السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-05-28

المسابقة الوطنية لجائزة بلال لأحسن آذان رمضان_2019

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٤‏ شخصًا‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏زفاف‏‏‏‏
جمعية_جزائر_الخير_الجلفة 
المسابقة الوطنية لجائزة بلال لأحسن آذان رمضان_2019
لاتزال جمعية جزائر الخير كعادتها تغزل السّحر خيوطا تلتمع واحدا واحدا من شعاع أفكارها وعملها الدّؤوب لأجل أهدافها الإنسانية المتوقّدة ، وها هو بريقها المتوهّج يبرق هذه المرّة من شمس ولاية الجلفة مشاركة في المسابقة الوطنية لجائزة بلال لأحسن آذان في طبعتها السابعة فكان مسجد الحسن بن علي ببلدية الجلفة الحضن النّورانيّ الذي جمع القلوب على اختلافها ، والأصوات التي تألّقت في صلابة مرنة جعلت وجه المشاركة مضيئا ، مختلفا ، زاخرا ، جمع بين عديد ولايات الوطن .
انطلقنا وآمالنا قارّة في موضعها سائرين في طريق لا ينحرف ، ولا يضطرب ، ولا يتململ اختلطت فيه معاني الإيثار والكرم والجود بألفاظ اللّطف واللّين والرقّة وألوان الطمأنينة فكانت الرّحلة كقائدها ماتعة لم يكلّفنا فيها الأستاذ الجواد حسان قاسمي شيئا سوى الرّفقة التي لا تقدّر بأيّ ثمن ، فانتقلنا إلى ولاية الجلفة للمشاركة في الدور النهائي لمسابقة بلال كممثلين عن المكتب الولائي برج بوعرريج رفقة الإعلامي فاروق بن شريف والغالي فاروق شتيوي والأخ أحمد لونيسي والمتحدّث بقلمه الذي لا يكفّ عن زجّ اللّغة والمفردات في كلّ اللّحظات التي تمرّ بنا لتكون دوما رفيقتنا في كلّ الدّروب ، فكانت رحلة عامرة عطرة بمحادثاتنا العلمية التي اشتدّت رقّة لتصبح فيما بعد معارك لطيفة خرج الجميع منها منتصرا ، مبتسما .
المسابقة عرفت مشاركة 13 متنافسا من مختلف ولاية الوطن على غرار تمنراست وهران باتنة عنابة برج بوعريريج...... من الولايات الأخرى التي أثرت اللّقاء وجعلته في قمم روحانيّة شاهقة معلنة بذلك عن مستواها العالي ، وحضورها النّضر القويّ .
كان الافتتاح معطّرا أثلج نواحي الرّوح بقراءة طيّبة لآيات بيّنات من الذّكر الحكيم ، ألقى من بعدها إمام المسجد كلمة زيّنتها أفكاره الطيّبة التي كانت تخرج من فكره خروج الزّهر من الأرض ، ليتقدّم من بعده الغالي الساحر بقلبه بوروبة العيهار رئيس المكتب الولائي لولاية الجلفة ملقيا هو الآخر كلمة جمعت بين الجمال واليقين والفضيلة والإيمان بالفكرة مفرغا أساريره بابتسامة وأمل ، ليعتلي من بعده مدير الشّؤون الدينية والأوقاف منصّة المكان والقلب ليخطّ على صفحات الحاضرين سطوره البيضاء ، كما ألقى رئيس لجنة التّحكيم كلمة طيّبة مقفلا على مغارات الصّمت في وضح الحديث الجميل الذي أشركنا أقفاله وأبوابه .
وتمثّلت أسماء المتأهّلين للدّور النّهائي في الآتية أسماؤهم :
1 / عبادي صالح بشار
2 / محمد إلياس أومعمر البرج
3 / باحميد محمد أدرار
4 / بلخير محمد معسكر
5 / نصافي عبد الحميد وهران(المرتبة الأولى) 
6 / قيرواني يوسف تمنراست
7 / صلاح عياشي سيدي بلعباس 
8 / ركرك ياسين الجلفة
9 / رمضان يوسف عبد الرحمن البيض
10/أحمد سراح المدية(المرتبة الثانية) 
11/ أحمد قواس باتنة
12/ فشري بوجمعة عنابة
13/ زقرار محمد سيدي بلعباس (المرتبة الثالثة) 
كما لا أنسى أن أشكر بالمناسبة الأستاذ مجاهدي عبد الحفيظ صاحب الأخلاق العالية الذي أكرمنا بزيارة في بيته ليشركنا مائدة إفطاره التي عمّها عذب الكلام وطيب الاستقبال ، وأشهى المأكولات التي زان الإخاء مذاقها ليأخذنا بعدها إلى محل الحاج بايزيد الذي يعتبر من أشهر محلات ولاية الجلفة في صنع الشاي لنلتفّ بعفويّة صادقة خلف طاولة أخويّة عطّرها عبق الشّاي والكلام الحلو لنحجز لنا صورة في ذاكرة الأيّام تحفظها القلوب التي التقت لقاء روح قبل الجسد ، بعدها عدنا إلى نورانيات الإيمان والصّفاء لأداء صلاة التروايح ، ثم مواصلة فعاليات المسابقة التي التحق بركبها الأستاذ عيسى بلخضر رئيس المكتب الوطني وتقديمه كلمة خاصة بالمسابقة ودور جمعية جزائر الخير ، ليتمّ الإعلان عن الفائز من مدينة وهران الأخ الفاضل : قصار عبد الحليم
ثم توزيع شهادات تكريميّة للمشاركين .
لأشكر في الأخير كلّ من صاحبني في الرّحلة ، كلّ حاضر لامست يدي قلبه ، وصافحت عيني أساريره ، كلّ من شارك ونظّم وأعدّ وساعد من قريب أو بعيد ، شكر خاص لصديقي فاروق شتيوي ،على كلّ ما قدّم ولا يزال يقدّم كمصباح لا ينضب جوفه من الضّوء.
بقلم عبد النور خبابة

مملكة النحل عظيم صنع الله وإعجازه



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏‏نبات‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

في مملكة النحل عظيم صنع الله وإعجازه.. رسالة رمضانية للملحدين محمد علي الصلابي:
26/5/2019
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز النحل، كما سمى سورة كاملة باسمه ألا وهي سورة النحل، فالله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق الصغير الذي تتجلى فيه قدرته سبحانه وتعالى، فقال: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (النحل: 68، 69)، هاتان الآيتان الكريمتان تبينان لنا أدق التفاصيل العلمية التي اكتشفها العلم الحديث في أسلوب حياة هذا النوع من الحشرات ذات النظام الرائع، نظام لا نملك تجاهه إلا أن نقول "تبارك الله أحسن الخالقين".
التنظيم الفئوي الاجتماعي:
قامت دراسات مستفيضة حول هذه المملكة، فأظهرت التقسيمات بين أصناف النحل وتحديد مهمة كل صنف منها:
- صنف مهمته جمع رحيق الأزهار وإيداعه في مستودعاته من الخلية.
- وصنف يعمل داخل الخلية لبناء بيوت سداسية الشكل، واختيار الشكل السداسي لم يأت اتفاقاً، بل عن اختيار وحكمة، فإن أي شكل هندسي آخر لا يمكن أن يملأ كل الفراغات، بل تبقى زوايا مهملة لا يستفاد منها، أما الشكل السداسي فلا تبقى معه أية زاوية مهملة، وهناك صنف من النحل يجهز للملكة طعاماً خاصاً، ومهمة الملكة هي الإنجاب ليس إلا، إذ بعد أن تضع بيوضها تموت لتختار ملكة جديدة من بين الجيل القادم، وتقتل كل الأصناف الشبيهة بالملكة المختارة حتى لا تنازع الملكة سلطتها، وهناك على باب الخلية حرس يفتشون العاملات بدقة متناهية، فالتي تقع على نجاسة أو شيء خبيث الرائحة يكون جزاؤها القتل أو الطرد والمنع من دخول الخلية، فمملكة النحل تتكون من ثلاث فئات: الإناث العاملات، الأنثى الملكة والذكور.
طبيعة العسل وتركيبه:
تطير النحل لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علماً بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض
ليظهر الله سبحانه وتعالى معجزات كتابه ويُري آياته للناس في هذا العصر فقد سخر أناساً لدراسة طبيعة العسل وتركيبه، وذهبوا إلى تشريح جسم النحلة واستخراج السم الذي في بطنها وتحليله للتعرف على خاصيته، وتوصلوا إلى نتائج باهرة تميط اللثام عن معجزة الكتاب الخالد: "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ"، وجاءت النتائج عن تركيب العسل، فقد وجدوا أنه يتركب من:
- (25 ـ 40) دكستروز (جلوكوز)
- (30 ـ 45) ليفيوز (فروكتوز)
- (15 ـ 25) ماء
والجلكوز الموجود فيه نسبة أكثر من أي غذاء آخر، وهو سلاح الطبيب في أغلب الأمراض، واستعماله في ازدياد مستمر بتقدم الطب، فيُعطى بالفم وبالحقن الشرجية وتحت الجلد وفي الوريد ويُعطى بصفته مقوياً ومغذياً ومضاداً للتسمم الناشئ عن مواد خارجية مثل الزرنيخ والزئبق والذهب وضد التسمم الناشئ من أمراض الكبد والاضطرابات المعدية والمعوية وضد التسمم في الحميات مثل التيفويئد، والالتهاب السحائي المخي، وفي حالات ضعف القلب، وحالات الذبحة الصدرية، وبطريقة خاصة في الارتشاحات العمومية الناشئة من التهابات الكُلَى الحادة، وفي احتقان المخ وفي الأورام المخية، ومعالجة مرضى السكر والسرطان. هذا بعض ما توصلوا إليه مـن شأن النحل بعد تطور والشراب الخارج من بطونها، ومن يدري ماذا يكون بعد تطور وسائل المعرفة والاكتشاف؟ فقد تكتشف خصائص للعسل أضعاف ما عرفوا الآن وستبقى المعجزة الخالدة تحدوهم "فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ".
إناث النحل:
لعل القارئ يدرك بأن إناث النحل العاملات هي التي تقوم بكافة النشاطات دون الفئتين الأخريين، ولذلك تلاحظ هنا المعجزة القرآنية الأخرى في العلم وفي دقة التعبير، وهي أن الآيتين في سورة النحل تخاطب إناث النحل وليس ذكورها "... أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا " "ثُمَّ كُلِي" "فَاسْلُكِي" "مِن بُطُونِهَا". فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم "عالم أحياء" حتى يميز إناث النحل العاملات من بين الملكة والذكور على أنها هي الفئة المقصودة في الآيتين الكريمتين؟، إنها الحقيقة الربانية الساطعة بأن القرآن الكريم أنزل "لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". فالإناث في مملكة النحل هي التي تقوم بكل المجهود والعمل في مستعمراتها وما الذكور إلا للتلقيح فقط، ولا تظهر إلا قبيل موسم التلقيح ثم تموت وتندثر.
بيوت النحل:
في الآية الكريمة إشارة إلى مساكن النحل وأنواعها المختلفة، فهناك فصائل برية من النحل تسكن الجبال ومنها سلالات تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى أجزاء الشجرة من الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار والأوراق وتتخذ منها بيوتاً تأوي إليها، ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب، ولقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة، وهذا مصداق لقوله تعالى: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ"، فالإيحاء هو الإعلام بخفاء، وهذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه وتعالى، وليس أدل على إعجاز القرآن العلمي من استيعابه لكل ما يمكن للنحل أن يتخذ منه مسكناً كما سبق ذكره إذ أننا لو استعرضنا أنواع النحل نجد أنها تتخذ بيوتها في الجبال والكهوف، وفي الأرض "التربة بأنواعها"، وفي جذوع الأشجار.
النحل مهندس معماري:
ومن آيات إلهام الخالق سبحانه وتعالى للنحل اتخاذها من الشكل السداسي أساساً لبناء مسكنها من مادة الشمع التي تنتجها، وهذا الشكل يستخدم كمخادع لتربية الحفنة الصغيرة، أو مستودعات لتخزين العسل أو حبوب اللقاح، فبالإضافة إلى أن هذا الشكل الهندسي "السداسي" مهيأ تماماً لأداء الوظائف السابقة، فإن الشكل السداسي للعين يتطلب أقل كمية من المادة البنائية "الشمع"، كما أن الشكل السداسي هو خير الأشكال الهندسية التي لا ينتج عنها فراغات بينية، وأن عدد العيون منها في مساحة معينة يفوق عدد الأشكال الأخرى في نفس المساحة، وذلك لأن الشكل المسدس هو الشكل الوحيد الذي جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يحدث بينهم فرج، وهذا خاص فقط بالشكل المسدس دون الشكل المخمس أو المثمن أو المتسع أو المعشر، ونجد أن نحلة العسل حينما تملأ العين السداسية بالعسل فإنها تغطيها بغطاء من الشمع الخالص حتى لا يمتص العسل رطوبة أو أية روائح، وحينما تحتوي العيون على حضنه، فإن النحلة تغطيها بغطاء نفاذ مكون من الشمع وحبوب اللقاح يسمح بمرور الهواء والأوكسجين إلى تلك الأخباء الموجودة داخل العين المقفلة ومما يثير الدهشة أيضاً أن النحل عند بنائه الأقراض فإنه يترك بين الأقراص مسافة مقدار (16.5) من البوصة يطلق عليها المسافة النحلية ولا يختلف أي نوع من أنواع العسل في ذلك، فمن ذا الذي علم النحل أصول هذا الفن من الهندسة والعمارة؟
أكل النحل من كل الثمرات:
تطير النحل لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علماً بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، وذلك من خلال ما حباها الله سبحانه وتعالى من حواس متطورة من بصر وشم، فلقد زود الله سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بما يلي:
أ- بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها.
ب- وبعيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية ولذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق. وعاملات النحل تمر على 500 إلى 1500 زهرة شجر مثمر قبل أن يمتلئ جيب العسل في جوفها، وهذه الحقيقة العلمية تتطابق تماماً مع ما أوحى لها تعالى في قوله: "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ"، وفي رحلة العودة تهتدي النحلة إلى مسكنها بحاستي النظر والشم معاً، أما حاسة الشم فتتعرف على الرائحة الخاصة المميزة للخلية، وأما حاسة الإبصار فتساعد على تذكر معالم رحلة الاستكشاف، إذ يلاحظ أن النحل عندما تغادر البيت تستدير إليه وتقف أو تحلق أمامه فترة وكأنها تتفحصه وتتمعنه حتى ينطبع في ذاكرتها، ثم هي بعد ذلك تطير من حوله في دوائر تأخذ في الاتساع شيئاً فشيئاً فتقوم بذلك بحفظ مكان البيت حتى يتسنى لها العودة إليه بسهولة، وهذا مصداق قوله تعالى: "فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً".
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
مراجع المقال:
علي محمَّد الصَّلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 2013، ص. ص 175 - 179.
مصطفى مسلم، مباحث في إعجاز القرآن، دار القلم – دمشق، الطبعة 3، 2005، ص. ص 218 - 223.
يحيى وزيري، إعجاز القرآن الكريم في العمارة والعمران، عالم الكتب، 2008م، ص. ص 144 - 149.

2019-05-20

شرح حديث: تسحروا فإن في السحور بركة

لا يتوفر وصف للصورة.

شرح حديث: تسحروا فإن في السحور بركة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسحَّروا؛ فإن في السُّحورِ بركةً))؛ متفق عليه[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: السُّحور (بالضم): الأكل أو الشرب في وقت السَّحَر بنية الصوم.
ووقته: يبدأ من آخر الليل قبيل الصبح إلى طلوع الفجر الصادق، وحدَّد بدايتَه بعضُ العلماء بالفجر الكاذب، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والسَّحَر قبيل الصبح... وقيل: أوله الفجر الأول[2]، والسُّنة تأخير السحور بحيث يكون الانتهاء منه عند الأذان الثاني لصلاة الفجر.
الفائدة الثانية: دل الحديث على الترغيب في السحور، والأظهر أنه سُنة مؤكدة؛ لكثرة النصوص التي تحثُّ عليه مع ما فيه من المخالفة لأهل الكتاب، فإنهم لا يتسحرون[3]، وقد أطلق الحديث السحور، فدل على أنه يُجزِئ فيه أقل ما يسمى سحورًا، قليلًا كان أم كثيرًا، فمن تسحَّر بالقليل دخل في بركة السحور، فينبغي للمسلم ألا يَدَعَ السحور ولو بشربةِ ماء أو بتمرة أو بغير ذلك، ومِن أفضل ما يتسحَّر به الماء والتمر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نِعْمَ سحورُ المؤمنِ التمرُ))؛ رواه أبو داود[4].
الفائدة الثالثة: دل الحديث على أن في السحورِ بركةً، وهي تشمل نوعين من البركة[5]:
أولهما: البركة الشرعية؛ وذلك لما فيه من امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به واتِّباع سنته، وحصول الأجر والثواب، والتسبُّب في الذكر والدعاء والاستغفار في وقت السحر الذي هو مظنَّة الإجابة.
وثانيهما: البركة البدنية؛ وذلك لِما فيه من تغذية البدن وقوَّته على الصوم، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يُثِيره الجوع؛ ولهذا ينصح الأطباء بالسحور؛ لأنه يدرَأُ عن الصائم (صداعَ الجوع)، الذي يقع لبعض الصائمين الذين لا يتسحرون، وسببُه: هبوط نسبةِ السكر في الدم[6].
[1] رواه البخاري 2/ 678 (1823)، ومسلم 2/ 770 (1095).
[2] فتح الباري 2/ 487.
[3] قال صلى الله عليه وسلم: ((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتابِ: أكلةُ السَّحَر))؛ رواه مسلم 2/ 770 (1096).
[4] رواه أبو داود 2/ 303 (2345)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2/ 99 (562).
[5] ينظر: فتح الباري 4/ 139، وشرح النووي على صحيح مسلم 7/ 206، والمجموع 6/ 379، وفتاوى الشيخ ابن عثيمين 19/ 362.
[6] ينظر: الموسوعة الطبية الفقهية؛ للدكتور أحمد كنعان، ص621

رمضان والجنة



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

رمضان والجنة :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قد يقول قائل: لماذا الحديث عن الجنة في مثل هذا الشهر الفضيل بالذات؟
فأقول: هناك حدث عظيم وكبير يحصل في الملأ الأعلى إذا جاء شهر رمضان ألا وهو فتح أبواب الجنة كما قال : { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين } [متفق عليه].
وهذه أمور تدل على عظم فضل هذا الشهر وعلو مكانته عند الله تعالى، من هذا المنطلق أحببت أن أذكّر من أدرك رمضان بهذه الجنة ونعيمها والأعمال التي تعين وتسهل على المسلم دخولها.
قال الإمام النووي رحمه الله نقلاً عن القاضي عياض: ( ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموماً كالصيام والقيام، وفعل الخيرات، والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها ).
وسأتناول إن شاء الله هذا الموضوع من ناحيتين:
الأولى: الأوصاف المشوّقة للنفس لدخول الجنة.
الثانية: الأعمال المنصوص عليها من قبل الشارع بأنها تعين وتسهل على المسلم دخولها.
ورمضان فرصة للعمل الصالح، إذ النفس مقبلة على الطاعة والأجر، والثواب متضاعف.
ولعل في الحديث أعلاه إشارة إلى هذا المعنى وهو كثرة الثواب والعفو.
فيا باغي الخير أقبل فالأبواب مفتحة.
ويا باغي الشر أقصر فالأبواب مغلقة.
منطلقات إلى الجنة
الأولى: أن الله أمر نبيه محمد أن يبشر بالجنة من آمن وعمل صالحاً، قال الله تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [البقرة:25].
الثانية: أن الصحابة الكرام كانوا دائماً يسألون النبي عن الأعمال التي تدخل الجنة، وهذا دليل على حرصهم وعلى الأعمال التي تقربهم إليها.
الثالثة: دخول الجنة هو الفوز الحقيقي، قال الله تعالى: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185].
الرابعة: أن طاعة الله تعالى ورسوله من أهم أسباب دخول الجنة، قال الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [النساء:13].
الخامسة: أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها.
السادسة: أن نعيم الجنة يفوق الخيال ولا يوصف كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: { أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر } [رواه البخاري].
فهيا بنا نستحضر الجنة ونعيمها في هذا الشهر، ونتعرف على الأعمال التي تعين على دخولها، ونعيش فيها بأرواحنا ونحن في الدنيا، ونتشوق إليها بقلوبنا قبل أن ندخلها إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف:43]، فاللهم إنا نسألك الجنة.
15 وصفاً مشوّقاً لدخول الجنة
1- أن الله وعدنا بأن يدخلنا الجنة. قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ [التوبة:111].
2- الخلود في الجنة. قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف:107، 108].
3- تربتها المسك، قال : { أدخلت الجنة.. وإذا ترابها المسك } [رواه البخاري ومسلم].
4- أنهارها متنوعة، قال الله تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ [محمد:15].
5- عيونها كثيرة، قال الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15].
6- مساكنها طيبة، قال الله تعالى: وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة:72].
7- أبوابها ثمانية وواسعة، قال الله تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ [ص:50].
8- أشجارها أحلى وأشهى، قال الله تعالى: مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ [ص:51].
وقال الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ [المرسلات:42،41].
9- طعامها فاخر، قال الله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71].
10- خمورها طيبة جميلة لذيذة لا يصيب شاربها ألم ولا مرض، قال الله تعالى: يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ [الصافات:45-47].
11- لباسها غالية، قال الله تعالى: وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:31].
12- فرشها ممهدة، قال الله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ [الرحمن:54].
13- أزواج أهل الجنة (الحور العين) قال الله تعالى: كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ [الدخان:54].
14- اللذة الكبرى (رؤية الله) قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23،22].
15- هيئت للمتقين، قال الله تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133].
يا لها من أوصاف تزيد القلوب فرحاً وسروراً وشوقاً.
20 سبباً معيناً على دخول الجنة
هناك أعمال صالحة تعينك إن شاء الله على دخول الجنة، ولكن لا بد أن ينتبه قبل الشروع في ذكر بعض المعينات إلى أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن، فالإيمان شرط في دخولها، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:82].
 أما المعينات على دخول الجنة فمنها:
الأول: التقوى:
وهي الفائدة المرجوة من صيام رمضان. قال الله تعلى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15].
وقال تعالى: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً [مريم:63].
والتقوى: ( أن تجعل بينك وبين الله وقاية، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ).
الثاني: الثبات والاستقامة ظاهراً وباطناً حتى الممات:
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30].
وفي الحديث الشريف: { قل آمنت بالله ثم استقم } [رواه مسلم].
والثبات والاستقامة معناهما: ( لزوم طاعة الله حتى الممات ).
الثالث: اتخاذ الرسول قدوة ومنهاج حياة:
قال الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً [الفتح:17].
وقال : { كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى } قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: { من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى } [رواه البخاري].
ومعنى أن نتخذ الرسول قدوة أي: ( بإقامة سلوك المسلم وجميع تصرفاته القولية والعملية وفق ما جاء به من ربّه على وجه الاتباع له والقبول منه باعتباره رسول الله ) قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21].
الرابع: التوبة الصادقة الى الله:
قال الله تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:60]. والتوبة بمعناها: ( التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي، والندم على كل ذنب سالف، والعزم على عدم العودة إلى الذنب في مقبل العمر ).
الخامس: طلب العلم لوجه الله تعالى ولمرضاته:
قال : {.. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقاً إلى الجنة } [رواه مسلم]. ويمكن تطبيق هذا المعين في شهر رمضان بعدة صور:
1- التفقه في أحكام الصيام.
2- معرفة حال السلف في رمضان.
3- تفسير آيات الصيام ومعرفة معانيها.
4- الإلمام بالحوادث التاريخية في رمضان.
السادس: الأخلاق الحسنة مع الناس:
قال : { أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق.. } { وكان خلقه القرآن } [رواه مسلم].
والأخلاق معناها: ( التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ).
السابع: التشهد بعد الوضوء:
قال : { ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء } [رواه مسلم].
الثامن: الذهاب إلى المسجد لأداء الصلوات الخمس أو غيرها من الطاعات:
قال : { من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح } [رواه مسلم].
التاسع: عيادة المريض أو زيارة أخ في الله عز وجل:
قال : { من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد من السماء: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً } [رواه الترمذي].
العاشر: محاكاة الأذان بإخلاص لله تعالى: بأن تقول مثلما يقول المؤذن.
قال : { إذا قال المؤذن: الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة } [رواه مسلم].
الحادي عشر: صلاة ركعتين بعد الوضوء:
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله : { ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليها، إلا وجبت له الجنة } [رواه مسلم].
الثاني عشر: كثرة النوافل:
عن ربيعة بن أسحب قال: كنت أبيت مع رسول الله فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: { سلني؟ } فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: { أو غير ذلك؟ } فقلت: هو ذاك، قال: { فأعني على نفسك بكثرة السجود } [رواه مسلم].
الثالث عشر: كفالة اليتيم:
قال : { أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى } [رواه البخاري].
الرابع عشر: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل:
قال : { يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام } [رواه ابن ماجه].
الخامس عشر: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة:
قال رسول الله : { من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت } [أخرجه النسائي وابن السني].
السادس عشر: سيد الاستغفار:
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك.. } الخ الحديث رواه البخاري عن شداد بن أوس ثم قال: { ومن قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة }.
السابع عشر: المحافظة على الوضوء:
بمعنى ( المداومة على التطهر عند كل حدث ).
قال لبلال: { يا بلال، حدثني بأرقى عمل عملته في الإسلام؟ فإني سمعت دفّ نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي } [رواه البخاري ومسلم].
الثامن عشر: إماطة الأذى عن طريق المسلمين:
قال : { لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس } [رواه مسلم].
التاسع عشر: الكلمة الطيبة:
قال : { في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }؛ فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم].
العشرون: مجموعة أعمال صالحة إذا اجتمعت في المسلم في يوم دخل الجنة:
أ- الصيام.
ب- اتباع جنازة.
جـ- عيادة مريض.
د- إطعام مسكين. والدليل على ذلك:
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن أطعم اليوم مسكيناً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } فقال أبو بكر: أنا. قال رسول الله : { ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].
هذه عشرون وسيلة تعين المسلم على الفوز بالجنة إن شاء الله، ويستطيع المسلم في هذا الشهر أن يعمل بها لتكون له معيناً على ذاك. وما ذكرنا الجنة في هذا الشهر إلا لشغل الخواطر والقلوب بهذه الأمنية العظيمة. كما أن في استحضار نعيمها دافعاً للعمل الصالح وخاصة أننا نعيش هذا الشهر الفضيل.
قال : { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة } [رواه البخاري].
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قصة وعبرة :

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏‏نبات‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

قصة وعبرة :
دخل "مُقاتل بن سليمان" رحمه الله على "المنصور" رحمه الله يوم بُويعَ بالخلافة ...فقال له الخليفة "المنصور" :عِظني يا "مُقاتل" !
فقال :أعظُك بما رأيت ,,, أم بما سمعت !
قال : بما رأيت ...
قال : يا أمير المؤمين !
إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدا ً وترك ثمانية عشر ديناراً
، كُفّنَ بخمسة دنانير ، واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير وَوزّع الباقي على أبنائه ...
وهشام بن عبدالملك أنجب أحد عشر ولدا ً ، وكان نصيب كلّ ولدٍ من التركة مليون دينار ...
والله ... يا أمير المؤمنين :
لقد رأيت في يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله ،وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق
وقد سأل الناس عمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت :
ماذا تركت لأبنائك يا عمر !قال :تركت لهم تقوى الله فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولى الصالحين ،،، وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يعينهم على معصية الله.. 
فتأمل ,,,
كثير من الناس يسعى ويكد ويتعب ليؤمن مُستقبل أولاده ظناً منه أن وجود المال في أيديهم بعد موته أمان لهم وغفل عن الأمان العظيم الذي ذكره الله في كتابه :
( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)

2019-05-10

علامات قبول العمل بعد شهر رمضان

علامات قبول العمل بعد رمضان
العبادة في رمضان 
يقوم الإنسان المسلم بالعبادات المختلفة امتثالاً لأمر الله، فهو يعبد الله لا يعبد شهر رمضان، فيسأل الله أن يوفقه في استغلال هذا الشهر الكريم لما فيه من مضاعفة الأجر، فقد كان السلف الصالح بعد انتهاء شهر رمضان بست أشهر يدعون الله ان يتقبل منهم الطاعة، وما تبقى من العام يسألون الله أن يبلغهم رمضان القادم، يقول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[المائدة:27]. علامات قبول العمل في رمضان 
‎هناك بشارة للمؤمنين بقبول عبادتهم، فمن علامة قبول الطاعة: التوفيق للطاعة والبعد عن المعصية يوفق العبد للطاعات بعد رمضان، فالحسنة تتبعها الحسنة وتقول: أختي أختي، فهذا فضلٌ من عند الله سبحانه أن يفتح باب الحسنات ليستمر العمل والقبول، ويتقرب العبد من الله سبحانه أكثر، فالطاعة كالشجرة بحاجة لكثرة سقايتها والاهتمام بها، لتنمو وتكبر وتستمرّ بالعيش. 
يُقلع عن الذنوب ويتوب توبةً نصوحة بعدم رجوعه لفعل المعصية، وأن يقلع بقلبه، وعقله، ولسانه عن الذنب، ويستغفر الله سبحانه وتعالى، ويُحسن الظنّ بالله بالقبول والتوفيق.
 يداوم على العمل الصالح، فمن تعرّض لعذر من مرض أو نوم أو سفر، فإنّ له أجر الطاعة كأنه يقوم بها، وذلك إذا كان معتاداً على القيام بها، وحصل ما يمنعه من عملها فيأخذ أجرها، قال صلى الله عليه وسلم :( ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه). أخرجه النسائي. الخوف ورجاء القبول يخشى العابد لله تعالى في أن تُردّ طاعته ويلجأ إلى الله تعالى متضرعاً ومتذلّلاً، ووجلاً من عدم القبول، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60] أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: (لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)[عارضة الأحوذي]
يُقلل العبد من قيمة عمله ويستصغره، ولا يغترّ ويَمنّ على الله بفعله وعمله، حتى لا يذهب عمله هباءً منثوراً، فالمخلصون لا يرون أعمالهم ذا الشيء المهم، ولا يعجبون بها، فيستمرّون بالطاعات والأعمال الصالحة ويتذكّرون دائماً أنّ نعم الله كثيرة في البصر، والجسد، والرزق فيشكرون الله تعالى ويُقبلون على الطاعات ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ*وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ) [المدثر:1ـ6]، فمن معاني الآية ما قاله الحسن البصري: (لا تمنن بعملك على ربك تستكثره)
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين: (كلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية، وعرفت الله، وعرفت النفس، وتبيَّن لك أنَّ ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين؛ خشيت عاقبته، وإنّما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه أيضاً بكرمه وجوده وتفضله).
 يرجو الله تعالى بجانب الخوف منه، فهو يجعل العبد متواضعاً وخاشعاً، فالخوف والرجاء متلازمين، فبدون الخوف يأمن العبد مكر الله تعالى، وبدون الراء يقنط العبد وييأس، وهذه أمور ليست من العقيدة والعبادة ، وإذا تحقّق الرجاء فإن العبد يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ليقبل الله عمله، وهذا ما فعله النبي إبراهيم -خليل الرحمن- وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام، في قوله تعالى:" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"(سورة البقرة، الآية127 )
يُصبح العابد كثير الاستغفار بعد العبادات والطاعات، فيصبح العبد ساعياً لأن تكتمل عبادته وطاعته على أكمل وجه، ومع ذلك نجده يستغفر من التقصير والنقص في العبادة، حيث كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود: (سُبحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِكَ، اللَّهُمَّ اغفِر لي)[صحيح البخاري]
حب الصلاح والصالحين يحبّ العابد الطاعات ويكره المعصية، ويشعر العبد بالاستئناس للعبادة، ويدعو الله أن يبتعد المعصية ولا يعود لفعلها، فهذه من علامات قبول الطاعة، حيث قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [سورة الرعد:28] يُحبّب الله تعالى إلى العبد قرب الصالحين ومن هم أهل الطاعات، ويُزيل من قلبه حب العاصين، المُفسدين في الأرض، فعن الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أوثقَ عرَى الإيمانِ أن تحبَّ في اللهِ وتُبغِضَ في اللهِ)[صحيح الترغيب]
فمقياس الأعمال والأفعال في حياتنا يكون وفق قاعدة الأحكام الشرعية التي وضعها الله تعالى لنا، فكل أمور حياتنا تدور في فلك أوامر الله تعالى ونواهيه.

الثبات بعد شهر رمضان

الثبات بعد رمضان
يعدّ شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور التي اختصها الله تعالى بالفضل العظيم، حيث يتسابق المسلمون في هذا الشهر الفضيل على أداء الطاعات والعبادات التي تقربهم من الله تعالى؛ طمعاً في نيل مرضاته ورضوانه في هذه الأيام المباركة، فتتنوّع العبادات في هذه الأيام من صيام النهار، وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، وغيرها الكثير من الأعمال، كما تمتاز العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل بمزيد فضلٍ؛ إذ إنّه يعظم فيها الأجر ويزداد فيها الثواب، كما يتخلل هذه العشر ليلة القدر؛ التي تعدّ خيراً من ألف شهرٍ، يُكثر فيها المسلمون من العبادات والطاعات وأعمال الخير، والفائز من المسلمين من يحرص على اغتنام هذه الليلة وعدم التفريط بساعاتها، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
 الثبات بعد شهررمضان 
إنّ الثبات على أمرٍ ما يحتاج إلى قدرٍ من الصبر والاجتهاد؛ لذا لا بُدّ للمسلم من الاستعانة بالله تعالى بالدعاء والرجاء، بأن يثبت على ما كان يداوم عليه من الطاعات خلال شهر رمضان المبارك؛ فقد يصاب المسلم بالتقاعس والفتور في أداء الطاعات التي اعتاد على القيام بها في شهر رمضان، وما يواجهه من ملهيات الدنيا وانشغالاتها، فكان من أهم الوسائل التي تساعد المسلم على الثبات بعد رمضان ما يأتي:
 ملازمة الدعاء؛ حيث يعدّ من أهم الوسائل التي تعين المسلم على الثبات، فالمداومة على الدعاء والاستعانة بالله تعالى؛ بأن يسأل المسلم الله الثبات على ما كان عليه من جميل الطاعات وأحسنها وكلّ ما يقربه من الله تعالى، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ).
 استذكار الثواب والأجر العظيم الذي أعدّه الله تعالى لعباده الذين يداومون على طاعته وتعظيمه كما يستحق، فكلّما استذكر المسلم الذي يجاهد نفسه على الطاعة، عظيم الثواب الذي ينتظره يوم القيامة، جاهد نفسه ولزم العبادات التي اعتاد عليها في رمضان. المداومة على العبادات التي تقرب العبد من الله تعالى وإن كانت قليلةً، وعلى المسلم ألّا يقلّل من شأن أيّ عملٍ يزيده قرباً من الله تعالى وإن صغر؛ فقد يكون سبباً في دخول الجنّة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة، فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يا أيُّها الناسُ، خُذوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ ما دامَ وإن قلَّ).
[٤] الحذر من وساوس الشيطان ومن إتباع خطواته التي مرادها إهلاك كلّ من يبتغي القرب من الله تعالى، وأن يُضلّ المسلمين عن السبيل والصراط المستقيم الذي ارتضاه الله لعباده، فقد قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
 فضائل شهر مضان 
يمتاز شهر رمضان بفضائل كثيرة، اختصّه الله تعالى بها عن سائر شهور السنة، فكان من فضائل شهر رمضان المبارك ما يأتي:
 شهرٌ فرض الله تعالى فيه الصيام على المسلمين، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
 أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم الذي يعدّ معجزة خاتم الأنبياء والرسل محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).
 فيه ليلة القدر، التي تعدّ خيراً من ألف شهرٍ، وهي تنحصر في الثلث الأخير من ذات الشهر الفضيل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).
 يعد شهر رمضان شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).
 مبطلات الصيام 
تتعدّد الأسباب التي تؤدي إلى بطلان الصيام، ومنها ما يأتي:
 أن يأكل الصائم أويشرب متعمّداً، ويختلف في الحكم إن كان قد أكل أو شرب ناسياً؛ ففي حالة النسيان لا يبطل الصيام؛ فعن أبي هريرة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من نسِيَ وهو صائمٌ، فأكلَ أو شرِبَ، فليُتمَّ صومَهُ؛ فإنَّما أطعمَهُ اللهُ وسقاهُ).
 القيء متعمداً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ).
 الحيض والنفاس؛ فعن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أليس إذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ، فذلك نقصانُ دينِها).
 الاستمناء؛ ويكون بإنزال المنيّ بشهوةٍ، من غير جِماع. 
المرتدّ عن الدين الإسلامي، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
 عقد النيّة على الإفطار في نهار رمضان، حتى وإن امتنع عن المفطرات من طعامٍ وشرابٍ وغيره، كما روى عمر بن الخطاب عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى)؛ وذلك لأنّ النيّة ركنٌ من أركان الصيام التي لا يصح إلا بها.

أحب الأعمال إلى الله في شهر رمضان

أحب الأعمال إلى الله في رمضان
شهر رمضان هو شهر الرحمة والعتق من النيران، وهو الشهر الذي يمتنع فيه المسلمون عن تناول الطعام والشراب من آذان الفجر وحتى آذان العشاء، وهو شهر فضيل وهو الركن الرابع من أركان الإسلام الستة، حيث نزل فيه القرآن في ليلة القدر على سيدنا محمد وهو يتعبد في غار حراء، وليلة القدر من أحب الليالي عند الله حيث يعادل الأجر فيها أجر العبادة في ألف شهر، ويوجد سورة في القرآن باسم هذه الليلة، ولأنّ شهر رمضان من أفضل الشهور كانت العبادة فيه أوجب، وعلى المسلم أن يستغلّ شهر رمضان بالعبادة ولا يفوّت الفرصة. 
 أحب الأعمال إلى الله في رمضان 
عمرة رمضان من الأعمال التي يُستحب القيام بها في شهر رمضان أداء العمرة، وذلك لأنّ الأجر يكون مضاعفاً، حيث يسافر الصائمون لزيارة بيت الله ويقومون الليل في المسجد الحرام، ويصلون فيه صلاة التراويح، ويدلّ على ذلك قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم:"عمرة في رمضان كحجّة معي"
السحور و قد أشارت الدراسات إلى أهميّة تناول وجبة السحور، وذلك لأنها تمد الجسم بالطاقة اللازمة لإكمال الصيام دون تعب أو إرهاق، كما يُنصح بتناول بضع تمرات على السحور وشرب الماء أو تناول اللبن، فعن أنس رضى الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تسحروا فإن في السحور بركة).
 تعجيل الفطر أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهميّة التعجيل في تناول طعام الإفطار وعدم تأخيره إلى ما بعد العشاء، لذلك يتوجّب على الصائم أن يفطر متى تأكّد من غروب الشمس، ويُستحبّ الإفطار على بضع تمرات، فإن لم يجد الصائم التمر يُفطر على الماء، ويدعو قبل الإفطار، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر)
الدعاء عند الفطر و أثناء الصيام يُستحبّ أن يتوجّه الصائم إلى الله بالدعاء قبل الفطور وفي نهار صوم رمضان، فقد تعهّد الله بأن يستجيب دعوة الصائم، حيث إنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنّ للصائم عند فطره دعوة ما تُردّ) وقال أيضاً في حديث شريف آخر: (ثلاثة لا تُردّ دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم)
التسوّك يُستحب أن يحافظ المسلم على رائحة فمه عطرة ومنعشة، وذلك من خلال استعمال السواك، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باستعمال السواك، ولعل الفائدة من ذلك ظهرت بعد ما أثبته العلم الحديث من أهميّة استعمال السواك للثة والأسنان.

كيف أتقرب إلى الله في شهر رمضان ؟

كيف أتقرب إلى الله في شهر رمضان
فضل شهر رمضان 
ليس من نافلة القول أنّ شهر رمضان شهرٌ اختصّه الله -تعالى- ليكون موسماً للرّحمات؛ فهو شهرٌ عظيم مُباركٌ يفتح الله -سبحانه- فيه أبواب الجنّة، ويُغلق أبواب النار، وفي هذا الشهر الفضيل يجتهد المسلمون في تحصيل مغفرة الذنوب، فقد جاء في الحديث الصحيح أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقال أيضاً: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)، وعبادة الصوم عبادةٌ خالصةٌ بين العبد وربّه، ففيها يتجلّى مقام المراقبة والإحسان في قلب العبد الصائم، وفي هذا يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَه إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه، ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسك)،وممّا يؤكّد فضل الصيام أنّه سببٌ من أسباب تحصيل الشفاعة عند لقاء الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، فقد جاء في الحديث أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ)، ويتجدّد الفرح بالطاعة عند عموم الصائمين عندما يدركون إنّ صيام يومٍ في سبيل الله يبعد وجوههم عن النار سبعين خريفاً، فقد صحّ أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما منْ عبدٍ يصومُ يوماً في سبيلِ اللهِ، إلَّا باعدَ اللهُ بذلكَ اليومِ وجهَهُ عن النَّارِ سبعينَ خريفاً)، وليس أدلّ على فضل هذا الشهر العظيم وأجر الصائمين فيه من أنّ الله -عز وجل- اختصّ الصائمين في الآخرة ببابٍ لهم دون غيرهم، يدخلون منه إلى حيث منازلهم في الجنّة، اسمه: باب الريان،وعند اقتراب هذا الشهر الكريم يكثرُ التساؤل عن كيفية القُرب من الله تعالى، وعن أنواع وطُرُق الطاعة فيه، وهذا الموضوع يتناول هذه المسألة بالبحث وشيءٍ من التفصيل. 
كيفية التقرب إلى الله في شهر رمضان 
كثيرةٌ هي الأعمال الفاضلة التي يجدر بالمسلم الاجتهاد فيها في شهر رمضان المبارك، ولعلّ أوّلها وأولاها الصوم، ويحسن بالصائم أنْ يجهد نفسه بالخروج من دائرة الصوم عن المفطرّات إلى الصوم عن كلّ ما يغضب الله تعالى، وعلى المسلم أنْ يعي دلالة قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلّا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ)، ومن الأعمال الصالحة والقربات التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في تحصيل أجورها ما يأتي:
 الشعائر التعبدية تشرع العديد من العبادات في شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:
 صلاة القيام والتراويح: وفي هذا صحّ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه)، والأحسنُ للمسلم أن يُكمل صلاة التراويح مع الإمام حتى يُكتب عند الله من القائمين لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّهُ من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ هو، كُتِبَ لهُ قيامُ ليلةٍ).
 المداومة على قراءة القرآن: فشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، وقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس النبي -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن في شهر رمضان، وكان للسلف الصالح من العناية بكتاب الله تعالى في رمضان ما يكشف عن همّتهم في الإقبال عليه ومصاحبته في أيام رمضان ولياليه؛ فقد كان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان كلّ ثلاث ليالٍ، وبعضهم في كلّ سبعٍ، وذُكر أنّ الإمام الشافعي كان يختمه في رمضان ستون ختمةً. المكث في المسجد حتى تطلع الشمس: وكان هذا الصنيع المبارك من عادة النبي -عليه السلام- في سائر أيامه، وهو في رمضان أشدّ أجراً وأعظم مثوبةً، وهذا لا يتحصّل إلّا بمجاهدة النفس وعلو الهمّة، يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ ثمَّ قعدَ يذكرُ اللَّهَ عز وجل حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ ثمَّ صلَّى رَكعتينِ كانت لَه كأجرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: تامَّةٍ تامَّةٍ).
 الحرص على سنّة الاعتكاف: فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على الاعتكاف في الثلث الأخير من رمضان، ولا يخفى أنّ الاعتكاف طاعةٌ يجتمع فيها كثير من الطاعات الأخرى؛ فتلاوة القرآن الأذكار والدعاء وغيرها من القربات التي تتيحها سنة الاعتكاف للمسلم في خلوته مع الله تعالى، ذلك أنّ المسلم يحبس نفسه ووقته لله ويعلّق قلبه بالله فلا ينشغل إلّا في رضاه، فضلاً عمّا في سنة الاعتكاف من تربيةٍ للنفس وتدريبٍ على طاعة الله. 
أداء العمرة في رمضان: وقد صحّ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إن عُمرَةً في رمضانَ حَجَّةٌ).
 تحرّي ليلة القدر وقيامها: وقد كان الرسول -عليه السلام- يتحرّاها، ويقوم ويوقظ أهله للقيام في العشر الأواخر رجاء إدراكها ونوال أجرها، وفي بيان فضلها يقول الرسول: (مَن قام ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه)، ومن المسنون للمسلم أنْ يجتهد فيها بالدعاء، وأنْ يكثر من قول: اللهم إنّك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عني. 
الاجتهاد في الدعاء والاستغفار: وخاصةً عند لحظات الإفطار؛ فقد جاء أنّ للمسلم دعوةٌ لا تردّ عند فطره، وفي الثلث الأخير من الليل، والاستغفار في ساعات السّحر، كما يجدر بالمسلم تحرّي ساعة الدعاء المستجاب يوم الجمعة. 
العبادات الاجتماعية 
تشرع العديد من العبادات الاجتماعية في رمضان المبارك، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:
 بذل الصدقات: كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أجود الناس بالخير، ولكنّه كان أجود ما يكون في رمضان، وقد رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (سُئل النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أيُّ الصَّومِ أفضلُ بعد رمضانَ؟ قال: شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ، قال: فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قال: صدقةٌ في رمضانَ)، ومن الصور الكثيرة للصدقة إطعام الطعام، وقد كان السلف الصالح يحرصون أشدّ الحرص على إطعام الطعام، بل ويقدّمونه على كثيرٍ من العبادات، وقد جاء عن بعض السّلف أنّهم كانوا يؤثرون بطعام إفطار صيامهم الفقراء والمساكين، ومن هؤلاء: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومالك بن دينار، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرهم، وتأكيداً لهذا المعنى جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمناً على جوعٍ أطعمه اللهُ يومَ القيامةِ من ثمارِ الجنَّةِ، وأيُّما مؤمنٍ سقَى مؤمناً على ظمأٍ سقاه اللهُ يومَ القيامةِ من الرَّحيقِ المختومِ، وأيُّما مؤمنٍ كسَا مؤمناً على عُرْيٍ كساه اللهُ يومَ القيامةِ من حُلَلِ الجنَّةِ)، ومعلومٌ أنّ إطعام الطعام من شأنه أنْ يرافقه مودةً ومحبةً إلى من يُطعموا، وتفطير الصائمين له من الأجر والمثوبة ما يستحقّ لأجله التضحية والبذل، إذ يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئاً).
 صلة الرحم: وصلة الأرحام من محاسن الأعمال وأبركها وأعمقها أثراً في نفوس المتزاورين والمتواصلين، وبسببها تتحقّق البركة للمسلم في عمره وأيامه، وفي ماله ورزقه.
 مجالسة الأهل: يحسن بالمسلم في أيام رمضان الحرص على مجالسة أفراد الأسرة، الزوجة والأولاد، ومذاكرتهم بأحكام الصيام وآدابه، وتشجيع الأبناء على الصيام وسائر القُربات.