السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-07-31

عيد بلا أب:

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏لحية‏‏‏

عيد بلا أب:

في هذا العالم البارد لا ندرك قيمة الدّفء إلاّ حين تغيب عنّا الشّمس فلا يجدي الشّوق ولا الاختباء تحت مطر الأمنيات الضّخمة ، ولا الهرولة بين العناق واللّهفة التي تتفاقم سكراتها حين أذكرك وأنا هارب من مقعد كنت تجلس فيه ولا تزال رائحتك منبعثة منه ، إلى صوتك الذي كان يتهاوى كالتهاب الجنون بين كتفيك ورأسي الذي كان كالطّفل غارقا في سرير القلب .
أقف أمام صورك المتوعّكة أنوي قطف المزيد من الحضن ، مزيد من الدّعم ، مزيد من القوّة ، مزيد من الكلام ، مزيد من الضّحك ، مزيد من القهوة ، مزيد من غابات البلاغة التي ورثتها عنك وما تركت لنفسك سوى لوحة على الجدران ، وذكرى في رفوف القلوب ، وندبة في أشجار الصّدور .
أتّكئ عليك غائبا وأنا أقلّب قطار الزّمن بحثا عن عيد لأب أضاعته المحطّات ولم يرجع ، أشعل الكتب الواحد تلوى الآخر منقّبا عن رماد شمعة تركتها في عينيّ ومضيت لأجد نفسي أمام عالم التهمته طيور الموت .
في كلّ اللّحظات يتساقط جزء منّا حزنا على حبيب حصد الطّمأنينة وادّخرها في جيوب التّراب بلا عودة ، في كلّ ذهاب نعود كما كنّا لا قدرة لنا على إرجاع ما نحبّ ولكنّنا نعيش من نحبّ ونحن على قيد الوفاء نتذكّر تفاصيلهم التي نبتت معنا غصنا غصنا حتّى صرنا أشجارا تزيّن غاباتهم المليئة بالحبّ .
لقد كان أبي مدرسة تنمو بداخلنا ، تعلّمنا الأخلاق والرّجولة والشّهامة والصّدق في الحياة ، كان صديقا حادّا في مواقفه ، ومعاملاته فتعلّمت منه ما لم يعلّمني إيّاه كوكب الأرض .
الآن أنا فارغ ومليء به ، فرح وحزين بدونه ، رماديّ ومليء بضوئه ، فارّ وماكث فيه ، صاعد ونازل إلى تفاصيه كلّ هذا يحدث لي وأنا أشعل شمعة الأب في عيد هو غائب عنه ولكنّه الحاضر الأكبر في حياتي وشموعي وأعيادي .
أوجعتني الحياة بك كثيرا فأنت كنت الطّريق التي أمشي عليها ، كنت الكتف الذي أسند عليه همومي ، كنت الحكيم الذي يوجّه بوصلتي ، كنت الأمان الذي يدفع عنّي الأذى ، كنت الضّحكة التي أهزم بها التّعب ، كنت باستمرار ترحل داخل جسدي وخارجه كي تعدل عشب قدري القادم .
أيها القدر الجميل الذي ينام تحت الأرض كم من زهرة ستذبل وأنا أبكيك ، كم شمعة ستذوب وأنا أشعلها فوق فقدانك ، كم ألما سأحضنه وأنا أقف في هذا اليوم بدونك لأحتفي بعيدك لوحدي .
لا أملك سوى دعوات خرجت من صناديق الشّوق لتحتضن ترابك ، لا أملك سوى أن أبقى على قيد ذكرك ما حييت .
إلى كلّ الآباء
بمناسبة عيد الأب أغتمها فرصة لأهنّئ كلّ أب على أبوّته متمنّيا له عيدا سعيدا.
برج بوعريريج في : 21 جوان 2020
بقلم عبد النور خبابة.

إلى أنصاف البشر!!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

إلى أنصاف البشر!!!
رسالة من قطة وضع لها السم في الحليب هي وصغارها.

جمدت بعد أن قلّبها الوجع كزوبعة في صحراء قاحلة ، وحيدة رفقة صغارها على فراش الأرض الذي احتواها كضمّة الأمّ الدّافئة في عراء الإنسانيّة المفقودة .
صورة التقطها القلب وهو في زخم الكلمات العاجزة يخجل صنع نصّ يليق بمجرمي الأرض الذين لم تسلم منهم الكائنات الضّعيفة وأنا أرقب منظر القطّة وصغارها تهاوت بداخلي أشجار كثيرة من الكلمات الرثّة وخلتها تحدّثني قائلة
ما ذنبي إن كان الجوع من يقود غريزتي ، ما جريمتي إن كانت أمومتي تحفّني بالمخاطر بحثا عن لقمة طائشة أهديها لصغاري ، ما ذنب صغاري الذين أعادهم غدر البشر إلى صناديق الأرض قبل أن ألهو في فناء الحياة معهم .
اعتقدت أنّ في كيس حليبك صوت الرّحمة ، وأنّ ابتسامتك لي همسة رأفة ولكنّ الجوع الذي أنهكني جعلني أرتوي من سمّك ، ومستنقع ابتسامتك التي لوّحت لي من بعيد لتصطاد شمسي الطّالعة .
لم أكن أدري أنّ الحذف مؤلم على يديك ، وأنّ احتضان الموت أرحم من قسوتك التي غدرت بي وجعلتني أتوسّد الرّماد .
ما كنت سعيدة ولا حزينة فالشّوارع التي خُلقت لي بيتا لم تكن أسوأ منك ولكنّها كانت المأوى الوحيد لبقائي .
فوق جسدي ماتت قلوب الكثيرين ، على عيون صغاري تنعكس بشاعة الكثيرين ، على بياض الحليب المسكوب تكتب حكايات طويلة عن خيانة اللّون ، و خداع المواقف التي في لحظة ما أنستني كينونتي وذكّرتني بك طويلا .
من سيلتفت لقتلي ، من سيلاحظ تسمّم صغاري وأنا أشغر مكانا ليس من حقّي ، من سيحزنه منظري في شارع مزدحم بأنصاف البشر .
بقلم عبد النور خبابة

نبأ كوجه الموت

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏قبعة‏ و‏نص‏‏‏‏

نبأ كوجه الموت
رحيل معلّمي الذي انطفأت من بعده شموع الفرح

نبأ تشنّجت له روحي وتفتّتت في صمت مفجع كلّ لحظات طفولتي ، عصفت بي ضاحية الحزن وتمرّدت على أعصابي وأصابعي حتّى خرجت مثل شمس ذليلة غامضة اجتاحت دهاليز الأعماق لأكتب دمعا ليس كالكلمات ، وأدحرج ألما ليس كالصّراخ لأحبس نفسي داخل الصّدمة التي تكسّر وجهي على إثرها وغاب ذاك الطّفل الذي تعلّق بمعلّمه تعلّق الجذور بالشّجرة .
ضجيج رحيلك أكاد أسمعه وأنا في حرقة مبهمة أتذكّر طيفك الشّفاف ، ضحكتك الإنسانيّة المسعورة ، تواضعك الذي يقودني إلى قمم لا تعرف الهرم ، عطاؤك الذي تنبعث منه رائحة اللّيمون ...
أعادني فقدك إلى يتم جديد ، يتم تتهافت نحوه حمامات سوداء نقرت آخر ما تركت من ذكريات واختفت تحت قفازات الموت الذي علّمني كيف أرسم لوحة من غير لون وعلّمتني بدورك بمعاني الحياة كيف أحبّ ، كيف أتطاول على الغيوم ، كيف أخدع النّوم بمزيد من الأحلام التي سرقتها من شفتيك ورحلت .
ها أنا أعود إليك كطائر مهشّم أتعبه غيابك الأبديّ ، أبكاه ضميرك الذي بقي وحيدا خلفك ، أحزنته المدينة الواسعة التي بنيتها في قلوب من ربّيت ، كلّ السّكك صدئة وكلّ المحطّات باردة في جبين العالفضاء. لتي هبّت على نعشك ، على طرف كفنك ، على عطرك المفتون بالنقاء ...
ما دريت كيف أربّي من بعدك قصيدة هوجاء تنجيني من سقم الأسلوب ، وهشاشة الحروف ، وهذيان اللّغة التي أقعدتها الحمّى ، وأقعدتني إلى جوارها أردّد بلا وعي حقيقة رحيلك ، و أذرف حفنة المواجع التي صلبتني على عمود من رماد .
تدحرجت طفولتي على رأس جبل بعيد ، وأدارت الذّكريات الجميلة ظهرها نحو نافذة مجهولة وقفت أمامها وأنا لا أرى إلاّ صورتك ، يديك الحنونتين ، ومبادئك التي تعلو منتصرة أحملها بداخلي ، ورثت مقعدها البرّاق من بعدك وستظلّ سيرتك ، وصورتك ، وآثارك كعبق الماء يحرّض شرهي على الحياة ، على مواصلة ما بدأت وما غرست بداخلي فنم بوداعة كزهرة تحت التّراب وكلّي ألم على كلمات ما استطعت أن أقولها في وجهك فالموت دائما يسرق منا الوقت فلا نقول ما نخفي ، لا نظهر ما يغمره النّسيان .
معلّمي يا شاطئا تفتّحت صدفاته على الشّذى ، وتغذّت على موجه كلّ الأمكنة ... أحسّ في رحيلك انطفاء كوكب ، ودمار نجمة ، وانسحاب نهار ، وضمور قمر ، واختفاء فجر ..
أيّ رحيل يغيّر الكرة الأرضية من حولي ليجعلها مظلمة ، مظلمة جدا فقدت على إثرها طفولتي ودفاتر طفولتي ، وذكرياتي التي انطفأت في جزء من صدري
إنّي أتألّم حرفا ، أتلوّى فقدا ، أتململ حزنا على الفراغ الذي تركته من بعدك كلوحة الفضاء.
تلميذك المحب : عبد النور خبابة

الصحة النفسية وتعزيز صحة المصابين بكورونا


العلاقة وثيقة بين الصحة النفسية وتعزيز صحة المصابين بكورونا، إذ إنه من المعروف علمياً أن جهاز المناعة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية للفرد، فكلما كانت الحالة النفسية أكثر استقراراً كان جهاز المناعة في وضع أقوى وأفضل.

وقد ” ثبت علمياً تأثير كثير من الأمراض النفسية المزمنة سلباً على جهاز المناعة وبالتالي تراجع قدرته في الدفاع عن الجسم بالشكل المطلوب، لذلك من المهم لكل مصاب بفيروس كورونا المستجد “شفاه الله وعافاه ” أن يبذل قصارى جهده في أن يكون هادئاً مطمئناً مبتعداً قدر الإمكان عن القلق والتوتر والكآبة، كذلك من المهم وجود دعم نفسي دائم عن بُعد لكل من هم على السرير الأبيض جراء الإصابة بالمرض أو من هم في عزل أو حجر صحي نتيجة الاشتباه بالإصابة، ويمكن توفير الدعم النفسي الجيد من خلال أجهزة الهاتف أو الحواسيب الشخصية أو من خلال الفريق الطبي المشرف على الحالة داخل المستشفى أو في المحجر الصحي”.
كما أن ارتفاع المعنويات وتجاوز الإحباط والقوة النفسية في مواجهة المرض تحفز جهاز المناعة للعمل بشكل فاعل ضد ضراوة الفيروس على خلايا الجسم، كذلك ينبغي على الأخصائيين الاجتماعيين في الفريق الطبي دراسة الحالة الاجتماعية للمريض ومحاولة حل ما يمكن حله من الضغوط التي يعاني منها المريض على المستوى الشخصي والأسري والاقتصادي، وبذل الجهد لإزالة كل مصادر التوتر التي يعاني منها المريض للمساهمة بتحفيز جهاز المناعة.

وتجدر الإشارة الى إن الدعم الديني والإيماني يوفران المزيد من التحفيز لجهاز المناعة من خلال زيادة الجرعات الإيمانية لدى المريض والدعاء له بالشفاء وحثه على التوكل على الله واللجوء إليه.
“كل هذه العوامل بدون شك تساهم في دعم المريض نفسياً واجتماعياً وبالتالي في مساعدته في تجاوز الأزمة وتداعياتها”.

اللوحة الزاهية:


اللوحة الزاهية:
جدتي لوالدتي طريحة الفراش.
🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️🛏️
لوحة من الطّيبة ترفض أن يلطمها موج مباغت ، تظلّ كما عرفتها صغيرا زاهية الألوان على أرصفة الحياة تلملم آفاقنا الجديدة وتمنح الخلود لوجوهنا التي طمرها الدّفء كلّما عانقنا ضياء القلب المتلألئ وراء البحر .
شفّافة كالنّهر ، وديعة كحمامة جائعة تخترق الحواس كي تسكن فيها ، ومضة فرح تشعرنا بالأمان ، تزيّن نوافذنا المفتوحة على الخوف من مستقبل يتيم ، وأيّام عمياء تسير بلا حكمة ، وأبواق لأفكار فقدت صوابها بداخلنا وجعلتنا نصرخ كالتّيار ، ونصمت كالدّمى ..
وجودها بيننا يتطاير من تحته رذاذ الأمان ولا نستطيع للحظة أن نركب شواطئ الأمومة من دونها وزلزال اليتم يقضمنا كأرض باكية .
جدّتي مهما وصفتك سأظلّ خائنا لصورتك ، لحرقتك التي ترعانا بلا ثمن ، لابتسامتك التي تعرج بنا إلى لحظة صدق ، لثرثرتك التي تصلّي قرب موقد حارّ .
كيف لي أن أهزّ كيانك كلّه في لحظة أراك فيها طريحة الفراش ، مستسلمة لتلك الآلام التي غزت جسمك وجعلتني أستعيد مع الأنفاس شحنات من الذّعر على هيكلك الملقى على الفراش ... لا شيء يتحرّك سوى التّاريخ الذي كتبناه معا ، كل شيء صامت فيك إلاّ صدرك الذي يتبخّر بالكلام .
لم أكن أعرف أنّ المرض غادر إلى ذاك الحدّ الذي يستدرجك إليه كطفلة أغوتها رجرجة الرّبيع .
شافاك الله وعافاك وأعادك إلينا لوحة تزيّن جدران حياتنا.
🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏
دعواتكم لجدتي بالشفاء

الدروب المتحررة: من وحي الصورة.

إضافة شرح
الدروب المتحررة:
من وحي الصورة.
علينا في كلّ مرّة نشعر فيها بالتفاف الظّلمة أن نفتح شقّا غمره النّسيان في أعماقنا كي تتحرّر الدّروب الوعرة ، والمغارات الضّائعة ، والأعشاش المتهدّمة التي تخبو وراء أقبية المدينة .... فكلّما آمنّا بأنّ للأفكار أجنحة ستتحرّر أغوارنا المجنونة لتنفجر خارج السّرب ، وخارج الصّمت ، وخارج القيود.
عبد النور خبابة
برج بوعريريج في 2020/07/18 (22:30).

الأجنحة البيضاء :


الأجنحة البيضاء :
هدية لكل طبيب وعامل في ميدان الصحة.
الكيان البشري مجبول في فطرته على التّضحيات وإشباع تلك اللّذّة النّابعة من عمق الأرض التي تجمعنا تحت إبطها لنعيش الحياة كلّ في مكانه ، نبحث لنا عن الكسب الإنساني قبل الماديّ لاسيما أولئك الذين وضعوا قلوبهم خلف التّحدّيات الرّخوة ولم يستسلموا لخطر التيّار الذي جرف الكثير من الأرواح .
المواقف وحدها تكشف نقاوة البياض المتخفّي وراء المآزر ، المطمور تحت الضّمائر ولا بدّ لنا أن ننتزع أعمق الألفاظ ، وأصدق المعاني من قواميس الحياة لنعترف اعتراف إنسانيّتنا الضّائعة أنّ الصّعاب لا تزال تنجب أمثال هؤلاء الذين تركوا نسائم السّهول ، ونعومة الخمول، وشراهة المثول للانزواء، والرّاحة ، والنّوم ، ومعانقة الأحبّة والأهل من أجل السّلامة الإنسانيّة التي أصبحت مهدّدة بسبب هذا الوباء الذي أخرجهم من دائرة مبهمة إلى دوائر البطولة والشّهامة والتّضحية من أجل الواجب والقضيّة .
الجيش الأبيض أو كما أسمّيهم أنا الأجنحة البيضاء التي تبعثر من حولها سبل العيش وهي تحت تهديد الموت ، تحت أعناق الخناجر المسنّنة لتقايض الخطر في كلّ اللّحظات لأجل أمنية واحدة وهي سلامة البشر ، عافية الأرواح المهدّدة بالعدوى في كلّ زاوية أو ممرّ .
هول العدوى، شبح الموت ، الأعراض القاتلة ، الحجر المتزمّت ، التّرقّب من النّوافذ المغلقة ، الخوف على الأحبّة ، التّفكير المستمرّ في الأهل والأبناء ، الشّوق الذي يسكن المحاجر ، التّعب الذي ينهش الأجساد ، اللّباس الواقي الذي يرهق النّفس ، الصّمود تحت عمود كهرباء منطفئ ، انتظار أمنية مبهمة هي كلّها صراعات يعيشها الجيش الأبيض كلّ لحظة متحدّيا خيانة هذه الأصابع المجهولة تحت المجهر التي نبشت لحم البشريّة وجعلت العالم يتيما، باكيا، عاجزا، منتظرا فجوة فرح ما تخرج من جبين الأفق .
حين تنقذ روحا أوشكت على الموت يخالطك شعور أكبر من الكلمات، وأضخم من العواطف، وأوسع من حدقة كوكب، إنّه لإنجاز عظيم أن تنتشل الحياة المكدّسة خلف أسرّة الموت لتمنحها فرصة جديدة للعيش فذاك أقدس ما يمكن أن يقدّمه إنسان لأخيه الإنسان.
علّمنا الوباء كيف نقدّر بعضنا البعض، كيف نتماسك تحت شلالات الظّلام
كيف نثني على إنجازات من يرعانا خلف جدران المستشفيات التي تحمل الكثير من قصص البكاء والفرح، كيف نقف وراءهم وقفة العيون النّهمة الباحثة عن انتصار مبهر على هذا الوباء المرير ، ولابدّ بمشاعر إنسانية كهذه أن ننتصر عليه قريبا.
بقلم عبد النور خبابة.
🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅🏅
النص الفائز بمسابقة مؤسسة الفنك الثقافية

أريد أن أكون جزءاً من الحل.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏‏‏نظارة‏، ‏لقطة قريبة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
أريد أن أكون جزءاً من الحل. 👇👇
أنا أرتدي قناعًا في الأماكن العامة وأبقَى على بعد مترِ منك.
أريدك أن تعرف أنني أحترمك وأنني قد أكون دون أعراض ولكن مع هذا قد أكون معدٍ لك.
لست "أعيش في خوف" من الفيروس ، أريد فقط أن أكون جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.
لا أشعر أن الحكومة تسيطر عليَ. بل أشعر أنني شخص راشد يساهم في بناء المجتمع
و العالم الذي حولي.
إذا تمكننا جميعًا من العيش مع مراعاة الحفاظ على الآخرين ، فسيكون للجميع مكان أفضل.
إن ارتداء القناع والبقاء على بعد مترِ لا يجعلني ضعيفًا أو خائفًا أو غبيًا أو " شخصا مُتَحَكَمًا فيه" ، لكن بالعكس يجعلني منتبهًا و محترمًا.
تخيل اللحظة التي يصاب فيها شخصُ قريبُ أو عزيزُ بالمرض..! إنه شيء محزن ومؤسف..!
هذا اختيارك.

لا تترد في نسخ هذا المنشور وإلصاقه بصفحتك مع وجهك المقنع لإعطاء المثال للآخرين..!
.
Je porte un masque en public et je reste à un mètre de toi.
Je veux que tu saches que je te respecte et que je pourrais être asymptomatique et te passer le virus.
Non, "je vis pas dans la peur" du virus, je veux juste faire partie de la solution et non du problème.
Je ne me sens pas comme si le gouvernement me contrôlait.
J'ai simplement l'impression d'être un adulte qui contribue au bien être de la société.
Le monde ne tourne pas autour de moi.
Si nous pouvions tous vivre avec la considération des autres, tout ce monde serait un meilleur endroit.
Porter un masque et rester à un mètre ne me rend pas faible, effrayé, stupide ou même "contrôlé", non pas du tout ça me rend juste attentionné et respectueux.
Imaginez un moment que quelqu'un proche et cher puisse tomber malade par cette pandémie..!
Ça serait triste et désolant..!
C ' est ton choix.

N ' hésitez pas à copier et a coller ce texte avec votre visage masqué sur votre page pour donner l'exemple aux autres..!
***

حلمنا الأوّل

لا يتوفر وصف للصورة.
حلمنا الأوّل
التّاريخ لمن يصنعه ، والحلم لمن يؤمن به ، والوطن لمن عاش به ودافع عنه بأنفاسه وزفراته التي تومئ باحتضار خفيّ ترفضه المقابر المدفونة تحت باقات البنفسج ، وتباركه الذّاكرة مع الفجر الطّالع بين أشجار خالدة تصنع المآثر لا الأسماء لوطن تدخل منه رائحة الرّبيع رغم القضبان وتسكنه باتّساع الشّمس كلّ الأرواح التي سالت تحت ترابه المقدّس إنّها القدس ذاك الصّباح الرّطب الخشن الذي تزحف تحت أعماقه مواقد التّحدّيات .
القدس حلمنا الأوّل الذي عبر مسامات الغضب ملوّحا بحرارة متوهّجة ، ثائرا في معارك التّاريخ التي تركت غبارها مفتوحا كالجرح لتبدو عاهة الأرض واضحة بندوبها المنهكة التي حملها اليهود كقنبلة مدمّرة قسمت نافذة العروبة وجعلت انتماءنا المقدّس يطلّ علينا بكلّ حزن من قبابه المحتجزة بين أسلاك الطّبيعة .
القدس تنمو مع أظافرنا منذ الولادة ، تتغذّى بنا ، تكبر في حروفنا ، نعتبرها الوطن الأول الذي تكوّم في رقعة القلب وسار بثقة قاسية نحو جزر النّضج التي تنسكب دون توقّف بين جيل وجيل لتمزّق مسامير العبوديّة عنه ، وتفكّ أطراف الأصابع البغيضة التي تتلوّى ظلما لتحقّق عدالة اليهود فوق جثث الشّهداء الذين دفعتهم القدس ثمنا لتحرير ترابها الطّاهرمن نتانة اليهود العالقة كأوراق الشّوك .
القدس بقعة ضوء خانقة لا تقبل الظّلم والظّلام تظلّ تدفع أثمانا باهضة من الأرواح لتصنع مصيرها الموعود الذي يتدفّق ثورة من عيون الصّغار والكبار الذين تتكاثر في سواعدهم أزهار التّحدّي.
زقاق الظّلم سيظلّ ضيّقا لا تعبر منه حمامات السّلام ، ورائحة الشّهداء ستظلّ تلطّف الجوّ الذي يعكّره اليهود بنذالتهم التي مارسوها حدّ الإبداع ليجعلوا ورقة القدس نازفة من تحت الألوان التي يتشبّثون بها بوجه يائس .
يحترفون خوض الحروب من وراء الغبار ، يتّخذون لأنفسهم أذرعا من الجبن تخفي أجسادهم المرتعدة ، قواهم أسلحتُهم ، رشّاشاتُهم ، ميليشياتُهم التي يهدّدون بها العزّل ولولاها لما تجرّؤوا على الوقوف أمام نظرة طفل غاضب حرّك أحجاره نحوهم ليزلزل كعوب الجلد المنفوخة عبثا .
وحشيّتهم المفرطة في هدم البيوت على الرّؤوس أكبر دليل على هشاشة انتمائهم المزيّف .
أكبر دمار دمار الإنسانيّة التي بعثرت حدائق الأفق الآتية ، وشوّهت الظّلال الدّامية بمزيد من السّواد لتترك بين الرّدم دمية محطّمة لطفلة باكية اختطفتها الأرض رأفة بها ، و تهشّم دفترا لطفل ضمّه الدّمار وترك حلم الشّهادة عالقا ، وتجمّد دمعة أمّ صفعها الخذلان حتىّ صار العراء عزاءها ، وتطفئ نظرة شيخ لامعة لم تعد تحصي كم ابنا من أجل الشّهادة قد قدّم لقداسة الحريّة .
يحتلّنا الضّعف ولا نقوى على تعزية دم العروبة فينا لأنّنا ببساطة تركنا وحش التّفرقة ينهش عظامنا ليبدو العدوّ عدوّا حقيقيّا ونظهر نحن في صورة هزيلة ندفع ثمنها غاليا كلّ يوم ونحن نشاهد في صمت رحيل القدس مع الشّهداء ..
ولكنّ الضّعف هذا سيكون له رجال يهدمونه بشجاعة ذات يوم حين نصدّق أنّ اليد العربية واحدة ، والدّين واحد ، والمقدّسات واحدة لا يمكن المساس بها إلاّ على حدّ السّيف أو الموت .
بقلم عبد النور خبابة

في 09 ذي الحجة 1441ه

تهنئة عيد الأضحى المبارك:

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏نص مفاده '‏1 4 2 2 o عبد النّور خبابة بمناسبة عيد الأضحى المبارك العيد محطّة نسترجع من خلالها أنفاس الفرح المنهكة التي سابقنا لأجلها اللحظات القديمة لنفتك كنوزنا المدفونة في الحياة فنسعد بتماسكنا وعناقنا وتبادل باقات مكتنزة بالكلمات الجميلة التي تزين أيّامنا المبار كة التي كتبها الله لنا في جرائد الدّنيا كي نقرأها ونحيا بها لذلك أنا أهنئ الامّة الإسلامية جمعاء بحلول عيد الأضحى المبارك متمنيا من الله تقبّل الأعمال والأقوال والنوايا العامرة لدعوات‏'‏‏
تهنئة عيد الأضحى المبارك:
العيد محطّة نسترجع من خلالها أنفاس الفرح المنهكة التي سابقنا لأجلها اللّحظات القديمة لنفتكّ كنوزنا المدفونة في الحياة ، فنسعد بتماسكنا وعناقنا وتبادل باقات مكتنزة بالكلمات الجميلة التي تزيّن أيّامنا المباركة التي كتبها الله لنا في جرائد الدّنيا كي نقرأها ونحيا بها .
لذلك أنا أهنّئ الامّة الإسلامية جمعاء بحلول عيد الأضحى المبارك متمنيا من الله تقبّل الأعمال والأقوال والنّوايا العامرة بالدّعوات.
عبد النور خبابة

2020-07-25

اللياقات النفسية


الماراثون النفسي.. لها أون لاين - موقع المرأة العربية
صفاتٍ وفضائلَ معينة تُعِين صاحبها على مواجهةِ الحياة وخوضِ غمارها بنجاح أكبرَ ممن لا يتحلى بتلك الصفات. 
اللياقات الست 
اللياقات النفسية المراد هنا باللياقة النفسية: تحصيلُ صفاتٍ وفضائلَ معينة تُعِين صاحبها على مواجهةِ الحياة وخوضِ غمارها بنجاح أكبرَ ممن لا يتحلى بتلك الصفات. 
  ويلاحَظُ أن اللياقتين: الرُّوحية والنَّفسية فيهما بعضُ التداخل، وهذا أمرٌ طبيعي؛ لأن الإنسانَ كلٌّ واحد، لا يمكن تقسيمُه إلى أجزاءٍ بعضها منفصل عن بعض.  
 ويدورُ حديثنا عن اللياقة النفسية حول ثلاثةِ محاور:
 الأول: فضائلُ نعمل على اكتسابِها، ورذائل نعمَلُ على اجتنابِها. والثاني: القوانين النَّفسية السبعة، وكيف نستفيدُ منها. والثالث: نصائحُ للتخلص من القلق.  
 فضائل ورذائل : 
قد وقَع الاخ تيار على اثنتَيْ عَشْرة فضيلةً وصفة نرجو أن يحقِّق التحلِّي بالمحمود منها، والتخلِّي عن المذموم درجةً عالية من اللياقة النفسية بإذنِ الله، وكما سبق أن أشَرْنا، فهذه الصفاتُ تُكتَسب بالتدريج، وبالرياضة والممارَسة، ولا يمكن تحصيلُها بين يوم وليلة.   1- العقل والهوى: 
العقل: هو الملَكة التي تعقل صاحبَها وتمنَعُه وتردُّه عن الخطأ والقبيح. وفي الحكمة: "ما اكتسب المرءُ مِثلَ عقلٍ يهديه إلى هدًى، أو يرُدُّه عن ردًى". والهوى: ميلُ النفس إلى الشهوة، وقيل: سُمِّي بذلك لأنه يهوِي بصاحبه، فالهوى: السُّقوط من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ.   ومن الأقوالِ المأثورة في العقل والهوى: 
• أصلُ الرجل عقلُه، وحسَبُه دِينه. 
• العقل أفضلُ مرجوٍّ، والجهل أنكى عدوٍّ. 
• صديقُ كل امرئٍ عقلُه، وعدوُّه جهلُه. 
• الهوى إله يُعبَد من دون الله: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]. 
• طاعةُ الهوى داءٌ، وعصيانه دواءٌ.  
 والكلام في هذا الموضوع يطُول، وفيما ذُكِر غُنْيةٌ للمستغني، والمتأمِّلُ يدركُ أن أساس تحصيل اللياقة النفسية: 
اتباعُ العقل، ومخالفةُ الهوى، والله تعالى أعلم.  
 2- محاسبة النفس: 
محاسبة النفس: أن يتصفَّحَ الإنسانُ في ليلِه ما صدر منه من أفعال في نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتْبَعَه بما شاكَله، وإنْ كان مذمومًا استدرَكه إن أمكَن، وانتهى عن مِثله في المستقبَل، والدليلُ على محاسَبة النفس من القرآنِ الكريم قولُه تعالى:   {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].   ومن الحديثِ الشريف قولُه صلى الله عليه وسلم: «الكيِّسُ مَن دان نفسه، وعمِل لِما بعد الموت، والعاجز من أتبَع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأمانيَّ» .   
الكيِّس: العاقل المتبصِّر في الأمور، الناظر في العواقب.  
 ومعنى قوله: «مَن دان نفسَه»: حاسَب نفسَه في الدُّنيا قبل أن يحاسَب يوم القيامة.  
 ويروى عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنُوا أنفسَكم قبل أن توزنوا، وتزيَّنوا للعرض الأكبر، يومَ تُعرَضون لا تخفى منكم خافية"، وإنما يخِفُّ الحسابُ يوم القيامة على مَن حاسَب نفسَه في الدنيا.  
 قال ابن العربيِّ رحمه الله: "كان أشياخُنا يحاسِبون أنفسهم على ما يتكلَّمون به وما يفعَلون، ويقيِّدونه في دفتر، فإذا كان بعد العِشاء حاسَبوا أنفسهم، وأحضروا دفترهم، ونظَروا فيما صدر منهم مِن قول أو عمل، وقابَلوا كلاًّ بما يستحق، إن استحقَّ استغفارًا استغفَروا، أو التوبةَ تابوا، أو شكرًا شكَروا، ثم ينامون، فزِدْنا عليهم في هذا الباب الخواطر، فكنَّا نقيِّد ما نحدِّث به نفوسَنا، ونهمُّ به، ونحاسبُها عليه". 
  3- الصدق والكذِب: الصِّدق هو الإخبارُ عن الشيء على ما هو عليه، والكذب هو الإخبارُ عن الشيء بخلاف ما هو عليه، والصِّدق من أعظمِ الفضائل، كما أن الكذب من أكبرِ الرَّذائل، ولا يمكن لكذَّابٍ أن يتحلَّى باللياقةِ النفسية مهما كان دِينه، وفيما يلي عددٌ قليل من الأحاديث الشريفة تحُثُّ على الصدق، وتنهى عن الكذب: 
• عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصِّدقَ يهدي إلى البِر، وإن البِر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدُقُ حتى يُكتَب عند الله صِديقًا، وإن الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجلَ لَيكذب حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا»؛ (متفق عليه).  
 • وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أربعٌ مَن كنَّ فيه كان منافِقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهن، كانت فيه خَصلةٌ مِن نفاق حتى يدَعَها: إذا ائتُمِن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فجَر»؛ (متفق عليه). 
  4- حُسن الخُلُق: وحُسْن الخُلق: أن يكونَ الإنسان سلسًا منقادًا، ليِّن الجانب، طَلْق الوجهِ، قليل النُّفور، طيِّب الكلمة. 
  • قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن المُؤمِن لَيُدرك بحُسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم»؛ (رواه أبو داود).  
 • وقال صلى الله عليه وسلم: «أكمَلُ المؤمنين إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لأهله»؛ (رواه الترمذي).   
• وقال: «ما من شيءٍ يُوضَعُ في الميزان أثقلُ من حُسْن الخُلُق، وإن صاحبَ حُسْن الخُلُق لَيبلغ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة»؛ (رواه الترمذي).   
• وقال: «إن مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسِنَكم أخلاقًا...»؛ (رواه الترمذي).  
 وإذا حسُنَت أخلاقُ المرءِ كُثر أصدقاؤه، وقلَّ أعداؤه، فتسهَّلت عليه الأمورُ الصِّعاب، ولانَتْ له القلوبُ الغضاب، والحَسَنُ الخُلُقِ هو مِن نفسِه في راحة، والناس منه في سلامة، أما السيِّئُ الخُلُقِ فالناسُ منه في بلاء، وهو من نفسِه في عَناءٍ. 
  5- الحياء: الحياء: خُلُق يدعو صاحبَه إلى ترك الأعمال القبيحة، ويمنَعُه من التقصيرِ في أداء الحقوق، وهو ثلاثة أنواع: 
• حياءٌ من الله تعالى: يدعو إلى امتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه. • وحياء من الناس: يكون بكفِّ الأذى، وتَرْكِ المجاهَرة بالأمور القبيحة. 
• وحياء من النفس: ويكون بالعفَّةِ وصيانة الخَلَوات، قال بعضُ الأدباء: مَن عمِل في السِّرِّ عمَلاً يستحي منه في العلانيةِ، فليس لنَفْسِه عنده قَدْرٌ.  
 • قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «... الحياءُ من الإيمان»؛ متَّفق عليه، وقال: «الحياءُ لا يأتي إلا بخيرٍ»؛ (متفق عليه).  
 6- الحِلْم والغَضَب: الحِلم: ضبطُ النَّفس والطَّبْع عند هيَجان الغضب، وهو: كظمُ الغيظِ؛ قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}  [آل عمران: 133، 134]
  • وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدِالقيس: «إن فيك خَصْلتينِ يحبُّهما الله: الحِلْم والأناة»؛ (رواه مسلم)، والأناة: التثبُّت وتَرْك العجَلة.  
 • وعن عائشة رضي الله عنها أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إن اللهَ رَفيق يحبُّ الرِّفق، ويعطي على الرِّفق ما لا يعطي على العنفِ، وما لا يُعطي على ما سواه»؛ (رواه مسلم).  
 • وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أوْصِني، قال: «لا تغضَبْ»، فردَّد مرارًا، قال: «لا تغضَبْ»؛ (رواه البخاري). وقديمًا قيل: إيَّاك وعزَّةَ الغضبِ؛ فإنها تُفضي إلى ذُلِّ الاعتذارِ.
 7- التواضُع (مجانبة الكِبْر والإعجاب): 
• قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخُلُ الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ حبَّةٍ من كِبْر...»؛ (رواه مسلم).  
 التكبُّر على الآخَرين، والإعجابُ بالنفس من الأخلاقِ الذميمة التي يكرهُ الناسُ صاحبَها؛ لأن الناسَ لا يحبُّون مَن يرفع نفسَه عليهم.   ومن أسباب الكِبْر: المركز الاجتماعي العالي، والغِنى، وقلَّة مخالطة المتكبِّر لمن هم مثلُه أو خيرٌ منه؛ فالغنيُّ إذا خالَط من هو أغنى منه، والرئيس مَن هو أعلى منه، والعالِم من هو أعلَمُ منه، تصغُر لديه نفسُه.  
 رُوِي أن سيدَنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمَع الناس، وصعِد المنبر، فحمِد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، كنت أرعى أغنامًا لخالاتٍ لي من بني مخزومٍ، وكانت أجرتي القبضةُ مِن التمر والزَّبيب، فقال له عبدالرحمن بنُ عوف رضي الله عنه: لقد قصَّرت بنفسِكَ يا أمير المؤمنين، فقال عمرُ رضي الله عنه: إني خلَوْتُ بنَفْسي فقالت: أنت أميرُ المؤمنين، فمن ذا أفضَلُ منك؟ فأردتُ أن أعرِّفَها قدرَها.
 ومن أسبابِ الإعجاب: كثرةُ مدحِ المتقرِّبين، وإطراء المتملِّقين، الذين جعَلوا النِّفاق عادة ومكسبًا، وفي أمثالِهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم المدَّاحين، فاحْثُوا في وجوهِهم التراب»؛ (رواه مسلم). 
قال أحدُ الحكماء: عجِبْتُ لمن يُمدَحُ بما ليس فيه كيف يفرَحُ، ولمن وُصِف بعيبٍ فيه كيف يغضَبُ! والعُقَلاء في كلِّ زمان ومكان يسترشِدون بإخوان الصدقِ الذين هم مرايا المحاسِن والعيوب، ويسألونَهم عن أخطائهم حتى يُصلِحوها، وقد ورد في الحديث الشريف: «المؤمِن مرآة المؤمن»، كما رُوِي عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه قوله: "رحِم اللهُ امرأً أهدى إليَّ عيوبي".  
 8- الحسَد والمنافسة: الحسَد: تمنِّي زوال النِّعمة عن صاحبها، سواءٌ كانت نعمةَ دِين أو دنيا؛ قال الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}  [النساء: 54].  
 والحسَدُ خُلُق ذميم مع إضراره بالبدنِ، وإفساده للدِّين، حتى لقد أمَر الله تعالى بالاستعاذةِ من شرِّه فقال: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}  [الفلق: 5]، وعن الزُّبَيرِ بن العوَّام رضي الله عنه ن أن رن أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسدُ والبغضاءُ، وهي الحالِقُة، أمَا إني لا أقول: تحلِق الشَّعر، ولكن تحلِق الدِّين...»؛ (رواه الترمذي).  
 وعند أبي داود: ((إياكم والحسَدَ؛ فإن الحسَدَ يأكلُ الحَسنات كما تأكُلُ النارُ الحطب))، أو قال: ((العُشب)).  
 وحقيقةُ الحسَد: الحُزن على الخيرِ الذي ينالُه الناس، وفرقٌ بين الحسَدِ والمنافسة في الخيرِ؛ لأن المنافسةَ طلَبُ التشبُّهِ بالأفاضل من غيرِ إدخال الضررِ عليهم، والحسد مصروفٌ إلى الضَّرر؛ فالمنافَسة فضيلة، والحسَد رذيلة، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]، وقد قيل: المُؤمِنُ يغبِط، والمنافق يحسُد، فلا بد من اجتناب الحسد، والتحلِّي برُوح المنافسة لتحصيل اللياقة النفسية. 
  9- الصبر والجزع: إن مِن علامات التوفيق والسعادة، ومِن أهم أركان اللياقة النفسية: الصبرَ وعدم الجزع، وقد أمَرنا الله تعالى بالصبرِ فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، وبيَّن الأجرَ العظيم الذي يناله الصابرون فقال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}  [الزمر: 10].   
والصبر أنواع:
• منها: الصبر على الامتثالِ لِما أمَر الله تعالى به، والانتهاء عمَّا نهى عنه. 
• ومنها: الصبر على ما نزَل من مكروهٍ، أو حلَّ مِن أمر مَخُوف. • ومنها: الصبر على ما فات إدراكُه من رغبة مرجوَّة، أو مسرَّة مأمولة؛ فإن الصبرَ عنها يُعقِبُ السُّلوَّ منها. 
  أما الجزعُ فلا فائدة فيه، فإن مَن لم يصبِرْ طائعًا راضيًا، صبر كارهًا آثمًا؛ قال سيدنا عليٌّ رضي الله عنه للأشعثِ بن قيس: إنك إن صبَرْتَ جرى عليك القلمُ وأنت مأجور، وإن جزِعْتَ جرى عليك القلمُ وأنت مأزور. 
  10- الاستشارة: الحكيمُ من الناس لا يُبرِم أمرًا مهمًّا إلا بمشاورة ذي الرَّأي الناصع؛ فإن اللهَ تعالى أمَر بالمشاورة نبيَّه صلى الله عليه وسلم مع أنه سبحانه تكفَّل بإرشادِه، ووعَد بتأييده، فقال تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}  [آل عمران: 159]؛ وذلك ليستنَّ به المسلِمون؛ فهو غنيٌّ بالله تعالى عن مشاورتهم، ومن الحِكَم التي قيلت في أهميةِ الاستشارة:
 • نِعم المؤازَرة المشاورة، وبئس الاستعداد الاستبداد. 
  • مَن أُعجِب برأيه لم يشاوِرْ، ومن استبد برأيه كان مِن الصواب بعيدًا.  
 • مِن حق العاقل أن يضيفَ إلى رأيه آراءَ العقلاء، ويجمَع إلى عقله عقولَ الحكماء؛ فالرأيُ الواحد ربما زلَّ، والعقلُ الفرد ربما ضلَّ.   ومِن صفات المستشار: أن يكونَ صاحب خِبرة فيما يُستشار فيه، وأن يكونَ ناصحًا ودودًا، ذا دِين وتقًى، وألا يكونَ له في الأمر المستشار غَرَضٌ ولا مصلحة. 
  11- كتمان السِّر: أوصى الحكماءُ منذ القدم بأن يكتمَ الإنسان أسرارَه، ولهم في ذلك أقوالٌ مأثورة كثيرة، أختار بعضها، وأدعو إلى تأمُّلها، ورياضةِ النفس عليها لتطبيقِها، منها: 
• "استعينوا على إنجاحِ حوائجِكم بالكتمان". 
• سرُّك أسيرُك، فإن تكلَّمتَ به صِرتَ أسيره. 
• كم من إظهار سرٍّ أراق دمَ صاحبه، ومنَعه من نيل مطالبه.   والذي يفشي سرَّه إما ساذَجٌ لا خبرةَ له بطباع الناس، وإما ضيِّق الصَّدر، قليل الصَّبر؛ قال الشاعر:
 إذا المرءُ أفشى سرَّه بلسانه  ولام عليه غيرَه فهو أحمقُ  إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسِه  فصدرُ الذي يُستودَعُ السِّرَّ أضيقُ      ومن الأسرار ما يحتاج الإنسانُ إلى أن يستشير فيه حكيمًا ناصحًا، ولا يجد إلى كتمانه سبيلاً، عندئذٍ عليه أن يبذلَ جهده في اختيار الأمين، وليعلم أنه ليس كلُّ من كان أمينًا على الأموال فهو أمينٌ على الأسرار؛ فالإنسان قد يُذيع سرَّ نفسِه بلسانه، ويبخَلُ باليسير من ماله!   ومن صفات أمين السِّر أن يكون ذا عقلٍ ودِين، وكتومًا بطَبْعه، وهذا نادرٌ بين الناس. 
  12- الفأل والطِّيرة: 
الطيرة والتطيُّر: التشاؤم بالشيء، والفأل والتفاؤل: توقُّع الخير، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لا يتطيَّرُ من شيءٍ...» ؛ (رواه أبو داود).   قال صلى الله عليه وسلم: «الطِّيَرة مِن الشِّرك)»، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه راوي الحديث: "وما منَّا إلا ويعتريه التطيُّرُ، ولكن الله يُذهِبُه بالتوكُّل"؛ (رواه أبو داود). 
  وقد ذُكِرت الطِّيرة عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أحسَنُها الفألُ، ولا ترُدُّ مسلمًا، فإذا رأى أحدُكم ما يكرَهُ، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنت، ولا يدفَعُ السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» ؛ (رواه أبو داود)
  إن التطيُّر مضرٌّ بالرأي، مفسدٌ للتدبير، ومَن ظنَّ أن نباحَ كلبٍ أو نعيب غرابٍ يرُدُّ من قضاء الله شيئًا فقد جهِل، وأما التفاؤلُ ففيه انشراحُ الصدر، وتقويةُ العزم، وهو باعثٌ على الجِدِّ، ومعينٌ على الظَّفَرِ.  


الكلمات العشرة التحفيزية في حفظ كتاب رب البرية

طريقة لحفظ القرآن في أسرع وقت للصغار والكبار
لا تيئَس من حفظ القرآن مهما كانت حالك، فكثير ممن حفظ القرآن حفظه أثناء عمله أو شغله أو مهنته بسم الله والحمد لله، أما بعد:
 فإن أعظم ما تعمَّر به الأوقات وأشرف ما تُقضى به الساعات، كلام الله رب الأرض والسماوات، وهذه كلمات تحفيزية لحفظ كتاب رب البرية، والله أسأل أن ينفع بها ويتقبلها. 
الكلمة الأولى: لا بد من إخلاص النية في حفظ كتاب الله تعالى؛ لأن الإخلاص أعظم معين على حفظه؛ ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: ( {تَعَلَّمُوا القرآنَ، وسَلوا اللهَ بهِ الجنةَ، قبلَ أنْ يَتَعَلَّمَهُ قومٌ، يَسْأَلونَ بهِ الدنيا، فإنَّ القرآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثلاثَةٌ: رجلٌ يُباهِي بهِ، ورجلٌ يَسْتَأْكِلُ بهِ، ورجلٌ يقرأُهُ لِلَّهِ} )؛ [رواه ابن نصر، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة] .
 الكلمة الثانية: العمل بالقرآن هو الغاية من القرآن، وهو أهم ما يعين على حفظه؛ قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى، (إنما نزل القرآن ليُعمَل به، فاتخذ الناس قراءته عملًا، قيل: كيف العمل به؟ قال: ليحلُّوا حلاله، ويحرِّموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه) . 
وقال صلى الله عليه وسلم: ( «إن أول ما تُسعر بهم النار ثلاثة» )، وذكر في الحديث: ( «فيقول اللهُ للقارئِ: ألم أُعلِّمكَ ما أنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى يا ربِّ، قال: فماذا عملتَ فيما علمتَ؟ قال: كنتُ أقومُ بهِ آناءَ الليلِ وآناء النهارِ، فيقول اللهُ لهُ: كذبتَ، وتقول الملائكةُ: كذبتَ، ويقول اللهُ له: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ قارئٌ، فقد قيل ذلك، ثم ضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على ركبتيَّ، فقال: يا أبا هريرةَ، أولئكَ الثلاثةُ أولُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بهمُ النارُ يومَ القيامةِ» )؛ [ رواه الترمذي] ، وفي هذا الحديث إخلاص النية والعمل بالقرآن. الكلمة الثالثة: معرفة وتدبر معاني القرآن مما يعين على حفظه، كأن تجعل تفسيرًا مختصرًا تقرأ به الآيات التي تريد حفظها؛ كتفسير العلامة السعدي، أو المختصر في تفسير القرآن الكريم لجماعة من علماء التفسير. وفي فضل تدبُّره قال تعالى: ﴿ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ﴾ . 
قال العلامة السعدي في تفسيره هذه الآية: ﴿ {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} ﴾؛ أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تُدرَك بركتُه وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود. 
الكلمة الرابعة: فضل حفظ القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} ﴾ [العنكبوت: 49]. 
وقال صلى الله عليه وسلم: ( «يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بها» )؛ [ رواه الترمذي وغيره]
وغير ذلك مما جاء في النصوص الكثيرة في فضل حفظ كتاب الله تعالى. الكلمة الخامسة: أعظم ما يعين على حفظ كتاب الله عزوجل الدعاء، مثل أن تسأل الله عز وجل تمام حفظه وتسهيل حفظه؛ قال تعالى: ﴿ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ﴾ [غافر: 60]
والدعاء هو استعانة بالله الذي هو المعين وحده سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ﴾ [الفاتحة: 5].
 الكلمة السادسة: اجعل من مشاريع حياتك مشروع حفظ القرآن الكريم، فإنه من أفضل المشاريع وخيرها، فليس هناك أَولى من كتاب الله عز وجل، فهو أولى من كل كتاب ومن كل كلام. 
الكلمة السابعة: إياك أن تملَّ من حفظ القرآن، أو من تكرار آياته، فكل حرف تكرِّره وتقرؤه لك به حسنات؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» )؛ [ رواه الترمذي] .
 الكلمة الثامنة: لا تنقطع عن حفظ القرآن ولو كان بضع آيات أو آية في كل يوم وكل بحسب وسعه، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وفي الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: «أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: (أَدْوَمُهُ، وَإِنْ قَلَّ)» ؛ [رواه مسلم]
الكلمة التاسعة: لا تيئَس من حفظ القرآن مهما كانت حالك، فكثير ممن حفظ القرآن حفظه أثناء عمله أو شغله أو مهنته، وبعضهم حفظ القرآن وقد جاوز الستين، وذكر الإمام ابن الجوزي عن نفسه في "صيد الخاطر" أنه كان يتعلم القراءات العشر وهو ابن الثمانين، فمن لاح له فجر الأجر والعاقبة الحسنة، هانت عليه المشقة. الكلمة العاشرة: لا بد من تلقي القرآن عن الشيوخ المشهود لهم بالضبط والإتقان، ويُعرف عنهم ذلك؛ إما بالإجازة أو الاشتهار، فما أخطأ فيه القارئ صحَّحوه له، فنحن لا شك متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال الإمام السيوطي في الإتقان: وأما القراءة على الشيخ، فهي المستعملة سلفًا وخلفًا . 
اللهم سهِّل علينا حفظ كتابك، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعل القرآن حجةً لنا، ولا تجعله حجة علينا، اللهم اجعَلنا ممن يقرؤه فيَرقى، ولا تجعلنا ممن يقرؤه فيزل ويشقى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.


من الآداب والسنن المستحبة في الأضحية

كيف تشتري الأضحية الشرعية؟ | مصراوى
ليس هناك بيانٌ قدر ما يُؤكَل ويطعم ويتصدق، متروكٌ لحال الناس أيَّام الأُضحِيَّة؛ فإنْ كان في الناس شدَّة ومَجاعة، غلب جانب المواساة إطعامًا وصدقة؛ لنَهيِه صلى الله عليه وسلم سنةَ مجاعة عن ادِّخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث؛ وإنْ كان الناس في حال سعة من العيش، فقد رُوِيتْ آثار عن الصحابة كانوا يَأكُلون ثُلثًا ويُطعِمون أقاربهم وجِيرانهم ثلثًا، ويتصدَّقون بالثلث، وهذا هو الذي استَحَبَّه الإمامان الشافعيُّ وأحمد.
 1- أنْ يُباشِر ذبحها بنفسه إنْ قدَر، وأنْ يُكبِّر مع التسمية، وأنْ يضع رجله على صَفحة الذبيحة؛ لما في الصحيحين عن أنسٍ رضي الله عنه قال: "ضحَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكبشَيْن أملحَيْن، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر، ووضَع رجلَه على صِفاحهما". 
  2- أنْ يُسمِّي عند الذَّبح مَن هي له، ويَدعُو بالقبول؛ لما ثبَت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه لما انصَرَف من صَلاة العيد (الأضحى) أتى بكبشٍ فذبَحَه، فقال: «بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عنِّي وعمَّن لم يُضحِّ من أمَّتي».  
 وفي الحديث الآخَر من رواية عائشة قالت: وأخَذ الكبش فأضجَعَه، ثم ذبَحَه، ثم قال: «بسم الله، اللهم تقبَّل من محمد وآل محمد...»  الحديث، وإنْ نوى مَن هي له بدون تسميته، أجزَأ ذلك.   3- الإحسان إلى الذبيحة، بعمل كلِّ ما يُرِيحها عند الذكاة، ومن ذلك شَحذ السكين، والحزم في الذبح من حيث السُّرعة والقوَّة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله كتَب الإحسان على كلِّ شيءٍ، فإذا قتَلتُم فأحسِنُوا القِتلة، وإذا ذبَحتُم فأحسِنوا الذِّبحة، وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه وليُرِح ذبيحته»  (رواه مسلم).   
وفي الحديث الآخَر أيضًا قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضِي الله عنها: "هَلُمِّي المدية؛ السكين"، ثم قال: "اشحذيها بحجر"، ففعلتْ، ثم أخَذَها وأخَذ الكبش فأضجَعَه ثم ذبَحَه؛ رواه مسلم وغيره. 
  4- أنْ ينحر الإبل قائمةً معقولة يدها اليُسرَى؛ لقوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} [الحج: 36] ، وعن جابرٍ رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كانوا يَنحَرُون البُدن (الإبل) معقولة اليد اليُسرَى، قائمةً على ما بقي من قوائمهما"؛ رواه أبو داود.  
 ومرَّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما على رجلٍ قد أناخ بدنته ينحرها، فقال: "ابعَثها قيامًا مقيَّدة؛ سنَّة محمد - صلى الله عليه وسلم -".   لكنْ لو لم يتيسَّر له نحرُها قائمة، جازَ له نحرُها باركةً، إذا أتَى بما يجب للذَّكاة لحصول المقصود.  
 وإنْ كان ما يُراد تذكيته غير الإبل، كالبقرة والغنم ونحوها، فإنَّه يُضجِعها على جَنبِها الأيسر عند الذَّبح؛ لأنَّه أسهل للذبح؛ لما سبق في الأحاديث.  
 ماذا يفعل بلحم الأضاحي بعد الذبح؟ قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: 34]، وقال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}  [الحج: 28]، وقال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}  [الحج: 36] .   
وفي البخاري عن سلمة بن الأكوَعِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الأضاحي: «كُلُوا وادَّخِروا وتصدَّقوا»، وعند مسلمٍ عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُوا وادَّخِروا وتصدَّقوا».  
 فليس في هذه النُّصوص من الكتاب والسنَّة بيانٌ لقدر ما يُؤكَل ويطعم ويتصدق، فدَلَّ على أنَّ ذلك متروكٌ للإنسان ولحال الناس أيَّام الأُضحِيَّة؛ فإنْ كان في الناس شدَّة ومَجاعة، غلب جانب المواساة إطعامًا وصدقة؛ لنَهيِه صلى الله عليه وسلم سنةَ مجاعة عن ادِّخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث؛ من أجل مُواساة الناس، وإنْ كان الناس في حال سعة وبَسطة من العيش، فقد رُوِيتْ آثار عن الصحابة رضي الله عنهم أنَّهم كانوا يَأكُلون ثُلثًا ويُطعِمون أقاربهم وجِيرانهم ثلثًا، ويتصدَّقون بالثلث، وهذا هو الذي استَحَبَّه الإمامان الشافعيُّ وأحمد، ورُوِي عن جمعٍ من الصَّحابة، والأمر في ذلك واسعٌ؛ فلو أكَلَها كلَّها، أو تصدَّق بها كلَّها، أو أهداها كلَّها، فلا حرج، لكنْ يحرم أنْ يَبِيع شيئًا منها، أو يُعطِي الجزَّار أجرَتَه منها؛ لأنها مالٌ أخرَجَه لله تعالى مُتقرِّبًا إليه، فلا ينبغي أنْ يستَرجِع منه شيئًا ببيع، أو أجرة، أو نحو ذلك. 
  وهذا أوانُ الفَراغ من هذه الرِّسالة، ونسأل الله سبحانه أنْ يجعَلَها مُباركةً نافعةً لكلِّ مَن قرَأَها، أو علمها أو سمعها، أو أعان على نَشرِها، وأنْ يجعلها خالصةً لوجهه، مُقرِّبة إليه، مقبولةً لديه.   وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه