السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-06-29

وداع نجم أفل لامعاً


وداع نجم أفل لامعاً
الخميس : 2018/06/28
تشييع جنازة الشيخ ابراهيم صويلح رحمه الله..
أظلم النّهار ورقّت صفحات القلوب جاثية كأنّها في صلاة حزن جفّت لها الحواس في معابد الطّبيعة وملئت بالدّموع ، بمعنى الحبّ الذي ودّعنا معانقا جسد التّراب كزهرة دفنها الغدير الصّافي في عروقه وراح ينفخ في كلّ دمعة ، في كلّ كلمة ، في كلّ صوت خانه الصّدى معنى من الحياة ، وصدرا من العاطفة ، وقلبا بحجم العالم تنتهي إليه النّفوس الموجوعة التي طردها الأسى والظّلم والألم.
إنّنا اليوم نقف مودّعين قمر الكلام ، ونجم الأمان ، وشهاب الفضيلة ، وشمس الحكمة ، وبدر الضّمير الذي أفل تاركا خلفه الحياة في يد الموت ، في حضن الغيوم الممزّقة ، في قلب الأيّام الخالية .
رجل كالفلك والنّجوم في أخلاقه ، لامع في طيبته ، كبير في عطائه ، صاف في تعاملاته ، قويّ في عطفه ، ضعيف في قوّته فخر مدينة رأس الوادي التي عايش فيها عن قرب ضعيفها وصغيرها ، قويّها وفقيرها ، رجل أخرجه الموت إلى التّاريخ بمقدار من الذّهب ، رجل أبكى صخور المدينة ، أسال دموع الأمكنة ، أفاض حزن الشّوارع والممرّات ، رجل انعكست خصاله في عيوننا المودّعة لندفنه فيها كالذّكرى الطيّبة التي لا يقتلها الموت تحت الأرض .
رجل احتشدت له جموع من كلّ حدب وصوب ، جاءت من بعيد وقريب لتلقي وداعها الأخير مشيّعة جثمانه بدموعها ، بأساها ، بألمها الذي انتزع كالقبر من الصّدر ، سعير يتلظّى في كلّ نفس رفعت دعاءها وتساقطت إلى الأرض شيئا فشيئا حتّى انتهت 
إنه الشيخ الفاضل الوقور ابراهيم صويلح رمز من رموز رأس الوادي ، رجل كرّس حياته في خدمة دين الله تعالى ، رجل سبق كرمه خطواته ، رجل كالمأوى الهادئ لمن أثقلته القيود والمخالب والأنياب . 
إنّ الأرض لحزينة ، وإنّ العيون لباكية ، وإنّ القلوب لمودّعة ، وإنّ النّفوس لراضية بقدره ، بغروب الشّعاع في ألحاظ النّظرة المحطّمة ويبقى مهما قلنا وبكينا كلّ لفظ كالقبر ، وكلّ معنى كالموت ، وكلّ فقد كالدّمع ، وكلّ حرف كلهب الصّمت . 
هكذا ودعت جموع المواطنين من رأس الوادي والمناطق المختلفة من الوطن شيخنا سيدى الحاج ابراهيم ، في جو جنائزي مهيب تركنا كالغرقى في أعماق اليم ، كالبقايا في فتات الزّجاج ، كالرّذاذ في نسمات البكاء الأليم 
رجل سكن القلوب والعقول والأفكار لا يقدر أحد على ردّ كلمة تخرج من صمته ،رجل سبقت أفعاله أقواله ، وتجاوزت حكمته قوّة الزّمن ، استطاع كثيرا أن يحل القضايا الشائكة بالمنطقة ، رجل أسهم في تعليم وتحفظ القرآن الكريم للكثير من الطلبة من مختلف ربوع الوطن بالمدرسة القرآنية لزاوية بلعيساوى 
ومهما أسعفتنا اللغة سيظلّ عصيا عليها ، على جيوش كلماتها ، على قوافل حروفها التي ستظلّ صغيرة أمام عطاء هذا الرّجل الكريم الذي أفنى عمره نفسا نفسا ، وقطرة قطرة في سبيل الإسلام وتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للأجيال دون أن يثبّطه حائل أو مرض أو تعب
هذه هي النفوس الكبيرة التي تعجز الأرض عن حملها ، ويعجز القلب عن تسليمها للنّسيان فرحمة الله تعالى عليك أيّها الفذّ الكريم .
بقلم عبد النور خبابة 
الخميس 28 جوان 2018 الساعة 23:30

تعزية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏

تعزية في :

وفاة أخي الحبيب الشيخ الإمام الداعية(عامر رقاقدة) وابنه غرقا مساء أمس السبت 23 جوان 2018 بالطارف في محاولة منه لإنقاذ فلذة كبده الوحيد من الذكور معاذ على الساعة 14:30
********************************************
قطف الموت عمره كالثّمرة اليافعة ليريق جرح الفجيعة ويتركنا معطّلين بين لوحات الحياة المؤلمة بأجفان جامدة تقف وقفة من أضاع غروبه في الشّمس . اختاره الموت نديّا كالزّهرة ، مغرّدا كالعصفور ليرحل في يقظة دون أن يغتاله الموت في حياتنا ، في ذاكرتنا التي جمعت بيننا ، في أفكاره التي تحوم كسراج يرافق وحدة الأيام .
رحلة صيفية انقلبت إلى وداع مبكّر فاضت به كؤوس الحياة حتى صارت مريرة فغادر الأب وهو يحاول إنقاذ ابنه من الغرق من وجد المحبة الذي تكسّر في لحظة قدر مكتوبة تأوّهت لها الرّوح والحقيقة والحياة .
ما تمنّى قبل موته غير لحظات فرح يقضيها مع من يحبّ فقضى الموت عليه قبل أن يقضي أوقاته الجميلة مع ابنه لتبقى اللّحظات كلّها فارغة من بعده .
أتذكّر ذاك اليوم الذي جمعني به أيام النادي الأدبي ببرج بوعريريج ليحطّ على قلبي كطائر يبحث عن الأمان ، وتوالت بعدها اللّقاءات المنبسطة كالصّفحة البيضاء أمامنا حتّى صار جسم اللّغة يتبع خطوات الحواس ويسارع إلى أجفان القصائد التي كان يلقيها تحت أطباق الحياة .
رحمك الله وابنك معاذا رحمة واسعة وأسكنكما فسيح جنانه أيها الصديق العزيز الذي سبقت أخلاقك خطواتك ، وابتسامتك حزنك ، وحلمك غضبك . سلواي فيك اني أحسبك من الشهداء فالغريق شهيد. 
*******************************************
آخر منشور كتبه دقائق قبل الغرق

هذه هي البداية هذا الموسم نحن على ضفة شاطئ بيرة بالشط ولاية الطارف رفقة الصديق المخلص الإمام المقتدر الرزقي كتفي مع تمنياتنا بصيف ممتع للجميع هذا مع العلم بأن السباحة في وادي وأنا في وادي آخر هههههههه. 
عبد النور خبابة

2018-06-16

خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1439هـ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏لحية‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏











خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1439هـ 
المسجد العتيق اولاد لعياضي عبد النور خبابة
الساعة 6:45
الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفَّاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تحصر، سبحانه له الحمد على نعمه التي تتكرر، وله الشكر على فضله وإحسانه وحق له أن يشكر. نشهد أنه الله لا إله إلا هو انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدور، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وزكى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر. الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي تترى، ألا وإن يومكم هذا يوم شريف، فضله الله وشرفه، وجعله عيدًا سعيدًا لأهل طاعته، يفيض عليهم فيه من جوده وكرمه، فاشكروه على إكمال عدة الصيام، واذكروه وكبروه على ما هداكم وحباكم من نعمة الإسلام، واعبدوه حق عبادته، واتقوه حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أفردوه بالعبادة، فإنه خلقكم لها قال سبحانه:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ واعرفوا ـ رحمكم الله ـ نعم الله عليكم وفضله في هذا اليوم السعيد، فإنه اليوم الذي يفيض الله فيه على المؤمنين سوابغ نعمائه، ويعمهم بواسع عطائه، ويشمُلهم بفضله وإحسانه، هذا يوم توّج الله به الصيام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام.قال ربنا جل وعلا:﴿وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ أمّة الإسلام: العيد استمرارٌ على العهد وتوثيق للميثاق. فيا من وفّى في رمضان على أحسن حال، لا تغير في شوال. ويا من أدرك العيد، عليك بشكر المنعِم والثّناء عليه، ولا تنقض غزلاً من بعد قوّة وعناء، ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ العيد بقاء على الخير وثبات على الجادة واستمرار في الطّريق، احذروا الرّكون إلى الدنيا وكفران النعم؛ فإنكم تعيشون نعمة الأمن والصحة والغنى في الوقت الذي يُتَخَطف الناس من حولكم في حروب طاحنة ومجاعات قاتلة وأمراض فتاكة ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ 
عباد الله: 
الصلاةَ، الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينَه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.أدوا زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم، حافظوا على أركان الإسلام، واعلموا أن الله أمركم ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والصبرِ عند فجائع الأيام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام. كونوا عباد الله إخواناً وعلى الحق أعوانًا، لا ظلم ولا عدوان، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقِره. لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى، عباد الله، اجتنبوا اللهو والغناء ، فإنه مزمار الشيطان ورقية الزنا، وهو الجالب للفساد وحاديه، والداعي للتحلل ومناديه . الله أكبر ، الله أكبر
أيها المسلمون: ليقم كل واحد منكم بحقوق إخوانه المسلمين عليه، ومن ذلك السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وأداء الأمانة ونشر المحبة والوئام وتحقيق التعاون على البر والتقوى، وأن يحب المرء المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، بعيدًا عن الأثرة والأنانية وحب الذات والحسد والحقد والبغضاء والغيبة والنميمة والشحناء.
ليقم كل واحد منكم ـ يا عباد الله ـ بحقوق الوالدين، فإن حقهما عظيم، قرنه الله سبحانه بحقه فقال سبحانه:﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا﴾ العيد فرصة طيبة لصلة الأرحام والأقارب احذروا القطيعة فإن شؤمها عظيم وضررها كبير، يحل بصاحبه العقاب العاجل﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ﴾.فهنيئًا لقريبٍ أعان على صلته بقبول العذر والصفح والعفو والتغاضي عن الهفوات والتغافل عن الزلات، إن أحسنَ فلا يمنّ، وإن أعطى فلا يضِنّ، لا يعرف السباب، ولا يُكثر العتاب، يتجنَّب المراء والجدال، ويحسن الأقوالَ والفعال، يشارك أقاربَه آلامهم وآمالهم، ويشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، مفتاحٌ لكل خير، مغلاق لكل شرّ، هذه ـ عباد الله ـ شمس العيد قد أشرقت، فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة، وقلوبكم بصفاء البهجة، ونفوسكم بالمودة والمحبة، جدّدوا أواصر الحب بين الأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء، والتعاون بين الناس جميعًا.في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة، ويتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، فيجتمعون بعد افتراق، ويتصافحون بعد انقباض، ويتصافَوْن بعد كدر، فتكون الصِّلات الاجتماعية أقوى ما تكون حبًا ووفاء وإخاء. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون:كم هو جميل أن تظهر أعياد الأمة بمظهر الواعي لأحوالها وقضاياها، فلا تحولُ بهجتُها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فئامٌ من أبنائها حيث يجب أن يكون الشعور بالإخاء قوياً ، فلا ننسى فلسطين ولا ليبيا ولا اليمن ولا مصر ولا تونس ولا سوريا ولا أراضيَ في المسلمين أخرى حلت بها الفتن فساد فيها القتل والتخريب والتشريد ،لا بد أن نتذكر هؤلاء في عيدنا.
أيها المسلمون: إن تنتصر هذه الأمّة على نفسها وأهوائها، وتطبق شريعة الله في جميع مناحي حياتها، ويستقم أفرادها على دين خالقها تنتصر على عدوها، وتعلُ كلمتها، وتُحرَسْ نعمتها، ويدُمْ عزّها، وتشتدّ قدرتها، وتزددْ قوتها، وإن لم تقمْ الأمة بذلك فهي على خطر أن ينالها وعيد الله في قوله جل وعلا ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم﴾ الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: أحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي له ديناً، يقول المصطفى عليه الصّلاة والسّلام:(من نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ايها المسلمون والمسلمات  ومع الانتشار الرهيب لوسائل التواصل والوسائط راقبوا ابناءكم ووجهوهم التوجيه الصحيح السليم في التعامل معها وكونوا منها وانتم على حذر فان ضررها عظيم لمن لم يحسن استخدامها راقبوا الله واستحضروا معيته واغرسوا في اولادكم حب الله وحب رسوله بالتربية الصحيحة . فمن راع يسترعيه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة .... كلكم راع ....
شباب الإسلام، أنتم أمل الأمة ورجال المستقبل، ولن تبنوا أمجادكم وتؤمّنوا مستقبلكم وتقوموا بحمل الأمانة تجاه دينكم وأمتكم وبلادكم إلا بالاستقامة على دين الله والتحلي بالصبر والمثابرة والأخلاق الكريمة والبعد عن الرذائل والفساد والانحراف، صونوا أنفسكم ـ يا عباد الله ـ عن الملهيات والمغريات، لا تغتروا ـ أيها الشباب ـ بشبابكم وصحتكم، فالموت لا يفرق بين صغير وكبير ولا غني وفقير، تفطنوا لمخططات أعدائكم تجاهكم، وكونوا منها على حذرٍ وحيطة
فاتقوا الله، وطهروا قلوبكم من الرذائل والأدران، وأعمالكم من كل ما يتنافى مع السنة والقرآن، تحظوا بفرحة العيد الحقة والفوز النافع الذي ذكره الله بقوله: "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ" وقوله تعالى: "وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
إخوة الإسلام:حقّقوا التوحيد بأنواعه الثلاث توحيدا في الإلهية وتوحيدا في الربوبية وتوحيدا في الأسماء والصفات اجتنبوا الشرك والتنديد استحضروا قول ربكم جل وعلا:﴿ إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ﴾ احذروا السّحرة والمنجمين والكهنة والعرافين، عليكم بصدق الحديث والوفاء بالعهود وإنفاذ الوعود، فإن ذلك من الإيمان إياكم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، إياكم والربا؛ فإنه يمحق البركة ويدخل صاحبه النار، قال الله تعالى:﴿يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ﴾ احذروا الزنا فإنه عارٌ ونارٌ، وعذاب وذلة وصغار، قال الله تعالى:﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ إياكم والمسكرات والمخدرات، فإنها شرٌ ووبال، وندامة وخبال، وغضب لذي العزة والجلال. اجتنبوا قول الزور وشهادة الزور، والغيبة والنميمة، وقذف المحصنات؛ فإن الله حرم ذلك بالآيات البينات. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر... لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لاح برق وأرعد سحاب وأمطر، الله أكبر ما هلل المسلم وكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد أيها المسلمون: اعلموا أنه ليس السعيد من تزين وتجمل للعيد فلبس الجديد، ولا من خدمته الدنيا وأتته بما يريد، لكن السعيد من فاز بتقوى الله تعالى، وكتب له النجاة من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم والضريع، وشرابهم الحميم والصديد، وفاز بجنة الخلد التي لا يَنقُص نعيمُها ولا يَبيد. عباد الله: احذروا عدوكم إبليس نعوذ بالله منه،فإنه كان في رمضان مقهورًا، ويريد أن يأخذ منكم بثأره فيجعل الأعمال هباءً منثورًا، فداوموا على الطاعة واجعلوه دائمًا مدحورًا، واذكروا بأنكم تُدلفون وتساقون إلى آجال معدودة وأعمال محدودة، عما قليل تنقلون من هذه الدار، إما إلى الجنة وإما إلى النار.وتفكروا فيمن صلى معكم في سنين خلت وأيام مضت في هذا المكان من الأقرباء والمعارف والخلان، كيف اخترمتهم المنايا، وأتاهم أمر الله، فإن ما نزل بهم ملاقيكم، وستذوقون طعم الموت وتتجرعون منه البلايا، فأحسنوا العمل، وأقصروا الأمل، تنجوا من عذاب عظيم، وتفوزوا بالنعيم المقيم.

أخواتي المسلمات :اتقين الله عزّ وجلّ في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف،كنَّ من الصالحات القانتات، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهًا بالكافرات وتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة يا فتاة الإسلام تخلّقي بأخلاق الإسلام، واحذري التبرّج والسّفور﴿وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ﴾ احذري الميوعة والانحلال، تمسكي بتعاليم ربك من عفة وحشمة وكرامة، ألا فاتّقين الله أيّتها الأخوات، وكنّ خير خلف لخير سلف من نساء المؤمنين، واحذرن التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الأجانب والتقصيرَ في أداء أمانة الرّعاية في البيت على الأولاد والزوج؛ فإن مسؤليتكن عظيمة، وتأثيركن في البيت أعظم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. يا معاشر الأخوات الكريمات، اتقين الله في صلاتكن وزكاتكن لاتؤخرنها عن وقتها ، يا نساء المسلمين، أمانة كبيرة تلك التي حملتِن إياها في تربيتكِن لبناتكن في دينهن وأخلاقهن وحشمتهن وسترهن وحسن تعاملهن مع أزوجهن .أعاد الله عليَّ وعليكم من بركات هذا العيد، وجعلنا في القيامة من الآمنين، وحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، عليه الصلاة والسلام من رب العالمين.

حفل تكريم حفظة القرآن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏‏‏

الخميس 29 رمضان 1439 ه 
المسجد العتيق اولاد لعياضي الدشرة
بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والجمعية الوطنية للشباب الحزائري المثقف
المسجد العتيق أولاد لعياضي برج الغدير يرتدي فجر المحبة مستقبلا معانقا من أغمضوا قلوبهم بابتسامة ترتدي ثوبا ناصعا كالثّلج لتذيب به ظلمة الحيرة في خيال من نور صنعته الأرواح التي لا يعجزها حدّ أو مدى .
أرواح جاءت لتتوسّد السّكينة ، لتجمع بين الأغصان المورقة أزهار المعرفة قبل أن تغمض عيونها ، إنّها لمحطّة كالقمر الفضيّ تبرق كخزائن الذّهب مغالبة الآمال والمطامع وتباريح الغفلة التي تجرح زفرات الأنفاس السّائرة نحو ملذات الحياة في مجاري الضّلوع .
إنّ لصوت الوداع طعم مرّ ، ولحرارة الحبّ هدوء حلو ، كيف لا ونحن اليوم نعايش انفلات الأيام العظيمة ، نغالب عن جوع اللّذات الإيمانية ، فنخرج من ضمائرنا النّائمة كقطرات الصّبح الباردة لنعود إلى حقائقنا ، إلى صدورنا التي اعشوشب فيها الظّلام وسكن أشجارها وهواءها وأرضها التي تضمحلّ كالظّل والغبار في مداد ما نفعله ونقوله ونتمنّاه .
يسرّ قلبي أن يضع محبّته على يدكم ، ويلقي بكلماته على مسامع قلوبكم ، ويبتهل بدعواته الظّمآنة على أبواب أرواحكم فرحا لإقبالكم كالسّرب الآمن على هذه الفعاليات الرّمضانية و ما ألقته سواعد تخطّ على الصّعاب بماء اليقظة لتوصل أفكارها ، وتبعث بتيّار آمالها في زبد اليأس ، وزفير البعد ، وسواحل القنوط الذي يظلّ في بقايا ما نكتب ونعيش.
تعجزني الكلمات ولا تخرج بين أضلعي إلاّ عصيّة لضآلة ما تحمل من عبارات الشّكر والامتنان لهذا الجمهور الحاضر الذي لولاه لما كان للمكان مكان ، ولا كان للكلمات كلام ، ولا كان للصوت مخارج ، ولا للرّمح المنطلقة تصويب . فله كلّ المحبة المقدّسة التي لن تقوى على ردّه القوّات ، ولا الأشياء ، ولا الحواجز الجارية كالغيوم فوق خطّ الحياة التي تجمعنا في أيّامها.
أودّ بداية أن أضع ضوء كلماتي على من قاد بكلماته الفصيحة ، ولغته الرّصينة ، صوته الذي كان يلاعب الألفاظ بمهارة فائقة لينقلنا بين العبارة والعبارة دون أن يفتكّ الملل انتباهنا ، فكان خير منشّط جمع بين اللّغة والإنسان ، بين الكتب والحياة ، بين الصّوت والمعنى لتكون الرّحلة بقيادته آمنة هادئة ماتعة . 
البداية كانت من نفحات القرآن الكريم ، نسمات من تلاوة طيّبة تشحذ النّفوس ، وتعلي الهمم ، وتقيم الأرواح وتضيئها لترى الفرح منبسطا بين آيات الذّكر الحكيم مستجدين الحكمة والصّحوة في شوارعنا المظلمة بصوت الشيخ سمير سعيداني حفظه الله .
ليعقبها مباشرة صوت كالصّباح ، وفكر يشبه الحريّة ، يدعو إلى اللّطف والتّجلّد سابح في موائد الحياة ليقدّم لنا مداخلة عطرة كحديقة عابقة للسيد الحاج مكاري مفتش الشؤون الدينية بدل الدكتور هشام سبع معتذرين له ولجمهوره الكريم عن هذا التّغيير الطّارئ لظروف غلبت التّخطيط والتّقدير ، كما أثني على كلمة السيّد المفتش التي كانت كالزّهرة المثقلة بالرّحيق ، شاكرا حضوره بالرغم من ارتباطه بموعد آخر إلاّ أنّه أبى إلاّ أن يرتحل بنا إلى ضفاف المعنى ، وعمق المبنى لنرتوي من كأس أفكاره التي شاركناه نخبها عن محبة ليأخذنا إلى رحلة إليه ، إلى أغصانه المورقة ، إلى حدود مفاهيمه الطافية فوق سطور الوضوح .
وقد تمّ تكريم حفظة القرآن الكريم بالمدرسة القرآنية فئة 60 حزبا وعددهم 5 طلبة ، فئة 30 حزبا ، فئة 20 حزبا 29 طالب ، فئة من 10/ 19 ، وجميع الفئات ليصل العدد الى اكثر من 115 طالبا ولله الحمد والمنة ، وقد كانوا كالنّجوم الصّغيرة التي تتلألأ باكرا بفضل حناجرهم الواعدة ، وقلوبهم الغضّة التي ملأها القرآن نورا وضياء 
و قد عرّجنا بعدها إلى جوّ المسابقات الفكرية التي جمعت بين مساجد البلدية ليتمّ على إثرها بالتّنسيق مع الجمعية الوطنية للشباب الجزائري المثقف تكريم المسجد الفائز في المسابقة وهو مسجد بلال بن رباح ، ومنح شهادات شرفية لبقية المساجد التي شاركت دون أن يحالفها حظّ الفوز ، لكنّ الظّفر الأكبر في نظري هو التّعرف على هذه الوجوه والإحتكاك بها ، والتّطلع إلى آمالها شاكرا لهم تلك الرّوح المتوقدة التي لامستها عن قرب في حرارة تفاعلهم الكبير .
، كما كرمت الجمعية كل المساجد التي شرّفتنا بتفاعلها القيّم الذي نثر الألفة والمحبة والإخاء كما أشكرها بدوري على تكريمها لي بمعية رئيس الجمعية ومفتش الشؤون الدينية ، كما كرمت المؤذن ومعلمي القرآن بالمسجد وبعض الأشخاص المساهمين الذين فرشوا أرواحهم كرما وتواضعا ، وسأبقى عاجزا عن ردّ هذا العناق الذي حظيت به وأنا منهم ، من أولئك الذين يريد الفرح سلب قلبه شكرا .
و في الأخير أوجّه شكري الخالص لكلّ الحاضرين الذين لبّوا الدّعوة بصدر يحاكي زهور العطايا شكر خاص للعزيز طكوك سكحال.

عبد النور خبابة

2018-06-05

ذات لقاء جميل


الأحد 03 جوان 2018م
الساعة 17:30
مكتبة البلدية 
مع الأخ العزيز يوسف عماري رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العناصر 
إنّه الإيمان العميق بالحياة من يشكّل تفاصيل ملامحه ، ويرسل ألفاظ تواضعه بين الصّمت والصّوت والنّظرة . رجل تربّى في مكامن الطّيبة ومطارح الأخلاق فكانت سيرته كالمسك تسبق خطواته لتبقى بعدها عالقة في ذهن من يعرفونه وتتغلغل ما استطاعت أفعاله الكريمة كالظّلال وتنشقّ بين ممرّات الرّوح محدتة المفرّ الآمن لكلّ من يقصد أبواب قلبه الفتوحة على كلّ تفس دامعة .
إنّه الصّديق الذي لم يأكل الزّمن شهامته ولا وفاءه ولا مبادئه ، إنّه القائد والزّعيم والحكيم الذي قاد الكشافة الإسلامية فوج الرّجاء الذي طرح بقايا الآمال المحطّمة إلى مثواها الأخير ، وأنجب عن محبّة في زمن حزين جيلا لا يؤمن إلاّ بالأحلام .
إنّه الرّجل الذي لبّى ندائي رغم انشغالاته التي قيّدته خلف المكتب لوقت متأخّر لأراه كما أرى نقسي نقيّا ، ملبّيا ، كبيرا في تواضعه وكأنّ الوقت الطّويل الذي مرّ لم يمرّ على سحب إنسانيته الصّافية 
لك كلّ التّقدير والمحبّة والذكريات الطيبة التي لاتزال روحك تؤدّي مناسكها عن قناعة أخي العزيز. 
عبد النور خبابة

2018-06-03

من مآثر شهر القرآن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏لحية‏ و‏نظارة‏‏‏‏











خطبة الجمعة : من مآثر شهر القرآن 
المسجد العتيق اولاد لعياضي عبد النور خبابة
الحمدُ للهِ الذي اختصَّ شهرَ رمضانَ بفضيلةِ الصيامِ من بينِ سائرِ الشهور، وفتحَ فيه أبوابَ الجِنانِ لكلِّ مُوحِّدٍ شَكُور، وأغلقَ فيه أبوابَ النيرانِ وأعدَّها لكلِّ مُشرِكٍ كَفُورٍ، وسلْسَلَ فيه مَرَدَةَ الشياطينِ فكُلٌّ منهم مُسَلْسَلٌ مأسور، واستَعْبَدَ فيه خُلاصةً ارتضاهُم لخدمتهِ فنَصَبُوا الأقدامَ وأنصَبُوا الأبدانَ وهَجَرُوا التوانيَ والفُتور، ﴿ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]، فسبحانَ من قَسَمَ عطاءَه بين عبادهِ فهذا مقبولٌ وهذا مردودٌ وهذا مجبورٌ وهذا مكسور، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له على رَغْمِ أنفِ كُلِّ مُشركٍ كفور، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أتقى مَن صلَّى وصامَ وتهجَّدَ وقامَ وامتثلَ المأمور، اللهمَّ صلِّ وسلِّم حبيبكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين هُم للاهتداءِ نجومٌ وللظُّلَمِ بُدور.أمّا بعد: فاتّقوا الله عبادَ الله، واعلموا أنّ الاستمساكَ بالتّقوى خير مطيّة ومنجاة، وبلوغُها لدى البرَرَة أفضل أمنية مرتجاة، هي زادُ الرّوح وقوت القلوب، وبها يستجلَب المرغوب ويؤمَن المرهوب وتستدفَع الخطوب، وهي خير ما يبلّغ لرضا علاّم الغيوب.أيّها المسلمون، في غمرةِ المادّيات وامتزاج الشّبهات بالشّهوات تُجِمّ النفوس في رحلتها إلى الله والدار الآخرة، ويعتَوِرها الفتور، وتتخلّلها الرتَابة والقصور، ولحكمةٍ بالغةٍ خصَّ الباري جلّت حكمته هذه الأمّة بمواسمَ للطاعات وأزمنةٍ للقربات وفرَص للخير سانحات، مَن اهتبلها وأمضى فيها راحلةَ جسدِه نال الفوزَ والسّعادة، بَلْه مرضاةَ ربّه وزيادَة، ومن تغافل عنها ولَهَا تصرَّم حبل يقينِه ووَهى، والنّاس في ذلك بين تقيٍّ مرحوم وشقيٍّ محروم.إخوةَ الإيمان، ومن أجلِّ هذه الأزمنةِ المباركة ما منّ الله جلّ وعلا عليكم ببلوغِه وموافاتِه وأنتم ترفُلون فِي ثيابٍ من الخيرِ ضافِية وحياةٍ آمنة صافية، إنّه شهر القرآن والفُرقان، شهرُ الصيام والقيام، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].ها أنتم أولاءِ تتضرّعون أريجَ أيّامه العاطرة وتُحيون لياليَه الزُّهرَ الغامرة، شهرٌ مبارك أغرّ، هو روضة بالخيرِ عناء، ومورِد بالبرّ والهدى معطاء، ومشعَل بالمكرُمات والهبات لألاء. في رمضان قلوبٌ أنِست بجنب الرّحيم الغفّار، وألسنةٌ لهجت بالتّوبة والدعاء والحمد والاستغفار، نفوسٌ سعِدت بالتّلاوة والتسبيح وتألّقت بالتهجُّد والتراويح، دأبُها الخضوع والخشوع، ومقلٌ أسهدَها التّفريط فأرسلت أحرَّ الدّموع، كلُّ ذلك طاعةً لله وابتغاءً لمراضيه، ولَكَم يُغبَط الموفَّقون على تذوّقهم حلاوةَ الطّاعة في رمضانَ وغيره، وتحليقِهم بجناحَي الرّغبة والرّهبة في كلّ أوقاتهم وحالاتهم، ولن يقدرَ قدرَ هذا الشّهر المبارك ويدرِك أسرارَه إلا من أنار الله بصيرتَه وأيقظَ حسَّه وزكّى نفسه، فيا لله هل يستقلّ بوصفِ هذا الضيفِ الكريم المبارك أفصحُ لسان أو يترجِم عن أفضالِه وخيراته أساطينُ البيان؟! كلاّ.معاشرَ المسلمين، إنّ شهر رمضان ليمثِّل جامعةً شمّاء للخير والبرّ ومدرسةً فيحاء للحِلم والصّبر ومنارةً قعسَاء للإيمانِ والتّقوى، وسُلّمًا لتآلف الأمّة وتعاطفِها وتماسكِها واتّحادها، يزكّي الأرواحَ ويحدوها إلى بلادِ الأفراح، ويسُلّ سخائمَ النّفوس وأمراض القلوب، ويربّي الإراداتِ الواهنةَ على الحَزم والتّصميم، وذلك بالتحرّر من الشّهوات والانعتاق من الاسترسال في الرّغبات والملذّات، وتلك هي الحكمة العظيمةُ من تذييل آيةِ الصوم بالومضة الرائعة من وَمضَات الأسلوبِ القرآنيّ البديع في قولِه سبحانَه: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، أي أنّ ثمرةَ جوع البطون وظمَأ الهواجر هي التّقوى، وكفى بها عُروةً وثقى.أيّها الإخوة الصّائمون، وممّا ينِدّ فيه الفهمُ لدى بعض الصّائمين هداهم الله ـ وهو يخالِف حكمةَ الصّوم ويجافِي أصلَ مشروعيّته ـ قصورُ فهمِهم لهذه الشعيرةِ العظيمة وحصرُها في الإمساكِ عن الطّعام والشراب والمفطِّرات الحسّيّة، مسترسِلين في اقتراف الآثام، سائمِين جوارحَهم في مراتِع الغيبة والنّميمة والبغيِ والبهتان والشائعاتِ والأراجيف والذنوب والعِصيان، ومن كان هذا شأنَه في أوقات أحوجَ ما تكون النفوس فيها إلى التّزكية الروحيّة والتصفية النفسيّة والتزوّد إلى الدّار الآخرة فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابه، كما صحّ بذلك الخير عن سيّد البشر عليه الصلاة والسّلام عند البخاريّ وغيره.معاشرَ الصائمين، ها هي العشرُ الأُوَل من رمضان قد تصرَّمت، وعشره الثانيةُ عشرُ المغفرة قد ازدَلفت لساحتِنا وتشوّفت، وفئامٌ من أبناءِ الأمّة لا يزالون في غفلتِهم سادرين، وعن الخيراتِ والقرُبات محجِمين غيرَ مبادرين، بل إنّ الشهرَ ـ يا عبادَ الله ـ أوشك أن ينتصِف، وكثير من الناس من نفسِه لم ينتصِف.إنّ النفس لتأسى وتلتاع حين تَرى أقوامًا لا سيّما من الشّباب والفتياتِ يقطِّعون النهارَ بالنّوم ملءَ الأجفان والأحداق، ويبدِّدون اللّيالي بذرعِ الطّرقات والأسواق، مطلقين الأبصارَ والأسماعَ فيما حرّم الله. عجبًا لهؤلاء، أينَ آثار الصومُ الظاهرة والباطنة؟! أين دور الرّقابة الأسريّة والرعاية الأبوية؟! أما آن للقلوبِ الغافلة أن تلينَ في شهر القرآن ولزواجر القرآن؟! أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16]، وَيْكأنَّ غُثائية الأمّةِ قد استمرَؤوا مخازيَ بعض الفضائيّات وسعارها وصغارها في شهر البطولات والعفّةِ والعزّة والكرامات، فلم يبالوا بذلك باله، ويحَهم إن لم يتوبوا إلى الله ويؤوبوا إلى فقهِ حِكَم الصّيام ولذّة المناجاة في التهجّد والقيام، لمُتبَّرٌ ما هم فيه من فكرٍ منهزِم وسلوكٍ منخرم، والله المستعان.فيا بغاةَ الخير هَلمّوا وأقبِلوا، ويا بغاةَ الشرّ كفّوا وأقصِروا، لا بدَّ وقد تفاقمتِ الشرور جرّاء العولمةِ والانفتاح مِن العناية بالثّوابت والتمسّك بالأصول وإعزازِ جانبِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو طوق النّجاة وصمام الأمان لما يرهَق المجتمعاتِ من قَتَرة وأحزان.أمّةَ القرآن، ومِن مآثر هذا الشّهر الغفيرة ذلكم الارتباط الوثيقُ بين رمضانَ والقرآن؛ حيث انبثق نور القرآن في ليلةٍ من ليالي هذا الشهر الكريم، رفيعةِ الذّكر عظيمة القدر، هي خيرٌ من ألف شهر. في هذه الليلة السَّنية اتّصل نور السماء بالأرض وأُنزِل القرآن المعجزةُ الخالدة على قلبِ محمّد قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [المائدة:15]، لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ [الأنبياء:10] أي: فخرُكم وشرفكم، كيف لا وهو الملاذ عند الفِتن والمنقِذ من المصائب والمِحَن؟! لقد أحيَى الله بهذا القرآن مواتَ الأمم، وأنقذَ عقائدَها وأخلاقَها من مهاوي العَدم، حرَّر العقل الإنسانيَّ من قيود الأوهام، وأطلقه باحثًا بنورِ العلمِ في الأكوان، سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53].فلا عَجَب ـ عبادَ الله ـ أن تألّقت أرقى مدنيّة عرفتها الإنسانيّة وأروع حضارةٍ عرفها التاريخ، حضارةِ العدل والفضائل والصّدق والسلامِ وأعلى المكارم، والتي لن تتحقّق لأرقى الأمم حضارةً وثقافة إلاّ إذا اقتبست من أصوله وسارت على شعاعِ هديه ونوره. ولئن جال الغيور بالنّظر في أحوالِ المسلمين اليومَ وما لفّها من التنازع والاختلافِ والتردِّي في سراديب الذّلَّة والضّعف والمهانة لعلم يقينًا أنّ مردَّ ذلك كلّه إلى هجر القرآن ونبذِ العمل بأحكامه وآدابه والتّجافي عن التّحاكمِ والردِّ إليه.فاتّقوا الله يا أمّة القرآن، وتواردوا على كتاب ربّكم شعوبًا ودوَلاً، شبابًا وشِيبًا، رجالاً ونساءً، علماءَ وعامّة، تلاوة وتدبّرًا، تعلّمًا وتفقُّهًا، عملاً وتخلّقًا، ملتمِسين فيه الشّفاءَ لأدوائكم والكبحَ لأهوائكم، واقفين على مواطنِ الهداية التي اهتدى وسعِد بها أسلافكم، ويومئِذ تستعيدون مجدَكم الغابرَ التّليد وعزَّكم المشرِق العتيد، وتستردّون بإذن الله قدسَكم الفقيدة وأراضيَكم السليبة، خرّج الإمام مسلم في صحيحه أنّ رسولَ الله قال: ((إنّ الله يرفع بهذا الكتابِ أقوامًا ويضَع به آخرين) ولهذا ضربَ السلف الصّالح رحمهم الله أروعَ النماذج في العناية بالقرآن في شهرِ القرآن وختمِه كثيرًا فيه، يقول الإمام الزهري رحمه الله: "إذا دخَل رمضان إنّما هو شهر تلاوةِ القرآن وإطعامِ الطعام"، ولمّا دخل رمضان ترك الإمام مالكٌ رحمه الله مجالسَ الحديث والفقه، وأقبل على القرآن. ألا ما أحوجَ الخلفَ للسّير على منهج السلف ليتحقّق لهم صلاح الحال والمآل.
الخطبة الثانية: أمّة الصيامِ والقيام، ونعطِف بكم ـ يا رعاكم الله ـ إلى التّذكير بيومٍ أغرَّ من أيّام هذه الأمّة الخوالِد، تحقّق فيه نصرٌ مؤزَّر وفتح مبين، غيّر وجهَ التأريخ وغدا غرّةً في جبين أمّة الإسلام وبطولاتها، إنّه يوم الفرقان الذي فرّق الله فيه بين الحقّ والباطل، يومَ التقى الجمعان: جمع التّوحيد والإيمان وجمع الكفر والأوثان، في السابعَ عشَر من رمضان، فانتصَر المسلمون في غزوة بدرٍ الكبرى وهم قلّة، وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران:123] على جيش الكفر العرَمرَم، فكان في هذه الغزوةِ التأريخية من مواقعَ للعِبَر ومكامِن للعظات للمدّكر ما يجِب أن نستلهمَه ونستبصرَه، سيّما وقد أحدقت بنا الفتنُ وادلهمّت وتسوّرتنا المِحَن وعمَّت، ونجَمت لوثاتٌ فكريَّة مارقةٌ عن المِلّة والجمَاعة، وما تداعَى على أمَّتنا من شُذّاذ الآفاقِ وضِئضِئيهم في خرقٍ سافر للعهود والمواثيق، يترجِم عن ذلك بجلاء صلفُهم السّافر على ثرى فلسطينَ المجاهِدة تقتيلاً وتشريدًا، وهم بذلك يقدِّمون للعالَم بأسره رسالةً مسطّرة بأحرفٍ سوداء كالِحة ومِدادٍ قاتِمة أنّهم أربابُ الإرهابِ الدّوليَ بلا منازع وأعداءُ السّلام العالميّ، أمّة الإسلام، مِن مواقفِ التأمّل والاعتبار في أُولى مواقفِ العزّة والانتصار أنّ شهر رمضان شهرُ الجدّ والمصابرة والفتوحاتِ والمثابَرة، وقوّةُ الإيمان وصحّة المعتَقد فوقَ العَدَد والعُدد، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:249]. ومِن ذلك أنّ نصرَ الله لا يُستجلَب إلاّ بنصرةِ دينِه، إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].


عرض مزيد من التفاعلات

أنا أكثر منه !!!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏


أنا أكثر منه !!!!
﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾
من أسباب الابتلاء إعجاب المرء بماله، وولده، وبيته، وثيابه، وسائر شؤونه.
وهو من آفات هذا العصر، وله آثار سيئة في حياة الناس، واقرأ قصة صاحب الجنتين الذي قال بزهو وإعجاب: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]. فكانت نتيجته مفزعة مروعة! قال تعالى: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ... ﴾ [الكهف: 42].
إنه رجل غافل، وآية غفلته أنه قال عن جنته: ﴿ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾.
ولكن الله خيب ظنه، فأصيبت جنته بعارض سماوي فأهلكها!
لقد كانت عقوبته معجلة، وكان هذا الهلاك بقانون استثنائي عادل في تحقيق العدالة اﻹلهية.
لماذا؟ لأنه كفر نعمة الله سبحانه، ولم يؤد شكرها، ولو أنه كان مؤمنا، ونسب النعمة للمنعم، واستمع لنصح الناصحين، لما تعرض لهذه العقوبة القاسية، واستمع إلى اﻵيات التي نزلت فيه، على لسان صاحبه المؤمن:
﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَىٰ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [سورة الكهف 39 - 42].
إن هذه الكلمة الطيبة المباركة: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ نافعة في كبح زهو الإنسان، وتقال عند الإعجاب باﻷشياء مهما تعددت صوره، وتنوعت مصادره.
كما أن قولها بصدق مانع من تأثيرات الحسد، وحافظ من أعين الحاسدين بإذن الله تعالى.
وقد نقل ابن كثير في تفسيره عن بعض السلف أنه قال: "من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده فليقل: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾. وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة.
وقد جاء في مسند أبي يعلى الموصلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ فيرى فيه آفة دون الموت". وكان يتأول هذه الآية".

همسة إلى كلّ طفل يغيّر ببراءته وجه العالم الكئيب


بمناسبة عيد الطفولة :
همسة إلى كلّ طفل يغيّر ببراءته وجه العالم الكئيب
بمناسبة عيد الطّفولة أهديكم هذه الباقة من كلمات الرّوح
لا شيء أبرأ للقلب كابتسامة طفل يقايض حزنك بفرح ، إنّهم الأطفال الحفّارون المهندسون الأكفاء الذين يصنعون لك أجمل حياة تخلع عندك صخور الحزن ، وتقتلع دموع الأسى بلا مقابل . ونحتار أيّما حيرة كيف لهذه المخلوقات الصّغيرة أن تهدم اللّغة ، والحواس ، والأصوات لتصل إلى زواياك العميقة دون جهد . فتدرك في نظراتها ، في مرحها ، في جوّ السّعادة الذي تخلقة حولك أنّها تستطيع أن تفهمك في كلّ حالاتك ، ومهما منحنا على شفاه هؤلاء الصّغار ابتسامة اكتفاء إلاّ وضاعفوا لك العطاء وقابلوك بعناق أكبر من ضلوعهم ، أكبر من أفكارهم ، أكبر من عالمهم النقيّ الذي لا يظلم فيه أحد.
ولهذا أجدني عاجزا عن منحهم شيئا في عيدهم لأنّهم هم العيد ذاته الذي يملأ حياتنا سعادة كلّ يوم .
وشكر خاص لروضة دنيا الاطفال ببرج بوعريريج على اشراكي معهم ودعوتي لحضور حفل ختام الموسم الدراسي وذلك يوم الخميس 31 ماي 2019م. 

التصفيات النهائية لمسابقة بلال لأحسن أذان

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏قبعة‏‏‏

جمعية جزائر الخير المكتب الولائي برج بوعريريج:
التصفيات النهائية لمسابقة بلال لأحسن أذان 
السبت 17 رمضان 1439هـ / 02 جوان 2018م 
مسجد مصطفى الأمين (حي محموش) بعد صلاة الظهر.

لا يزال الابتسام يفيض نقاوة في جوّ تنافسيّ يتدفّق بأصوات نديّة يفيض بها أصحابها كما تفيض الينابيع الحكيمة بآمالها ، بنفحات النّسيم التي تمزجها جمعية جزائر الخير ككلّ مرّة مثل صباح جديد يصنعنا ليلقي صلاته وسلامه ، وحسنه ، ونداءه الصّارخ للرّوح ، للقلوب المتعطّشة لبديع الأدب والإيمان و مصارعة الفكر ، .وانتزاع القوّة من الضياع .
إنّه اليوم الختامي الذي أشعل المنصّة بأصوات المتسابقين الذين تنافسوا ليصنعوا لوحة إيمانية ضامرة في الحسن والقوّة تحت سقف مسجد المصطفى الأمين الذي احتضن هذه المسابقة بكلّ حبّ ومحبّة غمرنا بها القائمون على هذا المسجد فالشكر لهم ولمديرية الشؤون الدينية والأوقاف على تهيئة الفضاء والتعاون ، كما أشكر جمعية جزائر الخير على جمال ما تصنعه دوما من مناظر إنسانية صافية ، كما أشكر المتنافسين الذين لبّوا نداء التّميّز ، والإبداع ، والتّآلف مع تمنّياتنا بالتّوفيق للجميع في الطبعة القادمة بحول الله تعالى .
وقد اعتلى مشرق الضّحى ، ومنصّة التّتويج بعد تعب ، وجدّ ، وإصرار ، وعزيمة كبيرة في التّألّق وإثبات هذا اللّقب عن جدارة واستحقاق ومحبّة رشيد فرحاوي الذي تحصّل على جائزة قيّمة متمثلة في عمرة ، كما أثني على بقية المتنافسين الذين أجادوا في امتاع أسماعنا بألفاظ الآذان شاكرا لجنة التحكيم ممثلة في : 
الدكتور حامدي شريف زين العابدي 
الدكتور فاتح عرابة 
الأستاذ رمزي علاق
الأستاذ عبد النور خبابة 
والتي حرصت كلّ الحرص على إنجاح هذا الملتقى الطيّب الذي كان بمثابة البيت الذي جمعنا كإخوة . كما الشكر موصول لكل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة الحاضرة معنا دوما . 
وقد كانت نتائج هذه المنافسة الطيبة لأحسن أذان كالآتي :
1 - رشيد فرجاوي بمعدل : 19 ,25
2 - عادل بن دريميع : 17,83
3- الربيع خلدون : 17,70
4- عبد الكريم بوقجوطة : 17,60
5- عقبة طويل :17,55
6 - فريد قرعيش : 17,05
7-صلاح الدين لطيفي :16,95
8- رشيد بن نومي : 16,85
9- محمد بسة : 15,85
10- نبيل عليش : 15,25
عبد النور خبابة