحصول على السعادة غاية ينشدها الكثير، وتقوم مشاعر الرضا عن الأدوار التي تقوم بها في الحياة، بجانب كبير في الوصول إلى ذلك الإحساس.
فالحياة لا يمكن أن تكتسب دورها من مجرد السرعة والكفاءة. بل العبرة بما تفعله؟ ولماذا تفعله؟
كانت إجابة زوجها: أن حاولي الاستمتاع بهذه التجربة الجديدة، واتركي الطفل يشعر باستمتاعك بدور الأم، فلا يوجد شخص يمكنه أن يحب هذا الطفل ويخدمه أكثر منك أنت، ودعي الاهتمامات الأخرى كلها جانبًا، وأحبي هذا الطفل فقط.
"إن هناك وقتًا وموسمًا لكل شيء في الدنيا"، والحياة قصيرة.
تعرف على نفسك واكتشف مواهبك وحدد الدور المطلوب منك؟
أعرف بشكل شخصي أحد المسؤولين الدعويين لأحد الأحياء، وقد وصل إلى موقعه حديثا، وكانت بداية دوره أن درس الموقف في الحي، وقرر أن أهم ما يحتاجه الحي هو تنمية الشعور بالانتماء بإعادة الروح وصقل الأشخاص تربويًا، وتبين له أن لديه القدرة على فعل ذلك فجهز نفسه للعب هذا الدور.
لقد أوجد بسلوكه هذا مشكلة؛ لأن من سبقوه كانوا يركزون على تسيير العمل بشكل مختلف، وكان التركيز على القضايا العلمية بشكل أكبر مما أدى إلى تزمر الكثيرين، لذا قاموا بالشكوى منه ولأن الجميع يفكر بأسلوب واحد فقد كانت نهاية هذه التجربة الفشل. رغم ما حققته من بعض نجاحات.
ولقد اعترف لي فيما بعد أن الخطأ الذي ارتكبه أنه لم يوضح بشكل جلي طبيعة دوره الجديد وأهمية هذا الدور.
لكن الدرس المستفاد من هذا العمل هو أننا نحتاج أن نتعرف على أنفسنا ونكتشف مواهبنا ونحدد الدور المطلوب منا؟
على فراش الموت
هناك البعض تقوم أدوار حياتهم كلها على ردود الأفعال، لأنه حدد مفهوم السعادة من واقع نظرة الناس لها، دون أن ينظر إلى داخله وماذا يريد، فالنجاح المهني أو الثراء المالي قد تكون من مفاهيم السعادة الخارجية دون أن تنظر أنت إلى داخلك ماذا تريد فقد يكون ما تريده لا يمثل كبير قيمة عند الناس لكن قيمة لديك أنت.
زارت إحداهن شابة في المستشفى عمرها 23 عامًا وقد تركت طفليها الصغيرين بالبيت لقد أخبراها الأطباء أنها مصابة بالسرطان وعندما مسكت بيدها تحاول أن تستجمع الكلمات لتقول ما يخفف عنها وجدتها تصيح: إنني أريد أن أترك أي شيء في الدنيا لكي أذهب إلى المنزل لأغير لطفلي ملابسهما.
كم من النساء اللاتي لا تمثل لهن تلك الأحداث اليومية في تربية أطفالهن كبير قيمة، بل على العكس يشعرن بالضيق من تغيير ملابس أطفالهن، وكل ما يتملكهن هو الشعور بالضيق، بدلاً من أن يؤدينها وملؤهن الشعور بالبهجة والمتعة من هذه اللحظات الغالية والتي لا تتكرر ثانية، ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزاياها.
صيحات الاستيقاظ
استيقظ أحدهم على صوت الهاتف. كان الطرف الآخر هو مدير إحدى المدارس يخبره بأن ولده ضُبط وهو يروج المخدرات على الطلاب داخل المدرسة.
ساعتها مرت بذهنه كل تلك الأوقات التي أنفقها وهو يحلم كيف سيتمكن من بناء عقاره الشاهق، وأن أوقاتٍ قليلة لو أنفقها في الجلوس مع ولده المراهق لأمكن أن تكون النتائج مختلفة.
والخلاصة
أن هناك المهم في الحياة وهناك الأهم، وأنا أفضل العبادات كما قال ابن القيم هي عبادة تؤدى في وقتها. فلحظة الأذان أفضل عبادة وقتها الاستعداد للصلاة، وحين ينادي داعي الجهاد لا تشغل نفسك بالصلاة. وأنت تدرك الفرق لا محالة.
وتأمل معي نظرية الوعاء التي ذكرتها لك في بداية المقال.
لو أن لديك وعاء ومعك كمية من الرمال ومجموعة من الأحجار الكبيرة بماذا ستملأ الوعاء أولا؟ لاشك أنك تدرك أن حبات الرمال من الممكن أن تخلل الفجوات بين الأحجار الكبيرة، ولكن الأحجار الكبيرة لن تجد لها مكانًا بين الرمال إن ملأت وعاءك بها.
وفقني الله وإياك إلى معرفة ما ينبغي عليك فعله، فإن أدركته فافعله فورًا ولا تنتظر.

إنـتـبـه ... ( تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ ) !!

إنـتـبـه ( تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ ) !!
قال الله تعالـى في مُـحكم التّـنـزيـل :
( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

سورة النور .. الآية رقم 24
هل تـأمـلنا هذه الآيـة !؟؟ هل تـدبـرناهـا !!؟؟
ثـمـة آيـة أخـرى من كتاب الله الحكيم :
( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ*وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ )سورة فصلت.. الآيات من 20 إلى 23
ما زلنا ومازال كثير منا يقرأ هذه الآيات مجرد قرآءة !!
فهل لازلنا نـنـتـظر أن تشـهد علينا جوارحنا يوم القيامة !!؟؟
أخي الغالي .... و ... أختي الفاضلــة :
لـنـبدأ من الآن في التـوبة والإنابـة والرجوع إلى الله ،
لنتكلـم في مايرضي الله تعالى ، ولنكف عن غيبة كل مسلم،
لنُلقي الكلمات النافعة ونحوها ولـنـبدأ في كثرة الاستـغـفـار .. حتى لاتشهد علينا ألسنتنا ..
لنغض الأبصـار عن ماحرّم الله ،حتى لاتشهد علينا أبصـارنا ..
لنبدأ في الاستماع إلى مايُرضي الله عز وجل من قرآن ومحاضرات وكلمات ودروس وأمور مفيدة .. حتى لايشهد علينا سمعنا ...
لنبدأ في الصدقة والإنفاق على كل محتاج ، والبذل له ،والتسبيح والتهليل والتكبير ... لنكتب كل نافع ومفيد بوسائل الإعلام المختلفة ... حتى لاتشهد علينا أيدينا ..