السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-05-26

فعاليات صالون الفن التشكيلي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

المركب الثقافي عائشة حداد 
16ماي 2018 السّاعة العاشرة صباحا 
بمناسبة اختتام فعاليات صالون الفن التشكيلي ، و شهر التراث تزامنا مع اليوم العالمي للعيش بسلام عشنا هذا اليوم بكلّ سلامه ، وسلمه ، وهدوئه ، وصخب ألوانه ، وضجيج الأنفاس وحركتها الرّاكضة بين اللّوحات والألوان والأشكال التي صنعت يوما تراثيا وفنّيا لا ينسى .
تمّ هذا العرس الذي صنعته ريشة الإبداع ، وعدسة الإتقان في اقتناص أجمل الصّور بحضور مدير الثقافة ، ومدير دار الثقافة ، وكوكبة من الفنانين التشكيليين الذين هزموا الصّمت ، وعتمة الواقع ، وظلمة الرّوح بمصابيح أفكارهم ومواهبهم وشغفهم بالجمال والإبتكار .
تستيقظ الطّبيعة وتبوح بكونها المتخفّي من وراء الألوان الهائلة التي تحكي قصّة مظلمة خرجت إلى النّور ، ونافذة قلب مفتوحة أحرقها صاحبها ليخرج النّعاس من أشعّتها ، أشكال متناثرة هنا وهناك كأنّها آيات من دفاتر الحياة ومعان متوارية خلف اللّوحات الفنية لا تسلم نفسها عند أوّل نظرة ، فلسفة لا تدركها إلاّ إذا كنت صاحيا ، واعيا ، عنيدا في اقتحام أوكارها المعروضة كألغام تفجّر فيك روعة الإكتشاف ، وتقرأ من خلال تصويرها المبدع الدّقيق لغة لا تقولها إلا الألوان دون نصّ أو سطور أو قلم حبر ، فلا سطوة في هذا العالم إلاّ للرّيشة التي تمدّ جناحيها تحت الهدوء وفوق الحركة السّاكنة لتوقعنا في أخيّلة بديعة صنعتها أصابع العقل قبل اليد ، مزجتها سطور الرّوح قبل سطور اللّغة لتأخذنا إلى مسارح الذّكرى ، إلى مصبّ الحلم ، إلى مسامع الوجدان التي ذابت وهي تلتقط أنفاس مبدعيها بشغف وفرح وإعجاب جعلنا نقف طويلا أمام ممرّاتها الوهميّة التي جعلت لنا منعطفا لنحلّق فيه دون أن نطير .
أنها عين المبدع حين تلتقط طلوع الحياة خلف الصّخور ، إنّها اليد التي شكّلت بدقّة خدوشنا وراحت تنسج من الأشياء أروع المجسّمات التي أخذتنا إلى عراك طويل مع ظلالها ، مع قوّة أصحابها في إنجاب الجمال البديع بهذا الشّكل وهذه الصّورة ، وهذا التّأثير الذي أوجعنا حبّا .
وقد كان للجمال نصيب من الجمال حيث تمّ تكريم هؤلاء المبدعين والفنانين التّشكيليين بمعرض الفنون التشكيلية مع بعض الشعراء والمتخرجين من ورشة التصوير الفوتوغرافي كعربون محبّة على روعة ما صنعوا من عوالم فاتنة وأخّاذة غيّبت الأمكنة وجعلتنا نأفل كالقمر في أفق بعيد .
كما لا يفوتني أن أصف غبطتي وسروري بلقاء من جعلوا يومي أكثر فرحا أذكر منهم الروائي رفيق طيبي ، الشاعر عبد الحليم بولعراس الشاعر رشيد بلمومن والمصور المحترف مؤطر ورشة التصوير بلعلمي خير الدين ابن مدينة رأس الوادي مفخرة المدينة العريقة التي تنجب صغارها كبارا .
وقد اختتمنا هذا اليوم بالتقاط صورة جماعية للذكرى ، لأبدية اللّحظة التي جمعتنا تحت كنفها كالعصافير 
وفي آخر كلامي أشكر كلّ من زيّن هذا اليوم بملامحه التي لا تظهر إلاّ في لوحة ، أو صورة ، أو مجسّم ليقول من خلالها نيابة عن صوته ولغته وروحه أشياء لا تقال إلاّ نزفا إبداعيا ، وبكاء فنيّا ، وضحكة شعرية .
عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق