السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-25

نظام الأسرة في الاسلام

تعريف الأسرة في الإسلام
تعتبر الأسرة نواة المجتمع وحجر الأساس وركيزته الأساسيّة ، لذا اهتمّ الإسلام ببناء الأسرة على أسس متينة ، تكفل قوتها واستمراريتها ،لأنّ لها دوراً مهمّاً في تربية الأجيال وإعدادهم ليكونوا نافعين لدينهم ووطنهم ومجتمعهم . فالأسرة هى جانب من التنظيم للقاعدة التى تقوم عليها الجماعة المسلمة ، والمجتمع الإسلامي ، وهذه القاعدة التى أحاطاها الإسلام برعايته . 
ولقد اهتم الإسلام فى تنظيم الأسرة ، غذ أنَّ بناء الأسرة يجب أن تكون مبنية على نواة صالحة ، وقد اهتم القران الكريم فى استقرار وتنظيم الأسرة وتثبيت الركائز الاساسية لبنيانها . 
يقوم نظام الأسرة في الإسلام على أسس تنظيمية تساعد على تأسيس أسرة مثاليّة ، ومن أهم هذه الأسس ( المودة و الرحمة _ الدين و الخلق الحسن _ النفقة على الأسرة _ رعاية الأولاد و تربيتهم ) إن الإسلام حث على تكوين الأسرة ، ودعا الى أن يعيش النّاس فى ظلالها، فهى الصورة للحياة المستقيمة التى تلبّي رغبات الإنسان . 
ومن أهم وأبرز مقاصد الأسرة فى الإسلام ما يلي: 
1. تنظيم الطاقة الجنسية : وهى طاقة خلقت وتوجد فى الإنسان لتحقيق التناسل والتوالد والتكاثر ، وأن الله عز وجل شرع الزواج والأسرة ليكون الزواج أداة وتكون الأسرة وعاءً شرعياً ومستقراً لأستقبال هذه الطاقة وتوظيفها فى المكان الصحيح . 
2. الأنجاب : وهو ما حث عليه الله عز وجل فى القرأن الكريم قوله تعالى : ( المالُ والبنونَ زينةُ الحياة الدنيا ) ، وان من أعظم نعم الله على الإنسان فى هذه الحياة نعمة الأولاد . 
3. المشاركة فى أعباء الحياة : أى أن مقصد الإنجاب لا يتحقّق دون استقرار وألفة بين الزوجين ، وتصبح الحياة مستحيلة بدون توافق بين الزوجين ، فتحمل أعباء الحياة بين الزوجين مقصد من مقاصد الأسرة فى الإسلام . 
4. تربية الأجيال الجيدة : العمل على تربية الأبناء تربية صالحة ، فليس الهدف من الزواج إنجاب الأطفال ثم تركهم للضياع وعدم تحمل مسؤليتهم، بل المقصود من الزواج تزويد الحياة بعناصر الإعمار ، وتزويد المجتمع بأبناء لخدمة المجتمع والوطن ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت الأسرة قوية ومترابطة على قيم الإسلام ، والذريّة الصالحة هي مطلب الأنبياء . 
إنّ تربية الأولاد تربية صالحة فى دينهم ودنياهم أمانة عند الوالدين ، كلّفهما الله بحفظها ورعايتها ، لأن الأبوين مسئولين بين يدى الله عن تربية أبنائهم، قال رسول الله : ( كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته، قالرجل راعٍ فى بيته وهو مسئول عن رعيّته ، والمرأة راعية فى بيت زوجها ، وهى مسئولةٌ عن رعيّتها ) 
. كما كانت من أوّل أولويّات الرسول محمد (صلى الله وعليه وسلم ) حماية وتطهير الأسرة من العادات والتقاليد الجاهلية التى تؤثر على بناء الأسرة ، ولم يكن اهتمام العلماء المسلمين فى تنظيم الأسرة بأقل شأن .
وقد حرصت الشّريعة الإسلاميّة على تشجيع الشّباب والشّابات على الزّواج من أجل أهدافٍ كثيرة وغايات نبيلة من ضمنها إنشاء الأسر التي تشكّل لبنات المجتمع الإسلامي، وقد أكّد الإسلام على معنى الأسرة حينما ذكر القرآن الكريم أسر الأنبياء ومواقفهم مع دعوة النّبوة والرّسالة؛ حيث آمن أغلبهم بدعوة أنبيائهم من منطلق أنّ أقرب النّاس إلى الإنسان هما والديه، وهما محلّ الثّقة ومظنّة التّصديق. 
أكّد النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام على قيمة الأسرة وأهميّتها حينما أكّد على تأصيل أواصر اللّحمة بين أفرادها؛ ففي الحديث الشّريف بيان لمن هم أحقّ بصحبة المرء وهما الوالدين، كما في الحديث الآخر بيان لأهميّة دور الوالدين في تربية أبنائهم على الدّين والأخلاق ضمن واجبات الوالدين في الأسرة، فما أهميّة الأسرة في الإسلام؟ 
جوانب أهميّة الأسرة في الإسلام 
يعتبر الإسلام الأسرة خطّ الدّفاع الأول في المجتمع، كما أنّها اللّبنة الأساسيّة في بنائه؛ فالأسرة إذا ما صلحت بصلاح أفرادها فهذا يعني صلاح المجتمع الإسلامي، وصلاح المجتمع الإسلامي يعني نهوضه للقيام بواجباته ومسؤولياته الدّينيّة والإنسانيّة . 
إنّ الأسرة في الإسلام هي حاضنة المعاني الأخلاقيّة والقيم النّبيلة؛ فالغرب حينما يريد أن يتعرّف على الإسلام ينظر إلى الأسرة الإسلاميّة فينبهر من شدّة الرّوابط بين أفرادها، كما يتعرّف على معاني الرّحمة والألفة والمودة والتّناصح التي تسود بين أفرادها فيتعجّب من السّبب الذي أدّى إلى ذلك، فالغرب يُعاني من أُسَره المتفكّكة التي تشبه بيت العنكبوت في هشاشتها وضعف العلاقات بين أفرادها، كما يعاني من غياب القيم والأخلاقيّات فيها، وهذا يُسبّب ضياع الأسرة وانتشار الفساد الأخلاقي في المجتمع . 
إنّ الأسرة في الإسلام هي مدرسة تخريج الأجيال الملتزمة بقيم أمّتها ودينها القادرة على الدّفاع عنها في الملّمات والشّدائد، ذلك بأنّ الوالدين في الأسرة يزرعان في أبنائهم باستمرار معاني البطولة والتّضحية والفداء مبيّنان لهم واجبات المسلم اتجاه أمته ودينه، وما ينبغي عليه فعله وما لا ينبغي وبالتّالي تكون أهميّة الأسرة كونها المرشد الحقيقي والمرجع الأصيل للأجيال القادمة . إنّ الأسرة في الإسلام توفّر السّكن والطّمأنينة النّفسيّة للفرد؛ فالإنسان لا يطمئن باله ولا تهدأ جوارحه إلا حينما يأوي إلى أسرته التي توفّر له السّكينة والطّمأنينة، فالأب تراه يعطف على أولاده ويحنّ عليهم، والأم كذلك تراها تقوم على رعاية شؤون أسرتها والعناية بأفرادها من جميع النّواحي حتّى تُوفّر الرّاحة لهم، وكذلك الأبناء تراهم يشعرون بتعب والديهم من أجلهم فيبادلون ذلك بمشاعر المحبّة والتّقدير والامتنان، كما يتعاونون مع والديهم في القيام بمهمّات الحياة ومسؤوليّاتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق