السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-03-07

التّنقيب عن أقلام الغد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
28 فبراير 2018 الساعة العاشرة صباحا 

قاعة المحاضرات لكلية الرياضيات والإعلام الآلي 
جامعة محمد البشير الإبراهيمي برج بوعريريج
نظّمت منظمة التّضامن الوطني الطّلابي المكتب الولائي لولاية برج بوعريريج بالتّنسيق مع المديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثّقافية والرّياضيّة بمناسبة عيد المرأة مسابقات في الفكر وترتيل القرآن والرّسم والخطّ العربي والأناشيد.
والشّعر بمختلف أنواعه وبمختلف اللّهجات موضوعها حول المرأة 
اجتمعنا لنردم حفرة الصّمت التي تعترض دائما طريق البوح ، لنعلي كلمة الرّوح التي تتجاوز سطور الشّقاء على ضروب أخرى من تعب الحروف التي لا تقال . فالكتابة وغيرها من الفنون مطهرة ووقاية للنّفس من الكآبة والهموم التي تتراكم لنتعثّر بها دوما إن نحن تركناها في حدود الهلاك تقاوم وحدها العصافير الشّاردة .
فكان من الجميل أن تصدح الأصوات العذبة في مقاومة لذيذة للرّتابة كأنّها صرخة نابعة من ضمير السّعادة التي كانت تملأ الوجوه بلحن إنسانيّ صاعد ، كما كان للأوراق صرخة أخرى يتصبّب من وريدها عذب الكلام ، ووهج القول ، وبديع الأسلوب الذي ينمّ عن ذوق صاف ، وأمنية بيضاء ، ومستقبل متوهّج في قصائد الغد .
فكانت البداية مباركة بآيات بيّنات من الذّكر الحكيم وقّعها صوتي بين الجدران والزّوايا كالصّدى الذي يغترف منه الظّمآن ماء ، ليعلو من بعدي صوت النّشيد الوطني الذي وقع على الصّدور حضوره الأبدي ، كما لا أنسى كلمة رئيس مكتب كلية الرياضيات والإعلام الآلي صالح قواسمي ، تبعتها كلمة أخرى لرئيس المكتب الولائي للمنظّمة طكوك سكحال لتنطلق على إثر كلمتيهما المحفّزتين بوادر المنافسة وانطلاقة جذبت النّفوس وحبستها لروعة ما صنع المنافسون من لوحات جميلة وقّعتها أرواحهم بصدق وعبقريّة مبكّرة .
فكانت بداية المسابقة ب : 
1 التّرتيل الذي نشّطه المتنافسون بروعة أدائهم ، وثقل ثقتهم ، ورزانة أصواتهم حيث رجعت في الأخير الغلبة للصّوت المميّز والقراءة الماتعة للمتسابقة زواوي إخلاص التي تحصلت على 17.5 ، بينما رجعت المرتبة الثّانية للقارئ الواعد ديلمي ونيس بنقطة 14.5 مع تمنّياتنا لبقيّة المشاركين بالسّداد والتّوفيق في سعيهم النّبيل في إعلاء صوت الحقّ بحناجرهم النّورانية .
وقد تمّ إشراك الجمهور في جوّ المنافسة بطرح بعض الأسئلة حتّى يتذوّقوا حرارة النّصر والهزيمة في جوّ هذه المعارك المعرفية التي لا تنتهي صراعاتها الوديّة إلا بمزيد من المحبة والتّآلف الأخويّ الأخّاذ .
2 مسابقة الشّعر : التي جعلت للحرف وزنا ، وللقصيدة مكانة في باطن الكلام ، وصورة أخرى يميل لها القلب ، ويلين لها الجسد وتهدأ لها عواصف الصّمت فكانت أساليبهم كملامحهم مشعّة بالقوافي والمعاني، غير أنّ تذكرة الفوز اقتطعها بكلّ جدارة المبدع الصّاعد بوعزة عبد الفتاح الذي كانت أصابعه مدركة لحلبة الشّعر متفادية ثقوب التّعثر بين مطبّات اللّغة التي لم توقعه إلا واقفا في قصيدته المعنونة ب " نسمة قدر " ، لتأتي بعده الفارسة بلمسعود نسيمة في المرتبة الثّانية التي ساقت فرس حرفها حتّى النهاية بكامل قوّتها رفقة حروفها التي عنونتها ب : " صرت قصيدة " ، متمنّيين النّجاح الفائق للبقيّة الذين كان لحرفهم وزن يحسب لأقلامهم الواعدة .
وقد أمتعتنا بعد هذه الجولات الطالبة بوخاري ذهيبة بصوتها الذي كان يفيض بالعطر عن طريق أداء أنشودة جميلة جعلت لجوّ المنافسة محطّة ربيعيّة هادئة استكملنا من بعدها غمار الحرف ، وتعرّجات القوافي ، وانحباس النّفوس عند كلّ أسلوب خرج من صاحبه كخروج الرّصاصة الرّحيمة الموجّهة لكلّ صدر وقلب ودفتر وكتاب .
وقد تمّت هذه الرّحلة الفكريّة على متن زورق صنعه أصحابه من محبّته العميقة للّغة والفكر والأدب الذي ظلّ طيلة إبحارنا المجذاف الواقي من صدمات الحياة وتعبها ، وقد حضر هذا اللقاء الرّوحاني العديد من الطلبة و الأساتذة حيث أشرفت بنفسي على لجنة تحكيم القرءان و كما أشرف كلّ من الدكتور معماش و السعيد عزيري على لجنة التحكيم في الشعر كما ترأس الجلسة الأخ رفيق طيبي الأديب الذي أمتعنا بكلماته وأخذنا بعيدا عن أنفسنا حيث تريدنا لغته ، كما كان لتنشيط الجلسة نكهة مميزة صنها العصفور المغرّد شهاب مفتاح الذي كان محلّقا فوق رؤوسنا حاضرا بصوته الذي قاد هذا الجمع الكريم دون بوصلة .
وختاما أقول لكلّ من سابق ليل الصّمت وانتصر عليه مزيدا من الضّوء لكلماتكم وأمنياتكم ، ولكلّ من خاصمه الحظّ وتغلّب عليه مزيدا من الثّقة والقوّة والعزيمة في المرّات المقبلة لأنّ اللّغة كالأمّ لا تتخلّى عن صغارها مهما فعلوا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق