السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-05-28

الندوة الرمضانية السابعة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏11‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏‏
الندوة الرمضانية السابعة:
المكان : المسجد العتيق اولاد العياضي برج الغدير 
التّوقيت : الخميس 8 رمضان الموافق ل 24 ماي 2018 م بعد صلاة العصر مباشرة .
جميل أن تستيقظ أرواحنا النّائمة في هذا الشّهر الفضيل ، وتعود من أقاصي غفلتها وانشغالها بملذّات الدّنيا لتحطّ رحالها وتشحذ قوّتها التي تنير القلب ، وترفع النّفس ، وتذيب الخطايا ، وتعيد صبح الحياة الذي يكتب على وجوه الضائعين نسيم العودة إلى الله تعالى ، إلى أنفسهم ، إلى أرواحهم التي غابت طويلا بين محطّات اللذّة. إنّه نسيم الصّفاء والنّقاء الذي لا تشمّ عطره إلاّ في الجلسات الإيمانية التي تفتحها صدور المساجد مغتنمة بذلك شهر العطايا ، والمكاسب ، والخيرات لتسمو وتعلو عن مادياتها إلى روحانيات سامية .
ولهذا الغرض النّوراني نظّم عصر اليوم إمام المسجد العتيق أولاد لعياضي برج الغدير بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية وإشراف السيد مكاري الحاج مفتش المقاطعة الندوة الرمضانية السابعة التي أضاءت بفضل رجالها الطيّبين الأركان والزّوايا والقلوب لتترك كالزّرع الخصب بذورها في أرض الفكر ، وتفتّح أزهار التّقوى في بستان الرّوح .
وقد أحيى هذه اللّقاء الجميل كلّ من الشّيخ سمير بن بوزيد إمام مسجد الغزالي العناصر ، الشيخ خالد بلعيالي إمام المسجد العتيق برج بوعرريج ، والضّعيف أمامكم عبد النور خبابة إمام المسجد لعتيق أولاد العياضي برج الغدير محاضرا و منشطا.
وقد كان الختام بفتح المجال لمداخلات الحضور وطرح الأسئلة حول ما طرح على مسامعهم من أفكار ، ومعان ، انشغالات ، وتساؤلات ليتمّ بعدها تكريم الأستاذين الكريمين اللّذين جعلا من الجلسة بستانا عطر ، وأخذ صور ، لتخليد روح هذا اللّقاء الذي جمعنا على المحبّة ، كما كان لنا في نهاية الندوة لقاء مع شباب الجمعية الولائية للشباب الجزائري المثقف تدارسنا فيه كيفية التنسيق والتحضير لمسابقة شهر رمضان المبارك المقرّر ة خلال هذه السّنة .
كما أشكر بدوري إذاعة برج بوعريريج على بثها لإعلان الندوة ، كما أوجّه باقات عرفاني العطرة للإعلامي خليل جبراني الذي ما ادّخر طاقة لأجل أيصال هذا الصّوت ، وهذه النّداءات ، وهذا المسعى .
وقد كانت الدّعوة عامة لمن أراد أن يغترف ، وينهل ، و يستمدّ طاقته الإيمانية من الدّروس القيّمة والنيّرة التي تفتح شهيّة الرّوح وتغذّيها خصوصا في هذه الأيام المباركة آملا أن نكون كعمق النّهر في تدفّقها ، كالنّسيم العليل في تدافعها ، كالصّدى العميق في خفايا النّفوس تترك أثرها الطيّب .

مسابقة بلال لأحسن أذان(الطبعة السادسة )

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏11‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏‏
مسابقة بلال لأحسن أذان(الطبعة السادسة )
تنظيم : جمعية جزائر الخير 
السبت 10 رمضان 1439 ه الساعة 9:00 
فندق بني حماد برج بوعريريج 
لاتزال جمعية جزائر الخير توثّق بهاءها ، وتمدّ يدها لكلّ صوت يافع مزج أنفاسه بالذّكر وتمسّك بهذا الغصن الطيّب الذي لا يجرف معارف أنارها العقل ، وتراتيل نظمها الحبّ لتصل إلى هذا المنبر الذي تصاعدت من ورائه أصوات أبت إلاّ أن تشاركنا هذا الحدث ، وترتفع فوق عباب الغيوم لتمتّع أسماعنا بنبراتهم النّدية التي أجادت في تنميق النّداء الإلهي كأنّها محفوفة بأجنحة سابحة في الفضاء ، صاعدة إلى أعالي الرّوح حتّى التحمت بأجزاء من نفسي وحجبتني كما تحجب الظّلال وجوه الزّهور .
هكذا كانت مسابقة بلال لأحسن آذان بفندق بني حماد برج بوعريريج الذي فتح أبوابه مستقبلا الحضور استقبال الأرض العطشى للمطر ، وقد كان المشاركون كالصّوت الذي يحاكي الأمل ، إذ جاؤو ا من ولايات مختلفة لمطاردة هذا الحلم الذي يأمل كل واحد منهم في معانقة وسامه البرّاق والولايات المشاركة هي كالآتي " برج بوعريريج ، سطيف ، قسنطينة ، البويرة ، المسيلة ، تيزي وزو ، بجاية ، ميلة لا يحملون في صدورهم غير نبضات العزيمة والقوة والرّغبة في الفوز كغلّة في الأرض آن قطافها حيث شارك 62 متسابقا 
اختير منهم 10 متسابقين للتصفيات النهائية متمنّيا النّجاح الأوفر لمن لم يحالفهم الحظّ وليس الكفاءة والقدرة ، كما أتمنّى لمن تمّ اختيارهم السّداد والتّوفيق والنّجاح أيضا وأسماؤهم مرتّبة كالآتي :
1 رشيد فرحاوي من بوسعادة بمعدّل : 18,05 ، 
2 خلدون الربيع من برج بوعريريج بمعدل: 17,08 .
3 بن دريميع عادل من برج بوعريريج بمعدل : 17,55 .
4 بن تومي رشيد من بجاية بمعدّل : 17,03 .
5 قرعيش فريد من ميلة بمعدل : 16,80 .
6 بوقجوطة عبد الكريم من قسنطينة بمعدل : 16,07 .
7 لطيفي صلاح الدين من برج بوعريريج بمعدل : 16,45 .
8 عقبة طويل من المسيلة بمعّدل : 16.02 .
9 بسة محمد من القصور برج بوعريريج بنعدل 15.95
10 عليش نبيل بمعدل : 15,95 .
وقد كان اللّقاء الجميل من تنظيم جمعية جزائر الخير التي عوّدتنا دائما على صباحات تخرج أرواحنا من عتمة الخمول والرّتابة ، وقد جبت أرجاء المكان المشحون بالمحبّة ، والتّنافس ، والإصرار على الفوز ، والنّداءات الطيّبة التي كانت تعلو المكان بألفاظ الأذان قصد اختيار أحسن أذان بصوتي المتواضع كمنشّط محلّق هنا وهناك بكلماتي المتناثرة كأوراق تحفظها القلوب باهتمامها وتجاوبها كجوهرة .
وقد كان الانطلاق مباركا طيّبا بتلاوة نيّرة جميلة تستفرد بالأرواح وتأخذها إلى علوّ ، نقيّ ، عذب أسكت صوت الدّنيا فينا وجعلنا محلّقين بين فضاءات نورانية هادئة بصوت الشيخ رمزي علاق خبير المقامات الصوتية. 
وقد كان لرئيس جمعية جزائر الخير للمكتب الولائي حسّان قاسمي كلمة ترحيبية بالحضور الكريم الذي لبّى نداء التّميّز ، نداء الكلمة ، نداء الغايات ، نداء الإبداع حيث تطرق للحديث عن تصفيات المسابقة الولائية التي تبقى في بداياتها الأولى آملا أن تعمّ التّراب الوطني وتزكّي حلما منشودا ينتظر الإشراق من خلف الغيوم .
كما أوجّه بدوري تحيّة للجنة التّحكيم على رأسها رئيسها حامدي شريف زين العابدي ، والدكتور فاتح عرابة ، والأستاذ الكريم رمزي علاق الذين لبّوا النّداء ، وأسهموا في إنجاح هذه المسابقة .
ولا يفوتني أن ألقي بكلّ التّحايا المعطّرة لرجال الخفاء الذين نراهم خلف الصّورة لأجل الصّورة التي تصلكم بكلّ شفافيتها ، وتفاصيلها ، أولئك الذين يشاطرون التّعب رغيفه ، ويقاسمون المشقّة نخبها لأجل إنجاح مختلف نشاطات الجمعية التي تعتبر من اهتماماتهم الأولى قبل أنفسهم . 
كما أشكر من أعماق سطور قلبي ، وتراتيل دفاتري كلّ القنوات التي غطت النشاط أخصّ بالذّكر قناة الأجواء ممثلة في شخصها فاروق بن شريف الذي لا يفوّت سبقا إلاّ قبض عليه قبضة القنّاص الماهر الحاضر دوما ، وقناة النهار وغيرها .
بقلم عبد النور خبابة

2018-05-26

التوافق والنجاح الأسري

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏
جمعية جزائر الخير 
*ندوة التوافق والنجاح الأسري 
*تنصيب مكتب بلدية حرازة 
قطعة من السّحر أرسلت في عواطفنا كلّ مجاري ودّها ، وما ادّخرت في حقولها وأشجارها وجبالها النائيّة زهرة إلا وجعلتها أمام صدورنا مرحّبة لندرك أنّ الإرادة حريق مذهل يشتعل لتحترق تحته الرّؤية الذّابلة التي لا تمتلك قدرة على النّظر إلى قواها مهما أمعنت النّظر.
المسعى النّبيل لجمعية جزائر الخير الذي وصل إلى أبعد الحدود بقيادة الزّعيم الاخ حسان قاسمي رئيس المكتب الولائي و العزيز فاروق بن شريف العضو المكلف بالإعلام ومعية الجميل فاروق شتيوي ،المتمثّل في زيارة لقرية فضالة تابعة لبلدية حرازة منطقة جبلية جميلة جدا لم يمنعنا نأيها عن معانقة تضاريسها الخلابة لغرس شجرة مباركة في غابات سكّانها ، وفي بساتين القلوب التي حفّتنا بتغريد روحاني متميز حيث كانت حفاوة الإستقبال بهيجة كريمة بمختلف الأكلات التّقليدية الشّهية التي أبوا إلا أن نشاركهم إياها لنعلن بذلك قرابة جديدة ملحها المودة والحبّ والإخاء . فكانت الزيارة إليها مشتملة على تقديمي محاضرة بعنوان التوافق والنجاح الأسري الذي يندرج تحت أسبوع النجاح الأسري الممتد من 1 الى 10 مارس وبعد المحاضرة قمنا بتنصيب مكتب جمعية جزائر الخير لبلدية حرازة الذي سيرعى غرسه ونباته ومحصوله طاقات شبابية يافعة أغلبها طلبة جامعيون في مختلف التخصصات حضروا ليشعلوا مصابيح الخير في أرضهم ، ويضرموا نفسا جديدا في كلّ جسد وعقل وقلب .

أسبوع الأسرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
السبت 03 مارس 2018م
مكتب جمعية جزائر الخير لبلدية اليشير:
بمناسبة أسبوع الأسرة
* محاضرة 
* تكريم قسم محو الأمية 
**************************************************
للأفق دوما نهار مشرق لا تستلذّ حرارته إلاّ وأنت تحت شمسه تجفّف النّوم باليقظة ، والنّسيان بفكرة جديدة ، وتبحث لك عن مفردات يضطرب لها الصّمت لتملأ بها منافذ القلوب التي لا تقابلك إلاّ بابتسامة وصدر مفتوح وعقل وهبك كلّ شعبه لينطرح من بعده الهمّ والجهل و الرّكود إلى غير عودة.
بدعوة من جمعية جزائر الخير مكتب بلدية اليشير أفضت ببعض عصارتي التي تستمدّ من قلوب النّاس لغتها ، ومن أوفياء العلم محبّتها حيث تمحورت حول التربية الأسرية، مكانة المرأة في الإسلام ودورها في المجتمع. 
، تربية الأولاد وحقوق المرأة وواجباتها ،فكانت فتح قفل هذا اللّقاء الجميل بصوت عضوة الجمعية والمنظمة لهذا النشاط ألقت على مغاور أسماعنا كلمة افتتاحية ضمّنتها بترحيب نديّ لكلّ الأرواح الحاضرة حضور المتعطّش لمثل هذه المنابر العطرة ، تلتها كلمة لإحدى الطالبات عن فلسطين بلد العروبة والتّضحيات باكية في صوتها على الحلم الأبيض الذي لم يزهر بعد في ربوع هذا الوطن المجروح ، ثمّ كان لي نصيب بإفاضة ما كان في جعبتي بخصوص هذا الموضوع العميق حول المرأة هذا الكائن اللّطيف القويّ في نفس الوقت ، هذا العطاء الذي له يد في كلّ شبر من حياتنا ، في كلّ زاوية من تضاريسنا ، في كلّ حجر بناء الإنسان .
وقد كان لنا وسط هذا الجوّ المميّز فاصل ماتع تمثّل في إلقاء خاطرة نقيّة بأمنيات بيضاء ألقتها على مسامعنا إحدى الطّالبات وقد تمّ في آخر هذا النّشاط بعد مداخلات الحاضرات التي أدهشني عمق نظرتهنّ واعتدال أصواتهن ، ووزن حكمتهنّ التي لا يقال بعدها شيء خصوصا إحدى العجائز التي كانت تنضح تألّقا لفت انتباهي وجعلني مسرورا بأفكارها ليتمّ تكريم المتمدرسات بقسم محو الأمية في جوّ دافئ تحفّه الرّغبة في العلم وتزكّيه متعة الجدال وذاك الخيط الوهمي الذي جمع بيننا بالمحبّة وقد زاد المكان روعة حضور بعض الأطفال الذين زيّنوا المكان ببراءتهم ووجوههم الملوّنة بألوان الرّبيع ، ليتمّ في نهاية الرّحلة توزيع إكراميات وهدايا رمزية لحروفها المعنويّة مدلول عميق .
عبد النور خبابة

احتفالية اليوم العالمي للمرأة


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏‏زهرة‏، و‏نبات‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

احتفالية اليوم العالمي للمرأة 
تنظيم التّجمّع الوطني الديمقراطي 
قاعة سخارة محمد الطاهر رأس الوادي 
على ضفّة الرّبيع وفي ظلال الأشجار يمدّ التّجمع الوطني الديمقراطي يده كغصن ليّن ليتوّج رأس كلّ امرأة بينبوع من المحبّة ، وإكليل من البنفسج الذي يعلي هامة قدرها دون أن تحتاج إلى نصف يوم من التكريم لأنّها بكلّ بساطة تمثّل أعيادنا اليومية وهدايانا التي تحيط بالحياة لتزيّنها .
فكانت بداية النّشاط بصوت الاخ الفاضل علي حمادي بتلاوة طيّبة من آيات الذّكر الحكيم كي نحرّك في داخلنا عاطفة الشّكر والحمد لرحمات الله التي تغمرنا دون أن تمسّنا سحابة الغفلة القاتمة التي تحتوينا كلّما ابتعدنا عن ذكره العظيم .
ليليها إعلاء صوت النّشيد الوطني الذي خفض صوت الأنانيّة وعانقنا بحرارة الشّوق إلى رائحة التّراب الذي يجمعنا دائما على الحبّ والفرح وحفيف أوراقه فينا . 
وقد كان لي شرف تنشيط هذا اللّقاء الجميل في مدينتي التي احتضنني ترابها بعد طول غياب ، كما أغتنم الفرصة لأشكر المنظّمين والقائمين على هذا الحفل الذي هيّؤوا لي المجلس ، وعطّروني باستقبالهم الذي اخجل تواضعي وجعلني سعيدا وسط هذا الجمع في مدينة لطالما كانت الجنّة التي ترتاح في مرابعها عظامي . لتكون الفرحة فرحتان .
وقد كانت فاتحة هذا الجوّ الرّبيعي بمقتطف من الكلمات التّرحيبية التي عطّرت مسامعنا بسطور غائرة في جذوع القلوب التي أبت إلاّ أن تشاركنا فرحة هذا العيد الذي لا يكتمل إلاّ بلمّتهم والتفافهم واهتمامهم الذي يزيد الأرواح ثقلا وقدرا من إلقاء الآنسة بخوش ياسمينة عضو المجلس الشعبي البلدي ورئيسة لجنة النساء للتجمع الوطني الديمقراطي لبلدية رأس الوادي ، لتحال الكلمة بعدها للسيد كمال بوسواليم رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي صبّ بدوره باقات عطرية من لغته مشيدا بدور المرأة ذاك الصّوت الألطف من نغمة النّاي .ليصنع من بعده السيد عبد الله بن تومي الأمين الولائي للتجمع الوطني الديمقراطي لوحة أخرى من كلماته مشكّلا بذلك جانبا من جوانب الشّروق الذي تحدثه المرأة في طبيعة السّماء ، كما حلّقت على إثر هذه اللّوحة النائب وعضو المجلس الوطني محارقة نجيمة عن التجمع الوطني الديمقراطي بتغريدات كوميض من الابتسام الذي فتق ظلام النّطق وألبس الحاضرين حلّة من بريق الكلام سابحة هي الأخرى في فلك ونجوم تخترق من وراء الغيوم شعاعها .
لتبدأ على إثر كلّ ما تقدّم العروض المسطّرة لهذا اليوم لفتح بعض النّوافذ البعيدة والمغلقة في عالم المرأة الذي يظلّ على قدر وضوحه ضبابيا كأعماق البحر القصيّة فكانت النّشاطات المدرجة كالآتي : 
عرض لبراعم روضة ميرة عن المرأة كلمة عن حقوق المرأة في القانون الجزائري للمحامية جلاد فتيحة ليتم بعدها تغريد حرفي صدحت فيه القصائد على اختلاف قوافيها وبحورها وكلماتها المجنّدة لأجل تفجير كلّ المكامن والمغاور التي تدسّ تحتها خصال ومحاسن وسحر هذه الأنثى الطّليقة في فضاء الحروف من إلقاء الشّاعرة مشري يمينة 
وقد تمّ بعد هذة الوصلة الشّعرية تكريم 10 نساء كنّ أنموذجا للمرأة المكافحة التي حملت عبر أمواج أفكارها موروثا إنسانيا طلع من وراء شاطئه قمر النّجاح .
كلمة عن الجانب الصحّي للمرأة وانعكاساته عليها من تقديم الدكتورة أخروف حيث فتحت لنا بابا في عالم حواء لنتعرّف عليها عن قرب فيزيولوجيا .
لنقفز بعدها إلى محاكاة نشاط آخر خاص بالسوروبان لعباقرة فتيحة ديلمي ضيفتنا من ولاية سطيف التي جابت بنا عوالم أخرى شدّت أنفاسنا وأفكارنا وخطفت انتباهنا .كما كان للتّكريم نصيب ثان حيث قدّمت الهدايا والتّكريمات في جوّ ذهبي جادت فيه خزائن الأرواح بجواهر فريدة من طيب الأثر في نفوس الحاضرات والحاضرين .
وقد منحت الطّفلة مريم جوّا آخر من المرح عن طريق تأديتها لسكاتش قصير حيث جعلته كنزهة ساحرة للنّفوس التي غمرت القاعة تفاعلنا وتجاوبا مع طلّتها البريئة ، حيث كانت هذه الفواصل تعلي روح الدّعابة التي نتنفّس من خلالها سرحة للرّوح لتفيئ إلى كلّ جميل.
لنرجع بعدها إلى حديقة حواء مرّة ثانية من خلال مداخلة عن الوعي الأنثوي من إلقاء الأستاذة بخوش شفيقة لتختتم الجلسة بتكريم 10 نساء وتتويجهنّ بلقب النّساء المجنّدات لصنع الحياة ومصارعة الأيام بجدارة واستحقاق .
كلمة ختامية افترقنا من بعدها على حرارة الجوّ الذي ساهم في تشكيله كلّ بطريقته ، متمنّيا لجميع النّساء السّعادة والفرح في زرع الأرض حياة .
عبد النور خبابة

" المرأة الجزائرية مسيرة ونضال "

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، و‏أحذية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

قاعة المحاضرات الكبرى 
جامعة محمد البشير الابراهيمي برج بوعريريج
التضامن الوطني الطلابي
يتعلّمون الفرح بالحزن ، والمعرفة من الظّلمة ، والحكمة من الصّمت ، لا يخشون أشواك المنعطفات ولا قطّاع النّجاح الذين يسلبون من القلب الحالم نشوة الإنتصار من وراء جدران الحاضر عن طكوك سكحال ورفاقه في التضامن الوطني الطلابي أتحدث. 
لذلك كان الملتقى المعنون " المرأة الجزائرية مسيرة ونضال " مسرحا عزفت فيه الأنامل على قيتارة الحياة أنقى ما في الصّدر من رؤية ، وأعمق ما في القلم من لغة نافخة أبواق الفرح والأمل والعزيمة على طريق مفروشة بالورود والرّياحين التي عطّرت المجلس وجعلته كشعاره تماما " الجزائرية لا تعرف المستحيل " 
التي لم تزل إلى اليوم تخيط آيات الرّحمة في صفحات الإنكسار ، حيث تومئ منتصرة إلى الوراء إلى عزّة التاريخ الذي غذّيت منه بكلّ آلامه وضبابه حتّى صار واضحا سابحا في فضاء الأرض التي ختمت مآسيها برجالها ونسائها .
وقد كان لرئيس جامعة محمد البشير الإبراهيمي البروفسور بن يعيش عبد الكريم شرف قيادة هذا الموكب حيث وقف وقفة سكينة توشّحت بنقاب الوقار والحكمة وراح ينفخ في فضاء هذا اليوم أعمق الكلمات التي تحوّلت إلى بلابل تنتقل بين غصن وآخر، بين خلايا القلب وأعصاب هذا اللّقاء.
وقد كان الحضور كبيرا جدا سكب في المكان صبحا جديدا شاكرا روعة التّنظيم المحكم حيث تمّ تكريم نساء الدولة من درك وشرطة وحماية وجمارك اللّواتي يضربن أروع الأمثلة الإنسانية التي تنبث في ظلّ الصّخور القاسية ، وأخصّ بالذّكرمديرات محلّيات متميزات كمديرة البريد والمواصلات ، والمذيعات كرتيبة بن عالية وفتيحة عبدون المتألقة ، حيث تمّ أيضا تكريم الفآئزين في المسابقات و العضوات الناشطات والأساتذة المحاضرين ورؤساء لجنة التحكيم المتميّزين الذين كان لي شرف صحبتهم ومقاسمتهم طاولة العرفان والتّقدير الذين غمروا روحي طهرا ومحبّة جعلت الظّلمة في أعماقي شعاعا بعد أن نلت شرف ترتيل آيات بينات على مسامع الحاضرين علّ غمام الكآبة ينقلب مرحا ، والشّقاء سعادة . كما كان لتكريمي وقع خاص على ضفاف روحي التي سرحت في دفء القلوب التي أهدتني اهتمامها قبل هداياها ، ومحبّتها التي أعتبرها أكبر إنجاز بالنّسبة لي . ومهما أفضت بما تنضح به محابر فكري سأبقى مقصّرا أمام هامة هذا العطاء الكريم الذي زادني حبّا واعتزازا وقدرا .
وقد تموّجت العروض المختلفة آخذة النّفس إلى بقعة ضوء هادئة عن طريق تقديم عرض مسرحي رائع للمتألقة خديجة التي أبدعت في تمثيلها رفقة المهندس خرفي عمر والمخرج الجميل ساحلي تحت إشراف مدير الإقامة العناصر 2 السيد بالقرع نور الدين 
وفي الأخير أشكر كلّ من حضر بقلبه وعقله وروحه ، كما أشكر القائمين على هذا النّشاط المميز وأخصّ بالذّكر أعضاء الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات اللّواتي حضرن كما تحضر الزّهور موكب الرّبيع ، كما أشكر الإعلامي المتألق صيام بن مهدي على التنشيط الجميل الذي كان كهمزة وصل تحوم مرفرفة في كلّ مكان وصوب 
دون أن أنسى مدير النشاطات بالجامعة السيد ناصر على الترتيب الجيد و حسن الإستقبال ، ورزانة التّسيير الذي ينمّ عن شخصيّته الفذّة التي تنثر بذور الودّ في حقول من حضر واستمتع وغادر حاملا أجمل الزّهور .
عبد النور خبابة

" نحو زواج ناجح "


لا يتوفر نص بديل تلقائي.

جمعية حورية للمرأة الجزائرية المكتب الولائي برج بوعريريج
اللقاء الختامي للحملة التّحسيسية " نحو زواج ناجح " ليوم السبت 17 مارس 2018 بقاعة البشير الإبراهيمي ابتداء من الساعة 13:00زوالا .
التقينا على المسرّات فاتحين القلوب في لحظة تنطق وجوه أصحابها بأسمى عبارات التّرحيب التي تغرس كشجرة من عود طيّب في أرض لا تزال واقفة بجذورها ، ممتدّة بفروعها ، حلوة في ثمارها ، لذيذة في احتضانها لكلّ عمل إنساني من شأنه أن يقرّب المفاهيم ويوحّدها على نفس واحدة تنقبض لها نواحي الخير ، وتجهش على إثرها العيون في هيئة الطّير الذي يحتاج إلى دفع لينطلق بعيدا دون خوف . 
كان التّنشيط المبهر للأخت الكريمة سهيلة التي انكشفت حروفها لكلّ ذي روح بصيرة ، حيث أمسكت زمام اللّغة وما أفلتت عبارة قيّمة إلى وحشرتها بين حشد من المفردات والأبيات الشّعرية التي زيّنت مسامعنا وجعلتنا عالقين بين روعة القوافي وسحر الكلمات فكانت نعم القائد لهذا اللّقاء، الذي كان كالنعمة تدني الأقدار من أكفّنا فروع الثّمار الحلوة
وكانت البداية المباركة بتلاوة آيات بيّنات من الذّكر الحكيم بالصّوت الهادئ للسيّد المسعود دغدغ رئيس فرقة البصائر الذي كانت قراءته المباركة خير فاتحة لهذا المجلس الطيّب 
تلتها مباشرة كلمة ترحيبية للسيدة بوشوشان جهيدة رئيسة جمعية حورية التي لم تدّخر حرفا إلاّ وبعثرته على الحاضرين شاكرة لهم وفاء الحضور ، كما كانت للسّيدة رئيسة المكتب الوطني عبارات أخرى يسكن لها الصّمت تاركة صوتها صادحا بما جادت به مكنوناتها من فرح وكرم وسرور بالجمع الذي زيّن حفل الاختتام وجعله مختلفا .حيث تطرّقتا للحديث عن أهداف الجمعية وعن الدورة المتعلقة بالزواج التي تخلّلتها بعض التوصيات .
وقد زاد الجوّ بهجة الوصلة الإنشادية لفرقة البصائر عن النبي عليه السلام التي كان وقعها كالسّماء في صبيحة صافية لأعتلي بعدها منصّة الكلمة ملقيا كعادتي بكلّ ما يختلج عقلي وفكري من إشراقات انغمست لها روحي حتّى اضمحلّت دون أن تترك في جعبتها منارة إلاّ وأضاءتها فكنت سعيدا بمداخلتي حول الحياة الزّوجية السّعيدة متمنّيا أن يطول دفء هذه الأعشاش التي بناها أصحابها عودا عودا .
كما تواصلت الوصلات الانشادية التي تغنّت حناجرها النديّة بحب الوطن الجزائر الحبيبة وشقيقتها فلسطين.
كما تمّ بالمناسبة أيضا تكريم الأسرة النّموذجية تشجيعا للأسر الجديدة لتكون خير دافع لانطلاقة ثابتة .
كما أشكر الجمعية بكلّ ما تحمل لغتي من لفظ وعبارة ومعنى وفواصل دون أن أنسى شكري لصاحبة وكالة السفر على رعايتها ومساهمتها في منح عمرة مجانيّة كانت من نصيب طالبة من بلدية حرازة صاحبة الرّقم 17حيث اهدتها بدورها لوالدتها شاكرا لها هذا الصّنيع وهذا البرّ العظيم للوالدين ، أشكر أيضا دون مبالغة فرقة البصائر التي أمتعتنا بفنّها النّبيل وجعلت الفضاء من حولنا بهيجا ، كما تمّ تكريم كل من السيدة رئيسة المكتب الوطني والإعلامية فتيحة عبدون و عبد النور خبابة ، كما لا أنسى الزّهرة العطرة التي رافقت ظلّي وصوتي الطّفلة نوال الرّائعة حضورا وتفاعلا و إشراقا طفوليا لا مثيل له والشكر الجزيل لكل مساهم من قريب أو بعيد وان نسيت فلن أنسى قناة الأجواء على التغطية ممثلة في الصديق الجميل فاروق بن شريف .
. بقلم عبد النور خبابة

قدر جميل

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏

قدر جميل يجمعني بصديقي العزيز مفتش التربية والتعليم الدكتور فيصل مهمل 
التقينا كما تلتقي سحابة بعصفور في قصيدة بديعة تلدغ بعمق حواس القدر التي جمعتنا ثمّ ضاعت في زحام الكلام ، في ضجيج الطّاولات الموضوعة للذّكرى . فكان من اللّذيذ أن نضيع معا في شعاب ما جمعنا ذات يوم ، ذات نأي ، ذات جنون ، ذات رحيل تتوقّد له العواطف لتنطفئ في حدود فنجان القهوة بعد غياب طويل صنعته الأيّام وطمرته في رمادها ، خلقت في مزاجه ساعة ذابلة معطّلة وتركت في عصبه فراغا كبيرا كعبارة مبهمة في صحيفة .
إنّ اللّقاء بمن صنعوا الأيّام الجميلة كالشّعاع يحفر في مغارات النّفس منفذا جديدا تخرج منه أغصان الرّوح لتزهر بعيدا عن جوانب الظّلمة ، عن عدوى الضّعف ، عن أوجاع الحياة التي تأخذ منّا حديثا طويلا للوجوه التي نحبّها .
فلنكسر من فروع الحياة ما شئنا من لحظات تنمو ليفيء ظلّها في وجود الغياب ، في فراق الأحبّة ، في معاني القلب التي يجرّها الوقت نحو زاوية مجهولة اعشوشبت تربتها بالنّسيان .
لم يكن لقاء بقدر ما كان نسمة من نسمات هذا العالم التي اجتمعت وتجزّأت في قلب كالبحر تساقطت قطراته ليجفّف طائر الفراق الذي يطلع كلّ يوم في سحاب الحياة دون أن يغرب على سواحلها
عبد النور خبابة

ربيع القراءة



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

المعرض الوطني للكتاب (ربيع القراءة )
حديقة النور والنسيم برج بوعريريج
21 مارس 2018م
تحت الرعاية السامية لوزير الثقافة ووالي ولاية برج بوعريريج وبالتنسيق مع دار الثقافة محمد بوضياف .
تنظّم منشورات الوطن اليوم معرضا للكتاب على المستوى الوطني
بحديقة النور والنّسيم بمدينة برج بوعريريج 
من 19 مارس إلى غاية 02 أفريل 2018
من الجميل أن تعانق لغة الرّبيع أبجديّة الكتب وتضرب للقراءة موعدا في حديقة النور والنّسيم لتزفّ الكتاب فوق الفكر والطّبيعة عروسا تحفّها الزّهور ببهائها و ترفع كلّ نفس جفّفها الفضول والشّوق إلى أفق بديع لا صخب فيه ولا ضجيج إلاّ لخطوات الأفكار التي تقطع مسافاتها القصيرة نحو القلب لتمدّ جسرا من القصائد .
إنّه لربيع تنحني له المدينة ، وتهدأ له قروح العقل ، وتسكن فيه آلام الهجر التي نرتكبها كلّ يوم في حقّ الكتب 
وإنّها لمناسبة ثمينة أن يتاح لنا هذا السّرح ،وهذا الفضاء الأبيض الذي سيجلب المسرّة للزّائرين الأوفياء لأطر الكتب ورائحة الصّفحات وشغف السّطور التي تقتتل بداخلها المعاني لتقدّم أحلى عباراتها .
ومن الأكيد أنّها ستلفت انتباهك بعديد العناوين التي ستعرضها مختلف دور النشر، تزامنا والعطلة الربيعية و عيد النصر من 19 مارس إلى غاية 02 أفريل من تنظيم منشورات الوطن اليوم للروائي الأديب و الإعلامي كمال قرور فاتحا شهيّة الذّاكرة وحاسّة الذّوق لدى كلّ جسد متعطّش لعبادة لا ينالها إلاّ عن محبّة صادقة للكتاب الذي يمنحنا سفرا مجانيّا عبر الأزمان وكأنّنا حين نقرأ نرتمي إلى حضن السّماء ، إلى عربة الكلمات التي تأخذنا إلى حيث تريد لغة الفكر الماتعة .
ووفاء لهذا المخلوق الورقي الذي لا ينطق إلاّ صامتا ، لا يسحب إلاّ نافذا ، ولا يموت إلاّ خالدا ارتأت منشورات الوطن اليوم في معرضها الرّبيعي الفوّاح أن تروّج لمشروع كتاب الجيب الثقافي بحجمه الصغير وسعره الزهيد لتشجّع كلّ فئات المجتمع وخاصة الشباب والطلبة على القراءة ومصادقة الكتاب الذي غدا مهجورا منفيّا ومنسيا في أقفاص من غبار .
وقد تزيّنت دور النّشر ومختلف المكتبات بكلّ أنواع الكتب والعناوين الشّاملة لكلّ المواضيع التي توافق كلّ الفئات العمرية ، كما لا أنسى الوجود المميّز لمكتبة الإحسان مع مسيرها الأستاذ محمد بن عبد الله ، كما لا يمكنني أن أتفادى سحر الصّوت ، وعمق اللّغة ، ورحابة الصّدر للمنشّط المبدع الشّاعر عريب عبد المطلب الذي استقبلني بقلبه قبل ملامحه استقبال الزّهور للرّبيع ، كما لا يفوتني ذكر تلك النّسمة الطّفولية التي صادفتها بين الكتب وأنا أتصفّحها الطّفل عبد الجليل بن زغيبة الذي أسعدني بهطوله الهادئ على روحي آملا أن تكون براءته الشّفافة وفيّة لهذا الميراث الفكري المنثور في كلّ جهة ، فلا يوجد أجمل من طفل يداعب صدور الكتب ويحاورها بعقله الغضّ لأنّي أعتبرها حقّا البذور الأولى لكلّ أفق يترعرع خلف السّحاب ، و مربّيا جديرا بالثّقة . ما أجمله من منظر زرع في نفسي شجرة أمل كبيرة لا تقتلعها ريح ولا تشاؤم ولا يأس طالما هناك طفولة واعدة تجرّب محبّة الكتب عن قرب وتتذوّق لبن فكرها دون أن تخاف ألم الفطام .
كما لا يفوت حروفي أن تقف وقفة شكر وامتنان لمدير المعرض وصاحب الفكرة الإعلامي عبد الملك رفيس على هذه الفسحة الهادئة التي تحتاجها العقول على الدّوام .
شاكرا في الأخير من أوقدوا ربيع الكتاب هذا متمنّيا له النّجاح الباهر آملا أن يكون لنسماته الأثر الطيّب في النّفوس العاشقة للقراءة وللكتاب الذي أعتبره وطنا له حدود غائرة في القلب لا تهجر ولا تترك ولا تهان . 
بقلم عبد النور خبابة

اليوم العالمي للمياه

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏

الخميس 22 مارس 2018م
المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه
المكتب الولائي برج بوعريريج
المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بلعزوق عثمان
اليوم العالمي للمياه 
كإكليل من السّراب حياتنا لا نستطيع أن نعيشها دون ماء ، هذه النّعمة الإلهية التي جعلت عروق الأرض نابضة بزهور الرّحمة التي تلين لها النّفوس البشرية والكائنات الحيّة ، هذا العنصر الحيويّ الذي غيّر وجه الكوكب وجعله آمنا لعيش الإنسان الذي هيّئت له كلّ شرائع العيش . 
فالماء رمز للخلود وآية الوجود وحلقة مثقلة بملاذ الحياة التي لا يكتمل كيان ابن آدم إلاّ بها ، لذلك وجب علينا أن نحافظ على هذا الموروث الطّبيعي الذي جعل الأرض جنّة خضراء ، ونقدّس هذه النّعمة كما نقدّس أشياءنا الثّمينة .
وإحياء لليوم العالمي للمياه نظّم المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك و محيطه برج بوعريريج و المعهد الوطني المتخصص في التكوين بلعزوق عثمان احتفالية فتحت هدير الأمواج الصّامتة وبانت على إثر مبادرتها ابتسامة الأزهار ووضحت في نظرها أسرار الحياة الكامنة في هذا العنصر الحيويّ الذي أعتبره رحمة من رحمات الخالق على هذه الأرض .
وقد كان البرنامج ثريّا بأصحابه الذين ما ادّخروا جهدا في تهيئة الفضاء اللّذيذ الذي تحفّه الأفكار والمعلومات وآخر التّجارب والإنجازات حول الماء ، حيث احتضنت قاعة المحاضرات كلّ المهتمّين والرّاغبين في التّلذّذ بالمعارف على اختلافها وما تخبّئه في مغاورها من انشغالات العالم بهذه الثّروة التي مدّت عينيها الذّابلتين علّنا ندرك أخيرا نفاذ منسوبها الذي أضعناه عن سوء تدبير ، وقد كانت الإنطلاقة الكريمة بإلقاء كلمة افتتاحية اختزلت كلّ عبارات التّرحيب التي تفجّرت كصفحات الكتاب وانفتحت كباب من أبواب الخيال تتسرّب منه صفات الفضائل التي تجمع القلوب على الكلمة الطيّبة .
تلتها زيارة لمخبر معالجة المياه بالمعهد و عرض لمجسمات تمثيلية خاصة بالمياه حيث أجاد المهندسون الكرام أثناء مداخلاتهم بإدلاء كلّ دلائهم الفكرية عن محبّة ورحابة صدر وتواضع كريم منهم بوزيد محمد الأمين و حناشي وغيرهما ممّن جعلوا حسنهم كلّه في طريقنا ، وفكرهم الذي لا تعلق بنوره ظلمة أو شائبة إلاّ وهزّوا أجراس شذراتها كما يهزّ البحر اللّجيّ قساوة المعنى المبهم و البعيد .
وقد كان لي شرف تقديم مداخلة تمحورت حول الإعجاز العلمي للماء وقد حاولت قدر المستطاع أن أقبض على الفكرة وألبسها الدّلائل التي تقرّ جميعها بعظمة الخالق في آياته التي تسير بنا دوما نحو الحقيقة ولم أكن إلاّ كمن يستفرغ همّته ويزجّ بإرادته بين الجموع الرّحبة ليكتب بماء ظامئ صفاء ما يحمل نهره الطّالع بين الصّخورمثل النّهار الذي ينزع عباءة ليله ويسلّمها للشّمس ، لماهية الوجود المرتبطة أساسا بالعطاء بتقليب المعاني بأصابع الحجّة والبرهان لتبقى همزة القلب نابضة بالوصل .
كما كان هناك فاصل إنشادي بديع من تقديم الكشّافة فوج الفتح سيدي امبارك تلتها تكريمات وكلمة ختامية متأمّلة في غد أفضل شاكرا في الأخير كلّ الذين فرشوا عباراتهم ترحيبا ، وأ فرغوا كلّ جهودهم كرما في إنجاح هذا الملتقى وهذا المسعى النّبيل كما أوجّه أعمق ما أملك من تحيايا إلى كلّ الطلبة المتربصين بالمعهد والأساتذة على وجودهم وعلى تفاعلهم المؤثّر وعلى خلق هذا الجوّ المعرفي المتدفّق الصّافي صفاء ما جمعنا في هذا اليوم احتفاء باليوم العالمي للماء تلك النّعمة التي خلقنا منها ولا تزال تخلقنا كلّ يوم ، لا تزال تصنع عالمنا الجميل الحيّ بوجودها .
بقلم عبد النور خبابة

المرأة الجزائريّة ودورها في العمل الخيري والإنساني







ربما تحتوي الصورة على: ‏‏4‏ أشخاص‏الملتقى الوطني :
المرأة الجزائريّة ودورها في العمل الخيري والإنساني 
الجمعة والسبت 23/ 24 مارس 2018م
مركز التّكوين المهني لولاية البيض 
فعاليات اليوم الأوّل من الملتقى 23 مارس 2018
من الجميل أن تقف المرأة موقفا فاعلا بكلّ قواها اللّطيفة في مدّ أغصان الألفة والرّحمة والمساندة الإنسانية التي طوتها رياح الأنانيّة دون أن تكسرها بفضل هذه الفئة التي تؤمن بدور الإنسان في إسعاد الإنسان وهتك غشاوة الشّقاء والتّعب والألم من قلوب تحتاجنا كي تزهر من جديد في ربوع هذا الوطن الذي يجمعنا دائما على فعل الخير وخدمة الإنسان مهما كان حجم غبنه و قوّة عاصفته التي لا ينتزعها سوى الحبّ وطيب المعاملة ، وزخم اللّغة بالألفاظ الإيجابية التي تدفع النّفس إلى الأمان .
إنّ العمل الخيري عمل إنساني ليس حكرا على الرّجال فقط في زمن يشهد للمرأة عبر التّاريخ بدورها الفذّ في صناعة الحياة ، في اقتسام السّعادة مع المعطوبين ، في إعانة المحرومين خصوصا أنّ وقودها عاطفتها ، ومصباحها صبرها ، وشعلتها رقّة القلب التي توقد الأزهار من الرّماد .
وقد كان اليوم الأوّل للملتقى متوهّجا بأفكاره ، بوجهات النّظر المبنية على أسس ووقائع تصبّ في نبع واحد وهو نصرة المرأة من الظّلم والتّهميش وتشجيعها على العطاء رغم التّحديات والعراقيل التي تضعف خطواتها ، وتجفّف بقسوة أرضها النّضرة التي ننتظر من ترابها مزيدا من الزّهور و العطر والأشجار والعصافير .
احتضنت ولاية البيض في هذا الملتقى الخيّر ضيوفها كما تحتضن العصافير صغارها فاتحة جناحيها دون أن ينكسر لها عشّ صنعته بعناية لتستقبل الوافدين على رأسهم رئيس المكتب الوطني لجمعية جزائر الخير ، ومسؤولي المكاتب الولائية بحضور أكثر من 20 ولاية بأعضائها الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين بثقل تواضعهم ، وسموّ أفكارهم ، ونبل مسعاهم رغم بعد المسافة ومشقّة الطّريق ، ووعثاء السّفر إيمانا منهم بنبل الرّسالة التي يحملها كلّ إنسان لأخيه الإنسان .
فكان الافتتاح مباركا طيّبا كالمسك بتلاوة آيات كريمة بصوت عبد الحق جواق رئيس المكتب الولائي لولاية تيارت الذي أجاد بخشوع صوته أن يذيب ما علينا من تصلّبات الدّنيا ومطامعها وملاذها التي لا نسلم منها إلاّ إذا تقرّبنا إلى كلام الله تعالى . ليرفع على إثرها صوت النّشيد الوطني مدوّيا أرجاء القاعة وشعاب القلب .
تلتها كلمة ترحيبية لرئيس المكتب الولائي البيّض للشّيخ بودواردة الذي رحب بالحاضرين والحاضرات من مختلف الولايات مثّمنا الجهود وصدق النّوايا و إعمار المجالس لأجل توصيل رسائل إنسانية تبقى راسخة في الذّاكرة والأيّام .
وقد كان للأخت الكريمة عياد كريمة من ولاية وهران مداخلة رفعت حدود المفاهيم ،واستقامت لها الأفكار ، واتّضحت لها الصّور حيث جالت في بحر المرأة مبيّنة دورها في العمل التّطوّعي وقدرتها على استعطاف المتطوّعين ، وإعطائها إعانات ومنح لأنّها مخلوق قادر على العزف على الوتر الحسّاس ، وإخراج أجمل المقطوعات التّضامنيّة العذبة التي يؤلّفها الإنسان على الدّوام .
لننتقل بعدها إلى عالم الصّورة والصّوت وعزيمة المسعى النّبيل من خلال عرض فلم تعريفي و وثائقي لجمعية جزائر الخير ومشاريعها الحاضرة والمستقبلية لتضرب أجمل مثال عن العمل التّطوعي الذي له مفعول السّحر على العقول والقلوب لأجل بناء جزائر الخير .
وقد عقب هذا العرض الكريم كلمة لرئيس المكتب الوطني الأستاذ عيسى بلخضر حيث رحّب بجميع الحاضرين مبتدئا شكره الخالص لسكّان البيّض المعروفين بكرم الضّيافة وحسن الاستقبال تلك الخصال التي يتنفّسونها كالهواء . كما تطرّق في حديثه عن دور المرأة الجزائرية في الجمعيات الخيرية التي حازت على نسبة أكبر في انضمامها لها ، كما ألمّ في حديثه عن دور الجمعية الكبير في الحماية والتّصدّي لبعض الأخطار المحيطة بالمجتمع والمساهمة في التّخفيف من حدّتها ، كما أشاد بدور المرأة في تنمية العمل الخيري والإنساني مختتما كلامه بكلمة شكر لكلّ الأساتذة والدّكاترة الجامعيين الحاضرين التّالية أسماؤهم الدّكتور موسى المغنّي المالكي ، الدكتور خضراوي من وهران ، الدكتور يعقوب عبد الرحمن من تقرت الذي ساهم في تزويج 10 عرسان ، الدكتور عبد القادر داود ، الشّيخ بوزادة ، الأستاذ الباحث شيكو من وهران ، الدكتور مهدي من جامعة الجلفة ، الدكتور القانوني الهواري من وهران ، الأستاذ ....... جامعة الأغواط ، زيزاح سعيدة في علم الإجتماع ، الأستاذة رشيدة بن سعيد من أدرار ، الدكتور عبد الرحمن تومي من مليانة ، د بوموس فوزية ، د بن جلال لعرج ، د بيكري عياش ، د علي هادف ، د سعيد سحنون وكذلك ترحيب خاص بالأساتدة الذين حضروا رغم الصّعاب التي كابدوها في طريق تلبيتهم للدعوة وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على سخاء أصحابهم ونبل أخلاقهم وتلبيتهم لنداء المعرفة والعلم والتّنوير أينما سطع .
وقد عقبه مباشرة رئيس اللّجنة العلمية الأستاذ الجامعي عبد القادر فاتحا كلامه بعدّة تساؤلات : لماذا الملتقى ؟ ولماذا دور المرأة في العمل الخيري والإنساني ؟ ليستهلّ بعدها الخوض في غمار الأجوبة مبيّنا الدّور الكبير للمرأة ، للعمل الخيري وأهدافه وأثره العميق في مساهماتها الفاعلة وقد أورد في حديثه عدّة محاور منها : دور المرأة الجزائريّة وتحدّيات واستراتيجيات قيامها بالعمل الخيري وأخذ نموذجين هما الجزائر والمغرب ، وأخذ مثال على مقبرة العالية وهي امرأة ، وكذلك بالمغرب مسجد القرويين الموجود بالمغرب الشّقيق الذي تمّ بناؤه بعد تبرّع امرأة بقطعة الأرض لتشييده فيها ، كما للمرأة أيضا تكافل آخر لايقلّ أهميّة عن سابقيه والمتمثّل في تزيين العرائس وحلاقتهنّ كمساهمة طيّبة في تزويج الفئة غير القادرة على تكاليف الأعراس في مدينة البيض حيث بلغ عددهم 10 فقراء كهدية إلهية تتوافق مع أهداف الملتقى المسطّرة .
عقبه مباشرة محاضرة الدّكتور عبد القادر دواد الذي فتح شهيّة الأسماع بباقة ترحيب عطرة لكلّ اللذين حضروا الملتقى ، عقّبها بتهنئة طيّبة للأزواج الجدد متمنّيا لهم السّعادة والهناء في بناء أسرة جديدة تخدم مجتمعها ووطنها بكلّ صدق وفرح وأمانة . ليتحدّث بعدها عن دور المرأة الجزائربة في مشاركتها للعمل الخيري ضاربا أقوى مثال عن أمّهات المؤمنين خديجة رضي الله عنها مع حبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بذكر حادثة الوحي ومؤازرتها العظيمة لرسالته المحمّدية ، كما تحدّث عن الدّور الجليل لأوّل ممرّضة في الإسلام وهي أم عمارة ومجاهدتها جنبا إلى جنب مع النّبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، كما كان لزبيدة زوجة هارون الرّشيد دور أعمق كذلك في بناء المسجد وإطعامها للحجيج عند حجّها مع هارون الرّشيد وصرف أموالها لسقي الحجيج بالماء .ليوجّه كلمته لصناعة القدوة ، وضرورة إعطاء المرأة الحقوق التي تساند بها مجتمعها ووطنها 
وقد كان للشّعر حضور صال وجال بين أسماعنا كعصفور تستروح بتغريداته النّفس عن مكامنها بأعذب الكلمات التي سكبها الشّاعر بطلّته البهيّة ناصر الفرح بمقطعه الشّعري الذي
كان مقطعا امتلأت به الرّوح غبطة وسرورا .وقد اختتمت المرحلة الأولى من الملتقى بتكريم النّساء المتقاعدات من المديريات بالولاية تذكيرا بمجهوداتهنّ ، وتقديرا لتضحياتهنّ ، ووفاء للبذور الأولى التي تجسّدت بفضلهنّ وصارت بساتين غنّاء تنخفض لها رؤوس العواصف والرّياح .
الفترة المسائية : الجلسة الأولى: 
وقد افتتح رئيس الجلسة كلامه بترحيب كبير للجموع الحاضرة مستمعين ودكاترة ومحاضرين على حدّ سواء لتتاح الكلمة من بعده للسيّدة زيزاح سعيدة متحدّثة عن دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري بين الواقع والتّحدي حيث مهّدت بتقديم مفهوم دقيق للعمل التطوّعي حيث قرنت العمل الاجتماعي بفهم الحالات الاجتماعية ، كما ذكرت أنواع العمل التّطوعي ، وأهميّته ، وأهدافه ، والإعاقات التي تواجهها المرأة الجزائرية في العمل الخيري والإنساني ، مختتمة كلامها باقتراحات وتوصيات من شأنها مساندة المرأة في عملها الخيري الذي يلعب دورا كبيرا في استمراريّة العمل التطوّعي .
كما كان للشّيخ عاشور خضراوي فصل آخر من فصول هذا الموضوع المتشعّب حيث تطرّق إلى ذكر نماذج للمرأة في العمل الخيري و كيف رفع الإسلام شأنها وأعطاها قيمة كانت مهدورة في الجاهليّة ، كما ذكر المرأتين من زمن سيدنا موسى ، أمّنا عائشة رضي الله عنها ، كما أعطى نماذج أخرى للعمل الخيري في هذا العصر زينب القاسمية . وقد كان للأستاذ الجامعي عبد القادر طالي كلمة قيّمة أخرى زان بها المجلس بما حوت جعبته من أفكار تصبّ في نفس المعنى والمغزى والهدف . فكانت مداخلة بعنوان رؤيا المستقبل في دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري حيث تمّ ذكر إمكانات المرأة الجزائرية التي تؤهّلها للعمل الخيري وهي كالآتي : المستوى التّعليمي والثّقافي ، الاستقلالية المالية ، الإرادة والعزيمة ، العاطفة . كما تمحور الحديث أيضا عن المحفّزات التي تدفع المرأة الجزائرية إلى العمل الخيري ، إضافة إلى تغيير وضع المرأة الاجتماعي ، تمكن المرأة السّياسي والاقتصادي ، ذكر نتائج العمل الجمعياتي الخيري والإنساني في المجتمع ، دور المرأة القاعدي في العمل ، دور المرأة المتفرّغة لأعمال البيت من تربية حسنة للأبناء ، تحقيق الاستقلالية الأسرية ، دور المرأة غير المتفرغة لأعمال البيت أيضا . التحدّث عن مستويات دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري .
كما كان للدكتور موسى اسماعيل أستاذ بكلية العلوم الإسلامية مداخلة قيّمة عن العمل الخيري ومعيقاته ، حيث أقرّ بأنّ العمل الخيري هو أفضل ما يقدّمه الإنسان في حياته . من ثمّ تطرق للحديث عن مجالات العمل الخيري العلمية من إنشاء مؤسسات تعليمية ، والمكتبات ، ومراكز البحث التي تشجّع الطّلبة والشّباب في السّير نحو هذا المبدأ الخيري .مجالات العمل الخيري المادية مثل تزويج 10 شباب ، مجالات الحرف بتقديم المهارات والحرف لتشجيعها أكثر ، مجالات تربوية كالتّأهيل الأسري ، والإصلاح بين الأفراد ليذكر بعدها أهمّ النّقاط التي تتمحور حول آثار العمل الخيري : أهمها الرّاحة بعد أجاء العمل الخيري ، التّرابط الاجتماعي ، قتل وقت الفراغ . كما ذكر أقسام العمل الخيري : فردي و اجتماعي الذي اعتبره عملا مثمرا حسب التّجارب الواقعية, كما أشار إلى أهم نقطة ألا وهي قدرة المرأة أثناء تأدية عملها الخيري على الدّخول إلى البيوت ، كما أنّ المجتمع يثق في المرأة لعاطفتها القوية ، إلاّ أنّ حجم العمل الخيري بالنّسبة للمرأة ومقارنة بالرّجل يظلّ ضعيفا وربما ترجع العوائق حسب نظرته إلى المجتمع الذي لم يعودها على العمل الخيري ، الأعراف الاجتماعية ، الوقت الضيّق بين العمل خارجا وداخل البيت ، العقدة النّفسية للرّجال وذلك لعدم إعطائهن الفرصة بحجّة الشرف .. الخ 
وقد اقترحت عدّة حلول لمساندة المرأة في تأدية هذا الدّور أهمّها :لابدّ من التّنسيق بين مهارات وخبرة الرّجل بمهارات وخبرة المرأة مراعاة ظروف المرأة التي تعرقلها أكثر من الرّجل 
وضع دورات متكرّرة لتقسيم العمل الخيري وقد ختم رئيس الجلسة هذه المداخلات شاكرا الجميع على المجهودات والأفكار المقترحة وفتح مجال للمناقشة قبل اختتام هذه الجلسة الطيّبة التي نأمل أن تسند إرادة المرأة في إكمال مسيرتها نحو العمل الخيري تلك الغاية المنشودة التي يطمح إليها كلّ إنسان محبّ للتغيير ، محبّ للتّآزر ، محبّ لخدمة الإنسانية .
فعاليات اليوم الثّاني من الملتقى ليوم 24 مارس 2018
الجلسة الأولى : 
أليس للثّمر الحلو شجرة يافعة تديرها الشّمس بعنايتها ، أليست المرأة كالشّجرة تماما تعطيك أكثر ممّا تمنحه لها ، لذلك تليق بها كلّ الألقاب الإنسانية التي تضعها فوق المجتمع تاجا إن نحن أخذنا بيدها وجعلناها تحت جناح العمل تزهو وتحلّق في حدود المعرفة ، والفكر ، والتّأثير .
وعلى ضوء هذه الكلمات البسيطة انطلقت فعاليات اليوم الثّاني لتتموّج كما شاءت رياحها بين فكرة وأخرى ليترأّس جلستها الأولى الدّكتور عبد القادر طالبي حيث كانت البداية المباركة بمداخلة الدكتور إيدن شعبان عنوانها : مجالات العمل الخيري للمرأة الجزائريّة في ظلّ التّحديات المعاصرة في المجتمع الجزائري متحدّثا عن كيفية انخراط المرأة الجزائريّة في عملها الخيري رغم التّحديات والعراقيل التي تقصّ طموحاتها وتقلّصها كموضع حبّة القمح ، وتشمل هذه التّحديات مجالات عديدة منها الأسرة ، والتّعليم ، والصّحة وقد أفاض كثيرا في طرحه الجميل ذاكرا في المجال الأسري مشكلة العنوسة ، الطّلاق ، الخلع محفّزا رغم كلّ هذه العثرات طوع المرأة في كيفية المشاركة في خوض غمار هذا التّحدي للتغلّب على المشاكل وجعلها هيّنة أمام جبروت الإرادة ، التّطرق أيضا للتّحفيز الفئة النّاشطة الشّباب والشّابات على الزّواج مثل ما أقيم في الملتقى بتزويج 10 شباب ، تنظيم رحلات التّوعية ، ودورات عدّة في مجال التّعليم نذكر منها : دور الجمعيات الخيرية وفي مقدّمتها المرأة في مساعدة المعوزين ، والأسر الفقيرة في إعالة أبنائها المتمدرسين وذلك بتوفير الأدوات المدرسية وما يحتاجونه في دراستهم ، دعم المكتبات بالكتب المختلفة وفتح باب الإطلاع واسعا أمام الشّباب والرّاغبين في طلب العلم ، القيام بحملات التّوعية ومحاربة الآفات المدرسية المتفشّية كالتّذخين ، التّخفيف من الأميّة الحديثة وفتح المجال لتعلّم الإعلام الآلي لغة العصر التي لا غنى لنا عنها ، المساهمة في خلق أجواء ترفيهية للتّرويح عن النّفس عن طريق الرّحلات .أمّا في المجال الصحيّ : تمويل العائلات المضطرة لإجراء عمليات جراحية مكلّفة خارج الوطن ، معالجة مرضى التّوحّد ، وكيفية معاملة الأبناء والجلوس معهم .
المداخلة الثّانية من إلقاء الدكتور مهدي عمر من جامعة البيض بعنوان العمل الاجتماعي للمرأة في ظلّ قضايا التغيّر الاجتماعي حيث تطرّق في بداية حديثه عن أهمية العمل الإجتماعي بالنّسبة للأفراد ، تغيّر أهداف العمل الاجتماعي ، دور العمل الاجتماعي ، الصّورة النمطية التي رسمها المجتمع لدور المرأة في العمل الاجتماعي ، التغيّرات الحديثة في العلاقات الاجتماعية ، والأسرة ، والمنظّم ، الفردانية في المجتمع الجزائري خصوصا الجانب المادي منه .
وقد ولج في غمرة حديثه عن طرق خدمة العمل الاجتماعي : خدمة الأرض ، والجماعة ، والمجتمع مقترحا في الأخير حلولا منها : اقتحام المرأة مجال العمل ، انفصال الدخل المالي للمرأة ، العائلة الجزائرية وتحوّل الأدوار العائليّة، إنّ تكامل أيّ جمعية خيرية لا يكون إلا بوجود عنصر نسوي ، ضرورة إقحام المرأة في العمل الخيري ، كما يجب ألا تكون نظرتنا جزئية للحلول المؤقتة .
المداخلة الثّالثة من تشييد الدّكتور شيكو بوحسون كاتب وروائي في التاريخ من جامعة وهران حيث كانت جداريّته الفكرية بعنوان دور المرأة في تاريخ الثّورة الجزائرية حيث أشاد بنساء صنعن الحدث إبان الثّورة رغم الصّعاب ذاكرا أوّل شهيدة في الإسلام سمية لتقابلها بعد عصور شهيدات جزائريات بنوا مجد الجزائر رغم قحط الزّمن وقسوة الظّلم ونذكر من هذه الأسماء اللّامعة المرأة التي بنت مسجدا في المدينة الجديدة مسجد الشريفة 1989، كما نذكر أيضا المرأة التي قدمت وقف منطقة عين البيضة في 1936 القائدة حليمة ، وامرأة أخرى صنديدة تتكفّل بأيتام حادثة خراطة ، سطيف ، وقالمة ، حيث وصل عددهم إلى 85 يتيما ربّتهم دون مشقّة أو تعب .
المداخلة الرابعة : للأستاذ هواري غولام من مدينة وهران بعنوان العمل الخيري المستدام بآلية للمرأة في الشّأن العام ، حيث أزاح اللّثام عن ثقة رجال الأعمال في الجمعيات الخيريّة ، حيث تزيد الثقة بين المحسنين والمحتاجين .
كما تحدث عن كيفية مشاركة المرأة في العمل الخيري حيث تمتاز بقدرات ومميزات في العمل الخيري أهمّها العاطفة تلك الورقة الرّابحة التي لا تخسر أبدا حيث قرن العمل الخيري بالعاطفة لأنّ لولاها لما تحرّكت النّفس لمساندة غيرها من الضعفاء أ المرأة القادرة على التّواصل مع الأرامل دون الرّجال . كما أضاء نقطة هامة في حديثه لا نمعن الفكر فيها رغم أهميتها ألا وهي التّفرقة بين دور المرأة في المجتمع الغربي ، ودورها في المجتمع الجزائري ، حيث تشير الإحصائيات في المجتمعات الغربية التي تشترط لتأسيس جمعيات 300 شخص ، إضافة إلى التّفكير الجهوي ، كما تمثّل نسبة النّساء 50 بالمائة في الجمعيات ، كما أنّ المنظّمات الغربية تستثمر المرأة في العمل الخيري ، كما أنّ المجتمع يتواصل مع كلّ فئاته دون تهميش أو تحيّز أو إهمال ، كما أنّ المرأة الغربية تشارك في الأعمال الإتحادية العالمية .
أما في المجتمع الجزائري فتقتصر على منح مساعدات ووجبات ، إرسال النّساء إلى البقاع المقدّسة لمساعدة الحاجات (390 جمعية معتمدة )، أغلب الجمعيات تحيي دور المرأة في 8 مارس ، وتشير الإحصائيات إلى وجود المرأة في كلّ المجالات ، وجود جمعيات متخصّصة في فرنسا وذلك لنقل جثث الجزائريين إلى بلادهم الأصلية الجزائر ، ضرورة استثمار وجود المرأة في العمل الجمعوي الخارجي خارج الوطن .
المداخلة الخامسة : من إلقاء الدكتورة بوموس فوزية جامعة البيض بعنوان مساهمة المرأة الجزائرية في العمل الخيري نموذج للتجربة الجزائرية حيث بدأت مداخلتها الكريمة بمقدّمة ثريّة أسلمت فيها للمرأة كلّ الإيجابيات التي أنجبتها إمكانياتها وقدراتها في العمل الخيري ، كما قدّمت بأسلوب فكرها مفهومها عن العمل الخيري وخصائصه ، كما ذكرت بعض صفات المرأة المتطوّعة التي تتوافر فيها أخلاقيات الإخلاص في العمل ، الإيثار ، الأمانة ، كما ذكرت دور المرأة في الإغاثة العالمية حيث 70بالمائة من العاملين في المجال الخيري هم نساء ، 52 بالمائة من التّبرعات النّسوية ، معظم العاملات في مجال العمل الخيري هنّ حاملت لشهادات وقد تحدّث أيضا عن المعوّقات الدّاخلية والخارجية للمؤسسات الخيرية منها الضّغوط الدولية الغربية ، إحجام البعض عن العمل ، عدم إلتزام العاملين ، كما دعت في الأخير إلى استثمار القدرات النّسائية بشكل فعّال ، كما تمّ بالمناسبة عرض فيديو عن جمعية الإحسان ورئيستها شيخي حنان كعرض حيّ لنضال المرأة لإثبات مقدرتها على مساومة النّجاح بكلّ الطّرق .
الجلسة الثّانية : 
ترأس مجلسها الدكتور عبد الحق حيمي حيث أعطى إشارة البدء بمداخلة الأستاذ تونسي تحت عنوان : أصالة المرأة الجزائرية في العمل الخيري ، مع ذكر 63 نوعا من أنواع العمل الخيري نذكر منها : مشاركة المرأة في صناعة الخيم (التّوارق) ، المرأة تنهنان رمز من رموز بناة الجزائر حيث أسهمت بمشاركاتها الفاعلة في الصّناعات ، مشاركة المرأة داهية في منطقة الأوراس إبّان الثّورة التحريرية الكبرى ، مشاركة زوجة أرطفل العثماني في العمل الخيري ، ذكر وقفة المرأة المليانية لزوجها ولابنها ولربيبها ، دلالة عيشوش الجلاية واعمالها الخيرية في تقرت .
المداخلة الثّانية للدكتور الطيب بوترعة أستاذ بجامعة النعامة بعنوان جهد المراة الجزائرية في العمل الخيري حيث ذكر بعض المحاور المهمة في كلمته منها : دور المرأة في العمل ، المرأة والعمل الخيري ، المرأة المثقّفة ونموذجها جمعية كافل اليتيم ، مشكلة المرأة هي مشكلة الحضارة ، الطّرح الغربي للمراة وعملها في المجال الخيري ، الطّرح التّقليدي ، الحديث عن زيّ المرأة في المجتمع (مالك بن نبي ) ، خوصصة اللّباس في التّأثير على الفرد ، حضور المرأة ودورها في المجتمع ، عمل المرأة في المجال الخيري بين غريب عنها ، بداية المراة في العمل الخيري منذ الإسلام أمّنا خديجة رضي الله عنها أنموذجا حيث أنّ العمل الخيري انطلق من بيت النبوّة ، كما ذكر أنموذجا آخر زينب بنت جحش رضي الله عنها حيث كانت أكثر صدقة .
أخذ نموذج من الجمعية 
إنّ للمرأة استقلالا وذلك في تنظيم النّدوات ، المجالات التي تقوم بها المرأة وهي تحفيظ القرآن ، الضّيافة في الأعراس ، مجالات مشاركة المرأة عديدة مثل الإعلام الآلي بحيث لا يمكن تأسيس العمل الخيري داخل المجتمع دون المرأة خاصة التّعامل مع الأرامل والأيتام .
حضور المرأة الواعية والمثقّفة في المجال الخيري ضروري لسيرورة العمل ونجاحه ، فالمرأة هي النّاقل الحيّ للصورة الحقيقية للأسرة واحتياجاتها ، واحتواء معانات الأسر لنخلص في الأخير إلى أنّ للمرأة دور هام جدا في كلّ عمل .
المداخلة الثّالثة : للدكتورة طوبال جامعة البليدة وعضوة في المجلس الوطني حيث كان عنوان محاضرتها المرأة الجزائرية والعمل الخيري فضيلة طوبال نموذجا حيث ولجت بنا إلى مدخل بهيّ حول المرأة الجزائرية المعطاءة التي بذلت كلّ ما في وسعها وضرت خير مثال على ذلك السيدة فضيلة طوبال وحياتها المفعمة بالنّشاط والعمل الخيري . عرض صور للحاجة فضيلة ومكافحتها رغم الظّروف التي مرّت بها الجزائر ولم تعجز عزيمتها في مواصلة هذه الرّسالة الإنسانية النّبيلة لأنّها آمنت بها حتّى النّهاية ، فلا منعتها تربية الأبناء ، ولا مسؤولية البيت عن مواصلة عملها فالمرأة مثل الطّائر والمرأة إحدى جناحيه " طوبال فضيلة " حيث ساهمت أيضا في القضية الفلسطينية ورغو الظّروف ومرضها لم تتوقف عن تحفيظ القرآن وغيره من الأعمال التي تسند قلب المتألم وتداوي جراح الحزانى .
المداخلة الرّابعة : من تقديم الدكتورة بن عبيد جامعة أدرار بعنوان عمل المرأة الخيري في الإنشغالات الشعبية صناعة الكسكس نموذجا
حيث تتقاضى النّساء أجورا علة عملهن في صنع الكسكس وتفعيل العمل المنزلي ، فالمرأة منذ نعومة أظافرها وهي تمارس العمل الخيري عن صغر (المرأة الأدرارية )
المداخلة الخامسة : للدكتور عبد الرحمن يعقوب جامعة ورقلة بعنوان المرأة بين التّأثير والتّغييرحيث مهّد الدكتور حوصلة أفكاره بكلمة افتتاحية ، ثمّ عرّج في حديثه عن المرأة الماكثة في البيت ، الإعتراف بدور المرأة ، الجمع بين النّظرية والتّطبيق ، المرأة بين التّأثير والتّغيير ، المرأة في وقت الصّحابة والإستعمار واليوم ، المرأة في جانب نفسي ، الإعلام " دراسة المرأة " ، دعاة التّحرر وعدم استقرار المجتمع ، حقوق المرأة وزعزعة المجتمع ، دورات تكوينية تؤهلّ المرأة ،وغيرها من النّقاط المهمة ليختتم المجلس بعد فتح نافذة للنقاش والحوار والخروج بمنافذ جديدة تخدم المرأة ، و بعد هذه الجولة العميقة في عالم المرأة الفاعلة في مجتمعها ، المحبّة للخير بطبعها ، مشجّعين بذلك النّساء على تغيير وجه العالم بإرادتهن الخلوقة الطيّبة

بقلم / عبد النور خبابة

المعرض الوطني للكتاب بولاية المسيلة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏5‏ أشخاص‏، و‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، و‏بدلة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

المعرض الوطني للكتاب بولاية المسيلة

عاصمة الحضنة ولاية المسيلة تحتضن معرضا وطنيا للكتاب مغتنمة فصل الرّبيع لتجعله ربيعا آخر للقراءة وذلك ابتداء من يوم 07 أفريل إلى غاية 22 أفريل 2018 بالمركز التجاري الخليل مقابل البلدية ابتداء من الساعة التاسعة صباحا وعلى هوامش هذا الحدث ستكتب كلّ روح ما يخالجها ، وستقرأ كلّ عين محبّة للكتاب ما يجتذب نظراتها ، وستحوم القلوب العطشة للكلمة ، للفكرة ، للأسلوب ، للغة ، للضياع في دهاليز المعنى كما تحوم بقعة الضّوء حول الظّلال وسيتمايل الحرف شوقا ليعانق أوراقه ، ليطالع النّهار بحواس ظامئة تبحث عن أصابع تختطفها من رفوف وطاولات الزّوايا الباردة . إنّه ربيع القراءة الذي تتفتّح فيه الأفكار كالزّهور ، وتحلّق بين بدائعه فراشات النّفس الحريصة على شمّ غباره المنثور على شكل نصوص تنكف دمعها ، وأساليب تتجاوز بأصحابها خطوط الزّمن ، ومعركة ضارية تشنّها اللّغة في عقر الصّمت .
إنّه موعد لربيع القراءة الذي يحمل تراكيبه الأدبية والفكرية كالعطر ، ربيع واضح في حقائقه المرسومة كالوشم في ذراع العمر لتنكشف محبّة الإنسان للكتاب كقمر خارج من مداره ، كنقطة عطر متلاشية في نخب الرّوح ، لنثبت أنّ القراءة عبادة وصبر ورضا ومعراج مقدّس نخشع فيه بصدق ، وتكبر على يديه الذّاكرة ، وتزدهر به الثّقة ، وتمتلئ منه الشّجاعة ، وتتواصل على مدى السّنين أصوات من الطّين تتربّي بداخلها براعم مدركة إلى أنّ الحياة بدون كتاب كغرفة مظلمة بدون إنارة .
ولهذا الغرض النّقيّ ستحتضن ولاية المسيلة السّبت 7 أفريل 2018 حفلا ثقافيا عروسه الكتب ، وأميرته اللّغة ، ومملكته العلم احتفاء بالذّكرى العظيمة للعلم بحيث سيتمّ تنظيم معرض للكتاب بحضور كوكبة من أسماء جزائرية لامعة في سماء الفكر صنعت من طين روحها سرحا من حروف باقية ، وعدّة شخصيات مدنية وعسكرية ووطنية ستشارك بقلمها وصوتها وحضورها بتقديم نشاطات ثقافية ، وتنظيم أمسيات أدبية وشعرية ، وتهيئة مجالس ربيعية للبيع بالتوقيع ومقاومة ذاك الفضول الذي تختبئ خلفه فضيلة الكاتب من خلال المرآة التي يقدّمها بملامح لغته الطّافية على الورق .
شاكرين في الأخير القائمين على هذه الشّعلة القيّمة ، وعلى هذه المبادرة الزكيّة التي تستحق التشجيع بداية من ،مدير الثقافة لولاية المسيلة الشاعر البهي رابح ظريف الذي تصاحبه اللّغة بكلّ شغف حيث يكون ، والإعلامي المتميز ومدير المعرض عبد المالك رفيس، الأستاذ الطيب الروائي كمال قرور صاحب دار الوطن للنشر ، متمنيا النجاح لهذه الإنطلاقة الرّبيعية نحو معبر المعاني ، وجسر المقاومة التي يقودها القلم في زمن خبت فيه العين القارئة واضمحلّت نظرتها في وحل الماديات والإنشغالات الرّقمية التي خطفت الإنسان من نفسه وحبسته داخل آلة متحرّكة نحو عالم زجاجي نفتقد فيه لرائحة الأوراق ، وصرصرة القلم ، ودفء الكتب .
بقلم عبد النور خبابة

وخرجت طفولتي من حيث لا أدري

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏


السبت 07 أفريل 2018م
مركز الخليل ولاية المسيلة 
على هامش معرض الكتاب بالمسيلة كانت لي قراءة أخرى في كتاب آخر للأطفال الذين يحملون إرادة تتحدّى العالم وتجعله صغيرا أمام براءة الحياة التي يستدرجونها وقت ما شاء فضولهم وتبقى الدّقائق في حضرتهم كحجم الدنيا ، وتصير للأمكنة التي تجمعنا بهم أجنحة تأخذ أرواحنا إلى مروج الطّفولة التي ترقد بداخلنا ولا تستيقظ إلاّ إذا عبرنا عمرنا قفزا نحوها دون أن نخش السّقوط ، وذاك هو حالي اليوم وأنا أجرّب اللعب مع طفل احتجزني خلف طاولة يجيد قراءتها دون أن أدرك أنّ للّعب قواعد وفنّ وقراءة أخرى غير تلك التي أعرفها بين الكتب .

عبد النور خبابة

موت في سحابة غادرة




ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
موت في سحابة غادرة: عبد النور خبابة 
وفاة 257 جزائري إثر سقوط طائرة عسكرية ببوفاريك 
أعزّي الوطن في صغاره الذين تركوه بغتة أملا في عودة يترامى على أطرافها حمام الأمان لشهداء الواجب الذين اختاروا أن تكون صدورهم درعا حديديا ، وقطعا مبعثرة تلملم كسور الوطن تاركين سهام الشّوق مغروسة في أكبادهم التي انتظرت عودتهم لكنّ العودة أبت إلاّ أن تأخذهم ، وتزفّهم شهداء في عيون العالم .
ما أضيق السّماء اليوم وهي تزفّ إلى النّجوم رجالها ، وما أصغر روح الأرض وهي تستجمع أشلاء وبقايا من سلّموا مراكبهم لمجاديف الواجب الذي أودعوه أفئدتهم دون أن يسألوا الموت عن أحلامهم المؤجّلة التي تركوها ككوكب مظلم في كتاب الدّموع حتّى فاض بين الصّفحات .
كمنظار تصغر فيه الأشياء رؤيتنا ، كنار تعتلج فيه خواطرنا ليخبو سريعا أمام حقول اللّغة كلّ الكلام، وكلّ النّطق ، وكلّ العزاء .نجد أنفسنا فارغين من مقل البكاء ، مجرّدين من أجنحة الورق ، مغيّبين بين جراح حادّة ، وألغام الفجيعة المنفجرة في الدّم، في عروق الوطن ، في نبض التّضحيات التي غالبها النّسيان على صراط الذّاكرة.
لا أملك أمام كلّ هذا الحزن الكدر موطئا لقلمي ، ولا مجلسا لّعواطفي ، ولا متّكأً لمواساة الأُسر التي ودّعت أحبّتها في الهواء دون أن يترك لهم القدر نجمة يقاسمونها البريق كلّما اختطف اللّيل عيونهم واحتجزها في قضبان الفقد المرير.
رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم وذويهم جميل الصّبر والسّلوان.

إحياء ذكرى العلم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏16‏ شخصًا‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏


كلّ المعاني تبقى ضئيلة في وصف هذا اليوم الحافل بلحظاته التي انطوت في القلب وجعلت عقلي ذاهبا حيث أبدعت يد الإنسان في صنع فلسفة من الجمال بمناسبة إحياء ذكرى العلم في أيّامنا فكانت البداية بلقاء لطيف جمعني بالأستاذ الفاضل عبد الناصر زروقي من مدينة راس الوادي ، حيث كانت انطلاقتنا كوميض خلاّب أخذنا حيث ترتع نفوسنا بالمركّب الجواري الأخوة مجدوب بدعوة كريمة من المدرب الخلوق مصطفى والي مدير مركز براعة الذي برع حقّا في غزل جوّ تنافسيّ نسجته مجموعة من شعل هذا الوطن تحت أعين عدد من المدرّبين الذين ارتقوا بأفكارهم وجعلوا من بصماتهم قنديلا مضيئا يجري في وجدان كلّ محبّ للعلم والتّعلم نذكر منهم السيد الطاهر جيلح المنشط الملهم سمير هاشمي، فاروق شتيوي عبد الرؤوف زواوي الشيخ سمير سعيداني......وغيرعم . بحضور كريم للسيد مدير الشباب والرياضة ومدير المركب الجواري الذين ارتقوا إلى أعلى مراتب الإنجاز بقيادتهم الكريمة لهذا الحدث العلمي الرّائد المتمثّل في تنظيم البطولة الجهوية للسوروبان بمشاركة 6 ولايات وأكثر من 200طفل يهدف اللقاء إلى ربط أواصرالمحبّة والصّداقة والتعارف في جوّ تنافسي شريف ومحتدم قصد التأهل في الأخير للبطولة الوطنية في سوق أهراس يوم 5جويلية .وقد شهدت المنافسة تقاربا شديدا في النتائج كما لا يفوتني ذكر العدسة النّافذة المتأمّلة الملتقطة لكلّ قبس فكري التي يحملها دوما بإرادة ومحبّة العزيز فاروق بن شريف بتغطية كريمة من قناة الأجواء .
لننطلق بعدها في رحلة ماتعة إلى ولاية المسيلة التي أعادني القدر إليها كعصفور مشتاق حيث كانت لنا عودة للتّحليق مجدّدا في أروقة معرض الكتاب وشرف اللّقاء بمدير المعرض الذي لايزال فاتحا قلبه كنافذة لا تسدل ستائرها أمام كلّ زائر متعطّش لرائحة الكتب الفوّاحة ، كما كان لملامحي إشراق آخر على وجوه بعض العارضين وزوّار المعرض على غرار صديقي العزيز مسير مكتبة الإحسان محمد بن عبد الله والمديرين عيسى مغيس وغربي الربيع والفاضلة أمال . كما لا يفوت حبري أن يتوقّد كشعلة خاطفة إثر لقاء جميل جمعني بالحبيب وليد حامدي صديق عزيز فرق القدر بيننا لمدة 14 سنة فتزاحمت الأنفاس زاهية بما رأت منه من ترحيب كبير ، وفرح لا تصفه العبارات ، إذ فتح لنا قلبه وبيته وجمعنا بأولاده على مائدة مثقلة بالكرم والخيرات يتوسّطها طبق الشخشوخة اللّذيذ لأختم رحلتي بهذا اللّقاء كمسك الزّهر الفوّاح لأعود بعدها إلى ولاية البرج بمعية قائد رحلتي المميز عبد الناصر قاصدا المركب الجواري أين أدليت بكلمة متواضعة مزجتها أفكاري بفرح بمناسبة يوم العلم حيث تحدثت فيها عن العلم في فكر العلامة عبد الحميد بن باديس ....
ثم عرّجت بعد ذلك على روضة من رياض الأطفال من أجل التحضير لاحتفالية يوم العلم في الأيام المقبلة فللصّغار أيضا كلمة نورانية بمناسبة هذا اليوم ولهم كلّ منصّات البوح للتّعبير عن هذا اليوم بطرائقهم التي ستكون لامعة كلمعان قلوبهم
عبد النور خبابة

العِلمُ والعَلَمُ



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏لحية‏‏‏





العِلمُ والعَلَمُ 
من قال أنّ النّجوم حين تتفجّر تموت ، ومن قال أنّ الشّمعة حين تنطفئ يذهب نورها ، ومن قال أنّ المصباح المتكسّر تبرد حرارته ، ومن قال أنّ العلم يوارى الثّرى بموت أصحابه الذين أنجبوه ورحلوا ، من قال أنّ الذّكرى التي يحفرونها في أرض صلبة لا تنبت طويلا ، من قال أنّ الضّوء الذي أوقدوه بعقولنا سيبهت مع الأيّام ويخفت في قلوب صغاره .
إنّه يوم 16 أفريل لحظة أفول وتفجّر جديد ، ساعة موت وانبعاث آخر ، هم هكذا رجال العلم يجمعون بين النّقيضين كمعجزة إلهية خالدة في لوح خصالهم ، باقية في دفاتر أفكارهم ، حيّة في سجلاّت التاريخ ، ولعلّه يوم جمعنا لندرك أنّ بذرة تعبهم قد أزهرت فينا ، وأنّهم لا يزالون يتابعون حياتهم بداخلنا ، وأنّنا صرنا أيديهم التي تكتب ما انقطعوا عنه لحظة فراق محتّم .
لذلك أحبّائي وجودكم سيكتب بدلا عنهم ، سيحيي الأرض التي تركوها عامرة ، ستستذكر حناجركم أفكارهم كي لا ننسى أنّ العلم توارث بين الأفراد لأنّ دم الإسلام والعروبة واحد ، وأنا أشكر كلّ من حضر اليوم إحياء لذكرى العلم والعلماء مع جزمي بأنّ شموع قلوبكم وعقولكم ستبقى متوقّدة منتبهة لهذا الانفجار الهادئ الذي ستحدثه بعض الأصوات والأقلام لتصنع لنا حفلا فكريا لا ينسى بمجموعة من النشاطات و المسابقات والتكريمات..
ما أوسع باب العلم وما أضيق نوافذ الجهل فليس بينهما رابطة دم فكريّة تقوّم العقل وتجعل منه منارة مضيئة لا يدركها إلاّ من غالب المسالك الوعرة ، وداهم بقوّة غلظة اللّيل التي قبعت سنينا وأعواما في لوح العقول التي داهمها الاحتلال وحاول جاهدا أن يطفئ موقد العروبة ، وشعلة اللّغة التي كان لها حماة لا يعرفون من جور الطّبيعة غير الإقدام .
وقد كان العلامة عبد الحميد بن باديس الوجه الآخر لأشعّة النّجوم التي سطعت رغم السّحب المطرّزة بطمس الهوية التي ظلّت كالبرق والرّعد والغضب تنزل قاصفة راعدة تجلجل بأجراسها خبث الاستعمار .
وتخليدا لروح هذه القامة النّورانية التي جابهت جرثومة الاستعمار بهوادة دون أن يكون لها موضع قدم في عقول الجزائريين الذين يدركون تماما أنّ الخضوع الحقيقي ليس خضوع الجسد بل العقل والفكر والانتماء لذلك على مقدار هذه التّضحيات التي قدّمها علماء الفكر واللغة والوطنية تبقى أرواحنا عاجزة عن تقدير هذا الدّرع الإنساني المتين الذي بنوه بعزيمة متناهية لتبقى لغتنا سالمة في ألسنتنا ، وتبقى هويّتنا محفوظة في صدورنا ، وتبقى الوطنيّة وحبّ الوطن أرضية ثابتة لأحلامنا وأمنياتنا .
نحتفي بهم لأجل العلم ، نحتفي بالعلم لأجلهم ، نحتفي بتضحياتهم ، نحتفي بمحصولهم الفكري الوافر الذي ما جاع بعده عقل ، ولا زاغت بعده نظرة ، ولا ذبلت بعده فكرة بل بقيت فينا أرواحهم كأنفاس العلم التي تتصاعد كالبرهان في مساحة كلّ قلب ، وسماء كلّ روح ، ونافذة كلّ عقل ، وبستان كلّ مزارع ، وسطوة كلّ معلم لتبقى شعلة العلم متوقّدة ، لتبقى تعاليمهم مرسما و تذكارا أبديا تتقلّده الأجيال جيلا بعد جيل لنحتفي بانتصار العلم على الجهل ، وغلبة الفكر على الوهم ، وتفوّق الحقيقة على الخيال ، وفوز الإيمان على الرّيب ، وانقداح شعاع الإرادة والعزيمة رغم عنف الرّياح الهادمة .
إنّه العلم الذي يستأصل الظلام ويزيد نهارك ضياء وينعش أملك الخائب ، ويوضح لك في غيوم السّماء لطائف الحقّ ، إنّه العلم الذي يجعل من البشر إنسانا يدع الممكن ليأخذ المستحيل ، يسابق لجج النّسيان ليظفر بقلب الذّاكرة . إنّه العلم الذي يدسّ فضيلته في العقل لتطفو ألفاظه في الوجود ، في قلب الإنسان ، في نصف الحياة ونصف القوة ونصف الضّعف ليكمّل معانيها ويلقي النّور في ظلّها ، وشعاع الرّؤية في دمها لتبقى الحياة بين الضّحى والظّهر ، بين السّاحل والبحر ، بين الدّنيا وصراط القضاء متموّجة لا ترسو على برّ دون لفحات العلم التي تجابه صخور الجهل لتحطّمها .
فالعلم نور العين ، وجذع الحياة ، ومتّكأ الرّوح ، ومعبر السّعادة ، وملاذ الأمم في ارتقائها ، ومعرفة الكون الذي تسير فيه دون أن تضيّع الطّريق .
لذلك لا يسعني سوى أن أحمل شمعة الكلمات وأتأمّلها وأنا أمازج في خلسة نورها ، وأطلق سراح الحمام الذي في صدري وأركن إلى ظلّي ، إلى حماسة العمر ، وعاطفة البصير ة التي أوقدها رجال عظماء لم يوقفهم ظرف أو قصف أو خوف 
في 27 رجب 1439 هـ الموافق لـ 14 أفريل 2018م
بقلم عبد النور خبابة

اختراعات تتحدّى العالم بأصابع صغيرة!!



لا يتوفر نص بديل تلقائي.

اختراعات تتحدّى العالم بأصابع صغيرة!!
المكان متوسّطة عمر أوشيش التي كان لها الفضل بعد الله تعالى في إخراج مواهب تلامذتها إلى الضّوء ليتسنّى لنا رؤيتها والإيمان بقدراتها ، والتّصديق على مواهبها التي ترعرعت بين جدران هذه المتوسّطة التي افتتحت أبوابها منذ عام 1978 حيث كانت داخلية إلى غاية 2009، إذ تعتبر من المؤسّسات العريقة بولاية برج بوعريريج لما لها من جذور ضاربة في العمق بعطائها التّربوي والدّيني والعلمي ، وتنظيم المعارض العلمية والفيزيائية تنحدر منها عين متدفّقة بالإبداع والتّميّز الذي تغرسه باكرا في أرض أطفالها ، فهي قطب تربويّ هام يحتضن مختلف النّدوات البيداغوجية ، ويعدّ أيضا مركز ا من مراكز الإمتحانات الرّسمية 
قوّة عجيبة وأصابع تعبر مسالك الخيال لتكفكف عالما تفجّرت فيه الأفكار وتجسّدت كحلم ممكن عايشناه عن قرب مع تلاميذ المتوسّطة تخليدا لذكرى يوم العلم وإحيائها على طرائقهم التي استنفذت الكلام وجعلتني أتنفّس ألحانا تغنّى على مزاميرها التّعجب ، والإعجاب ، والدّهشة .غير مدرك لحقيقة الطّفل المبدع الذي تحدّى عمره ، وظرفه ، وحدود جسمه ليصنع من اللاّ شيء أشياء بثّ فيها روحه وعواطفه لنتمتّع نحن في الأخير بفضائل الإنجاز التي أنجبتها الطّبيعة من جمادها .
إختراعات عبقريّة أبدع التّلاميذ في صنعها ككنز ثمين ، كمرآة عاكسة لتميّز أصحابها ، حيث بدت لي كأجسام من نور تحرّكها إرادتهم الإيمانية ، وحكمتهم العالية في إنجاب الفكرة من الخواء ، وتوليد الطّاقة من البساطة ، وتحريك المستحيل بالممكن الذي بين أيديهم .
ومن أهم الإختراعات التي شدّت نظري وما أطلقته السيّارة العجيبة التي تتحرّك بجهاز تحكم ، والعين التي يتدفّق منها الماء سلسا كأنّه حقيقة ، والبيت السّاحر الذي إذا أغلقت بابه اشتعل المصباح ، إضافة إلى مجسّمات أخرى للكعبة المشرّفة ، والمسجد الأقصى ، ولمدينة برج بوعريريج . حيث افتكّت جميعها شعاب قلبي ولوّنته بفائض جمالها .
متمنّيا في الأخير مزيدا من التّألّق والنّجاح لكلّ هؤلاء المبدعين الصّغار مصابيح الغد التي ننتظر نورها عن كثب كما لا أنسى شكري الكبير للمنظّمين الذين جعلوا المكان يبدو كقلعة من الأحلام يصعب عليك مغادرة أرضيتها العجيبة التي كان للصّغار الفضل في تشييدها وعلى رأسهم السيدة المديرة ؛ المديرة بحنكة واقتدار 
كما قدمت المؤسسة بالأمس الخميس 19 أفريل 2018 احتفالا بديعا مميزا بيوم العلم فيه العديد من النشاطات والكلمات والتكريمات . آملا من كلّ قلبي أن تدوم شمعة العلم التي لا تنطفئ بانطفاء حامليها .
عبد النور خبابة

إحياء يوم العلم . .. بحناجر الطّفولة الواعدة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص على المسرح‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏

إحياء يوم العلم . .. بحناجر الطّفولة الواعدة:
روضة دنيا الأطفال 
قاعة البشير الإبراهيمي 
السبت 21 أفريل 2018
بديع هو صوت الطّفولة حين يشاطرنا هدوء الفكر ، وبراءة الإلقاء ، وعفوية اللّغة التي تصدح بها أفئدتهم الغضّة كأنّها تخرج من حدود الحواس لتغمسنا في روعة إدراكها المبكّر لفضائل العلم التي تطرحها عقولهم الصّغيرة في محاكاتها لعالم يستضيء من براءتهم قوّة بالغة لا يحدثها إلاّ من فتح كالزّهرة ذراعه وأمسك من مجراها الحكمة والفضيلة و الخلق .
وما أحسست نفسي إلاّ مغيّبا بين هؤلاء الأطفال الملهمين في ألفاظهم ، السّابحين كالأفلاك بتعابير كلّها تنادي بالعلم . وقد كان لصوتهم الصّدى العميق ، بحيث استطاعوا أن ينفذوا إلى أعماق كلّ قلب وعقل حضر ليتمتّع باللّوحات الصّافية التي شكّلتها تلك البراعم المترعرعة في أحضان أرض طيّبة سيّجها أصحابها برعايتهم الفائقة لهم .
انتظارا للحضور قدم البهلواني " قوفريطة" عرضا ترفيهيا حرّك عقول الأطفال وجعلهم يستمتعون باللّعب معه ، مشركين حواسهم التي علقت في حركاته الخفيفة التي أبدعت في اجتذاب اهتمامهم وجعل الجوّ متلوّنا بضحكاتهم وتفاعلهم وتجاوبهم ومشاركتهم إيّاه اللّعب بعفويّة تامّة .
ثم بدأ البرنامج والحفل حيث كان مسك الانطلاق بتلاوة آيات بينات من الذّكر الحكيم بصوت التلميذة شيماء
بعد هذه الرّحلة الإيمانية الرّوحانية عرجنا إلى دفء آخر لحناجر طفوليّة ستختطفنا من أنفسنا وتحتجزنا عميقا في أغوار دواخلنا بإنشاد النّشيد الوطني من إلقاء أطفال روضة دنيا الأطفال ليعلنوا بحناجرهم الصّغيرة أبديّة الانتماء للوطن الذي يولد مبكّرا في مهد كلّ بيت من بيوت هذا البلد الأمّ الذي يرعانا حقّ الرّعاية والاحتواء كإعلان صريح على الوطنيّة المبكّرة والانتماء الذي يولد في المهد

وقد تقلّدت إحدى البرعمات قيادة هذا النّشاط العلمي المتنوّع بإلقاء كلمة ترحيبية أضرمت حرائق الإعجاب والثّناء . 
وقد صدح أطفال روضة دنيا الأطفال بإنشاد أنشودة بسم الله التي انتزعت من صدورنا عواطف الإعجاب والسّرور . وقد كان للعلامة عبد الحميد بن باديس حضور النّهار ، وتوهّج الشّمس ، وانسياب الغدير الذي لا ينضب إذ كان الحديث عنه شيّقا في حوار مميّز صنعته طيور المستقبل التي نعوّل على أريج عطائها الذي يلوّح من بعيد ، كما كان لأطفال الرّوضة نشاط آخر تمثّل في إلقاء قصيدة ابن باديس المعلّم التي أبصرت من خلالها العيون روعة الإلقاء بألوان الظلّ والماء والسّماء وما يتسحّب فيها من سحر . لتعرض على إثرها مسرحيّة العلم والجهل التي أجاد فيها كلّ طفل اللّعب بالألفاظ ، والمرايا التي عكست في كلّ مرّة ملامح الجدّ والثّقة والإيمان بانتصار العلم دوما على الظّلمات 
وقد عقبها مجموعة من الأناشيد التي كانت كصوت الطّبيعة ، وغدير الأنهار ، وحفيف الأوراق تأخذنا وتعيدنا دون أن نحسّ بثقل الوقت ومن هذه الأناشيد لننطلق إلى العلا ، الجيل رهن يديك ، يا معلّمي ، كما كان للطّفلة الجميلة" نوال" تقديما مميّزا ، وظهورا مشعّا بإنشادها لأنشودة رائعة عن الأمّ .
وقد تتخلل البرنامج مسابقة فكرية حول الموضوع شارك فيها الأطفال لتسحب في الأخير أسماء الفائزين عند نهاية الحفل ، وقد كان للمهرّج نصيب آخر في الختام حيث قدّم عرضا ختاميا بهيجا اغتبطت له نفوس الصّغار كثيرا كما عكس ملمحا تفاؤليا مشرقا ليتمّ توزيع جوائز رمزية على خمس فائزين تكريما لهم على نبل عطائهم المبكّر آملين أن تبقى مصابيحهم مشتعلة ليضطرم فجر أيّامهم ويمتدّ ويعلو .
كما أشكر الأولياء الكرام الذين رافقوا صغارهم هذه الرّحلة لتكون كرنّات الفرح تجري تحتها جداول الأمل ، كما أشكر الجمهور الحاضر الذي لبّى الدعوة وضمّ هذه المبادرة إلى صدره كما تضمّ الزّهرة أوراقها وعلى رأسهم الرائد بوشليل مختار الذي كان كريما جدا كصباح نشر ربيعه ليمتعنا برحيق لغته وكلماته التي حثّ فيها على العلم ونبذ الجهل ، لأغتنم هذه الفرصة وأشكره على إيصالي رفقة أبنائه و أبنائي، وقد سعدت برفقته مستمتعا بحديثه الشيق وإفاداته ، متعه الله بصحته ، كما أشكر الدكتورة لينة شبير وممثلي الإذاعة صيام فتيحة عبدوني وسامي بن سيدهم الذين ساهموا بشكل كبير في سرقة الفرح من فم الوقت لتسعد هذه الوجوه الصّغيرة التي تصنع دوما سعادتنا 
وفي الأخير أقدّم بستانا من لغتي عبقا بمعاني الشّكر والتّقدير والامتنان لمديرة الروضة ورئيسة جمعية حماية الطفولة والشباب المراهق على البذل وعلى الدعوة وعلى التكريم حيث كرمتني بشهادة تقدير أعتزّ بها كزهرة ليّنة حملتها رياح الجود إلى لجج عجزي عن ردّ هذا الكرم ، رغم أنّي كنت المنشّط الذي قاد سمفونيّة العروض على اختلافها ببساطة الكلمات التي كانت تقع في قلب الصّغار قبل أسماعهم دون أن أنسى شكر من شرّفني بهذا الدّور الذي منحني أكثر ممّا منحنه ، وأعطاني أضعاف ما أعطيته آملا أني كنت كالظّلال الخفيفة على أرواحكم .
بقلم عبد النور خبابة

حديث قهوتي


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏قلم يكتب‏‏، و‏‏جلوس‏‏‏

حديث قهوتي
مقهى برج المقراني 
26 أفريل 2018م
تحيط بي كهدير دافئ ، تطلعني بين حواف الفنجان على وجهي الذي اختفى ، تناديني بحلاوة صوتها من وراء البياض كنظرات السّحب لأحمل يدها المعطّرة ، وأجلس إلى عينيها وحيدا دون أن أنتبه إلى سرب الكلام النّاظر إلى أعماقي . ارتشفتها قبل أن تأخذني إلى خليج الذّكرى ، إلى أفكاري الملتهبة ، إلى نظرات الأيّام ، إلى المستقبل الذي ألقاه الماضي في حقلي ومضى ، أسكتها رشفة رشفة وما بقي من صوتها غير قطرة واحدة علقت في حنجرة الفنجان وغادرت ثرثرتها التي انتهت قبل أن تبدأ بدموع مخلصة رأيت حمامة دفئها تلتهم برودة غصني المزدحم بالمطر .عبد النور خبابة

ذكرى مجازر 8 ماي 1945

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945
أقامت متوسطة عبد الله بلكعلول بالتّنسيق مع جمعية براءة للطفولة السعيدة معرضا تاريخيا تحت شعار حتّى لا ننسى
على أطفالنا ألاّ ينسوا جراح الأجداد التي طبعت على الأرض وبقيت في ذاكرتنا ساكنة ، عليهم ألاّ يستهينوا بأمنياتهم المعطوبة التي بترها الظّلم في مجازر تندى لها الإنسانية وتخجل منها أخبار الأيّام الجافّة ، عليهم أن يتذكّروا أنّ التّراب الذي يطؤونه ممزوج بعظامهم التي حملها غبار التّضحيات الكبرى بعيونها الممزّقة ودمائها التي أنجبت قطعة آمنة تجوبها أجسامكم دون خوف من غدر طائش تدسّه الأيام تحت إبطها .
علينا ألاّ ننسى وشم الألم المحفور في صدورنا يوم الصّرخة التي زلزلت الشّوارع والأرصفة منادية بحقوقها التي قوبلت بقمع وحشي حصد 45000 أمنية ، وحلما ، وزهرة أتلفت أعضاؤها لتصبح عصيرا من الحزن ارتوت منه الطّرقات وبقيت شاهدا على هلاك مفجع .
لذلك إحياء لهؤلاء الصّناديد الذين أسلموا روحهم للموت من أجلنا ، من أجل قضيّة الحياة التي لا يساومنا عليها أحد احتضنت متوسّطة عبد الله بلكعلول بهذه المناسبة الأليمة معرضا في الهواء الطّلق في ساحة المتوسّطة من تنظيم جمعية براءة للطّفولة السّعيدة حيث فتحت العروض المنتقاة بعناية ذاكرتنا كما يفتح الجرح العميق العظم والإحساس بتلك الصّور الصارخة بالأحداث التي دوّنها التّاريخ بالدّم لتعيدنا إلى تلك اللّحظات المجروحة كي لا ننسى أصحا ب الواجب الذين خرجوا من ضعفهم ليصنعوا قوّة ضاربة في الوطنيّة والتّضحية والعطاء أمثال الفذّ الأمير عبد القادر ،شيخ العلم العلامة عبد الحميد بن باديس وغيرهم ممّن سجّلوا أسماءهم بالذّهب والمعدن النّفيس في عالم كلّه عبرات تحت نغمات ثوريّة وأناشيد وطنيّة أطربت الوجدان ، وأيقظت العزائم وربطت أواصر المحبّة بين الأجيال الصّاعدة والسّابقة التي تركت بصمتها في الكتب والتّاريخ والذّاكرة والفنّ .
فكان من الجميل أن يتعرّف التّلاميذ على أبطالهم الحقيقيين الذين لم ينجبهم الخيال ولم تشكّلهم الصّدف ولم تطرحهم المستحيلات بعيدا ، لانّهم بكلّ بساطة هم الخيال نفسه ، والمستحيل ذاته الذي أصبح حافزا وأملا منشودا للمظلومين في كلّ بقاع الأرض .
كما تمّ بالمناسبة حملة تشجير بالمؤسّسة حيث اشترك التّلاميذ بمعيّة الأساتذة والسيّد المدير في هذه الحملة التي كان الهدف من ورائها غرس حبّ الأرض ، وتثبيت عقيدة الانتماء ، و التّشبع برموز الحياة التي تمثّلها الشّجرة كرمز متجذّر في عقل الإنسان .
فكانت الأجواء ساحرة يعجز المداد على خلع معانيها الجامدة كالتّراب الذي تنفّسنا منه حبّ الوطن ، ولامسنا من خلاله رسم الشّهداء ، وعبير أنفاسهم التي لا تزال عالقة كأنّها الآن من عمق الأرض خرجت .
كما اغتنم بالمناسبة طاقم المتوسطة الفرصة لاستقبال أطفال من مؤسسة الطفولة المسعفة ومدّ جسور الرّحمة في أقاصي البعد الذي تعيشه هذه الفئة المعطوبة التي مدّت انقطاعها في نظرات الوجوه التي اقتحمت عالمها الصّامت بكلّ الحب والعطف وأخرجته من زواياه الخانقة الضيّقة ، فتبدّد بهذه الالتفاتة الإنسانية بعض الحزن ، وكثير من الوحدة ، وقليل من العواطف التي أحيت ابتساماتهم وجعلتها كالبستان متنقلا بين أرجاء المؤسسة ليبدّد بعض الظلمة والوحدة والتّهميش .
شاكرا في الأخير السيّد المدير الحاضر الواقف الباعث لآيات الإرادة والنّشاط و الذّكرى رفقة طاقمه الإداري الذي يرفع في كلّ مرّة راية التّحدّيات بعينين يغشاهما الفرح والأمل والعمل. 
بقلم عبد النور خبابة

رحلة مدرسية



السبت 12 ماي 2018
المدرسة الابتدائية بلالطة عمار
رحلة مدرسية للتلاميذ رفقة طاقم المدرسة 
إلى مدينة الاثار جميلة ولاية سطيف
ثم حديقة النور والنسيم بالبرج
توسّدنا الصّباح لتسوقنا حافلة الأفكار إلى العشب الأخضر نحو مدينة سطيف قاصدين آثارها التي جاءها الشعر في صورة مقدّسة خلعت نومها لتستقبل أطفالا لا يرتدون في حضرة المجهول غير انعتاق النّفس وراء جدران الشّغف ، والسّرور ، ومسرح المفاجآت الذي ينتظر أجسامهم الصّغيرة المدفوعة بقوّة كأوتار منسوجة من أخشاب الفرح لتغرّد أرواحهم المعطّرة ، وتقفز خطواتهم كالنّحلة الحائمة حول الحقول والزّهور .
يترنّمون على خشبة الأرض يداعبون موكب الحبّ ، ويمشون تحت عيون السّماء لا تسع أقدامهم الفضولية خلجان الفضاء ، ولا تشبع المراعي والغيوم الحائمة حول الجبال لهفة أطلقها الجدران دون أن يحكم عقالها ، فيمحو القلب في داخل الفرح غبارهم المتروك تحت أدراج الصّمت والطّاولات دون أن يسرق حبره .
أومأت السّعادة من وراء نظراتهم ، واندفعت أطرافهم كفراشات ملوّنة لتجوب المكان وتلامس عن قرب عالما آخر لا يزال شفّافا ، جليّا في مدينة الماضي والحاضر حيث تقف في منعطفات الذّكرى حكمة شامخة ترويها صخورها الصّامدة في وجه الزّمن ، فتأمّلت عيونهم الصّغيرة الآثار كما يتأمّل عالم ظاهرة كونيّة .
لا يوجد أجمل من منظر عصفور وأنت تقذف جسمه خارج القفص ، خارج الجدران ، خارج الثّبات الذي يقتل الرّوح ويخنقها ، لا يوجد أعذب من عاطفة فتحت أقفالها وشرّعت أبوابها لتبدو كعاصفة هادئة تقتلع الملل من جذوره وتكسر التّعب من أعماقه ، وتدهس دون رأفة شفاها عابسة ، وأصواتا محبوسة ، وأطرافا لا تعمل .
هكذا رأيتهم وهم يسابقون الرّياح ، يداعبون العشب ، يدورون حول الشّجر ، يجرون خلف الحلم دون قيد أو خوف أو قلق حتّى كادت روحي تزاحم لطفولتهم لتأخذ مكانها بين أيديهم المتماسكة ، بين ضحكاتهم المتعالية ، بين ألعابهم التي أحيت بداخلي حياة جميلة ما عرفتها إلاّ وأنا معهم وفيهم .
وقد كان للطّاقم الإداري المرافق وعلى رأسهم السيد المدير كلّ الفضل في إخراجنا جميعا من صناديق الهموم التي نحتجز فيها أنفسنا الضّائقة التي غادرت ظلالها كزهرة نبتت في نور الشّمس .
ولقد كان لنا تعريج آخر رفقة الأطفال إلى حديقة النور والنسيم بالبرج عائدين من رحلة التّأمّل إلى رحلة السّكينة حيث استمتعوا بجمال الطّبيعة ، والألعاب الشّيّقة ، ومداعبة الأزهار والألوان والنّسائم التي ترتّل على صدورهم أنشودة الأحلام التي لا تنهي عزفها إلاّ لتبدأ عزفا آخر تتمايل صدحاته بين الأرجاء دون توقّف 
شاكرا في الأخير من دعوني لأخرج الطّفل الذي بداخلي ، وأقحمه بين الصّغار ليمتلئ غبطة دون أن يتذكّر عودته إليّ ، كما أشكرهم مرارا على أكاليل اللّطف و التّرحاب التي غمروني بها ، آملا أن تكون الحياة في أيامهم كرحلة اليوم آخذة ، ساحرة ، تصفّهم إلى جوار الصّباح دون أن تتذوق عيونهم النّقية ظلمة اللّيل ، وشقاوة العمر وتعب الأيام .
لكم منّي عناقا لغويّا لا ينتهي
عبد النور خبابة