السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-09-28

آتى أمر الله

آتى أمر الله
أحداث الساعة 
تبدأ أحداث قيام الساعة بالنفخ في الصور، عندها يستيقظ أهل القبور، ويخرجون من قبورهم شعث الروؤس، غُبُر الأبدان؛ لأنّ الصيحة افزعتهم، وقرعت أسماعهم النفخة، كما قال الله تعالى:(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ)، ومن الجدير بالذكر أنّ الله -تعالى- أوكل مهمة النفخ في الصور إلى أحد الملائكة العِظام، وهو إسرافيل عليه السلام، فهو متهيئ للنفخ فيه منذ أن وكّله الله بذلك، وأمّا الصور فقد ورد في السنة النبوية أنّه عبارة عن آلةٍ على شكل قرنٍ يُنفخ فيها، فقد جاء أعرابي يسأل النبي -عليه السلام- عن الصور، فقال له: ( قرنٌ يُنفَخُ فيهِ)،وعندما يأمر الله -تعالى- إسرافيل -عليه السلام- بالنفخة الاولى في الصور وهي نفخة الصعق، يموت كلّ من في السموات والارض إلّا ما شاء الله، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ)، وتأتي هذه الصحية والناس في غفلةٍ عنها، وانشغالٍ في الدنيا، حيث يكونون في أسواقهم، وطرقهم، ومجالسهم، حتى إنّ الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى يُنفخ في الصور، ثمّ يأمر الله -تعالى- فيُنفخ في الصور النفخة الثانية، ليستيقظ الأموات، ويُبعثون من قبورهم، ثمّ يُحشرون إلى أرض المحشر، وأمّا بالنسبة للمدّة الزمنية بين النفختين فقد تكون أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين سنةً، حيث قال أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّه سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ( بينَ النفخَتَينِ أربَعونَ)،ولكنّ أبا هريرة -رضي الله عنه- لم يحدّدها؛ لأنّ رسول الله ترك القول مطلق، ولم يحدّده بيومٍ، ولا شهرٍ، ولا سنةٍ.
 أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال الله -تعالى- في مطلع سورة النحل: (أَتى أَمرُ اللَّهِ فَلا تَستَعجِلوهُ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ)،وفسّر ابن كثير الآية الكريمة بأنّها إخبار من الله -تعالى-بدنوّ الساعة واقترابها، وممّا يؤكّد تحقّق الساعة ووقوعها التعبير بصيغة الماضي، كقول الله تعالى: (اقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُم وَهُم في غَفلَةٍ مُعرِضونَ)، وقوله: (فَلا تَستَعجِلوهُ)، يُمكن أن يكون ضمير الهاء عائد على الله تعالى، أو على العذاب، والمقصود لا تستعجلوا العذاب، ورُوي عن الضّحاك في تفسير الآية أنّه قال: (أتى أمر الله)؛ أي فرائضه، وحدوده، فردّ عليه ابن جرير قائلاً: (لا نعلم أحداً استعجل بالفرائض وبالشرائع قبل وجودها، بخلاف العذاب، فإنّهم استعجلوه قبل كونه استبعاداً وتكذيباً).
 وذكر الطبريّ في جامع البيان أنّ أهل التأويل اختلفوا في الأمر الذي أخبر الله -تعالى- عباده باقترابه منهم ومجيئه إليهم، فمنهم من قال أمر الله؛ أي فرائضه وأحكامه، وذُكر رواية عن الضّحاك أنّه قال بأنّه الأمر هو الأحكام والحدود والفرائض، وقال آخرون هو إخبار من الله -تعالى- باقتراب الساعة، وفي ذلك وعيدٌ لأهل الشرك؛ لأنّ عذابهم حضر أجله واقترب، ورُوي عن ابن جريج أنّه لمّا نزل قول الله تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)؛ استهزء رجالٌ من المنافقين، وقالوا إنّه يزعم أنّ أمر الله قد أتى، فأمسكوا عمّا كنتم تعملون؛ حتى ننظر ما هو كائن، فلمّا رأوا أنّه لا ينزل شيء قالوا ما نراه نزل شيء، فأنزل الله تعالى: (وَلَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعدودَةٍ لَيَقولُنَّ ما يَحبِسُهُ أَلا يَومَ يَأتيهِم لَيسَ مَصروفًا عَنهُم وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ)، ورجّح الطبري رأي من قالوا بأنّه تهديد من الله تعالى لأهل الكفر، وإعلام منه باقتراب الهلاك والعذاب، حيث إنّه لم يبلغ الطبري أنّ أحداً من الصحابة -رضي الله عنهم- استعجل الفرائض قبل أن تُفرض عليهم، فكيف يُقال لهم قد جاءتكم الفرائض فلا تستعجلوها، بينما هناك الكثير من المشركين استعجلوا العذاب، بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- ختم الآية بقوله: (عمّا يشركون)؛ ممّا يدلّ على أنّها تنزيهاً لله -تعالى- عن الشرك، وقد اختلف القرّاء في قراءة (عمّا يشركون)؛ فقرأها أهل المدينة وبعض الكوفيين والبصريين بالياء؛ على الخبر عن أهل الكفر بالله، وتوجيه الخطاب بالاستعجال إلى الصحابة رضي الله عنهم، وأمّا عامّة قرّاء الكوفة فقرأوها بالتاء؛ على توجيه الخطاب في الاستعجال إلى المشركين.
 اقتراب الساعة 
هناك الكثير من العلامات التي تدلّ على اقترب قيام الساعة، منها ما ظهر وانتهى، ومنها ما يزال ظاهراً، ومنها ما لم يظهر بعد، ومن العلامات:
 علامات الساعة الصغرى، حيث ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعضاً منها في قوله: (اعددْ ستاً بين يديْ الساعةِ: مَوْتِي، ثمّ فَتْحُ بيتِ المقدسِ، ثمّ موتانِ يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنمِ، ثمّ استفاضةُ المالِ حتى يُعْطَى الرجلُ مئةُ دينارٍ فيظَلُّ ساخطاً، ثمّ فتنةٌ لا يَبْقَى بيتٌ من العربِ إلّا دخلتْهُ، ثمّ هُدْنَةٌ تكونُ بينكم وبين بني الأصفرِ، فيَغدرونَ فيأتونكم تحتَ ثمانينَ غايةٍ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفاً)، وفيما يأتي تفصيلها: بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ووفاته، حيث إنّ أوّل علامات الساعة بعث النبيّ عليه السلام؛ لأنّه آخر الأنبياء والمرسلين، وليس بينه وبين الساعة نبيٌ آخر، حيث قال الرسول: (بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ قال وضمَّ السبابةَ والوسطى).
 فتح بيت المقدس؛ حيث فُتح في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. طاعون عمواس؛ وقيل هو الموتان الذي أخبر عنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف، وقد وقع هذا الطاعون في العام الثامن عشر للهجرة، ومات فيه خمسةً وعشرين ألفاً من المسلمين، منهم: أبو عبيدة، عامر بن الجراح رضي الله عنه. اقتتال علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

ولا تحسبن الله غافلاً

ولا تحسبن الله غافلاً
تفسير آية ولا تحسبن الله غافلاً 
قال تعالى في سورة إبراهيم: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصار)،وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة وقوله تعالى ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمين، أي لا تحسب أنّ الله تعالى يغفل عما يفعله الظالمون من أعمال، بل هو سبحانه يمهلهم وينظرهم ويحصي لهم أعمالهم ويعدها عليهم عدّاً، ويؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، وهذا اليوم هو يوم الأهوال الشديدة وهو يوم القيامة.
 ذكر القرطبي في تفسير هذه الآية أنّها تسلية لقلب النبي عليه الصلاة والسلام لما وجده من مخالفة قومه لدين إبراهيم، وما عاينه من أفعالهم، وحتى يعلمهم أنّ تأخير العذاب عنهم لا يعني الرضا بأفعالهم، بل هي سُنة الله في إمهال العصاة والظالمين، وقال ميمون بن مهران إنّ هذه الآية فيها تسلية للمظلوم، ووعيد للظالم، ومعنى تشخص فيه الأبصار أي لا تغمض في ذلك اليوم مما ترى من الأهوال، وقال ابن عباس تشخص أبصار الظالمين في ذلك اليوم إلى الهواء من شدة حيرتهم فلا يرمضون.
 التحذير من الظلم 
لا شك أنّ أعظم صور الفاعلية الابتعاد عن الظلم بجميع أشكاله، وإذا وقع من الإنسان أن يسارع إلى رفعه والتحلل منه قبل فوات الأوان، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من الظلم وعقوبته في أحاديث كثيرة، فقد وصى النبي الكريم الصحابي معاذ بن جبل حينما خرج إلى اليمن بأن يتقِّ دعوة المظلوم؛ ذلك لأنّ دعوته ليس بينها وبين الله حجاب، وفي الحديث: (من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ، إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحمل عليه).
من صور الظلم في الحياة 
 أن ترى الرجل يعتدي على أموال الناس وأعراضهم، ويأكل المال الحرام، ويبطش بالناس، وفجأة تراه بقبضة الله تعالى فيصيبه المرض العضال، أو يتعرض إلى حادث، فيرى عاقبة عمله، فعلى الإنسان ألا تغره أحوال الظالمين حينما يراهم مصرّين على الكفر والظلم، ذلك أنّ العبرة تكون في النهاية حينما يرون عاقبة أعمالهم، وما ذلك الإمهال إلا امتحاناً للظالمين.

نشاطات بمناسبة الدخول الاجتماعي 2018 / 2019

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
 
المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بوسام محمد
بالتنسيق مع : 
جمعية رؤى للثقافة والعلوم برج بوعريريج
الجمعية الوطنية للشباب المثقف برج بوعريريج 
يوم 25 سبتمبر 2018 بمناسبة الدخول الاجتماعي 2018 / 2019 
نظّمت الجمعية الوطنية للشباب المثقف برج بوعريريج عدّة نشاطات التقطت من خلالها ما أمكنني بعدسة اللغة والروح الحاضرة من صور بديعة ولحظات أجمل صنعها الحاضرون والقائمون والنّاشطون بريشة ألوانهم التي امتزجت آنية واحدة لتصنع في آخر الملتقى لوحة كأنها أكاليل من الأزهار المنمّقة بأيد صانعة استثمرت قواها ومنحت الأشياء قيمتها لأوقّع بدوري تحت الصّورة ذاتها بكلمات ملأت رفوف المكان لتطفو في العمق كنجمة واضحة من خلف الغيوم .
ها قد نشر فجر الربيع نشاطه وطوى أيّاما حلوة استنشق من خلالها الأطفال والطلبة بقايا العطر من أشتات النّسيمات . عائدون هم إلى حقل الحصاد وزرع النّبات وسقي الفكر وجني حبوب السّعادة من بذور الكتب التي ألقينا فيها أعماقنا لنرجع نحو مساكن العلم والمعرفة والتّحصيل فكانت مبادرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمثابة الطّلوع الأول الذي خلع أبهى ألوانه من خلال نشاطاتها التي أودعت اليقظة بعزف منفرد في قصيدة جميلة و أعادتنا بسراج من الزّيت إلى ضفّة الإنسان الفاعل الذي نسعى دوما إلى إيقاظه وإنعاش ما بداخله من نعم . 
اشتملت هذه النّشاطات على معرض للكتب حيث منحتنا المكتبة رصيدها الورقي من كتب قيّمة نفضت زوايانا الفارغة وملأتها غبطة بمعانقة صفحاتها واشتمام مفرداتها العطرة ومعانقة أفكارها المدفونة في الداخل ككنز ثمين.
الإفتتاح كان ولا يزال دائما نورانيا بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم حيث تمثلت في قراءة سورة العلق بصوتي المتواضع لنرجع إلى بذرة الحياة الحقيقية للإنسان وهي القراءة والعلم والتّنوير .
وقد أدلت من بعدي مديرة المكتبة كلمة تشبه الحياة خرجت من أعماق بحرها ، من مطالع شمسها مرحّبة ومثمّنة وشاكرة الجميع على ركوب هذه الأمواج الهادئة دون سفينة أو زورق ، تلتها مباشرة كلمة الأستاذ عيسى بوسام مدير التربية لولاية قسنطينة جيجل... سابقا حيث جعل للمكان رونقا وحجما أثقل بعباراته وكلماته التي ارتحلت بنا كمنديل سفر.
كما أضاف الأستاذ علي قاسمي لليوم حياة أخرى ، وللإنسان حديقة جديدة زرعها من خلال إلقائه الآسر ومحاضرته القيّمة التي كانت بعنوان التّفوق الدراسي فكانت أفكاره متنزّها للعقول وسراجا لها في مسارح الأفكار أجمل حكاية . 
وقد كان لي شرف تقديم محاضرة حول منهج التحصيل العلمي الصحيح أودعت في جوارحها حرارة ما أعرف ظافرا بغنيمة أكبر تستحق أن يغيب لأجلها القمر لتقف مكانه، إذ كسبت أناسا أثقل من الذّهب وأنقى من الفضّة وألمع من الياقوت 
فتح المجال بعدها للأسئلة ومناقشة العراقيل والتعقيدات بحضور دكاترة وإطارات سامية على غرار الأستاذ بشير وشن مدير التربية ورئيس المجلس الشعبي الولائي سابقا ،والأستاذ بلعياضي فايز محام لدى المحكمة العليا، والأستاذ نور الدين بوسام ورئيس الجمعية الوطنية للشباب والمثقف ،ورؤساء جمعيات والبهلواني المرح المبدع " قوفريطة" وغيرهم.. 
وقد زيّن حواف اللقاء الطلبة والأطفال بحضور كزخات ندية أشبه بزيارة القمر في ليالي الأرض، كما كان لتنشيط الملهم المتميز عبد الفتاح بوعزة رحلة أخرى أخذنا على بساط مفرداته إلى أرصفة تحمل بين طياتها ملاك البوح 
وقد ختم اللّقاء بصور للذّكرى كتبتها وجوه وملامح من حضروا ليشهد العالم على صفاء هذه اللّحظات التي جمعتنا آملا للجميع عودة ميمونة إلى حلاوة المقاعد الدراسية ومكاتب البحث ومكتبات السّعي وسقوف النّجاح 
كما ستكون أبواب المكتبة مفتوحة لأيام أخرى حيث ستقدّم فيها نشاطات متنوعة وكثيرة ستدفن لا محالة أروقة مهجورة ، وأوتار لم يعزف الزّمن عليها بعد حيث سينظّم يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2018 عرض مسرحي من أداء فرقة المسرح الحمادية لنخرج قليلا عن رتابة الجسد ونجرّب أن نموت فنّا وأدبا ، كما سيظلّ معرض الكتب قائما كأعمدة من الضّوء تومض دون أن تخفت أو تبهت أو تنطفئ وستفتح أبواب التسجيل للمنخرطين الراغبين في ولوج هذا العالم الأبيض ، كما سيكون يوم الخميس 27 سبتمبر 2018 حافلا هو الآخر بتقديم ندوة حول السلامة المرورية مؤطرة من طرف الدرك الوطني ، الشرطة ، الحماية المدنية لنمنح الطّريق صوتا علّ جرائم السّيارات ووحشية السّرعة تصمت قليلا مع توزيع مطويات إرشادية ضرورية يمكن أن تضمّد جراحا آتية 
كما سيكون يوم السبت 29 سبتمبر 2018 مثمرا بتقديم ندوة فكرية بعنوان القراءة و سؤال التربية
وللترفيه أيضا صوت حاضر بفقرة ترفيهية خاصة بالتوعية الصحية من تقديم البهلواني فني الصالح ليكتب بحسّه وعمق حركاته وبساطة رسائله أنقى قضيّة تنطلق من القلب لتصل إلى الروح .
بقلم عبد النور خبابة

2018-09-14

دروس وعبر من هجرة سيد البشر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏‏‏

خطبة الجمعة ليوم: 04 محرم 1440ه 
المسجد العتيق اولاد لعياضي 
دروس وعبر من هجرة سيد البشر 
عبد النور خبابة
أمَّا بعد:فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، فهي أربح المكاسب، وأجزل المواهب، وأسمى المناقِب، وبها تُنال أعلى المراتب، وتتحقَّق أعظم المطالب.عباد الله:تعيش الأمَّة الإسلاميَّة هذه الأيام إشراقةَ سنةٍ هجريَّة جديدة، وإطلالةَ عامٍ مباركٍ بإذن الله، بعد أن أَفَلَت شمسُ عامٍ كامل، مضى بأفراحه وأتراحه، فقوِّضت خيامه، وتصرَّمت أيامه، فالله المستعان عباد الله، ما أسرع مرور الليالي والأيام، وتصرُّم الشهور والأعوام! لكن الموفَّق الملهَم مَنْ أخذ من ذلك دروسًا وعِبرًا، واستفاد منه مُدَّكَراًً ومُزدَجَراً، وتزوَّد من المَمَرِّ للمَقَرِّ، فإلى الله سبحانه المرجِع والمستقرّ، والكيِّس المُسَدَّد مَنْ حاذَر الغفلة عن الدَّار الآخِرة حتى لا يعيش في غمرة، ويؤخذ على غرَّة، فيكون بعد ذلك عظةً وعبرة، واللهَ نسألُ أن يجعل من هذا العام نُصْرَةً للإسلام والمسلمين، وصلاحًا لأحوالهم في كلِّ مكان، وأن يعيده على الأمَّة الإسلاميَّة بالخير والنَّصر والتَّمكين، إنه جوادٌ كريم.إخوة الإسلام:حديث المناسبة في مطلع كلِّ عامٍ هجريٍّ: ما سطَّره تاريخنا الإسلاميّ المجيد من أحداثَ عظيمة، ووقائعَ جسيمة، لها مكانتها الإسلاميَّة، ولها آثارها البليغة في عزِّ هذه الأمَّة وقوَّتها وصلاح شريعتها لكلِّ زمانٍ ومكان، وسعيها في تحقيق مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد.معاشر المسلمين:ما أجمل أن نشير إشارات عابرة لعدد من القضايا المهمَّة الجديرة بالإشادة والتَّذكير ونحن في بداية هذا العام الجديد، علَّها تكون سببًا في شَحْذ الهِمَم، واستنهاض العزمات للتمسُّك الجادِّ بكتاب الله وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحاملةً على الاتِّعاظ والاعتبار، ووقفاتِ المحاسبة الدقيقة، ونظراتِ المراجعة المستديمةِ في الأمَّة، تجديدًا في المواقف، وإصلاحًا في المناهج، وتقويمًا للمسيرة في كافَّة جوانبها.إخوة العقيدة: وأوَّل هذه الإشارات - مع حَدَث السَّاعة وحديثها -: الحدث الذي غيَّر مجرى التاريخ، الحدث الذي يحمل في طياته معاني الشجاعة والتَّضحية والإباء، والصَّبر والنَّصر والفداء، والتوكُّل والقوَّة والإخاء، والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، إنَّه حَدَثُ الهجرة النبويَّة، الذي جعله الله سبحانه طريقًا للنَّصر والعزَّة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يُشِعَّ في جميع أرجاء المعمورة لو بقيَ حبيسًا في مَهْدِه، ولله الحكمة البالغة في شَرْعِه وكَوْنِه وخَلْقِه. إنَّ في هذا الحدث العظيم من الآيات البيِّنات والآثار النيِّرات والدروس والعِبَر البالغات ما لو استلهمته أمَّة الإسلام اليوم وعملت على ضوئه وهي تعيش على مفترق الطُّرُق؛ لتحقَّق لها عزُّها وقوَّتها ومكانتها وهيبتها، ولعلمت علم اليقين أنَّه لا حلَّ لمشكلاتها ولا صلاح لأحوالها إلاَّ بالتمسُّك بإسلامها، والتزامها بعقيدتها وإيمانها، فوَ الذي بعث محمَّدًا بالحقِّ بشيرًا ونذيرًا ما قامت الدُّنيا إلا بقيام الدِّين، ولا نال المسلمون العزَّة والكرامة والنَّصر والتَّمكين إلاَّ لما خضعوا لربِّ العالمين، وهيهات أن يحلَّ أمنٌ ورخاءٌ وسلامٌ إلاَّ باتِّباع نهج الأنبياء والمرسلين. إذا تحقَّق ذلك أيُّها المسلمون وتذكَّرتِ الأمَّة هذه الحقائق النَّاصعة،وعملت على تحقيقها في واقع حياتها؛ كانت هي السلاح الفاعل الذي تقاتل به، والدِّرع الحصين الذي تتَّقي به في وجه الهجمات الكاسحة والصراع العالمي العنيف، فالقوة لله جميعًا، والعزَّة لله ولرسوله وللمؤمنين.أمَّة التَّوحيد والوَحْدة: لقد أكَّدت دروس الهجرة النبويَّة أنَّ عزَّة الأمَّة تكمن في تحقيق كلمة التَّوحيد، وتوحيد الكلمة عليها، وأنَّ أيَّ تفريطٍ في أمر العقيدة أو تقصيرٍ في أخوَّة الدِّين مآله ضعف الأفراد وتفكُّك المجتمع وهزيمة الأمَّة، وإنَّ المتأمِّل في هزائم الأمم وانتكاسات الشُّعوب عبر التاريخ - يجد أنَّ مَرَدَّ ذلك إلى التفريط في أمر العقيدة والتَّساهل في جانب الثَّوابت المعنويَّة مهما تقدَّمت الوسائل الماديَّة، وقوَّة الإيمان تفعل الأعاجيب، وتجعل المؤمن صادقًا في الثِّقة بالله والاطمئنان إليه والاتكال عليه، لا سيَّما في الشَّدائد.ينظر أبو بكر الصدِّيق رضيَ الله عنه إلى مواضع أقدام المشركين حول الغار فيقول: يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصَرَنَا! فيجيبه جواب الواثق بنصر الله: ((يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما؟!))[1].الله أكبر! ما أعظم لطف الله بعباده ونصره لأوليائه، وفي هذا درسٌ بليغٌ لدعاة الحقِّ وأهل الإصلاح في الأمَّة: أنه مهما احْلَوْلَكَتِ الظُّلمات فوعد الله آتٍ لا محالة: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [يوسف: 110].
أمَّة الإسلام: ودرسٌ آخَر من دروس الهجرة النبويَّة، يتجلَّى في أنَّ عقيدة التَّوحيد هي الرَّابطة التي تتضاءل أمامها الانتماءات القوميَّة والتمايزات القَبَلِيَّة والعلاقات الحزبيَّة، واستحقاق الأمَّة للتبجيل والتَّكريم مدينٌ بولائها لعقيدتها وارتباطها بمبادئها، يُقال ذلك - أيُّها المسلمون - وفي الأمَّة في أعقاب الزَّمن منهزمون كُثُر، أمام تيَّارات إلحاديَّة وافدة ومبادئ عصريَّة زائفة، ترفع شعارات مصطنَعة وتطلق نداءات خادعة، لم يجنِ أهلها من ورائها إلا الذلَّ والصَّغار، والمهانة والتَّبار، والشَّقاء والبَوَار، فأهواءٌ في الاعتقاد، ومذاهبٌ في السياسة، ومشاربٌ في الاجتماع والاقتصاد، كانت نتيجتها التخلُّف المهين والتمزُّق المشين. وفي خضمِّ هذا الواقع المُزْرِي يحقُّ لنا أن نتساءل بحرقةٍ وأسى: أين دروس الهجرة في التَّوحيد والوَحْدة؟! أين أخوَّة المهاجرين والأنصار مِن شعارات حقوق الإنسان المعاصِرة ومدنيَّته الزَّائفة؟! 
فقولوا لي بربِّكم: أيُّ نظامٍ راعَى حقوق الإنسان وكرَّمه أحسن تكريمٍ وكفل حقوقه كهذا الدِّين القويم؟! فلتَصُخَّ منظَّمات حقوق الإنسان العالمية إلى هذه الحقائق، وتطَّرِح الشَّائعات المغرِضة عن الإسلام وأهل الإسلام وبلاد الإسلام، إن أرادت توخِّي الصِّدق والموضوعيَّة /إنَّ هذه الإلماحة إلى درس الهجرة في التَّضحية والبَذْل والفداء، ومراعاة كرامة الإنسان والحفاظ على حريَّته وحقوقه، يجرُّ - يا رعاكم الله إلى تذكُّر أحوال إخواننا في العقيدة في بقاعٍ شتَّى من العالم؛ حيث حلَّت بهم مصائب وبلايا، ونكبات ورزايا. سائلوا أرضَ النبوَّات ومهد الحضارات ومنطلَق الرسالات وبلاد المعجزات؛ فلسطين المجاهِدة: ماذا تعاني من صلفٍ يهوديٍّ سافر، ومن حقدٍ صهيونيٍّ أرْعَن؟!
إخوة الإيمان:وفي مجال تربية الشَّباب والمرأة، وميدان البيت والأسرة - يبرز الأثر العظيم في حدث الهجرة المصطفَوِيَّة، على صاحبها أفضل الصَّلاة وأتمُّ التَّسليم؛ ففي موقف عبدالله بن أبي بكر رضيَ الله عنهما في خدمة ونُصْرَة صاحب الهجرة عليه الصَّلاة والسَّلام - بأبي هو وأمي - ما يجلِّي أثرَ الشَّباب في الدَّعوة، ودورهم في الأمَّة ونُصْرة الدِّين والملَّة.
 أين هذا ممَّا ينادي به بعض المحسوبين على فكر الأمَّة وثقافتها من تخدير الشَّباب بالشَّهوات، وجَعْلِهم فريسةً لمهازل القنوات وشبكات المعلومات، في الوقت الذي يعدُّون فيه للاضطلاع بأغلى المهمَّات؛ في الحفاظ على الدِّين والقِيَم، والثَّبات على الأخلاق والمبادئ، أمام المتغيِّرات المتسارِعة، ودعاوَى العَوْلَمَة المفضوحة؟!
أيُّها الإخوة والأخوات: وفي موقف أسماء بنت أبي بكر رضيَ الله عنها، ورضيَ الله عن آل أبي بكر وأرضاهم ما يجلِّي دورَ المرأة المسلمة في خدمتها لدينها ودعوتها؛ فأين هذا من دعاة المدنيَّة المأفونة، الذين أجلبوا على المرأة بخيلهم ورَجْلِهم، زاعمين - زورًا وبهتانًا - أنَّ تمسُّك المرأة بثوابتها وقِيَمها، واعتزازها بحجابها وعفافِها - تقييدٌ لحريَّتها وفقدٌ لشخصيَّتها، وبئس ما زعموا؟! فخرجت من البيت تبحث عن سعادةٍ موهومة وتقدميَّة مزعومة، لتظنّها في الأسواق والشوارع والملاهي والمصانع، فرجعت مسلوبةَ الشَّرف، مدنَّسةَ العِرْض، مُغتصَبةَ الحقوق، عديمة الحياء، موؤودة الغَيْرَة، وتلك صورةٌ من صور إنسانيَّات العصر المزعومة وحريَّته المأفونة ومدنيَّته المدَّعاة. ألا فليعلم ذلك اللاهثون واللاهثات وراء السَّراب الخادع، والسائرون خلف الأوهام الكاذبة.أيُّها الأحبَّة في الله وإشارةٌ أخرى إلى أمرٍ يتعلَّق بحَدَث الهجرة النبويَّة، في قضيةٍ تعبِّر بجلاءٍ عن اعتزاز هذه الأمَّة بشخصيتها الإسلاميَّة، وتُثبِت للعالم بأسره استقلال هذه الأمَّة بمنهجها المتميِّز المستَقى من عقيدتها وتاريخها وحضارتها، إنها قضيَّةٌ إسلاميَّةٌ، وسنَّةٌ عُمَرِيَّة أجمع عليها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه إنَّها التَّوْقيت والتَّأريخ بالهجرة النبويَّة المبارَكة، وكم لهذه القضيَّة من مغزًى عظيم يَجْدُر بأمَّة الإسلام اليوم تذكُّره والتقيُّد به، كيف وقد فُتِنَ بعض أبنائها بتقليد غير المسلمين والتشبُّه بهم في تاريخهم وأعيادهم، أين عزَّة الإسلام؟! وأين هي شخصية المسلمين؟! هل ذابت في خضمِّ مُغرِيات الحياة؟! فإلى الذين تنكَّروا لثوابتهم وخدشوا بهاء هُوِيَّتهم، وعملوا على إلغاء ذاكرة أمَّتهم، وتهافتوا تهافتًا مذمومًا، وانساقوا انسياقًا محمومًا خلف خصومهم، وذابوا وتميَّعوا أمام أعدائهم، ننادي نداءَ المحبَّة والإشفاق: رويدكم؛ فنحن أمَّة ذات أمجاد وأصالة، وتاريخ وحضارة، ومنهج متميِّز مُنْبَثِق من كتاب ربِّنا وسنَّة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم فلا مساومةَ على شيءٍ من عقيدتنا وثوابتنا وتاريخنا، ولسنا بحاجةٍ إلى تقليد غيرنا؛ لكنَّه التَّقليد والتَّبعيَّة، والمجاراة والانهزاميَّة، والتَّشبُّه الأعمى من بعض المسلمين - هداهم الله وقد حذَّر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمَّته من ذلك بقوله فيما أخرجه الإمام أحمد وأهل "السُّنن": ((مَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم))[2]، والله المستعان
الخطبة الثَّانية
الحمد لله الملك القدُّوس السلام، مُجري الليالي والأيام، ومُجدِّد الشهور والأعوام، أحمده تعالى وأشكره على ما هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل شهر المحرَّم فاتحة شهور العام، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبد الله ورسوله سيد الأنام، وبدر التَّمام، ومِسْك الختام، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله البَرَرَة الكِرام، وصَحْبِه الأئمَّة الأعلام، والتَّابعين ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ ما تعاقب النُّور والظَّلام.
.أيُّها الإخوة المسلمون: وثالث هذه الإشارات إلى حدث عظيم في شهر الله المحرَّم، فيه درسٌ بليغٌ على نصرة الله لأوليائه وانتقامه من أعدائه مهما تطاولوا، إنَّه حدث قديم، لكنَّه بمغزاه متجدِّدٌ عبر الأمصار والأعصار، إنه يوم انتصار نبيِّ الله وكليمه موسى عليه السَّلام وهلاك فرعون الطاغية، وكم في هذه القصة من الدروس والعِبَر والعظات والفِكَر للدعاة إلى الله في كلِّ زمانٍ ومكان، فمهما بلغ الكَيْد والأذى والظُّلْم والتسلُّط؛ فإن نصر الله قريبٌ، ويا لها من عبرةٍ لكلِّ عدوٍ لله ولرسوله ممَّن مشى على درب فرعون، أنَّ الله منتقمٌ من الطُّغاة الظَّالمين، طال الزمن أو قَصُرَ؛ فيوم الهجرة ويوم عاشوراء يومان من أيام النَّصر الخالدة. 
ألا فلتقرَّ بذلك أعين أهل الحقِّ ودُعاته؛ فالعاقبة للمتَّقين، وليتنبَّه لذلك قبل فوات الأوان أهلُ الباطل ودُعاته، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى ﴾ [النازعات: 26]، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 14].
إنَّ في الحوادث لعِبَرا، وإنَّ في التاريخ لخَبرا، وإنَّ في الآيات لنُذُرا، وإنَّ في القَصَص والأخبار لمُدَّكَرًا ومُزْدَجَرا، ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لْقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].
اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخِرها، وخير أيَّامنا يوم نلقاكَ.اللهم اجعل حاضرنا خيرًا من ماضينا، ومستقبلنا خيرًا من حاضرنا، إنَّك خير مسؤولٍ وأكرم مأمول.أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات، من كلِّ الذنوب والخطايا والسيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه كان توابًا.

2018-09-13

أساليب القيادة

تعريف القيادة
القيادة 
هي ما يمتلكه المدير أو الفرد من قدرة على التأثير على الآخرين لتحفيزهم وتشجيعهم على إنجاز مجموعة من الأهداف المنشودة للمنشأة، كما أنّه يمكن وصفها بأنّها مجموعة من النشاطات الّتي يمارسها القائد الإداري في جميع المجالات الّتي تتطلب إصدار القرار واتخاذها وبالتالي إصدار الأوامر على المرؤوسين. 
تتمثل القيادة بالتأثير بالمرؤوسين بشكل عام وتسيير سلوكهم وتوجيههم فيما يتماشى مع أهداف المنظمة ومصالحهم، وتعمل جاهدة على تنسيق جهودهم ليرغبوا بتقديم ماهو أفضل ما لديهم وبالتالي تحقيق الأهداف المنشودة. 
أما في علم الإدارة الحديثة فإنّ المعنى المستحدث للقيادة أنّها قيام القائد بالإلهام للأفراد حتى يتمكنوا من تقديم الأفضل للمنظمة للوصول إلى النتائج المرجوّة وتحقيقها. 
أهميّة القيادة تعتبر القيادة بمثابة حلقة وصل بين تصورات المؤسسة والعاملين فيها. 
تؤدّي دوراً هامّاً في تسخير جهود العاملين بالاتجاه المطلوب بما يتماشى مع الأهداف المرجوّة. تشكّل دوراً رئيسيّاً في السيطرة على ما يواجهه سير العمل من مشكلات وإيجاد الحلول اللازمة لها. تعمل على تدريب الأفراد وتقديم الرعاية والتنمية والتحفيز لهم. تزيد من المهارات الإنسانيّة والعمليّة لدى الأفراد. أدوار القيادة يؤدي القائد عدداً من الأدوار، ومنها: 
القائد كمعلّم. 
القائد كمستشار. 
القائد كقاضٍ. 
القائد كمتحدث رسمي. 
أنواع القيادة 
تنشطر القيادة إلى عدة أنواع وفقاً للهيكل التنظيمي، وسلوك القائد: القيادة الأتوقراطية، وهي ذاتها القيادة العسكرية والديكتاتورية أو الاستبدادية. 
القيادة الديمقراطية، وهي على العكس تماماً من النوع السابق. القيادة الحرّة، ويطلق عليها اسم قيادة عدم التدخل وهي النوع المحايد ما بين الأتوقراطية والديمقراطية. 
القيادة الموقفية، وهي تلك التي تظهر في لحظة اتخاذ القرار في موقف ما. القيادة التبادلية، وينفرد هذا النوع بأنّه يتم تبادل الأدوار القيادية ما بين الرّئيس والمرؤوس. 
صفات القائد 
يتطلب الدور القيادي من القائد أن يكون خبيراً. 
يجب أن يتصف القائد بالحنكة. 
القدرة على التعرّف على مواطن الضعف والعمل على التخلص منها، وتحفيز مواطن القوة ودعمها.
 التحلّي بالأخلاق الحسنة والإنسانية. 
عدم التمييز بين أفراد المجتمع و الفريق. 
أساليب القيادة 
التفكير بشكل مستمر: هي أن يبقى القائد يفكر بشكل مكثف بكل ما يتعلق بأهداف المنشأة وما يؤول إلى تحقيقها، وذلك بأن يطرح على نفسه السؤال باستمرار حول كيفيّة إنجاز الأهداف بأفضل شكل. 
منح الذات الوقت للتفكير: يتوجب على القائد بمنح نفسه الوقت الكافي للتفكير مليّاً بكل ما يمكن أن يحفّز المرؤوسين على العمل. قيادة الأفراد دون ضغط: إنّ القائد الذي يكون نموذجاً يُقتدى به فإنّه يكون بذلك قائداً فعّالاً، أي أنّه مصدر للإلهام وليس مجرد مصدر للأوامر. التحكّم بالنتائج.

كيف تعالج الخوف؟

كيف تعالج الخوف
التنزه في الطبيعية 
محاربة مشاعر الخوف والقلق بأخذ نزهة قصيرة في الحديقة، أو الجري وممارسة التمارين الرياضية يعتبر من أفضل الحلول، كما أظهرت الدراسات الجديدة للعلاجات المستندة على الطبيعة، فوجدت أن الطبيعة تزيد من المشاعر الجيدة، مثل: الهدوء، والجمال، والسعادة، والأمل، والحيوية وتُقلل من مشاعر الخوف والقلق، ويحسن من العمليات الحيوية، مثل: تقليل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وشد العضلات، ويقلل من إنتاج هرمونات التوتر التي تزيد من القلق والخوف.
[١] التنفس 
يوجد الكثير من العلامات الجسدية التي تدل على حالة من الذعر والخوف يمر بها الشخص، مثل: تسرع نبضات القلب، والتعرق بكثرة، وعند التعرض لهذه العلامات لا يُنصح بالمقاومة، بل البقاء ساكناً مذعوراً دون المحاولة في تشيت الانتباه والتركيز، ثم وضع راحة اليد على المعدة والتنفس بعمق وبطء من أجل تهدئة العقل وتعويده على التعايش مع الذعر لعلاج الخوف شيئاً فشيء.
[٢] التحدث إلى الآخرين 
يوجد الكثير من العلاجات النفسية التي تعتمد على الحديث، وتساعد في التقليل من آثار الخوف والقلق، مثل: الاستشارة النفسية، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكس المعرفي المحوسب، الذي يقوم على يأخذ المريض خلال سلسلة من التمارين المساعدة الذاتية النفسية على شاشة الحاسوب.
[٣] عادات صحية لعلاج الخوف 
تساعد العادات الصحية اليومية في التقليل من الخوف والقلق، مثل:[٣] ممارسة التمارين الرياضية: تعمل التمارين الرياضية على تصفية العقل وإشغاله بالتركيز على التمارين الرياضية بدلاً من مسببات الخوف والقلق في حياته. 
الاسترخاء: مهارات الاسترخاء، مثل: التأمل، واليوغا، والتدليك تساعد في التخلص من مشاعر الخوف والقلق ويزيح الهموم ويحسن من عملية التنفس. 
الطعام الصحي: اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه يقلل من مشاعر الخوف ومستويات القلق والتوتر، كذلك الابتعاد عن السكر الذي يزيد من مشاعر القلق عند زيادته في الدم، ويُفضل التقليل من المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة، والشاي، فهو يزيد من مستويات القلق في الجسم.

تأثير التحفيز على نفسية الإنسان

طرق تحفيز الذات
تعريف التّحفيز
 اختلف العلماء في تعريف الحوافز شكليّاً، إلا أنّهم اتّفقوا في مضمونها، فعرّفوا الحوافز بأنّها (مثيراتٌ تُحرّك السلوك الإنساني، وتُساعد على توجيهه نحو الأداء المطلوب، عندما تكون هذه الحوافز مهمّةً بالنسبة للفرد)، وقيل: إنّها ما يُقدَّم للفرد من مُقابل ماديّ أو معنويّ؛ كتعويضٍ عن أدائهِ المتميّز. الحوافز مهمّة لمختلف فئات المجتمع من أفراد، ومُدرّبين، ومؤسّسات، فتحفيز العاملين وتحميسهم من أهمّ عوامل النجاح.
 عناصر التّحفيز تتمثّل عناصر التّحفيز فيما يأتي:
 القدرة: بحيث يكون الشخص قادراً ومؤهلاً على القيام بالسلوك المطلوب، والذي من خلاله يمكن تحسين العمل إذا تمّ تحفيزه، بخلاف الشخص غير المؤهَّل. 
الرغبة: هي رغبة الفرد المحفَّز في الوصول إلى الأهداف الموضوعة وتحقيقها، وإذا لم تكن الرغبة موجودةً لدى الفرد فإنّ فرصة النجاح تكون قليلة. 
الجهد: هو الذي يشير إلى الطاقة المبذولة والوقت اللازم لتحقيق الأهداف الموضوعة؛ فالطاقة وحدها غير كافية لينجز الفرد ما هو مطلوبٌ منه، بل يحتاج الوقت الكافي لذلك. 
تأثير التّحفيز على نفسيّة الإنسان 
 يظهر تأثير التّحفيز على نفسيّة الإنسان في الآتي: بالتّحفيز تظهر المبادرة المستمرّة من الفرد، كذلك يكون الإبداع متجدداً ومستمراً. بالتّحفيز تظهر العديد من المقترحات البنّاءة، وطرق التحسين العديدة التي تُعالج جوانب القصور الذي يكون واضحاً في العمل. يُعدّ التّحفيز الأداة التي يحدث بها التغيير، وتطوير العمل، وتصحيح مساره، وذلك بإدخال عناصر وطرق جديدة وفعّالة على العمل وآليّته؛ لزيادة الحيويّة فيه. 
يُحقّق التّحفيز التوازنَ الحيويّ داخل المؤسسة أو مجال العمل، ممّا يُؤدّي إلى انسجام عناصر نظام العمل، والتحرك بحيويّة فيه. بالتّحفيز تكون ردّة فعل العاملين -التي تؤثر بعد ذلك في فعاليّة التنفيذ والمتابعة- قويّةً؛ سواءً كان ذلك في بيئة العمل الداخليّة أو الخارجيّة. 
تأثير التّحفيز عند أبراهام ماسلو بيّن أبراهام ماسلو في نظريّة التّحفيز الإنساني التي وضعها وهي نظريّة سُلّم الحاجات، أو هرميّة الحاجات، أنّ سلوك الإنسان يأتي نتيجة احتياجات معيّنة غير مُشبَعة عند الأفراد، وقد رتّب ماسلو هذه الاحتياجات بشكلٍ هرميّ على خمسة مستويات تبعاً للأهميّة، ولا بدّ من إشباع هذه الاحتياجات حسب الأهميّة، إذا أراد المحفّز أن يكون للتّحفيز أثرٌ في تغيير سلوك الفرد للأفضل، والأقسام الخمسة من الاحتياجات كما يراها ماسلو، والتي لها تأثيرٌ على نفسيّة الفرد وسلوكه، هي:[٣] الحاجات الفسيولوجيّة: هي التي تمثل قاعدة هرم ماسلو، وتتضمّن الأشياء الأساسيّة التي يحتاجها الإنسان، مثل الطعام، والهواء، والماء، والمسكن، وهذه الأشياء يمكن الحصول عليها من خلال دخل الفرد، على أن يكون كافياً لجميع هذه الحاجات. 
الحاجة إلى الأمن: بعد أن يتمّ إشباع حاجة الإنسان الأساسيّة وهي الحاجة الفسيولوجيّة، ينظر الإنسان بعد ذلك إلى إشباع حاجةٍ أخرى وهي حاجة الأمن؛ فالعامل يحتاج أن يعمل في بيئةٍ آمنةٍ تخلو من الأضرار الماديّة والنفسيّة، ويمكن أن يكون الحافز فيها على شكل تزويد العامل بمعدّات الأمان، والوقاية من الأخطار لحمايته، وتأمينه صحيّاً واجتماعيّاً. 
الحاجات الاجتماعيّة: يأتي هذا المستوى من الحاجات بعد إشباع الفرد للفئتين اللتين تقعان أسفله في الهرم، وتعني الحاجة الاجتماعيّة أنّ الفرد بحاجةٍ إلى إشباع حاجة الانتماء لديه، ومن الأمور التي تُساعد على ذلك تكوين الصداقات، وقبول الآخرين للفرد، ويكون التّحفيز في هذا الأمر بإنشاء نوادٍ اجتماعيّة، وعمل المسابقات. 
الحاجة إلى التقدير: هي إشباع حاجة الذات والتقدير لدى الفرد، وتنمية احترام الذات، والرغبة في تحقيق التقدم والنجاح، والحصول على المكانة المرموقة بين الناس، والتّحفيز هنا يكون بإعطاء الجوائز للأعمال المتميّزة، وشهادات التفوّق، وخطابات الشكر، أو عمل موقعٍ أو صحيفةٍ، ونشر الأعمال المُتميّزة فيها. الحاجة إلى تأكيد الذات: هذه الحاجة هي التي تكون في قمّة هرم ماسلو، والوصول إليها يكون بعد إشباع الحاجات الأخرى، وتعني وجود الحاجة لدى الإنسان، وتوفير الظروف المناسبة التي تُساعده على الابتكار، وتقديم أفضل ما لديه، فيشعر بكيانه ووجوده. 
أقسام الحوافز من حيث الأثر والفعاليّة 
يمكن تقسيم الحوافز من حيث الأثر الذي ينتج عنها وفعاليّتها كالآتي:
[٤] حوافز إيجابيّة: هذه الحوافز تقوم على مبدأ الثواب للعاملين، وتلبية حاجاتهم ومتطلّباتهم؛ بهدف زيادة الإنتاج، وتحسين نوعيّته، وتحسين أداء العاملين، وحثّهم على فعل السلوك المرغوب فيه، ومن الأمثلة على هذا القسم من الحوافز: منح العلاوات الاستثنائيّة لذوي الكفاءة، والعدالة في الأجور الأساسيّة، والموضوعية في معاملة الموظّفين، والحرص على توفير بيئة عملٍ مناسبةٍ، تتوفّر فيها التهوية والإضاءة المناسبة، وإقامة دورات تدريبيّة، وإشعار العاملين بأهميّة الآراء والمقترحات التي يقدّمونها، ومن الأفضل أن تكون الحوافز ضروريّةً في نظر العاملين، ومُشبِعةً لحاجات معيّنة لديهم، ويجب توفّرها في حياتهم حتّى لا يفقد الفرد قدرته التّحفيزيّة. 
حوافز سلبيّة: هي الحوافز التي يتمّ استخدامها لمنع السلوك السلبيّ في العمل أو تكراره، أو للحدّ منه، ومن السلوك السلبي الذي يتمّ السعي لمعالجته: التكاسل في العمل، والإهمال، وعدم شعور العامل بالمسؤوليّة، أو عدم تنفيذ أوامر المسؤولين وتعليماتهم، وهذا القسم من الحوافز يستخدم العقاب كوسيلة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه الصادر من الأفراد؛ وذلك للوصول إلى الأهداف التي تم وضعها ويُرجى تحقيقها، ووجود العقاب في الحافز السلبيّ يمنع الفرد من تكرار الخطأ؛ ليتجنّب العقوبة الموضوعة، والتي كانت هي سبباً وحافزاً لعدم وقوع الفرد في الخطأ والمخالفة.

أثر الكلمة الطيبة

أثر الكلمة الطيبة
الكلمة الطيّبة 
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) { آل عمران: 159 }، تعبيراً منه سبحانه وتعالى عن مدى أهميّة اختيار الكلمات والأسلوب المناسب للحديث، تفادياً لابتعاد الأشخاص ونفورهم، ومن هنا تبرز أهميّة الكلمة الطيّبة وتأثيرها الذي لا يقل عن تأثير السحر على النّفس والروح، ولا يمكن حصر الكلمات الطيبة التي يمكن أن يستخدمها الإنسان في التعبير عن نفسه وعن الأشياء، وفي إبداء رأيه وتعقيبه على الأمور، وفي الحديث مع الآخرين في شتّى الأمور وفي طلب الأشياء منهم، كما ويقول سبحانه وتعالى في هذا الصدد: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) { إبراهيم: 24-25 }
علماً بأنّ الكلمة الطيّبة تعكس تربية صاحبها وثقافته وأخلاقه، وكلّما ارتقى الإنسان في العلم والمعرفة والدين ارتقى قاموسه اللغوي، وازدادت لديه مهارة القدرة على اختيار الكلمات المناسبة، وفيما يلي شرح مفصّل عن أثر الكلام الطيّب على النّاس ونتائجه. أثر الكلمة الطيبة 
إنّ صاحب الكلمة الليّنة الطيّبة يجمع حوله الكثير من الأخوة والأصدقاء والأحباب، ويرغب في قربه كافة الناس، كونه مصدراً للخير والتفاؤل، وبعيداً كل البعد عن البغض والمشاكل والخلافات. تُساعد هذه الكلمة على الإقناع، وتزيد من تقبل الآخرين لأيّ أمر، وتعزز من الألفة ويقلّل من الجدال. 
تعكس صورة رائعة عن الشخص، وعن خلقه ودينه وبلده، وتنشر مشاعر الألفة بين القلوب الغريبة، وتبعث طمأنينة في قلوب الأشخاص الّذين نراهم لأوّل مرة ويشعرون بغربة اتجاهنا.
 تحوّل العدو إلى صديق، والخصام إلى صلح، والحرب إلى سلم، والحزن إلى فرح، والكآبة إلى بهجة. 
تُثمر ثواباً وأجراً للأشخاص لا ينساه الله، ويجزيهم به كل خير، وتندرج تحت خانة الأعمال الصالحة. يمكن بهذا النوع من الكلمات الإنهاء عن المنكر والأمر بالمعروف، ونشر الخير بكل سلام وتقديم النّصيحة بدون أذى وجرح في المشاعر.
 إنّ الكلمة الطيّبة يُرد عليها بكلمة طيبة مثلها في الوضع الطبيعي، ممّا ينشر الود والاحترام بين كافة أفراد المجتمع، وينتقل هذا النوع من أدب الحديث بين الناس، وينتج عنه مجتمعات حضاريّة راقية خالية من المشاحنات والتعصب والجهويّة. 
نماذج للكلمة الطيبة 
لا يمكن حصر الكلمات الطيّبة في قاموسنا العربي، وفيما يلي عرض موجز لأهمها: من فضلك. 
بارك الله فيك. 
شكراً جزيلاً لك. 
بعد إذنك أو لو سمحت أو لو تكرمت. 
مع فائق الاحترام أو مع احترامي الشديد.
 دمت ودام عطاؤك. 
جزاك الله ألف خير. 
مبارك لك وعليك. 
لن أنس فضلك. 
سعيد برؤياك.

القدوة الحسنة

بحث عن القدوة الحسنة
تعريف القدوة 
هو تقليد المقتدي للمقتدى به في تصرّفاته وأفعاله وأقواله، ولا يكون المقتدي تحت تأثير التسلّط أو الضّغط أو الإجبار من أحد وإنما يتصرّف بكامل إرادته واقتناع تامّ منه. 
وأصبح الكثير من أفراد المجتمع يتخذون من شخصيات معينة قدوةً لهم؛ فيتابعون أخبار من يتخذونهم قدوةً لمعرفة أدق تفاصيل حياتهم، لذلك نجد في الحياة هناك القدوة الحسنة والقدوة السّيئة. القدوة الحسنة 
يعاني بعض الأشخاص من وجود الفراغ العاطفيّ أو الروحيّ أو الافتقار إلى الاهتمام، مما يجعله ينطلق للبحث عن شخصيات ليقتدي بها، فإما يكون ذا حظ وفير فيختار القدوة الحسنة، أو ذا حظ عاثر فيقتدي بالقدوة السّيئة أو غير الصالحة.
 واختيار القدوة الحسنة تقتضي الاقتداء بمن هم يمتازون بالأخلاق الفاضلة وأصحاب العلم والفكر والدين، حيث إنّ المقتدي غالباً ما يكون لديه حب وإعجاب بالشخص الذي يقتدي به فيصبح كالتابع له. لقد حثّ الإسلام على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (لقدْ كان لكمْ في رسول اللّه أسْوة حسنة لمنْ كان يرْجو اللّه والْيوْم الْآخر وذكر اللّه كثيرًا) فهو القدوة الحسنة للمسلمين في جميع وجهات حياتهم، فالتأسي بالنبي يؤدّي بالمسلم إلى دخول الجّنة وكسب رضى الله تعالى، بينما الاقتداء والتأسي بمن هم غير النبي صلى الله عليه وسلّم ويخالفونه فلا يحصد من يقتدي بهم إلّا الخسران في الدنيا والآخرة والخلود في نار جهنم. 
لذلك فعلى الأسرة توعية أبنائها وهم في سن المراهقة حول كيفية اختيار من يقتدون بهم، لأنّه وللأسف نرى الآن المراهقين والشّباب يتخذون من بعض الممثلين والمغنيين وبعض الشخصيات الفاسدة قدوةً لهم ويقلّدونها في كل شيء؛ في طريقة الملابس وفي التصرّفات والحركات حتى لو كانت هذه الأمور خاطئة، إلّا أنّهم يكونون في حالة لا يسمعون لأيّ نصيحة قد يقدّمها لهم من هم أكبر منهم. كما أنّ على الوالدين أن يكونا هما القدوة الحسنة لأبنائهما وذلك بالتزام الأخلاق الفاضلة مثل الصّدق والإحسان إلى الناس ومساعدهم، فهما الشخصيّتان اللتان تؤثّران في الطّفل منذ بداية نشأته، فكيف يمكن لمن يشاهد والديه يكذبان أو يتصرّفان بطرق غير جيّدة أن يبحث عمن يحملون الصّفات الجيدة. 
أهميّة القدوة الحسنة في حياة المسلم 
الارتقاء بأخلاق المسلم واتّباعه للسلوكيّات الجيّدة التي تتوافق مع الفطرة الربانيّة ومع مبادئ الدين الإسلامي.
 النهوض بالمجتمع وبالأمة بشكل إيجابيّ؛ لأن جميع أفرادها يتصفون بالأخلاق العالية والسلوكيات الإيجابيّة. 
حماية المجتمع من انتشار الأخلاق غير الجيّدة والسلوكيّات السلبيّة، ممّا يقلل من انتشار الفساد، وهذا يؤدي بدوره إلى شعور الفرد بالأمن والاستقرار الذي يقود بدوره إلى زيادة قدرة الفرد الإنتاجيّة.

2018-09-06

رسالة إلى الأسرة


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
رسالة إلى الأسرة :
التي هي الكَم الذي يطلع منه الطالب، وهي المدرسة الأولى والمحضن العلمي الأول الذي يتلقى فيه التلميذ دروسه الأولى، فنقول: إن الأسرة التي تريد النجاح العلمي لأولادها لابد أن تحسن التربية العلمية والأخلاقية لهم قبل أن ترسلهم إلى المدرسة، حيث تقوم بتربيتهم فعلاً وقولاً على الأعمال الطيبة، والأخلاق الحسنة، وحبِّ العلم والتعلم، واحترام المعلمين، وحسن التعامل معهم.
ومن مفردات ذلك: أن تعوِّدهم على الصلاة، والتحلي بالصدق والأمانة، والكلام الطيّب البعيدِ عن السباب والشتم، والألفاظ البذيئة.
وأن تغرس فيهم الحرص على العلم والجِد والاجتهاد في الدراسة، وتلقنهم أن دينهم وأمتهم ينتظران نجاحهم؛ ليقوموا بخدمة الدين والأمة والمجتمع بعلومهم وعقولهم.
وعلى الأسرة كذلك: أن توعز إليهم بمرافقة الزملاء الصالحين الجادين في دراستهم، وأن تحذرهم من مجالسة رفقاء السوء المهملين لدراستهم، السيئةِ أخلاقُهم.
وأن تربيهم على لزوم الآداب الحسنة مع مدرسيهم، وإدارة مدرستهم، ومع الناس جميعًا.
وإذا كانت بنتًا أن تربَى على الحشمة والعفاف والحياء، والابتعادِ عن جليسات الشر البعيدات عن الأدب والحياء.
وعليها كذلك أن تهيأ الأجواء المناسبة المساعدة على التحصيل العلمي المتقدم بقدر استطاعتها.
كما أن عليها بعد ذلك: أن تتابع الخطى العلمية والعملية لنشأها؛ لتدفع عند التعثر، وتصحح عند الخطأ، وتعين عند الحاجة.
ومن يقرأ في سير بعض العلماء كمالك والشافعي وسفيان الثوري وغيرهم يرى دور الأسرة في التقدم العلمي الذي وصلوا إليه، رحمهم الله تعالى.
أيها الأحبة الفضلاء، وأما الرسالة الثانية فهي إلى أبنائنا وإخواننا الطلاب، وبناتنا وأخواتنا الطالبات، فنقول لهم: أنتم -أيها الجيل الصاعد- البذرةُ الطيبة التي يُنتظر نماؤها وثمرتها، وأنتم معقد آمال أُسركم ومجتمعكم وأمتكم؛ لتصلحوا حاضرهم ومستقبلهم بنجاحكم العلمي الحقيقي، فكونوا عند حسن ظن الجميع.
وذلك يأتي بقيامكم بأسباب النجاح العلمي.
فعليكم-أيها الصباح المشرق- أن تعلموا أن أعظم عون لكم على دراستكم: أن تحافظوا على طاعة الله تعالى عملاً بالأوامر واجتنابًا للنواهي، وأن تكونوا بارين بوالديكم، بعيدين عن عقوقهم، وجرِّ المشقة إليهم.
وبعد ذلك ما أجملَ أن تكونوا حريصين على التعلم الصادق: تذاكرون دروسكم باهتمام، وتحفظون ما يُحفظ باعتناء، وتستمعون لمعلميكم بإنصات، وتوسعون المدارك العقلية لديكم بالاطلاع العلمي خارج المدرسة لتعضدوا ما تتلقونه فيها.
فإذا جاء موعد الامتحان -وأنتم على ذلك الاهتمام- كنتم غير خائفين من الاختبار، وصرتم واثقين عند دخولكم قاعات الامتحان؛ لكونكم قد أخذتم بأسباب النجاح بعد التوكل على الله تعالى.
وما أحسنَ أن تكونوا على أدب جم، واحترام وتقدير لمن يعلمكم، منصتين متواضعين، لا يرى منكم إلا أطيب الأفعال، ولا يسمع منكم إلا أفضل الأقوال.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " تعلموا العلم، وعلموه الناس، وتعلموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه، ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبابرة العلماء؛ فلا يقوم جهلكم بعلمكم"
وقال الشافعي رحمه الله: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحًا رفيقًا؛ هيبة له؛ لئلا يسمع وقعها".
وقال الربيع رحمه الله: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ؛ هيبة له".
أما الطلاب الذين لا يحترمون مدرّسيهم فهم ناكرون للجميل، جاحدون للنعمة، مضرون لأنفسهم، ولزملائهم. قال الشاعر:
إنّ المعلم والطبيب كلاهما 
لا ينصحان إذا هما لم يُكرَما 
فاصبر لدائك إن جفوتَ طبيبه 
واصبر لجهلك إن جفوت معلّماً. 
وما أجمل أن يكون الطالب ذا أخلاق حسنة مع زملائه، مهذَّب اللسان، بعيداً عن الإيذاء، يختار من بين الزملاء للصداقة والملازمة أهلَ الجد والأدب، ويعرض عن جلساء السوء علمًا وخلقًا.
فإن الطالب قد يكون في بدء أمره حسن الأخلاق، حريصًا على التعلم حتى إذا خالط رفقاء السوء ذهب خُلقه وحرصه، ، واستبدل الذي هو أسوء بالذي هو أحسن
وأكرمْ بأولئك الطلاب الحريصين على أوقاتهم الذين لا يضيعونها في القيل والقال، والعكوف أمام شاشات التلفاز أو الجوال، أو في مقاهي الإنترنت أو غيرها، بل يستغلون أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع، ومنه مراجعة دروسهم، وأداء واجباتهم المدرسية.