السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-01-31

اصدقِ اللهَ يصدقك


نتيجة بحث الصور عن الصدق مع الله"

اصدقِ اللهَ يصدقك
إلى كل نفس ذاقَتْ معنى لذَّة القُرْب والمناجاة، ثم أتَت الرياحُ فعصفت بها، فأوقعتها في طرقات الحياة مرارًا وتكرارًا.
إلى كل نفس اشتهتْ حُبَّ الطاعة؛ ولكنها لم تعرف طريق التوبة من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي بها الحال للوقوف على أرض صُلْبة مغتنمة من نفحات الله.
إلى كل نفس سئمت حياة الذنوب وضَنْك العيش، وأحسَّت بالتقصير في حقِّ الله؛ فبدأت نسمات التوبة تُنير عَتْمةَ قلوبها.
إن البداية صدق، والنهاية فوز؛ فإن صدقت الله في قربك منه، وبدأت طريق الله بتوبة صادقة تعزم فيها أن تكون نفسك مُجاهدةً، طائعةً لله، وتشد الرحال إلى أبواب العبادات، ولكي تسير على الخُطى، وتقتفي الأثر في طريقٍ غير موحشةٍ؛ لا بد من توبة صادقة، وستكون النهاية بمشيئة الرحمن الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.
الحمد لله أن لنا ربًّا يقبل توبة العبد، فمهما ابتعدنا، وأخذتنا قطارات الحياة، وانشغلنا دون عذرٍ، أو حتى بعُذْرٍ، فإننا متى طرقنا أبواب الله، فُتحت لنا جميعها، وفرح الله بعودتنا، وتوبتنا أكثر من فرحتنا نحن بالرجوع إليه.
لا بد عند فعل المعصية، والابتعاد عن طريق الله أن تسأل نفسك: أوليس الذي ابتعدتَ عنه هو ربي الذي خلقني، وأعطاني من نِعَمِه، وفضَّلني على كثيرٍ من عباده؟!
أوليس هو خالقي، الذي أعطاني نعمة البصر، والسمع، واللسان، وأعطاني وزادني، وأنار دروب الحياة من حولي؟!
أوليست جوارحي التي أعصيه، وأبتعد بها عنه، هو مَنْ أعطاني إيَّاها؟!
أوليست تلك الأنفاس ودقَّات القلب التي أملكها؛ هو مَنْ أحياني بها؟!
ومع كل تلك النِّعَم التي مهما أدَّينا من شكر وحمد لله، فإننا لن نقدر أن نصل إلى الكمال في العمل، والتقرُّب منه.
ومن نحن حتى نعصي، ونبتعد عن صاحب الفضل والعطاء؟!
ومع ذلك إن ابتعدنا، أو عصينا، كان الله أشدَّ فرحًا بتوبتنا، ورجوعنا إليه؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَويَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ)).
فما الذي يدفعنا عن الابتعاد عنه جلَّ جلالُه بعد ذلك؟!
هناك من يقول: إني أذنبت وفعلت من المعاصي والذنوب مالم يفعله أي إنسان؛ فهل يقبل الله عبدًا امتلأت صحيفتُه بالآثام، وكثرت خطاياه؟ هل يقبل الكريم توبتي بعد كل ما اقترفته من المعاصي؟!
إنه التوَّاب، إنه الغفور، إنه الكريم الذي ليس لعطائه حدٌّ، ولا عَدٌّ، إنه الله الذي يغفر لنا من الذنوب ما لا نعلم.
هل سمِعتَ يومًا قصة العبد الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، ومع ذلك قَبِل اللهُ توبته، دعني أرويها كما هي في حديث الرسول صلوات ربِّي وسلامه عليه؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟! انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُد اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ؛ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى، فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ))، وفي رواية البخاري ((أن الله جلَّت قدرتُه أوحى إلى أرض العذاب أن تباعدي، وإلى أرض الرحمة أن تقاربي))؛ فمهما تعاظمت الذنوب في صحيفتك؛ فإن الله غافرها لك، فقط عليك أن
اصدق الله في توبتك؛ لكي يصدقك في قبولها، فليس من التأدُّب أن ترفع يدك، وتقول: يا رب، أنا تُبْتُ إليكَ، ثم ما إن تنصرف وتُنَزِل يديك ترجع إلى فعل الذنوب، فهل هذه توبة صادقة؟!
فلو تذوَّقْنا حلاوة القُرْب، ولذَّةَ المناجاة، لو تذوَّقْنا جبر الله للقلوب، لما ابتعدنا عنه ولو ثواني.
إن القلب الذي يحيا، وتُسمع دقَّاته بقوَّة، إنه قلب ينبض حبًّا بالله، فمع الله تحيا القلوب، وتزدهر النفوس.
إن الإخلاص، ونقاء القلوب؛ مثل عقد من اللؤلؤ المتكامل، يتوسَّطُه جوهرة، ليس لها مثيل، فكلما طعمتها بصدق التوبة، كان طريقك إلى الجنة مُيسَّرًا، ومهيَّأً لك.
فالزم الطاعة، وجنِّبها المعصية، وجاهد نفسك حتى تستقيم، عندها ستخلص نفسك من عذاب الله برحمته، وعفوه.

لذة العطاء

نتيجة بحث الصور عن العطاء"

لذة العطاء
طَالَ الزَّمانُ أَو قَصُرَ ،، وَتَغَيَّرَ الدَّهرُ فَعَبَسَ أَو بَسَرَ ،، وَبَخِلَ مَن بَخِلَ رُكُونًا إِلى الدُّنيا وَإِيثارًا لِلحُطَامِ ،، فَلَيسَ لِلصِّعَابِ إِلاَّ رِجالُها ، ولا لِلأَحمَالِ إِلاَّ جِمَالُها ... وَيَبقَى الأَجوَادُ المُحسِنونَ هُم زِينَةَ الدُّنيَا وَجَمَالَ الحَيَاةِ ، وَيَبقَى الإِحسَانُ هُوَ أُنسَ النُّفُوسِ المُؤمِنَةِ ، وَرَاحَةَ القُلُوبِ المُطمَئِنَّةِ ، وَزِينَةَ الأَتقِيَاءِ وَحِليَةَ النُّبَلاءِ ... كُلَّمَا حَاوَلَ أَحَدُهُم كَفَّ نَفسِهِ عَنِ الاشتِغَالِ بِحَاجَةِ غَيرِهِ ، أَو أَرَادَ مَنعَ قَلبِهِ مِن حَملِ هُمُومِ الآخَرِينَ ، أَبَت عَلَيهِ لَذَّةٌ يَجِدُها في ابتِسَامَةِ مُحتَاجٍ قُضِيَت حَاجَتُهُ ، وَحَلاوَةٌ يَتَذَوَّقُها في دَعوَةِ مَكرُوبٍ فُرِّجَت كُربَتُهُ ...
هَذَا عَدَا أَنَّهُ يَعلَمُ أَنَّ لَهُ كَثِيرًا مِنَ الحَاجَاتِ ، وَأَنَّ أَمَامَهُ يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا ذَا كُرُباتٍ ، تَتَقَطَّعُ فِيهِ النُّفُوسُ حَسرَةً عَلَى مَا فَاتَ ، ومَا زَالَ بِمَا وَقَرَ في قَلبِهِ مِنَ اليَقِينِ بِلِقَاءِ رَبِّهِ وَالتَّصدِيقِ بِمَوعُودِهِ يَرجُو أَن يَكُونَ لَهُ في قَضَاءِ حَاجَةِ كُلِّ مُسلِمٍ وَتَفرِيجِ كُربَتِهِ قَضَاءٌ لِحَاجَاتِهِ وَتَفرِيجٌ لِكُرُبَاتِهِ ، وَأَن يَكُونَ إِحسَانُهُ اليَومَ نَجَاةً لَهُ مِن أَهوَالِ ذَلِكَ اليَومِ العَسِيرِ .
وَمَن ذَا الَّذِي يَزعُمُ أَنَّهُ في غِنًى عَن رَحمَةِ رَبِّهِ وَإِحسَانِ مَولاهُ ؟!
وَمَن ذَا الَّذِي يَجهَلُ أَنَّ أَقرَبَ طَرِيقٍ إِلى ذَلِكَ هُوَ الإِحسَانُ إِلى عِبَادِ اللهِ وَنَفعُهُم رَحمَةً بِهِم وَإِشفَاقًا عَلَيهِم ؟!
قَالَ سُبحَانَهُ :
"هَل جَزَاءُ الإِحسَانِ إِلاَّ الإِحسَانُ"
وَقَالَ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ :
"أَنفِقْ يَا بنَ آدَمَ أُنفِقْ عَلَيكَ"
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ :
"وَإِنَّمَا يَرحَمُ اللهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَمَاءَ"
أَفَيَحرِمُ عَاقِلٌ نَفسَهُ مِن إِحسَانِ اللهِ إِلَيهِ وَرَحمَتِهِ ؟!
أَوَيُمسِكُ تَقِيٌّ يَدَهُ عَنِ الإِنفَاقِ وَرَبُّهُ هُوَ الَّذِي يُنفِقُ عَلَيهِ ؟!
أَيَخشَى قِلَّةً أَو فَقرًا وَاللهُ هُوَ الَّذِي وَعَدَهُ أَن يُخلِفَ عَلَيهِ وَهُوَ لا يُخلِفُ المِيعَادَ فَقَالَ :
"وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فهو يُخلِفُهُ" ؟!
وَحَدِيثٌ آخَرُ عَظِيمٌ ، يَجِدُ فِيهِ المُحسِنُونَ سَلوَةً لَهُم ، وَوَقُودًا لِعَزَائِمِهِم ، وَدَافِعًا لَهُم لِتَفَقُّدِ مَن حَولَهُم ؛ لِيَبذُلُوا لَهُمُ النَّدَى ، وَيُزِيلُوا عَنهُمُ الأَذَى ... قَالَ الحَبِيبُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ :
"لَقَد رَأَيتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ ، في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِن ظَهرِ الطَّرِيقِ كَانَت تُؤذِي النَّاسَ"
فَهَذَا رَجُلٌ أَزَالَ عَنِ المُسلِمِينَ أَذًى في طَرِيقٍ ، وَكَانَ بِإِمكَانِهِم أَن يَتَجَنَّبُوا هَذَا الأَذَى بِأَن يَمِيلُوا عَنهُ يَمنَةً أَو يَسرَةً وَيَنتَهِي الأَمرُ ، وَلَكِنَّ هَذَا المُحسِنَ الرَّقِيقَ القَلبِ ، لم يَرتَحْ وَثَمَّةَ أَذًى يَصِلُ إِلى النَّاسِ وَهُوَ يَقدِرُ عَلَى إِزَالَتِهِ ؛ فَبَادَرَ مُحتَسِبًا وَأَزَالَهُ عَنهُم ، فَأَصبَحَ يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ وَيَنعَمُ بِنَعِيمِهَا بِإِزَالَةِ هَذَا الأَذَى ... فَكَيفَ بِأَذًى يُلازِمُ مُسلِمًا كُلَّمَا قَامَ وَقَعَدَ ، وَهَمٍّ يَمنَعُهُ نَومَهُ ، وَغَمٍّ يَحرِمُهُ لَذَّةَ أَكلِهِ وَشُربِهِ ، وَحَاجَةٍ تَتَلَجلَجُ في نَفسِهِ كُلَّمَا أَصبَحَ وَأَمسَى ، فَتُكَدِّرُ حَيَاتَهُ وَتُنَغِّصُ عَلَيهِ عَيشَهُ ، وَنَظرَةِ افتِقَارٍ مِن طِفلٍ بَائِسٍ أَو يَتِيمَةٍ مَكلُومَةٍ ، ثم يَحتَسِبُ جَوَادٌ شَهمٌ فَيُزِيلُ عَن هَذَا المُسلِمِ الأَذَى ، وَيُلقِي عَن كَاهِلِ ذَاكَ المَهمُومِ الهَمَّ ، وَيَكفِي ذَلِكَ المُحتَاجَ حَاجَتَهُ ، وَيُدخِلُ عَلَى البَائِسِ المَحزُونِ أُنسًا وَسُرُورًا ، وَيُبَدِّلُ تِلكَ اليَتِيمَةَ بِالغَمِّ فَرَحًا وَحُبُورًا ؟!
مَا أَعظَمَهَا مِن نِعمَةٍ عَلَى مَن صَبَرَ نَفسَهُ في هَذِهِ الجَادَّةِ وَإِن طَالَت !!!
وَمَا أَعظَمَ حَظَّ مَنِ استَمَرَّ في طَرِيقِ الإِحسَانِ إِلى النَّاسِ وَنَفعِهِم !!!
وَمَا أَسعَدَ مَن سَعَى في قَضَاءِ حَوَائِجِهِم !!!
وَهَنِيئًا لِمَن صَارَت رَاحَةُ نَفسِهِ في تَفرِيجِ كُرُبَاتِ إِخوَانِهِ وَوَضْعِ الأَحمَالِ عَنهُم !!!
وَأَخِيرًا أَخِي المُسلِمَ ،،، كُلَّمَا هَمَمتَ بِفِعلِ خَيرٍ لِوَجهِ اللهِ ، رَجَاءً لِمَا عِندَهُ ، وَتَصدِيقًا بِمَا وَعَدَ بِهِ ، فَجَاءَكَ هَاجِسٌ يَمنَعُكَ أَو يُخَوِّفُكَ ، أَو يَحمِلُكَ عَلَى التَّأجِيلِ ، أَو يُزَهِّدُكَ في العَطَاءِ وَالبَذلِ ؛ بِحُجَّةِ أَنَّكَ قَد بَذَلتَ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً وَهِيَ كَافِيَةٌ ، أَو أَنَّكَ تُعطِي وَغَيرُكَ مُمسِكٌ ، أَو أَنَّكَ قَد أَحسَنتَ فَلَم تَجِدْ مِنَ النَّاسِ شُكُورًا ، فَاعلَمْ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيطَانِ ، وَتَأَمَّلْ قَولَ رَبِّكَ :
"يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ . إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إنَّما يَدعُو حِزبَهُ لِيَكُونُوا مِن أَصحَابِ السَّعيرِ"
وَقَولَهُ في وَصفِ الأَبرَارِ :
"إنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلا شُكُورًا"
وَاعلَمْ أَنَّ عُثمَانَ بنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنفَقَ ثم أَنفَقَ ثم أَنفَقَ حَتَّى جَاءَتهُ البِشَارَةُ مِنَ الحَبِيبِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بِقَولِهِ :
"مَا ضَرَّ عُثمَانَ مَا فَعَلَ بَعدَ اليَومِ"
اللَّهُمَّ اجعَلْنَا مِن عِبَادِكَ المُبَارَكِينَ عَلَى أَنفُسِهِم وَعَلَى إِخوَانِهِم وَمُجتَمَعِهِم ...
اللَّهُمَّ وَأَعِنَّا عَلَى مَا يُرضِيكَ عَنَّا ...
اللَّهُمَّ وَجُدْ عَلَينَا إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ ...


 


صدقة المشاعر

نتيجة بحث الصور عن المواساة"

صدقة المشاعر
ليست الصدقة محصورة في تقديم المال أو إطعام الطعام فقد تكون نوعًا آخر من البذل والعطاء يحقق السعادة في قلوب الآخرين، ويمنح صاحبه شعورًا بالراحة والرضا.
ومن هذا النوع: "صدقة المشاعر"
إنها سمة راقية لأصحاب القلوب النقية والهمم العالية الذين تغلبوا على طبائع النفس وقهروا لذاتها.
وسعوا لنفع الناس وإدخال السرور عليهم متمثلين قول النبي ﷺ: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم".
كيف يمكننا ترجمة الصدقة بالمشاعر على أرض الواقع؟
اليتيم الذي يفتقد أباه يحتاج صدقة المشاعر وتتم ترجمتها بيد حانية تمسح رأسه وكلمة طيبة تبدد حزنه.
ومن هنا أوصى نبينا ﷺ فقال:
"إنْ أردْتَ تَلْيِينَ قلبِكَ ، فَأَطْعِمْ المِسْكِينَ ، و امْسَحْ رَأْسَ اليَتِيمِ".
ومن مزايا صدقة المشاعر أنها تعزز الشعور بالسعادة والثقة بالنفس وتمنح صاحبها قلبًا لينًا يستشعر حاجات الآخرين وتدفعه لمواساتهم ومشاركتهم مشاعرهم.
تتجلى - أيضًا- الصدقة بالمشاعر من خلال مساندة إنسان بائس يواجه يومًا صعبًا، وذلك بابتسامة بوجهه وكلمة تفاؤل تلقيها على سمعه.
ولتعلم أن الإيجابية ليست فقط باستشعار الإيجابية ولكنها أيضًا بمنحها لمن حولك.
فلا يكن همك نفسي... نفسي بل تمن الخير لغيرك وامنحهم الحب والرحمة وقدم لهم يد العون والمساعدة
ولا تقتصر فائدة صدقة المشاعر على الانعكاس الداخلي الإيجابي؛ بل تشمل تحصيل الأجر العظيم عند الله.
وفي الحديث: " خير الناس أنفعهم للناس".
ومن أنواع الصدقة بالمشاعر المسامحة والعفو فهذا يريح القلب من ثقل الأحقاد وينقل رسالة سلام داخلي للنفس، وهو كذلك يشعر الآخرين بالراحة، فضلًا عن تحصيل الأجور العظيمة.
ويضرب الشافعي مثلًا رائعًا في التصدق بمشاعر العفو والتسامح فيقول:
من نّال مني أو عَلِقتُ بذمته .. أبرأته لله شاكر منَّته
كي لا أعوق مؤمنًا يوم الجزاء.. أو لا أَسُوء محمدًا في أُمتِهِ.
وأنت راجع نفسك ما مقدار عطائك لإخوانك؟
وما نصيبك من صدقة المشاعر؟

تعلمّتُ.. قول لا

نتيجة بحث الصور عن لا"

تعلمّتُ.. قول لا
أحيانًا قد نقع ضحية المجاملة والإحراج فنؤيد فكرة ما -دونما تبصر- بهز الرأس أو بإشارة اليد أو بقول نعم، ونفعل ذلك عادة لأن صاحب الطلب لا يعطينا فرصة للتفكير، فنندفع لإعلان الموافقة دفعًا للإحراج من قول لا، خاصة إذا كان صاحب الطلب شخصًا عزيزًا. وعندما تنجلي لنا الحقيقة وتتضح الصورة كاملة، نقع في مشكلة الوفاء بتعهدات الموافقة، حيث تتأجج مشاعر الندم في صدورنا. ويتبع ذلك تساؤلات داخلية:
- كيف سأتحرر من قيود تلك الموافقة؟
- ما الذي دفعني للاستعجال بقول نعم؟
ويقع ذلك في الوعود التي يقطعها بعضهم على نفسه نتيجة موقف محرج أو في لحظة نشوة وفرح أو حتى في ساعات الغضب أحيانًا.
كذلك يقع مثل ذلك في التعاملات بالبيع والشراء حيث يستعجل بعض الناس قول نعم، ثم يعض أصابع الندم على إجراء تلك الصفقة.
تقول سوزان نيومان في كتابها كيف تقول لا:
"إن ما يمنعك من قول لا يكمن عادة تحت سطح الطلب الموجه لك صراحة، مثل شعورك بوجود تحد ضمني، أو كلمة تجعلك تشعر بالذنب إذا رفضت، أو خوفك من إيذاء أو إحباط السائل
أو خوفك من نفوذه أو سلطانه عليك".
وتلك الدوافع ينبغي أن تتوقف عن التحكم بك، لأنك بحاجة أن تكون لك شخصية مستقلة وتتخذ القرار الصحيح. فمثلاً، عند التردد لا تقل نعم؛ بل قل: سأنظر في الأمر، ثم خذ وقتك لتقرر .
يقول الشاعر المثقب العبدي:
لا تَقُولنَّ إِذَا ما لم تُرِدْ أَن تُتِمَّ الوَعْدَ في شَيءٍ نَعَمْ
حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لاَ وقَبيحٌ قوْلُ لاَ بَعدَ نَعَمْ
إِنَّ لاَ بَعْدَ نَعَمْ فاحِشَةٌ فَبِلا فابْدَأ إِذَا خِفْتَ النَّدَمْ
متى تقول نعم؟
- عندما يكون الأمر واضحًا ويحتاج سرعة القرار
- عندما يتعلق الأمر بالطاعات أو تقديم مساعدة تقدر عليها وتملك الأداة المناسبة لذلك.
قال الفرزدق في مدح كرم زين العابدين (علي بن الحسين):
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ إذا افتُدِحُوا،
حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،
لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاؤُه نَعَمُ.
لقد قررت ألا أقول نعم إلا عندما أكون متأكدًا من إمكانية وفائي بما يترتب على الموافقة، وسأقول عند التردد: سأفكر في الأمر.. سأعطيك الجواب قريبًا..
وأنتم ماذا قررتم؟

اخترت لك

لا يتوفر وصف للصورة.

اخترت لك :
قال"السلطان سليمان القانوني الذي حكم نصف العالم في زمانه " عند احتضاره وهو على فراش الموت:
وصـيتي الأولى:
(أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غيرهم)..
وصيتي الثانية:
(أن ينثر على جانبي الطريق من مكان موتي حتى المقبرة..
قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي)..
وصيتي الأخيرة :
(حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن..
وأبقوهما معلقتان للخارج وهما مفتوحتان)..
وحين فرغ السلطان من وصيته قام قائد حرسه بتقبيل يديـه وضـمهما إلى صدره..
ثم قال أيها السلطان :
(ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال..
إنما هلا أخبرني سـيدي ما المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث)؟!..
بصعوبة شديدة أخذ "السلطان "نفسا عميقا وأجاب بصوت واهن:
(أريد أن أعطي العالم درسا لم أفقهه إلا الآن)..
أما بخصوص الوصية الأولى:
فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ..وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر)..
وأما الوصية الثانية:
(حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثورا..
وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب)..
وأما الوصية الثالثة:
(ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي..
وسـنخرج منها فارغي الأيدي)..
ربنا توفنا وانت راض عنا واغفر لنا وارحمنا...

اليوم التّحسيسي للقراءة " ببلومانيا "


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٠‏ أشخاص‏، ‏‏أشخاص يبتسمون‏، ‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
السبت 18جانفي 2020.
النّخبة الشّبابيّة للعلوم
اليوم التّحسيسي للقراءة " ببلومانيا "
مركز التّرفيه العلمي قيطوم الفوضيل

للقراءة مدار شفّاف يأخذك إلى صناديق اللّغة ، وقوافل الفكر ، ومواكب تحمل أسلاك الحياة لمواقف البشر الذين يمرّون مرور الأوراق الخالدة عبر الكتب .
القراءة سلاح ضدّ المجهول ، نسمة نقاء تلوّن أبواق الصّمت ، طوق النّجاة من مستنقع التّضليل والجهل وما أجمل أن نلمس طرف كتاب كما نلمس شاشة الهواتف والحواسيب فالمتعة أكبر بكثير حين تخطو بين الكلمة والأخرى بحثا عن شيء لا يسلمك مفاهيمه إلاّ إذا أبقيت ذهنك حاضرا في مغامرة ورقيّة تحفّها أشجار البلاغة ، وحقول الشّعر ، ورياض الفكر .
انطلقنا في رحلة إنصات تجاوزت الحواس وتغلغلت إلى غابات الشّعور تاركين متاعنا في زاوية بعيدة وكلّ ما فينا مشدود إلى زاوية الكتاب ، أفق القراءة ، هوس الصّفحات التي تتقلّب بين الأصابع والأفكار حيث كانت الكلمة الافتتاحيّة باقة ترحيب جزلة المعاني تعطّرت أرواحنا بأوراقها وألوانها من طرف الكاتبة إكرام بن زغيبة صاحبة كتاب رمادية الحرف، وقد أمتعتنا بتنشيطها للقاء وهي تمارس اللّغة كاستنشاق الهواء تشرّفت بتقديم مداخلة بعنوان القراءة ضرورة عصرية آملا أن يمتلك الجميع ثقافة الهروب إلى الكتب لما لها من قلاع نحصّن بها أنفسنا من الضّياع وخطر الجهل والكسل ، قدّم المدرب فاروق شتيوي مداخلة بعنوان أهمية القراءة ليسكب هو الآخر في وعاء هذا الملتقى أعمق ما يمكن أن يحفّز الإنسان على مصادقة القراءة والكتاب
كما كان لنا ومضة نقيّة لتجربة الكاتب الصغير ذي 18 ربيعا أيمن بن محمد الذي تحدّث عن تجربته في الكتابة ، قدّم من بعده الأستاذ عبد النور علون نبدة تعريفيّة بنادي القراءة ببلومانيا ، ألقت من بعده الكاتبة وفاء منصور كلمات حول القراءة تاركة لنا العمق وسواحله في قراءة ماتعة
تفضّلت الأستاذة والأخصائية النفسانية سليمة من ولاية سطيف، مداخلة عن مكانة القراءة وأثرها في الحياة ، أمتعنا الكاتب هويري زكرياء بقراءة شفّافة "اقرأ لترقى " متجاوزا بذلك عمر التّفوّق بكثير ، كما استمتعنا أيضا بالكاتبة منال مالك وكلامها الجميل عن تجربتها في الكتابة .
ولا أنسى بالمناسبة أن أشكر الأخت مريم على الحلويات التي أكرمتني بها وتعبت في إعدادها لتصلني بهذا الشّكل الرّائع الذي جمع بين اللّذة والتّقدير ، بين الحلاوة والأسف على عدم وصولها في الوقت المحدّد إلاّ أنّها ارتأت أن تجعل يومي حلوا بكرمها الذي أخجل حروفي وقلبي.
التقطنا في نهاية اللّقاء صورا للذكرى لنكتب على صفحة الذّكريات موقفا جديدا يعبر منه الضّوء.
✍️ بقلم عبد النور خبابة

كذبكم لا يغبر كعب نعلي!!!


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
كذبكم لا يغبر كعب نعلي!!!
عن المعهد الدولي للغات والاتصال LCI(أصلا بولاية سطيف وفرعا بولاية برج بوعريريج) أتحدث.
💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡
قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡
من المعيب أن تصدّر المنابر العلميّة التي يجلس خلفها دكاترة وأساتذة - بالاسم فقط- الافتراء والكذب بدلا من الأخلاق والعلم والقدوة خصوصا إن كان هذا الفعل مباركا من معهد دولي ينفث سمومه على النّاس بكلّ وقاحة ودون خجل.
يبدعون في تأليف مسرحيّة سوداء ، وقصّة مزعومة جعلوني فيها البطل الخائن الذي خرج عن قدسيّة كلمته وميزان وعده الذي عقدوا قرانه على غير وجه حقّ مع الاوهام التي ترجّلت عن فارس الحكمة وأصابها الجنون عن عمد . بريء من كلّ افتراء أو تهمة أو شبهة يحاولون من خلالها تشويه السّمعة مدّعين إنّي تخلّفت عن إدارة دورة لا اعلم بوجودها ولا تاريخها ولا زمنها ، وأتحداهم أن يثبتوا هذا ومن وضاعتهم ذكروا أنّي المتسبّب في خساراتهم المالية بحكم الوفود الكبيرة التي توافدت لأجل حضور الدّورة ، والمصاريف التي دفعوا ثمنها لأجل الغداء وانّهم اتّصلوا بي وتعمّدت عدم الردّ!!! .
أيعقل أن تصل الخساسة بالبعض إلى هذا الحدّ المجنون والمؤلم أنّها صادرة من أشخاص لهم مكانة علمية ومعرفية في مجتمع يدثّر عيوبهم باتقان . ولا أدري متى كنت خائنا للكلمة التي يطلقها لساني ، أو غادرا بالوعد الذي يقطعه ضميري لأنّي مدرك تماما أنّ هؤلاء لا دورات لهم غير محاربة الصّدق ، وتهديم صور النّاس .ما كان على البعض الذين يدّعون صداقة مزيّفة تصديق تلك الديباجة من الأكاذيب لأنّهم لو عرفوني حقّ المعرفة لما صدّقوا ، لما أخفوا الأمر عنّي، لما أخبروا أشخاصا آخرين بها بدلا من مواجهتي وإعلامي .
✍️ بقلم عبد النور خبابة

راعوا شعورهم !

ربما تحتوي الصورة على: ‏نص مفاده '‏راعوا شعورهم‏'‏
راعوا شعورهم !

- وأنت تَمُرُّ عن صاحب احتياجات خاصة أو كبيرِ سِنٍّ...راعِ شعوره وقلل من سرعتك وخِفَّتك التي منحك الله إياها. فقد يقارن خفتك بثقله، وإن ذلك يحزنه.
- قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه) (رواه مسلم)..
- قمة الرقي في إرهاف الحس ومراعاة المشاعر يُعَلِّمنا إياها نبي الأخلاق صلى الله عليه وسلم، تحت قاعدة عريضة: (فإن ذلك يحزنه)، فلا تفعل ما يحزن أخاك.
- وأنت تتكلم مع شخص لا يجد عملاً، يطرق الأبواب ويعود لبيته منتكساً...راعِ شعوره وقلل من عبارات: (أنا الآن في الطريق لمكتبي...عندما أعود من جامعتي/محلي، أكلمك بعد أن أرد على زميلي في العمل...)...حتى وإن أحب الخير لك، سيقارن انشغالك بعملك بانشغاله بهمه وضيق حاله، وإن ذلك يحزنه !
- عندما يُنعم الله عليكِ بالارتباط بابن الحلال، راعِ شعور صديقاتِك اللواتي لم يُخطَبْنَ، وقللي من تعبيرك أمامهن عن فرحك بطلعاتك وروحاتك وجياتك واللحظات السعيدة معه وهداياه الجميلة...فمهما تمنين لك من خير فلا بد من مقارنة، وإن ذلك يحزنهن.
- أهِمُّ أحياناً بأن أنشر تفاصيل عن علاقتي بأولادي –مثلاً- وفرحتي بهم، لكن أتذكر أن لي إخوة وأخوات أفسد عيشَهم وفرق شملهم الحروب أو الأسر أو التهجير...فأمتنع، لأن ذلك يحزنهم..
- نعم، (وأما بنعمة ربك فحدث)، حديثاً عن النعم الدينية (الهداية) قبل كل شيء، وعن الدنيوية، حديثاً عاماً تعترف فيه لله بالفضل، وفي الوقت ذاته لا تُحزن إخوانك، ولا تحزنين أخواتك.
- لذلك كله: راعوا شعورهم.
الدكتور إياد قنيبى الصفحة الرسمية
نقلا من صفحة فضيلة شيخنا ابراهيم الكفاوين.

حفل تكريم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏١٥‏ شخصًا‏، ‏أشخاص يبتسمون‏‏، ‏‏‏أشخاص يقفون‏‏، ‏نص مفاده '‏الرابطة الولائية لرياضة المعاقين نادي الوصال نادي الوصال‏'‏‏‏
الأربعاء 22 جانفي 2020
حفل تكريم
من تنظيم الرابطة الولائية لرياضة المعاقين
نادي الوصال.
🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️🎖️
حواس احتضنت جزءا من الذّات التي أثارها رعب الصّمت والغربة لتجد نفسها بين أتون الغبطة التي صنعها صغار التّحدّيات الذين أغلقوا بعفويّتهم سراديب المستحيل وجعلونا نعوم في قوس براءتهم لنتلوّن دون حاجتنا للمطر والشّمس
كان حفلا بهيجا أتحفنا بأناشيد وإبداعات من طرف هؤلاء المكفوفين الذين تقودهم مصابيح القلب النقيّة إلى كون مسحور
شمل الحفل تكريمات، وقد كنت حاضرا ممثلا لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج بوعريريج، لاستلام التكريم الخاص به بحضور ممثلين عن مديرية النشاط الاجتماعي ومديرية الشباب ومدير مدرسة المعوقين بصريا .
قاد إبحارنا عبر موج هذا الحفل الأستاذ الشاعر العيد سنوسي بتنشيطه الحيّ الذي يخرج الحياة من خبء الصّمت
لأشكر عبر حروف اللّغة كلّها دون أن أقبض على ذاك الشّعور الذي يختزل سروري إثر هذه الدّعوة الكريمة من طرف الأخ والصديق السعيد، الذي رحّب بي ترحيب القلب والرّوح والملامح .
✍️ بقلم عبد النور خبابة

النّقد ومواكبة النّص الراهن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
السبت 25جانفي 2020
المركب الثقافي عائشة حداد برج بوعريريج
نادي بصمات في عددها الثامن
💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡💡
النّقد ومواكبة النّص الراهن
يخرج النّص من وجدان الواقع الذي يكتب عنه الكاتب بقلبه الذي يحمل الكثير من الأفكار النّابضة والتّجارب التي تجري مجرى التّنفّس وتغيّرات الحياة التي تدفع بقارب إبداعه إلى الموج البعيد بحثا عن ظلّ حرف جديد يسكن الورق ليتبعثر بعدها في أذهان القرّاء ويبقى مزروعا في ذاكرتهم .
الكتابة المقنعة تمتصّ التّراب الجاف الذي يلوّن حياتنا وتجعله رطبا وليّنا ، وكلّما قرأنا زدنا رغبة في الذّهاب إلى دروب العمق .
ولا يتطوّر النصّ الذي تنجبه التّجارب إلاّ إذا مرّرناه تحت عدسة ناقدة تفتّش بإمعان عن مواطن ضعفه ، ومرضه ، وقوّته ليكون أفتك في المرّات القادمة .
فالنّقد البنّاء يجدّد أنفاس الأدب ويجعله كتّابها أكثر شراسة لافتكاك المعاني والأساليب والتّراكيب الجديدة التي لم يمرّ عليها أحد .
اللّقاء كان لأجل ولوج تجارب مختلفة ، والتّنقل بين أفكار الغير في حوارات تفوق الفكرة والكلمة والنصّ ، والاستمتاع بقراءات بناها أصحابها بعناية لنستمتع بمشهد غروبها ونحن نتوسّد الشّمس التي صنعها أصحابها لمحاربة ظلام الصّمت فعايشنا عن قرب خلاصة حياة كاملة للنّص ، وتأثيراته على صاحبه وقارئه ، والظّروف التي ألهمته ليخرج بهذا الشّكل الذي يعكس صورة أخرى للحياة منهم ضيف الله عبدالقادر ، سليمة مسعودي ، خيري بختي.
انطلقنا ونحن نتصفّح بياض الفكرة في دفاتر الدكتورة سليمة مسعودي التي منحتنا بعضا من صفحاتها لنتأمّل عن قرب نظرتها العميقة نحو النّقد وكلمتها حول النقد وأهميته ، عقبها على منصّة الحرف والفكر الكاتب خير بختي ليلقي كلمة حول تجربته في كتابة الرواية فكان طيّبا في خلقه ،متواضعا في طلّته ، رقيقا في طرحه ، سلسا في أسلوبه الذي زيّن لوحة الفكر التي اجتمعنا حولها ، كما تقدّم الروائي عبد القادر ضيف الله بتقديم كلمة اختزل من خلالها عصارة ما جاد به الذّهن والوجدان .
وقد سرّني كثيرا تكريم التلميذ النجيب صهيب من طرف الناشر كمال قرور لتكون التفاتة حكيمة تمهّد لولادة المبدعين متقبلا
عقبتها قراءات شعريّة لمجموعة من الكّتاب والشّعراء جاؤوا ليقولوا كلمتهم الخارجة عن قانون الحرف والوجدان ليتحفونا بما فاضت به كؤوس الصّمت بدواخلهم التي إن تكسّر بها جزء تداعت له الحروف بالحمّى والسّهر أذكر منهم الانيق حرفا ساعد بولعواد ، رفيق طيبي دار ، عبد الحليم بولعراس ، نسيمة بلمسعود ، القاص عيسى بن محمود
وغيرهم .
يحزنني جدا أن تمرّ مواكب الأدب والشّعر هذا الموكب الباهت الذي لم يحضره إلاّ القليل لقلّة الإعلام والإشهار لهذه الملتقيات الأدبيّة التي تحتاج إلى نهضة إعلامية كبيرة لتزهر وتستقطب عشّاق الحرف والكلمة والفكر.
ويؤسفني بالمناسبة ذكر رداءة التّنشيط متمنّيا فسح المجال لأصحاب الكفاءات الذين ترتجّ تحت أقدامهم العبارات وتنتفض كأنّها معركة تخاض على المنصّة .
إضافة إلى تنظيم معرض للكتاب زيّن المكان وجعله كالبستان الذي أحياه المطر
الختام كان حيّا على خشبة بيضاء جعلت اللّقاء يربط الكاتب بما كتب ، والقارئ بما قرأ من خلال تنظيم جلسات للبيع بالتّوقيع للكاتيبن زكريا هوايري مالا يقوله الغاوون (نصوص) ، و عبد الحكيم نضال : قلوب على جسور الموت (قصص)
أشكر القائمين على النادي وعلى المبادرة والدعوة وكلّ المشاركين الذين جاؤوا من قريب أو بعيد لحضور هذا اللّقاء .
✍️ بقلم عبد النور خبابة.

2020-01-25

تجارب الحياة هي ما تصنعنا

نتيجة بحث الصور عن تجارب الحياة

ما هو الشي الذي يجعلك مختلفاً عن جميع الناس الذين يعيشون على ظهر هذا الكوكب " الأرض " ؟
لا شك أن التجارب التي تمر بها هي أحد مصادر هذا التميز؛ فكل شيء فعلته في حياتك يتم تسجيله في ذاكراتك الواعية، كما يترك بصمة أيضا على جهازك العصبي. إن كل ما تراه، أو تسمعه، أو تلمسه، أو تتذوقه، أو أن تشمه يتم تخزينه في ذاكرة المخ الضخمة .
هذه الذكريات، سواء تلك التي نعيها أو التي لا نعيها، تسمى المرجعيات ونحن في الحقيقة نستمد من هذه التجارب التأكيد اللازم لمعتقدتنا بما في ذلك أهم المعتقدات من أنفسنا وقدراتنا.
ما هي التجارب التي ساهمت بقوة في تشكيل حياتك ؟
في إحدى ورش العمل التدريبية المتخصصة
 وفي بداية الورشة – طلب المدرب من المشاركين في تلك الورشة التدريبية - ملء استمارة استقصاء شاملة تتضمن سؤلاً عن التجارب الخمس التي يعتقدون أنها شكلت حياتهم بصورة مؤثرة .! الشيء المذهل في إجاباتهم أن عددا كبيرا منهم خاض التجارب نفسها (المرجعيات) ولكنهم قاموا بتفسيرها بطرق شديدة الاختلاف، ومن ثم أصبحت حياة كل منهم مختلفة تماماً عن الآخر اليوم.
مثلاً كان هناك رجلان فقد كلٌ منهما والديه في عمرٍ مبكرٍ أحدهما استخدم هذه التجربة كسبب لعدم الارتباط العاطفي الوثيق والانغلاق على نفسه والانعزال عن الآخرين، بينما أصبح الآخر واحداً من أكثر الناس انفتاحاً على الآخرين، ويتميز بشدة الحساسية لعواطفهم. ليست التجارب إذن هي تلك التي تشكل حياتنا وحدها، ولكن – مرة أخرى - تلك المعاني التي نفسر بها هذه التجارب هي التي نؤثر في حياتنا.
ليس هناك أي شك في أنك حقاً المصمم الرئيسي لتشكل حياتك – بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، وسواء تحققت من ذلك أم لا ؟ إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى.
تأمل كل تجاربك وابسطها أمامك كفراش السرير المزخرف، حيث تضيف إليه خيطاً جديداً كل يوم .
هل تستخدمه لتصنع ستائر تختفي وراءها، أم أنك تصنع منه بساطاً سحرياً يحملك إلى السماء؟ أم أنك تُعيد تصميم رسوماته بدون إدراك حقيقي منك وتجعل تلك الذكريات التي تمنحك القوة والسعادة في مركز الوسط من التصميم؟
الآن... آن الأوان لأن تكتب في ورقة صغيرة ( خمس ) تجارب أثرت بشدة في شخصيتك. صف التجربة أو الحدث واشرح كيف أثر فيك.
إذا توصلت إلى أي شيء له تبعات ونتائج سيئة فقم على الفور بإعادة تفسيره بصرف النظر عما قد يستغرقه ذلك.
وهذا قد يتطلب بعض الإيمان، أو رؤية ثاقبة جديدة لتفسيرٍ لم يخطر ببالك من قبل .
فقط تذكر أن هناك قيمة لكل تجربة إنسانية مررت بها.

 

لا تتوقف عن أهدافك

نتيجة بحث الصور عن هدف

كم مرة سمعت ــ عزيزي القارئ الكريم ــ من يرثي حظه العاثر ويقول: " أهذا كل ما هناك؟ ".
إن رواد سفينة (أبوللو) الذين وهبوا حياتهم كلها للحظة الوصول إلى القمر كانوا غاية في التفاؤل والسعادة في تلك اللحظة الخالدة العظيمة، ولكن بعد رجوعهم إلى الأرض أصيب بعض منهم بحالة اكتئاب شديدة فبعد رحلتهم العظيمة لم يبق هناك شيء بالنسبة لهم يتطلعون إليه: كيف يكون هناك هدف أكبر من وصولهم للقمر واكتشاف عالم مجهول جديد مثل الفضاء الداخلي المتمثل في العقل والقلب؟!.
نحن جميعاً في حاجة إلى إحساس مُستمرٍ بالنمو العاطفي والروحي؛ فهو الغذاء الذي تحيا به أرواحنا وتزدهر وتتطور وبالتالي تستمر.
ولذلك فعندما تقترب من تحقيق أهدافك التي سعيت إليها اعمل فوراً على وضع أهدافاً جديدة تُنشئ لنفسك بها مستقبلاً جديداً، فريداً ومتميزاً.
ما هو الهدف النهائي؟ ربما يكون التطلع إلى المساهمة في الحياة بشيء ذي قيمة!؟ أو إنجاز شيء ما لا طالما حلمت به؟ حقيقة أنا لا أعلم ما هي أهدافك إلا أن إيجاد طريقة لمساعدة الآخرين - هؤلاء الذين يهموننا ونهتم بهم بحق -يمكن أن يُهمنا دائماً وأبداً طوال حياتنا.
وهناك دائماً مكانٌ في حياتنا لهؤلاء الذين يريدون أن يهبوا وقتهم، وطاقتهم، ورأسمالهم، ومقدرتهم على الابتكار، ثم الالتزام بكل ذلك.
ما هو التصرف البسيط المليء بالرحمة والعطف الذي يمكن أن تفعله لشخص آخر اليوم؟ قد يكون إماطة آذى عن الطريق؟ وقد يكون مساعدة ضرير لعبور الشارع؟ وقد يكون إرشاد تائهاً لطريق!!؟؟ وكما في الحديث الشريف : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة... وأمرٍ بالمعروفِ صدقة.. ). وكل معرفٍ صدقة أيضاً.
اتخذ قرارك الآن. وتصرف بناءً عليه، ثم انظر كيف تشعر بعد ذلك، وتأكد من تقديرك لهذا الشعور الجديد بالسعادة.

الفراغ في حياة الشباب

نتيجة بحث الصور عن الوقت


للوقت أهمية كبرى في حياة المسلم، فهذه الأنفاس التي تذهب لن تعود والعمر الذي قدره الله عز وجل للإنسان يجب استثماره في ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته..
ومن أهمية الوقت أن الله عز وجل أقسم به في غير ما موضع من كتابه، فقال جل وعلا: (والعصر)، وقال سبحانه: (والفجر)، وقال سبحانه: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2]، وقال سبحانه: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]، فأقسم سبحانه وتعالى بهذه الأوقات في كتابه، ولله عز وجل أن يقسم بما يشاء.
وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: ((نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ)) (رواه البخاري).
وهذه الأيام والأعمار والأوقات تمضي فلا تعود، ويؤكد هذه المعنى ما روي عن عمر بن عبدالعزيز في قوله: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما"، وقول الحسن البصري رحمه الله: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك".
يقدم ماكدويل (1981) تلخيصًا لبعض الآراء التي ذكرها الباحثون في ميدان الفراغ حول أهمية أنشطته:
1- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته الفرد شعورًا عاليًا بالتحرك نحو هوية مرغوبة.
2- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته الفرد قيمة.
3- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته للفرد شعورًا عاليًا بالتعبير الذاتي وضبط الذات.
4- تتبع أنشطة الفراغ وخبراته فرصًا للتعليم وللإنجاز وتحقيق الذات والنمو الذاتي.
5- تتيح أنشطة الفراغ وخبراته فرصًا من التحدي والطموح، الراحة والاسترخاء، اللعب والراحة، الاجتماعية والوحدة، البناء والتشتت بين كثير من الأنشطة المتوازنة.
6- تسمح للفرد أن يكتشف الأطر الخارجية للتحمل والجدة والتعقد وعدم الألفة والضغوط والمهارة.
7- تضمن للفرد شعورًا بالخصوصية مستقلة عن الجماعية، وكذلك بعيدًا عن الأماكن العامة.
8- تتسق أنشطة الفراغ مع ضمير الفرد.
9- تختار أنشطة الفراغ كأشياء إيجابية في حد ذاتها يمكن أن يظهر فيها جانب من تقديرهم لذواتهم.
10- تسمح للشخص أن ينوع في مستويات الود والرضاء مع الآخرين ومع نفسه أو بيئته.
11- أنشطة وقت الفراغ تجمل أو تعوض بعض مشاغل الحياة؛ مثل: العمل، أو الأسرة.
فيجب على المسلم أن يستثمر وقته فيما ينفعه في دنياه وآخرته، ولا تذهب حياته دون فائدة ولا معنى.
ومشكلة الفراغ لدى الطلاب حجمها كبير، ويزيد حجم المشكلة عند هذه الفئة من المجتمع لعدة أسباب؛ منها: وفرة الوقت وعدم تحمُّل كثير من المسؤوليات ووجود الصحة والنشاط والطاقة، والتي لا بد أن يتم استثمارها في مكانها الصحيح.
ويظهر حجم مشكلة الفراغ لدى الطلاب، من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه: "لن تزلا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل - وذكر منها- عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه"، والمتأمل هذا الحديث يعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص الشباب الذي هو جزء منه من العمر لأهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان، ولهذا قيل: مرحلة الشباب قوة بين ضعفين (الطفولة والشيخوخة).
ولا شك أن الفراغ له أضرار جسيمة، وقد روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً فارغًا، لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة).
ومن أضرار الفراغ:
1- أن الفراغ يجعل الإنسان يسير بلا هدف ولا معنى في هذه الحياة.
2- الفراغ يساعد الإنسان على ارتكاب المعاصي إذ لم يزاحم وقته بالطاعات وعمل الخيرات.
3- الفراغ يبعث في نفس المؤمن الملل واليأس، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.
4- الفراغ يدل على ضعف الهمة وقلة الوعي وسوء التخطيط.
إلى غير ذلك من الأضرار التي يجب التنبه لها والعمل على تجاوزها إلى مرحلة إشغال النفس بالخير وفيما ينفع الناس.
للأسرة دور كبير في تنشئة وتربية أبنائها، وهو جزء من عملية التربية التي تشرف عليها الأسرة والتي تعتبر المحضن التربوي الأول للطفل.
وتعامل الأسر مع أوقات الفراغ هو جزء من عملية التربية، ويجب على الأسرة استثمار أوقات الفراغ بالشكل الصحيح الأمر الذي ينعكس إيجابيًّا على حياة الفرد ومستوياته المهنية والشخصية والاجتماعية، كما يرى المختصون في علم الاجتماع؛ حيث يجمعون على أنه يوازي أهمية أوقات العمل كونه يُعنى بتنمية الذات الفردية وتطويرها.
وتتحمل الأسرة مسؤولية تعويد الأبناء على الاهتمام بالوقت وتنظيمه منذ الصغر، إذا عودتهم الاستيقاظ في مواعيد محددة، وعودتهم الالتزام بما قطعوه على أنفسهم من مواعيد ومواثيق، ورسمت لهم كيفية تنظيم الوقت وحسن إدارته؛ من خلال تدريبهم على توزيع الوقت باعتدال بين القراءة وحل الواجبات، والاستفادة من التقنيات الحديثة؛ كالكمبيوتر والإنترنت في إثراء المعارف، وتعدُّد مصادر المعلومات، ومزاولة الألعاب المفيدة، وحضور المحاضرات والندوات، وتعويدهم الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع، وبخاصة في أوقات الانتظار في مواقف السيارات، أو عيادات الأطباء، أو في الدوائر الرسمية وغيرها.
ومشكلة استغلال وقت الفراغ مشكلة تؤرق الجميع، لا سيما الأسرة لكيفية استغلال أبنائهم لوقت فراغهم، وهذا يعود لضعف الخطط المرسومة للفئة العمرية المخطط لها، وطبيعة المرحلة من حيث خصائص النمو العقلي والنفسي والاجتماعي.
بداية لا بد من التخطيط الجيد لهذه المرحلة، ولا بد من مراعاة الآتي:
1- المرحلة العمرية التي يعيشها الابن ومعرفة طبيعتها.
2- معرفة اهتمامات الابن وجوانب الذكاء فيه، ويمكن الاستفادة من مقاييس الذكاء في هذه النقطة.
3- معرفة واقع البرامج المطروحة والقائمين عليها.
بعد ذلك تخطط العائلة مع إشراك الابن للاستفادة من أوقات الفراغ، من خلال كتابة خطة سنوية وشهرية ويومية، والالتزام بها وتحفيزه على التمسك بها، ومعاقبته في حال التقصير في ذلك، من خلال كتابة أهداف يجب إنجازها وَفق جدول معد لذلك، ويستفاد من الكتب التي تحدثت عن التخطيط الجيد.

قـواعـد حـل المشكلات

نتيجة بحث الصور عن مشاكلك
أولا : لا تفكر في تفاصيل مشكلتك
بدلا من تفكيرك في أحداث وتفاصيل مشكلتك عليك أن تفكر في أسباب هذه المشكلة ’ واعلم أن تفكيرك في الأسباب هو جزء من حل هذه المشكلة ’ لأن التفكير في تفاصيل المشكلة هو جزء من المشكلة ويزيدها .
الشخص يتكلم الساعات في تفاصيل المشكلة وعندما تسأله عن أسباب المشكلة يقول لا أعرف ’ واعلم أن المشكلة المعروف أسبابها هي مشكلة نصف محلولة .
الناس ثلاثة أنماط في التعامل مع المشكلة
الأول : هو شخص يعيش ليل نهار يفكر في تفاصيل المشكلة فيصاب بالإحباط .
الثاني : يترك المشكلة تماما فتزيد أكثر .
الثالث : يتابع المشكلة مفكرا في أسبابها وليس في تفاصيلها ويعيش حياته بصورة طبيعية ويعتبر المشكلة جزءا طبيعيا من حياته وليست كل حياته ’ فكن أنت الثالث .
باختصار : الموفق من يفكر في مسببات الأشياء .
ثانيا : إيجاد حل واقعي
نقول ( إيجاد حل لا يشبه المُسكّن ) لأن أكثر الحلول التي نراها الآن هي في الحقيقة مسكنات وسبب ذلك أن المسكن مفعوله سريع ولا يحتاج جهدا لكن العلاج والحل قد يحتاج بعض الجهد ’ لكن النفس تألف الكسل والحلول السريعة المسكنة .
ثالثا : إيجاد حل بديل
وهذه النقطة مهمة جدا وهي أننا بعد وضع الحل نقول ما هو الحل البديل إذا لم ينجح الحل الأول ؟ لأن الشخص إذا لم يضع الحل البديل قد يصاب بالإحباط إذا فشل الحل الأول .
رابعا : استشارة أصحاب الخبرة
بعد التفكير في الأسباب اختصر الوقت والجهد واستشر أصحاب الخبرة في حل مشكلتك ’ وأنت بالاستشارة تضم عقولا أخرى إلى عقلك تفكر معك وترى مشكلتك من زواياها كلها وليس من زاوية واحدة فقط ( وشاورهم في الأمر ) .
خامسا : القرار الحاسم ثم التنفيذ
تقليب الأمور قبل اتخاذ القرار أمر جيد لكن تقليب الأمور بعد اتخاذ القرار أمر سيئ ’ قبل اتخاذ القرار أنت في حالة التفكير لكن بعد اتخاذ القرار أنت في حالة أخرى وهي حالة التنفيذ ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) .
العقل ممدوح لكن العقل الزائد مذموم ’ والمقصود بالعقل الزائد هو التكلف في توقى الوقوع في الخطأ بعد اتخاذ القرار ’ فلابد للعفوية وعدم التكلف أن يكون لهما دور .
سادسا : احتفظ بحقك
هذا الحق هو أن تخطئ ’ فعندما تخطئ لا تنفعل ولا تحزن ولا تكثر من بيان أعذارك للناس ’ فأنت لك أن تخطئ وتتعلم من هذا الخطأ ( كل بن آدم خطاء ) .
قد علمنا رسول الله أن نستخير ونستشير ولا نندم إذا ظهر أن القرار خطأ ( فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ) أي الندم .
سابعا : لا تحاول التخلص من المشاكل المعقدة
هناك مشاكل لا حلول لها فتقبلها كما هي ’ انظر إلى مشكلتك هل هي مشكلة معقدة أم لا ’ فإن كانت معقدة فعليك بالــ ( التكيف معها لا التخلص منها ) أتكيف مع طبع والدي الصعب أو والدتي ’ وكذلك زوجي أو زوجتي ’ إذا كان اتجاه ذهنك وأعصابك للتكيف وإصلاح ما يمكن إصلاحه تقل معاناتك وإذا كان اتجاه ذهنك هو التخلص من المشكلة تماما ستزيد معاناتك وهكذا .

رتّب حياتك

نتيجة بحث الصور عن رتب حياتك
وقف الأستاذ أمام تلاميذه ومعه بعض الوسائل التعليمية، ودون أن يتكلم بدأ الدرس بتناول عبوة زجاجية كبيرة فارغة، وأخذ يملأها بكرات الجولف، ثم سأل التلاميذ: أترون؟ .. إنها ممتلئة، أليست كذلك؟ فأجابوا: نعم، هي كذلك.
تناول وعاء صغيرا من الحصى، وسكبه داخل الزجاجة ثم رجها بشده حتى تخللت كرات الجولف وملأ الفراغات بينها ثم سألهم الأستاذ نفس السؤال؟ فكانت نفس الإجابة من التلاميذ .. تناول كيسا من الرمل وسكبه فوق محتويات الزجاجة فملأ الرمل باقي الفراغات فيها، فكرر السؤال وبالتالي تكررت نفس الإجابة .. سكب الأستاذ بعدها فنجاناً من القهوة داخل الزجاجة فضحك التلاميذ، وبعد أن هدأ الضحك شرع المعلم في الحديث قائلاً:

الآن أريدكم أن تعرفوا إن هذه الزجاجة كمثل حياة كل واحد منكم، وكرات الجولف تمثل الأشياء الضرورية في حياتك: دينك، قيمك, أخلاقك، عائلتك, أطفالك، صحتك, أصدقائك .. فلو فقدت كل شيء وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك مستقرة ثابتة.
أما الحصى فيمثل الأشياء المهمة في حياتك: وظيفتك, بيتك, سيارتك .. والرمل يمثل الأمور البسيطة والهامشية: الوزن، الرشاقة، ديكورات المنزل، وسائل الترفيه ..
فلو كنت وضعت الرمل في الزجاجة أولاً فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات الجولف، وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها، لو صرفت كل وقتك وجهدك في هوامش الأمور فلن يتبقى حيز للمهام الجسيمة التي تهمك .. حدد أولوياتك فالبقية مجرد رمل.
وحين انتهى الأستاذ من حديثه الرائع رفع أحد التلاميذ يده متسائلاً: إنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة؟ .. ابتسم الأستاذ وقال: أنا سعيد جدا بسؤالك .. أضفت القهوة فقط لأوضح لكم أنه مهما كانت حياتك مليئة فسيبقى هناك دائماً مساحه لفنجان من القهوة !!
«حياتك أسيرة أولوياتك» .. تلك قناعة ينبغي أن لا تغيب عنا طرفة عين، فترتيب الأولويات يعني توفير الوقت والجهد وإحراز ثمرة العمر التي يتمناها كل النجباء، وإن كانت مسألة الترتيب تمثل إشكالية لدى البعض إلا أن الإشكالية الكبري في كيفية الترتيب، وبمعى أوضح أن نرى المهم مهما فنقدمه والهامشي هامشيا فنؤخره، لأن البعض قد يلتبس عليه الأمر ويظن أن المقصود مجرد الترتيب البحت، وقد يجعل الثانوي أساسيا والأساسي ثانويا وهو يحسب أنه قد أحسن صنعا.
البعض الآخر قد يرتبون أولوياتهم وفق رغباتهم، متجاوزين ما يحتاج إلى جهد جهيد أو همة كالحديد، وهم في ذلك يؤثرون الدعة ويستمرئون الاسترخاء ويشفعون لأنفسهم بأن هذا جهدهم المتاح، متناسين أن الحياة الكريمة دونها مفاوز وقفار، ومن طلب عظيما خاطر بعظيمته.
لذلك يقول علماء إدارة الذات: "عليك التركيز أولاً في الصورة الأكبر لحياتك .. فكر في المثلث بوضعه المقلوب، فكل ما يمثله أعلى قائمتك يجب أن يتضمن المشروعات والأفكار الكبيرة التي تفكر فيها، وأثناء قيامك بأعمالك ضع مشروعاتك الصغيرة وأفكارك حيز التنفيذ، وباحتفاظك بترتيب أولوياتك تأكد من تحقيق أهم الأشياء التي تريد القيام بها".
وعموما لا ينبغي فهم قضية ترتيب الأولويات على أنها تخلّي عن الأمور الصغيرة! أو تخطّي الأشياء غير المهمة! ..إطلاقا، فلحظات الاسترخاء أو الجلسات الاجتماعية مع الأحباب مهمة في تجديد عزيمتنا واستعادة نشاطنا، وليس من الحكمة اعتبارها مضيعة للوقت وتفريغا للجهد، لأننا منطقيا لا يمكن أن نعمل بدأب طيلة العمر، والحكمة تقتضي وضع الأمور في نصابها، وإجمالا: إذا أردنا الاحتفاظ بكل شيء فسوف تعاني من الحمل الزائد، فمن الأفضل أن نختار التخلّي بوعي عن الأمور التي لا تخدمنا كثيراً ونحتفظ بتلك المفيدة.
هناك فرق
هناك خلط شائع بين الأولويات والأهداف، فالأولويات هي الملهم والأساس التي تحدد أهدافك من خلاله، فهي مصدر كل الأهداف، والإطار العام الذي يشملها ويحتويها. أما الهدف فهو مهمة أو إنجاز تريد تحقيقه.
فالرغد المادي والأسرة المستقرة والصحة الجيدة .. كلها أولويات ينضم تحتها العديد من الأهداف مثل زيادة الدخل الشهري والإدخار العام، واختيار الزوجة المناسبة كشريكة العمر، والمدرسة النموذجية للأولاد، والالتزام بالإرشادات الغذائية والفحوصات الدورية من أجل الحفاظ على الصحة .. إذن «كل أولوية هدف، وليس كل هدف أولوية».
من الأهم نبدأ
أهم قضية ينبغي أن نوليها جل اهتماماتنا هي قناعاتنا الذاتية وثوابتنا الفكرية وأسسنا العقائدية التي تمثل خميرة خصبة لإنجاح أي عمل يأتي بعد ذلك، ذلك لأن المرء يسير دوما وفق تصوراته، وهي التي تحدد فيما بعد رغباته ومنطلقاته وخارطة طريقه.
فعن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان .
وعنه قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدرى ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه.
وفي الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إليَّ عَبْدِي بشَيْءٍ أحَبّ إليَّ ممَّا افْتَرَضْتُ علَيْه، وما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّه) [رواه البُخاري]
وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلاَّ الله، وأدْناها إماطة الأذى عن الطَّريق) [رواه مسلم]
وقال الإمام أبو عبيدة: "مَن شغل نفسَه بغير المهمِّ أضرَّ بالأهمِّ".
آفات خبيثة
«التسويف، التيبس» من أشهر آفات فقه الأولويات التي أنطنا أنفسنا بها، فالتسويف يؤجل المهام حتى تضيع فرصتها وبريقها، ويكسب النفس نوعا من التبلد من الصعب التخلص منه، أما التيبس فهو فقد المرونة المطلوبة في التعامل مع أولوياتك، فالمرء بحاجة دوما إلى المراجعة بعد كل مرحلة يمر بها، يقف فيها لبرهة يرصد عندها الإنجازات والإخفاقات، ومن ثم يتخذ القرار المناسب سواء بالتقدم أو التقهقر أو التعديل في المواقف والأساليب .. التيبس هو نوعا من الجمود الفكري والعناد السلوكي الذي يبدو في ظاهرة رغبة جامحة على الصمود والإصرار لكنه في واقع الأمر عناد لن يجلب لنا إلا الحسرة والندامة.
خير ثمرة
إن ترتيب أولوياتك تجعل منك إنسانا ذو صحة نفسية وجسدية هائلة، وضمان دوام النجاح والفاعلية والارتقاء، وتبعد عنك استنزافك الخاطئ لوقتك ونفسك وجسدك، وبالتالي تجعل حياتك أكثر هدوءا واستقرارا، وتشع منها رائحة الرضى الذاتي والسعادة، وتبعدك عن ضغوط المسئوليات والهم والغم والكآبة التي باتت هذه الأيام صفة موصوفة لدى شريحة كبيرة منا.

2020-01-21

الاحتفال باليوم الوطني للبلدية في طبعته الثّانية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٥‏ أشخاص‏
السبت 18 جانفي 2020

بلديّة برج بوعريريج تحتفل بيومها الوطني
الاحتفال باليوم الوطني للبلدية في طبعته الثّانية
تحت شعار : البلديّة فاعل اقتصادي
فتحت بلديّة برج بوعريريج أسوارها كالشّمس والفرح حين يمتزجان بلون عام جديد لتشعل من خلاله تلك البئر السّحيقة من النّقاء التي يقطنها عمّالها رغم الصّعاب ليخرجوا نفائس الضّوء من العتمة فلا يذهب تعبهم إلاّ وقد خلّف من بعده مدينة مزهرة تغذّت على أفكارهم ، إنجازاتهم ، مشاريعهم مع الحياة التي يرسمون ظلالها لترتطم بواقع يمكن أن يعاش بأمل ، وفرح ، ونقاء.
توقد البلديّة دفتر ذكرياتها لتتصفّح بإمعان ما قدّمت وما تريد أن تقدّمه في المستقبل حيث نظّمت طاولة احتفال سخيّة تخلّلها معرض للصّور ومنجزات مختلف المصالح بالمتحف البلدي ، إضافة إلى إلقاء كلمات بالمناسبة بحضور السّلطات المحليّة على رأسها السيّد الوالي والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي رئيس الدائرة السلطات العسكرية والمدنية.
.إضافة إلى تدشين المقر الجديد للبلدية
حيث كانت وقفة لتكريم بعض عمّال البلديّة المتقاعدين الذين أفنوا عظامهم في خدمة المبادئ والواجب .
بقلم عبد النور خبابة

اليوم التّحسيسي للقراءة " ببلومانيا "

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

السبت 18جانفي 2020.
النّخبة الشّبابيّة للعلوم
اليوم التّحسيسي للقراءة " ببلومانيا "
مركز التّرفيه العلمي قيطوم الفوضيل
للقراءة مدار شفّاف يأخذك إلى صناديق اللّغة ، وقوافل الفكر ، ومواكب تحمل أسلاك الحياة لمواقف البشر الذين يمرّون مرور الأوراق الخالدة عبر الكتب .
القراءة سلاح ضدّ المجهول ، نسمة نقاء تلوّن أبواق الصّمت ، طوق النّجاة من مستنقع التّضليل والجهل وما أجمل أن نلمس طرف كتاب كما نلمس شاشة الهواتف والحواسيب فالمتعة أكبر بكثير حين تخطو بين الكلمة والأخرى بحثا عن شيء لا يسلمك مفاهيمه إلاّ إذا أبقيت ذهنك حاضرا في مغامرة ورقيّة تحفّها أشجار البلاغة ، وحقول الشّعر ، ورياض الفكر .
انطلقنا في رحلة إنصات تجاوزت الحواس وتغلغلت إلى غابات الشّعور تاركين متاعنا في زاوية بعيدة وكلّ ما فينا مشدود إلى زاوية الكتاب ، أفق القراءة ، هوس الصّفحات التي تتقلّب بين الأصابع والأفكار حيث كانت الكلمة الافتتاحيّة باقة ترحيب جزلة المعاني تعطّرت أرواحنا بأوراقها وألوانها من طرف الكاتبة إكرام بن زغيبة صاحبة كتاب رمادية الحرف، وقد أمتعتنا بتنشيطها للقاء وهي تمارس اللّغة كاستنشاق الهواء تشرّفت بتقديم مداخلة بعنوان القراءة ضرورة عصرية آملا أن يمتلك الجميع ثقافة الهروب إلى الكتب لما لها من قلاع نحصّن بها أنفسنا من الضّياع وخطر الجهل والكسل ، قدّم المدرب فاروق شتيوي مداخلة بعنوان أهمية القراءة ليسكب هو الآخر في وعاء هذا الملتقى أعمق ما يمكن أن يحفّز الإنسان على مصادقة القراءة والكتاب
كما كان لنا ومضة نقيّة لتجربة الكاتب الصغير ذي 18 ربيعا أيمن بن محمد الذي تحدّث عن تجربته في الكتابة ، قدّم من بعده الأستاذ عبد النور علون نبدة تعريفيّة بنادي القراءة ببلومانيا ، ألقت من بعده الكاتبة وفاء منصور كلمات حول القراءة تاركة لنا العمق وسواحله في قراءة ماتعة
تفضّلت الأستاذة والأخصائية النفسانية سليمة من ولاية سطيف، مداخلة عن مكانة القراءة وأثرها في الحياة ، أمتعنا الكاتب هويري زكرياء بقراءة شفّافة "اقرأ لترقى " متجاوزا بذلك عمر التّفوّق بكثير ، كما استمتعنا أيضا بالكاتبة منال مالك وكلامها الجميل عن تجربتها في الكتابة .
ولا أنسى بالمناسبة أن أشكر الأخت مريم على الحلويات التي أكرمتني بها وتعبت في إعدادها لتصلني بهذا الشّكل الرّائع الذي جمع بين اللّذة والتّقدير ، بين الحلاوة والأسف على عدم وصولها في الوقت المحدّد إلاّ أنّها ارتأت أن تجعل يومي حلوا بكرمها الذي أخجل حروفي وقلبي.
التقطنا في نهاية اللّقاء صورا للذكرى لنكتب على صفحة الذّكريات موقفا جديدا يعبر منه الضّوء.
✍️ بقلم عبد النور خبابة

2020-01-13

ابدأ والنهاية في ذهنك

نتيجة بحث الصور عن مساعدة الآخرين

كثير من شباب الأمة يملك من الطاقة والقدرة والمبادرة الشيء الكثير، إلا أنه يعاني كما عانى من قبله من المصلحين - من الاستهزاء والازدراء والتشمت- من "الكبار" وينسبون لهم صفات الطيش والتبسيط وعدم التعقل.
وكأنهم بهم يقولون لا تفعلوا شيئا وكونوا من القاعدين حتى تتحسن الظروف وتسير الرياح في الاتجاه الصحيح؛ كأنهم يريدون أن تنصلح الدنيا وحالها من نفسها.
أن تنتظر الإصلاح قبل العمل؛ كالذي يقول أعطني الجنة وسأعمل، أو الذي يقول للمدفئة أعطني النار وأعطيك الخشب.
"إذا عزمت فتوكل" تلك وصية ماسية لكل محب للفعل والإصلاح، لا تنتظر أن تمطر السماء ذهبا؛ بل توكل واعمل قدر المستطاع.
إن دائرة الاهتمام مهمة غير أن اتساعها  يؤدي للأرق وعدم العمل لذلك على الإنسان تقليص دائرة الاهتمام وتكبير دائرة الفعل، السؤال المهم ليس ماذا يحدث ولكن الأهم هو سؤال ماذا يمكنني أن أفعل لتغيير الواقع للأفضل ؟
 لنسأل نفسنا هذا السؤال ما موضعنا من الإصلاح، ما مكاني بعجلة التطور والنهضة؟
أن تبدأ بالقليل خير من أن تكون من المنتظرين، واعلم أخي الحبيب أن أقوى دافع للانجاز متعة الإحساس به، لذلك فمتعة كل انجاز مهما بدا بسيطا هي دافع لانجاز أكبر منه، وبذلك تخرج من دائرة اللاعمل لدائرة النجاح والفلاح.
غير أني أخي الكريم أذكر بمحاذير أجملها في الكلمات التالية :
• أهم ما يمكنك القيام به العمل؛ لكن العمل الصحيح في الوقت الصحيح وبالوسائل الصحيحة.
• العمل المخطط والمنهجي أفضل وأكثر فاعلية من العمل العشوائي وتذكر أن كل ساعة في التخطيط تساوي ثلاث ساعات عمل.
• أن تعمل لا يعني أن تغرق في التفاصيل وتنسى الرؤية الأكبر، ابدأ في العمل الصغير على أن يؤدي لتنفيذ الرؤيا الكبيرة، لا تنسى الصورة الكبرى.
• الغاية لا تبرر الوسيلة العمل وسيلة لتحقيق غاية سامية؛ فانتبه لعملك وأتقنه.
• ليس هناك مبررات لعدم النجاح إلا القصور في الخبرات والمهارات، لذلك كل " فشل " لا بد أن يتبعه تقييم حقيقي ليس لذات الإنسان فأنت خير المخلوقات وأشرفها، لكن تقييم لحصيلتك من الخبرات والمهارات.
• انتبه أكثر عند النجاح وتذكر أن النجاح معلم فاشل؛ ففي نشوة النجاح تختفي الأخطاء ولا يظهر القصور.
أختم بقوله تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " التوبة105

 

لا تتوقف عن أهدافك

نتيجة بحث الصور عن مساعدة الآخرين




كم مرة سمعت ــ عزيزي القارئ الكريم ــ من يرثي حظه العاثر ويقول: " أهذا كل ما هناك؟ ".
إن رواد سفينة (أبوللو) الذين وهبوا حياتهم كلها للحظة الوصول إلى القمر كانوا غاية في التفاؤل والسعادة في تلك اللحظة الخالدة العظيمة، ولكن بعد رجوعهم إلى الأرض أصيب بعض منهم بحالة اكتئاب شديدة فبعد رحلتهم العظيمة لم يبق هناك شيء بالنسبة لهم يتطلعون إليه: كيف يكون هناك هدف أكبر من وصولهم للقمر واكتشاف عالم مجهول جديد مثل الفضاء الداخلي المتمثل في العقل والقلب؟!.
نحن جميعاً في حاجة إلى إحساس مُستمرٍ بالنمو العاطفي والروحي؛ فهو الغذاء الذي تحيا به أرواحنا وتزدهر وتتطور وبالتالي تستمر.
ولذلك فعندما تقترب من تحقيق أهدافك التي سعيت إليها اعمل فوراً على وضع أهداف جديدة تُنشئ لنفسك بها مستقبلاً جديداً، فريداً ومتميزاً.
ما هو الهدف النهائي؟ 
ربما يكون التطلع إلى المساهمة في الحياة بشيء ذي قيمة!؟ أو إنجاز شيء ما لا طالما حلمت به؟ حقيقة أنا لا أعلم ما هي أهدافك إلا أن إيجاد طريقة لمساعدة الآخرين - هؤلاء الذين يهموننا ونهتم بهم بحق -يمكن أن يُهمنا دائماً وأبداً طوال حياتنا.
وهناك دائماً مكانٌ في حياتنا لهؤلاء الذين يريدون أن يهبوا وقتهم، وطاقتهم، ورأسمالهم، ومقدرتهم على الابتكار، ثم الالتزام بكل ذلك.
ما هو التصرف البسيط المليء بالرحمة والعطف الذي يمكن أن تفعله لشخص آخر اليوم؟ قد يكون إماطة آذى عن الطريق؟ وقد يكون مساعدة ضرير لعبور الشارع؟ وقد يكون إرشاد تائه لطريق!!؟؟ وكما في الحديث الشريف : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة... وأمرٍ بالمعروفِ صدقة.. ). وكل معرفٍ صدقة أيضاً.
اتخذ قرارك الآن. وتصرف بناءً عليه، ثم انظر كيف تشعر بعد ذلك، وتأكد من تقديرك لهذا الشعور الجديد بالسعادة.

التربية بالحبّ


نتيجة بحث الصور عن التعليم

مضى زمن كان التعليم فيهِ بالشدّة والضربِ، وتحطيم شخصيّة الطفل، وإلغاء إرادته، وكبت مواهبه وإبداعِه، وعدم الإصغاء له بكلمة .. وأصبح الناس يذكرون ذلك منتقدين متندّرين .. ولكنّ مسالك أكثر المعلّمين والآباء لم تختلف عن ذلك إلاّ قليلاً، ولم يأخذوا البديل المناسب في طرائق التربية والتعليم وأساليبها .. ولا يقتصر اللوم على المعلّمين والآباء فهم جزء من منظُومة المجتمع الثقافيّة والتربويّة، الذي تقوم علاقاته كلّها علَى هذا الأسلوب، وتدور في فلكه ..
ومعَ غياب التصوّر الصحيح للتربية الإسلاميّة المنهجيّة المؤصّلة أخذَ الناس يتّبعون كلّ صيحة في التربية تَأتي من هنا أو هناك، ويلتقطُون جزئيّات متناثرة، ربّما كانت صحيحة بحجمها وحدّ ذاتها، ولكنّها ليست صحيحة إذا اتّخذت عامّةً شاملة، أو كانت منهجاً مستقلاًّ بنفسه .. فسمعنا عن التربية بالترفيه .. والتربية الاستقلاليّة، التي يترك فيها للناشئ الحبل على الغارب .. وتوقّع ما شئت في المستقبل القريب وما بعده .. ونبقى أحوج ما نكون إلى نوع من التربية التي تلاحظ كينونة الإنسان الفطريّة، وطبيعته النفسيّة، وعلاقاته الإنسانيّة .. وليس شيء كذلك إلاّ التربية بالحبّ .! ودون إغفال لمطالب الجوانب الأخرى من كينونته ..
فلماذَا التربية بالحبّ .؟
يحظى الحبّ برصيد ضخم من الحضور والتأثير في كينونة الإنسان وسلوكه، فلا نبعد في القول إذا قلنا : إنّ الإنسان مخلوق عاطفيّ بالدرجة الأولى، تغلب عليه العاطفة، وتتحكّم بسلوكه، ويقاد منها أكثر من أن يقاد بعقله، أو مطالب جسده ..
وهناك جملة من الحقائق والمعاني تؤكّد ذلك، ينبغي أن تكون حاضرة في تصوّر المربّي، وتعامله مع الطفل والناشئ .. ونجمل هذه الحقائق في النقاط التالية :
الحبّ هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير : يُعتَبرُ الحبُّ أرقى أساليب التواصل الإنسَانيّ، الذي يحظى بالقبول العامّ من جميع الناس على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم وقيمهم .. فلا يختلفُ على تقديره والاعتراف به اثنان، فهو من رصيد الفطرةِ، الذي يأبى التحريف والتشويه .. ففي داخل كلّ إنسان سويّ وهاجسه طلبُ الحبّ والتطلّع إليه، فلا عجبَ إذا قُلنا : إنّه الأداة السحريّة في التأثير والتغيير .!
الحبّ راحة للقلب من شتّى المتاعب : إنّ عاطفة الحبّ بصورة عامّة هي حالة منَ الانسجام النفسيّ، والاطمئنان الداخليّ، الذي يضفيه الإنسان على ما حوله، فيعينه على أداء عمله أيّاً كان نوعه بحيويّة وإيجابيّة .. ومَن كان الحبّ هاديه وحاديَه في عمله فلن يشعر بشيء من التعب مهما بذل من جهد، وواجه من عقبات ..
الحبُّ يجعلُ العملَ مُتعَة نفسيّة وعقليّة، لا محنة وبلاء : ويرقى الحبُّ بالإنسان درجة أخرى، فيستلذُّ التعب، ويستعذبُ البذل والنصب، فيصبر الإنسان ويجالد، ويستعذب الصبر، ولا يحسّ بمعاناته، وهنا بؤرة الإبداع والتألّق ومنطلقه .. ويكونُ لسانُ حال العامل الُمستمتع بعمله، كحال ذلك المُحبّ العاشق إذ يقولُ :
عذابُه فيك عذبُ وبعدُه منك قُربُ
وأنت عندي كرُوحي بل أنتَ منها أحبُّ
يَكفي منَ الحُبّ أنّي لما تُحِبُّ أحِبُّ
وشتّان بين مَن يرى عمله محنة لا يعرفُ كيفَ يتخلّص منها، ومن يراه متعة نفسه، ولذّة روحه .؟! فكيف يكون عطاؤه وإبداعه، ونجاحه وتأثيره .؟
الحبّ ثروةٌ لك لا تنضب، ورصيدٌ لا ينقُصُ : عندما تبذر الحبّ أيّها المربّي تفتح لنفسك رصيداً لا يُسرق، ولا ينتُقصُ، بل يزيد مع الأيّام وينمو من حيث لا ِتحتسب ولا تدري .. فالقلوب التي أحبّتك وكان لك معها مواقف ومواقف .. لن تنساك، ولن تنسى معروفك معها وإحسانك، وإخلاصك وتضحيتك، ومواقفك التربويّة المؤثّرة ..
الحبّ يختصر الطريق، ويطوي لك المراحل : ومن منّا من لا يريد إنجاز عمله في أقرب وقت وأقلّ جهد .؟! ولكنّ الطبيعة المتعجّلة للإنسان تحسب أنّ الحبّ وما يتطلّبه من الرفق والحلم عائق عن سرعة الإنجاز، وتحقيق الأهداف .. وتلك من خدع النفوس وتلبيساتها ..
الحبّ ضمانة قطعيّة للنجاح بإذن الله .. والناجحون هم الذين يمنحون الحبّ دائماً، وما لم يتحقّق نجاحه بالحبّ، فهو مستعصٍ على النجاح في أغلب الأحوال .. ولا يعني الحبّ الخروج عن الحكمة في معالجة المواقف، وإعطاء كلّ مقام ما يقتضيه ..
الحبّ سبيل اكتشاف المبدعين، ورقيّهم وإبداعهم، فالحبّ يجعل الطفل أو الناشئ يقبل بكلّيّته على العلم، ويستجيب غاية الاستجابة لمعلّمه، ويبذل قصارى جهده في التعلّم، حبّاً بالعلم، وإرضاءً لمعلّمه، فتتفتّح مواهبه، ويظهر إبداعه، وما كان ذلك ليكون لولا حبّه لمعلّمه ..
الحبّ يغيّر تفكير المتعلّم وأسلوبه ومواقفه .. فكثيراً ما يتّخذ بعض المتعلّمين موقفاً من التعلّم عامّة، أو من تعلّم بعض العلوم، لسبب من الأسباب، وربّما كان أهمّها موقف بعض المعلّمين منه أو سلوكه معه، وعندما يتهيّأ له المعلّم المحبّ، يغيّر له تفكير ه وأسلوبه وموقفه ؛ فيقبل على العلم بعد إدبار، ويحبّ المادّة التي كان يبغضها أشدّ البغض، ويكيّف حياته وسلوكه وفق ما يرضي معلّمه المحبوب، ويقرّبه إليه .. وقد رأيت على ذلك من النماذجِ والأمثلة الكثيرَ ..
الحبّ دليل العقل وسعة الأفق .. عندما يسلك المعلّم سبيل الحبّ في علاقته بأحبّائه الأطفال والناشئين، فهذا يعني أنّه يعي أهمّيّة الحبّ وثمراته وآثاره، وهذا دليل نضج عقله، وسعة أفقه، لأنّه لا يقف في التعامل معهم عند اللحظة الراهنة ..
مغانمُ الحبّ تستحقّ كلّ نصب .. وعندما يطلق المعلّم لخياله العنان في رؤية ما وراء الحبّ من مغانم وآثار إيجابيّة كثيرة، فإنّه لا يستكثرُ ما يتحمّل في سبيله من عناء ونصب ..
الحبّ قفزة من الكمّ إلى الكيف، ومن الصورة إلى الحقيقة .. فالأطفال الذين لا يتجاوبون مع معلّميهم، ويتّقون غضبهم وعقوبتهم بالأداء الظاهريّ للأعمال المطلوبة منهم، فتكون أعمالاً شكليّة غير مثمرة، ويتدنّى مستوى تحصيلهم العلميّ تبعاً لذلك .. هؤلاء الأطفال إذا أحبّهم معلّموهم، وأحبّوا هم معلّميهم يكون لهم مع التعليم شأن آخر، ولن يقف تعليمهم عند الصورة الظاهرة، والأداء الشكليّ دون تفاعل واستجابة حقيقيّة، وإنّما سيكون أداء نوعيّاً متميّزاً، وإتقاناً مبدعاً ..
بالحبّ نحلّ المشكلات، ونستغني عن تدخّل الآخرين : وإنّي والله لأشفق من قلبي على أولئك المعلّمين، الذين لا يزالون يستنجدون بإدارة المدرسة أو بأولياء الأمور لحلّ مشكلاتهم مع طلاّبهم .! وكثير من هذه المشكلات تكون تافهة صغيرة، يعرضها المعلّم وكأنّها كبيرة من الكبائر المستعصية على الحلّ .. والأنكى من ذلك أن يكون هذا الموقف من المرشد الطلاّبيّ نفسه .. فلا عتب على المعلّم بعد ذلك ولا جناح .. وخير لهؤلاء أن يستنجدوا بالحب، ليروا من النتائج العجب ..
الحبّ هو السبيل إلى تكوين الشخصيّة السويّة : الأطفال الذين يفتقدون حظّهم من الحبّ يفتقدون حظّاً كبيراً من السواء النفسيّ، ويسهم المعلّمون والآباء، الذين يفتقدون للحبّ في توريثهم عقداً وأزمات نفسيّة هم بغنىً عنها .. فأيّ تعليم هذا الذي يبني من جهة، ويخرّب من جهة أخرى .؟!
وأخيراً فالحبّ من أهمّ قواعد التربية المتوازنة : فالتقصير فيه، أو الخروج عنه خلل في التربية كبير يقود إلى الإخفاق، وعدم تحقيق الأهداف .. وتراكم ذلك في عملك يمنحك لقب : معلّم فاشل .! فهل ترضى لنفسك ذلك .؟!
ويتبادر إلينا سؤال مهمّ : ما الطريق إلى التربية بالحبّ :
مدخل أساس، وأصل لا معدل عنه : إصلاح العلاقة مع الله .. وأن يكون الله ورسوله أحبّ إليك ممّا سواهما : ( .. والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله .. )، وهذا ما يغفل عنه أكثر الناس .. فالحبّ الأوّل والأكبر ينبغي أن يوجّه إلى الهي تعالى، ومن صدق في توجيه قلبه لله ملأ الله قلبه بحبّه والأنس به، ففاض حبّه على علاقته بالناس ..
فكّر دائماً : لماذَا تحبّ .؟ وما البديل عن الحبّ .؟ فالتفكير بذلك يجعلك تستحضر المعاني التي تحدّثنا عنها آنفاً .. كما أنّ التركيز على التفكير بالبديل عن الحبّ يجعلك تعتقد أنّ الحب ضرورة، وليس ترفاً ..
الحبّ روح تفيض من الداخل، وليس صورة متصنّعةً، أو مظاهر شكليّة، فالتصنّع لا يثمر ولا يدوم، والمظاهر لا تغني عن الحقائق ..
كْن واثقاً بنفسك، إيجابيّاً بعيد النظر، واحذر المتشائمين والمثبّطين، وما أكثر المعلّمين الذين يحملون روح التشاؤم، ويتقنون فنّ التثبيط، وينشرون ذلك في مجالسهم، ولا يتركون فرصة تمرّ دون ذلك .!
انقطع عن دنياك وهمومك الخاصّة، فكثيراً ما غلبت على المعلّم همومه الخاصّة وضغوطها، فانعكس ذلك على مواقفه وعلاقته مع طلاّبه ..
الحبّ كلمة وسلوك .. فاستحضر الحبّ ومتطلّباته في كلّ موقف .. واتّخذ للحبّ وسائله وأساليبه، ونمّ في نفسك ثقافته، وتفنّن في تطوير نفسك في هذا المجال ..
الحبّ عطاء بسخاء، فلا تبخل، ولا تنتظر من الناس جزاءاً ولا شكوراً .. فيكفيك أجر الله وجزاؤه ..
ابدأ علاقتَك التربويّة بالتعبيرِ عن الحبّ .. كما رأيت في خبر تلك المعلّمة المتميّزة، فهو استفتاح مبارك، ومقدّمة لا بدّ منها .. لأنّها تحدّد مسار سلوكك، وتقودك إلى متطلّباتها ..
الحبّ المطلوب والمظاهر المرفوضة :
الحبّ الذي نتحدّث عنه ونريده هو الحبّ الحكيم المتّزن، المقدّرُ بقدره، القائم على المنهج بأصوله ومبادئه، لا على دغدغة العواطف الآنيّة، أو المواقف المريبة .. إنّه عاطفة إنسانيّة سامية، وحبّ أبويّ، تمليه الرحمة والشفقة، بعيد عن أيّ شبهة أو ريبة، ولا بدّ من التنبيه عمّا قد يلتبس به الحبّ المطلوب من أمور تخرج به عن مساره، وتستغلّ شرف مكانته، ونبل دوافعه، فيكون منفذاً لسلوك مريب، ومدخلاً للنفوس المريضة، لتقف مواقف الريبة والتهم، وإن لم تقارفها، ومن هنا فقد وجب التنبيه والتأكيد على ضرورة بُعد المعلّم المربّي غاية البعد عن أيّ موقف أو تصرّف من هذا القبيل، وقد جاء في الأثر : " من سلك مسلك التهم اتّهم " و " من أقام نفسه مقام التهمة فلا يلومَنَّ من أساء الظنّ به "، وفي لفظ " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم " ( ) .
فليراقب المعلّم المؤمن ربّه، وليحاسب نفسه، وليعلم أنّ الناقد بصير، وأنّ الله تعالى مطّلع خبير، لا تخفى عليه خافية، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، وليحذر مداخل الريب، ومزالق التهم، فهو مهمّة الأنبياء، فلا يدنّسنّها بأفعال السوقة الأشقياء ..
وبعد ؛ فإنّ الاحتياج للحب أهمّ احتياجات الإنسان وأرقاها .. بل إنّه محور احتياجات الإنسان وقطب رحاها .. ( )، فكيف لا يوليه التربويّون الاهتمام المناسب، في وضع البرامج والمناهج، وإقامة الدورات التأهيليّة والتطويريّة .؟! وكيف لا ينال ما يناسب أهمّيّته وقدره من المعلّم الذي هو أهمّ إنسان في حياة الطفل بعد والديه .؟!
أيّها المعلّم المربّي عندما تتعامل مع الطفل والناشئ بالحبّ فأنت تزرع الحبّ في مجتمعه وأسرته، وفي سلوكه ومستقبله .. وحريّ بطفل تربّى بالحبّ أن يكون له في المستقبل عطاء لأمّته بلا حدود ..
ويتمّم رسالة التربية بالحبّ معان فاضت بها المشاعر منذ مدّة، يناسب أن ألحقها بهذه المقالة، راجياً من الله النفع والأجر ..
قد رأيتُ الحبَّ نُوراً ..
كُن مُحبّاً .. ألفَ مَرّه ..
ذاتَ صُبحٍ .. ذاتَ بُكرَه ..
قد رأيتُ الحبَّ سِرَّه
يَملأُ الكونَ جمالاً .. وَنُضاراً ومَسَرَّه
قد رأيتُ الحبَّ نُوراً .. عبقريَّ الوِردِ ثَرَّه
شَعَّ ألواناً حِسَاناً كشَفَت عن قلبِي ضُرَّه
لَفَّني مَنه سَناءٌ .. يتدلّى مِن مَجرّه ..
ودنا منّي يناجي .. وحباني منه فِكرَه
وجِبالُ الحبّ تجري .. ثمّ نادتني مُسِرّه :
كُن مُحبّاً .. كُن مُحبّاً ..
كُن مُحبّاً .. ألفَ مَرّه ..
كُن لهذا الكَونِ زَهرَه
كُن سُمُوّاً .. كُن علاءً ..
يعرف الأشرافُ قَدرَه ..
كُن كتاباً ..
يَتبارَى الكونُ نَشرَه ..
لا تُبالي مَن مَلا الأحقادَ صَدرَه
ربُّكَ الأعلى حَسِيبٌ يَكفِكَ الجبّارُ شَرَّه
لا تُخاصِم مَن تَباهى بالمَضرّه
لا تقف بين الدنايا .. كُن كلَيثٍ شَامَ هِرَّه
كُن كصَقرٍ يتسامى .. حَسبه الجوزاء فَخرَه
أنتَ أسمَى مِن حَسودٍ غِلُّه قد زادَ مَكرَه
أنتَ أزكى مِن لئيم يتَوَلّى أبا مُرّه ..
أنتَ أسمى من سفيه يقطع الأيّام حَسرَه
أنتَ أثرى من شحيح يجمع الأوهامَ عُمرَه
ازرعِ الحبَّ ابتساماً واملأ الأرجاء عِطرَه
ازرعِ الحبَّ عطاءً دُونَ مَنّ وَاجنِ خَيرَه
ازرَعِ الحبَّ وفاءً وتنسّم منه نَشرَه
ازرَعِ الحبَّ وحاذِر أن تَظُنَّ الحبَّ مَكرَه
فصَحَا قلبي سَعيداً ..
مذ حباه الحبُّ زَورَه
زال عنّي برؤاها ..
غُمّةٌ تهتِكُ صَبرَه ..
غَرّدَ القلبُ سُرُوراً .. ومَضَى يكتُبُ شِعرَه .