السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-10-31

زيارة إلى وهران:

زيارة إلى وهران:
قرّرت زيارة وهران، حدّدت السّبت يوما للزّيارة والسّاعة السّادسة مساء للانطلاق على أمل الوصول في الصّباح الباكر، جاء السّبت وصلتُ إلى المحطّة قبل ساعة من انطلاق الحافلة ، انتظرت قليلا ، هاهي الحافلة ركبت ، عشرُ ساعات من السّير المتواصل المقطوع لفترات قليلة لوجبة العشاء؛ والقهوة، السّاعة الرابعة و39د أنا في محطّة وهران، نزلت أخذت مكانا مع شرطي صار صديقا لي خلال هذه الرحلة في مقهى المحطة، ارتشف كلانا قهوة، وبحكم أنه عمل في وهران مدة وسكنها أيضا اخبرني أن الوضع هنا في هذا الوقت الباكر سرقة وضرب بالسكاكين ووووو... كل أمورا لا تسر، أخذت هذه الفكرة من أول وهلة، غادر صديقي تاركا إياي في المحطة، كنت جالسا قريبا من جابي المحطة  وكان عنده جماعة من أصحاب سيارات الأجرة يتحدثون ، للأسف موضوع الحديث من البداية وخلاله وحتى نهايته ، تعرض جماعة للسرقة، حصل تبادل إطلاق نار مع جماعة من المجرمين والشرطة وتدخل الدرك، سرق فلان، أرادوا سرقتي الأحد الماضي، فلان صاحب سيارة الأجرة احتال على شيخ قال له لما سأله بكم تأخذني إلى مكان كذا قال له ب400 دينار، ولما أوصله طلب منه 1600دج بدعوى أن 400 دج هي للمكان الواحد، والأمر ليس كذلك، .... قلت في نفسي سبحان الله ، هذا كله يحصل هنا ويحصل في بلاد المسلمين،
سمعت أذان الفجر من مسجد أخذت أخطو صوب الصوت، مشيت أمتارا، إذ بسيارة الشرطة تقف عندي، يحدثني راكباها أين تريد الذهاب عليك أن ترجع إلى المحطة وتنتظر طلوع النهار الأمر هنا خطر واللصوص في كل مكان، أخبرتهما أني أريد المسجد أركباني وأوصلاني إلى المسجد ، صليت وأخذت مصحفا إلى طلوع الفجر.
فيا زائر وهران هذا ما تسمع إذا زرتها في وقت أسدل فيه الليل سدوله وأرخى فيه على الدنيا خيوطه.
المدينة الحضرية الحالية صارت لأسباب كثيرة لعل رائدها المخدرات ، البطالة، تخلي الأسرة عن دورها في التربية، استقالة المدرسة، رفقة السوء وسائل الإعلام أو قل وسائل الإعدام ...كل هذا وغيره أفرز لنا مدينة يجدر أن نسميها مصانع كبرى للجريمة والانحراف.
طلع النهار استمتعت بوقتي كثيرا وأنا في وهران وكان يومي من أسعد الأيام تلاشت فيه ومعه كل ما قرع سمعي في الصباح الباكرـ وحتى لا يغضب علينا أهل وهران ـ أسرد شيئا يعيد للنّفوس الرّاحة والطّمأنينة وراحة البال؛ في اليوم الثاني  من زيارتي وأنا خارج من المسجد بعد أداء صلاة العصر انتعلت نعلي واقفا رآني شيخ ربت على ظهري قائلا يا ولدي ضع أصبعك خلف الحذاء وأنت تلبسه حتى لا يفسد ويبقى لك سليما. شكرته بابتسامة وقول ودعاء، سرّني كثيرا اهتمامه وحسن عنايته، مشيت قليلا كنت أحمل حاسوبي معي في محفظته وكيسا بلاستيكيا وبينما أنا أريد قطع الطّريق إذ بشخص يقول لي : يا أخي علقه يقصد المحفظة، شكرته وعملت بنصيحته مع أني لا أحب تعليق المحفظة، كانا هذان موقفان جميلان يدلان على تأصل الخير في النفوس وانه لا يعدم عصر ولا مصر من أهل الخير .
وهران في 22/10/2011م
الساعة 6:00 صباحا.
بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق