السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-06-16

حفل تكريم حفظة القرآن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏‏‏

الخميس 29 رمضان 1439 ه 
المسجد العتيق اولاد لعياضي الدشرة
بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والجمعية الوطنية للشباب الحزائري المثقف
المسجد العتيق أولاد لعياضي برج الغدير يرتدي فجر المحبة مستقبلا معانقا من أغمضوا قلوبهم بابتسامة ترتدي ثوبا ناصعا كالثّلج لتذيب به ظلمة الحيرة في خيال من نور صنعته الأرواح التي لا يعجزها حدّ أو مدى .
أرواح جاءت لتتوسّد السّكينة ، لتجمع بين الأغصان المورقة أزهار المعرفة قبل أن تغمض عيونها ، إنّها لمحطّة كالقمر الفضيّ تبرق كخزائن الذّهب مغالبة الآمال والمطامع وتباريح الغفلة التي تجرح زفرات الأنفاس السّائرة نحو ملذات الحياة في مجاري الضّلوع .
إنّ لصوت الوداع طعم مرّ ، ولحرارة الحبّ هدوء حلو ، كيف لا ونحن اليوم نعايش انفلات الأيام العظيمة ، نغالب عن جوع اللّذات الإيمانية ، فنخرج من ضمائرنا النّائمة كقطرات الصّبح الباردة لنعود إلى حقائقنا ، إلى صدورنا التي اعشوشب فيها الظّلام وسكن أشجارها وهواءها وأرضها التي تضمحلّ كالظّل والغبار في مداد ما نفعله ونقوله ونتمنّاه .
يسرّ قلبي أن يضع محبّته على يدكم ، ويلقي بكلماته على مسامع قلوبكم ، ويبتهل بدعواته الظّمآنة على أبواب أرواحكم فرحا لإقبالكم كالسّرب الآمن على هذه الفعاليات الرّمضانية و ما ألقته سواعد تخطّ على الصّعاب بماء اليقظة لتوصل أفكارها ، وتبعث بتيّار آمالها في زبد اليأس ، وزفير البعد ، وسواحل القنوط الذي يظلّ في بقايا ما نكتب ونعيش.
تعجزني الكلمات ولا تخرج بين أضلعي إلاّ عصيّة لضآلة ما تحمل من عبارات الشّكر والامتنان لهذا الجمهور الحاضر الذي لولاه لما كان للمكان مكان ، ولا كان للكلمات كلام ، ولا كان للصوت مخارج ، ولا للرّمح المنطلقة تصويب . فله كلّ المحبة المقدّسة التي لن تقوى على ردّه القوّات ، ولا الأشياء ، ولا الحواجز الجارية كالغيوم فوق خطّ الحياة التي تجمعنا في أيّامها.
أودّ بداية أن أضع ضوء كلماتي على من قاد بكلماته الفصيحة ، ولغته الرّصينة ، صوته الذي كان يلاعب الألفاظ بمهارة فائقة لينقلنا بين العبارة والعبارة دون أن يفتكّ الملل انتباهنا ، فكان خير منشّط جمع بين اللّغة والإنسان ، بين الكتب والحياة ، بين الصّوت والمعنى لتكون الرّحلة بقيادته آمنة هادئة ماتعة . 
البداية كانت من نفحات القرآن الكريم ، نسمات من تلاوة طيّبة تشحذ النّفوس ، وتعلي الهمم ، وتقيم الأرواح وتضيئها لترى الفرح منبسطا بين آيات الذّكر الحكيم مستجدين الحكمة والصّحوة في شوارعنا المظلمة بصوت الشيخ سمير سعيداني حفظه الله .
ليعقبها مباشرة صوت كالصّباح ، وفكر يشبه الحريّة ، يدعو إلى اللّطف والتّجلّد سابح في موائد الحياة ليقدّم لنا مداخلة عطرة كحديقة عابقة للسيد الحاج مكاري مفتش الشؤون الدينية بدل الدكتور هشام سبع معتذرين له ولجمهوره الكريم عن هذا التّغيير الطّارئ لظروف غلبت التّخطيط والتّقدير ، كما أثني على كلمة السيّد المفتش التي كانت كالزّهرة المثقلة بالرّحيق ، شاكرا حضوره بالرغم من ارتباطه بموعد آخر إلاّ أنّه أبى إلاّ أن يرتحل بنا إلى ضفاف المعنى ، وعمق المبنى لنرتوي من كأس أفكاره التي شاركناه نخبها عن محبة ليأخذنا إلى رحلة إليه ، إلى أغصانه المورقة ، إلى حدود مفاهيمه الطافية فوق سطور الوضوح .
وقد تمّ تكريم حفظة القرآن الكريم بالمدرسة القرآنية فئة 60 حزبا وعددهم 5 طلبة ، فئة 30 حزبا ، فئة 20 حزبا 29 طالب ، فئة من 10/ 19 ، وجميع الفئات ليصل العدد الى اكثر من 115 طالبا ولله الحمد والمنة ، وقد كانوا كالنّجوم الصّغيرة التي تتلألأ باكرا بفضل حناجرهم الواعدة ، وقلوبهم الغضّة التي ملأها القرآن نورا وضياء 
و قد عرّجنا بعدها إلى جوّ المسابقات الفكرية التي جمعت بين مساجد البلدية ليتمّ على إثرها بالتّنسيق مع الجمعية الوطنية للشباب الجزائري المثقف تكريم المسجد الفائز في المسابقة وهو مسجد بلال بن رباح ، ومنح شهادات شرفية لبقية المساجد التي شاركت دون أن يحالفها حظّ الفوز ، لكنّ الظّفر الأكبر في نظري هو التّعرف على هذه الوجوه والإحتكاك بها ، والتّطلع إلى آمالها شاكرا لهم تلك الرّوح المتوقدة التي لامستها عن قرب في حرارة تفاعلهم الكبير .
، كما كرمت الجمعية كل المساجد التي شرّفتنا بتفاعلها القيّم الذي نثر الألفة والمحبة والإخاء كما أشكرها بدوري على تكريمها لي بمعية رئيس الجمعية ومفتش الشؤون الدينية ، كما كرمت المؤذن ومعلمي القرآن بالمسجد وبعض الأشخاص المساهمين الذين فرشوا أرواحهم كرما وتواضعا ، وسأبقى عاجزا عن ردّ هذا العناق الذي حظيت به وأنا منهم ، من أولئك الذين يريد الفرح سلب قلبه شكرا .
و في الأخير أوجّه شكري الخالص لكلّ الحاضرين الذين لبّوا الدّعوة بصدر يحاكي زهور العطايا شكر خاص للعزيز طكوك سكحال.

عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق