السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-11

مقال عن حقوق الوالدين


يعتبر بِرَّ الوالدين من أعظمُ الأعمال وأَحبُها إلى الله عزّ وجلّ بعد الصلاة؛ فمن أراد الفلاح في الدنيا والفوز بالآخرة أحسَنَ إلى والديه، وصاحَبَهما بالمعروف، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أحبّ إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أيّ؟ قال: ثمّ بِرّ الوالدين...)، وقرن الله سبحانه وتعالى الإحسان إلى الوالدين بعبادته وطاعته، وأمر ببِرّهما وحرّم عقوقهما وجعله من الكبائر، فقد قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ)[الإسراء:23]، وفي هذا المقال سنذكر حقوق الوالدين، وفضل برّهما.
 حقوق الوالدين إنّ أبسط حقوق الوالدين على أبنائهما المحبة؛ فما نفع الحياة إن لم يشعر الأب والأُم بمحبة أبنائهما ولهفتهم الدائمة عليهما، ففي حين أنّ بِرّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله، فإن عقوقهما بالصراخ وعدم الاهتمام بحاجاتهما وغيرها من الأمور؛ تُعجّل غضب الله، وسخطه على الإبن العاق،
 ومن أهمّ الحقوق الواجبة للوالدين: الطاعة: فإذا أمرا الإبن بالقيام بأمرٍ ما فعليه به ولو كان صعباً، ولا يجب القيام بذلك للتخلّص من إنجاز الأمر وحسب، بل لأنّه طُلب من قبل الوالدين، لأنّ ذلك سيُدخل السرور إلى قلبيهما، وسيحقّق رضاهما الذي جعله الله من رضاه، وفيما يخصّ مخالفة أمر الوالدين للشرع على الإبن أن يمتنع عن ذلك؛ شرط أن يعتذر بتوددٍ إليهما عن عدم قيامه بذلك، فقد قال تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) [لقمان:15]
الإنفاق: فليس من المعقول أن يكون الإبن مقتدراً ويُحجم عن الإنفاق على والديه؛ فمن باب أولى أن يردّ الأبناء بعض ما صنع لهم الوالدان من تعليمٍ، وتربيةٍ، وكساءٍ، وتوفير حياةٍ كريمةٍ، ومهما ذكرنا فلن نوفيهما حقهما.
 الإحسان: فما أجمل أن يُحسن الإبن لوالديه بالفعل والقول؛ فتراه يتحبّب بالكلمات والملاطفة لأمّه ويحنو لتقبيل يد أبيه، وعندما تضيق الحياة وتغلق دروبها يلجأ إليهما، ورغم شعور الوالدين بالحزن لما يمرّ به الأبناء من ظروفٍ صعبةٍ، إلّا أنّهما يشعران بالفرح لاتخاذهما موضع ثقةٍ دائمةٍ، ممّا يوطد علاقة الأبناء بالوالدين وخلق أُسرةٍ متماسكةٍ، 
ومن أشكال الإحسان الأُخرى التي يمكن أن يقوم بها الإبن: إخفاض الصوت عند التحدث أو محاورة الوالدين لقوله تعالى: (فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23-24] وفي الآية صورتين من صور الإحسان؛ الأولى تجنب التأفّف، والثانية الدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة التواضع للوالدين، والقيام بالأعمال التي تجلب لهما السرور؛ كأخذِهِما في نُزهةٍ، أو شراء ملابسٍ جديدةٍ، أو زيارةِ أقاربهما، ومعاملة أصدقائهما مُعاملةً طيبة. 
بِرّ الوالدين بعد وفاتهما: وذلك بالدعاء لهما بالمغفرة، والرحمة، والتصدّق عنهما. فضل بِرّ الوالدين رضا الوالدين من رضا الله؛ ومن أغضب والديه وتباهى في عقوقها حَلَّ عليه غضب الله وعقوبته. الفوز بالجنة؛ فمن فاز برضا الله ورضا الوالدين استحق بذلك الجنة. تفريج الهموم في الدنيا؛ وما أكثر الهموم التي يشعر بها المرء في حياته، لكنّها سرعان ما تتبدّد بدعوةِ الوالدين ورضاهما.
وقد جعل الإسلام للوالدين مكانة عالية، وحث على برهما وطاعتهما في الكثير من آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وخص بذلك الأم، فجعلها الأولى بحسن الصحبة، وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:23]. 
كيفيّة بر الوالدين تلبية أوامرهما والخضوع لها، والإنفاق عليهما. التعامل معهما بلين ولطف، وعدم إظهار الضجر عندهما. خفض الصوت عند الحديث إليهما. الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، وعدم مجادلتهما بالكذب. الإصغاء لحديثهما وعدم إظهار الضجر والملل منهما، وإبداء النصح لهما عند الحاجة. مقابلتهما بسعادة وسرور. بر الوالدين بعد موتهما من خلال إخراج الصدقات عن روحهما، والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة. 
أهمية وثواب بر الوالدين بر الوالدين طريق وباب لكثير من الخير ومنه: نيل الثواب والأجر الكبير من الله عز وجل، والفوز بالجنة. تفريج للهموم والكروب والخروج من المصائب، حيث إنّ رضا الوالدين من رضا الله تعالى على العبد. 
زيادة للرزق والسعادة والخير والبركة على الفرد. 
يعتبر برّ الوالدين صلاح للمجتمع من أجل مواكبة مسيرة التطوّر والبقاء. 
سبيل الإنسان للحصول على رضا الله ورسوله. 
يعتبر سرّ السعادة والراحة النفسيّة وراحة البال. 
يحقّق التكافل الاجتماعي، وينشر الخير والرحمة في المجتمع.
 يقلل من الأعباء الاقتصادية على الدولة، الناتجة عن تحمل تكاليف الإعالة، ودور المسنين، والضمان الاجتماعي، كذلك يحفظ للمسنين كراماتهم. 
يسهم في التقليل من الخوف والقلق الذي يؤرّق الكثيرين من الناس حول مستقبلهم. 
فلنجعل قلوبنا دائماً مأوى لوالديْنا اللذين كانا سبباً في وجودنا وبقائنا في هذه الحياة، فمن واجبنا تقديم الدعم المعنويّ والماديّ لهما. 
الاستعانة على بر الوالدين إنّ من أهمّ الأمور التي تعين على برّ الوالدين، ما يلي: 
طلب العون والمساعدة من الله عزّ وجل، وذلك من خلال التقرب من الله وعبادته، والدعاء له، والصلاة، والالتزام بشرائعه وعقائده. 
تذكر فضل برهما وعواقب عقوقهما وعذاب الآخرة الذي يلحق في كلّ من يعاق والديه. تذكر فضلهما عليك، فهما السبب في الوجود على هذه الحياة، وما قدماه من أجل حصولك على أفضل حياة. تعويد النّفس منذ الصغر وتربيتها على الإحسان لهما وبرّهما، ومجاهدتها على ذلك، حتى يصبح الأمر طبعاً في النفس.
 تذكر حزنهما عند العقوق، وفرحهما وافتخارهما فيك عندما تبرّهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق