السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2021-05-21

معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها- المقيت



 معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها 

- المقيت 

  اسم الله المقيت يدل العبد على من يقوم على قوته وطعامه، فالله المقيت هو خالق الأقوات وموصلها للعباد، فوجب شكره على نِعَمِه العظيمة التي لا تحصى معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المقيت) الدليل: قال الله تعالى: { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}  [النساء: ٨٥] .   

المعنى: المقيت من القوت، وهو في اللغة ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام، فالمقيت الذي يعطي أقوات الخلائق، ويمدها في كل وقت بما يجعله قواماً لها. قال الغزالي: "معناه خالق الأقوات، وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى (الرزاق)، إلا أنه أخص منه، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت، والقوت ما يكتفي به في قوام البدن". (المقصد الأسنى) وذكر العلماء معاني أخرى للمقيت منها: الحافظ، الذي يحفظ الأبدان بإيصال الأقوات لها. 

القادر المقتدر، الذي لا يعجزه شيء، القادر على إعطاء الأقوات لسائر المخلوقات. وقيل معناه: الشهيد والحسيب.  

 مقتضى اسم الله المقيت وأثره: اسم الله المقيت يدل العبد على من يقوم على قوته وطعامه، فالله المقيت هو خالق الأقوات وموصلها للعباد، فوجب شكره على نِعَمِه العظيمة التي لا تحصى، ومِن شُكْرِ الله تحقيق عبوديته وتوحيده وكمال التعلّق به سبحانه وتعالى، والتوجه إليه بالدعاء والسؤال لكي يمد العباد بالأقوات والأرزاق.



بذور ما خاب ساقيها



  ازرع جميلا ولو في غير موضعــه   ***   فلا يضيـع جميـلٌ أينما زُرِعـا  إن الجميـل وإن طـال الـزمان بـه   ***   فليس يحصده إلا الذي زرعا 

♦ ينتهي أسبوع ليولد آخر، وهكذا يمر بنا قطار الحياة من محطة إلى محطة، فهل وصلنا إلى النهاية وهل حققنا الغاية؟ هيا فلنعمر الأوقات بما ينفعنا في الحال والمآل، ولننفق في الخير ما استطعنا من فكر وجهد ومال، فلربما تصرمت الحبال، وحضرت الآجال!!   ♦ إن من علامة الخذلان والمقت تبديد الجهد وإضاعة الوقت، ألا فابذروا الخير واسقوها، ففي كل إنسان نبتة صالحة فتعاهدوها.   ♦ انشروا بذور الود والحياء والتسامح .. واسقوها بدموع الخشية من الله وحب الخير للناس، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، ولله در القائل: ازرع جميلا ولو في غير موضعـه   ***   فلا يضيـع جميـلٌ أينما زُرِعا  إن الجميـل وإن طـال الـزمان بـه   ***   فليس يحصده إلا الذي زرعا   

   ♦ جددوا النوايا، وأكثروا العطايا، عمروا الأوقات واصنعوا المكرمات، ولتكن نيتكم في الخير قائمة، وعملكم دؤوبا متواصلا، مهما كانت التربة.  

 ♦ وختامًا، ابذروا الخير فبقدر الهدف يعظم المسير، وأبشروا بالأجر الوفير، فهناك بذور ما خاب ساقيها، ما دام ربك راعيها، وإن فقدتم يوما مكان بذرك فيها، فسيخبرك الغيث النافع أين زرعت معانيها، فأنت لا تعلم متى تجده وكيف تجده وأين تجده، وصدق ربي إذ يقول:" والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا" فيا سميع الدعاء، اجعلنا من أهل العطاء، فوق كل أرض وتحت كل سماء.



أبكتني آية


 {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }  [الزمر: 13]. أبكتني آية:  {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }  [الأنعام: ١٥] { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}   [يونس: 15]. {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }  [الزمر: 13]

 آية تكررت في ثلاث سورٍ ولكني أشعرُ بصداها يتردد في قلبي.. أبكتني كثيرًا خًوفا أن أرحل بذنوب لا أعلمها؛ لذلك توقف أمامها وردِّدها كثيرًا، رددها وقت الفتن والاغواءات، رددها حين تتعرض لإغراءات الدنيا، رددها حين يوسوس لك شيطانك بفعل المعصية، رددها حين تضعف نفسك ويغلبك هواها. 

ذكِّر بها نفسَك وقل لها: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام: 15]؛ قالها رسولك وحبيبك المصطفى وهو أشرف الخلق، ألا يحق لنا أن نعمل لهذا اليوم.. فيوم القيامة ليس ببعيدٍ فاعمل له وتجنب فعل كل معصية قد تؤدي إلى هلاكك.



أمة لا تباد!


 منذ ظهر دين الإسلام وحتى يومنا هذا وإلى أن يرثَ الله الأرض ومَن عليها، تتعرَّض الأمة الإسلامية لموجاتٍ متتاليةٍ من العدوان المعنويِّ والماديِّ من خلال عملياتٍ وحشيةٍ للإبادة الجسدية، وانتهاكاتٍ جسيمةٍ لثقافة الأمة وحضارتها ... 

أمة لا تُباد! الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ: منذ ظهر دين الإسلام وحتى يومنا هذا وإلى أن يرثَ الله الأرض ومَن عليها، تتعرَّض الأمة الإسلامية لموجاتٍ متتاليةٍ من العدوان المعنويِّ والماديِّ من خلال عملياتٍ وحشيةٍ للإبادة الجسدية، وانتهاكاتٍ جسيمةٍ لثقافة الأمة وحضارتها، واختراقٍ عميقٍ لمكوِّناتها ونُخَبِها؛ حتى صار المناوئون لها أخلاطاً شتى، وفيهم فئامٌ من بني الجلدة واللسان.

 ومع ذلك فما زالت أمتنا حاضرةً، متزايدةَ العددِ، تُصابر وتُقاوم قَدْر استطاعتها. أما دينُها الإسلامُ فهو الأكثر جاذبيَّة وإقبالاً، ومهما استكانت الأمة أو تراخت فسيظلُّ فيها بقايا من جذوةٍ مُقتَبَسة من إرثها السامي، وسوف يشتعل فتيلُها يوماً من زمنها القادم؛ فتستبين معالم الطريق، وتنطلق في المسار الصحيح ولو بعد حين. فإذا أردنا سبر أسباب صمود الأمة أمام سيول البغي الجارف المستمر والمتواصى به بين المنافقين والكافرين

 فإنه يمكـن لنا الإشارة إلى ما يلي:

 • وجود القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحِفْظهما من التحريف وباطل التأويل.

 • الارتباط بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج الرعيل الأول من الصحابة والخلافة الراشدة. 

• الاستلهام من تاريخ الإسلام وحضارته بما فيه من أمجاد وجهاد وعزة وعدل وعلم وقوة.

 • خلود اللغة العربية التي ينطق بها أبناؤها، ويقدسها المسلمون في كلِّ آنٍ ومكان. 

• تَمَسُّك أبناء الأمة بأراضيهم وبجميع البلاد التي حُكِمَت بالإسلام وإن اغتصبها محتلٌّ أثيم. 

• الإشعاع الروحي للبقاع المقدسة في الحرمين والمسجد الأقصى وجبل الطور.

 • التوريث التربوي والتعاقب الفكري المتسلسل؛ سواء في الأسرة أم في المسجد أم في المجتمع.

 • أثر شُعَبِ الإيمان وتعدُّد سُبل النفع والتأثير على صعيد الفرد ومحيطه الصغير فما فوقه. • معرفة أعداء الأمة من يهود ومنافقين وكفار وإن خفيتْ بعض التفاصيل. وعليه: فإنَّ هذه الأمة مهما جرى عليها من خطوب ومِحَن، ومهما ابتُليت في مؤسساتها وأناسها الظاهرين أو المستترين، أو في مناهجها التعليمية والإعلامية والدعوية، وطرائقها الاقتصادية والسياسية والتنموية، فهي إلى عودة رشيدة وسنة راشدة ستؤول ولا بدَّ، وتلك الحقيقة ليست أُمنيَّة أو حُلماً؛ بل هي وعدٌ ربَّانيٌ وبشارةٌ نبويةٌ، وسوف تكون وإن إن!



تفسير: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)


 ♦ الآية: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}. ♦ السورة ورقم الآية: الشعراء (3). 

♦ الآية: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}. ♦ السورة ورقم الآية: الشعراء (3). 

♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}  قاتلٌ نفسَك {أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} لتركِهم الإيمان؛ وذلك أنَّه لما كذَّبه أهلُ مكَّة شقَّ عليه ذلك، فأعلمه الله سبحانه أنَّه لو شاء لاضطرَّهم إلى الإيمان، فقال: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4]

♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ} قاتلٌ {نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}؛ [أي] إن لم يؤمِنوا، وذلك حين كذَّب أهلُ مكَّة، فشقَّ عليه وكان يَحرِص على إيمانهم، فأنزَلَ الله هذه الآيةَ.  



من فضائل النبي ﷺ

 

من فضائل النبي ﷺ: حماية الله تعالى له من محاولة المشركين قتله بعد الهجرة ♦ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل)؛ متفق عليه، كان ذلك في غزوة أحد.   ♦ وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل (ناحية) نجد، فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة (شجر به شوك)، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رجلًا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتًا [أي: (مسلولًا]  في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فشام السيف  [فرده في غِمده] ، فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم»؛  (رواه مسلم) .   ♦ وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: أقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحِجِر، فقال صفوان: قبَّح اللهُ العيش بعد قتلى بدر، فقال عمير: أجل والله ما في العيش خيرٌ بعدَهم، ولولا دينٌ عليَّ لا أجد له قضاء، وعيالٌ لا أدع لهم شيئًا، لرحلت إلى محمد، فقتلتُه إن ملأتُ عيني منه، فإن لي عنده عِلَّة أعتل بها عليه، أقول: قدِمت من أجل ابني هذا الأسير، ففرح صفوان بإقدام عمير وخُطته، ومضى يزيل عوائق تنفيذها، فقال: عليَّ دينُك، وعيالُك أُسوةُ عيالي في النفقة، لا يسعني شيء فأعجزُ عنهم، فاتَّفقا، وحمله صفوان وجهزه، وأمر بسيف عمير فصُقل وسُمَّ، وقال عمير لصفوان: اكتم خبري أيامًا، وقدم عمير المدينة، فنزل بباب المسجد، وعَقَل راحلته، وأخذ السيف، وعمَد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع ودخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لا تأمنه على شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: «أدخله علي»، فخرج عمر، فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحترسوا من عمير، وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع عمير سيفُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: «تأخر عنه»، فلما دنا عمير قال له: «ما أقدمك يا عمير»؟، قال: قدِمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما بال السيف في عنقِك»؟، فأجاب عمير: قبَّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اصدقني، ما أقدمك يا عمير» ؟)، فقال: ما قدمت إلا في طلب أسيري، فبغته النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فماذا شرطتَ لصفوان في الحِجر؟، ففزع عمير وقال: ماذا شرطتُ له؟ فأجاب من علَّمه الله الخبير، فقال: «تحمَّلْتَ له بقتلي على أن يعول أولادَك، ويقضيَ دَيْنَك، واللهُ حائلٌ بينك وبين ذلك»، فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبُك بالوحي وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديثَ كان بيني وبين صفوان في الحِجِر، لم يطَّلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق، ففرح به المسلمون، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجلِس يا عمير نواسِك»، وقال لأصحابه: «علِّموا أخاكم القرآن»، وأطلق له أسيره، فقال عمير: ائذن لي يا رسولَ الله، فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديَهم، ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام، ونصحهم بجُهده، فأسلم بسببه بشرٌ كثير)؛ إسناده حسن[1].