السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-01-31

أثر الإيمان على حياة الإنسان

أثر الإيمان على حياة الإنسان
الخطاب القرآني
للمؤمن خاطب الله تعالى عباده المؤمنين في مواضع كثيرةٍ بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، وقد قال أحد العلماء: (إذا سمعت ذلك فارعه سمعك فإنّه خيرٌ يؤمر به أو شرٌ ينهى عنه)، فما نادى الله تعالى عباده إلا ليأمرهم بخيرٍ لهم في دينهم ودنياهم أو لينهاهم عن شيءٍ يسوؤهم، فالخطاب الرّبّاني هو غايةٌ في الإرشاد والتّوجيه للمسلمين، وهو خير منهجٍ وطريقٍ يستبين فيه المسلم الصّراط فلا يتنكّبها. 
أثر الإيمان في حياة الإنسان 
الاستقامة أوصى النّبي صلّى الله عليه وسلّم الصّحابي حين قال له بعبارةٍ بليغةٍ جامعة، قل آمنت بالله تعالى ثمّ استقم، فمن آثار الإيمان وتوابعه أن يستقيم المسلم على أمر الله تعالى في قوله وعمله وسائر شؤون حياته، فلا يتكلّم إلا بما يرضي الله تعالى، وكذلك يحمل الإيمان الإنسان على أن يستقيم في عمله فلا يسعى بين النّاس إلا بالخير والمعروف، ويحرص على أعمال الخير ووجوهه المختلفة. 
حين يتجذّر الإيمان في نفس المسلم تراه دائماً حريصاً على طاعة الله تعالى في السّرّ والعلن، ينشد من وراء ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وجنّته، فتراه يحرص على تأدية صلاته على وقتها كما تراه يحرص على التّنفّل بالطّاعات حتى يتقرّب إلى الله تعالى.
 ترك النواهي من آثار إيمان أن يسعى المؤمن للابتعاد عن كلّ ما يغضب الله تعالى من القول والعمل، فتراه يترك آفات اللسان الذّميمة مثل الغيبة والنّميمة بين النّاس والكذب، كما يترك الحسد والتّباغض والتّجسس، ويتجنّب أذيّة النّاس أو التّعرض لهم بالشّرّ والغدر والمكيدة. 
قوّة النفس من آثار الإيمان أيضاً أنّه يصنع شخصيّةً قويةً قادرةً على تخطّي التّحديات والعقبات بكلّ قوّة ومضاء، كما تصنع شخصيّة لا تخاف ولا تجزع من مواجهة أعداء الله تعالى في المعارك والحروب، وبالتّالي يكون الإنسان المسلم درعاً واقياً إلى جانب إخوانه المسلمين يذود عن حمى أمّته رافعاً راية الدّين مرتجياً الشّهادة التي هي من أعظم ما يتمنّاه المؤمن في حياته بعد رضوان الله تعالى. 
الحياة الطيبة والتمكين قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] فالله يزيد المهتدين هدى فتطيب لهم الحياة في طاعة الله وعلى دربه وفي بذل الجهد له وبالتوكل عليه، وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) [النور: 55] فمن صميم الإيمان السعي والاجتهاد والعمل في سبيل رفعة الإنسان والدين والقيم وهؤلاء من يمكن لهم الله بإيمانهم أسباب الدنيا ويجزيهم في الآخرة.

كيف نكون سعداء ؟

كيف نكون سعداء
السعادة في الإسلام 
لا تقتصر السعادة في الدين الإسلامي على الجوانب المادية فقط، وإن كانت هذه الجوانب من عناصر السعادة، فهي مجرّد وسيلةً لا غايةً في ذاتها، لذا فإنّ التركيز في الإسلام على تحصيل السعادة كان على الجانب المعنوي، كأثرٍ يترتّب على السلوك القويم للإنسان، قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ*وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)، يتميّز الدين الإسلامي بالنظام الشامل الذي فيه من القواعد والنظم ما يرتّب للإنسان حياته الدنيوية، وحياته في الآخرة، فيكون بذلك قد ضمن للإنسان ما يحقّق له جميع مصالحه في الدنيا وفي الآخرة، فحفظ للإنسان المصالح العليا له؛ من حفظ النفس، والعقل، والدين، والمال، والنسل، فالسعادة من وجهة نظر الإسلام تشمل مرحلتين
المرحلة الأولى: السعادة الدنيوية، فقد شرع الإسلام من الأحكام والضوابط ما يكفل للإنسان الحصول عليها، فالحياة الدنيا إنّما هي سبيلٌ إلى الحياة الآخرة، والحياة الحقيقية هي حياة الآخرة، المرحلة الثانية: السعادة في الآخرة؛ وهي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مترتبةٌ على صلاح العبد في حياته الدنيا، قال الله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).
 معنى السعادة 
السعادة مصطلحٌ كغيره من المصطلحات التي تزخر بها اللغة العربية، لها معنيان؛ واحدٌ في اللغة، وآخرٌ في الاصطلاح وفيما يأتي بيان كلا المعنيين:
 السعادة في اللغة: اسمٌ، وهي مصدر للفعل سعد؛ أي فرحٌ، وابتهاجٌ، والسعادة هي كلّ ما يُدخل البهجة والفرح على النفس، والسعادتان هما: السعادة الدينية، والسعادة الدنيوية.
 السعادة في الاصطلاح: شعورٌ نفسيٌ يصاحبه الرضا، يحصل عليه العبد عند توفيقه بين مصالحة الدنيوية، ومصالحه الأخروية، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.
 كيفية تحصيل السعادة 
يسعى الإنسان إلى أن يكون سعيداً في حياته، ولكي يتمكّن له ذلك عليه أن يلتزم بالأسباب التي تحصل بها السعادة، وفيما يأتي بيان الأسباب:
 الإيمان والعمل الصالح؛ حيث قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)، فالحياة الطيبة والسعادة تكون لأهل الإيمان وأصحاب الأعمال الصالحة، وأمّا غيرهم وإن كانوا يتمتّعون بالملذات المحسوسة فإنّهم في ضيقٍ؛ لأنّ مدار السعادة على القلب وراحته. 
الإحسان إلى الخلق بالقول، والعمل، وأنواع المعروف المختلفة، فإنّ الله -تعالى- يدفع عن العبد المحسن أنواع الهموم والغموم. الاشتغال بعملٍ من الاعمال، أو علمٍ من العلوم النافعة، فإنّ ذلك يُلهي القلب عن الانشغال بما يقلق النفس، ويوتّر الأعصاب. اجتماع الفكر على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وعدم الانشغال والخوف من المستقبل، أو الحزن على الماضي.
 الإكثار من ذكر الله تعالى، وهذا من أكبر أسباب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، قال الله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).
 النظر إلى مَن هو أسفل منه، ولا ينظر إلى مَن هو أعلى منه، ففي هذه النظرة يرى أنّه يفوق الكثير من الخلق. السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، والسعي في تحصيل الأمور الجالبة للسعادة والسرور، وذلك بنسيان ما مضى من المكاره. 
تقوية القلب، وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلب له الأفكار السيئة؛ لأنّ الإنسان إن استسلم للخيالات والأوهام لازمته الهموم والغموم. 
الاعتماد على الله تعالى، والتوكّل عليه، والطمع فيما عنده. المقارنة بين النعم الحاصلة له الدينية أو الدنيوية، إذا أصابه مكروهٌ أو خاف منه. 
منغصات السعادة 
للسعادة منغصات كثيرةٌ جدّاً؛ منها:
 التعلّق بغير الله تعالى، حيث إنّ الإنسان عبدٌ لله تعالى، ومتى تعلّق قلبه بغير الله ذلّ، ومن التعلّق بغير الله التعلّق بالأولياء والصالحين، والتوسّل بهم، والاعتقاد بأنّهم ينفعون أو يضرّون، ومن التعلق بغير الله أيضاً الاعتقاد بالمنجّمين والعرّافين، وكلّ من يدّعي أنّه يعالج الأمراض بغير الرقية الشرعية. 
عدم الرضا بالقدر، وعدم الاستسلام لأوامر الله تعالى، أو ما يُعرف بالسخط والجزع؛ فالإنسان إن سخط وجزع ممّا أصابه حصل له الضنك، وأصابه الهمّ والحزن. 
الإعراض عن ذكر الله تعالى، حيث قال الله عزّ وجلّ: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).
 الحزن على ما فات من الأمور الماضية.
 الحزن على ما هو حاضرٌ أو مستقبلٌ. 
الأرق الزائد؛ فالأرق من الأمور التي يُبتلى بها الكثير من الناس في حياتهم، ويعتبر أمراً طبيعياً إلّا إذا زاد عن حدّه، خاصّةً إذا أصابه ما يُغضبه، أو يؤلمه، أو فاته أمرٌ من الأمور .
 الزوجة السوء، حيث إنّها تعدّ من أسباب المنغصات في الحياة الدنيوية. 
مصاحبة أهل السوء؛ فالإنسان بطبيعته كائنٌ اجتماعيٌ، يحبّ الألفة والاقتران مع الآخرين، وقد اعتنى الاسلام بسلوك العبد المسلم، فحثّه على التمسّك بالأخلاق الحميدة، والتي منها اختيار الرفقة الصالحة، والابتعاد عن رفقاء السوء، والتي لا ينتج عن رفقتهم إلاّ الثمار السيئة التي تعود على صاحبها بالمضرّة في الدنيا والآخرة. الحسد المذموم؛ فالحسد أمرٌ محرّمٌ حرمته الشريعة الإسلامية، لأنّه يعدّ أول معصيةٍ يُعصى بها الله -تعالى- من قبل إبليس عندما رفض السجود لآدم -عليه الصلاة والسلام- عندما خُلقه الله. 
الكبر والحقد والغضب؛ وهذه من أرذل الأخلاق التي ذمّتها الشريعة الإسلامية، وهي من أعظم المنغصات على الإنسان في حياته الدنيوية.

أفضل الأعمال عند الله

ما أفضل الأعمال عند الله
العبادة 
تُعرّف العبادة على أنّها اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يحبّه الله -تعالى- ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة، وتجدر الإشارة إلى شمولية مفهوم العبادة في الإسلام؛ إذ إنّ كلّ أعمال الخير وإن لم تُذكر صراحةً تحت مسمّى العبادة، تُصبح عبادةً في حال صلاح النيّة، كما دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ)، حتى إنّ أعمال الإنسان اليوميّة، وسعيه لكسب الرزق، بل وقضاء حاجاته الغريزية، كأن يأتي زوجته شهوةً، كل ذلك قد يصبح عبادةً؛ في حال إخلاص النيّة لله تعالى.
 أحبّ الأعمال إلى الله تعالى إنّ الله -تعالى- يُحّب الطاعات، وأعمال الخير كلّها، ومن أحبّ الأعمال إليه الصلاة على وقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله، كما رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنّه- أنّه قال: (سألت النبي صّلى الله عليّه وسّلم: أيّ العمل أحبّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أيّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثّني بهّن، ولو استزدّته لزادني)،
 وفيما يّأتي بيان كلّ منها.
 الصلاة على وقتها 
فرض الله -تعالى- على عباده خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، لتكون صلةً بربّهم، واقتضت حكمة الله -عزّ وجلّ- أن جعلها مفرّقةً خلال ساعات اليّوم، ولم يجعلها في ساعةٍ واحدةٍ؛ حتى لا يتسلّل الملل إلى قلب العبد، أو يشعر بالثقل في أدائها، وقد خصص الله -تعالى- لكلّ صلاةٍ من الصلوات وقتاً محدداً، كما في قول الله تعالى: (أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهوداً)، وفي الآية الكريمة أمرٌ من الله -تعالى- إلى رسوله- عليه الصلاة والسلام- بإقامة الصلاة لدلوك الشمس؛ أيّ عند زوالها في منتصف النهار، إلى غسق الليل؛ أيّ وقت اشتداد الظلمة، ويشمل هذا الوقت أربع صلواتٍ؛ وهي: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثمّ قال: وقرآن الفجر؛ أيّ صلاة الفجر، ومن الجدير بالذكر أنّ وقت صلاة الفجر يبدأ من ظهور البياض المعترض في الأفق الشرقيّ الذي ليس بعده ظلمةً، وهو طلوع الفجر الثاني، وينتهي عند طلوع الشمس، ووقت صلاة الظهر يبدأ من تجاوز الشمس وسط السماء، وهو ما يسمّى بزوال الشمس، وينتهي عندما يصبح ظلّ كلّ شيءٍ مثله، ووقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظلّ الشيء مثله، وينتهي عند احمرار الشمس أو اصفرارها، ويمتد وقت الضرورة إلى الغروب، كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنْ أدركَ من الصبحِ ركعةً قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ، فقّد أدّركَ الصبحَ، ومن أدركَ ركعةً من العصرِ قبلَ أن تغرُبَ الشمسُ، فقد أدركَ العصرَ)، ووقت صلاة المغرب يبدأ من غروب الشمس، وينتهي عند زوال الشفق، ووقت العشاء يبدأ من زوال الشفق، وينتهي عند منتصف الليل، فيجوز أداء الصلاة خلال وقتها، ولكنّ الأفضل أداؤها في أول وقتها، كما كان يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
 برّ الوالدين 
إنّ برّ الوالدين من أعظم واجبات الإسلام، فهو من أحبّ الاعمال إلى الله، ومن الأعمال الصالحة التي يلمس المسلم أثرها في الدنيا والآخرة، وممّا يدل على فضل برّ الوالدين، أنّ الله -تعالى- قرنه بتوحيده، حيث قال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، بالإضافة إلى أنّ شكر الوالديّن سبيلٌ لشكر الله تعالى، كما في قول الله تعالى: (أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)، وبرّ الوالدين سببٌ لراحة القلب، وهناء الروح، حيث إنّه مجاهدةٌ للنفس، وتغلّب على أهوائها، وثمة العديد من صور برّ الوالديّن؛ منها: لين القول لهما، وخفض الصوت عندهما، واختيار أفضل الكلمات عند الكلام معهما، فقد قال الله تعالى: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولاً كَريماً)، وإنّ في إبراهيم عليه السلام قدوةٌ حسنةٌ، فعلى الرغم من كون أبيه مشركاً يعبد الأصنام، إلّا أنّه تلطّف معه في الخطاب، وكان يقول له: (يا أبت، يا أبت)، وكذلك ابن عون الذي كان واحداً من سلف هذه الأمة، والذي ضرب مثالاً في برّ الوالدين حين نادته أمه، فأجابها بصوتٍ أعلى من صوتها، فندم وأطلق رقبتين توبةً لله تعالى، ومن صور برّ الوالديّن: صحبتهما والعطف عليهما، والتعامل معهما بصبرٍ، وسعة صدرٍ عند تقدّم العمر بهما، وبلوغهما أرذل العمر، والضعف والشيبة.
 الجهاد في سبيل الله 
يعرّف الجهاد شرعاً في إطلاقه الخاص على أنّه بذل الجهد في قتال الكفار، بينما يُعرّف في إطلاقه العام على أنّه كلّ ما يبذله المؤمن من جهدٍ في طاعة الله تعالى، والإيمان به، كمجاهدة النفس للاستقامة على دين الله تعالى، والتصدّي للفساد والانحراف، وكمجاهدة الشيطان بدفع وساوسه ومكائده، ومن الجدير بالذكر أنّ جهاد الكفار وقتالهّم ذروة سنام الإسلام، فقد شرعه الله -تعالى- لإعلاء كلمته، والدعوة لدينه، كما أنّه من أفضل الأعمال عند الله تعالى، فقد روى الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سُئل عن أفضل الأعمال فقال: (أيُّ العملِ أفضلُ؟ فقال: إيمانٌ باللهِ ورسولهِ، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ).

علامات حب الله للعبد

ما علامات حب الله للعبد
محبّة الله للعبد 
محبّة الله -عزّ وجلّ- للعبد غاية طلب العِباد، ومُنية قلوبهم، وشوق أرواحهم؛ فمحبّة الله -تعالى- لعباده تعني أن تحلّ عليهم رحمته في الدُّنيا والآخرة، فينالون في الدّنيا حياةً طيّبةً، ويفوزون في الآخرة بدخول الجنة؛ لذا يسعى المؤمنون إلى نيل هذه المراتب العُليا والمنزلة الرفيعة؛ بتحرّي مواطن تلك المنحة الإلهيّة العظيمة والوصول إليها، ويدرك العارفون بالله -سبحانه وتعالى- أنّ هذا المقام لا يتحصّله العبد بالأماني، وإنّما بمجاهدة النفس وترك نزواتها، ومواجهة مداخل الشيطان ووسوسته، والحرمان من هذه العطيّة الربانيّة هو حرمان من الحياة الآمنة الطيّبة في الدنيا والآخرة، وبما أنّ الإسلام دين المحبّة، فقد دعانا إلى السّعي في سبيل تحصيل هذه المحبّة، ودلّنا على الطريق، فما هي أسباب تحصيل هذه المنزلة العظيمة، وما هي علامات حب الله -تعالى- للعبد؟ علامات حُبّ الله للعبد لمحبّة الله -سبحانه وتعالى- لعبده علامات وإشارات، تُظهر رضا الله -عزّ وجلّ- عن عبده ومحبّته له، ومن ذلك ما يأتي:
[١] أن يُحبّب الله -عزّ وجلّ- للعبد الإيمان والعمل الصالح والقرُبات، فيُقبل العبد عليها وهو في غاية الشوق والرغبة، ويبغّض في قلبه المعاصي والآثام، وكلّ ما يغضبه تعالى، فلا تنساق نفسه لها ولا يجد لقلبه رغبةً في اقترافها، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).
[٢] أن يُدبّر الله -عزّ وجلّ- أمور عباده؛ فيشغل حياتهم بذكره وطاعته، ويجتبيهم لعبادته، ولا يصرف قلوبهم لغيره تعالى، ويصرف عنهم الإذلال لغيره، ويسدّد أمورهم ومقاصدهم في جميع شؤونهم. أن يكتب الله -سبحانه وتعالى- لعبده القبول في قلوب الخلق في الحياة الدنيا فيحبّه كل من عايشه ويعرفون فضله وكرامته ويثنون عليه بالخير والصّلاح؛ حيث جاء في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل: إنّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فيُنادي جبريلُ في أهل السّماءِ: إنّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أهل السّماء، ثمّ يوضَع له القبولُ في الأرضِ).
[٣] أن يبتلي الله سبحانه وتعالى العبد؛ رفعاً لدرجاته وتكريماً له عند لقاء ربّه -سبحانه وتعالى- ليلقاه دون خطايا، ويكون ابتلاء العبد بقدر إيمانه؛ فأكثر الناس ابتلاءً هم الأنبياء، ثمّ يتدرّج البلاء حسب قوّة الإيمان، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثمّ الأمثل فالأمثل، يُبتَلى الناس على قدر دينهم، فمَن ثَخُنَ دينه اشتدَّ بلاؤُه، ومَن ضعُف دينه ضعُف بلاؤه، وإنَّ الرّجل ليصيبه البلاء حتّى يمشي في الناس ما عليه خطيئة).
[٤] أن يُيسّر الله -سبحانه وتعالى- للعبد العمل الصّالح قبل موته، فيلقى ربّه -عزّ وجلّ- يوم القيامة وقد ختم حياته في الدُّنيا بعمل صالح، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيراً استعمله، فقيلَ: كيف يستعملُه يا رسول الله؟ قالَ: يُوفِّقُه لعملٍ صالحٍ قبلَ الموتِ).
[٥] توجد علامات أخرى تؤكّد محبّة الله -سبحانه وتعالى- لعبده، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
 حيث ذكرت الآية الكريمة ثلاث صفات للّذين حباهم الله -تعالى- بمحبّته ورضوانه؛ فهم متواضعون بين المؤمنين ولا يتكبّرون عليهم، لكنّهم مع أعداء الدِّين أصحاب عزّةٍ وقوّةٍ ومنَعةٍ، يُقبِلون على الجهاد إعلاءً لكلمة الله تعالى، ويُلبّون دعوة الجهاد فيجاهدون بأنفسهم، وأموالهم، وعيالهم دون خوفٍ من ملامة أحد، أو من أقاويل الناس؛ فقد وقرت في قلوبهم محبّة الله -سبحانه وتعالى- لهم. وبشكلٍ عام فإنّ استقامة العبد على أمر الله سبحانه وتعالى، وتمسّكه بأوامره، وتمكّن التقوى في قلبه، دلائل تُطمئِن العبد بأنّ الله -سبحانه وتعالى- يُحبّه، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الله يُعطي الدُّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدِّين إلَّا لمن أحبَّ، فمن أعطاه اللهُ الدِّين فقد أحبّه).
 أسباب تحصيل العبد محبّةَ الله 
ينبغي على العبد أن يحرص على الوصول إلى مرتبة محبّة الله -تعالى- له وأن يتحرّى هذه المرتبة العليا، وذلك عن طريق ما يأتي:
الحرص على معرفة أسماء الله -سبحانه وتعالى- وصفاته، فكلّما زادت معرفة العبد بربّه -عزّ وجلّ- زاد حرصه على تحصيل محبّته ورضوانه. عِلمُ العبد أنّ من موجِبات حبّ الله -تعالى- له المداومة على ذكره سبحانه وتعالى، والانشغال بحمده، وتسبيحه، والثناء عليه. التفكّر في آلاء الله -سبحانه وتعالى- وبديع خلقه؛ فالنّفس تتوق إلى محبّة الكمال والإتقان ولا يجدهما أحد عند غير الله سبحانه وتعالى. 
انكسار القلب أمام الله -سبحانه وتعالى- والذّلة بين يديه، يؤهّلان العبد لتحصيل المحبّة الإلهيّة. 
تطويع النفس على الابتعاد عن الشّهوات والملذّات ومغريات الدّنيا؛ فإنّها تصرف الهِمّة عن الطاعة، وتُبعِد العبد عن تحصيل مرتبة حبّ الله -عزّ وجلّ- له. 
استذكارُ نعيم الله -سبحانه وتعالى- لعباده في الجنّة، وما أعدّ لهم في الحياة الآخرة من النّعيم المُقيم، ورجاء العبد لربّه أن يُمتّعه بلذّة النظر إلى وجهه -عزّ وجلّ؛ ففي ذلك عونٌ للعبد على الاستقامة، والطّمع بنيل محبّة الله -سبحانه وتعالى- ورضوانه.

2019-01-22

دورة أسرار العلاج💉 بالإبر الصينية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏
دورة أسرار العلاج💉 بالإبر الصينية💉
🌿🌿🌿🌷🌿🌿🌿
تعلن أكاديمية الباز العالمية للتدريب والاستشارات 
ولاية برج بوعريريج 
عن 🌍 دورة تؤهل الطالب ليحترف في مجال (المعالج بالإبر الصينية) الوخز الإبري..
تأطير : 
📋المدربة المعتمدة خليف نوال
📚ستتضمن الدورة عدة محاور تخالف المناهج الاجتهادية وتأهيل الطالب لدخول ميدان العلاج بمفهومية علمية عملية من واقع التطبيق الفعلي والعملي..
🌹- شرح فلسفة الطب الصيني بالعلاج
- شرح مفهوم مسارات الطاقة الخفية
- الدلالة على وجود المسارات بالتشخيص 
- الفرق بين نقاط الطاقة ونقاط المسارات
- الفرق بين النقاط العصبية ونقاط المسار
- كيفية الاستدلال على نقاط الألم من واقع الحاسة
- شرح مفهوم نظرية الين واليونغ وكيفية الاستدلال عليها من خلال المريض
- التشخيص عن طريق اللسان والعين وكيفية استدراج المريض عن طريق الكلام
- تبيان كيفية وخز الإبر لكل موضوع حسب نوع العلة ونقاط المسار
- معرفة تفريغ الطاقة وتحفيزها من خلال الوخز الإبري🌱🌹🌿
- مناقشات وحوار مفتوح عن الأخطاء والمشاكل التي يواجهها المعالج أثناء الجلسة
- كيفية مواجهة وعلاج المرضى من دون خوف أو تردد⚘
- كيف تتفهم مريضك واتباع سلوكية معينة مع كل مريض ⚘
الدورة تحوي الكثير من المزايا والفوائد والتحفيزات 
📫مكان الدورة : ولاية برج بوعريريج
📆تاريخ الدورة يحدد عند اكتمال الفوج 
🎁🎁🎁🎁🎁
استثمار الدورة: لن تجده في مكان آخر 
- شامل لمصاريف قهوة الاستراحة + وجبتي غداء. 
- توفير المبيت بالنسبة للقاطنين خارج الولاية.🏨
🎀🎀🎀🎀🏅
امتيازات الدورة:
* تسلم للمشترك شهادة معتمدة من طرف أكاديمية الباز العالمية كمؤهل للعلاج بالإبر الصينية.📝💯
*شهادة معتمدة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف تمكنك من الحصول على بطاقة حرفي(اختيارية برسوم إضافية )🎗
*💼 حقيبة تدريبية متكاملة. 
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
ملف التسجيل:📋
- شهادة ميلاد المتربص.✔
- صورتان شمسيتان.✔
- نسخة من بطاقة التعريف الوطني.✔
ولتأكيد التسجيل يدفع مبلغ 5000دج في حساب إدارة الأكاديمية✔
4499292. 76
للمزيد من الاستفسار يرجى الاتصال 
0667 80 90 04 .📞
0781 31 57 43 .📞
0560 81 11 83.📞
العدد محدود لذا يرجى الاسراع في،التسجيل،

2019-01-13

دورة : العلاج بسم النحل🐝، ودورة العلاج بالإبر الصينية.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏

أكاديمية الباز العالمية للتدريب والاستشارات فرع ولاية برج بوعريريج
لأول مرة في ولاية برج بوعريريج 
دورة : العلاج بسم النحل🐝، ودورة العلاج بالإبر الصينية.💉 
🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮🔮
هناك من يحلم بالنجاح وهناك من يستيقظ باكراً لتحقيقه 
إن كنت ترغب في اكتساب مهارات في الوخز بالإبر الصينية 
أو كنت ميّالا لتعلّم العلاج بسمّ النحل 
فإنّ أكاديمية الباز العالمية للتدريب والاستشارات فرع ولاية برج بوعريريج تمنحك هذه الفرصة الفريدة لتشحذ قدراتك وتكسبك فنيّات تلقي بك نحو الضّوء وتقودك إلى مبتغاك المنشود .
وكما عوّدناكم دائما على تجاوز كل عقبة تعيق مسيرتكم ندعوكم لتلحقوا بركب الدورتين لتسندوا أحلامكم وتوقظوا إرادتكم وتنطلقوا معنا ومع الطّاقم المميز الذي سيسهر على إبحاركم وتنمية معارفكم وقدراتكم في جوّ أخوي دافئ لا تجدونه إلا بين جدران بيتنا الذي يفتح أبوابه لكلّ راغب و محبّ . 
📎الدورة الأولى : دورة الوخز بالإبر الصينية💉 تحت إشراف المدربة المعتمدة نوال خليف لنكتشف بمعيّتها أسرار وفلسفة الطبّ الصيني وعدّة محاور مهمّة لن تعثر عليها إلاّ في دوراتنا بأسلوب مميّز 
📎الدورة الثانية : دورة العلاج بسمّ النحل🐝 تحت قيادة وإشراف المدرّب المتمرّس عبود الريحاني ليأخذنا هو الآخر إلى معارف ومعالم جديدة ستدهشك وتجعلك فوق المعرفة طافيا .
استثمار الدورة:
- شامل لمصاريف قهوة الاستراحة + وجبتي غداء. 
- توفير المبيت بالنسبة للقاطنين خارج الولاية.🏨
* تسلم للمشترك شهادة معتمدة من طرف أكاديمية الباز العالمية كمؤهل للعلاج بالإبر الصينية والعلاج بسم النحل .📝💯
*شهادة معتمدة من غرفة الصناعة والحرف (اختيارية)🎗
ملف التسجيل:📋
- شهادة ميلاد ✔
- صورتان شمسيتان.✔
- نسخة من بطاقة التعريف الوطني.✔
ولتأكيد التسجيل يدفع مبلغ 5000دج في حساب إدارة الأكاديمية✔
4499292. 76
للمزيد من الاستفسار يرجى الاتصال 
0667 80 90 04 .📞
0781 31 57 43 .📞
0560 81 11 83.📞
زوروا صفحتنا على الفايسبوك
العدد محدود لذا يرجى الاسراع في التسجيل

صفات أهل الجنة في الدنيا

صفات أهل الجنة في الدنيا
أهل الجنة
وعد الله سبحانه وتعالى عباده المتّقين جنّة عرضها السّموات والأرض فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر من النّعم والخيرات، وقد جعل الله الدّنيا طريقاً إليها إذا ما التزم الإنسان بمنهج الله تعالى في الأرض، وسعى لنيل مرضاته سبحانه، فالجنّة لا تتحصّل بمجرّد الأماني وإنّما تكون بشحذ النّفوس، وبذل الجهد في سبيل الوصول إليها، لذلك يعرف أهل الجنّة في الدّنيا بعلاماتٍ وصفاتٍ تميّزهم، فما هي أبرز صفات أهل الجنّة في الدّنيا ؟ 
صفات أهل الجنّة في الدّنيا 
التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهييه، فالله سبحانه وتعالى بعث للنّاس رسلاً وأنزل لهم شريعة حتّى تكون دليلاً لهم في الحياة ومنهاجاً، فلا عذر للإنسان في أن يزيغ عن الطّريق أو يتنكّب الصّراط، فأهل الجنّة في الدّنيا تعرفهم بالتزامهم بما أمر الله به من طاعاتٍ وعبادات، واجتنابهم لكلّ ما نهى الله عنه من معاصٍ وآثام. لزوم الدّعاء، فمن الصّفات التي تميّز أهل الجنّة في الدّنيا أنّهم يحرصون على الدّعاء باستمرار باعتباره وسيلة لتلبية المطالب، وغفران الذّنوب، ونيل الدّرجات، قال تعالى على لسان أهل الجنّة يوم القيامة: (إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرّحيم )
الشّفقة على الأهل والخوف من حلول غضب الله وعقابه بهم، فمن صفات أهل الجنّة أنّهم في الدّنيا يكونون مشفقين على أهليهم أن يحلّ بهم عذاب الله وسخطه، لذلك تراهم في الدّنيا يحرصون على دعوة أهلهم وأقربائهم ليلاً ونهاراً إلى الطّريق المستقيم والمنهج القويم، فيذكّرونهم بالجنّة وما أعدّ الله فيها للمتّقين فيها، ويذكّرونهم بالنّار وعذاب الله لمن حاد عن شريعة الله ومنهجه، قال تعالى: (قالوا إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين )
قيام اللّيل، فمن صفات أهل الجنّة في الدّنيا حرصهم على قيام اللّيل والتّهجد، فقيام الليّل هو شرف المؤمن وهو من مفاتيح دخول الجنّة، وفي الحديث الشّريف: (وصلّوا باللّيل والنّاس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام )
لزوم الاستغفار، فأصحاب الجنّة من صفاتهم أنّهم كانوا يحرصون على الاستغفار سواء كان ذلك استغفاراً من الذّنوب، أو تقرباً إلى الله تعالى، وهم يتحيّنون الأوقات التي يستحبّ بها الدّعاء والاستغفار لعلّهم يدركون نفحات الله تعالى فيها.
 البذل والعطاء، فأهل الجنّة يكونون في الدّنيا مثالاً للمسلم الذي يبذل ماله رخيصاً في سبيل الله تعالى، وإذا ما حضر داعي البذل تراهم استجابوا لندائه فدفعوا زكاة أموالهم، وتصدّقوا بمالهم، ووقفوا مع المكروب وذي الحاجة، وآثروا على أنفسهم وحاجتهم حاجات إخوانهم.

شروط قبول العمل الصالح

شروط قبول العمل الصالح
العبادة في الإسلام 
عرّف العلماء العبادة في الإسلام بتعريفاتٍ عديدةٍ، منها: أنّها اسمٌ لكلّ ما يحبّه الله تعالى، ويرضاه من الأقوال، والأفعال، والأعمال الظاهرة والباطنة، والعبادة في الإسلام مفهومٌ شاملٌ عامٌ، فهو يتعدّى في شموليته ما يظنّه بعض الناس من أنّ الصيام، والصلاة، والزكاة، والحجّ، ونحو ذلك هي العبادة لا غير، بل هي تعظيم الله تعالى، والتذلّل له، والخضوع بين يديه، وإفراده بالطاعة المطلقة، فإن أُمرالمسلم بأمرٍ قام به مباشرةً، وإن نُهي عن شيءٍ انتهى عنه المسلم فوراً، وقد بيّن الإمام ابن تيمية -رحمه الله- أنّ تعريف العبادة في الإسلام تشمل أداء الأمانة، وصِلَة الأرحام، والإحسان إلى الجار واليتيم، والبهائم أيضاً، وهو يشمل حبّ الله تعالى، وحبّ رسوله الكريم، والشكر لله، والرضى بقضائه، والخوف من عذابه، ولا يتحقّق معنى العبودية لدى الإنسان المسلم إلّا بتحقّق ركنين رئيسيين في قلبه، هما: 
غاية المحبة لله تعالى، مع غاية التذلّل، والخضوع له سُبحانه، فهذه هي العبودية التي خلق الله تعالى الناس من أجلها.
 وللعبادة أقسامٌ، فهي تنقسم من حيث نفعها إلى قسمين: العبادة التي يكون نفعها ذاتياً كالصلاة، والصيام، وقراءة القرآن، والأذكار، ونحو ذلك، والعبادة التي يكون نفعها متعدياً للغير، كالزكاة التي يُخرجها الغني من ماله فيُعطيها للفقير المحتاج، والعبادة المتعدية تكون أعظم أجراً ومنفعةً من العبادة الذاتية على فضلها، كما تنقسم العبادة من حيث الاختيار والاضطرار في التذلّل فيها إلى قسمين: عبادةٌ كونيةٌ، وعبادةٌ شرعيةٌ، فالعبادة الكونية هي ما يكون التذلّل والخضوع فيها اضطرارياً، وهي تشمل المؤمن، والكافر، وسائر المخلوقات لمّا فيها من خضوعٍ لسنن الله في الكون، وأمّا العبادة الشرعية فهي ما يكون التذلّل والخضوع لله فيها اختيارياً، وتكون من خلال طاعة الله بما أمر به شرعاً، وذلك باتّباع الرسل، والإيمان بهم، وبما جاؤوا به، ويظهر من تعريف العبادة الشامل في الإسلام أنّ إخلاص النية لله تعالى، وابتغاء مرضاته في كلّ أمرٍ في الحياة يجعله عبادةً، فكلّ مسلمٍ يمكنه عبادة الله -تعالى- وفق تخصصه بابتغاء وجه الله تعالى فيه.
 شروط قبول العمل الصالح 
يجب على المسلم أن يعرف شروط قبول العبادة، والعمل الصالح عند الله تعالى، فقد انعقد إجماع العلماء من زمن الصحابة رضي الله عنهم، وحتى هذا اليوم على ثلاثة شروطٍ لصحة العمل وقبوله، واستدلوا عليها بأدلةٍ كثيرةٍ من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يأتي بيانها:
*الشرط الأول: الإسلام؛ ويُراد به توحيد الله تعالى، والاستسلام له بالطاعة، والانقياد مع التبرء من الشرك كلّه، وهو اتباع أوامر الله -تعالى- بإخلاصٍ ورضا، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وإنما تعدّ أداة حصرٍ واختصاصٍ في اللغة، فيكون معنى الآية اختصاص قبول العمل، وحصره في المتقين فقط، والتقوى لا تتحقّق للإنسان إلّا بالإسلام. 
الشرط الثاني: الإخلاص؛ ويُراد به ابتغاء وجه الله -تعالى- وحده في العبادة، والأعمال الصالحة جميعها، دون رياءٍ، أو مصلحةٍ دنيويةٍ، أو نحوها، ودليل اشتراط الإخلاص لقبول العمل قول الله تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)، ويُفسد إخلاص العبد بعمله ثلاثة أمورٍ، وهي: الرياء؛ وهو إظهار العمل والعبادة للناس؛ من أجل الحصول على إعجابهم وثنائهم. السمعة؛ وهي إخبار الناس، وتحديثهم بعبادة الإنسان، وأعماله الصالحة بُغية نيل إعجابهم. فعل العبادة، أو العمل الصالح من أجل مصلحةٍ دنيويةٍ. 
الشرط الثالث: اتّباع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ويُراد بذلك موافقة العمل الصالح الذي يقوم به العبد لسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّ من خالف سنته في العبادة كان عمله مردودواً، بنصّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي ورد فيه: (من أحدَث في أمرِنا -أو دينِنا- هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ).
 مُعينات على العمل الصالحلا بدّ للإنسان من معيناتٍ تقوّيه، وترفع من همّته حتى يداوم على العمل الصالح، ويتمسّك به، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
 التعرّف على فوائد وثمرات العمل الصالح؛ لأن الإنسان إذا عرف فائدة ما يقوم به من أعمالٍ، وثوابه كان ذلك أدعى في قيامه به، واستمراره عليه.
 الخشية من سوء الخاتمة؛ فهذا يُعين الإنسان على الثبات، والمداومة في العمل الصالح لمّا يخشاه من الموت على غير ذلك. الحرص على مخالطة الناس الصالحين، والعيش في بيئةٍ صالحةٍ، فالإنسان كما يُقال ابن بيئته. 
التخفيف على النفس في العبادة، ويراد بذلك ألا يحمّل الإنسان نفسه ما يشق عليها من العبادات، حتى لا تصل النفس إلى مرحلة الملل، والكسل عن العبادات، فتتركها. 
الإلحاح على الله -تعالى- بالدعاء والمسألة، فقد أثنى الله -عزّ وجّل- على الراسخين في العلم؛ لأنّهم كانوا يدعونه، فيقولون: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
 الحرص على حضور مجالس العلم، والذكر، كالمحاضرات ونحوها. 
القراءة والتتبع في سير الصالحين، وخاصّةً الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأنّ ذلك يبعث في نفس الإنسان الهمّة والعزيمة. 
الإكثار من الاستغفار، ومن ذكر الله عزّ وجلّ، فهذا عملٌ سهلٌ يسيرٌ إلّا أنّ نفعه عظيمٌ جداً، فهو يزيد الإيمان في قلب الإنسان. الابتعاد عن مفسدات القلب، كالغناء، واللهو، والطرب، ونحوها، وهجر رفاق السوء الذين يدعون الإنسان إلى المعاصي والآثام والفواحش والمنكرات.

ما هو نعيم الجنة

ما هو نعيم الجنة
أعد الله سبحانه وتعالى نعماً عظيمةً في الآخرة للمُتّقين، وهي نعم ليست كنعم الدنيا، هذه النعم ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة لتكون حافزاً ومُشجّعاً للعباد للإقبال على الطاعات، والبُعد عن المعاصي والآثم التي تغضب وجه الله تعالى، وأبلغ وصفٍ لنعيم الجنة وما فيها وما أعد الله لعباده ما ذُكر في الحديث الشريف، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أعدَدْتُ لعبادي الصَّالحينَ: ما لا عينٌ رأت، ولا أذُنٌ سَمِعَت، ولا خطَرَ على قلبِ بَشرٍ، ذُخرًا بَلْهَ ما اطَّلعتم عليه. ثم قرأ: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
 حقيقة الجنة 
الجنة في اللغة: البستان كثير الأشجار، ويُقال: جنة سحقاً؛ أي بمعنى: بُستان طويل النخل. الجنة شرعاً: الدار التي جهّزها الله في الآخرة للمُتّقين من عباده، وتأتي بمعنى دار الكرامة التي أعدّها الله لأوليائه الصالحين يوم القيامة.
 نعيم الجنة تعدّدت النعم التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن هذه النعم:
 أعظم نعيم الجنة وأفضلها رؤية المؤمنين وجه ونور ربّهم الكريم، والذي كما أخبر في كتابه العزيز ليس كمثله شيء. والمؤمنون يرون ربهم من فوقهم في الجنة رؤيةً بصريّةً حقيقيةً، كما جاءت الأدلّة من القرآن الكريم والسنة النبوية: فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)،[٥] وقوله جلّ وعلا:(عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ).
ومن السنة النبوية قول الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (كنا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ ، فافعلوا).
 وقال النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّكم ستروْنَ ربَّكم عَيَانًا ). يتضح من الأدلة السابقة إثبات الرؤية البصريّة لله سبحانه وتعالى من قِبل المؤمنين، وذلك أعظم ما يحصل عليه المؤمنون في الجنة من النعيم .
 إنّ نعيم الجنة باقٍ لا يفنى ولا ينفد، وقد ذكرت الآيات أوصاف هذا النعيم الدائم المُقيم، قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ). بين العلماء في تفسير هذه الآية أنّ الله جلّ وعلا ذكر أنّ المُتّقين يدخلون جنّات عدن يوم القيامة، والعَدَن في لغة وكلامهم العرب تعني الإقامة؛ فمعنى جنّات عدن: أي جنّات إقامة في النعيم، فهم لا يرحلون منها ولا يتحوّلون. وبين سبحانه في آيات كثيرة أنّهم يُقيمون في الجنة على الدوام، قال: (لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً).
ومن نعيم الجنة الخلود فيها، ذُكر ذلك في قوله تعالى: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً)؛ أي خالدين في الجنة بلا انقطاع. وكقوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلاّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)؛ أي غير مقطوع. 
أما ملذّات الجنة ففيها كل ما تشتهيه الأنفس، قال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وقد بيّن القرآن الكريم أنّ من ذلك النّعيم الموجود المشارب، والمآكل، والفُرُش، والسّرر، والملابس، والأواني، وأنواع الحُليّ، والخدم، وغير ذلك: أمّا المآكل فقد قال سبحانه وتعالى: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ).
 وأمّا المشارب قال تعالى: (إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً).
 وأمّا ما يتّكئون عليه فهو من الفُرُش والسُّرر قال تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ)؛ والسرر الموضونة أي المنسوجة بقضبان الذهب.
 وأمّا خدمهم، فقد ورد ذكر صفة الغِلمان في قوله تعالى: (إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً).
 وأصحاب الجنة يتنعّمون هم وأزواجهم في ظِلّ على الأرائك، وهؤلاء الزوجات فالله سبحانه ينشئهن إنشاء، عُرُباً أتراباً، كما يُنشِىء معهم الحور العين، فهن بيض مكنون، مُطهّرات من عيوب نساء الدنيا، فلا يجدن حيض، ولا نفاس، ولا سوء خُلُق.
والآيات الواردة على أنواع نعيم الجنة المتنوعة، وحسنها، وكمالها؛ كالظلال، وعيون الماء، والأنهار، وغير ذلك، فهي كثيرة جداً.
درجات الجنة 
الجنّة درجات يأتي بعضها فوق بعض، وأمّا أهلها فهم مُتفاضِلون فيها حسب منازلهم فيها، قال سبحانه وتعالى: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ)، والتفاضل يكون بحسب الإيمان والتقوى. 
وأعلى منزلة في الجنّة تكون لشخص واحد وهو الرسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام-.
 أسماء الجنّة
ورد ذكر الجنة في مواضع عديدة في القرآن الكريم بأسماء عدة، من هذه الأسماء:
 الجنّة: وهو الاسم المعروف والمُتداوَل بين الناس لتلك الدار، وما احتوت فيها من شتّى أنواع النعيم، وأصل اشتقاق لفظ الجنة من الستر والتغطيّة، ولذلك سُمّي الجنين جنيناً لاستتاره في البطن، وكذا سُمّي الجان لاستتاره واختفائه عن العيون، وقد ورد ذكر هذا الاسم في قول الله عزَّ وجلّ: (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
 جنات عدن: أي بمعنى مكان الإقامة الدّائمة والأبديّة، وقد جاء هذا اللفظ في قوله سبحانه: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا).
 دار الخلد: وسُمّيت كذلك لأنّ فيها الخلود الدّائم فلا موت فيها، وقد ورد هذا اللّفظ في قول الله سبحانه وتعالى: (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ).
 جنّات النّعيم: وسُمّيت بهذا الاسم لما فيها من النّعم الكثيرة، وما تشتهيه الأنفس السليمة من مأكل، وملبس، ومشرب، ومظهر حسن، ومساكن واسعة تسرّ الناظرين، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ).
 جنة المأوى: والمأوى مصدرها أوى يأوي: إذا انضمّ إلى المكان وصار إليه واستقرّ به، وقيل: يأوي إليها جبريل والملائكة، وقيل: تأوي إليها أرواح الشهداء، وقد جاء هذا اللّفظ في قول الله عزَّ وجلّ: (عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى).
 وللجنة أسماء أخرى ورد ذكرها في كتاب الله تعالى مثل: دار القرار، ودار المُتّقين، والفردوس، والمقام الأمين، ودارالسّلام وغيرها.