السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-19

اليوم العالمي للمعلم


05 أكتوبر 2017م 
ثانوية 19 ماي 1956 القالة ولاية الطارف 
_ اليوم العالمي للمعلم 
_ دورة صناعة النجاح والتفوق الدراسي. 
- الخريطة الذهنية.
أنجبه الوقت وربّته العزيمة ، في قلبه ينمو غصن التّضحية وفي عينيه تلتمع العواطف الفاضلة كقنديل خلف الطّاولات الخشبيّة يلقي بلمعان نوره على الظّلال الصّغيرة كضياء مسكر ليهدم جهلها الذي يتوارى تحت الغيوم ، ويبني مجدها الذي لا يزال غضّا هاربا بين كلمة وحرف ومعنى ومصير .
لا يعرفه التّعب ولا الوهن ولا الفشل . يعلّم الضّعيف كيف يقوى ، والعاجز كيف يعتمد على نفسه في المواقف الضيّقة ، والمتعثّر كيف ينهض بدموع خسارته ليتمكّن من هزيمة اليأس بالثّقة ، أنت الذي دخلت غرفة قلبه ولا تدرك من أمور الحياة الصّغيرة شيئا ، أنت الذي جلست على عواطفه وركنت ضعفك في صدره لتتعلّم أوّل حرف بين يديه وتقرأ المبهم الذي كانت تغشاك جذوعه الشّائكة ، أنت يا من بكيت لأوّل مرّة خوفا من العالم الذي صار كبيرا عند عتبة المدرسة وشددت ثوب أبويك كي لا تدخلها ، أنت يا من وجدت في معلّمك المرفأ العظيم لأحلامك ، والحضن الكبير لعواطفك ، أنت يا من دخلت طفلا ضعيفا وخرجت رجلا صغيرا شديدا كجذوع الشّجر العالية ، صلب العزيمة والرّأي والثّبات .
كغشية الوحي يظلّ واقفا بين أركان حجرته كشجرة مثمرة تضع شيئا من عزيمتها في أفئدة العصافير الضّالة التي لا تجد طريقها إلا بين يديه الحكميتين .
إنّه المعلّم ذاك الكتاب المفتوح ، تلك المشيئة الطّالعة كالقمر ، تلك الآيات التي تلتمع لها الظّلمة ولا ينحني إلاّ حين يمسك بيدين صغيرتين ليعلّمها كيف تنقش الحروف في صدر الورق ، وكيف يطالع المستقبل في التّعاليم والأخلاق التي كان يزرعها من قمح حكمته مرتدّا عن كلّ صعابها ... فكان دائما ولا بزال كالسّاحر الذي يخرج من كتبه طاقات إنسانية صغيرة تنشط في كبد التّعب ، وتنهض من وحل السّقوط لتبتعث مستقبلا يليق بهذه التّضحية .
تلك كانت بعض ومضات الطّفولة التي استذكرتها وأنا اليوم فوق المنصة محاورا بعدما كنت خلفها صغيرا ضعيفا متلقّنا كأرض خصبة تنتظر زارعها . فما أجملها من أيّام مضت ترك فيها معلّمونا بصماتهم الأبديّة فينا ، لأنّ الطّفل الصّغير بداخلنا لا يزال حاضرا قائما جالسا مشاكسا ومشاغبا خلف طاولته الخشبية التي كان يخربش فيها اسمه الذي تعلّمه توا ..
وللأسف الشّديد صرنا أمّة مناسبات فقط نجعل خلاصة حياتنا في سويعات قصيرة لا يتراوح عمرها عن يوم واحد فقط ولكن المهم أنّها حيّة في قلوبنا مهما شغلتنا الحياة وأبعدتنا .
وقد كان لي شرف تفعيل دورة بثانوية 19 ماي 1956 بالقالة حول صناعة النجاح الدراسي والخريطة الذهنية لطلبة البكالوريا الذين أتمنّى لهم كلّ النّجاح فأشكر بالمناسبة خليّة الإصغاء ومدير الثانوية والأساتذة والأخصائيين النفسانيين والمستشارين التربويين والتلاميذ وكل الذين كان لهم فضل في انجاح اللقاء الجميل الذي كان حضورهم مشرقا فاتحا لمغاليق القلوب والصّدور .
بمناسبة يوم المعلّم أهنّئ كلّ معلّم لا يزال يعقد عزمه في النّشاط والقوّة والثّبات لأجل تبليغ هذه الرسالة المشرّفة كروح الانبياء
عبد النور خبابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق