السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-05-20

شرح حديث: تسحروا فإن في السحور بركة

لا يتوفر وصف للصورة.

شرح حديث: تسحروا فإن في السحور بركة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسحَّروا؛ فإن في السُّحورِ بركةً))؛ متفق عليه[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: السُّحور (بالضم): الأكل أو الشرب في وقت السَّحَر بنية الصوم.
ووقته: يبدأ من آخر الليل قبيل الصبح إلى طلوع الفجر الصادق، وحدَّد بدايتَه بعضُ العلماء بالفجر الكاذب، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والسَّحَر قبيل الصبح... وقيل: أوله الفجر الأول[2]، والسُّنة تأخير السحور بحيث يكون الانتهاء منه عند الأذان الثاني لصلاة الفجر.
الفائدة الثانية: دل الحديث على الترغيب في السحور، والأظهر أنه سُنة مؤكدة؛ لكثرة النصوص التي تحثُّ عليه مع ما فيه من المخالفة لأهل الكتاب، فإنهم لا يتسحرون[3]، وقد أطلق الحديث السحور، فدل على أنه يُجزِئ فيه أقل ما يسمى سحورًا، قليلًا كان أم كثيرًا، فمن تسحَّر بالقليل دخل في بركة السحور، فينبغي للمسلم ألا يَدَعَ السحور ولو بشربةِ ماء أو بتمرة أو بغير ذلك، ومِن أفضل ما يتسحَّر به الماء والتمر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نِعْمَ سحورُ المؤمنِ التمرُ))؛ رواه أبو داود[4].
الفائدة الثالثة: دل الحديث على أن في السحورِ بركةً، وهي تشمل نوعين من البركة[5]:
أولهما: البركة الشرعية؛ وذلك لما فيه من امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به واتِّباع سنته، وحصول الأجر والثواب، والتسبُّب في الذكر والدعاء والاستغفار في وقت السحر الذي هو مظنَّة الإجابة.
وثانيهما: البركة البدنية؛ وذلك لِما فيه من تغذية البدن وقوَّته على الصوم، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يُثِيره الجوع؛ ولهذا ينصح الأطباء بالسحور؛ لأنه يدرَأُ عن الصائم (صداعَ الجوع)، الذي يقع لبعض الصائمين الذين لا يتسحرون، وسببُه: هبوط نسبةِ السكر في الدم[6].
[1] رواه البخاري 2/ 678 (1823)، ومسلم 2/ 770 (1095).
[2] فتح الباري 2/ 487.
[3] قال صلى الله عليه وسلم: ((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتابِ: أكلةُ السَّحَر))؛ رواه مسلم 2/ 770 (1096).
[4] رواه أبو داود 2/ 303 (2345)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2/ 99 (562).
[5] ينظر: فتح الباري 4/ 139، وشرح النووي على صحيح مسلم 7/ 206، والمجموع 6/ 379، وفتاوى الشيخ ابن عثيمين 19/ 362.
[6] ينظر: الموسوعة الطبية الفقهية؛ للدكتور أحمد كنعان، ص621

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق