السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-20

قراءة حول دورة بريكة


ثانوية الشهيد محمد الصالح بلعباس
الأسرة التّربوية بمدينة بريكة 
نصائح تربوية وتوجيهات تعليمية
الفئة المستهدفة: تلاميذ السنة الأولى ثانوي 
إليكم قراءتي هذه حول هذا اللّقاء الثّري بأصحابه 
قد تسكت الحروف وتدير عنّا وجهها فنختفي في سطورها كدفتر أصبح وراء الزّمن يحمل كفايته من الفرح من وجوه شيّدت ملامحهم أصابع الغياب في لوحات الذّاكرة فكأنّما التمعت بأشعّة من الخلد ونامت في صدورنا ، إلاّ أنّها تظلّ برّاقة لا تضمحلّ بحقائقهم الجميلة التي تظلّ كجمل مركّبة من كلمات ولدتها المسافات في عنق الدّنيا وتركتها خالية من صدر يدفنها بدفء ... تنحني كأنها لم تصغر بالصّدف التي تصنعها الدّقائق المتخاذلة لتنبض بدل العقارب أملا يزداد حجما في حياتنا التي نضع في روحها كثيرا من السّرور .
من الجميل أن نحظى بيوم بين الزّهور ، ونجلس بين نبضات قلوبها التي فتحت في وجهي أوراقها المضيئة ولاح من بعيد صبحها أمامي فكان اللقاء بهم نديّا كحلم متصابي ينظر إلى الحياة نظرات نور وأمل وبريق يلتمع إيمانا في تحقيق النّجاح . تلك الأمنية التي يصبو إليها كلّ طالب خالف رغباته ، وزهد المغريات ، وتعبّد في محراب العلم والمعرفة فتراه يجوع رغبة في طلب المجد المتجاذب في دمه يجري ويدور في أنفاسه ليتركها بيضاء نقيّة .
اشتمل لقائي بهم بتقديم نصائح وتوجيهات تربوية وتعليمية حول الخريطة الذّهنية وكيفية صنع النّجاح وجعل الفشل أولى خطوات النّجاح ، وقد تفاعل الطّلاب في هذه الدّورة وألقوا بأريج مكنوناتهم دون عقدة أو خوف أو حاجزكوهج الفكر الذي كان نائما واستيقظ أخيرا ، فبدوا لي كالحجارة التي تحيى بالبناء والتّعمير والتّشييد ، وإن أهملتها وتركتها فإنّها تموت في الرّدم والحطام ، ومن محاسن الصدف أن مدير الثانوية التي احتضنت هذا اللقاء الآسر الفاتح لشهيّة الذّكريات ، الباعث على تقوية روح الأخوّة التي تبتلى بها القلوب النّقية فتزيدها بياضا إذ أنّ لقائي معه بمثابة المعجزة التي تصنعها الأيّام حيث التقيته بعد أيام الدراسة الجامعية التي جمعتني به منذ 19 عاما خلت ، إلاّ أنّي تذكّرته وتذكّرت معه الأوقات الحلوة التي لازلت أستطعم تفاصيلها الجميلة رغم تقدّم الزّمن .
فكلّ الشكر لك أخي " عادل بعزيز " على حسن الاستقبال، والشكر الجزيل للأستاذ الفاضل فاروق شروف الذي كان السبب في اللقاء ، وكان الكريم بالغداء ، وكان السّخيّ بتكريمه لي بتلك الشهادة التي أعتبرها وساما شرفيّا قيّما يضاهي عندي الجواهر الثّمينة وقد كان التفاعل رائعا مع التلاميذ الذين نسيت وأنا معهم أنّي الأستاذ والموّجه والمحفّز والباعث المقترح و النّاصح ، الصّانع الذي تتحوّل في يده العجينة إلى قرار ، فانصهرت في انشغالاتهم واستلقيت مطوّلا بين أكتاف أحلامهم الصّغيرة لأجدني قريبا منهم واحدا واحدا دون أن أنسى تدخّل البرعمة خولة دريس الذي كان لافتا ، بهيّا خصوصا حين باغتني نضجها المبكّر بسؤالها الذي صاغته تجربتها الحياتيّة اليافعة : كيف أكون تلميذة مثالية؟ كما أشكر المراقبة المرابطة هناك على صبرها وكل الاساتذة الذين حضروا، كما لا أنسى القناّص المميّز بآلة تصويرة الحاضرة في كلّ لحظة ميلاد جديدة ينجبها رحم الثّقافة خصوصا ما يتعلّق منها بالجانب التّربوي والثّقافي في صرخاته الأولى الرائع دوما عقبة مصور قناة طبنة TV
الحريص دائما على توثيق كلّ النّشاطات بعدسته التي تنقل دوما أجمل صورة يمكن أن تضعها الحياة في ذراعيّ كلّ باحث أو طالب أو مهتمّ لمثل هذه التّظاهرات التي آمل أن تظلّ في تناسخ مستمرّ دون انقطاع لأنّ العالم لا يضيء إلاّ بقلوب تشتعل رغبة في توصيل رسالة إنسانية ، وتبليغ معلومة يمكن أن تحدث فرقا ، وتغرق قلقا ، وترسي مرفأ جديدا يفتح لنا آفاقا نتبعها كالظلال العطشة التي تبحث عن قطرات النّدى حيثما وجدت .
بريكة في 18 أكتوبر 2017م

عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق