السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-06-27

دورنا في عصر الفتن

زمن نعيشه مخيف ، وأيام تتناوب علينا ، محملةً بأحداثٍ جسيمة ، وفتن عظيمة ، لا تكاد تمر مرحلةٌ من زمن إلا وتحل على الناس من المصائب أعظمها ، ومن الخطوب أكبرُها ، فإذا انصهروا تحت وطأتها ، وأسرتهم داخل محيطها ، وأصبحوا من جندها ، جاءت أختُها تتخبط مسرعة ، متزينةً خادعة ، وكثير منهم في انتظارها متحفزون ، وفي استقبالها متهيأون ، فتفعل ما فعلت الأولى ، وهكذا الفتن تأتي متسارعةً متتالية ، يرقق بعضها بعضاً، قال ﷺ: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتَكم هذه جُعِل عافيتُها في أولِها ، وسيُصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها ، وتجيء فتنةٌ فيرقق بعضها بعضاً ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه...» رواه مسلم.
تأتي الفتن وهي تحجب ما وراءها من شر وفساد وبلاء عن أعين الناس، كما وصفها النبي ﷺ بالظلل ، فقد سأله رجل : هل للإسلام منتهى؟ قال ﷺ : " نعم ، أيُّما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام " قال : ثم مه ؟ قال : " ثم تقع الفتن كأنها الظلل " قال : كلا والله إن شاء الله ، قال : " بلى والذي نفسي بيده ، ثم تعودون فيها أساود صُباً – أيّ : الحيات السوداء المنتصبة شديدة اللدغ والنهش- يضرب بعضكم رقاب بعض ، فخير الناس يومئذ مؤمنٌ معتزلٌ في شعب من الشعاب ، يتقي الله ويذرُ الناسَ من شره ". رواه أحمد.
تعرض الفتنُ على قلوب العباد ، ويختلفون تجاهها ، فمنهم من يستقبلها فيضِلُّ ويهلك ، ومنهم من يردُّها فيهتدي وينجو ، كما جاء في قول الحبيب ﷺ : " تعرضُ الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أُشْرِبَها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرَها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً ، كالكوز مجخياً ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، إلا ما أشرب من هواه " متفق عليه.
الفتن تأتي مضطربةً مع شدة في قوتها واضطرابها ، فيكون تأثيرُها أبلغَ في القلوب والعقول والأفهام والأقوال ، فشبهها عمر كموج البحر، فقد ثبت عنه أنه قال : أيكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ كما قال ، قال : هاتِ إنك لجريء ، قال : قال رسول الله ﷺ : " فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " , قال : ليست هذه ، ولكن التي تموج كموج البحر. متفق عليه.
ومن صفات الفتنة أنها تأتي شديدةَ الاشتباه ، كونُها مظلمةً ، لا يتضح فيها جواب كثير من الناس , روى حذيفة t في حديثه المشهور الذي أصله في الصحيح ، ورواه أحمد وأبو داود بلفظ أن النبي ﷺ لما ذكر الفتن ومراحلها التي تمر بها قال في آخره : " فتنةٌ عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب النار ، فإن تَمُتْ يا حذيفة وأنت عاضّ على جذل - وهو أصل الشجرة - خيرٌ لك من أن تتّبع أحداً منهم " .
الفتن – عباد الله- ليس لها قرار ، ولا ترتبط بموعد حضور أو انصراف ، إذا أقبلت تشبّهت ، وإذا أدبرت تبينّت .
وإن المتأمل في زماننا هذا يدرك تماماً كيف عمّت تلك الفتن وطمّت ، ذنوبٌ ومعاصي وآثام ليل نهار ، عقوق وفرقة وتحاسد بين القلوب والأبصار ، عبثٌ ولهوٌ وضياعٌ بين الطبلة والمزمار ، فقرٌ وجوعٌ من هنا وهناك ، غلاءٌ في الأسعار ، قتلٌ وتشريدٌ وهتكٌ للأستار ، زلازلُ ومحن ، قلاقل وإحن ، الإسلامُ يحارَب في عقر داره ، والمسلمون ضحايا فوق تراب أراضيهم ، وليس لهم نصيرٌ إلا الله ، اهتمام بسفاسف الأمور ، وانجرافٌ خلف الدنيا والدون ، والكافر يصول ويجول ، والرافضي يزبد بأعلى صوته ويقول ، وتغريبيٌ ليس له هدف سوى كيف يذوب المجتمع في الرذيلة ويؤول ، أمراض فتاكة لم تعرف من قبل ، وموت فجأة للشباب أكثر من الشيب ، إلى آخر تلك السلسلة المهيبة من الفتن العظيمة التي تصبّحنا وتمسيّنا، وإن من واجب المسلم أن يقف وقفة حق ومحاسبة أمام هذه الفتن ، وأن يكون له وقفة جادة حيال ردِّها وإنكارها بكل ما أوتي من قوة ، ولا يحصل له ذلك إلا حينما يتعرف عليها أولاً ، ثم يتعرف على واجبه تجاه ردها وإنكارها .
ومن أول تلك الواجبات ومما يعين على مواجهة الفتن بإذن الله تعالى :
• الاعتصام بالكتاب والسنة :
فهما المنهج الواضح ، والسبيل النقي ، والمورد الصافي ، فيهما النجاة والنجاح ، وبهما تسعد الأرواح ، وعليهما – بعد الله – المتّكى للفوز برضى الرب جل وعلا. " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا " النساء 175 , وقال ﷺ في الحديث الذي رواه العرباض بن سارية t : " فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار " رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. 
• مداومة الأعمال الصالحة : 
ففي زمن الفتن تطيش الأقدام من زوغان العقول والأفهام ، أما من قد تحصن بأعمال صالحة ، فهو في منجى من الفتن بإذن الله , جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله ﷺ : " بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي كافراً ويصبح مؤمناً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا " فالرسول ﷺ حث على المبادرة بالأعمال الصالحة عند حلول الفتن، من صلاة وصيام وصدقة وبر وأداء للحقوق الواجبة عليه ، وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة .
• الدعوة إلى الله تعالى :
كلٌّ بحسبه ، وبقدر استطاعته ، ومن خلالها نعرّف لمن نحب بتلك الفتن وآثارها وعظم خطرها ، فالدعوة إلى الله تعالى صمّام الأمان لمسيرة هذا الدين ، وهي سفينة النجاة التي نحن على متنها جميعاً ، فالأب مع أبنائه ، والعالِم مع طلابه ، والراعي مع رعيته ، الجميع مسؤولون بتبليغ دين الله ، وبالدعوة إليه ، وبتوضيح تلك الفتن العظيمة ، والتي نزلت بالأمة ، وكيفية التعامل معها ، والسبيل المنجِّي منها .
• لزوم جماعة المسلمين وإمامهم : 
فالالتحام والترابط في زمن الفتن أولى منه في غيره ، والجماعة خيرها كثير ، وعمرها طويل ، ونتاجها غزير ، والفرقة مرض عضال ، وأنين دائم ، وخسارة متوقعة ، والمسلمون في زمن الفتن بحاجة إلى أن تكون كلمتهم واحدة ، وأمرهم واحداً ، ورايتهم واحدة ، فمن أعان المنافقين والكافرين على إخوانه المؤمنين بخروجه عنهم وعصيانه لأمر وليهم فقد خالف منهج محمد ﷺ ، وكذلك فعلى من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يتقي الله فيهم ، وأن يأخذ بأيديهم إلى طاعة ربهم، وأن يعلم أنه مسؤول عنهم يوم القيامة , عن أبي هريرة t عن النبي ﷺ أنه قال : " من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات مِيتةً جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عِمِّيّة يغضب لعصبته أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبته فقُتل فقِتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برَّها وفاجرها ، ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه " رواه مسلم
• تحقيق معنى التقوى في القلوب :
وهي من أهم المنجيات من الفتن، كبيرها وصغيرها، حقيرها وعظيمها , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " الأنفال 29 , أي : قدرة وبصيرة على التفريق والتمييز بين الحق والباطل، وهي في معناها المعلوم لدينا جميعاً أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ، بفعل ما أمرك به ، واجتناب ما نهاك عنه ، ويكون تحقيقها بأمور عدة : منها : التوبة والاستغفار ، والصلاة في وقتها ، والصبر على قضاء الله وقدره ، وحفظ الجوارح ، والرفقة الصالحة ، وكل تلك مما يحفظ المسلم من الفتن التي تحاصره من كل مكان.
ختاماً : 
ما دام الحديث عن الفتن ، فإن ما يذهب بالعقول ، ويرمي بالمروءات ، ويزيد من الشر والبلاء ، ويعظم من الفجور والفسوق في المجتمعات ، فتنة النساء ، فنفوس الرجال تتشوف إليهن ، وهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال , قال ﷺ : " ما تركت بعدي فتنةً أشدَّ على الرجال من النساء " متفق عليه , ومن هذا المنطلق ، ودرءًا لشر هذه الفتنة ، فاحرص يا رعاك الله على حفظ نظرك وفرجك من الوقوع في أعراض المسلمين ، وتحرّ الارتباط بالزوجة الصالحة ، ذات المروءة والدين ، وقم داعياً لله تعالى في أهل بيتك وأرحامك وأقاربك ، بأن يلزمن الحشمة والحجاب والستر والعفاف ، وأن يترفعن عن التبرج والسفور ، وأن يلزمن قعر بيوتهن ، فهو لهن عنوان سلامة ، ومصدر أمان ، ونجاة من استشراف الشيطان ، وأخبروهن بمكانتهن العظيمة في هذا الدين ، فهن نصف الأمة ، وهن من يلدن النصف الآخر ، فهن أمة كاملة ، ومن تحت أنظارهن واهتمامهن بالأجيال يخرج القادة والعظماء ، وبينوا ما عليهن من حقوق لأمتهم بالرأي والفكرة والمشورة ، والاهتمام والدعوة إلى الله تعالى .
والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد . 

انقضاء رمضان بين الأفراح والأحزان


كل عبادة لها زمنها ووقتها وحدُّها، فالمشروع بعد إتمام الصيام: الفرح بذلك؛ لانتهاء العمل، وبقاء الأجر والأمل، وفي الحديث (للصائم فرحتان، فرحةٌ عند فِطره ...) الحديث.
قلت: فكيف إذا انتهى من صيام شهره؟!
وقال الله: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
ويقول الله: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
وهذه سنَّة الله، تقسيم الأزمنة والأيام، فالذي شرع الصيام والقيام، وحث على الخشوع والبكاء، شرع أيضاً: الفرح بالعيد ، والسرور والحبور، والتوسعة على العيال، فلمَ نلزم أنفسنا حالاً واحدة؟!
وهل ثبت عن سيد الخلق، عليه الصلاة والسلام، ملازمة الحزن على فراقه؟
فهديُه أكمل الهدي، ولا يعلى عليه، فلنلزم غرزه، ولنتبع هديه، ومداخل الشيطان كثيرة!
وإذا كان الحزن على رمضان، حزناً طبيعياً جبلِّياً، لفراق المألوف، ودون كلفة وتكلف، فهذا لا بأس به، وهو وارد على النفس لا محالة، كفراق عزيز، أو نزوح حبيب، مثلا!
كما قال ابن رجب -رحمه الله-: "كيف لا تجري للمؤمن على فراق رمضان دموعُ، وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليهِ رجوعُ".
(لطائف المعارف: ١/ ٢١٧).
أما أن يستمر الحزن، ويتعبد الله بذلك، فهذا مخالف لما أمر الله به من الفرحة في العيد، والعيد يقتضي الفرح، وقد فرح فيه المعلم الأول عليه الصلاة والسلام، وكان قبله بيوم صائماً قائماً، وحياته كلها قيام. فيكفيك - أخي- ما كفاه، وإلا فَـ (إنما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصية)، فإياك ثم إياك؟
وأنت مأجورٌ على فرحتك فيه -أفرحك اللهُ بطاعته- (والحزن غير مطلوبٍ، لا شرعاً ولا عقلاً ولا عرفاً).. فافهم حكمة الباري.
وأختم  بأبيات أعجبتني عن الحزن الطبيعي الجبلي على فراق رمضان:
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً --- كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا --- وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبل ُ
إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً --- هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟
لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً --- هوَ والذي في شهره لا يعملُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ --- ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي --- في قادم الأيامِ أم نتقابل
والخلاصة: أن الحزن يكون لفراق ما في رمضان من العبادات، وكثير القربات من قيام وصيام، وصدقة وبر وغيرها من الأعمال التي تجتمع في هذا الشهر الفضيل.
والفرح يكون بانتهائنا من أداء ما علينا من تكليف، وقضاء صيامنا وقيامنا، وانتظارنا الأجر من الله الكريم في الدنيا والآخرة.
ونرجوا أن يكون الله تقبل منا ما عملنا من أعمال صالحة -على قلّتها- في هذا الشهر المبارك.
أســأل الله أن يكون ختم ربنا لي ولكم شهرنا هذا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل متقبل مبرور.

2017-06-10

آيات الرحمن فى صيام رمضان :

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيراً سلبياً على صحتهم،وهذا غير صحيح فالصيام الإسلامي له فؤائده المحققة..فهو شفاء وعلاج...
__ أوجه الإعجاز العلمي في الصيام :
1- الصوم يعالج أمراض الجهاز الهضمى حيث يعالج الصيام الأمراض المزمنة مثل تشنج القولون والاضطرابات الهضمية..
2- يؤكد العلماء أن أفضل علاج لتراكم السموم فى الجسم هو الصيام حيث أن بعض هذه السموم لا يمكن إزالة آثارها إلا بالصيام.. فيعمل الصوم على تخليص وتنظيف الخلايا من التلوث والسموم المتراكمة فيها خلال شهور السنة..وذلك عن طريق تدمير الخلايا الضعيفة وتوليد خلايا قوية وسليمة
3- عدم تناول الماء لحوالى 10 إلى 12 ساعة يوميا يفيد الكلى فى كثير من الأحيان حيث يزيد تركيز سوائل الجسم محدثا جفافا بسيطا يحتمله الجسم لوجود مخزون كاف فيعطى بذلك الكلى استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات.. هذا بدوره يؤدى إلى انخفاض بسيط فى ضغط الدم يحتمله الشخص العادى ومفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم..
4- كما تقل نسبة الماء فى الدم أثناء الصيام تقل نسبته فى الجلد
وهو ما يفيد فى علاج الأمراض الجلدية حيث يؤدى إلى زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية
و تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية و تناقص نسبة التخمر الذى يسبب دمامل وبثورا مستمرة لانخفاض إفرازات الأمعاء للسموم أثناء الصيام..
5- الصيام يزيد تركيز الدم وبالتالى يحدث انخفاض فى معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم ومنها السائل المائى للعين المسؤول عن حفظ العين فسيولوجيا فينخفض ضغط العين الداخلى وهو ما يقلل من حدة بعض أمراض العين الخطيرة مثل الجلوكوما (الماء الأزرق) وتندر حدوث مضاعفات أمراض الشبكية..
6- الصوم يزيد تركيز أملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم وينقص الكالسيوم مع استهلاك الشحوم فيمنع الترسبات الكلسية المسببة للحصى والأكياس الدهنية والأورام فى بدايتها..
7- أكدت مئات الأبحاث العلمية أن الصوم يساعد على تنظيم عمل القلب وعلاج أمراضه واضطراباته وهناك أبحاث تؤكد أن الصوم يقى من تصلب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية فالشخص الذى يمارس الصيام بانتظام يكون قلبه أكثر نشاطا وانتظاما فى عمله..
8- تؤكد دراسة علمية جديدة أن التغذية الصحية والصوم من وقت لآخر يعد منشطا للدماغ وأن الصوم يجعل خلايا الدماغ تعمل بكفاءة أكبر..
9- الصيام يحسن أداء أجهزة الجسم بشكل كامل و يجبر الجسم على استهلاك جزء من الشحوم المخزنة فيه فتنخفض نسبة الكوليسترول فى الدم التى تعتبر المسئول الأول عن السكتات الدماغية لذا يندر حدوثها أثناء الصوم..
10- ويعالج آلام العمود الفقرى والعظام وبخاصة إذا قام الصائم برياضة المشى إلى المساجد..
11- من آخر الاكتشافات العلمية أن الصوم يمنع انقسام الخلايا السرطانية وفى مقارنة قام بها العلماء تبين لهم أن الصوم أكثر فاعلية من العلاج الكيميائى ويعتبرون هذه النتيجة تمثل فتحا علميا كبيرا فى علاج كل أنواع السرطان
وسبحان الله الذى أعطانا علاجا مجانيا وهو الصوم..
"وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " البقرة 184
12- الصيام سبب رئيسى لطول العمر
أثبتت أبحاث علماء غير مسلمين
أن الأشخاص الذين يصومون بانتظام ولفترات محددة خلال السنة يعيشون أكثر من أؤلئك الذين لا يصومون أبدا
وسبحان الله الذى فرض علينا الصيام
13- يعتبر الصوم السلاح رقم واحد فى الطب الوقائى
ويقول العلماء إن ما يقدمه لك الدواء فى سنوات قد يقدمه لك الصيام فى أيام وبدون آثار جانبية سلبية
ومن هنا ندرك لماذا اعتبر النبى صلى الله عليه وسلم أن الصوم هو وقاية وستر
فقال : "الصوم جنة" رواه مسلم
................................
فسبحان من يشرع لنا كل ما فيه الخير لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا

رمضان شهر الحب

تقارب القلوب يدل على فضيلتها، وعلو شمائلها.
ولا يتقارب قلب مع قلب إلا بموجب ومن الموجبات للتقارب التشاكل والتماثل، في بعض المناحي المعيشية ولذا تجد بعض أهل الإحسان مثلاً يعتني بالفقراء، وبالمعاقين منهم خاصة، لأنه يعاني من هذه المعاناة مع قريب، أو حبيب، أو الأيتام خاصة، لأنه قرّ بفترة يتم في حياته وهلم جرا.
والمقصود يا سادة أننا في شهر رمضان المبارك نعيش شيئاً من توحد الأفعال والمقاصد، فهذا صائم، وهذا صائم، وهذا قائم، وهذا قائم، وهذا ظامئ وهذا ظامئ ، فهي منظومة موحدة من الافعال التربوية التي يمارسها المجتمع تعبداً لله رب العالمين.
وإذا خليت البطون رقت القلوب، وذلك وإذا شبعت، قد تتعرض للقسوة أحياناً ولذا قال بعضهم: البطنة نعوذ بالله منها، تذهب الفطنة، ورقة القلب من رقة الطبع.
ولذا عاش المجتمع قرباً معنوياً بين أفراده كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
والقلب إذا اقترب من القلوب، أحبها وعذرها، وسترها، وحلم عليها، ورفق بها، ورحمها، وسعى فيما يصلحها.
لأ بضاعة القلوب يا سادة شعار الكبار، ولأنهم يعملون أن القلب محط نظر الرب ما في الحديث ويعلمون أنه ملك الجوارح كما في الحديث أيضاً، فإذا صح القلب صحت الجوارح، وإذا سلم القلب سلم البدن.
أرأيتم يا سادة، إلى هذا التشبيه البديع، القلب ملك الجوارح.
وتأملوا قوله جل وعز[ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب].
فما أحوجنا إلى تقوى القلوب..فإن الأبدان وإن أظهرت التقوى والصلاح، إلا أن المعول على القلوب وما فيها، ورمضان دعوة للخروج من ضجيج الدنيا.
وصخبها إلى روحانية حانية، وصفاء، ووفاء، ونقد للذات، وتطوير للقدرات، وتحسين للعلاقات مع رب الأرض والسموات.
والقلب يا سادة إذا اقترب من القلب شاع الحب، ونمى الود وزاد الصفاء، وانتعشت معاني الوفاء، فرجع الوفاء إلى الميادين العلمية الحياتية، بعد أن كنا نقرأ عنه في التواريخ.
ثم إن أحب القلوب، وأقربها قلب الأم، وما أدراكم ما قلب الأم، قلب فاض حناناً ، وعاطفة.
قلب حمل هماً ولوعة.
قلب تعلق بك، وبمحبوباتك، من أجلك، كفأنه ما خلق إلا لك.
آه يا قلب الأم. ثم إن الكل من حولك لو تأملت يعطونك، ليأخذوا منك ويأخذوا منك إلا قلب أمك، يعطيك ويعطيك ويعطيك، ليعطيك، فيا له من قلب.
يا سادة لو اقتربت قلوبنا من بعض لزادت معدلات الشفقة، ولافضيلة والولاء، وقلت نسب الجلافة، والبغضاء، والبراء.
ولكان الانتفاع بهذا القرب أعظم المخلصات، لمجتمعات غرفت في التقاليد، والمجاملات، والمظاهر اللامعة.
ثم أن حديث الروح للأرواح لذيذ، ولذا كانت المناجات بين المحبين من أمتع القرب فكيف بحديث القلوب للقلوب.
إنه الطرب الأصيل، والخلق الجميل إنه السحر الحلال.
وأمارات القلب القريب، وعلاماته كثيرة منها:
التواضع: ومنهجهم في ذلك:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على فصفحات الماء وهو بعيد
فهو قريب من الصغير قبل الكبير، ومن الفقير قبل الغني.
وظاهرة التواضع القلبي لو فشت في الناس آذنت بحب جماعي عارم لا حد له ولا عد.

رمضانُ" فُرْصةٌ للتَّغييرِ


بسم الله الرحمن الرحيم
ومنه المعونةُ والتَّسديدُ
"رمضانُ" فُرْصةٌ للتَّغييرِ 
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وفَّق مَن شاء مِن عبادِه لطاعتِه، وهدَى بتوفيقِه الطَّائعينَ لعبادتِه، وحبَّب الإيمانَ لأوليائِه فاستجابوا لأمرِه، وانتهَوْا عن نهيِه.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على مُعلِّمِ البشريَّةِ الخيرَ، ومُخرِجِها -بإذنِ ربِّه- من الظُّلماتِ إلى النُّورِ؛ شرَح اللهُ به الصُّدورَ، وأنار به العقولَ، وفتَح به قلوبًا غُلْفًا وآذانًا صُمًّا وأَعيُنًا عُمْيًا؛ فصلَّى اللهُ عليه، وعلى آلِه، وأصحابِه أجمعينَ.
أمَّا بعدُ؛ فإنَّ اللهَ خلَق كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديرًا، واختَصَّ بحكمتِه الباهرةِ وعلمِه الَّذي وَسِعَ كلَّ شيءٍ أزمانًا وأمكنةً بمزيدٍ من الفضلِ والشَّرفِ، ومنها ما بيَّنه لنا رسولُنا المُعلِّمُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- من الأزمانِ والأوقاتِ؛ كُلُّ ذلك لنُبادِرَ ونسارعَ للخيراتِ.
ومِن ذلك: هذا الشَّهرُ الكريمُ، والموسمُ العظيمُ، الَّذي هو فرصةٌ للمُتسابِقينَ، ومِنحةٌ للرَّاغبينَ في نيلِ الدَّرجاتِ العُلا عندَ ربِّ العالمين.
إنَّ صيامَ رمضانَ -فضلًا عن كونِه ركنًا من أركانِ الإسلامِ- هو قُرْبةٌ من أعظمِ القُرَبِ، ومنحةٌ مِن أَجَلِّ المِنَحِ الَّتي تَفضَّل اللهُ -سبحانه- على عبادِه بها، وله من المزايا والخصائصِ ما يَعجِزُ البيانُ عن ذكرِه، ويَكِلُّ القلمُ عن عَدِّه!
وفي هذه العُجالةِ، لن يكونَ الحديثُ عن فضلِه وشرفِه؛ إذْ إنَّ فضلَه معلومٌ، وشرفَه مشهورٌ- ولن يكونَ عن أحكامِه وفقهِه، ولا عن سُنَنِه وآدابِه؛ بل عن درسٍ عظيمٍ من دروسِه، لخَّصتُه تحتَ هذا العنوانِ:
"رمضانُ" فُرْصةٌ للتَّغييرِ
فكثيرٌ من النَّاسِ يبحثُ عن التَّغييرِ إلى الأفضلِ، وتحسينِ الذَّاتِ، وتطويرِ النَّفسِ، ويُنفِقُ الأموالَ الكثيرةَ والأوقاتَ الطويلةَ في دوراتٍ لهذا الغرضِ؛ فتجدُ دورةً بعنوانِ: (فنُّ التَّغييرِ)، وثانيةً بعنوانِ: (فنُّ التَّعاملِ معَ النَّاسِ)، وثالثةً بعنوانِ: (فَلْنَبدَأِ التَّغييرَ)، ورابعةً تُسمَّى: (أَيقِظِ العِملاقَ) ... إلخ!
هذا، وإنَّ الإنسانَ المُتميِّزَ الجادَّ في حياتِه لَيحرصُ على تطويرِ نفسِه، وتغييرِ سلوكِه إلى الأفضلِ، ولا يَقِفُ عندَ حدٍّ، بل يسعى لتحصيلِ ذلك، وتحسينِ مستواه الدِّينيِّ والدُّنيويِّ. وحديثُنا هنا ليس عن هذا الصِّنفِ؛ لأنَّهم عرَفوا وِجْهتَهم، وطرَقوا سُبُلَ العملِ لإصلاحِ أنفسِهم.
لكنَّ الحديثَ عن أُناسٍ قد أَثقَلتْهم المعاصي، وكبَّلتْهم الآثامُ، وقيَّدتْهم تلك النَّفسُ اللَّئيمةُ، وتَفنَّن الشَّيطانُ في إغوائِهم، فساروا في طريقِه: للهوى مُتَّبِعينَ، ولِلَّذَّةِ المُحرَّمةِ طالِبينَ، وعن الصَّوابِ مُعرِضينَ، وعن الحقِّ ناكصينَ! ومعَ ذلك فهم يَتمنَّوْن اللَّحاقَ بالسَّابقينَ وإدراكَ الجادِّينَ، لكنَّ بُعدَ الشُّقَّةِ جعَلهم يَتكاسَلونَ، وعن طلبِ الهُدَى يَتقاعَسونَ، وما عَلِم الذَّكيُّ الألمعيُّ منهم، والحريصُ على التَّغييرِ أنَّ في شهرِ الصِّيامِ والقيامِ فرصةً عظيمةً لذلكَ!
اعلَمْ -أيُّها المُبارَكُ- أنَّ أصنافَ النَّاسِ الطَّالِبينَ للتَّغييرِ كثيرٌ:
- فمِنهم مَن يَتمنَّى أن يحافظَ على الصَّلاةِ فرضًا ونفلًا، لكنَّ شيطانَه لا يزالُ يُوَسوِسُ له، ونفسَه اللَّئيمةَ تتكاسلُ وتُثقِّلُ عليه!
- ومِنهم مَن يَتمنَّى حفظَ القرآنِ الكريمِ وتلاوتَه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ، لكنَّ قلَّةَ الحرصِ وضعفَ الهمَّةِ وبرودَ العزيمةِ كان حاجزًا له عن نيلِ هذه المِنحةِ الرَّبَّانيَّةِ!
- ومِنهم مَن يبحثُ عن التَّوبةِ والإنابةِ، ويُحدِّثُ نفسَه بتركِ الحرامِ من النَّظرِ والوقوعِ في الآثامِ، ويبحثُ دهرَه عن الرَّفيقِ والمُعِينِ.
- ومِنهم مَن يشكو مِن سُوءِ الخُلُقِ وبذاءةِ اللِّسانِ، ويتمنَّى لو استقام لسانُه، وحَسُن بينَ النَّاسِ قولُه وطبعُه.
- ومِنهم مَن ابتُلِيَ بالبخلِ والحرصِ وكَنْزِ المالِ، ويتمنَّى لو تَحرَّرتْ نفسُه من هذه الصِّفةِ القبيحةِ.
- ومِنهم مَن يبحثُ عن سلامةِ الصَّدرِ، وصفاءِ النَّفسِ، والعيشِ معَ النَّاسِ بنفسٍ رَضِيَّةٍ، وقلبٍ نقيٍّ على المسلمينَ.
- ومِنهم مَن شغَلتْه الدُّنيا عن زيارةِ قريبٍ وصلةِ رَحِمٍ واجبةٍ، فطُولَ أيَّامِه يتحسَّرُ، وكلَّ دهرِه يتألَّمُ!
- ومِنهم مَن يبحثُ عن علاجِ قضايا أخلاقيَّةٍ تَعِبَ في علاجِها أشدَّ التَّعبِ، وعانَى منها أشدَّ المُعاناةِ، وهو يُردِّدُ: يا ربِّ متى الخلاصُ؟!
فهنا أقولُ لكلِّ هؤلاءِ: إنَّ علاجَ كلِّ ما مضَى = في هذا الشَّهرِ الكريمِ؛ فكُلُّ ما تريدُه قد هيَّأه اللهُ لكَ في هذا الشَّهرِ: صلاةً وقيامًا، وبِرًّا وإحسانًا، وصِلةً للأرحامِ، وذِكرًا، وتلاوةً، وصبرًا عن الحرامِ، وبذلًا للمالِ، وحِفظًا للجوارحِ واللِّسانِ، كلُّ هذا في شهرِ رمضانَ، معَ جزيلٍ من الأجرِ من ربِّنا الشَّكورِ المنَّانِ لِمَن أراد الزُّلْفى والتَّقرُّبَ، وشمَّر عن ساعِدِ الجِدِّ، واستعان باللهِ خيرِ مُستعانٍ!
إنَّ مَن أدرَك رمضانَ، وكان فيه مِن الجادِّينَ للإفادةِ منه، والتَّقرُّبِ إلى اللهِ فيه بالطَّاعاتِ وسائرِ القُرُباتِ = فإنَّه -لا محالةَ- مُدرِكٌ ما يريدُ، بفضلِ الرَّبِّ الكريمِ المجيدِ؛ فرمضانُ فرصةُ التَّغييرِ الحقيقيِّ، وبدايةُ التَّحولِ الإيجابيِّ، فإنَّه بمثابةِ دورةٍ تدريبيَّةٍ مُكثَّفةٍ للنَّجاحِ، وتحقيقِ الرَّغباتِ، ونيلِ المُرادِ.
إنَّ رمضانَ فرصةٌ عظيمةٌ: للمُحافَظةِ على الصَّلواتِ في أوقاتِها، وكسبِ عظيمِ الأجرِ في القُرُباتِ؛ من الذِّكرِ والتِّلاوةِ، والصِّلةِ، والإنفاقِ، كما أنَّه فرصةٌ لتعويدِ النَّفسِ على الصَّبرِ والبذلِ، والتَّسامحِ والتَّعاطفِ، وتركِ المُحرَّماتِ.
أخي المُبارَكَ: (رمضانُ) فرصةٌ عظيمةٌ، ومِنحةٌ جليلةٌ من ربِّ العالمينَ لتصحيحِ المسارِ، وسلوكِ طريقِ الأبرارِ، وتجنُّبِ طريقِ أهلِ الغوايةِ الفُجَّارِ! فهل استشعرتَ هذه النِّعمةَ، وبادَرتَ لاستغلالِها واستثمارِها كما ينبغي؟ وهل ستُغيِّرُ فيه ما كنتَ تُعانِي منه في أيَّامِكَ الخوالي؟
أخي الكريمَ: إنْ كنتَ من الجادِّينَ في أمرِهم، الصَّادقين في إرادتِهم وعزمِهم؛ فهذه الفرصةُ بينَ يديكَ، وهذا الشَّهرُ مُقبِلٌ عليكَ؛ فأَقبِلْ على الخيراتِ، وسابِقْ إلى الطَّاعاتِ، وإلَّا فستَعَضُّ أصابعَ النَّدمِ، وتبكي الدَّمَ بدلَ الدَّمعِ على خيرٍ فوَّتَّه، وأجرٍ عظيمٍ ضيَّعتَه، ونعمةٍ فقدتَها، قد لا تعودُ عليكَ!
فاغتنِمْ أيَّامَكَ، وسارِعْ في تغييرِ ذاتِكَ؛ فإنَّ العمرَ أنفاسٌ، ما ذهَب منه فلن يعودَ.

15 فكرة للاسرة في رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هل مررت -عزيزى المربي- بلحظات شعرت خلالها أن التقارب بين أفراد أسرتك ليس كما تتمنى؟
إن كان الأمر كذلك ومع قدوم شهر رمضان تكون فرصتك أسهل، وفيما يلى نعرض خمس عشرة فكرة تساعدك على تنمية الألفة والتقارب بين أفراد أسرتك:
1- مائدة القرآن: اتفق مع أبنائك على جلسة يومية طوال الشهر الكريم، على أن تكون مخصصة لقراءة جزء من أجزاء القرآن الثلاثين، فما اجتمع المسلمون على مائدة أكثر بركة ونفعًا من مائدة القرآن.
2- رحلة عائلية: اذهب مع أبنائك فى رحلة يومية بعد الإفطار إلى مسجد تتفقون على أداء صلاة التراويح وقيام الليل فيه، ففي ذلك تعويد لهم على أداء تلك العبادة المحببة في جماعة، لأنه ثبت عمليًا أن لها فائدة صحية عظيمة فضلا عن تأثيرها النفسي العظيم.
3- ساعة تفسير: ومن أهم الأشياء التي تبني أبنائنا أن يتعرفوا على معاني القرآن العظيم، وأسباب نزول آياته، وغير ذلك من الأمور التي تتحقق بالقراءة الجماعية لأحد كتب التفسير البسيطة مثل كتاب (أيسر التفاسير).
4- أطباق جديدة وتعاون: اتفق مع زوجتك على توزيع الأدوار، بحيث يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بدور على قدر طاقته، في إعداد الطعام لوجبتي الإفطار والسحور، ولا تنس إعداد قائمة بأطباق جديدة تضفي شيئًا من التغيير.
5- دروس: احرص عزيزي المربي على تخصيص وقت قصير توضح خلاله أحد أحكام الصيام، ومن الأفضل أن يكون ذلك فى إطار معالجة موقف خاطئ من شخص ما، أو الإستعانة بكتاب.
6- أسري للغاية: اعط الأولوية في هذا الشهر للتواجد مع عائلتك على مائدة الإفطار، واجعله شهر الأسرة لا شهر الأصدقاء، ولا يعني هذا الحرمان من ثواب إفطار صائم، فلذلك طرق كثيرة.
7- حق الجار: رمضان شهر الخير والرحمة، ومما يترك أثرًا طيبًا يدوم أن تتذكر جارك قبل الإفطار بإهدائه طبقًا مميزًا، وخاصة إن كنت تعلم أنه يحبه «تهادوا تحابوا».
8- أفكار مرحة: شجع أبنائك على ابتكار أفكار جديدة، ومرحة، وذلك في اجتماع أسري تلفه البهجة والمحبة.
9- صدقة: عود أبنائك الخير في رمضان، موسم الخير، وارشدهم لبذل صدقة يومية لأحد الفقراء، أو التبرع لصالح الانتفاضة، أو غير ذلك من المحتاجين.
10- حفظ: اقتنص الفرصة واعمل على استثمار صفاء ذهن أبنائك مع الصيام وحفظهم بضع آيات من القرآن الكريم كل يوم قبل صلاة الفجر أو قبل صلاة المغرب، وعرفهم أن مكانهم في الجنة مرتبط بقدر ما حفظوا من القرآن الكريم.
11- صلة الرحم: اصحب أبنائك في كل يوم بعد صلاة الترويح في زيارة قصيرة إلى أحد الأقارب، ولا بأس أن تعلمهم بإيجاز قيمة صلة الرحم في البركة والرزق والعمر.
12- ساعة إجابة: يحب الله أن يسمع دعاء عبده، ومن الأوقات التي يستجيب فيها الله دعاء عبده عند الإفطار، فهذا الدعاء لا يرد وكل يدعو لأخيه.
13- أخوة: ذكر أبنائك -خاصة إذا اشتكى أحدهم الجوع والعطش- أن من المسلمين إخوة لهم في بلاد عديدة لا ينعمون بما ينعم به من دفء الأسرة ورعاية الوالدين ليتذكروهم بالدعاء عند الإفطار.
14- استعدادات: ادع أبنائك للتعاون في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، للقيام بحملة تنظيف وتزيين للمنزل استعدادا لاستقبال عيد الفطر.
15- ملابس العيد: احرص على اصطحاب أبنائك في بعض الجولات إلى السوق لشراء ملابس العيد وبعض الهدايا، فهذه فرحة الصائم ومكافئة الله لعباده بعد الصيام والقيام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نِعْمَ العَبْد

الحمد لله ألهم عباده شكره وذكره ، وصلاة وسلاما على مصطفاه من خلقه ، وصحابته من بعده ، وتابعيهم إلى يوم لقاءه ، وبعد :
أيام وساعات ، شهور وأوقات تتصرم وتنقضي وتنتهي ، لتحل لحظة إهلال شهر كريم ، تتلهف الأفئدة شوقا لبلوغه ، وتسيل الدموع فرحا بلقائه ، يا الله ! كم لهذا الشهر من مكانة ومهابة في قلوب المسلمين .
تأمل يارعاك الله ، كيف تنسال ثياب الخشية على الأرواح ، وتتدفق معاني التوبة والإنابة على القلب .
كلنا عبيد لله ، لا غاية ولا مقصد من خلقنا إلا لعبادته.
رمضان ، مضمار السباق إلى الله ، وميدان التحدي لمن يستحق أن يمدحه ربه ويثني عليه بما أثنى على نبيه سليمان عليه السلام " نعم العبد " .
أيها العبد المؤمن ، جولة خاطفة على محطات العبادة في هذا الشهر الكريم .
ارمق ببصركِ وشاهد المساجد كيف تزدحم بالمصلين وتسعد باستقبالهم زرافات ووحدانا ، ترى من بينهم من لم تطأ قدمه المسجد فرضا ولا نفلا ، ولسان حاله "آيبون تائبون عابدون ولربنا حامدون " .
حدق ناظريك في كثافة الإقبال قراءة وتدبرا على كتاب ربهم ، بعد مسيرة أشهر من هجره ، وأيام صرفت في غير قرائته ، وأوقات لم تتعطر بتلاوته . 
لكنهم علموا أن القلوب لن تلين إلا بقراءته وأن نصرهم وعزهم وتوفيقهم وشفائهم وهدايتهم فيما بين دفتيه وفِي سطوره وآياته . 
ثم انتقل إلى مشهد العطاء والبذل ، فهذه يد الباذلين ، تفيض سخاء على كل ملهوف ، كأنها المطر إذا انهمر لا تخشى عوزا ولا فقرا .
وكأنه يتمثل قول الشافعي رحمه الله : 
وأفضل الناس بين الورى رجل // تقضى على يده للناس حاجات 
الباذل في رمضان لا يبحث إلا عن محتاج ليعينه ، أو مكروب ليفرج عنه، أو مدين ليقضي عنه دينه ، أو معسر لييسر عليه أمره ، إنها نفس المؤمن التواقة لكل خير مشتاقة .
تلفت جانبك وانظر إلى تلك الأرواح التي ائتلفت وأبت على نفسها في شهر كريم ، قطيعة أو عداوة ، ولسان حالها :
الناس داء ودواء الناس قربهم // وفي اعتزالهم قطع المودات
أيها العبد الأواب ، إن رمت مشهدا لجمال شهرنا ،فول وجهك وأرع سمعكـ لمزامير القرّاء في ليالي الشهر الكريم ، فبعد فرح الصائم بفطره ، يكون للمتهجدين بالليل فرح بلقاء ربهم .
لقاء المصلين في التراويح لن تجد فيه إلا عبرات تنهمر من سماع كلام الرحمن ، وأجساد تقشعر من عظيم آيات المنان ،( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) حينها لامشاعر توصف إلا حسرة وندامة على ليالي ظلماء مظلمة مرت بِنَا ، لم نصل فيها ركعة ، ولم نبك فيها على آية .
ثم تحين ساعة اللجوء والإقبال على الله ، تلك اليدين المرفوعة لا تريد سوى الكريم ، الغني ، الرزاق ، الذي إن أعطى أجزل ، وإن أكرم أفاض ، وإن رزق أتاك رزقه وخيره من حيث لا تحتسب .
هي غنيمة الصائم التي إن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، لا مقابل ولا أجرة ولا ثمن حتى تستأذن ربك لسؤاله ، فبابه مفتوح ، وعطاءه لا يحصيه أحد .
إنها ساعات شهر عظيم ، مهرها أن تطوع نفسك لما يرضيه ، فقد انقضت اختبارات الدنيا وها نحن أمام اختبار إيماني للفوز بالسباق إليه فالجائزة مغفرة من الله ورحمة ، وتكون في زمرة من مدحهم الله بقوله " نعم العبد إنه أواب "، فأي كرامة بعد هذه الكرامة . 
فاللهم تقبل من عبادك ، وأسعد قلوبهم برضاك ،،
والله الهادي إلى سواء السبيل ، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العاملين .


كيف تبدع فى رمضان

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة 183 }
فى كل ليلة 
لله فى رمضان كل ليلة عتقاء من النار , ألح عليه كثيرا بطلب العتق والنجاة لعلك تكون أحدهم . 
روى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة في سننه والطبراني في الكبير عن أبي أمامة وجابر- رضي الله عنهما – وصححه الألباني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة. قال الشيخ الألباني: حسن صحيح.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
لملم 
فى كل ليلة من رمضان إجتهد أن تلملم كل ما بعثرته فى حق نفسك وحق العباد فقد لا يأتيك رمضان القادم .
حقوق العباد مع العباد :.
فإن المرء يحاسب عليها إلا أن يتوب منها ويتنازل عنها صاحب الحق، قال صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال:إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يوفي الذي عليه أخذ من سيئات صاحبه ثم طرحت عليه ثم طرح في النار" رواه الترمذي، قال حسن صحيح.
حق النفس :.
قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) 
أعظم حق على نفسك أن تقيها عذاب النار .
فرصة 
صومك رمضان إيمانا وإحتسابا يمحو ذنوبك فلا تضيع الفرصة واعقد النية وجددها فالفرصة الثمينة كنز كبير قد لا يتكرر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه] ( رواه البخاري ومسلم) .
وهل هناك فضائل فى الصوم أفضل من مغفرة الذنوب وتكفير السيئات .
وعنه أيضاً رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) .
أحلامك 
اقترب كل ليلة فى رمضان من أحلامك وثق أنه ليس بعيدا على ربك أن يحققها لك قبل أن تقوم من مقامك وقبل أن ينقضى شهرك ,, واعلم أن حسن ظنك بربك نعيم ليس كمثله نعيم وسكينة ليس كمثلها سكينة بل أن حسن الظن بالله هو أنشودة كل سعيد .
سُلّم صعود و حافة هاوية 
كن فى رمضان سُلّم صعود نحو كل شىء إيجابى فى شخصيتك , نمّيه وزده جمالا ورقيا و كذلك كن حافة هاوية 
عميقة تُسقط فيها كل خلق سلبى فيك , احصر عيوبك جيدا وتخلص منها واحصر ايجابياتك جيدا وارعها وطوّرها 
بلا بصمات 
فى رمضان تُفتح أبواب السماء بدون بصمات بدون واسطات ولا أرقام مشفرة سريه وبدون وقت معين , فى رمضان أنت البصمة وأنت الرقم السرى وأنت الشفرة وأنت نقطة البداية لكل خير ,, المهم ألا تبرح الأبواب واطرقها فى كل الأوقات , اطرقها عند السحور وارفع لله يديك , عند الفطور وارفع لله يديك , عند الأذان وارفع لله يديك .
فتش و ارتق 
فى رمضان تأكد كل يوم أنك فعلا فى رمضان وأن هناك فرق واضح وأنك لست فى أيام عادية , فتّش جيدا عن نفسك فيه وارتق الى ربك وعانق مصحفك … لو وجدت نفسك فى رمضان بحال مثل نفس حال الأيام السابقه له فماذا استفدت إذاً . ؟
مفاتيح القرب 
مفاتيح القرب من الله فى رمضان كثيرة لا تعد ولا تحصى , سدّد وقارب وعدّد وكرر ولاتترك مفتاحا يضيع منك واسأل ربك العون و التوفيق على الطاعه و القبول فما خاب من كان الله مفتاحه فى رمضان وغير رمضان .
إذا استقام معك الخير 
إذا استقام معك طريق الخير فى رمضان فاعلم أنك موفق من الله , المهم استمر فى الخير و لا تنقض غزلك بعد انقضاءه ولا تكن كتلك التى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .
عقيدتك فى رمضان 
فتّش عن عقيدتك فى رمضان وصححها من كل خلل , فلربما يكون فيها شيئا من تشويش أو خطأ دون أن تدرى , فمثلا يجب أن تؤمن إيمانا يقينا و تعتقد اعتقادا جازما أن الله هو الذى قدّر كل شىء بقدر وأنه وحده من جعل الرزق بيده وأنه وحده من يملك مفاتيح الفرج ومن كتب لك السعادة أو قدّر لك غيرها وأنه لا يوجد أحد بيده سعادتك ولا صحتك ولا عافيتك ولا حياتك ولا مماتك إلا الله وحده لا شريك له .
استعن بربك وتحصّن من السارقين 
استعن بالله فى رمضان على كل مايلهيك , فالوقت فيه قصير والفرصة الغالية قد لا تتكرر ولا تُعوّض . 
إن لم يزداد حسك الإيمانى وسمت روحك عندك فى رمضان عمقاً و فهما وأداءً ، إن لم لم تصفوا نفسك عن قبل وتغدو أسرع استجابةً لأحكام دينك وتصحيح إعوجاجك ، وأشد نفوراً من دواعي الخلل والانحراف.
إن لم تكن هكذا فى رمضان فمتى ستكون ؟
قال سبحانه: "يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون"سورة البقرة/الآية183.
حين تصوم بمفهوم وتصوّر الإيمان والإحتساب ,, إيماناً واحتساباً ,, ثق أنك ستتذوق بالفعل حلاوة التقوى , فالشهر الكريم مدرسة للصبر والتزود من خشية الله والمنافسة في الخيرات . 
اجعل رمضان مركز إنطلاق نحو مراجعة نفسك وتصويب سلوكك وترويح قلبك وتقويم العوج الذى طالك .
تعرّف على الله 
تعرّف على الله بحق فى رمضان هذا العام وعرّض نفسك لنفحاته كل وقت فالنفحات سرعان ماتنقضى وتزول والموفق الملهم من يتعرض للنفحه فى وقتها ولا يؤجلها أو يفرّط فيها . 
تعرّف على عيوبك 
تعرّف على عيوبك فى رمضان وعاهد روحك على التخلص منها وكن شجاعا فى ذلك فأنت المستفيد أولا وأنت الأكثر ربحا بخلاصك منها .
استغفار وتوبة 
تُبْ الى الله فى رمضان واندم على تفريطك فى حق الله وحق نفسك وحق العباد واجبر خاطر من كسرته و تأسف واعتذر لمن جرحته أو أهنته وتأسف لنفسك واجبر خاطرها فهى أحق بجبرك وإحسانك لها وبها .
إجمع الشتات 
إجمع شتات قلبك فى رمضان ولملم ما بعثرته من قلوب الغير وتأكّد أن جبرك لقلب كسرته أو أهملته هو من أهم أعمال القرب إلى الله .
الإرتقاء الحق 
إن لم ترتق فى رمضان بالقرآن ومع القرآن فمتى يكون الإرتقاء ؟ 
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا" . رواه أحمد. 
وروى الطبراني في المعجم الكبير عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ" 
الماحِلُ: المجادلُ لصاحبه لما يتبع ما فيه.
ازرع و ا مسح 
رمضان لونه أبيض أنصع من البياض نفسه , ازرع كل مساحات قلبك البيضاء فى رمضان و امسح كل أرض بور مازالت تتواجد فى داخله , فرمضان ساحاته كلها بيضاء .
إفسد كل محاولة 
إفسد كل محاولة تحاول أن تفسد عليك رمضان أو تسرقه منك , أهّل نفسك لذلك واستعن بربك تنجو وتفوز بالشهر الكريم , حصّن نفسك من اللصوص وأنت بهم أدرى وأعلم .
باقات الزهور 
ضع باقات زهور على عتبات باب قلبك وباب روحك وباب فكرك وباب صفحاتك فى أول يوم برمضان و أضف عليها كل يوم باقات جديدة وهنيئا لك بالبستان الكبير الجميل فى نهاية الشهر .
أخيرا ..
قدّر لرمضان حق قدره , واغتنم أيامه ولياليه عسى أن يكرمك الله برضوان , عسى أن يغفر لك وييسر أمرك عسى أن يكتبك من السعداء في الدنيا والآخرة،.
جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام , وصل الله وسلم على سيدنا محمد خير من صلى وقام وصام .

من أبواب الرحمة في رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أعظم خصائص شهر رمضان أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين ) رواه مسلم .
أبواب جمع باب ، ومعناه أن الرحمة في رمضان لها أبواب متعددة نذكر بعضا منها :
أما أعظم أبواب الرحمة في رمضان فهو باب الصيام ، فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام ، فقد فرض الله صوم رمضان في كتابه العزيز فقال جل وعلا : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
و بشر نبيه صلى الله عليه وسلم الصائمين فقال يروي عن ربه عز وجل في الحديث القدسي ( قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه) متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
ومن هنا فإن المسلم إذا صام يستشعر أنه يؤدي عبادة من أجل العبادات وقربة من خير القربات وفريضة من أعظم الفرائض .
ثم من أبواب الرحمة في رمضان باب القيام : قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه ، فالقيام في رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها رسول الله , صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله, ورغّب فيها.
وقيام رمضان شامل للصلاة, في أوله وآخره, والتراويح من قيام رمضان, ففي السنن وغيرها عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته ) ، فينبغي الحرص عليها, والاعتناء بها, رغبة في الخير وطلباً للأجر, فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف, ليحصل له أجر قيام ليلة .
من أبواب الرحمة في رمضان باب القرآن الذي أنزل في شهر رمضان ، يقول الله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )
فهنا يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور ، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ، وقوله : ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله ( هدى ) لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه ( وبينات ) أي : ودلائل وحجج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهُدى المنافي للضلال ، والرشد المخالف للغي ، ومفرقا بين الحق والباطل ، والحلال ، والحرام ، ولذا حري بالمسلم في رمضان في شهر القرآن أن يحرص على تلاوة القرآن وتعاهده وتدبره ومدارسته ، روى الإمام البخاري رحمه الله : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة )
ومن أبواب الرحمة في رمضان باب الدعاء:
والمتأمل لآيات الصيام التي جاءات في سورة البقرة ، جاء في ثناياها الآية التالية : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فاستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة 186.
ولذا قال أهل التفسير : وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء حال الصيام ، ويتأكد ذلك عند الفطر لجملة أحاديث في ذلك يقوي بعضها بعضاً ، وقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول إذا أفطر : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي .
وإذ كنا نتحدث عن الدعاء في رمضان فإن وقت السحر والذي هو مظنة استيقاظ الناس للسحور هو وقت مبارك يشرع فيه الدعاء والتقرب إلى رب الأرض والسماء ، قال صلى الله عليه وسلم: ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) متفق عليه . 
ومن أبواب الرحمة أيضاً في رمضان باب السحور ، وهو كلُّ طعام أو شراب يتغذَّى به آخر الليل من أراد الصيام ، وهو سنة نبوية وعون للمسلم على الصيام وبركة من البركات، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه . 
ومن أبواب الرحمة في رمضان باب الصبر:
فرمضان شهر الصبر وفي رمضان يتربى المسلم على الصبر بتركه للطعام والشراب والشهوة الحلال نهارًا. ويتربى المسلم على الصبر في مجاهدته لنفسه في القيام في صلاتي التراويح والتهجد ، بل إن الصائم يسمو بنفسه وبصيامه ليصبر على من يخطئ عليه ففي الحديث الصحيح : (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) .
وإن من الصبر ومجاهدة النفس أيضاً في هذا الشهر الحرص على الصلاة في أوقاتها فلا عذر شرعي لمن يفرط في الصلوات وأوقاتها بحجة النوم والسهر .
ومن أبواب الرحمة في رمضان باب الصدقات:
فقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- جوادًا كريمًا وكان أجود ما يكون في رمضان أي: يزداد جوداً إلى جود، وكرماً إلى كرم، وعطاءً إلى عطاء، وسخاءً إلى سخاء ،كان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر . قال أهل العلم : الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره .
إن أبواب الرحمة في رمضان كثيرة  فأكثروا فيه – رحمكم الله – من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم ، بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام .

رمضان موسم للتنافس

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين -آمين 
جاءت نصوص تبين عظم وفضل وأجر التنافس في رمضان :
1- ففي فضائل شهر رمضان جاء عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم " صححه الألباني في صحيح النسائي ، وعند الترمذي وابن ماجه " وفتحت أبواب الجنة ولم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك في كل ليلة " وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
2- ومن فضائله ما جاء عند الطبراني عن عبادة مرفوعاً : " أتاكم رمضان ، شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فتنزل الرحمة ، وتحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ؛ فأروا الله من أنفسكم خيرا " رواه المنذري في الترغيب والترهيب ، وضعفه الألباني ، وذكره ابن رجب في اللطائف .
3- البشارة بقدوم الشهر : قال ابن رجب في لطائف المعارف :" وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ففي مسند الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، ... " ، وقال ابن رجب : قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران! .
4- الشهر مضمار للسباق في الخيرات : نقل ابن رجب عن بعض السلف : إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ؛ فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ...". أ . هــ ، وقيل: وما هي إلا أيام معدودات تصام تباعاً ، وتنقضي سراعا ...." ، فتيسر العمل الصالح وسهولة القيام به ، وبعد النفس عن المعصية ، واستجابة الدعاء ، والإعتاق من النار فرص معروضة لمن سارع إلى العمل الصالح ، فالله سبحانه يسر هذه الأمور لينظر إلينا هل تستغل هذه الفرص وهذه المنح .
عندما نسمع ونقرأ هذه النصوص ما مدى تأثيرها على نفوسنا عندما نستقبل رمضان .
 أعمال صالحة للتنافس :.
1-السواك:في كل وقت وحين ، وهو" مطهرة للفم ومرضاة للرب "رواه أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان وعلقه البخاري ، وقد أكثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه فيه حتى قال " أكثرت عليكم في السواك "رواه البخاري ، ويتأكد في مواضع: 
- عند الصلاة نافلة أو فريضة "مع كل صلاة " متفق عليه.
- عند الوضوء" عند كل وضوء "رواه مالك والشافعي وصححه الألباني ورواه البخاري معلقا في كتاب الصيام .
- عند دخول المنزل " إذا دخل بيته يبدأ بالسواك " رواه مسلم .
- عند القيام من النوم " إذا قام من النوم " متفق عليه.
- عند تغير رائحة الفم .
- عند الخروج من البيت إلى الصلاة ، وفيه حديث لا بأس به حسنه الألباني .
- عند قراءة القرآن" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي،قام الملك خلفه فيدنو منه حتى يضع فاه على فيه أو كلمة نحوها فطهروا أفواهكم للقرآن "وقال المنذري رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به.
فكم تفوت علينا من السنن اليومية إذا لم يكن السواك معك ؟! .
2- متابعة المؤذن في كل أذان : قال ابن القيم : وشرع لأمته عند الأذان خمسة أنواع – أي من السنة 
– أن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في الحيعلة فأبدلها بقول " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
– أن يقول " رضيت بالله رباً ..." وأخبر أن من قال ذلك " غفر له ذنبه " أثناء الأذان بعد الشهادة .
– أن يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن وهي الصلاة الإبراهيمية .
– أن يقول بعد الصلاة عليه " اللهم رب هذه الدعوة التامة ..." .
– أن يدعو لنفسه بعد ذلك –
فهذه خمسة سنن ، مجموعها في اليوم والليلة (25) سنة ، قال في جلاء الأفهام "لا يحافظ عليها إلا السابقون .." .
3-السنن الرواتب : وفضلها عظيم " بني له بيت في الجنة " رواه مسلم ، أربع قبل الظهر وبعدها ركعتان ، وبعد المغرب ركعتان ، وبعد العشاء ركعتان ، وركعتان قبل الفجر .
وقد ذكر ابن القيم أن من قرع الباب أربعين مرة في اليوم حري أن يفتح له الباب: فالفروض الخمس والسنن الرواتب وإحدى عشرة ركعة بعد العشاء: فهذه أربعين ركعة .
4- سنة الضحى : كما في حديث أبي هريرة وأبي الدرداء ، وهي تعدل (360) مفصلا .
5- الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين ، « مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ » قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ » رواه الترمذي وحسنه الألباني .
6- المحافظة على الأذكار : الصباحية والمسائية وعند النوم ، وكذا أذكار الدخول والخروج والنوم والركوب ، وكذا الدعوات المستجابة اليومية دعوة عند الفطر وعند السحر . 
7- المحافظة على تكبيرة الإحرام مع الإمام : " من صلى لله أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان من النار ومن النفاق " حسنه الألباني .
8- التيامن في الأشياء الفاضلة : " كان يعجبه التيامن في طهوره وفي تنعله وفي ترجله " في رواية " وسواكه " " وفي شانه كله " .وهنا في فائدة : ما دلت السنة على أنه يبدأ فيه باليمنى فيبدأ به باليمنى ، وما دلت السنة على أنه يبدأ فيه باليسرى فيبدأ باليسرى ، وما لم يرد فيه هذا ولا هذا ؛ فيبدأ فيه باليمنى لأنها الأصل في الإكرام ، قال العلماء : اليسرى تقدم في الأذى واليمنى فيما عداه .
9- اغتنام أوقات اجتماع الفرص في يوم واحد : ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" قال يوماً :من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر الصديق : أنا ، قال فمن اتبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : من أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ، قال أبو بكر ك أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما اجتمعن في رجل في يوم إلا دخل الجنة " ، ولهذا امتدح الله المؤمنين في سورتهم فقال تعالى (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) فسارع أبو بكر إلى الخيرات حتى سبقها .
وفي حديث أبي هريرة في شعب الإيمان وقد ضعفه بعض أهل العلم " من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضًا ، من شهد جنازة وتصدق بصدقة فقد أوجب " ، هذا والله أعلم .


رمضان شهر الدعاء

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فمن نعم الله تعالى على عباده أن أذن لهم بدعائه وسؤاله، ورغَّبهم فيه وحثَّهم عليه، ووعدهم بإجابة سؤالهم، وقضاء حوائجهم، وامتن على من فعل ذلك بالأجر العظيم والثواب الجزيل والسعادة في الدنيا والآخرة .
وفي هذه المقالة نقف وإياكم مع آية من كتاب الله العظيم، وهي قول الله تعالى :﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة:186].
يقول ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية:
" وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كل فطر ".
ويقول ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه زاد المسير عند تفسير هذه الآية:
" فصل:
إن قال قائل : هذه الآية تدل على أن الله تعالى يجيب أدعية الداعين وترى كثيرًا من الداعين لا يُستجاب لهم!
فالجواب:
أن أبا سعيد الخدري روى عن النبي ﷺ، أنه قال:
( ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم ؛ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال:
إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها ).
وجواب آخر:
وهو أن الدعاء تفتقر إجابته إلى شروط أصلها الطاعة لله، ومنها أكل الحلال، فإن أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء، ومنها حضور القلب، ففي بعض الحديث:( ولا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه ).
وجواب آخر:
وهو أن الداعي قد يعتقد المصلحة في إجابته إلى ما سأل، وقد لا تكون المصلحة في ذلك، فيجاب إلى مقصوده الأصلي، وهو: طلب المصلحة، وقد تكون المصلحة في التأخير أو في المنع ".ا.هـ.
ثمَّ اعلم - رحمني الله وإياك - أن الدعاء مفتاح لكل خير، ومن وُفِّق للدعاء فقد وُفِّق لخيرٍ عظيم، وللفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عبارة عميقة تحتاج إلى أن نستحضرها باستمرار حيث يقول:( إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ).
يقول ابن القيِّم - رحمه الله -:
" إذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجًا دونه ".
فإذا علمت هذا أيها المبارك فليكن همك أن تتحرى مواطن إجابة الدعاء، كما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل .
وفي شهر رمضان تفتَّح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، فإياك أن تغفل عن الدعاء فيه، وهو شهر الدعاء، فألحَّ على الله سبحانه وتعالى بالدعاء .
وتذكر أيها المبارك أن الله - جلَّ في علاه - أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، قال تعالى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ، وفي الحديث يقول ﷺ :
( ادعوا الله وأنتم [ موقنون بالإجابة ] ).
اليقين :
ألا يخطر ببالك قط أن الله تعالى يردك!
وتذكر رحمك الله أنك وأنت تدعو الله تعالى أنك في عبادة ؛ قال ﷺ :( الدعاء هو العبادة ).
وصية أخيرة :
احرص أيها المبارك على حفظ الأدعية الواردة في السنة النبوية الصحيحة، واحرص على جوامع الدعاء منها، وليكن لهجك بالدعاء بها، وسترى الخير العظيم إن شاء الله تعالى .
اللهمَّ وفقنا للدعاء وتقبل منا يا ذا الجلال والإكرام 

أثقل شيء في الميزان


أثقل شيء في الميزان حسن الخلق فإن الإحسان يستعبد الإنسان وإن كمال المروءات ملك الأحرار بالمعروف، وصاحب الخلق الحسن سلم منه المسلمون لساناً ويداً ومن حسن الخلق الإحسان للآخرين فلو أن المرء صحبة طائفتان إحداهما تحبه والأخرى تبغضه فأحسن إلى التي تبغضه وأساء إلى التي تحبه، ثم أصابته محنة وبليلة فاحتاج إليهما لكان أسرعهها إلى خذلانه، وأبعدها عن نصرته، والطائفة التي كانت تحبه لأنه أساء.

يا سادة إن حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم له خير من غناه عنهم مع بغضهم له، فكيف لو بذل المال والفعال وحسن المقال، طاهر من كل غل، ذلك هو القلب القريب قد تخلى عن الأهواء والشهوات، وتحلى بالحب والإيمان والطموح.
والنبي صلى الله عليه وسلم زكى رجلان من الأصحاب بأنه من أهل الجنة ثلاثاً فسر الصحابة الكرام –رضي الله عنهم- حاله فلم يجدوا كثير عمل غير أنه يبيت، وليس في قلبه غل على مسلم[ إلا من أتى الله بقلب سليم]، رزقنا الله قلوباً سليمة..أمين.
ورمضان يا كرام موسم من مواسم تخلية القلب من أدرانه وتحليته، بالإيمان، فهلموا إلى منهل عذب مورود لتزداد القلوب قرباً، بعضها من بعض.
فيحنوا الأب على أبناءه.
وتحنو الأم كذلك.
ويحنو الزوج على زوجته.
ويحنو الغني على الفقير.
ويحنو الكبير على اليتيم.
هلموا لنعيش الحب الصادق في حياتنا فإنما الحياة حب صادق.