السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-10-13

كيف تنال محبة الله عز وجل؟


محبّة الله للإنسان 
تعتبر محبّة الله تعالى للإنسان بالنسبة له مصدر سعادته الأساسي، ومصدر كلّ خير يصيبه سواءً على المستوى الأخروي، أو الدنيوي، والناس إجمالاً يعيشون في ظل رحمة الله تعالى وبركاته، لهذا فهم دائموا السعي وراء نيل محبته، ورضوانه، وبالتالي النهل من نبع بركاته الذي لا ينضب، ولا ينقص. 
من أهم مظاهر محبة الله تعالى للإنسان صفاء سريرته، وارتفاع منسوب الأخلاق لديه، بالإضافة إلى اتزانه الداخلي، وتصالحه مع نفسه، فمن تقرب من الله تعالى أمن من كل شر، وتجنّب كل دناءة، ونال كل خير، واستطاع أن يُقارب مصدر الجمال ممّا أدى إلى انعكاس ذلك عليه، لهذا فالمؤمنون القريبون من الله تعالى يُعرفون بسيماهم، وبأخلاقهم العالية، وبمقدار ما يصدر عنهم من محبّة حتى لأبغض الناس وأكثرهم كراهية.
 طرق نيل محبة الله تعالى ينالُ الإنسان محبة الله تعالى من خلال معاملة الناس بالحسنى، ورعاية شؤونهم بما يقدر عليه، واستثمار الخيرات التي رزقه الله تعالى إيّاها بكل ما هو مفيد ونافع، ومن ذلك إخراج الزكاة بالمفهوم التقليدي، وبالمفهوم الأوسع، والمفهوم الأوسع يتضمّن إخراجاً عن كلّ شيء حتى عن القدرات والملكات التي أُعطيها، بل وحتى عن وقته، ومثال ذلك أن يُخصّص كل شخص جزء من وقته في القيام بالخدمات المجتمعية، والأعمال الخيرية حتى لو لم يكن يمتلك المال. 
التقرّب إلى الله تعالى بالعبادات؛ فالعبادة كما هو معروف من الوسائل التي تجلي الهم عن القلب، وتُقرّب الإنسان من ربه؛ فالإنسان يكون أقرب ما يكون من الله عندما يكون ساجداً، وعابداً لله تعالى. 
فهم سنن الله تعالى التي وضعها في كونه، وهذا لا يكون إلّا بالعلم والمعرفة؛ فتديّن العالم أفضل من تدين الجاهل، وهذا ما أكّده كبار العلماء على امتداد الخط الإنساني والحضاري.
 فهم الأنبياء، ومنطلقاتهم، ومحاولة تمثل مسالكهم قدر المستطاع؛ فالأنبياء أفضل من خلق الله تعالى على الإطلاق، وهم أقدر الناس على التقرّب منه لا إله إلا هو، وهم أيضاً وبفضل أعمالهم الصالحة، وسرائرهم الصافية، وأرواحهم العالية، وهممهم التي لا تلين نالوا محبة الله تعالى ورضوانه.
 عبادة الله تعالى بالجمال، فتلمس الجمال في هذه الحياة يُقرّب الإنسان من الله، ويجعله أقدر على نيل محبته، ذلك لأنّ عبادة الله تعالى بالجمال تتيح للإنسان أن يملأ قلبه بمحبّة الله، وبمحبة خلق الله؛ فالله هو الجمال المطلق، ومصدر كلّ جمال آخر موجود في هذه الحياة الدنيا
المحبة في الله 
المحبة بين المؤمنين من نِعم الله العظمى، وهي تزيد الصلة والمودّة بينهم، فعندما يُحبّ أحدنا شخصاً وجب عليه إخباره بذلك، لما له من تأثير بالغ في النفوس، والمتحابّون في الله على منابر من نور يوم القيامة يَغبطهم على تلك المنزلة الأنبياء والشهداء، وهم من السبعة الذين يُظلّهم الله عزّ وجل في ظلّه يوم القيامة. 
محبة الله 
هنيئاً لِمن أحبه الله عز وجل، وعجباً لِمن استشعر هذه المحبة وفَرّط بها، ولم ينتصر على ضعف نفسه في نهيها عن اتباع الهوى والشهوات، وعن كل ما يُغضب محبوبه، فالله عز وجل إذا أحبّ فلاناً أمر جبريل - عليه السلام - وأهل السماء بِمحبته فيحبونه، ويضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض، ولكن كيف يَستشعر العبد أنّ الله يُحبه، وما هي الأسباب التي توّجته بهذه المحبة؟ 
أسباب محبة الله للعبد 
الإخلاص لله تعالى في كلّ أعماله وأحواله، وأقواله ونياته، ويريد بذلك وجه الله تعالى، لا سُمعةً فيها ولا رِياء. الصدق في الأقوال والأفعال مع الله أولاً، ثمّ مع النّاس. 
الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، في اللسان، والقلب، وفي جميع الأوقات، والطاعات. الحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، فضلاً عن ذلك القيام بالنّوافل من الطاعات والعبادات. الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبّره وتطبيقه، وتخصيصُ أعز الأوقات لِذلك، لا في فضول الوقت وزيادته. الإقرار بِنعمِ الله سبحانه، وأنّها منه وبفضله وكرمه، وحَمْدَهُ عليها دائماً وأبداً، وإخبار النّاس بها اعترافاً بمنّهِ وكرمِه.
 معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، ودراسة شرحها؛ فبذلك يتعرّف على قدرة الله عز وجل، ورحمته، وعظمته، والتفكر في أفعاله وتصريفه لهذا الكون العظيم، فتسمو نفسه بذلك، ويزداد تَوحيده له ومحبته. قراءة الأحاديث النبوية الشريفة، وآيات القرآن الكريم، فيتعرّف العبد بها لما أعده الله لِعباده إنْ هم أطاعوه من نعيمٍ في الدنيا، وجنةِ النّعيم في الآخرة والتي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وزيادة على ذلك رؤية وجهه الكريم الذي لا يُضاهيه نعيم. 
إيثار ما يُحبّه الله عزّ وجل على ما تهواه النّفس وتشتهيه، وكذلك إيثار طاعته على طاعة كائنٍ من كان من الخلق إن كان في معصية، فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. 
الانكسار لله تعالى والتذلّل له. مصاحبةُ أولياء الله وعباده المتقين ومحبتهم، والبراءة من أعداء الله وشرّ الخلق وبغضهم. قيل: المحب عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، مُتصلٌ بِذكر ربه، قائمٌ بأداءِ حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبه، أحرقت قلبه أنوار هَيبته، فإنْ تكلمَ فَبالله، وإنْ نطق فعنْ الله، وإن تحركَ فبأمر الله، وإنْ سكت فمع الله
ما علامات حبّ الله للعبد 
بعد أن أنزل الله عز وجل سيدنا آدم وأمّنا حواء عليهما السلام إلى الأرض لم يتركهما وذريتهما لوساوس الشيطان ولأهواء نفسهما إذ أعانهم الله عز وجل على هذه المغريات عن طريق أن بعث لهم الأنبياء والرسل بالمعجزات الواضحات والدلائل والبراهين على صدق نبوتهم وعلى وجود الله عز وجل، وهذا هو ما زرعه الله عز وجل في الفطرة السليمة التي فطر عليها الناس جميعاً، فآمن بالله عز وجل من آمن وكفر من كفر، فأما الذين آمنوا بالله عز وجل فهم من يحبونه أكثر من أي شيء آخر حتى من أنفسهم وأولادهم وأموالهم، والله عز وجل في الوقت ذاته يحبهم ويرحمهم أكثر ممّا تحبهم أمهاتهم وترحمهم وقد فاز من كان في ظل حب الرحمن إذ إن من نال هذه المرتبة العظيمة سيكون تحت رعاية الله عز وجل الذي هو فوق كل شيء. وكما يكون لحب البشر لبعضهم البعض علامات فإنّ لحب الله عز وجل لعباده اكبر العلامات وأوضحها، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي من علامات حب الله عز وجل لعبده إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله تعالى قال: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّاافْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ)، فمن أحبه الله عز وجل تصبح حركاته كلها بعناية إلهية، اي بعناية عالم الغيب وصاحب الأمر كله، فبذلك تكون كل خطواته وهمساته من الله وإلى الله فلا يصيبه مكروه إلّا وفيه فائدة له. وكما أن الإنسان يكون مجاباً عند من يحبه، يكون الإنسان مجاب الدعاء عند الله عز وجل إذا احبه، فإن استجابة الدعاء تعدّ من علامات حب الله للعبد، كما أنّ بعضاً ممّن أحبهم الله عز وجل تظهر عليهم بعض الكرامات والتي يشتهرون بين الناس بها في بعض الأحيان، أما علامة أخرى على حب الله عز وجل لعباده فهي اشتداد المصائب عليهم، ولكن اشتداد المصائب يكون في نهاية المطاف خيراً لهم، فالأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه هم أكثر من يحبهم الله عز وجل من مخلوقاته أجمعين، وهم في الوقت ذاته أشد المخلوقات مُصاباً فالله عز وجل يزيد من مصائب الإنسان والشدائد عليه كي يزيده إيماناً وتقرباً منه عز وجل، كما أنه يصيب الانسان بالشدائد ليغفر له ذنوبه فيلاقيه يوم القيامة بصفحة ناصعة البياض، فكما نعلم جميعاً أن المصائب والشدائد التي تصيب الإنسان تمسح ذنوبه، وهذه العلامات هي علامات قليلة وما خفي أعظم فمن نال حب الله عز وجل كان الفائز الاكبر في الحياتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق