السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-01-30

صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس

صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس
رضا الله عز وجل 
إنّ من أجلّ الأهداف والغايات التي يرجوها العبد الصالح من ربه هي أن ينال رضوانه جلّ وعلا، فرضا الله سبحانه وتعالى على العبد يحقق له الخير والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تظهر آثار رضا الله سبحانه وتعالى عن العبد بركة ونماءً في ماله وولده، وتوفيقاً في حياته وسعيه، وثباتاً على كلمة الحق والتقوى، أما في الآخرة فتظهر آثار رضا الله سبحانه وتعالى عن العباد حينما يدخلهم الجنة حث يتنعمون فلا يبأسون، ويخلدون ولا يموتون، ويعطيهم الله رضوانه الأبدي حينما يقول لهم أحللت عليكم رضواني فلن أسخط أبداً. رضا الله ومحبة الناس لا شك أنّ الإنسان الذي يسعى لنيل رضا الله عز وجل يحبه الناس بسبب ملازمته لطريق البر والخير الذي ينفع الناس، وبسبب اتصافه بالأخلاق الحسنة، والقيم النبيلة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، كما أن الله عز وجل إذا رضي عن عبده وأحبه وضع له القبول والمحبة في الأرض حيث يستشعر قرب الناس منه، ومحبتهم له، وفي الحديث الشريف (إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إن اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إن اللهَ يحبُ فلانًا فأحبُّوه ، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ) [صحيح]
صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس 
الإيمان، فالله جل وعلا يرضى عن الإنسان الذي يؤمن به إيماناً صادقاً خالياً من الشرك كبيره وصغيره. 
عمل الصالحات، فالإنسان الذي يحرص على العمل الصالح في حياته يحقق رضا الله عز وجل، كما أنّه يكسب محبة الناس الذين ينتفعون من عمله الصالح في الحياة . 
مخالقة الناس بالخلق الحسن الطيب، فالإنسان الذي يتحلى في حياته بالأخلاق الحسنة، ويعامل الناس معاملة طيبة فلا يسيء لأحد منهم بالقول أو الفعل ينال رضا الله ومحبة الناس. 
العفو والتسامح، فالإنسان الذي يريد رضا الله جل وعلا عليه أن يعفو ويصفح عمن أساء إليه من الناس؛ لأنّ خلق العفو والتسامح لا يكون إلا عند أصحاب العزيمة والفضل الذين يجاهدون أنفسهم ويكبحون رغبات الإنتقام الإنسانية لديهم ابتغاء رضوان الله، كما أنّهم بعفوهم وتسامحهم يستجلبون محبة الناس، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34].
 الصدق والوفاء بالعهود، فمن أجل الصفات التي تحقق رضا الله عن العباد صدق ألسنتهم، ووفائهم بالعهود والمواثيق التي يلتزمون بها في الحياة، لذلك ترى كل صادق من الناس محبوب بينهم؛ لأنّ الناس تأمن شره ولا تخشى تقلب طباعه

طرق تساعدك على التسامح والنسيان

مقال عن السعادة
التسامح والنسيان 
تعتبر الخيانة والغدر والإساءة من المواقف المؤلمة التي تواجه الإنسان بشكلٍ عام، وتؤدّي إلى إحساسه بالخيبة، والاكتئاب، والحزن، والحقد، إلا أنّ التسامح والغفران هما شرطان أساسيان لحسن الخلق، والتربية، والحبّ، والصلاح، فلا بدّ للإنسان أن ينقّي قلبه، ويجدّد ثقته بالآخرين، وذلك حتى يكسب الراحة والسعادة في الدنيا، والأجر في الآخرة. 
5 طرق تساعدك على النسيان 
أخذ العبرة من التجارب السابقة يجب على كل إنسان أن يعرف أنّ التجارب التي يمرّ فيها في حياته سواء كانت إيجابية أو سلبية ما هي إلا خبراتُ جديدة يكتسبها ويتعلم منها ليكبر وتتطوّر شخصيته، لذلك لا بدّ أن يتسامح مع الآخرين ويحاول أن ينسى الإساءة، وذلك من خلال التركيز على الجانب الطيب في القلب، وعلى العاطفة، وتجنّب مشاعر الحقد السلبية. 
البحث عن السعادة 
السعادة هي قرار، يستطيع الإنسان تحقيقها إذا أراد، وذلك من خلال البحث في داخله، والتفكير بإيجابيةٍ وصفاء، إذ يجب البحث عن الصفات الإيجابية الموجودة في الأشخاص المحيطين، بدلاً عن الصفات السلبية، وتذكّر كافة الأعمال الجيدة التي قاموا بها، فذلك من شأنه أن يسهّل من قدرة الشخص على المسامحة والتجاوز عن الأخطاء.
 الإحساس بالخطأ والاعتذار 
من الممكن أن يشعر الإنسان بتأنيب الضمير، وعدم القدرة على مسامحة نفسه في حالة قام بأذية الآخرين، وسيشعر بحالةٍ من الحرج، وعدم الراحة عند رؤية من آذاه، ولتخطّي هذه المشكلة فعلى الإنسان أن يعود نفسه على الاعتذار، وطلب السماح من الآخرين. 
تعويد النفس على السماح 
يجب على الإنسان أن يتجنّب الغضب والعصبية والأفكار السلبية، ويبدأ في النسيان وتصغير الأمور، إذ يشار إلى أن هذه الخطوة قد تكون صعبة، وستحتاج إلى وقتٍ طويلٍ، إلا أنّها مفيدةٌ جداً. من الممكن تعويد النفس على المسامحة من خلال التحدث معها بصوتٍ عالٍ، إذ إنّ سماع الكلمات الإيجابية له تأثيرٌ فعال وعظيم على مشاعر الإنسان وأحاسيسه. 
الحفاظ على التركيز 
يجب على الإنسان أن يكون قوياً، وذا موقفٍ ثابت لا يتأثر بمشاعر الآخرين وردود أفعالهم، إذ إن بعض الأشخاص يقابلون الحقد بالحقد، والصراخ بالصراخ، والغضب بالغضب، وهذا شيء خاطىء، فمن الضروري التحلّي بالهدوء، والتركيز على مشاعر الحبّ، والأمل، والصفح، والتذكر دائماً أنّ المسامحة، ونسيان الخطأ هما السبيل إلى السعادة.

أهمية الأخلاق في المجتمع

أهمية الأخلاق في المجتمع
لا شكّ بأنّ الأخلاق هي سمة المُجتمعات الرّاقية المُتحضّرة، فأينما وُجِدَت الأخلاق فثمّة الحضارة والرّقي والتّقدم، ولما أرسل الله تعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- جعل من مَهمّات دعوته وصميم رسالته أن يُتمّ الأخلاق ويُكمّلها، فالأخلاق موجودة راسخةٌ برسوخ الأمم ونشوئها قبل النبوّة والبعثة، غير أنّها كانت ناقصةً مسلوبة الروح والمضمون، فجاءت الشّريعة الإسلاميّة لتُكمّلها وتُلبسها لباساً يُجمّلها ويَجعلها في أحسن صورة، والأخلاق الحسنة هي حالة إنسانيّة سلوكيّة يسعى كثيرٌ من النّاس الباحثين عن الكمال للوصول إليها وإدراكها، والأخلاق ترفع درجة الإنسان في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، فالنّاس يُحبّون صاحب الأخلاق الحسنة الحميدة ويتقرّبون إليه ويتمنّون صحبته وصداقته، وهي كذلك ترفع درجة المُؤمن عند ربّه جلّ وعلا، بل وتجعله من أقرب النّاس مَجلساً إلى رسول الله يوم القيامة، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).
[١] مفهوم الأخلاق 
الأخلاق هي المبادئُ والقواعدُ المُنظِّمةُ للسُّلوكِ الإنسانيّ، وقد دعا الإسلام إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والتَمثُّل بها، وحثّ على حفظها وصيانتها، وقد نفت الشريعة الإسلامية صفة الكمال العقائديّ والدينيّ عمّن يُخالف تلك الأخلاق ويُناقضها ولا يلتزم بها.
[٢] الأخلاق في اللغة 
الأخلاقُ جَمع خُلُق، وهو الطبع والسَّجية والدِّين، وتعني الأخلاق أيضاً حالٌ للنَّفْس رَاسِخَةٌ تَصدُرُ عنها أفْعالُ الخَير أو الشرٍّ مِن غير حاجةٍ إلى تُفكّر أو تمهّل، بل تصدر بناءً على ما يتلازم مع الطبع والعادة، وهي مجموعةُ من الصِّفاتِ البشريَّةِ والسُّلوكياتِ التي يمكن وصفها بالحُسنِ أو القُبْح.
[٣] الأخلاقُ اصطلاحاً يمكن تعريف الأخلاق بجملةٍ من التعريفات الاصطلاحيّة، وذلك بناءً على نظرة العلم الخاص بذلك التعريف للأخلاق، ومن تعريفاتها في اصطلاحات العلماء ما يأتي: الأخلاق في الاصطلاح الفلسفيّ: عرَّف بعض علماء الفلسفة كأَرسطو وأفلاطون وغيرهم أنّ الأخلاقَ هي: (القدرة على التّمييز بينَ الخيرِ والشَّر عند الأفراد)، ويمكن تعريفها أيضاً من المنظور الفلسفي بأنّها: (الفضيلة التي يَتغلَّبُ فيها الجانِبُ الإلهيُّ على جانِبِ الشهوات وتفضيل المحبوبات والمرغوبات)،
[٤] ويَرى بعض الفلاسفة أنَّه يمكن تعريف الأخلاق بأنّها: (القدرة على ضبط الشَّهَواتِ بالعَقلِ ومُمارسَة الفَضائِل والمكارم من الصفات وتمييز الحسن منها من القبيح).
[٤] الأخلاق في الاصطلاح الإسلاميِّ: يمكن تعريف الأخلاقُ في الاصطلاح الإسلاميّ أَنَّها: مَجموعَة من المبادئ والقَواعد التي يُحدِّدُها الوحيُ الذي يكون مصدره الله -سبحانه وتعالى- أو الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وتقوم تلك القواعد بتنظيمِ حياةِ النّاسِ جميعاً، وتوجيه سلوكياتهم على نحوٍ يُحقِّقُ الغايَةَ من وُجودِهم، ويمكن بها تمييزهم عن باقي البشر، ممّا يجعل حياتهم تسير وفق قواعد وأحكام الدين وضوابطه.
[٢]" وقد عرّفها الجَرجانيّ بأنَّها: (الطِّباعُ والسُّلوكاتُ التي تَصدُر بعفوية مطلقة عن الإنسانِ دون انتظار رأي أو تمهّل في اتّخاذ القرار للتصرّف بتلك السلوكيّات، وتعتَمدُ تلك السلوكيّات بشكلٍ خاصّ على ما يَرسخُ في النَّفْسِ مِن حُسْنٍ وقُبْحٍ، ويَنْعَكِسُ عَنها مِن غَيْر فِكرٍ وتدبُّرٍ ورَويَّة).
[٥] أخلاق المسلم 
هناك مجموعة من الأخلاق الحميدة التي حثّ عليها الإسلام ودعا لها في العديد من النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة، وقد كانت بعض تلك الأخلاق موجودةً في المُجتمعات قبل مجيء الإسلام، وقبل ذكر تلك الأخلاق من الوحي المُتمثّل بالقرآن أو السُنّة، ومِن أبرز تلك الأخلاق ما يأتي:
[٦] الأمانة: وتعني الأمانة حفظُ حقوقِ الناس وأداؤها لأصحابها إذا حلَّ وقت أدائها، والأمانة خلقٌ اتَّصف به النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في الجاهليّة قبل الإسلام، بل إنّه -عليه الصّلاة والسّلام- كان أكثر الناس أمانةً في ذلك الوقت حتى لُقِّب بالأمين، وقد أَثنى الله تَعالى على الذين يتّصفون بالأمانة ويتخلّقون بها ويتحلّون بها، وذَكَرهم في كِتابِه العزيز في الكثير من المواضع وجَعَل الأمانة علامةً فارقةً تُشير إلى اكتمال الإيمانِ وصدقه، حيث قال -عليه الصّلاة والسّلام- في الصحيح: (آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان)،[٧] ونَقيضُ الأمانة الخيانةُ، وهي من علاماتِ النِّفاق. 
الحِلم: والحلم يعني الترَّفع عن مُبادلة النّاسِ الإساءةَ بالإساءَة، والتحلّي بالصَّبرِ على ما يجده منهم من سوء في القول أو الفعل، والحلم صفةٌ ربّانية لصيقةٌ بذات الله -جلّ وعلا-؛ حيث إنّ من أسمائه (الحليم)، ومن هنا وجب على كل مسلمٍ أن يتحلّى بالحلم في جميع أحواله في الشدّة والرّخاء ليكون مُسلماً بحق، وقد قال المُصطفى في تلك الخصلة لأحد الصحابة، واسمه الأشج بن عبد قيس،: (إنّ فيكَ خصلتينِ يحبهُما اللهُ: الحلمُ والأناةُ).
[٨] العِفَّة: وهيَ الانتهاء عن جميع المُحرَّماتِ واجتناب الاقتراب منها فضلاً عن الوقوع بشيءٍ منها، ويكون ذلك بالبعد عن مسالكها والطّرق المُؤدّية لها، وترويضُ النَّفسِ عن طلبِها. الحياء: الحياء خلقٌ حميدٌ دعا له الإسلام وحبّب فيه، وقد كان موجوداً قبل الإسلام، فجاء الإسلام ليُنظّم المقصود بالحياء وكيفيّته. والحياء يدعو إلى فعل كلّ ما هو حسن وترك كل ما كان شاذّاً مُستقذَراً، وهو من الصّفات التي يتميّز بها المُتّقون التي يُحبّها الله، فقد قال النبي -عليه الصّلاة والسّلام -: (الإيمانُ بِضعٌ وستونَ شُعبةً، والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ)،[٩] فالحياء لا يأتي إلا بالخير، وهو صفة من صفات الله -عزّ وجلّ-؛ لقول رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللَّهَ حييٌّ ستِّيرٌ يحبُّ الحياءَ والتَّستُّرَ ، فإذا اغتسلَ أحدُكُم فليستَتِر)،[١٠] وهو خلق اتَّصف به النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: فقد روى أبو سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشدَّ حَياءً منَ العَذراءِ في خِدرِها، فإذا رأى شيئًا يَكرَهُه عرَفناه في وجهِه).
[١١] أهميّة الأخلاق في المُجتمع المُسلم 
شمل الدِّينُ الإسلاميّ كافّة الأخلاقِ والمكارم الحميدة والخصال الطيّبة، وحثَّ عليها، وحبّب من التخلّق بها، وقد استُمِدّت تلك الفضائل والأخلاق من نصوص القرآن الصريحة وأحاديث السنة الصحيحة، ومن هنا تنبع أهميّتها، ولذلك فإن تلك الأخلاق تمتاز وتتّصف بمجموعة من الصّفات التي تجلعها أثبت من غيرها من الدّيانات والأعراف، وهي راسخةٌ ثابتةٌ بثبوت تلك المصادر، وأهمّ ما يُميّز تلك الأخلاق ما يأتي:
[٥] الخلود والاستمراريّة: فإن جميع الأخلاق الواردة في السُنّة والقرآن هي صفات خالدة باقية ما بقيت تلك النصوص، وحيث إنّ الله قد حفظ كتابه من التحريف والتّزييف، وحفظ سُنّة نبيه بحفظه، حيث هيّأ لها رجالاً نقّحوها ونقُّوها ممّا دخل فيها عبر السنين من الشّوائب، فإن تلك الأخلاق المُستمَدّة منها ستبقى خالدةً راسخةً. الصِّدقِ والدقّة: فإن منظومة الأخلاق الإسلاميّة، كما سبق الإشارة إليه، ربانيّة المصدر، وهي بذلك تتّصف بالصّدق والدقّة، حيث إنّ جميع ما جاء به ينطبق عليه هاتين الصفتين، وبما أنّ الأخلاق جزءٌ ممّا جاء به الوحي، فهما يتميّزان ويتّصفان بهاتين الصفتين اللّتين لا تنفكّان عنهما مُطلقاً، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
[١٢] الشُّمولِ والتَّكامُلِ: فإنّ الشريعة الإسلاميّة إنّما جاءت لتُصحِّح الأخلاق التي كانت سائدةً في المُجتمع الجاهليّ وتضبطها بضابط التديُّن، وتدعو وتجمع ما لم يكن موجوداً في تلك المرحلة، فكانت الأخلاق الإسلاميّة شاملةً مُتكاملةً، قال المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).
[١٣] التَّوافُقِ العَقليّ والفِطْريِّ: فإنّ جميع ما جاء في الشريعة من الأخلاق والفضائل إنّما جاء بحسب ما يُوافق العقل البشريّ والفطرة السّليمة، وهي تتناسب مع جميع الأمكنة والأزمنة، ولا تناقض العقل والمنطق والأعراف والعادات مُطلقاً. 
الأخلاق الإسلامية مرتبطة بالجانب العملي: فإن المنظومة الأخلاقِيّة في الإسلامِ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب العمليّ في حياة المُسلم، حيث إن جميع التكاليف قد دعت بمُفردها ومُجملها إلى مجموعة من القيم والأخلاق والآداب، فلا يكون تطبيق العبادة كاملاً ما لم يجرِ تطبيق ما دعت إليه من فضائل وأخلاق، يقول المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في الصحيح: (أَكمَلُ المؤمنينَ إيماناً أَحسَنُهم أَخلاقاً).[١٤]

2018-01-27

كيف تجد حلاوة الإيمان؟


تقرير عن حلاوة الايمان
يظل القلب كالشجرة المورقة ، مادام يسقيها الإيمان ، فيتعمق في الصدر وتمتد جذوره ، وهي حقيقية معنوية يجعلها الله في قلوب الصالحين من عباده ، وحلاوة الإيمان هي الاستلذاذ بالطاعات ، وتحمل المشاق والصعوبات ، من أجل رضى الله ورسوله ، ولا يقبل الدنيا على ضلك ، فيسعى إلى العمل الصالح طلباً للثواب في الآخرة ، مع إحسان طريقه في الدنيا وأخذ حقه منها. ومن ذاق طعم الايمان قال: "رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد عبده ورسوله"
والحفاظ على حلاوة الإيمان يكون بدوام المسلم على الطاعات ، وإكثاره من النوافل ، وترتيله للقرآن الكريم ، وسعيه الجاد لخدمة خلق الله فهي خدمة لله ، وإيثاره الآخرين على نفسه ، ومساعدة المحتاجين ، وإطعام المساكين ، والصيام بما يقدر عليه ، فإذا أطاع الله استحل النور بقلبه ، وصارت جنته في صدره ، فإذا مشي مشى مطمئناً ، وإذا مسته المصائب صبر غير جزوعاً ، فيقترب من الله ويخشع له ويتذلل ، فيشعر أنه الضعيف أمام الله الخالق العظيم ، فترتاح نفسه ، لأنه يعلم علم اليقين ، بأن الله وحده قادر ، والخلق ليسوا بقادرين..! فيبتعد عن لذات الدنيا وشهواتها ، ونعيمها الزائف ، ويطلب محبة الله ، ومحبته أهم صفات المؤمنين ، وكذلك محبة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم- ، فلا تعلو عليهما أي محبة ، لا في المال ولا في الأولاد فكلاهما زينة الحياة الدنيا ، والآخرة خير وأبقى ، وحب الله دليل الآخرة ، وهي مقدمة على محبة النفس والوالد والوالدة والناس أجمعين ، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
وهذه المحبة تستلزم الاستجابة لأمر الله ، والبعد عن نواهيه لقوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ، وهناك العديد من الأمور التي تحبب المسلم في الله ، وينال حلاوة الايمان في صدره : كأن يداوم على ذكر الله بالقول والعمل والقلب ، ويجالس الصادقين المحبين لله ، ويباعد بينه وبين ما يبعده عن الله تعالى ، وكي يكون العبد محباً لرسول الله تعالى ، يجب أن يكون الرسول قدوته في كل أمر ، ويتبعه بما قال وعمل وصدق ، و التخلق بأخلاقه والتأدب بأدبه ، ونصر سنته والعمل بها واتباعها ، والاطلاع على سيرته ، ومعرفة تاريخه وأخباره ، والدفاع عنه بالقول الحسن ، ودفع الأخرين لاتباع هديه. 
ومن الأمور التي تحلي الإيمان في الصدر : الابتعاد عن ذكر عيوب الناس ، وذكر محاسنهم ، والتماس العذر لهم عند وقوع الخطأ ، وعدم الغل والحقد والحسد لما أنعم الله على الأخرين ، والدعاء في ظهر الغيب ، والمبادرة بالتحية و السلام ، والسؤال عن الحال ، وتفقد الغائبينن والاستفسار عن مستجدات حياتهم ، وعيادة المريض منهم ، وتهنئتهم في المسرات و الأفراح ، ونصرتهم عند وقوع الظلم ، والدفاع عن حقوقهم ، والوقوف إلى جانبهم في السراء و الضراء ، فتحلو حياة العبد المؤمن المسلم ، فيكون خلوقاً طائعاً عابداً طاهراً نقياً ، ويفوز برضى الله ورسوله ، وتغرس بذرة حلاوة الإيمان في قلبه.
من ميّزات الإنسان أنّ لهُ روحاً ومشاعرَ قلبيّةٍ ترتفع بهِ إلى درجةٍ رفيعةٍ وعالية، إذا ما وظّفها في مكانها الصّحيح، وأجملُ ما في الأمر هو قُرب هذهِ القُلوب الرقيقة من الله تعالى وتذوّق الإيمان؛ فللإيمان بالله واليقين به حلاوةٌ لا يَعرفُ طعمها إلّا من ذاقها وعايشها، وهيَ نعمةٌ عظيمة، ومن حُرِمَ منها فقد فاتهُ خيرٌ عظيم. في هذا المقال سنتعرّف على كيفية إيجاد الإيمان وتذوّق حلاوته في قُلوبنا. 
طرق للوصول لحلاوة الإيمان 
الجأ إلى الله؛ لأنّه مصدر كُلّ خيرٍ، وآمن بهِ بقلبك، واجعل الإيمان واقعاً حيّاً على جوارحك وأركانك؛ لأنَّ الإيمان هوَ تصديقٌ بالجنان وهو القلب وقولٌ باللسان، ثُمَّ عملٌ بالجوارح والأركان، فلا يُعقل أنْ تكونَ مُؤمناً بالله ولا تُصلّي، أو لا تصوم وتُزكّي وغير ذلك. 
أكثِر من الطاعات وخُصوصاً الفرائض؛ فإنَّ سَبَبَ محبّة الله للعبد أنْ يلتزم العبد بما أمر بهِ، ثُمَّ إذا أرادَ العبد التدرُّجَ في المَحبّة الله عليهِ أنْ يُكثر من النَّوافل التي تَزيدُ من القُرب لله، فما زالَ العبد يتقرّب إلى الله بالنوافل حتّى يُحبّه الله ويكونُ لهُ سمعهُ الذي يَسمع به، وبصرهُ الذي يُبصر به، ويُعطيه إذا سأل وإذا استعاذ به، كما ورَد في الحديث القُدسيّ المعروف.
 التزم بمحبّةِ اللهِ ورسوله ومحبّة المؤمنين، وكذلك محبّة أنْ تكون مُسلماً لله بعيداً عن الكُفرِ وأهله؛ فهي سببٌ لأنْ تجد حلاوة الإيمان، كما قالَ رسولُ الله - صلّى اللله عليهِ وسلّم - في الحديث: (ثلاث من كنّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان؛ أنْ يكون اللهُ ورسولهُ أحبّ إليه مما سواهما، وأنْ يحبَ المرء لا يحبه إلّا لله، وأنْ يكرهَ أنْ يعود في الكفر كما يكرهُ أنْ يُقذف في النَّار). 
إذا أردتَ أن تَذوقَ حلاوةَ الإيمان فعليك بالرضا، والرضا هوَ قمّةُ اليقين والطمأنينة بالله؛ فأنت عندما ترضى بربّك جلّ جلاله إلهاً واحداً لا شريكَ له، وبنبيّه مُحمد - عليه أفضل الصلاة والتسليم - رسولاً من عنده، وبدينهِ الإسلام بكلّ شرائِعِهِ وما يحملُهُ من تعاليم؛ فهنا تكون قمّةُ الرضِّا والتَّسليم، وقد وردَ ذلكَ في الحديث الشريف الذي قالَ فيهِ رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم-: (ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا رسولا). تَجدُ حلاوة الإيمان حينما تُكثِرُ من العبادات السريّة التي تكون بمنأىً عن أعين النّاس؛ فمثلاً صدقةٌ تضعها في يدِ مُحتاج دون أنّ يراكَ أحد إلاّ الله هيَ سرٌّ للسعادة واللذة التي لا تُضاهى، وركعتان في جوفِ الّليل، وبكاءٌ من خشيةِ الله سرّاً، يترك أعظمَ الأثر في صدرك، وبه تجد حلاوة الإيمان.

كيفية مناجاة الله

كيفية مناجاة الله
تعرف المناجاة بأنها إخلاص الدعاء، والتقرب إلى الله، وبذل كل الهمة والجهد كي يتقبلها الله، ولا بد من الإشارة إلى أنها تعتبر أعلى درجةً من الدعاء، حيث يحتاج فيها العبد إلى الإخلاص في توجهه إلى الله، والابتعاد عن كل ما يوقع في قلبه الشك في قدرته على قبول الدعاء، إلا أنّ الكثير من الناس يجهلون كيفية مناجاة الله، الأمر الذي يدفعهم للبحث عن هذه الكيفية، وهذا ما سنعرفكم عليه في هذا المقال. 
كيفية مناجاة الله 
الخشوع، والتقرب من الله بقلبٍ خالٍ من الذنوب، وطاهرٍ من الخطايا. 
توحيد الله، وحمده، والثناء عليه. 
الثناء على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه، ويفضل أن يكون ذلك بذكر الصلاة الإبراهيمية التي تذكر حين التشهد في الصلاة.
 سؤال الله وطلب المغفرة والرحمة منه، والثقة بقدرته، وعدم ترك أي مجال للشك بالله وبقدرته على تغيير الحال، واستجابة الدعاء، لأن ذلك يفقده التلذذ في القرب من الله، فلا يشعر بعظمة الله، ولا بقدرته. 
تخيّر أي دعاء للنفس، وللوالدين، وللإخوة، والأخوات، ولجميع الناس. التوجّه إلى الله بشكلٍ مباشر، ودعائه بصفاته، وبكل ما يشعر بقربه، وبعظمته، وبقدرته. 
إدخال أسماء الله الحسنى المناسبة في مكانها وموضعها إلى كلمات الدعاء، وبما يتناسب معها. طلب قبول الدعاء، واستجابته، والتذلل إلى الله بذلك. 
ختم الدعاء بقول آمين، وبالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
 آداب المناجاة والدعاء 
اختيار الأوقات الفضيلة، والشريفة من السنة، والأشهر، والأسابيع، كيوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة من كل أسبوع، إضافةً إلى وقت السحر، وذلك من أجل اغتنام الأوقات التي يتنزّل فيها الله إلى السماء الدنيا، تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى إلى السَّماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حينَ يمضي ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ فيقولُ: أنا الملِكُ من ذا الَّذي يدعوني فأستجبَ لَهُ، من ذا الَّذي يسألُني فأعطيَهُ، من ذا الَّذي يستغفِرُني فأغفرَ لَهُ) [صحيح].
 اغتنام الأحوال الشريفة، كزحزحة الصفوف للقتال في سبيل الله، وكنزول الغيث.
 استقبال القبلة، ورفع اليدين إلى السماء حتى يظهر بياض الإبط. خفض الصوت بين الجهر والمخافتة، وذلك تصديقاً لقوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) [الإسراء: 110]، علماً أن المقصود بالصلاة في الآية هو الدعاء. 
تجنّب تكلّف السجع في الدعاء، لأن التضرع والمناجاة لا يناسبها التكلّف. 
الخشوع، والرهبة، والتضرع، والرغبة، وذلك تصديقاً لقوله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً) [الأنبياء: 90]
الجزم بالدعاء، واليقين بالإجابة، والتصديق برجاء الله. 
الإلحاح في الدعاء، وتكراره أكثر من مرة. 
افتتاح الدعاء بذكر الله، قبل ذكر السؤال. 
التوبة إلى الله، والإقبال عليه، ورد المظالم إلى أهلها، لأن التأدب الداخلي هو أصل قبول الإجابة. 
شروط استجابة الدعاء والمناجاة 
معرفة الله. 
الإقبال على الله من القلب، وحسن الظن به.
 قصر الرجاء على الله. 
تمجيد الله والثناء عليه قبل الدعاء. 
التعميم في الدعاء، وشمول المسلمين فيه.

التوبة من الذنوب

شروط التوبة الصادقة
 وعد الله سبحانه وتعالى أن يغفر الذنوب عن عباده التائبين ما لم يُشركوا به شيئاً، وما داموا قد شعروا بعظمة الذنب وتوجهوا إلى ربهم بالتوبة رغبةً بنيل مغفرته والنجاة من عقوبته، وقد دعت الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة عباد الله المخطئين إلى الإقبال على الله سبحانه وتعالى وعدم القنوط من رحمته بسبب كثرة معاصيهم، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
[١] إنّ المعصية والذنوب قد ترد على جميع المسلمين على تفاوت قربهم من الله أو بعدهم عنه، حيث إنّ الإنسان مجبولٌ على الخطأ ومهما بلغ من الإيمان والتقوى لا بدَّ من أنّ تمرُّ به ساعة ضعفٍ وتقصير، كما أنَّ من علامات التقوى والصلاح عند المؤمن أن يسعى لأن يغفر الله ذنبه إن عصاه، فالمؤمن يرى الذنب الصغير كأنما هو جبلٌ يوشك أن يقع عليه، فيلجأ للاستغفار من الصغائر والكبائر؛ قال تعالى بحق هؤلاء: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
[٢] فما هي شروط التّوبة الصادقة؟ وما هي كيفيتها؟ وهل يُمكن للمسلم أن يعلم إن كان الله قد غفر له بعد توبته؟ 
تعريف التوبة 
التّوبةُ في اللّغة: مصدر تَوَبَ أي تَرَك وعاد، ويُقصد بها العودة عن الذّنب وتركه والإقلاع عنه. 
التوبة في الاصطلاح تعني: أن يترك العبد الذّنب لقبحه ويندم على فعله، ويبذل جهده للتّكفير عنه بعد أن يعزم على الإقلاع عنه وعدم الرجوع إليه مطلقاً، وذلك قُربةً لله تعالى وخشيةً منه، وتعتبر التوبة من أسمى أوجه الاعتذار وأعلاها درجةً، ففيها يُقرُّ العبد بتقصيره وارتكابه ذنباً لا يرتضيه خالقه، ويعزم ألا يعود إليه مخافةً من الوقوع في سخط المولى، ورجاء بلوغ رحمته.
[٣] شروط التوبة الصادقة إنّ الله سُبحانه وتعالى قد أوجب محبّته لكل من يستغفره ويتوب إليه مما يرتكب المعاصي والذنوب؛ وقد أخبر الله عباده بطريق الوحي الثابت أنه يفرح بتوبة عبده وأوبته إليه، وأنه يباهي ملائكته بعبده التائب، ويُشهدهم أنه قد غفر له ما كان منه من المعاصي والذنوب إن كان صادقاً في توبته مُخلصاً فيها،[٤] لذلك ينبغي على المسلم إن وقع بذنبٍ أو معصيةٍ أو فتر عن العبادة والطاعة، أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، ويُعلن التّوبة مما وقع فيه من الذنوب، وحتى تقع التوبة صحيحةً فإنه تُشترط لها مجموعةٌ من الشروط، بيانها كما يلي:
[٥][٦] الندم على ما فعل من الذنوب والمعاصي: ويأسف على وقوع تلك الأفعال منه ويكره ذلك الفعل بعدما فعله، فيجب عليه أن يُدرك أن ما قام به من المعاصي والذنوب، أو ما فرَّط فيه من الطاعات والمأمورات لا ينبغي أن يحصل منه، فيندم على ذلك، ويتحسر عليه، ويتمنى لو لم تقع منه تلك الأفعال.
 فإن لم يندم التائب على ذنوبه التي ارتكبها أو تقصيره بحق ربه فإن ذلك يدلُّ على رضاه بما قام به، وإصراره عليه، وهذا بحد ذاته ذنبٌ ينبغي عليه أن يتوب منه، وقد ورد في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النَّدَمُ تَوْبَة).
[٧] قال السفاريني: ويعني قول النبي صلى الله عليه وسلم (الندم توبة) أن أعظم أركان التوبة الندم، تماماً كقوله عليه الصلاة والسلام (الحج عرفة)، وينبغي في الندم أن يكون من عدة جوانب في المعصية التي ارتكبها، من حيث قبحها وذاتها والخوف من عقوبتها عند الله، كما أن الندم شيء متعلقٌ بالقلب، ويظهر على الجوارح، فإذا ندم قلب التائب امتنع عن المعصية التي كان يرتكبها، فرجعت الجوارح إلى ربها برجوع القلب. 
الإقلاع عن الذنب: فينبغي على التائب أن يُقلع عن الذنب، ويتوقف عن إتيانه حالاً، وذلك من أظهر معاني التوبة وأوضحها، والذي من خلاله يبين صدق التوبة أو زعمها من التائب، فإن التوبة لا تتضح معالمها ولا تصحّ عند الله إلا بالإقلاع عن مُسبباتها التي هي الذنوب، أما إن تاب العبد واستمر في المعصية وأقام عليها فذلك دليلٌ على كذب ادعائه التوبة.
 ويدلُّ على ذلك ما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ المُؤْمِنَ إذا أذنَبَ كانت نُكْتةٌ سوداءُ في قلبِهِ، فإن تابَ ونزعَ واستَغفرَ، صُقِلَ قلبُهُ، وإن زادَ زادت، حتَّى يَعلوَ قلبَهُ ذاكَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في القرآنِ: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)).
[٨] فإن المُصرَّ على ارتكاب الذنب بعد أن تاب منه، والمقيم عليه إن لم تكن له توبة صادقةٌ صحيحةٌ فإنه يُخشى عليه أن يكون ممن جاءت فيهم الآية، فيُطبع على قلبه حتى تتعسر عليه التوبة، ويستمر في المعصية حتى تودي به إلى النار. 
العزم على ألا يعود للمعصية أبداً: ويُعلن ذلك ويُشهد الله عليه، ويدلُّ هذا على صدق التوبة عملياً وصحتها. 
أداء الحق إلى أصحابه: فإن كان الذنب الذي تاب منه تتعلق به مظلمةٌ أو حقٌ لآدمي فيجب عليه حتى تُقبل توبته وتصحَّ أن يؤدي ذلك الحق لأهله، أو يطلب منه المسامحة منه، فإنّ من كان ذنبه الذي يريد التوبة منه فيه اعتداءٌ على حقِّ أحدٍ من الناس فقد وجب عليه لكي تُقبل توبته أن يستحله من حقه إن كان معنوياً كالغيبة والنميمة، أو يُعيده إليه إن كان حقاً مادياً كالديون وغيرها. 
أن تكون توبته في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة: فيجب على التائب حتى تُقبل توبته أن تقع في الوقت الذي تُقبل فيه، وهو كلُّ وقتٍ إلا ما جاء النصُّ في عدم قبول التوبة فيه، كأن يتوب بعد طلوع الشّمس من مغرِبها، أو يتوب هرباً من الحساب والعقاب بعد أن يجد ألا مفرَّ من الموت، كما حصل مع فرعون عندما أغرقه الله وجنوده.
[٩] علامات قبول التوبة لا يمكن لتائبٍ أن يعلم حقيقة ما إذا كان الله سبحانه وتعالى قد غفر له ذنوبه بعد توبته أم لا، ولكن يمكن للمرء أن يجد شيئاً في عمله أو في قلبه يُشعره بذلك، كما أنه ربما يجد بعض الدّلائل التي تُشير إلى أنه مقَبول التّوبة، وأن الله قد غفر له ذنوبَه، ومن تلك العلامات والدلائل ما يلي:
[١٠] أن يجد التائب حُرقةً في قلبه وألماً في نفسه على ما قام به من الذّنوب والمعاصي. 
أن ينظر التائب إلى نفسه بعين التّقصير، ويشعر أنه مذنبٌ بحق خالقه، وأنه يجب عليه أن يتوب إلى الله، فإن لم يكن ذلك حاله كان ذلك دليلاً على عدم صدق التوبة، وعدم قبولها بالتالي. 
أن يبتعد التائب عن كلِّ ما يؤدّي به إلى الرجوع إلى الذنب الذي تاب منه، ويبتعد عن الأسباب المؤدية إليه والطرق المفضية إلى الوقوع به. 
أن يُقبِل العبد التائب على ربه بأن يتقرب إليه بأبواب الطّاعات والنّوافل فضلاً عن الفرائض، ويسعى بكل جهده للبعد عن المُحرَّمات، ومما يُعين على ذلك الابتعاد عن رفاق السوء. 
أن ينظر التائب إلى أنَّ توفيق الله له بالتّوبة نعمةٌ من نعم الله التي أنعم بها عليه، فيحافظ عليها ويتمسك بها ويشكر الله أن رزقه بها كأي نعمةٍ أخرى تستوجب الشكر من أنعم الله العديدة.

جرعات نحتاجها



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

جرعات نحتاجها الآن من القرآن الكريم والسُنة:
❂ جرعة #ثقة
(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
❂ جرعة #رضا :
(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ)
❂ جرعة #حكمة :
(وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
❂ جرعة #إطمئنان :
(الله مولانا ولا مولى لهم)
❂ جرعة #فهم :
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)
❂ جرعة #شجاعة :
( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف 
❂ جرعة #تسليم-لله :
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عزيز)
❂ جرعة #يقين :
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
❂ جرعة #مواساة :
(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
❂ جرعة #نصح :
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)
❂ جرعة #مبادئ :
(وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ للتقوى)
❂ جرعة #أخوة-وتنقية-لما-في-الصدور :
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
❂ جرعة #إعتماد-على-الله وحده دون سواه :
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

اليوم الوطنيّ للبلديّة 18جانفي 2018 تحت شعار : البلدية تاريخ ومسيرة

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
اليوم الوطنيّ للبلديّة 
18جانفي 2018
تحت شعار : البلدية تاريخ ومسيرة 
نظّمت بلدية برج بوعريريج برنامجا متنوّعا بمناسبة الذّكرى 51 لإنشاء البلديّة الجزائرية حيث كانت أبرز النّشاطات :
تنظيم أبواب مفتوحة على مصالح البلدية أيّام 17- 18 وصبيحة يوم 19 جانفي 2018
تنظيم معرض بقاعة البشير الإبراهيمي 
تنظيم حفل تكريم على شرف قدماء المنتخبين والموظّفين 
همزة الوصل بين الماضي والحاضر ، بين التّاريخ والآمال التي نعقلها في ناصية الوقت ، بين البلديات والمرافق الأخرى التي يسيّرها الإنسان ليأخذ بيد الأرض التي نبت على ترابها ليكون غابة خضراء ، ودفاتر تخفق في صفحاتها كلمة الحياة ، وشعاع الوطن ، ودم الرّحمة ، وإيمان التّضحية ، وواجب العمل واصلاح النّفس في صلاح العقل الذي ندفنه وراء الصّباح ليعود إلينا في آخر المساء كابتسامة القلب في شعاع الوطن الذي نتلقّى من عراقته الحكمة العالية ، والنّظرة الواقية ، ومنفذا وراء الشّفق تضطرم فيه آفاق الحب والعزيمة والإيمان . 
هكذا رأيت الموقف من زاوية قلمي ، ومن ثغر دفتري الصّغير الذي سجّلت فيه كلّ ما رأت عيني ، وحدقة قلبي وبصيرة عقلي الذي أفرغت فيه السّويعات التي قضيتها أنقى عصاراتها ، وألذّ نكهاتها ، وأعمق تأثيراتها لذلك قال قلمي ما يقوله لسان قلبي :
كم من عالم لا نراه إلاّ كما تراه أسراب الطّيور في أقاصي الضّحى ، وكم من أرض أنجبت رجالها دون أن نسمع آلام مخاضها حين يمتزج بصرختهم الأولى ، وكم من ثروة جمّعها فقير في حلم دون أن يصبح حقيقة ، دون أن ينال منها غير غنى النّفس التي أبصرت قواها في حدقة العلم ، وفي عضلة القلب الذي نبت في لحاء الوطن دون أن تجرحه معاني الجهل ، وتثني ركبتيه سيوف الأمانة والواجب والمسؤوليّة التي يتكبّدها أعوان البلدية منذ فطامهم الأوّل عن ملذّات الحياة لأجل أداء المهمّة ، وشحذ الهمّة . ساهرين تحت لحاف اللّيل يشقّون صخور التّعب لتظلّ الإنسانيّة والوطنيّة فضاءهما الأول كثبات الكون في نظام السّماء.
لذلك لا يبدو الأمر غريبا إن أشعلنا في صوت الضّمير شمعة عرفان ، وأنرنا ضوء المحبّة في عتمة الوجدان لنرى بوضوح طهارة الواجب الذي جمعنا في حضنه كمسكن دافئ لأجمل اللّحظات التي يعجز القلب عن وصفها والعقل عن تحليلها بمناسبة اليوم الوطني للبلدية الموافق ليوم 18 جانفي 2018 ، وبمناسبة الذكرى 51 لإنشاء البلدية الجزائرية الذي كان من العظيم أن تفتتح في دواخلنا زهرة المحبّة والإيمان ، وتعلي في هاماتنا صومعة الرّضى ، فكان لقاء لا يتّسع إلاّ في حدود من حضروا وأثروا المكان بتميّزهم ..فكانت أيّاما صنعت فيه الغايات إراداتها ، وصوّرت بنفحات النّسيم شمائلها وغدّت حقول الآمال بمطرها . 
إنّها بلدية برج بوعريريج العروس والعصفور، والإرادة ، والمعنى ، الكريمة المضيافة التي فتحت أبواب اللّغة والحقيقة ، أبواب التّاريخ والحاضر ، النّسمة التي فتحت نوافذها لتستقبل كلّ زائر وتزيّن عينه بالطّبيعة وصفائها ، بمعروضاتها القيّمة كالمرآة التي تقابلك لتفهمك دون أن تريد .
وقد كانت أيام 17 و 18 وصبيحة يوم 19 جانفي 2018 عمر هذا العرس الثّقافي الذي امتزجت فيه كلّ معاني الوطنيّة في النّفوس وقد كانت النّشاطات على اختلافاتها تصبّ في آنية واحدة ، في عقيدة واحدة ، في أنفاس واحدة .
حيث كان الإفتتاح ممزوجا بنور آيات الله تعالى التي كانت تغالب النّفوس لتعيدها إلى سرور النّبوة وفرح التّوفيق الذي لا يكتمل إلاّ بأضوائها تلاها المستشار عبد النور خبابة، وقد تلتها كلمة قيّمة كفلك يغتذي بلمعة حكمته قوامها الصّلابة التي لا تنكسر للسّيد الأمين العام ثمّ عقبتها كما يعقب القمر ضوء الشّمس كلمة للسيّد والي الولاية الذي شرّفنا بحضوره الصّافي المطمئن الرّسين .
وقد تمّ بالمناسبة أيضا إقامة معرض بقاعة البشير الابراهيمي ، و حفل تكريم على شرف قدماء المنتخبين والموظفين المتقاعدين وضحايا الإرهاب الذين كان تتويجهم مترفا في إنسانيتة ملامسا أوتار الرّوح ونبضات الجهد والسّهر التي سالت من أجسادهم عن محبّة وصدق وأمانة فكانوا واقفين دون انحناء كأوراق الوردة النّاضرة التي عادت إلى وجنتيها دفاتر الذّكرى في حلك الظّلام وأبقتهم في صومعة التّكريم باقين . غير أنّ النّشاطات المختلفة لكلّ مصالح البلدية جعلت الجوّ غاصّا بالضّوء والنّشاط كنجم انفجر في طرفي المكان ليجعله متلألئا وضّاحا بإعادة الأمل والذّكرى وخلود تضحياتهم التي سجّلها صوت المنشّط والمنظم المغرّد السيّد بوشلوخ ياسين الأمين العام للبلدية الذي كان بمثابة المنبع الذي انفجرت منه العبارات وحشتنا بجميل الأثر.
كما لا أنسى أنّ اللّوحة التي شكّلتها هذه النّخبة في آخر رتوشاتها لم تكتمل إلاّ بحضور كل السلطات المحلية والأمنية والعسكرية وبعض وسائل الإعلام والصحفيين ،والأكاديميين والمفتشين والأمناء العامون وممثلي الجمعيات الذين غمرو ا المكان بهجة ، وزادوه تألّقا باهتمامهم وحسن مشاركاتهم معنا يدا بيد لنعلّق في الأخير أجمل صورة للتّضامن والتّفاعل والمحبّة والتّمسّك والإحترام على جداريّة هذا الوطن الحبيب . 
فكان الختام في الأخير ككلّ بداية تولد لتكبر وتستمرّ في بعدها ، وتجلّيات أثرها في النّفوس والعقول والوجدان .
عبد النور خبابة

2018-01-21

تطوير الذات والثقة بالنفس

تطوير الذات والثقة بالنفس
مفهوم تطوير الذّات 
تطوير الذّات البشريّة هو سُنّة الله في خلقه، وهو الشّعار الذي نادى به الكثيرون، وكان سبباً في تغيير مجرى حياتهم بل وتغيير مجرى التّاريخ أيضاً. لا يحتاج تطوير الذّات وتغييرها إلى أكثر من الإرادة القويّة والعزم الصّادق على التّغيير، وقد يكون سبب هذا التّغيير موقفاً مرَّ به الشّخص، أو كلمةً كان لها أكبر الأثَر في نفسه، فهذا الإمام والعالم الكبير الطحّاوي، صاحب العقيدة الطحاويّة، قرّر أن يُغيّر مجرى حياته وسيْرها؛ بسبب بضع كلماتٍ سمعها من خاله المزنيّ عندما كان يحضر مجالس العلم لديه، وقد يئس منه خاله، فقال: (والله لا نفعَ منك ولا فائدة)، هذه الكلمات القليلة كانت المؤثّر والدّافع للإمام الطحاويّ حتّى أصبح عالماً من علماء الأُمّة، وكان يقول: (رحم الله المزنيّ، لو كان حيّاً الآنَ لكفر عن يمينه). نقطة البداية في تطوير الذّات
يبدأ تطوير الذّات عند الإنسان من لحظة تحسين نظرته إلى ذاته، وإحاطتها بشيءٍ من التّقدير والاهتمام، بعيداً كلّ البُعد عن أيّ تجارب فشلٍ مرَّ بها سابقاً، وأوّل خطوةٍ لإصلاح الذّات هي التقييم الذّاتي، وهي العمليّة الجادة والدّراسة الدّقيقة لذات الشّخص، ويكون ذلك عن طريق بيان نقاط ضعفه وقوّته، ورغبته الدّاخلية في التغيير إلى الأفضل.
وهناك العديد من الأمور التي تُسهِم مُساهمةً فعّالةً في تقدير الذّات، مثل: طريقة مُعاملة الوالدَين في الأسرة، أو أسلوب تعامُل الإخوة والأصدقاء مع الشّخص؛ فالتّأثير التراكُميّ لمُعاملة الوالدَين والإخوة والأصدقاء أو أيّ شخص آخر له شأنٌ وقيمة لديه؛ كلّ ذلك يُحدّد طبيعة تقدير الذّات لدى الإنسان. 
وقد يصاب الإنسان بخيبةِ أملٍ إن كان تقدير الذّات ضعيفاً لديه، فهو لا يستطيع تغيير الماضي، أو تغيير معاملة الآخرين له، إلا أنَّه يستطيع أن يُغيّر درجة تأثير الماضي عليه، فلا يسمح له بأن يكون سبباً في فشله.
 تعريف الثّقة بالنّفس 
يرى الأستاذ الدّكتور عبد الكريم بكار أنّ الثّقة بالنّفس تعني: اعتقاد الشّخص اعتقاداً جازماً بأنّ لديه القُدرة على إنجاز العديد من الأمور المفيدة، والتي قد يعجز عن إنجازها وتحقيقها العديد من أقرانه، وليس شرطاً أن يكون هذا الاعتقاد مُطابقاً تماماً للواقع الذي يعيشه ذلك الشّخص، ولكن يكفي مُجرّد الاعتقاد، الذي يُشكّل دافعاً قويّاً للشخص للإقدام وعدم التردُّد.
 الثّقة بالنّفس والنّجاح 
تُعدّ الثّقة بالنّفس شرطاً من شروط النّجاح، ومُقوِّماً أساسيّاً من مُقوّماته؛ ذلك أنّ الشّخص من غير قَدَرٍ من الثّقة لا يستطيعُ إنجاز عمل ذا قيمة والنّجاح فيه؛ لأنّ الذي يفقد الثّقة بنفسه يخشى الإقدام والمُخاطرة، ويجد صعوبةً في إنجاز الأعمال التي تواجهه، والتي هي في نظر الآخرين سهلة المنال، بسيطة الإنجاز. 
وغالباً ما تُبنى الثّقة بالنّفس من خلال النّجاح في الخطوة الأولى أو الثانية؛ فنجاح الشّخص في أوّل مرحلة يكون سبباً لرفع قدر ثقته بنفسه، ودافعاً للمُواصَلة وتحقيق نجاحاتٍ أخرى في حياته، ومن هنا تظهر العلاقة بين الثّقة بالنّفس والنّجاح؛ فكلّ منهما يعتمد على الآخر، فتحقيق النّجاح يحتاج الثّقة بالنّفس، والثّقة بالنّفس يدعمها ويُقوّيها النّجاح والتفوُّق.
 وقد أوردت الدّكتورة جوديث برايلس في كتابها (الثّقة تصنع النّجاح) مجموعةً من الخواطر الهادفة في هذا الموضوع، فقالت: ليس لأحدٍ سوى الشّخص أن يزيد ثقته بنفسه. إذا لم يقل الشّخص (لا)، فلم تعد كلمته (نعم) ذات قيمةٍ.
 آليّة تطوير الذّات والثّقة بالنّفس يعتمد تطوير الذّات والثّقة بالنّفس على أمورٍ عديدة، على الشخص الحرص عليها ومعرفتها معرفةً دقيقةً، ومنها:
 العلم والعمل معاً: ولإتمام النّجاح فيهما فمن الضروريّ بذل الجهد والمثابرة الدائمة، ومعرفة أنَّ النجاح حليف من يؤمن بما يتعلّمه، وحليف من يكون واثقاً من براعتهِ وقُدرتهِ، باذلاً أقصى جهده في ذلك. 
إدراك الشّخص أنّ معارك الحياة وصعوباتها لا يفوز بها الأقوى أو الأسرع، حتّى وإن فاز وتفوّق في الخطوة الأولى، فالذي يفوز وينتصر في النّهاية هو من يعتقد أنَّه يستطيع، ومن يثق بما لديه من قدراتٍ وميّزاتٍ. 
التخيُّل الإبداعيّ: وهو أن يرى الشّخص أو يتخيّل نفسه أنَّه ناجحٌ في المستقبل، وقد تطوّر وضعه وانتقل من حالٍ إلى حال، فهذا التّفكير يساعده على المثابرة والسّعي نحو الأفضل؛ لتحقيق النّجاح، وعليه أن يقول لنفسه: سأتجاوز أيّ تحدٍّ، وأنا أستطيع أن أفعل ما لا يستطيع غيري فعلَه. 
المَثَل الأعلى: فمن يريد النّجاح في حياته العلميّة والعمليّة وفي المجالات والأصعدة جميعها، عليه أن يجعل لنفسه مَثَلاً ورمزاً للنّجاح، كأن يرى النّجاح في شخصيّة فلان من الناس، كافَحَ وجاهد حتّى وصل في نهاية الأمر إلى مبتغاه، وأصبح عنواناً للنجاح، ومثالاً يُحتذى به. 
تخصيص وقت للثّقة بالنّفس: وذلك بأن يُذكِّر الشّخص نفسه بالثّقة، فيجعل لنفسه مقداراً بسيطاً من الوقت -عشر دقائق مثلاً- ويقول: أنا واثقٌ من نفسي، ويُردّد ذلك مِراراً وتكراراً. 
عوامل تطوير الذّات من العوامل التي تساهم في تطوير الذّات ما ذكره الكاتب توراو توكودا، ومن هذه العوامل:
 تحويل الرّغبات إلى أهداف: الكثير من الأشخاص لديهم رغبات عديدة يُريدون تحقيقها في أعماقهم، إلّا أنّهم لا يبذلون أيّ جهدٍ في سبيل تحقيق هذه الرّغبات، فيبقون في أماكنهم من غير تقدُّمٍ، ولكي يُحقَّق التقدُّم المنشود يجب رفع درجة هذه الرّغبات إلى درجةٍ أعلى من مُجرّد رغباتٍ يتمنّاها الشخص، فيجعلها أهدافاً واضحةً، ثمّ يبدأ بوضع الإجراءات اللازمة لتحقيقها. 
البدء بالعمل فور تحديد الهدف: فلا يتحقّق الهدف عند وقوف الشّخص مُحتاراً بين هذا الهدف أو ذاك، بل عليه أن يجزم في أمره ويُحدِّد هدفه، ثمّ ينطلق مُسرعاً للعمل والبحث في الطّرق والسُّبل المتاحة أمامه كافّةً.

الاعتقاد وقوة التغيير

الاعتقاد وقوة التغيير
كلّ إنسان يعقد قلبه وفكره على شيءٍ، أو قيمة، أو فكرة، فيصبح ذلك مسلّماً لديه ويصعب تغييره، فسمي هذا الشيء اعتقاداً وسمي كذلك عقيدة، وكلمة عقيدة في الأصل من عقد كفّ اليد في المصافحة، أو إبرام اتفاق، فاليد وهي في وضعية العقد هذه تعطي معنى القوّة في العلاقة والقوّة في الاتفاق أيضاً، وهناك أمور متعدّدة يعتقد بها الإنسان، وهي في حكم المسلّمات لديه، ذلك أنّ الاعتقاد هو بمثابة البرمجة الراسخة لما تعنيه الأشياء وتشير إليه، وكذلك كلّ ما تدركه النفس، ويترتب على الاعتقاد سلوك بشري ويكون على علاقة وطيدة به. 
أنواع الاعتقاد
تشتمل حياة الإنسان على عدّة أنواع من الاعتقاد: منها: 
اعتقاد في عالم القيم والمبادئ، وما ينبثق عنها من أخلاق وسلوك، وهذه تمثل حيّزاً كبيراً في حياة الإنسان وعنونةٌ لأنماط سلوكه، وهي اعتقادات راسخة في النفس والضمير. 
اعتقاد في الدين والشريعة، كمكوّنات العقيدة الإسلاميّة وأركانها. اعتقاد عن الذات، وهو ما يتصوره الإنسان عن نفسه وقدراته في ميادين الحياة المختلفة. 
اعتقاد عن الماضي ومؤثّراته في الذاكرة، وهي تجارب معيّنة مرّ بها الإنسان، يرغب بها أو يرغب عنها. 
اعتقاد عن المستقبل، ويشمل ما يتخيّله الإنسان في المستقبل وعلاقته به، وما يعتقد به بأنّه واجب الحدوث، ضمن توقعه ورؤيته وتصوّره، فمثلاً إنسان يمتلك قطعة أرض يعتقد أنّه لن يبيعها تحت أي ظرف، أو إنسان أرضه تحت نير الاحتلال ويعتقد أنه سيعود إليها لا محالة، أو إنسان في سجون الظالمين ويعتقد بأنّه سيخرج إن آجلاً أم عاجلاً. 
علاقة الاعتقاد بقوة التغيير 
إنّ علاقة التغيير بالاعتقاد أو العكس، إنّما تكون بحسب قوّة المعتقد، هل هو ايجابي أم سلبي، ومدى رسوخ هذا المعتقد في نفس صاحبه، هل قام على ثوابت ومسلّمات وقناعات ومبادئ راسخة يصعب تغييرها بناءً على ذلك، فلا بدّ إذاً من علاقة إيجابيّة بين الاعتقاد والتغيير، وفي كلا الاتجاهين من زاوية الاعتقاد أو من زاوية التغيير، فمثلاً متى كان الاعتقاد سلبياً فلا بدّ من تغييره، ومتى كان إيجابيّاً فيجب أن يحدث تغييراً إيجابياً في النّفس والسلوك، ويجب أن ينسحب هذا على كل مظاهر سلوك الإنسان في حياته. سبل تغيير المعتقدات السلبيّة من خلال ما سبق يتضح أنّ هناك حاجة لتغيير الاعتقادات السلبيّة في الحياة، فمن ذلك: كتابة الخسائر والأضرار التي تترتّب على الاعتقادات السلبيّة. تصوّر كيف يكون وضعه وحاله في ظلّ هذه القناعات والاعتقادات المسلّمة في أنماط سلوكه في الحياة. 
كتابة الفوائد التي تترتب على هذا الاعتقاد. تصوّر كيف يكون وضعه مع هذه الفوائد، وما التغيير الذي أحدثه عمل أو كتابة مقارنة بين الحالتين. 
استعمال الإيحاءات الإيجابيّة وترك الإيحاءات السلبيّة، فمثلاً يخاطب نفسه باستمرار: أنا أقدر على..، أنا أستطيع أن..، ولا يخاطب نفسه بـ: أنا لا أقدر على.. ،أنا لا أستطيع أن..، وهكذا. عوائق تحول دون التغيير المنشود هناك عوائق تحول بين الإنسان والتغيير، منها: 
استسلام الإنسان للصورة السلبيّة التي يرسمها، ويضع بها نفسه. الركون والرضا بالوضع القائم إيثاراً للدعة والراحة. 
ضعف الثقة بالنفس، والاستسلام لقناعات الغير. 
ترقب المجهول، والخوف منه، وما قد يحدث فيه من تضحيات نفسيّة ومعنويّة وماديّة.
 إنّ الحاجة إلى سلامة الاعتقاد دائماً يجب أن تكون قائمة في نفس الإنسان، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك دور إيجابي في حياة الإنسان نحو قوة التغيير، قوة التغيير لما هو سلبي من اعتقادات في الحياة، وقوة التغيير تأثراً ممّا هو إيجابي من اعتقادات، فهي العلاقة الإيجابيّة إذاً، التي يجب أن تنشأ بين الاعتقادات والتغيير.

صناعة المستقبل

 صناعة القرار في المؤسسة
يعيش البشر في ظل جُملة من التغيرات والتطورات العالمية ذات الوتيرة السريعة والمتقلبة، مما يتطلب منهم رصد الأسس المتينة التي تضمن بناء وتشكيل المستقبل المُشرق الذي يضمن لهم العيش بصورة سليمة ويحول دون تعرضهم للمشكلات المختلفة التي تؤثر سلباً في كرامتهم الإنسانية، حيث يُشير مصطلح بناء أو صناعة المستقبل إلى تلك التدابير التي يتخذها المرء لغرض التحضير الكفؤ لما هو قادم على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، ويشمل ذلك الجانب الأكاديمي، والمهني، والاجتماعي، وكذلك الأسري والثقافي، ونظراً أهمية هذا الجانب ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية المتقدمة سنستعرض أبرز الطرق الكفيلة بصناعة المستقبل الجيد على صعيد من الفرد والأمة. 
طرق صناعة المستقبل 
صناعة مستقبل أفراد الأمة، حيث تقع على عاتق العنصر البشري مسؤولية بذل الجهود الشخصية للنهوض بالذات الإنسانية، والانطلاق منها نحو تشكيل المستقبل المُشرق للدول والأقاليم. الحرص على اكتساب التعليم الجيد وتوسيع دائرة المعارف وتثقيف النفس، وذلك من خلال الالتحاق بالمؤسسات التعليمية المختلفة، بما في ذلك المدارس والجامعات والمؤسسات التدريبية والتثقيفية والندوات، والحرص على جعل القراءة والمطالعة أحد أهم العادات الروتينية الثقافية، حيث يضمن ذلك زيادة الوعي والمعرفة، وتنمية القدرات والمهارات العقلية والذهنية وكذلك السلوكية، ويزيد تقبل الناس لبعضهم، مما يقلّل الرفض والمشاكل الاجتماعية. 
التخطيط الجيد لما هو قادم عن طريق وضع خطط متينة ومنظمة، والعمل ضمن مراحل وفترات زمنية محددة، من خلال وضع أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد. 
الاستفادة من تجارب الماضي وتوظيفها في المواقف المختلفة في الحاضر، أي الاستفادة من الدروس لتفادي الوقوع في الأخطاء نفسها، والحرص على الفهم العميق للحاضر، والعمل ضمن الموارد الحالية وتجنب الأوهام. 
بناء علاقات جيدة مع المحيط الداخلي والخارجي، بحيث يضمن ذلك الحصول على الفرص الجديدة، وفتح الآفاق المستقبلية نحو القادم. 
امتلاك المهارات الشخصية الأساسية التي تتيح للشخص إمكانية التفاعل السليم مع الآخرين ومع كافة الجوانب الحياتية، على رأسها الثقة العالية بالنفس، والاعتماد والاتكال الكلي على الذات، والإيمان بالقدرات الداخلية، وتجنب الكسل والخمول، واستغلال الوقت بالأسلوب الأمثل، والحرص على إدارة الأموال بطريقة مناسبة، بالابتعاد عن التبذير وتجنب الجشع. 
مسؤولية القضاء بشكل تام على البطالة والتي تقع على عاتق الحكومات وصناع القرار، بالإضافة إلى زيادة معدلات الاستثمار الداخلي، وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يضمن ذلك إدرار الدخل والأموال، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتعظيم الفائدة والمنفعة الاجتماعية، وزيادة فرص العمل، والقضاء على الفقر والجهل والمرض والتهميش، حيث يعد ذلك أحد أبرز الطرق الكفيلة ببناء الأمم؛ كونه يزيد الاستقرار الاجتماعي، ويحقق الكرامة الإنسانية، ويقضي على الفروقات الاجتماعية الكبيرة، ويقلّل معدّل الجرائم، ويضمن صناعة المستقبل الأمثل.

2018-01-20

كيف تصنع حياتك؟

صناعة المستقبل
الحياة الناجحة 
كيف أصنع حياتي؟ 
كيف لي أن أرسم خطة حياتي لكي أجعل لها قيمة ومعنى؟ كيف لي أن أنسج أحلامي لكي أصبح ما أتمناه؟ كيف لي أن أصنع من نفسي إنساناً ناجحا وله مكانته بالمجتمع؟ هناك العديد من التساؤلات التي تجول في ذهنك لكي تنطلق في حياة سليمة، ذات معنى وقيمة، وفي هذا المقال سنحلق بك نحو خطوات صناعة حياتك بنفسك. 
خطوات لحياة ناجحة هناك الكثيرون ممن يعتقدون أنّهم غير محظوظين في حياتهم، ويسبب لهم هذا الاعتقاد الفشل والإحباط، وعدم القدرة على صناعة مستقبل مشرق لحياتهم، لكن عليك هنا أن تقف مع نفسك وتقول لا يوجد هناك أشخاص غير محظوظين، وإنما هم استطاعوا التأقلم والسيطرة على التقلبات الّتي حدثت في حياتهم، ونجحوا في استغلال الأمور لصالحهم. وهنا سنبين الخطوات التي ستساعدك في صناعة حياة ناجحة، ومنها: اكتشاف المهارات والمواهب الّتي تتميّز بها.
 الإيمان الرّاسخ أنّ كل شيء صعب بالحياة سيكون سهل المنال، عن طريق عزيمتك وإرادتك. الحرص على أن تجعل كل شئ بحياتك منظّماً، من خلال وضع خطة بالأهداف الّتي تود تحقيقها بحياتك. السير على طريق النجاح الذي رسمه غيرك من الناجحين. الإيمان بأنّ الله سيعطيك في حياتك ما يكون لصالحك. 
امتلاك الثقافة الواسعة، لكي تتمكن من معرفة ما يجول من حولك. المسارعة لعمل العلاقات الاجتماعية الّتي تساهم في رفع مكانتك. خلق تصور إيجابي حول ما يحدث من حولك. 
استغلال الفرص والصدف التي تقابلك في الحياة. 
التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم فهو شيطان ينهش العقل والروح. الإيمان بأنك وحدك من يصنع حياتك لا أحد سواك. 
تغير العادات السلبية التي تمتلكها. الإدراك أنّ الحياة جميلة. 
امتلاك الثقة بالنفس التي تمكنك من تحقيق نجاحاتك. 
التعلم من الأخطاء الّتي تقع بها، واتخاذها خطوة لكي تسير نحو النجاح. 
الإيمان بأنّك ستنجح ما دمت على صلة مع الله عز وجل. 
الاحتفاظ بمذكرة بالأعمال التي تود إنجازها، وأخذها معك لأيّ مكان ستذهب إليه. 
العمل على صنع المعروف وخدمة الناس، دون أن تنتظر المقابل من أيّ أحد. 
الحرص على محبة نفسك والآخرين لكي تكون حياتك جميلة. 
جعل الابتسامة مرسومة على وجهك دائماً. 
معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك. 
خطوات اتخاذ قرار للنجاح 
في طبيعة الحال إنّ الرجل الناجح والقوي هو الذي يستطيع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ومن يمتلك هذه القدرة سيتمكن من صناعة مستقبل باهر ومشمس لحياته، وعملية اتخاذ القرار تحتاج إلى بعض الخطوات، ومنها: الحذر من اتخاذ أيّ قرار وأنت بحالة توتر وقلق.
 اتخاذ قراراتك بمشاركة عقلك وعاطفتك معاً لكي لا تندم في أي وقت. 
الاستماع إلى الصوت الذي يأتي من داخلك فغالباً ما يكون صحيحاً. 
مناقشة أحد المقربين لك. 
عدم التبرير مطلقاً لأسباب اتخاذك هذا القرار.

دور المرأة في المجتمع

موضوع تعبير عن دور المرأة في المجتمع
 تميّزت المرأة عبر العصور القديمة والحديثة بمشاركتها الفاعلة في شتى المجالات؛ فلعبت دور الشاعرة والملكة والفقيهة والمحاربة والفنانة. وما زالت المرأة حتى العصر الحالي تتعب وتكد في سبيل بناء الأسرة ورعاية البيت، حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال، وتتحمل كزوجة أمر إدارة البيت واقتصاده، وذلك ما يجعل المهام التي تمارسها المرأة في مجتمعاتنا لا يمكن الاستهانة بها، أو التقليل من شأنها. 
ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة وحتى مؤتمر بكين عام 1996 ازداد الاهتمام بقضيّة تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفعاليّة مثل الرجل، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة. وقد أولت العديد من المنظمات والهيئات والدول الاهتمام بهذا المجال، وذلك من خلال إقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات، وأشارت هذه الفعاليّات بكافة أشكالها المتنوّعة إلى أهمية تمكين المرأة، وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين. 
ويُعرّف الدور بأنه: (مجموعة من الصفات والتوقعات المحددة اجتماعيّاً والمرتبطة بمكانة معينة، وللدور أهميّة اجتماعيّة؛ لأنه يوضّح أنّ أنشطة الأفراد محكومة اجتماعيّاً، وتتبع نماذج سلوكيّة محددة، فالمرأة في أسرتها تشغل مكانة اجتماعيّة معينة، ويتوقع منها القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية تمثّل الدور المطلوب منها).[١] وتتجلى مساهمة المرأة وأثرها في المجتمع من خلال عدة أدوار، منها: 
دور المرأة في سوق العمل 
لمشاركة المرأة العربيّة في سوق العمل أهميّة كبيرة؛ نظراً لكونها تُشكّل جزءاً لا يُستهان به من المجتمعات العربيّة، إذ تُشكّل ما نسبته 50% من السكان و63% من الطلاب الجامعيين، ولكنها بالرغم من ذلك لا تتجاوز نسبتها 29% من الأيدي العاملة.
 ويتم تشجيع المرأة على المساهمة في سوق العمل من باب مكافحة الفقر، ورفع المستوى المعيشيّ للسكان من خلال دعم ميزانيّة الأسرة بما يوفّره عمل المرأة لها من دخل، وخاصةً إذا كانت هي المعيل الأساسيّ للأسرة.
[٢] دور المرأة في التربية 
إنّ الأم مصدر الرعاية والحنان في الأسرة، وقد أثبتت العديد من الدراسات أنّ الطفل بحاجة في مراحله العمريّة الأولى إلى الرعاية والاهتمام أكثر من حاجته إلى الأمور الماديّة. فالأم تعتبر المعلم الوحيد لطفلها ووظيفتها التربويّة ذات أثر عميق في نفوسه؛ لما لها من دور في تنمية وعيه بذاته، وثقته بنفسه، وتكوين شخصيّته وتهيئتها. 
وبسبب أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل لا بدّ أن يبقى تحت مراقبة الأم ومتابعتها الحثيثة؛ إذ إنّ ما يتلقاه في السنوات الأولى يستمر معه لباقي حياته.
[٣] دور المرأة في السياسة 
على المستوى العالمي والمحلي تحظى النساء بفرص محدودة من القيادة والمساهمة في العمليّة السياسيّة، إذ يعانين من التقييد في أدوارهنّ كناخبات أو مسؤولات؛ سواء في مكاتب الاقتراع، أو الخدمة المدنيّة، أو في القطاع الخاص، والأوساط الأكاديميّة. 
وهذا يحدث بالرغم من إثباتهنّ لقدراتهنّ كقائدات ورائدات في عملية التغيير، بالإضافة إلى حقهنّ في المشاركة في العمليّة الديمقراطيّة بشكل متساوٍ مع الرجل. 
وتواجه النساء العديد من المعوّقات التي تحول دون مشاركتهنّ في السياسية؛ كالحواجز الهيكليّة التي تُفرض من خلال مؤسسات وقوانين عنصريّة لا تزال تحدّ من خيارات المرأة في الترشّح للمناصب.
[٤] دور المرأة في الزراعة 
تساهم المرأة بشكل أساسيّ في الأنشطة الزراعيّة والاقتصاديّة الريفيّة في البلدان النامية، ويختلف دورها اختلافاً كبيراً بين منطقة وأخرى نتيجة التغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تحدث في قطاع الزراعة. 
وكثيراً ما تتكفل المرأة بإعالة أسرتها، وتتبع طرقاً وأساليب معينة لكسب العيش، فهي تعمل كمزارعة في مزرعتها الخاصة، أو دون مقابل في مزرعة أسرتها، أو بأجر أو دون أجر في مزارع المؤسسات الريفيّة، ويتمثل دورها في إنتاج المحاصيل الزراعيّة، وتجهيز الطعام، والعناية بالحيوانات، وجلب الماء، والعمل بالتجارة والتسويق. 
ووفقاً للدراسات فإنّ النساء يمثّلن 43% من القوى الزراعيّة في البلدان النامية، كما تصل نسبة النساء العاملات في الزراعة إلى ما يقارب 50% في أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا والصحراء الكبرى، و20% في أمريكا اللاتينية.
[٦] دور المرأة في الطب 
منذ القدم كان للنساء دور أساسيّ في الرعاية الصحيّة، وذلك من خلال التمريض، واستعمال الأعشاب الطبيّة، وتأمين العلاجات المنزليّة، أما الطب كمهنة فقد اقتصر على الرجال وحدهم، ففي بدايات القرن الخامس عشر صدر قانون في أوروبا يمنع ممارسة الطب دون التدرّب في الجامعات، ولم يكن مسموحاً للنساء الالتحاق بالجامعات حتى بدايات القرن العشرين.
 ونرى اليوم النساء ينافسن الرجال في هذا المجال، ولكن بالرغم من ذلك نرى اختلافات في الاختصاص الطبيّ بين الجنسين؛ إذ تفضّل النساء التخصصات التي تتلاءم مع حياتهن العائليّة، لذا فإنهنّ يفضلن اختيار الطب العام أو طب الأطفال أو الطب النفسي على تخصصات الجراحة والقلب. 
ومن الصعوبات التي تواجه الطبيبات فرق الأجور المدفوعة لهنّ، فبناء على دراسة أُجريت عام 2011 أشارت أنّ الطبيبات يحصلن على 79% من رواتب زملائهن من الأطباء والجرّاحين، كما تحصل طبيبات الأطفال على ما نسبته 66% من رواتب أطباء الأطفال الذكور بالرغم من أنهنّ يمثّلن الأغلبية في هذا الاختصاص. 
كما تعاني الطبيبات أيضاً من عدم مشاركتهنّ في القرارات الإداريّة، وعدم شمولهنّ بنظام الترقيات والمكافئات. 
وتشير الإحصائيات الحالية إلى أنه بحلول عام 2017 قد يصبح عدد الطبيبات الإناث يفوق عدد الأطباء الذكور، بما تجاوزنه من صعوبات دراسية ومجتمعية وإثباتهن لجدارتهن وكفاءتهن نرى اليوم طبيبات يتولين إدارة المستشفيات بطريقة ناجحة، ويحصلن على جوائز نوبل لإنجازاتهنّ الطبية، بعد أن كان المجتمع يشكّك في قدراتهنّ على مزاولة هذه المهنة.