السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-07-23

ليس_في_القوم_عمر :

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه ، وقال :
_ يا عبدالله كل بيمينك ..
_ فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة .
فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة .. !!
فقال له عمر : وما شغلها ؟
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. !!
_ فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟
ومن يغسل لك ثيابك ؟
ومن يغسل لك رأسك ؟
ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .. !!
هكذا تصنع القوانين ...
* كان يخرج ليلا في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .. !! _ ذات مساء إذ بإعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً :
لقد طال هذا الليل واسود جانبه
وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه ..
فلولا الذي فوق السماوات عرشه
لزعزع من هذا السرير جوانبه ..
_ فيقترب أمير المؤمنين ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه ؟
_ فترد الإعرابية :
لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني إشتاق إليه .
* فيرجع أمير المؤمنين الى دار إبنته حفصة رضي الله عنها ويسألها :
كم تشتاق المرأة الى زوجها ؟
وتستحى الإبنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلا :
إن الله لا يستحي من الحق ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك .. !!
فتجيب الإبنة :
أربعة أشهر أو خمسة أو ستة .
_ ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد ( لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر ) ..
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها .
تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع ( الإعرابية وحفصة ) وإعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع .......
هكذا تَشكَّل ( قانون المرأة ) ..
* والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟
فترد أم الطفلة :
( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )
حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .
يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) .
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر ....
لو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة ..
وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل ) ..
* وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة .
ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته .
يخاطبه الفاروق غاضباً :
( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح ) .. !!
فيسأله الإعرابي متوجساً :
( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ) .. !!
ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا ) ..
فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلا :
( إنما تأسى على الحب النساء ) ...
أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير ( الحقوق والواجب ) !!
* لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الإعرابي وسخريته وواصل التجوال .. !!
لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .. !!
تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير ) ..
* ثم إمرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت ( أخطأت يا عمر )
وكانت هذه بمثابة نقطة نظام إمرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر .. !! لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل إعترف بالخطأ بالنص الصريح ( أخطأ عمر وأصابت إمرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة ..
هكذا تُصنع القوانين ، أي حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين .. !!
فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة (( بما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم طبعاً )) .. !!
لم يتغير الناس ولا الحياة ..
ولكن ليس في القوم .. ( عمر ) .. رضي الله عنه !!
ليس في القوم عمر
طابت اوقاتكم جميعا

وصايا وعظات للأزواج والزوجات


أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله وأطيعوه، فإنَّ تقواه أفضل مكتسَب، وطاعته أعلى نسب، "يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"
أيّها المسلمون، إنَّ الله تعالى بلطيفِ حكمتِه وما أودَعَه في إبداع العالَم من عجائبِ قدرتِه خلق الإنسانَ مجبولاً إلى السّكَن والاستقرار، وطبَعَه في أصلِ خِلقته على الحاجة لذلك والاضطرار، ويسَّر له برحمتِه وفضلِه زوجًا من نفسِه ليسكنَ إليها ويرتبطَ بها؛ "وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوٰجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
أيّها المسلمون، الرّابطة الزوجيّة رابطةٌ عظمى، صدرت عَن رغبةٍ واختِيار، وانعقدَت عن خِبرة وسؤال وإيثار، عقدُها مأمورٌ بِه شرعًا، مستحسَن وضعًا وطبعًا، والأسرةُ هي اللبِنة الأولى لبناء المجتمعات، بصلاحِها تصلح الأوضاع، وبفسادِها تفسد الأخلاقُ والطّباع، ركناها وقائداها زوجٌ وزوجَة، يجمَع بينهما ولاءٌ ووفاء ومودّة وصفاء وتعاطف وتلاطف ووفاق واتّفاق وآدابٌ وحُسن أخلاق، تحت سقفٍ واحد، في عِيشة هنيّة ومعاشرة مرضيّة. وفي كتاب الله وسنّة رسوله "من الإصلاح التامّ والعدل العامّ ما يؤيِّد قواعدَ هذه الرابطة فلا تنثلِم، ويؤكّد عقائدَها فلا تنخَرِم. أيّها المسلمون، إنَّ سببَ كثرةِ المشكلات وتفاقُم الخلافات وشُيوع الطلاق لأسبابٍ تافهة إنّما هو التقصير في معرفة آداب الحياة الزوجيّة وما تقتضِيه المسؤوليّة الأسريّة؛ إذ كيف تكون الأسرَة في هناءٍ وصفاء والزّوج ذو بذاءٍ وجفاء، إذا غضِب نفخ ونَفَث، واكفهرّ وازمجرّ، فيه حبّ الأنى والذّات، خيرُه مُقفَل وشرُه مرسل، كفٌّ يابِس ووجه عابس، ومعاملة فاسدة وأقوالٌ سافلة، تترك المرأةَ حسيرةً كسيرة، حائرةً بين مُرَّين: طلبِ تطليقها أو الصبرِ على تعليقِها. وإنّ مَن الأزواج مَن إذا أبغضَ المرأةَ كدَّها وهَدَّها، وكهَرَها وظلمَها، وأكلَ مالَها ومنعَها حقَّها، وقطع نفقتَها، وربّما أخَذ ولدَها وهو تحتَ حضانتِها ورعايتِها، وتركها أسيرةَ الأحزان، تعاني كُرَب الأشجان، فأين الإحسان؟! أيّها المسلمون، وكيف يكون للأسرةِ هناءٌ وصفاء والزّوجة ولاّجة خرّاجة، ثرثارةٌ مِهذارة، طعَّانة لعّانة، لا تُجيب إلى إنصاف، ولا ترضَى بعَيش كفاف، مقصِّرة مفرِّطة، ومسرفة مفرِطة، كثيرة النّوم واللّوم، تنسى الفضلَ وتُنكر الجميل، وتُكثِر على ذلك التّعليل والتّدليل، يقول النبي "اطَّلعتُ في النار فإذا أكثر أهلها النساء"، فقيل: لِم يا رسول الله؟ قال: (يكفُرن العشير ـ يعني: الزوج ـ ويكفُرن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهن الدّهرَ ثمّ رأت مِنك شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قطّ) أخرجه البخاري 
أيّها الزّوجان الكريمان، اتَّقيا الله في حياتِكما الزوجيّة، بُلاَّها بالحقوق، ولا تدمِّراها بالعُقوق، وليقُم كلّ واحدٍ منكما بما أوجبَ الله عليه تِجاه رفيق عمُره وشريك حياته، واخضعا لنصوص النّقل ومَنْطِق العقل قبل أن يستبدَّ بكما الشّقاق ويحصلَ الطلاق والفراق، واحتكِما لقول المولى جلّ وعلا: "وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِى عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ"، وقولِ النبيِّ: (ألا إن لكم مِن نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا) أيّها المسلمون، إنَّ من رام شريكًا للحياة بريئًا من الهفوات سليمًا من الزّلاّت فقد رام أمرًا مُعوِزًا، وطلب وصفًا معجِزًا، يقول النبيّ : (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِه منها خُلقًا رضيَ منها آخر) أخرجه مسلم ويقول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: (أيّما امرأةٍ سألت زوجَها الطلاق من غير بأسٍ فحرامٌ عليها رائحة الجنة) أيّتها المرأة المسلمة والزّوجة المؤمنة، كوني لبعلك أرضًا يكن لكِ سماء، وكوني له مِهادًا يكُن لك عمادًا، تعهَّدي وقتَ طعامِه، والزَمي الهدوءَ عند منامِه، فإنّ مرارة الجوع ملهَبَة، وتنغيصَ النوم مغضَبَة، اصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحُسن السّمع والطّاعة، ولا تُفشي له سرًّا، ولا تعصي له أمرًا، واحذري أنواعَ التقصير، واجتنبي أسبابَ التّكدير، ولا تصومي صيامَ تطوّعٍ إلاّ بإذنه، ولا تأذني في بيتِه لمن يكرَه ، واعلمي أنّك أشدّ ما تكونين له إعظامًا أشدّ ما يكون لك إكرامًا، واجتهدي على نفسك بما هو أدعى لرغبته وأملأ لعينِه، قومي بخدمتِه بنفسٍ راضية؛ فإنّ في خدمته تقويةَ مودَّة وإرساءَ محبّة، ولتكن أسماء بنتُ أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنها وعن أبيها لكِ في ذلك أسوةٌ وقدوة، تقول رضي الله عنها: تزوَّجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضحٍ وغير فرسه، فكنت أعلفُ فرسَه وأستقي الماءَ وأخرز غَربَه، وأعجن ولم أكن أحسِن أخبز، فكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكنَّ نسوةَ صدق، وكنت أنقل النّوى من أرض الزّبير التي أقطعه رسول الله "على رأسي، وهي منّي على ثلثَي فرسخ. أخرجه البخاري وحسبُ المرأةِ طوبَى وبشرَى قولُ الصّادق المصدوق:(أيّما امرأةٍ ماتت وزوجُها راضٍ عنها دخلت الجنّة) وقوله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:(إذا صلّت المرأة خمسَها وصامت شهرَها وحفظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيّ أبواب الجنّة شئتِ) 
أيّها الزوج الكريم، اتّق الله في زوجك، لا تكلِّفها ما لا تطيق، وأعِنها عند الضِّيق، وأشفِق عليها إذا تعِبت، ودارِها إذا مرِضت، وراعِها عندَ ظرفِ حملِها ونفاسها ورضاعها، وأجزِل لها الشّكر، وتلقّاها ببرٍّ وبِشر، واعلَم أنَّ قوامتَك لا تعني القهرَ والغلبةَ والاستبداد والاحتقار، بل هي قوامة تحفَظ لها كرامتَها، وتستوجب تعليمَها وتأديبها وإعفافها، ولا يكن جلَّ همِّك مراقبة أخطائها وإحصاءُ زلاّتها، ولا تبالِغ في إساءة ظنٍّ بلا ريبَة، واحذَر شكًّا قاتِلاً وظنًّا مدمِّرًا، أيها الزوجُ الكريم، إيّاك والمعاتبةَ الكثيرة، فإنّها تورث الضّغينة. يقول النبي:(كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع من يقوت)كُن جوادًا كريمًا، عاملا بقول ربّك جلّ وعلا "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيّقُواْ عَلَيْهِنَّ" ، "لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ ٱللَّهُ لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا ءاتَاهَا سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا"، ويقول عليه الصلاة والسلام:(إذا أنفقَ الرجل على أهله نفقةً يحتسبُها فهي له صدقة)متفق عليه. بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم .....
الخطبة الثانية : قد كان سيّدُ الأنام عليه أفضل الصّلاة والسّلام جميلَ العشرة، دائمَ البِشر مع أهله، يتلطَّف معهنّ، ويضاحكهنّ ويداعبهنّ، ويقول بأبي هو وأمّي صلوات الله وسلامه عليه:(خيركم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ويقول  :(أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلَقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم) أخرجه البخاري ويقول عليه الصلاة والسلام حاثًّا وآمرًا:(استوصوا بالنّساء خيرًا) أخرجه البخاري أيّها الأزواج، لا تتجاوَزوا ما شرَع الله لكم من الضّرب غيرِ المبرِّح حالَ النّشوز إلى ما حرّم عليكم من الضّرب الموجِع المروِّع، فإنّ عواقبَه وخيمة وأضراره جسيمة، عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه أنَّ رسول الله  قال:(ولا تضربِ الوجهَ ولا تقبِّح) فويل للظالم، ويل للظالم يوم اقتصاصِ المظالم.أيّها الأزواج، إنَّ السهرَ والسمَر خارجَ المنزل من مثيرات القلق والأرق، ينغِّص على الزّوجة حياتَها، ويَضيع بسببه الأولاد فلذةُ الأكباد وثمرة الفؤاد، فاحذروا هذا السهرَ واجتنبوه ولا تقربوه. أيّها المسلمون، طهروا بيوتكم من جميع المنكرات و المحرمات تصف لكم الحياة حافظوا على تعاليم هذا الدين وكونوا من عباد الله الصالحين اغتنموا اوقاتكم بصالح الأعمال اتقوا بذلك يوما ترجعون فيه إلى الله يوما تشيب فيه الولدان وتضع فيه كل ذات حمل حملها ...

2017-07-14

تأمل صنيع نملة!

سُئِلتْ أمُّ الدرداء: ما كانَ أفضلُ عبادةِ أبي الدرداء؟ قالت: التفكُّر والاعتبار.
سبحان الله! إنَّ التفكُّرَ في بديع صُنع الله وعظَمة خَلْقه مِن أجلِّ العبادات التي تُوصلنا إلى الاعتبار، وتَزيدُنا يقينًا بربِّنا المصرِّف لشؤونِ الكون، وتُعمِّق فينا رُوحَ التوحيد، عبادة سلَكها خليلُ الرَّحْمن؛ ليستدلَّ بالنجوم والشمس والقمَر على الخالِق الواحِد أمامَ قومه، عبادةٌ واظَبَ عليها حبيبُنا المصطفى - عليه الصلاة والسلام - قبلَ بعثتِه حين كان يخلو بغار حِراء يتحنَّث فيه.
وأنتَ؟ قد تكون نَظرتَ، بل أمعنتَ نظراتِك يومًا صَوبَ جبلٍ تُناطح قمَّتُه السحاب، وهي في مكانِها راسيةٌ ثابتة، أو ربَّما استجبت لقولِ الحقِّ - تبارك وتعالى -: ﴿ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 19].
أو قدْ تكون رفعتَ رأسَك نحوَ السماء لترقُبَ سحابًا يعترِض في أفقها أو برْقًا يَسْتطير مِن أعاليها، وصوتُ الرَّعْد يُداعِبُ أُذنيكَ دون استئذانٍ، ويَروي قصَّة تَتكرَّر؛ لترتويَ الأرض بالغيثِ المسيَّر إليها.
أو قدْ تكون رأيتَ يومًا جمالَ الكون وتأمَّلته في رَونق رَوضةٍ والوقت ربيع، وقد تَفتَّحَت عن زَهرٍ بديعٍ، وحُللٍ بلونِ قوس قزَح، رافقتْها نَسماتُ هواء تَشفي العليل، وتُريح السقيم، وقلتَ: سبحان الله! سبحانَ مَن أحسنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَه!
لكن أتُراك أمعنتَ نظراتِك نحو ذاك المخلوقِ الصغير، وهو يُلمْلِم فُتاتًا أو يحرِّك شيئًا أكبر بكثيرٍ مِن حجمه؟!
هل تأملتَ يومًا صَنيع نملةٍ؟!
أم تُراها خُلقت عبثًا؟!
يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 16].
النَّمْل عالَم مدهِش ومميَّز، دورةُ حياة كامِلة خصَّها الله بها، أجسام صَغيرة وقُدرات عجيبة، وطاقات مميِّزة، وبنظرةٍ أقرَب إلى مجتمَع النَّمل ومشاهدتك له، لن تملك أمامَه إلاَّ تَرديد قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [الجاثية: 3 - 4].
لنبدأ رحلتنا مع عالِم النَّمل.
1– التعاون والتكافل: 
جانبٌ مضيءٌ مِن حياةِ النَّمل ومستوى مُتقدِّم مِن التعاونِ فيما بينها، فالنَّملة التي تَكتشِف مَصْدر الطعام تقوم بتوجيهِ الآخَرين إليه، بل في رِحلة ملئها لمخازنِها بالطعام تحدُثُ أمورٌ غريبةٌ عجيبة، فهل تعْلَم - يا رعاك الله - أنَّ النَّملة الجائِعة إذا التقَتْ بأخرى شبعى، فإنَّ الثانيةَ تُعطِي الأُولى خلاصات غذائيَّة مِن جِسمها؟
وهل تَعلم أنَّ النملات العامِلات تقوم بتغذيةِ اليَرقات؟
فضلاً عن تنبيه الباقيات إلى وجودِ مصادر للطعامِ في المكان الذي صَادفَته فيه؟.
سبحان الله! كيف لهذا المخلوقِ الصَّغير أنْ يَعرِف مبدأ التعاون والتكافُل! وكيف له أنْ يَتصرَّف بهذه الطريقةِ غير الأنانيَّة؟!
إنَّه سلوكٌ يَنبغي أن نتَّصف به نحن البشَر، فالتعاون والتكافُل مِن أخلاقيات الإسلام، يقول - عزَّ وجلَّ - في مُحكَم تنزيله: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
فمِن الصُّعوبةِ أن يَعيش الإنسانُ بمفردِه في هذه الحياة، ومِن الصُّعوبةِ أيضًا أنْ ينال حاجاته كلَّها دون اللُّجوء لغيرِه، فحاجةُ الناس لبعضهم أمرٌ طبيعي، ومشارَكة الآخرين في تَحقيق المصالِح المشروعة وارد أيضًا، والإنسان اجتماعيٌّ في علاقاته؛ لذا نَجِد الإسلام قد حثَّ على التعاونِ؛ ليشملَ جميعَ جوانبِ الحياة، إذًا فالتعاونُ هدفٌ ومطلَبٌ أسْمى فـ((إنَّ المُؤمِنَ للمؤمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بعضًا))
فهذا حالُ المؤمِن في تَعاوُنه مع أخيه المؤمِن، ولا يكون التعاون مِن أجْلِ إحقاقِ فائدة أو جلْب منفعةٍ فقط، وإنَّما يكون أيضًا من أجْل دفْع المنكَر ودحْض الشبهات وكفِّ الأذى.
وكما حدَّد دينُنا القويم علاقةَ الإنسان بربِّه، فإنَّه حدَّد علاقَته بأخيه الإنسان، والتكافُل صُورة أخرى للتَّعاون بيْن الأفراد في المجتمَع الواحِد بما يَشيعه مِن تَرابُط وحبٍّ وإيثار مِن أجْل تحقيقِ الحياة الكريمة للفَرْد.
وتختلِف أشكالُ التكافُلِ والعطاء على شاكلةِ الزَّكاة والصَّدَقة، والوقف والنَّفقة والكفَّارات، يقول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180]، ممَّا يضمن العيشَ الكريم للمحتاج والفقير مِن جهة، ويروِّض نفْسَ باذلِ المال ويُقصِي مشاعرَ البُخل والشحِّ.
فهل طبَّقنا ووعيْنا؟ وهل تعاونَّا وتكافلنا؟
كم مِن مسلمٍ باتَ طاويَ البطن يتضوَّر جوعًا وجارُه يتقلَّب في النَّعيم! وأين نحن مِن سدِّ جوع الجائِع، وكسْي عُري العاري؟ بل أين نحنُ مِن مسلمين يموتون بالآلاف جوعًا، شبَّانًا وشيبًا، نِساءً ورجالاً؟! ألاَ نستحي مِن نملة تُطعِم أختَها!
خرَج أحدُهم مع أبي هُرَيرةَ يُسائِله، فلمَّا انتهى إلى بابِ بيته أقْبَل عليه، وقال: "ألاَ أخبرك بشر ممَّا سألتَني عنه؟ الرَّجلُ يَبيتُ شبعان وجارُه جائِع".
كما لا يَرتبِط العطاءُ بمقابل أو تحقيق مصلحةٍ شخصيَّة، بلْ هو بابُ خيْر انفتح على مِصراعيه للمُعين، يقول الحبيبُ المصطفى - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن نَفَّسَ عن مُؤمنٍ كُربةً مِن كُرَب الدنيا، نفَّسَ الله عنه كُربةً مِن كُرَب يومِ القِيامة، ومَن يَسَّرَ على مُعسِر، يَسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخِرة، ومَن سَتَر مسلمًا، سَتَره الله في الدُّنيا والآخِرة، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عَونِ أخيه))، وبهذا التوازنِ نكون قدْ حقَّقْنا المنفعة لأنفُسِنا وللبلادِ والعباد.
2- التخطيط للمستقبل:
النَّمل - يا رَعاكم الله - مِن أحْرصِ مخلوقاتِ الله على تحقيقِ أَمْنه المستقبلي، فهو يدَّخر في يومِه لغدِه، يُذكَر أنَّ سيِّدنا سليمان - عليه السلام - استحضَر نملةً وسألها عن كميَّة الطعام الذي تَكفيها خلالَ السَّنَة الواحدة، فأجابتْه أنَّها تستهلك ثلاثَ حبَّات مِن الحنطة سنويًّا، فأمَر نبي الله بإلقائِها في قارورة مسدودة وجعَل معها ثلاثَ حبَّات مِن الحنطة، ثم أمر بفَتْح القارورة بعدَ سَنةٍ كاملة، فوجَد حبَّةً ونصفَ حبة من الحنطة، فقال سليمان - عليه السلام - للنملة متعجبًا: أين زَعْمُك؟! أنتِ زعمتِ في قولك، كل سَنة ثلاث حبَّات؟! قالت: نعَمْ، ولكن لَمَّا رأيتُك مشغولاً بمصالح أبناء جِنسِك حسبتُ الذي بقِي مِن عُمري، فوجدتُه أكثرَ مِن المدَّة المضروبة، فاقتصرتُ على نِصف القُوتِ واستبقيتُ نصفَه استبقاءً لنفسي، فعَجِب سليمانُ من شِدَّة حِرصها.
قد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، فهي تحتفظ بالحبوبِ تحتَ الأرض في مستعمراتها، في مكانٍ رطبٍ دافئ، دون أن يُصيبَ هذه الحبوب التلفُ أو التعفُّن، بل ويتفنَّن النملُ في طريقة ادِّخاره لغذائه، فنجده يقطَع حبَّةَ القمح نِصفين، ويقضم البقولَ؛ كي لا تُنبتَ مِن جديد! وهذا كلُّه تحسُّبًا لفصلِ الشتاء؛ كي يجدها جاهزةً للاستهلاك.
فهل فَكَّرتَ في مستقبلك تفكيرًا إيجابيًّا يجعلك تخطِّط له، وتَضع تصوُّرات منهجيَّة لأهدافك؟ أم إنَّك تَسير وتَمضي إلى طريقٍ غير معلوم، غير واضح المعالِم؟ ومِن غير تخطيط لهدف تصل إلى تحقيقِه على المستوى القَريب أو البعيد؟
إنَّ التفكيرَ في المستقبل والتخطيط له يَجعَلُنا نسمُو لنكونَ أفضل، وشتَّان بيْن التخطيط للمستقبل والخوف ِمنه! بين التفكير الإيجابي المحفِّز، وبيْن الفزَع من الغيب المستور وطُولِ الأمَل الممقوتين شرعًا!
ولعلَّ ادِّخار النَّملة لغذاء سَنَة، يجعلنا نفكِّر في كيفية ادِّخار النقود؛ مِن أجْل تحقيق الأهداف المالية مثلاً، فالادِّخار يوازي الاستثمارَ، فهلاَّ استثمرْنا وقلَّدنا صنيعَ النملة؟
فاطوِ الماضي ولا ترْوِه، وعشْ يومَك وكنْ ذَكيًّا أريبًا، كيِّسًا فطنًا، فكِّر في كيفية تحقيق أهدافك المستقبليَّة، وخذْ بالأسباب التي تُعينك على بُلوغِه، وفي نفْس الوقت، ارضَ بما قسَمه الله لك، فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَر، ولعلَّ التفكير في المستقبل القريب في حياتنا الدُّنيا، يجعلنا نُفكِّر في يومِ الجَمْع حيث فريقٌ في الجنَّة وفريق في السَّعير؛ ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾ [المعارج: 6 - 7].
3- الجِدُّ والمثابرة:
جِدٌّ ومثابرة وعدَم استسلام، تِلكم بعض ما يمكن أن يُوصَف به مجتمعُ النمل، لا وجودَ لكلمة (فشل) في قاموسهم! يحاولون، ويُتبِعون المحاولةَ بالأخرى، في جوٍّ مِن الاجتهاد الدؤوب والتعاون.
كلُّ شيءٍ يخضَع عندهم لتنظيم، وكلُّ عضوٍ في المستعمرة يقوم بواجباته، فهذه الملِكاتُ لها أمرُ القيادةِ والتوجيه، وهي التي تضَع البيض، وهذه الإناثُ العاملات التي تُشكِّل غالبية سُكَّانِ المستعمرة نراها وهي تقوم مجدَّةً بمهامها، وهذا الذَّكَر الذي يقوم بوظيفةِ التلقيح ، مستعمرات يسودُها تقسيمٌ مثاليٌّ للعمل فيما بينها، في جوٍّ لا مَلَل فيه ولا كلَل، نجِد النملة تُحاول وتُحاول مرَّات عديدة إلى أن تُتمَّ عملها، فلا يعرف اليأسُ طريقًا إليها.
فيا لَيتنا نُدرِك أنَّ العيش في الدُّنيا جهادٌ دائمٌ مستمرٌّ، وسعيٌ متواصِل، فما الناسُ إلا الماء يُحييه جريُه، فالإسلامُ دِين عمَل لا دِين خمول واتِّكال وكسل، وفي سِيرة أنبياءِ الله خيرُ قدوةٍ لنا، فقدْ سَعَوْا في الأرض لكسبِ قُوتِهم؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، فهي دعوةٌ صريحةٌ للجدِّ وبذلِ الجُهد؛ لتحصيلِ الرزق، وإعْمار الأرض، قال الشاعر:
قُلْ لِلَّذي طَلَبَ المَعَالِيَ قَاعِدًا --- لاَ مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِغَيرِ العَامِلِ
ولسانُ حالِ الكثيرين يقول: حاولتُ مرَّةً، فشِلتُ، استسلمتُ لليأس، لا أستطيع، لا أقدِر، مستحيل، غير ممكِن!
ونحن مُستخلَفون في هذه الأرْض؛ لإعمارها وبثِّ الحياة فيها؛ يقول تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، والمثابرةُ في العملِ تكون في كلِّ مجالات الحياة، في الطاعات والعبادات، كما في كسْبِ الرِّزق وتحصيل الخير، وعلى المسلِم مجاهدةُ نفْسه للوصولِ إلى هدفه المنشودِ والمأمول، وأعظم النجاحات تأتي بعدَ أشقِّ العثرات، ولم تخلُ قصَّةُ ناجحٍ متميِّز مِن المثابرة وتخط للصِّعاب، فلتكنِ المثابرةُ مِن أسرار تميُّزنا، وعنوانًا عريضًا لتفوُّقنا.
إذًا إنَّها صُور مِن عالم الأحياء - اقتصرتُ على ما شدَّ انتباهي، وإلاَّ فهي أكثرُ ممَّا عرضتُ - يُمثله مخلوقٌ صغير يُشعِرنا بالحياة ودَورنا فيها، أفلا يحقُّ لنا بعد هذه الجولة المقتضبة أنْ نُصيح بحناجِرِنا وفيْض مشاعرنا قائلين: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]؟!
فهل ستتأمَّل نملةً؛ لتدركَ آياتِ الله في أصغرِ مخلوقاته؟! وهل ستتوقَّف عندَ قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [الجاثية: 3 - 4] 
 اللهمَّ اجعلْنا مِن الذين يتَّعظون إذا وُعِظوا، ويتذكَّرون إذا ذُكِّروا.


يوم تنقطع الأنساب

إذا نفخ في الصور نفخة النشور وقام الناس من القبور " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " إذ لا تنفع الأنساب يومئذ ،ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه .قال الله تعالى " ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم " فلا يسأل الصديق المقرّب عن حميمه وهو يبصره ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره وكان في الدنيا أعز الناس عليه .لن يلتفت إليه ولن يحمل عنه وزن جناح بعوضة قال الله تعالى " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه " لماذا؟ والجواب "لكل امرء يومئذ شأن يغنيه" إن هناك ما يشغله بنفسه عن الآخرين يريد ان ينجو بها ، ولا يهتم بغيره.
ما الفرق الدقيق بين قوله تعالى " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ...." وقوله تعالى " يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومِئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينُنجيه." .. 
فالآية الأولى تذكر فرار الرجل ممن كانوا يساندونه ويدعمونه في الدنيا فالموقف في الآخرة رهيب رهيب ، وكل واحد يمكن ان ينقلب عليه ويطلب حقه منه، فاقد كان الأخ سند أخيه ورفيقه وصنوه وأسرارهما معاً ، وكانت أمه أكثر الناس رحمة به وكذلك أبوه ، ثم تجد الزوجة والأبناء جاءوا في الترتيب أخيراً لانهم اعتادوا أن يساعدهم هو لا أن يساعدوه هم.فهو الذي يصرف على أولاده وزوجته واعتمادهم عليه ومنه ينتظرون العون، يفر من هؤلاء الآن وقد كانوا عزوته ومؤيديه.
أما في الآية الثانية فإننا نجد الموقف الذي كنا نستبعده في الدنيا يتحقق في الآخرة، فالأب – في الدنيا- يحارب الجميع في سبيل نصرة ولده وزوجته ويقطع عن نفسه اللقمة ليضعها في أفواههم ويبذل الغالي والرخيص في سبيلهم ويعادي الناس ولا يزعج أولاده وأسرته أما في الآخرة فإنه - لما يرى من الهول الذي ينتظره - يفتدي نفسه بأعز الناس عليه - بنيه وزوجته ثم بأخيه ثم فصيلته التي تؤويه - .. إن مقاييس الآخرة غير مقاييس الدنيا .يتخلى المرء عن كل شيء لينجو .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هو حسبنا ومولانا الرحيم بعباده.
وقال ابن مسعود : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد : ألا من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه - قال - فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده وإن كان صغيراً أو زوجته ; ومصداق ذلك في كتاب الله قال الله تعالى " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " .... أرأيت يا أخي كيف يسعى المرء في الآخرة ويقول نفسي نفسي ويعادي الجميع لينجو وحده من عذاب يوم القيامة؟!.
لكنّ نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم له شأن آخر بين يدي الله تعالى فالرسول حبيب الله ونسبه مصان وذريته الصالحة في أمان مما يغتور الناس ويخيفهم.فعن عبد الله بن أبي رافع عن المسور رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاطمة بضعة مني ، يغيظني ما يغيظها وينشطني ما ينشطها ، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري " وهذا الحديث له أصل في الصحيحين عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها " وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر " ما بال رجال يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه ؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة وإني أيها الناس فرط لكم إذا جئتم " فأقول لهم : أما النسب فقد عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى " 
لما تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب " قال : أما والله ما بي – أي لا رغبة لي في الزواج- إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " رواه الطبراني وغيره وذكر أنه أصدقها أربعين ألفا إعظاما وإكراما ، رضي الله عنه .
وروي عن ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري " وروي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا يتزوج إلي أحد منهم إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك " .هذا طبعاً في ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ماتوا على الإسلام .
نسأل الله تعالى حسن الختام وشفاعة رسوله ورضاه سبحانه فإنه مولانا ونعم المولى ونعم النصير.
 

2017-07-05

المُهِمَّات في صفات القُدُوات من القرآن الكريم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه همسات تربوية وخواطر قرآنية من هداية كلام رب البرية؛ عبارة عن فوائد وإرشادات مقتضبة، ووصايا وتوجيهات مختصرة، وبرقيات عاجلة، تنير الطريق وترسم المعالم، مستقاة من أخلاق الكبار وصفات العظماء، من الأنبياء والأصفياء، لصناعة وإيجاد قُدوات عملية ونماذج ربانية.
 الفهم الجيد: قدر زائد على العلم، لحاجة القائد والقدوة تحديد مواقف وإصدار قرارات وأحكام صائبة وسديدة، سيما في النوازل والمُلِمَّات، وقد أثنى الله سبحانه على سليمان بقوله ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ )الأنبيا:79، أَيْ فَهَّمْنَاهُ الْقَضَاءَ الْفَاصِلَ النَّاسِخَ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي النَّازِلَةِ. البحر المحيط (7/455).
- حُسن الاستماع والإصغاء الجيد: مهارة مهمة وخُلُق رفيع للقدوة، لكسب القلوب وترك الأُثر الحسن في النفوس، فمع مخالفة الهدهد وغيابه من بين الجند، وغضب سليمان وتوعده له، إلا أنه استمع له شرحه وإسهابه ومبرراته، ( فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )النمل:22
- عدم الاستخفاف بالرعية: والأتباع واستجهالهم، لما فيه من القهر لهم واستحماق عقولهم، كما فعل فرعون النموذج القرآني للقائد الفاشل! ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )الزخرف:54، قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمَعْنَى فَاسْتَجْهَلَ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ بِخِفَّةِ أَحْلَامِهِمْ، وَقِلَّةِ عُقُولِهِمْ. فتح القدير (4/641).
- حُسن الخُلُق: عماد شخصية القائد المؤثر، وعامل أساسي في القدوة العملية الفعالة، لذلك أثنى الله سبحانه على نبينا عليه الصلاة والسلام أعظم قدوة بقوله عز وجل ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )القلم:4، وَالْخُلُقُ الْعَظِيمُ: هُوَ الْخُلُقُ الْأَكْرَمُ فِي نَوْعِ الْأَخْلَاقِ وَهُوَ الْبَالِغُ أَشَدَّ الْكَمَالِ الْمَحْمُودِ فِي طَبْعِ الْإِنْسَانِ، وهو أَرْفَعُ مِنْ مُطْلَقِ الْخُلُقِ الْحَسَنِ. ينظر التحرير والتنوير (4/564).
- الصدق في الوعد: والوفاء بالعهد من أخلاقيات الكبار والعظماء، لما يترتب عليه من بناء الثقة بين الأفراد، وتوطيد أواصر التعاون في المجتمع، قال سبحانه عن إسماعيل عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا )مريم:54، فَصِدْقُ الْوَعْدِ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ، كَمَا أَنَّ خُلْفَه مِنَ الصِّفَاتِ الذَّمِيمَةِ. تفسير ابن كثير (5/239).
- الإحسان بمختلف الأزمان: وتقلبات الدهر صفة ملازمة للقائد الثابت والقدوة الحسنة، فلا ينحدر بأخلاقه مهما تغيرت الظروف والأحوال، ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )يوسف:36، قيلت ليوسف مرتين: عندما كان في السجن، وثانية لما أصبح عزيز مصر! فالمحسن لا تغيره الدنيا ولا تبدله الأحداث.
- يُحب لأتباعه الخير: كما يحبه لنفسه، وهذا قمة الإيثار والنُبل والعطاء، واقتلاع جذور الأنانية وحب الذات، قال تعالى عن الخليل إبراهيم ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي )البقرة:124، وقد جرى إبراهيم على سنة الفطرة، فتمنى لذريته الخير في أجسامهم وعقولهم وأخلاقهم. تفسير المراغي (1/209).
- التفاؤل: وبناء روح الأمل والطموح وعدم اليأس والتشاؤم بكل الأحوال، فموسى عليه السلام في أحلك الظروف وأصعب الأزمات عندما قال له أصحابه ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) أجاب بكل ثقة وأمل وتفاؤل ( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )الشعراء:62.
- الإنصاف: في الحكم على الآخرين وإحسان الظن قبل الاستعجال صفة مهمة للقدوات، فقد اتَّهَم سليمان عليه السلام بصره أولا قبل أن يحكم بشكل نهائي على غياب الهدهد، قال سبحانه ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ) النمل:20.
- الإعتراف بمزايا الآخرين: وإبرازها وإظهارها خُلُق الأنبياء والعظماء، ولا يُنقِص من قدر القدوة ولا يقلل من قيمة الرمز، فهذا نبي الله موسى عليه السلام، كليم الله ومن أولي العزم من الرسل، يقول عن أخيه هارون ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا )القصص:34.

كيف تستمر على الطاعة بعد رمضان ؟

كثيرٌ من المسلمين قد اجتهدوا في طاعة ربهم في رمضان فقدّموا مايرضي مولاهم على مايرضي أنفسهم ، وآثروا أمر خالقهم على ذواتهم ، وانشغلوا بالقربات عن بعض ملاذ النفس ، وقد كان للجو الإيماني وفضيلة الزمان دورٌ كبير في هذا ؛ ولكن سريعاً ما خبا ذاك الحماس ، وضعف ذلك الإندفاع للخير وله أسبابه الكثيرة - ولن أتعرض لها هنا - ولكن يبقى أثر تلك الطاعات في النفوس باقياً ، ولعلي في هذه السطور أن أذكر مايعين على الإستمرار ولو على جزءٍ منها :
وقبل البدء بذكر الأسباب :
لابد أن نعلم أنّ رضا الله عن عبده لا يرتبط بزمانٍ ولا مكان فقد يأتيه في وقت لا يخطر له على بال وفي مكان ماكان في حسبانه أن يناله به فلذا كان التعرض لرحمة الله في كل حين مطلباً للصادقين وغاية للراغبين .
أمّا الأسباب المعينة على الإستمرار في الطاعة فهي كثيرة جداً - ولعلي أذكر هنا بعضها - بما يناسب الحال ، 
فمنها :
- اجعل لك جزءاً من الطاعات لا تفرّط أو تتكاسل عنها أبداً - بعد العناية التامّة بأعظمها وأهمّها : وهي الفرائض - فهناك سنن لا تسمح لنفسك التفريط بها البتة أهمّها ( السنن الرواتب وصلاة الوتر ) لأنّ المحافِظ على هاتين العبادتين لن يضيّع الفريضة ولن يتكاسل عن أدائها فهي كالسياج والسور لها . ذلك أنّ صلاة الليل لها شأنها الأعظم في الثبات ؛ فليكن لك من الليل نصيبٌ ولو جزء منه ، صلي أربعاً أو ستاً أو حتى ركعتين قبل الوتر ففي هذا الخير الكثير والأثر العظيم عليك . 
- من أعظم المثبتات على العمل الصالح : تلاوة القرآن العظيم . فلا تهجرها البتة فهي نورُ القلب وجلاء الفؤاد لا تقصّر عن ختمة كل شهرٍ مرة فإنّك إن فعلت ذلك فزت فوزاً عظيماً . ألزم نفسك بالتلاوة كل يوم وعوّدها على ذلك واعلم أنه لايتأتّى ذلك بالدعه والراحة والتشهي وإنّما بالتربية الجادة ، ولو نظرنا بإنصاف لهذا الأمر لوجدناه لاشيء عند الجادين لأنّ قراءة الجزء من القرآن يستغرق عشرين دقيقة فقط فهل نعجز أنّ نفرّغها لتلاوة القرآن ولو بتقطيعها لأجزاء !!
- مما يعينك على الإستمرار : أن توقن أنّ للطاعة أثرٌ على القلب وراحةٌ للنفس وسببٌ لتيسير الأمور وتفريج الهموم والغموم ؛ فإذا استحضرت هذا سارعت لأن تُحافظ على الطاعات ولزمتها على الدوام .
- ومما يعينك : أن تتذكّر بإنقضاء رمضان انقضاء العمر ، وبمضي أيامه مضي الزمان ، فالخلود ليس لنا له طريق في الدنيا ، وهو محال على بني البشر ، فكما انتهى رمضان ستنتهي الأعمار ، وكما مضى هذا الزمان سيمضي غيره حتى تُسلم الروح لباريها ، ولكن البلية كل البلية بطول الأمل الذي جعل التسويف سبباً مهلكاً لنا في التكاسل عن الطاعات ولكنّ الموفق من عرف حقيقة الدنيا فلم تغره ، وعرف حقيقة الآخرة فعمل لها .
- ومما يعينك أيضاً : أن تتذكر أنّك كما حمدت ربك وشعرت بفرح عظيم بعد انتهاء رمضان فأيقن أنّك ستحمده أعظم الحمد وأعلاه يوم لقائه وذلك عند رؤيتك كثرة الطاعات وثوابها . فها أنت قد فرِحت بأنّك أطعت ربك في رمضان وترى عظيم الإنجاز لها ، ولكنّ الفرحة الكبرى يوم ترى جزاء عملك الصالح وثواب هذا الإحسان فاستدم الطاعة وداوم على القُربة فالسعادة الكبرى في جنات النعيم .
- لمن قصر - مثلي - في رمضان لا تيأس فرب العالمين يرضى منك العمل الصالح في كل حين ، ومايدريك لعل التقصير منّا في رمضان يجعلنا نراجع أنفسنا ونعترف أنّ الذنوب كانت سبباً للحرمان من هذا الموسم العظيم فنجدد العهد بالتوبة ونبدأ صفحة جديدة طلباً لرضا الرحمن جل وعز .
- ما يعينك على الإستمرار على العمل الصالح : ( مجاهدة النفس ) . فهي مطلبٌ مهمٌ لمن رام الخير وطمع في جنة عرضها السماء والأرض - وهل نال من نال من الخيرات ورضا الرحمن إلا بمجاهدة نفسه - فجاهدها على الصيام ، جاهدها على قراءة القرآن ، جاهدها على النوافل...فيوشك أن تُحط الرحال وننتقل لدار الجزاء .
- ( القليل فيه الدوام ) فلا تثقل على نفسك بكثرة الأعمال فالقليل فيه ضمان الإستمرار وفيه استمرار تعلق القلب بالله وطاعته وفوزاً بحسن الخاتمة .
- تيقين أننا بحاجة للطاعة فكل حسنة تعملها ترفعك درجك وتحط خطيئه والعبد لا يدري ماالحسنة التي تُدخله الجنّة وتُباعده عن النار - وطول العمر ولو لحظة - نعمةٌ وهبةٌ من الله تنفع بها نفسك فاجعل هذا قريباً منك ليعينك على الثبات .
- عدم اليأس من الجد والعمل الصالح فمهما حصل من تقصير يعالجه العودة كل حين للعمل الصالح ، فاجتهد أن تبادر للعمل كلما ضعفت ولا تيأس ، فالمرء لا يزال على خير مادام ينوي الخير ويجتهد في فعله .
- ( الصحبة الصحبة ) فهي خير معين لك على الإستمرار على العمل الصالح فتعاون وتذاكر أنت والرفاق في فضل الأعمال الصالحة واختر من تذكرك رؤيته بالعمل الصالح وتعينك صحبته على فعل مايُرضي الله .
- الإستعانة بالله أس المطالب وأساس التوفيق فليكن الدعاء ديدنك والرغبة إلى المولى عز وجل هجيراك فإنّه سبحانه المعين المسدِد والله الموفِق .

دعوة إلى طريق الجنة

ما أجمل الحديث عن الجنة ونعيمها (اللهم اجعلني وإياكم من أهل الجنة) 
هذه بعض الأعمال والأقوال التي تحفزك لدخول الجنان بعد رحمة الواحد الديان .

ـ هل تريد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى). رواه البخاري
ـ هل تريد ألا ينقطع عملك بعد الموت ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). رواه مسلم
ـ هل تريد حسنات كالجبال ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين). متفق عليه
ـ هل تريد أن يكتب لك أجر صيام سنة كاملة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ). متفق عليه
ـ هل تريد بيتاً في الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله). رواه مسلم
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة). رواه احمد
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة). رواه مسلم
ـ هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). رواه مسلم
ـ هل تريد أن يستجيب الله دعاءك ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة). رواه أبو داود
ـ هل تريد كنزاً من كنوز الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة). رواه أحمد
ـ هل تريد أن يثقل ميزان حسناتك ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده - سبحان الله العظيم). رواه البخاري
ـ هل تريد أن تكون في حفظ الله ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من صلى الصبح (أي صلاة الفجر) فهو في ذمة الله). رواه مسلم
ـ هل تريد رفع الدرجات عند الله ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (ما تواضع احدا لله إلا رفعه الله عز وجل). صححه الألباني
ـ هل تريد أن تُغفر ذنوبك وإن كانت كثيرة بعد رحمة الله ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). متفق عليه
ـ هل تريد أن يُباعد بينك وبين النار سبعين خريفاً ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً). رواه البخاري
ـ هل تريد أجر قيام ليلة كاملة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله). رواه مسلم
ـ هل تريد طريقاً يوصلك إلى الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ). رواه مسلم
ـ هل تريد أن تستجاب دعوتك ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بالمثل). رواه مسلم
ـ هل تريد أن يصلي الله عليك ؟ 
أي الثناء من الله عليك والرحمة والمغفرة .
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً). رواه مسلم
ـ هل تريد أن تكسب كل يوم ألف حسنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ " فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : " يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ويحط عنه ألف خطيئة). رواه مسلم
ـ هل تريد أن تكون لك نخلة في الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة). رواه الترمذي
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة). رواه الترمذي
ـ هل تريد أن يضمن لك النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة). رواه البخاري
ـ هل تريد أن تكون قريباً من ربك ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). رواه مسلم
ـ هل تريد نزول السكينة وغشيان الرحمة عليك ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (لا يقعد قوم يذكرون الله، إلا حفتهما الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده). رواه مسلم
ـ هل تريد قولا ييسر دخولك الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (من قال ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة). رواه ابو داود
ـ هل تريد عملا يسيرا يكون سببا لدخولك الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين). رواه مسلم
ـ هل تريد ذكرا ييسر  لدخولك الجنة ؟
ج/ قال صلى الله عليه وسلم : (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ). رواه البخاري
ـ اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ