السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-25

مفهوم الأخوة في الإسلام

مفهوم الأخوة في الإسلام
الأخوّة 
جعل الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بنعمته وفضله إخواناً بعد أن كانوا أعداءً متحاربين يتقاتلون على الدّنيا ومتاعها الزّائل، وأرست الشّريعة الإسلاميّة مبادئ الأخوّة الإسلاميّة حينما حثّت على الفضائل، والقيم، والأخلاق التي تعمّق أواصر الأخوّة بين أفراد المجتمع الإسلاميّ وتجعل عباد الله إخواناً حتى وإن اختلفتم أنسابهم، فما هو مفهوم الأخوّة في الإسلام؟ 
مفهوم الأخوّة في الإسلام
يدل مفهوم الأخوّة في الإسلام على معنى التّآخي، والتّعاضد، والتّآزر من أجل التّعاون الإسلامي المشترك، ومن أجل تحقيق الصّالح العام، والهدف الأسمى، والمقاصد التي جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتحقيقها، فلا يتخيّل أن يؤدّي المجتمع الإسلامي دوره، ويقوم بواجبه دون أن يكون مجتمعًا متكافلاً متآخي، لذلك حرص النّبي عليه الصّلاة والسّلام عندما وصل إلى المدينة المنوّرة ومن أوّل يوم أن يؤسّس أركان الأخوّة الإسلاميّة بين جميع مكوّنات المجتمع المسلم، فوقف بين أصحابه رافعاً يد ابن عمّه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله هذا أخي في الدّنيا والآخرة، ثمّ حثّ المسلمين مهاجرين وأنصار على أن يتّخذ كلّ واحد منهم أخاً له فسار الصّحابة على سنّته عليه الصّلاة والسّلام في ذلك. مظاهر الأخوّة في الإسلام تكاتف المسلمين وتكافلهم مع بعضهم، فالتّكافل الإجتماعي في الإسلام مظهر من مظاهرة الأخوّة الإسلاميّة، فالمسلم يتكافل مع أخيه المسلم في جميع جوانب الحياة، فإذا رأى أخاه المسلم في ضائقة ماليّة أو عوز وقف معه في شدّته تلك حتّى تنجلي، وإذا رآه في كربة أو همّ وقف بجانبه يخفّف عنه همّه، ويسعى لإزالة كربته. السّعي في نصرة المسلم، وترك ظلمه وتحقيره، ففي الحديث النّبوي الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ: (المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ، ولا يحقِرُهُ) [صحيح]. 
المحبّة التي تكون بين المسلمين، فالمسلم يحبّ أخاه المسلم، فمن علامات الإيمان الصّادق بالله تعالى أن يحبّ المسلم أخاه المسلم لله. ترك التّناجش، والتّباغض، والتّدابر، فالمسلم الصالح لا يبغض أخاه المسلم ولا يقاطعه أو يخاصمه، بل يكون مثالاً في التّسامح والعفو ولين الجانب مع أخيه المسلم. الإيثار، فقد ضرب السّلف الصّالح المثل والنّماذج في إيثارهم لإخوانهم على أنفسهم، ولو كان لهم في هذا الأمر الذي يؤثرون به إخوانهم حاجة، قال تعالى: (ويؤْثرون على أنْفسهمْ ولوْ كان بهمْ خصاصة) [الحشر: 9]. صيانة عرض المسلم وتعظيم حرماته، وذلك من خلال اجتناب ذكره بأيّ شيء يسوؤه في غيبته، وأن يحب المسلم له ما يحبه لنفسه من الخير.
وقد حرصت الشّريعة الإسلاميّة على بقاء الأمّة الإسلاميّة موحّدةً، تكون بين أفرادها معاني الأخوة في الدّين والعقيدة؛ فالمسلم لا يعيش في هذه الحياة بمفرده وإنّما يُشكّل مع أخيه المسلم المجتمع الإسلامي الذي يستطيع بمجموعه تحقيق أهداف الأمّة وتطلّعاتها، كما يستطيع هذا المجتمع حمل رسالة الإسلام وتبليغها إلى البشريّة كافّة، بينما يكون التّفرق بابًا للضّعف والتّفرق، فما هي أبرز مظاهر اهتمام الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين؟ وما هي أهمية ذلك؟ 
مظاهر اهتمام الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين 
أكّد القرآن الكريم على معنى الأخوة بين المسلمين عندما قال الله جلّ وعلا (إنّما المؤمنون أخوة )؛ فالمؤمنون بمجموعهم هم أخوة تجمعهم العقيدة الإسلاميّة التي يؤمنون بها، وتجمعهم الأرض الإسلاميّة التي يسكنون فيها، ويجمعهم الهدف الواحد والغاية المشتركة وهو تبليغ رسالة الإسلام إلى النّاس كافّة ونيل رضا الله سبحانه وتعالى والجنّة. حادثة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي كانت بعد الهجرة من مكّة إلى المدينة المنوّرة؛ حيث آخى النّبي عليه الصّلاة والسّلام بين مكوّنات الأمّة الإسلاميّة بقوله تآخوا أخوين أخوين ليؤكّد على معنى الأخوّة ويرسّخ هذا المفهوم العظيم في نفوس المسلمين. 
أهميّة الأخوة بين المسلمين 
تحدّثت الآيات الكريمة عن منّ الله تعالى على العباد بنعمة الأخوّة والاجتماع من بعد الفرقة؛ حيث دعا الله تعالى المسلمين للاعتصام بحبله المتين ودينه القويم وتحذيره سبحانه من الفرقة والتّشرذم لما يسبّبه ذلك من ذهاب هيبة المسلمين في نفوس أعدائهم وضعفهم وهوانهم على النّاس، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم )، وفي الآية الأخرى قوله تعالى :( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصّابرين )، فالأخوّة بين المسلمين بلا شكّ عنصر قوّة للأمّة الإسلاميّة أمام أعدائها، فإذا وجدت تلك الأواصر قويت الأمّة وقويت شكوتها وإذا زالت الأخوة وهنت الأمة وضعفت وتكالبت عليها الأمم فنهبت ثرواتها واحتلت أراضيها، كما أنّ الأخوة بين المسلمين تؤدّي إلى أن يكونوا كما وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بالبنيان المرصوص الذي يشدّ بعضه بعضاً، والجسد الواحد الذي يشتكي إذا ألمّ بعضو منه جرح أو نزف، وإنّ الاجتماع بين المسلمين يؤدّي بهم إلى أن يكونوا جماعةً ترهب جانبها . 
من بين أسباب اهتمام الشّريعة الإسلاميّة بتقوية أواصر الأخوّة بين المسلمين أن تجعل المجتمع الإسلامي متحابًّا تكون بين أفراده معاني الودّ والرّحمة والتّكافل؛ حيث ينصر المسلم أخاه إن كان ظالمًا أو مظلومًا، ولا يسلمه ولا يخذله ويسعى في ذمّته وتفريج كربه حتّى يفرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق