السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-03-04

مصير الإنسان


الحمد لله رب العالمين وصلى والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . يأيها الناس إتقوا ربكم إنا زلزلة الساعة شيٌ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعة وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد 
يأبن آدم ....
كم ستعيش في هذه الدنيا ؟ سنتين ... ثمانين سنة .... ثم ماذا ؟ ثم ماذا ..... 
خلودك دائم في جنات النعيم ... أو في نار جهنم وماء الحميم .
يأبن آدم ........
تيقن حق اليقين ان ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهـو في الطريـق إليك . وأعلم إن الحياة مهما امتدت وطالت فإن
مصيرها إلى الـزوال وماهـي إلا اعوام او ايام او لحظات فتصبح وحيداً فريـداً لااحـباب ولا أموال و لااصحـاب. 
تخيـل : نفسك وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب من قدميك .
تذكـر : ظلمة القبر ووحدته وضيقة ووحشته وهول مطلعه .
تذكـر : هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك .
تذكـر : كيف يكون جسمك بعد الموت ، تقطعت اوصالك وتفتت عظامك ويلي جسدك واصبحت قوت للديدان ثم ينفخ في 
الصور إنها صيحـة العـرض على فتسمع الأصوات ، الصوت قيطير فؤادك ، ويشبب رأسك فتخرج مغبراً حاقيـاً 
مغبراً حاقياً عاريا ً، قد رجت الأرض ، وبست الجبـال ، وشخصـت الأبصار ، لتلك الأهوال ، وطارت 
الصحائف ، وقلـق الخائف وشـاب الصغار ، وزفرت النار ، واحاطـت الأوزار ، ونصب الصراط ، وحضر 
الحساب ،وقوي العـذاب ، وشهـد الكتـاب ، وتقطعت الأسـباب . 
فكم من شيخ يقول واشيتاه وكم من كهل ينادي واخيتاه وكـم مـن شاب يصبح واشياباه . 
تذكـر : مذلتك في ذلك اليوم وإنفرادك بخوفك وإحزانك وهمومك وغمومك وذنوبك .. ( وخشعت الأصوات للرحـمن فلا
تسمع إلا همسا ) ، ( وجئ يومئذٍ يتذكر الإنسان وأنا له الذكرى ) . قد ملأت القلوب رعبا ، وذهلـت المرضعة 
عن رضيعهاواسقطت الحامل حملها وتتبرأ حينها من بنيك وامك وابيك وصاحبتك واخيك . 
تذكـر : تلك المواقف والأهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب 
تذكـر : توضع الموازين وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل وكم في عملك مـن خلل . 
تذكـر : يوم ينادى باسمك بين الخلائق يافلان ابن فلان هيا إلى العرض على الله فتقوم انت ولايقوم غيرك لأنك انت المطلوب . تذكـر : يوم يقال لك هيا اعبر الصراط .
تذكـر : حينئذ ضعفك وشدة خوفك وإنهـيار اعصابك وخفقان قلبك وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهرب منه 
ويدعوك فتصـد عنـه وقفت وبيك صحيفة لاتغادر صغيرة ولاكبيرة إلا احصتها ، فتقوم بلسان كليل وقلـب كسير
قد عمك الحياة والخوف من الله فبـأي لسان تجيبه حين يسألك عن عمرك ، وشبابك ، وعملك ، ومالك ؟ وبأي قدم
تقف غدا بين يديه ؟ وبأي عين تنظر 
إليه ، وبأي قلب تجيب عليه ، ماذا غدا له ؟ عندما يقول لك : ياعبدي : لماذا لم تجلني ؟ ولماذا تستحي مني ؟ لماذا لم
تراقبني ؟ 
عبـدي : استخففت بنظري إليك الم احسن اليك ؟ الم انعم عليك ؟ ابن آدم ... أفـلا تصير على طاعة الله هذه الأيام القليلة
وهذه اللحظات السريعـة لتفوز الفوز العظـيم وتتمتع بالنعـيم المقـيم . والحمـد لله رب العالـمين 
وصلـى الله علـى سيـدنا محمـد وعلـى آلـه وصحـبه وسلـم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق