السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-05-26

المرأة الجزائريّة ودورها في العمل الخيري والإنساني







ربما تحتوي الصورة على: ‏‏4‏ أشخاص‏الملتقى الوطني :
المرأة الجزائريّة ودورها في العمل الخيري والإنساني 
الجمعة والسبت 23/ 24 مارس 2018م
مركز التّكوين المهني لولاية البيض 
فعاليات اليوم الأوّل من الملتقى 23 مارس 2018
من الجميل أن تقف المرأة موقفا فاعلا بكلّ قواها اللّطيفة في مدّ أغصان الألفة والرّحمة والمساندة الإنسانية التي طوتها رياح الأنانيّة دون أن تكسرها بفضل هذه الفئة التي تؤمن بدور الإنسان في إسعاد الإنسان وهتك غشاوة الشّقاء والتّعب والألم من قلوب تحتاجنا كي تزهر من جديد في ربوع هذا الوطن الذي يجمعنا دائما على فعل الخير وخدمة الإنسان مهما كان حجم غبنه و قوّة عاصفته التي لا ينتزعها سوى الحبّ وطيب المعاملة ، وزخم اللّغة بالألفاظ الإيجابية التي تدفع النّفس إلى الأمان .
إنّ العمل الخيري عمل إنساني ليس حكرا على الرّجال فقط في زمن يشهد للمرأة عبر التّاريخ بدورها الفذّ في صناعة الحياة ، في اقتسام السّعادة مع المعطوبين ، في إعانة المحرومين خصوصا أنّ وقودها عاطفتها ، ومصباحها صبرها ، وشعلتها رقّة القلب التي توقد الأزهار من الرّماد .
وقد كان اليوم الأوّل للملتقى متوهّجا بأفكاره ، بوجهات النّظر المبنية على أسس ووقائع تصبّ في نبع واحد وهو نصرة المرأة من الظّلم والتّهميش وتشجيعها على العطاء رغم التّحديات والعراقيل التي تضعف خطواتها ، وتجفّف بقسوة أرضها النّضرة التي ننتظر من ترابها مزيدا من الزّهور و العطر والأشجار والعصافير .
احتضنت ولاية البيض في هذا الملتقى الخيّر ضيوفها كما تحتضن العصافير صغارها فاتحة جناحيها دون أن ينكسر لها عشّ صنعته بعناية لتستقبل الوافدين على رأسهم رئيس المكتب الوطني لجمعية جزائر الخير ، ومسؤولي المكاتب الولائية بحضور أكثر من 20 ولاية بأعضائها الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين بثقل تواضعهم ، وسموّ أفكارهم ، ونبل مسعاهم رغم بعد المسافة ومشقّة الطّريق ، ووعثاء السّفر إيمانا منهم بنبل الرّسالة التي يحملها كلّ إنسان لأخيه الإنسان .
فكان الافتتاح مباركا طيّبا كالمسك بتلاوة آيات كريمة بصوت عبد الحق جواق رئيس المكتب الولائي لولاية تيارت الذي أجاد بخشوع صوته أن يذيب ما علينا من تصلّبات الدّنيا ومطامعها وملاذها التي لا نسلم منها إلاّ إذا تقرّبنا إلى كلام الله تعالى . ليرفع على إثرها صوت النّشيد الوطني مدوّيا أرجاء القاعة وشعاب القلب .
تلتها كلمة ترحيبية لرئيس المكتب الولائي البيّض للشّيخ بودواردة الذي رحب بالحاضرين والحاضرات من مختلف الولايات مثّمنا الجهود وصدق النّوايا و إعمار المجالس لأجل توصيل رسائل إنسانية تبقى راسخة في الذّاكرة والأيّام .
وقد كان للأخت الكريمة عياد كريمة من ولاية وهران مداخلة رفعت حدود المفاهيم ،واستقامت لها الأفكار ، واتّضحت لها الصّور حيث جالت في بحر المرأة مبيّنة دورها في العمل التّطوّعي وقدرتها على استعطاف المتطوّعين ، وإعطائها إعانات ومنح لأنّها مخلوق قادر على العزف على الوتر الحسّاس ، وإخراج أجمل المقطوعات التّضامنيّة العذبة التي يؤلّفها الإنسان على الدّوام .
لننتقل بعدها إلى عالم الصّورة والصّوت وعزيمة المسعى النّبيل من خلال عرض فلم تعريفي و وثائقي لجمعية جزائر الخير ومشاريعها الحاضرة والمستقبلية لتضرب أجمل مثال عن العمل التّطوعي الذي له مفعول السّحر على العقول والقلوب لأجل بناء جزائر الخير .
وقد عقب هذا العرض الكريم كلمة لرئيس المكتب الوطني الأستاذ عيسى بلخضر حيث رحّب بجميع الحاضرين مبتدئا شكره الخالص لسكّان البيّض المعروفين بكرم الضّيافة وحسن الاستقبال تلك الخصال التي يتنفّسونها كالهواء . كما تطرّق في حديثه عن دور المرأة الجزائرية في الجمعيات الخيرية التي حازت على نسبة أكبر في انضمامها لها ، كما ألمّ في حديثه عن دور الجمعية الكبير في الحماية والتّصدّي لبعض الأخطار المحيطة بالمجتمع والمساهمة في التّخفيف من حدّتها ، كما أشاد بدور المرأة في تنمية العمل الخيري والإنساني مختتما كلامه بكلمة شكر لكلّ الأساتذة والدّكاترة الجامعيين الحاضرين التّالية أسماؤهم الدّكتور موسى المغنّي المالكي ، الدكتور خضراوي من وهران ، الدكتور يعقوب عبد الرحمن من تقرت الذي ساهم في تزويج 10 عرسان ، الدكتور عبد القادر داود ، الشّيخ بوزادة ، الأستاذ الباحث شيكو من وهران ، الدكتور مهدي من جامعة الجلفة ، الدكتور القانوني الهواري من وهران ، الأستاذ ....... جامعة الأغواط ، زيزاح سعيدة في علم الإجتماع ، الأستاذة رشيدة بن سعيد من أدرار ، الدكتور عبد الرحمن تومي من مليانة ، د بوموس فوزية ، د بن جلال لعرج ، د بيكري عياش ، د علي هادف ، د سعيد سحنون وكذلك ترحيب خاص بالأساتدة الذين حضروا رغم الصّعاب التي كابدوها في طريق تلبيتهم للدعوة وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على سخاء أصحابهم ونبل أخلاقهم وتلبيتهم لنداء المعرفة والعلم والتّنوير أينما سطع .
وقد عقبه مباشرة رئيس اللّجنة العلمية الأستاذ الجامعي عبد القادر فاتحا كلامه بعدّة تساؤلات : لماذا الملتقى ؟ ولماذا دور المرأة في العمل الخيري والإنساني ؟ ليستهلّ بعدها الخوض في غمار الأجوبة مبيّنا الدّور الكبير للمرأة ، للعمل الخيري وأهدافه وأثره العميق في مساهماتها الفاعلة وقد أورد في حديثه عدّة محاور منها : دور المرأة الجزائريّة وتحدّيات واستراتيجيات قيامها بالعمل الخيري وأخذ نموذجين هما الجزائر والمغرب ، وأخذ مثال على مقبرة العالية وهي امرأة ، وكذلك بالمغرب مسجد القرويين الموجود بالمغرب الشّقيق الذي تمّ بناؤه بعد تبرّع امرأة بقطعة الأرض لتشييده فيها ، كما للمرأة أيضا تكافل آخر لايقلّ أهميّة عن سابقيه والمتمثّل في تزيين العرائس وحلاقتهنّ كمساهمة طيّبة في تزويج الفئة غير القادرة على تكاليف الأعراس في مدينة البيض حيث بلغ عددهم 10 فقراء كهدية إلهية تتوافق مع أهداف الملتقى المسطّرة .
عقبه مباشرة محاضرة الدّكتور عبد القادر دواد الذي فتح شهيّة الأسماع بباقة ترحيب عطرة لكلّ اللذين حضروا الملتقى ، عقّبها بتهنئة طيّبة للأزواج الجدد متمنّيا لهم السّعادة والهناء في بناء أسرة جديدة تخدم مجتمعها ووطنها بكلّ صدق وفرح وأمانة . ليتحدّث بعدها عن دور المرأة الجزائربة في مشاركتها للعمل الخيري ضاربا أقوى مثال عن أمّهات المؤمنين خديجة رضي الله عنها مع حبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بذكر حادثة الوحي ومؤازرتها العظيمة لرسالته المحمّدية ، كما تحدّث عن الدّور الجليل لأوّل ممرّضة في الإسلام وهي أم عمارة ومجاهدتها جنبا إلى جنب مع النّبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، كما كان لزبيدة زوجة هارون الرّشيد دور أعمق كذلك في بناء المسجد وإطعامها للحجيج عند حجّها مع هارون الرّشيد وصرف أموالها لسقي الحجيج بالماء .ليوجّه كلمته لصناعة القدوة ، وضرورة إعطاء المرأة الحقوق التي تساند بها مجتمعها ووطنها 
وقد كان للشّعر حضور صال وجال بين أسماعنا كعصفور تستروح بتغريداته النّفس عن مكامنها بأعذب الكلمات التي سكبها الشّاعر بطلّته البهيّة ناصر الفرح بمقطعه الشّعري الذي
كان مقطعا امتلأت به الرّوح غبطة وسرورا .وقد اختتمت المرحلة الأولى من الملتقى بتكريم النّساء المتقاعدات من المديريات بالولاية تذكيرا بمجهوداتهنّ ، وتقديرا لتضحياتهنّ ، ووفاء للبذور الأولى التي تجسّدت بفضلهنّ وصارت بساتين غنّاء تنخفض لها رؤوس العواصف والرّياح .
الفترة المسائية : الجلسة الأولى: 
وقد افتتح رئيس الجلسة كلامه بترحيب كبير للجموع الحاضرة مستمعين ودكاترة ومحاضرين على حدّ سواء لتتاح الكلمة من بعده للسيّدة زيزاح سعيدة متحدّثة عن دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري بين الواقع والتّحدي حيث مهّدت بتقديم مفهوم دقيق للعمل التطوّعي حيث قرنت العمل الاجتماعي بفهم الحالات الاجتماعية ، كما ذكرت أنواع العمل التّطوعي ، وأهميّته ، وأهدافه ، والإعاقات التي تواجهها المرأة الجزائرية في العمل الخيري والإنساني ، مختتمة كلامها باقتراحات وتوصيات من شأنها مساندة المرأة في عملها الخيري الذي يلعب دورا كبيرا في استمراريّة العمل التطوّعي .
كما كان للشّيخ عاشور خضراوي فصل آخر من فصول هذا الموضوع المتشعّب حيث تطرّق إلى ذكر نماذج للمرأة في العمل الخيري و كيف رفع الإسلام شأنها وأعطاها قيمة كانت مهدورة في الجاهليّة ، كما ذكر المرأتين من زمن سيدنا موسى ، أمّنا عائشة رضي الله عنها ، كما أعطى نماذج أخرى للعمل الخيري في هذا العصر زينب القاسمية . وقد كان للأستاذ الجامعي عبد القادر طالي كلمة قيّمة أخرى زان بها المجلس بما حوت جعبته من أفكار تصبّ في نفس المعنى والمغزى والهدف . فكانت مداخلة بعنوان رؤيا المستقبل في دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري حيث تمّ ذكر إمكانات المرأة الجزائرية التي تؤهّلها للعمل الخيري وهي كالآتي : المستوى التّعليمي والثّقافي ، الاستقلالية المالية ، الإرادة والعزيمة ، العاطفة . كما تمحور الحديث أيضا عن المحفّزات التي تدفع المرأة الجزائرية إلى العمل الخيري ، إضافة إلى تغيير وضع المرأة الاجتماعي ، تمكن المرأة السّياسي والاقتصادي ، ذكر نتائج العمل الجمعياتي الخيري والإنساني في المجتمع ، دور المرأة القاعدي في العمل ، دور المرأة المتفرّغة لأعمال البيت من تربية حسنة للأبناء ، تحقيق الاستقلالية الأسرية ، دور المرأة غير المتفرغة لأعمال البيت أيضا . التحدّث عن مستويات دور المرأة الجزائرية في العمل الخيري .
كما كان للدكتور موسى اسماعيل أستاذ بكلية العلوم الإسلامية مداخلة قيّمة عن العمل الخيري ومعيقاته ، حيث أقرّ بأنّ العمل الخيري هو أفضل ما يقدّمه الإنسان في حياته . من ثمّ تطرق للحديث عن مجالات العمل الخيري العلمية من إنشاء مؤسسات تعليمية ، والمكتبات ، ومراكز البحث التي تشجّع الطّلبة والشّباب في السّير نحو هذا المبدأ الخيري .مجالات العمل الخيري المادية مثل تزويج 10 شباب ، مجالات الحرف بتقديم المهارات والحرف لتشجيعها أكثر ، مجالات تربوية كالتّأهيل الأسري ، والإصلاح بين الأفراد ليذكر بعدها أهمّ النّقاط التي تتمحور حول آثار العمل الخيري : أهمها الرّاحة بعد أجاء العمل الخيري ، التّرابط الاجتماعي ، قتل وقت الفراغ . كما ذكر أقسام العمل الخيري : فردي و اجتماعي الذي اعتبره عملا مثمرا حسب التّجارب الواقعية, كما أشار إلى أهم نقطة ألا وهي قدرة المرأة أثناء تأدية عملها الخيري على الدّخول إلى البيوت ، كما أنّ المجتمع يثق في المرأة لعاطفتها القوية ، إلاّ أنّ حجم العمل الخيري بالنّسبة للمرأة ومقارنة بالرّجل يظلّ ضعيفا وربما ترجع العوائق حسب نظرته إلى المجتمع الذي لم يعودها على العمل الخيري ، الأعراف الاجتماعية ، الوقت الضيّق بين العمل خارجا وداخل البيت ، العقدة النّفسية للرّجال وذلك لعدم إعطائهن الفرصة بحجّة الشرف .. الخ 
وقد اقترحت عدّة حلول لمساندة المرأة في تأدية هذا الدّور أهمّها :لابدّ من التّنسيق بين مهارات وخبرة الرّجل بمهارات وخبرة المرأة مراعاة ظروف المرأة التي تعرقلها أكثر من الرّجل 
وضع دورات متكرّرة لتقسيم العمل الخيري وقد ختم رئيس الجلسة هذه المداخلات شاكرا الجميع على المجهودات والأفكار المقترحة وفتح مجال للمناقشة قبل اختتام هذه الجلسة الطيّبة التي نأمل أن تسند إرادة المرأة في إكمال مسيرتها نحو العمل الخيري تلك الغاية المنشودة التي يطمح إليها كلّ إنسان محبّ للتغيير ، محبّ للتّآزر ، محبّ لخدمة الإنسانية .
فعاليات اليوم الثّاني من الملتقى ليوم 24 مارس 2018
الجلسة الأولى : 
أليس للثّمر الحلو شجرة يافعة تديرها الشّمس بعنايتها ، أليست المرأة كالشّجرة تماما تعطيك أكثر ممّا تمنحه لها ، لذلك تليق بها كلّ الألقاب الإنسانية التي تضعها فوق المجتمع تاجا إن نحن أخذنا بيدها وجعلناها تحت جناح العمل تزهو وتحلّق في حدود المعرفة ، والفكر ، والتّأثير .
وعلى ضوء هذه الكلمات البسيطة انطلقت فعاليات اليوم الثّاني لتتموّج كما شاءت رياحها بين فكرة وأخرى ليترأّس جلستها الأولى الدّكتور عبد القادر طالبي حيث كانت البداية المباركة بمداخلة الدكتور إيدن شعبان عنوانها : مجالات العمل الخيري للمرأة الجزائريّة في ظلّ التّحديات المعاصرة في المجتمع الجزائري متحدّثا عن كيفية انخراط المرأة الجزائريّة في عملها الخيري رغم التّحديات والعراقيل التي تقصّ طموحاتها وتقلّصها كموضع حبّة القمح ، وتشمل هذه التّحديات مجالات عديدة منها الأسرة ، والتّعليم ، والصّحة وقد أفاض كثيرا في طرحه الجميل ذاكرا في المجال الأسري مشكلة العنوسة ، الطّلاق ، الخلع محفّزا رغم كلّ هذه العثرات طوع المرأة في كيفية المشاركة في خوض غمار هذا التّحدي للتغلّب على المشاكل وجعلها هيّنة أمام جبروت الإرادة ، التّطرق أيضا للتّحفيز الفئة النّاشطة الشّباب والشّابات على الزّواج مثل ما أقيم في الملتقى بتزويج 10 شباب ، تنظيم رحلات التّوعية ، ودورات عدّة في مجال التّعليم نذكر منها : دور الجمعيات الخيرية وفي مقدّمتها المرأة في مساعدة المعوزين ، والأسر الفقيرة في إعالة أبنائها المتمدرسين وذلك بتوفير الأدوات المدرسية وما يحتاجونه في دراستهم ، دعم المكتبات بالكتب المختلفة وفتح باب الإطلاع واسعا أمام الشّباب والرّاغبين في طلب العلم ، القيام بحملات التّوعية ومحاربة الآفات المدرسية المتفشّية كالتّذخين ، التّخفيف من الأميّة الحديثة وفتح المجال لتعلّم الإعلام الآلي لغة العصر التي لا غنى لنا عنها ، المساهمة في خلق أجواء ترفيهية للتّرويح عن النّفس عن طريق الرّحلات .أمّا في المجال الصحيّ : تمويل العائلات المضطرة لإجراء عمليات جراحية مكلّفة خارج الوطن ، معالجة مرضى التّوحّد ، وكيفية معاملة الأبناء والجلوس معهم .
المداخلة الثّانية من إلقاء الدكتور مهدي عمر من جامعة البيض بعنوان العمل الاجتماعي للمرأة في ظلّ قضايا التغيّر الاجتماعي حيث تطرّق في بداية حديثه عن أهمية العمل الإجتماعي بالنّسبة للأفراد ، تغيّر أهداف العمل الاجتماعي ، دور العمل الاجتماعي ، الصّورة النمطية التي رسمها المجتمع لدور المرأة في العمل الاجتماعي ، التغيّرات الحديثة في العلاقات الاجتماعية ، والأسرة ، والمنظّم ، الفردانية في المجتمع الجزائري خصوصا الجانب المادي منه .
وقد ولج في غمرة حديثه عن طرق خدمة العمل الاجتماعي : خدمة الأرض ، والجماعة ، والمجتمع مقترحا في الأخير حلولا منها : اقتحام المرأة مجال العمل ، انفصال الدخل المالي للمرأة ، العائلة الجزائرية وتحوّل الأدوار العائليّة، إنّ تكامل أيّ جمعية خيرية لا يكون إلا بوجود عنصر نسوي ، ضرورة إقحام المرأة في العمل الخيري ، كما يجب ألا تكون نظرتنا جزئية للحلول المؤقتة .
المداخلة الثّالثة من تشييد الدّكتور شيكو بوحسون كاتب وروائي في التاريخ من جامعة وهران حيث كانت جداريّته الفكرية بعنوان دور المرأة في تاريخ الثّورة الجزائرية حيث أشاد بنساء صنعن الحدث إبان الثّورة رغم الصّعاب ذاكرا أوّل شهيدة في الإسلام سمية لتقابلها بعد عصور شهيدات جزائريات بنوا مجد الجزائر رغم قحط الزّمن وقسوة الظّلم ونذكر من هذه الأسماء اللّامعة المرأة التي بنت مسجدا في المدينة الجديدة مسجد الشريفة 1989، كما نذكر أيضا المرأة التي قدمت وقف منطقة عين البيضة في 1936 القائدة حليمة ، وامرأة أخرى صنديدة تتكفّل بأيتام حادثة خراطة ، سطيف ، وقالمة ، حيث وصل عددهم إلى 85 يتيما ربّتهم دون مشقّة أو تعب .
المداخلة الرابعة : للأستاذ هواري غولام من مدينة وهران بعنوان العمل الخيري المستدام بآلية للمرأة في الشّأن العام ، حيث أزاح اللّثام عن ثقة رجال الأعمال في الجمعيات الخيريّة ، حيث تزيد الثقة بين المحسنين والمحتاجين .
كما تحدث عن كيفية مشاركة المرأة في العمل الخيري حيث تمتاز بقدرات ومميزات في العمل الخيري أهمّها العاطفة تلك الورقة الرّابحة التي لا تخسر أبدا حيث قرن العمل الخيري بالعاطفة لأنّ لولاها لما تحرّكت النّفس لمساندة غيرها من الضعفاء أ المرأة القادرة على التّواصل مع الأرامل دون الرّجال . كما أضاء نقطة هامة في حديثه لا نمعن الفكر فيها رغم أهميتها ألا وهي التّفرقة بين دور المرأة في المجتمع الغربي ، ودورها في المجتمع الجزائري ، حيث تشير الإحصائيات في المجتمعات الغربية التي تشترط لتأسيس جمعيات 300 شخص ، إضافة إلى التّفكير الجهوي ، كما تمثّل نسبة النّساء 50 بالمائة في الجمعيات ، كما أنّ المنظّمات الغربية تستثمر المرأة في العمل الخيري ، كما أنّ المجتمع يتواصل مع كلّ فئاته دون تهميش أو تحيّز أو إهمال ، كما أنّ المرأة الغربية تشارك في الأعمال الإتحادية العالمية .
أما في المجتمع الجزائري فتقتصر على منح مساعدات ووجبات ، إرسال النّساء إلى البقاع المقدّسة لمساعدة الحاجات (390 جمعية معتمدة )، أغلب الجمعيات تحيي دور المرأة في 8 مارس ، وتشير الإحصائيات إلى وجود المرأة في كلّ المجالات ، وجود جمعيات متخصّصة في فرنسا وذلك لنقل جثث الجزائريين إلى بلادهم الأصلية الجزائر ، ضرورة استثمار وجود المرأة في العمل الجمعوي الخارجي خارج الوطن .
المداخلة الخامسة : من إلقاء الدكتورة بوموس فوزية جامعة البيض بعنوان مساهمة المرأة الجزائرية في العمل الخيري نموذج للتجربة الجزائرية حيث بدأت مداخلتها الكريمة بمقدّمة ثريّة أسلمت فيها للمرأة كلّ الإيجابيات التي أنجبتها إمكانياتها وقدراتها في العمل الخيري ، كما قدّمت بأسلوب فكرها مفهومها عن العمل الخيري وخصائصه ، كما ذكرت بعض صفات المرأة المتطوّعة التي تتوافر فيها أخلاقيات الإخلاص في العمل ، الإيثار ، الأمانة ، كما ذكرت دور المرأة في الإغاثة العالمية حيث 70بالمائة من العاملين في المجال الخيري هم نساء ، 52 بالمائة من التّبرعات النّسوية ، معظم العاملات في مجال العمل الخيري هنّ حاملت لشهادات وقد تحدّث أيضا عن المعوّقات الدّاخلية والخارجية للمؤسسات الخيرية منها الضّغوط الدولية الغربية ، إحجام البعض عن العمل ، عدم إلتزام العاملين ، كما دعت في الأخير إلى استثمار القدرات النّسائية بشكل فعّال ، كما تمّ بالمناسبة عرض فيديو عن جمعية الإحسان ورئيستها شيخي حنان كعرض حيّ لنضال المرأة لإثبات مقدرتها على مساومة النّجاح بكلّ الطّرق .
الجلسة الثّانية : 
ترأس مجلسها الدكتور عبد الحق حيمي حيث أعطى إشارة البدء بمداخلة الأستاذ تونسي تحت عنوان : أصالة المرأة الجزائرية في العمل الخيري ، مع ذكر 63 نوعا من أنواع العمل الخيري نذكر منها : مشاركة المرأة في صناعة الخيم (التّوارق) ، المرأة تنهنان رمز من رموز بناة الجزائر حيث أسهمت بمشاركاتها الفاعلة في الصّناعات ، مشاركة المرأة داهية في منطقة الأوراس إبّان الثّورة التحريرية الكبرى ، مشاركة زوجة أرطفل العثماني في العمل الخيري ، ذكر وقفة المرأة المليانية لزوجها ولابنها ولربيبها ، دلالة عيشوش الجلاية واعمالها الخيرية في تقرت .
المداخلة الثّانية للدكتور الطيب بوترعة أستاذ بجامعة النعامة بعنوان جهد المراة الجزائرية في العمل الخيري حيث ذكر بعض المحاور المهمة في كلمته منها : دور المرأة في العمل ، المرأة والعمل الخيري ، المرأة المثقّفة ونموذجها جمعية كافل اليتيم ، مشكلة المرأة هي مشكلة الحضارة ، الطّرح الغربي للمراة وعملها في المجال الخيري ، الطّرح التّقليدي ، الحديث عن زيّ المرأة في المجتمع (مالك بن نبي ) ، خوصصة اللّباس في التّأثير على الفرد ، حضور المرأة ودورها في المجتمع ، عمل المرأة في المجال الخيري بين غريب عنها ، بداية المراة في العمل الخيري منذ الإسلام أمّنا خديجة رضي الله عنها أنموذجا حيث أنّ العمل الخيري انطلق من بيت النبوّة ، كما ذكر أنموذجا آخر زينب بنت جحش رضي الله عنها حيث كانت أكثر صدقة .
أخذ نموذج من الجمعية 
إنّ للمرأة استقلالا وذلك في تنظيم النّدوات ، المجالات التي تقوم بها المرأة وهي تحفيظ القرآن ، الضّيافة في الأعراس ، مجالات مشاركة المرأة عديدة مثل الإعلام الآلي بحيث لا يمكن تأسيس العمل الخيري داخل المجتمع دون المرأة خاصة التّعامل مع الأرامل والأيتام .
حضور المرأة الواعية والمثقّفة في المجال الخيري ضروري لسيرورة العمل ونجاحه ، فالمرأة هي النّاقل الحيّ للصورة الحقيقية للأسرة واحتياجاتها ، واحتواء معانات الأسر لنخلص في الأخير إلى أنّ للمرأة دور هام جدا في كلّ عمل .
المداخلة الثّالثة : للدكتورة طوبال جامعة البليدة وعضوة في المجلس الوطني حيث كان عنوان محاضرتها المرأة الجزائرية والعمل الخيري فضيلة طوبال نموذجا حيث ولجت بنا إلى مدخل بهيّ حول المرأة الجزائرية المعطاءة التي بذلت كلّ ما في وسعها وضرت خير مثال على ذلك السيدة فضيلة طوبال وحياتها المفعمة بالنّشاط والعمل الخيري . عرض صور للحاجة فضيلة ومكافحتها رغم الظّروف التي مرّت بها الجزائر ولم تعجز عزيمتها في مواصلة هذه الرّسالة الإنسانية النّبيلة لأنّها آمنت بها حتّى النّهاية ، فلا منعتها تربية الأبناء ، ولا مسؤولية البيت عن مواصلة عملها فالمرأة مثل الطّائر والمرأة إحدى جناحيه " طوبال فضيلة " حيث ساهمت أيضا في القضية الفلسطينية ورغو الظّروف ومرضها لم تتوقف عن تحفيظ القرآن وغيره من الأعمال التي تسند قلب المتألم وتداوي جراح الحزانى .
المداخلة الرّابعة : من تقديم الدكتورة بن عبيد جامعة أدرار بعنوان عمل المرأة الخيري في الإنشغالات الشعبية صناعة الكسكس نموذجا
حيث تتقاضى النّساء أجورا علة عملهن في صنع الكسكس وتفعيل العمل المنزلي ، فالمرأة منذ نعومة أظافرها وهي تمارس العمل الخيري عن صغر (المرأة الأدرارية )
المداخلة الخامسة : للدكتور عبد الرحمن يعقوب جامعة ورقلة بعنوان المرأة بين التّأثير والتّغييرحيث مهّد الدكتور حوصلة أفكاره بكلمة افتتاحية ، ثمّ عرّج في حديثه عن المرأة الماكثة في البيت ، الإعتراف بدور المرأة ، الجمع بين النّظرية والتّطبيق ، المرأة بين التّأثير والتّغيير ، المرأة في وقت الصّحابة والإستعمار واليوم ، المرأة في جانب نفسي ، الإعلام " دراسة المرأة " ، دعاة التّحرر وعدم استقرار المجتمع ، حقوق المرأة وزعزعة المجتمع ، دورات تكوينية تؤهلّ المرأة ،وغيرها من النّقاط المهمة ليختتم المجلس بعد فتح نافذة للنقاش والحوار والخروج بمنافذ جديدة تخدم المرأة ، و بعد هذه الجولة العميقة في عالم المرأة الفاعلة في مجتمعها ، المحبّة للخير بطبعها ، مشجّعين بذلك النّساء على تغيير وجه العالم بإرادتهن الخلوقة الطيّبة

بقلم / عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق