السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-07-12

النص الأدبي بين مد الحداثة وجزر التأصيل فعاليات الفترة الصباحية :


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏
الأحد 8 جويلية 2018
أم البواقي 
الملتقى العربي الأدبي الثاني شعراء في رحاب وطننا 
تحت شعار : الجزائر ملحمة الشعراء وملهمة المبدعين
النص الأدبي بين مد الحداثة وجزر التأصيل
فعاليات الفترة الصباحية :
على اختلاف الوصف فليس يعرف القلم كيف يفصّل ألفاظه التي ابتدعها القدر الجميل في ملتقانا الذي عرجت منه عواطفنا وأسريت إلى سماء الخيال الشّعري الذي تنجبه حقيقة الإنسان في تركيب مستحيل يخلو من اليأس كيف لا يكون غير ذلك في وجود المنشط المبدع محمد الزين ربيعي الذي كان حضوره حضورا ربيعيا أتحفنا بلغته التي تشكلها روحه كيف شاءت حيث أخذنا بصوت عباراته ولطف مفرداته و سحر بلاغته إلى حيث يريد أن يجتثنا ليزرعنا من جديد في تراب دفاتره
وأوّل ما أفاض مظهر الجمال كلمة ترحيبية ألبست الوجوه الحاضرة مشاعر الطمأنينة والرّاحة فكان المكان كإشراق جميل يرتعش نورا بملامح من صنعوا بهجة هذا اليوم من داخل وخارج الوطن .
وخير ما افتتح به الكلام كلام الله تعالى إذ تعطّر الجوّ بتلاوة طيبة من القرآن الكريم بصوت الأستاذ عبد النور خبابة ليصعد بعدها ممثّل الدول العربية الدكتور عبد الرحمن الكناني من العراق منصّة الكلمة ليدلي بحروفه التي وقعت في النّفوس موقعا طيّبا ، تلاها مباشرة كلمة لمدير الثّقافة السيد الكريم نوري هلال الذي ألقى بدوره عبارات الترحيب الصّافية كأنوار التّسبيح معلنا بذلك عن افتتاح الملتقى ، عن مصافحة الفكر للمعاني .
لتنطلق من بعدها حرائق الوجدان في بعثرة جميلة لكلمات الرّوح التي جاشت بكلّ بكائها وفرحها ، بغضبها ومحبّتها في قراءات شرفيّة للشاعرة الجزائرية الملهمة سمية مبارك التي أخرجها الضّياع اللّغوي مخرجا أكبر من مخرج العين والنّظرة ، تلتها قراءة مشرقة للشاعر السّوري بايزيد محمد الذي اختطف حواسنا وزج بها داخل قصيدة ملغمة .لنرتحل بعدها في قطار قصيدة أخرى عبر محطّات الشّعر وعلّة الشّعور كي تأخذنا داخل أصحابها إلى مدنهم التي شيّدتها اللّغة كنجمة دامعة متمثلة في قراءات الدكتور الشاعر عقيل السّاعدي المعنونة بعرين الشّهداء حيث أبدع في قراءته كما يبدع الفنان في صنع لوحته ،كما كان له قصيدة أخرى حول الجزائر وثورة نوفمبر الخالدة ، والشّاعر المترجم محمد بوطغان في قراءة عبقة لجنّة الورق واصفا دقائق العمر في لحظات لاتكاد تكون ورقا زجاجا يشف عن جوهرة فاتنة تنبت وحيدة في حواف الكتب ، تلتها قراءة للدكتور عبد الرحمن جعفر الكناني لنص عنونه ب : عرس بغداد ، الذي ما سلمت اللغة أبدا من قوة حضوره والذي ما أضعفها الا لتقوى به ، لترتمي الشاعرة وسيلة المولهي في أحضان الجدران البعيدة لترتطم هي الأخرى بلفحات ما ليس لها وما لها في قراءة شعرية لرجفة الرّوح ، ومنفى الرّوح وكذلك قراءات مميزة للشاعر خليفي الطيب الذي غرد كعصفور فوق شجرة الروح الصامتة .
عقبتها استراحة هادئة مع العازف بن كريمة مولود وطبيب لخضر ليكتبا بالعود لغة أخرى انتثرت على إثرها الأرواح انتثار الورقة من زهرتها. 
كما كان لنا وجبة غذاء لذيذة لذّة الثّمار المتساقطة من شجر العمر العامر بالصّفاء الذي كان عنوان كلّ قلب ووجه وملمح وصوت ثمّ رجعنا إلى زوايا الفندق لنستريح قليلا من معارك البوح واقتتال المفردات وسقوط الوجوه تحت سطوة التّراكيب اللّغوية الجزلة التي حملها كلّ منا ليقتل صاحبه أملا وفرحا ومحبّة .
وقد بدأت بعدها فقرة المداخلات من طرف مجموعة من الدكاترة وهم : الدكتور جمال الدين بن خليفة رئيس الجلسة الشّاعر والكاتب الذي يهابه الصّمت فيقع صريعا تحت أصابعه التي تصدح دوما بلحنها المنفرد من صرخة الضّمير و زمرّد الصّدى الذي يتناثر تناثر الشّعاع من الشّمس 
حيث كانت المداخلة الأولى من تنشيط الدكتور باديس فوغالي بعنوان : الثورة التحريرية الكبرى في التجربة الشعرية الحديثة الذي تجاوز العبادة إلى الخشوع الذي يدنو بنا إلى موضع الصّدق من البلاغة فكان عازفا في أخلاقه وطباعه وكلماته .
ثم الدكتورة رزيقة طاوطاو التي كان عنوان مدخلتها : جدلية الأصالة والحداثة في الشعر العربي إذ ألقت بكلّ ظلالها النّدية كسحابة بديعة تذيب الظّمأ بماء شاعريتها وإتّزانها ورقّة تراكيبها التي تتبيّن الثّبات العميق نحو الفكرة التي تنسحب وراء الأضواء لتقطع ظلام اللّيل .

بقلم عبد النور خبابة

فعاليات اليوم الأول : شعراء في رحاب وطننا الفترة المسائية

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
الملتقى الأدبي العربي:

شعراء في رحاب وطننا 
النص الأدبي بين مد الحداثة وجزر التاصيل 
فعاليات اليوم الأول الأحد 08 جويلية 2018 بأم البواقي. 
الفترة المسائية :
لازالت باخرتنا الأدبية ترسو بنا مبحرة من الورق عائدة إلى حياة النّفس والأدب معلنة بين أمواجها المتلاطمة عن ذاك التّمازج الفكري بين التّأصيل والتّحديث حيث كانت وجبة فكرية دسمة تقاسمها الشّعراء والأدباء ودكاترة الفكر كما تتقاسم الكواكب شعل اللّهب خلف طاولة عطريّة تتوسّطها مزهريّة مليئة بأزهار اللغة المتفتّحة .
لتبدأ الجلسة برئاسة الدكتور ناصر بوصوري ذاك الرائع في خلقه ، المتدفّق كالنّهر في علمه ، البعيد كالأفق في معرفته ، المتحكم في زمام الجلسات كربّان تعرفه المسالك الوعرة فتهابه منكفئة تحت أصابعه وصوته وكلامه وقد كانت المداخلة الأولى : للدكتور محمد بايزيد من سوريا عنوانها الحداثة بين مواكبة الغرب والابتعاد عن الأصالة حيث كانت مداخلة مقتضبة مركزة بالغة في تمام معانيها حيث أخلص في قوله على أن الحداثة قتلت الشعرمعربا في ذلك عن وجهة نظره، عن موت هوية الشعر العربي وهو يشق طريقه نحو الحداثة بطريقة خاطئة حسبه والتي وصفها بالتقليد الغربي ، أما المداخلة الثانية : فكانت للأستاذ عبد النور خبابة محدّثكم من خلف الصّفحات والحروف والعبارات بعنوان : الحداثة بين المحامد والمفاسد عند نزار قباني اشتملت على مقدمة عن الحداثة ، الحداثة في شعر وكتابات نزار قباني إذ جمعت بين الحداثة والتأصيل في عبارات شائكة بطريقة جميلة ، ومن ثم سلكت طريقا آخر نحو التاريخ، مستعرضا أوجه الحداثة ، تعريفها انعكاساتها لتعود الكلمة مجددا لرئيس الجلسة الذي بدوره فتح ستائر اللّغة وترك الكلمة للحضور تاركا المجال للمناقشة التي ظهرت في صورة قويّة وثريّة طاحنة بمداخلات قيمة صنعها الدكاترة والشعراء الحاضرون أمثال الدكتور عبد الرحمن الكناني العراقي الذي تميّز كنجمة عالية أفرغت نورها الهادئ كفراشة حطّت على زهرة وغيره ممن خلقوا جوّا فكريا مهيبا.
أين رحّب المنشّط المغرّد البلبل الصّداع لغة وهروبا الربيعي بالأستاذ محمد بن عبد الله صاحب مكتبة الإحسان الذي زاد المكان بريقا بحضوره الجميل ، كما تنازل بكلّ ما يحمل من لغة وأبجدية للشاعرة عدالة عساسلة لتقود قطار الحرف بصوتها وحضورها الذي أمسك الرّتابة من مجراها وانطلق كطائر ملوّن يشدو بين الحاضرين شدو البلبل في الأغصان ، كما أشاد بالأستاذ عمر بلاجي الذي كان على المنصة على غير عادته إذ من شيم حرفه اللّمعان عن بعد في انتظار تموّجه اللّطيف بين عوالمنا الخفية والظّاهرة .
لتسلّم بعد ذلك أمانة الشّعر والأدب لأصحابه أين نصبوا خياما لمشاعرهم ، وأشجارا لتوهّجاتهم ، وحدائق لكلماتهم التي زلزلت المنصّة الخشبيّة وأحالتها إلى رماد ونار أين ألقى الأستاذ وعضو بيت شعر الجزائر فرع أم البواقي عبد الكريم حركات أولى قراءاته بقصيدة فصحى من غفوة ، ليدنو الشاعر عقيل الساعدي من العراق بقصيدته بغداد التي انتزعت الضّمائر من مكانها وما أقعدتها ، كما كان له قصيدة أخرى بعنوان دين الهوى ، لتقدّم بعده الشاعرة صابرة منايلي من سوق اهراس إهداء لغويا وكلمات نديّة للشاعر عمر بلاجي ثم قصيدة ممتعة بعنوان حضن الدموع 
-كما تألّق الشاعر محمد بايزيد من سوريا بحواسه اللغوية بقصيدتيه كيد النساء - أغار عليها ، تلتها قراءة هادئة 
للشاعرة فضيلة بن دعاس من أم البواقي انحرفت بنا إلى محيط الإنسان بقصيدتها المعنونة ما حالك يا إنسان
ليرسل من بعدها الشاعر وليد ستر الرحمان سطيف فضائل صوته من خلال قراءته الجميلة لقصيدة هزج قلم 
لتنجب اللّحظات المترامية الشاعرة وسيلة المولهي من تونس من خلال قصيدتها ولادة ، كما تقدّم رشيد بوكراع من أم البواقي ليتحف مسامعنا بسرد قصة قصيرة بعنوان الموعد ، وقد قدّم الشاعر عبد الرحمن الكناني من العراق قصيدة وجع لنذوق بمعيّته وجعا حرفيا باكيا ، وقد كان للقصائد الشعبية حضورا من خلال الكاتبة والإعلامية فايزة مليكشي من بومرداس بتقديمها قصيدة شعبية رائعة فيها محطات من تاريخ الجزائر، لتتسلّم من بعدها قيادة الحرف الشاعرة سميرة بعداش من قسنطينة لتجوب بلغتها أنا رمحا - إلى احداهن - نافذة الحزن .
ليتمّ بعد هذه القراءات الماتعة تكريم الشاعرة المميّزة سمية مبارك من طرف الدكتور عاشور فني. 
لتنتقل بعدها الشاعرة المبدعة عائشة جلاب من أم البواقي بكلمات في حق الشاعر الراحل عثمان لوصيف.حتّى لا ننسى شموعنا الادبية التي احترقت لنرى الضّوء ، كما قدمت قصيدة بعنوان رشفة من كأس الغياب .بيت جميل للشعوب العربية المكلومة .
قدّم على إثرها الأستاذ عمر بلاجي كلمة تنظيمية جال وجاب و أجاد فيها حبك الشّكر والتّقدير والامتنان لكلّ من سهر وتعب من أجل إنجاح هذا الملتقى الطيب لتختتم الجلسة على المحبّة دوما ، على القدر الجميل الذي جمع بين الأقلام والأفكار والأوطان .
بقلم عبد النور خبابة

الملتقى الأدبي العربي : شعراء في رحاب وطننا

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٩‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏غرفة معيشة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

الملتقى الأدبي العربي : شعراء في رحاب وطننا. 
برعاية وزير الثقافة ووالي ولاية أم البواقي 
دار الثقافة لولاية ام البواقي بالتنسيق مع بيت الشعر 
ام البواقي

فعاليات اليوم الثاني 09 جويلية 2018
ومازلت كغيري أخرج من مفردة لأقع في أخرى كطائرة من الأفكار تدور في ضوء الشّمس وظلّ الصّباح ونور القمر الذي تفجّر في نفسي كلّما أشرقت خلف المنصّة روح ألفتها اللّغة حتّى صارت في معانيها بذورا تلقيها الطّبيعة ليدركها الإنسان كزهرة من الوهم ، كشجرة طالعة من جرح الأرض الذي يحمل في جنبيه موته وحياته معا .
كحياة الجمال التقينا ثانية طمعا في نهار يمازج أمواجنا المستيقظة التي ما برحتها الزّوارق الصّغيرة التي أبحرت بنا فينا وأخذتنا إلينا إلى أقصى القلب ، إلى تاريخ الحبّ الذي يصنع الإنسان كنهار يجهش بالبكاء ، بهذه المعاني السّائلة على الورق .
فكانت الفترة الصّباحية للملتقى مشعّة مزدانة بالمعاني والبيان والبديع الذي فاض كشعل القمر بين الزّوايا وخلف اللّغة فكان الإنطلاق كوحي الأنبياء يحمل رسائله في وصف شعري أحالته المرآة الإنسانية إلى حسن تجوع له الحواس ولا تشبع .
فكان لكلّ صوت لفظ وجملة وقمر نرى من خلاله الحروف وضّاحة يتطلّع لها القلب كفجر نديّ كأنّه حيّ بلا نفس . يوم أدبي كتحفة نفيسة تلألأت كنجوى 
لتبدأ الجلسة تحت رئاسة الدكتور عاشور فنّي وقد كان عنوان المداخلة الأولى الحداثة كما يراها عبد العزيز حمودة في المرايا المحدبة الدكتور ناصر بوصوري أفلو الذي صاغ فكره في صنعة جديدة تذكى ضرامها دون أن تنطفئ ، دون أن ندري كيف نعود من رؤيته العميقة التي تركها كأفق واسع بأشعة حروفه التي يخلقها كخلق النجوم ، وتنقاد خلفه الأفكار كمركبة علمية تنكث أرض العلم وتزيدها إشراقا وإجلالا وسمّوا تستحيل ألفاظه الجزلة الثّابتة إلى حدائق مكسوّة بألفاظ يتخطّفها النّسيم لنتنفّسه نقيّا حلوا كشخصه الطيّب .أمّا المداخلة الثانية فكانت بعنوان شعرية الرمز في الشعر العربي المعاصر الشاعر عمر بلاجي الشاعرة حنان العياري الشاعر عقيل الساعدي نماذجا للدكتور خليفة الطيب عبد المولى ذاك المتوقّد صامتا ، الهادئ متحدّثا الذي تعرفه اللّغة المتقنة الخارجة من ذلك الحطب والورق والرّوح خروج الزّهرة النّاعمة من بين الأشواك ، لتحال الكلمة بعدها للدكتور عبد الله الحمادي الذي لم يكن في مستوى قامته الأدبية لما أظهره من مشاعر انتقاص للآخر والرد عليه بطريقة سيئة خالية من العلم غلب عليها هوى النفس بحيث لا ينبغي النظر إلى الناس من علو ، إضافة إلى التناقض الصارخ حيث يقول ان الحداثة لا تعرف ثم يعرفها، كما يؤسفني التسيير السيء للجلسة من طرف الدكتور عاشور فني الذي استحوذ على المنصة وبدل ان يعرف بالمحاضر ويحيل الكلمة اليه جعل نفسه محاضرا آخذا كل الوقت، وعليه أوصي بضرورة احترام الوقت وتحديده وعلى مسيري الملتقيات ومسؤولي، التنظيم اختيار الأكفاء لإدارة الجلسات العلمية. 
كما أوصي بضرورة إدراج هذا ضمن التوصيات . 
تلك الجلسة بتلك الرئاسة كانت للأسف الشّديد بمثابة الطائر الذي ينفض جناحيه تحت عاصفة من التراب لسوء ما شهدناه خلالها من مآس وسوء التصرف مع من يضاهون في بهائهم حجم الكواكب الساطعة فأنغام الاستعلاء يا دكتور كروح ميّتة تزيّنها غشاوة هشّة .
أيضا لم يكن لائقا أدبا مغادرتكما بعد الفراغ من بث نفثكما ،فكما استمعت إليك استمع إلي، وان كان لك ما يقتضي المغادرة فاستأذن واستسمح، فيا اهل الحداثة هذه مني اليكما نصيحة. 
-----------------------------------------------
ليفتح بعدها المجال للمناقشة في فصول ما تساقط من أفكار وآراء ، لنستمتع بعدها إلى قراءات من جاشت صدور دفاترهم وكشفت عن نور وصفاء ووجهها 
وأول من استضاء بحروفه وأورق كزهور الأرض الشاعر بوبكر مرواني الذي استطاع أن يأخذنا إلى حرفه دون أن ندور كالأفلاك العاتية في سمائه الصّافية ، لتسلّم بعد ذلك أرض الشّعر الشاعر الفلسطيني رائد ناجي ليفتتحها هو الآخر بسحره البنّاء الذي أعجز عيوننا عن الوصف وقلوبنا عن تقدير جمال ما صنعت يداه ، وقد مرّرت الشاعرة عقيلة زلاقي سكّين بوحها على رقبة الوقت الذي انسلّ دون أن نملّ من روح كلامها المشرق ، وما وطئت قدم الشّاعر الرّقيق أستاذي الفاضل والقدير جمال الدين بن خليفة حتّى طلع بدره من رقعة سوداء فأغشى الكون من حولنا دون أن ندري أي عالم أوقعنا فيه حرفه البهيّ ، وما أدري أسحر أريد بنا أم تلبيس أم خيال أم صدى ما أخذتنا إليه الشاعرة بومعراف نادية التي أخذتنا من أسفل إلى أعلى لنشهد صفحات تتفسّح لها المفردات مجالا لتلتهب وتشعّ وتتألّق في المحطة والرصيف، كما كان للشاعر عقيل حاتم الساعدي تحليق مميّز بقلمه الذي يدفع إلى الموت والحياة كأنّ القلم ينتزعه من نفسه ليقتله أمامنا بهذا الشّكل البهيّ ، وللسعادة وجه آخر ما انصرف عنّا إلاّ ليلتقينا مرّة أخرى على أنفاس كلمات الشاعر خليل توفيق ، تلاه سفر بلا قيود مكتوب من كلمات مرتعشة تختزل لحظات من العمر في قصيدة للشاعرة الملهمة نجاة رحماني ، ليأخذنا بعدها الشاعر علاوة عبد الباسط إلى مطارح النّفس كخيوط الضّوء التي يتشعّب فيها المعنى ويمتزج بالخواطر المتفجّرة كالبركان ، لتتحفنا من بعده الشاعرة ريان بوخالفة بألم القلب واضطراب أوراقه في حروف نافرة متململة كنسمة هواء انطوت ليتّضح المعنى ، لتتداول بعدها الشاعرة الصغيرة الكبيرة باديس وصال در صاف في قراءة تكسر النّفس كسرا عبر ادائها المميز ، والشاعرة الواعدة خديجة نايلي كعادتها هالكة في حروفها ، آمنة في قوّتها ، منفردة كنهر في تدفّقها بثوب السلام ، ثم الشاعرة عائشة بن شعبي التي انحلّت حروفها كالسّحب لتمطرنا أملا يتطوّح سيّالا .إضافة إلى قراءات كلّ من الشاعرة سوسن الإدريسي تلك القوّة الرائعة كهدير الموجة ، وإيمان ملال التي أخرجت الحروف كالقمر من دارته في مواسم عطشى وعزف بالخناجر ، القاص قواس صالح الذي كان كريشة الطاووس يستعرض أبهى المعاني والألوان من خلال قصصه القصيرة ، فالشاعر عراس حفصي الذي اتّكأ على بساط الرّيح ليمتعنا بالوصف الدّقيق والماتع لفصول روحه السّنوية ، وجليل دلهامي ذاك البوح الذي يشتعل فوق الكلام والصّمت واللّهب .
كما لا أنسى التّعاقب الصّوتي للأستاذ زين الدين ربيعي ولحبيب يعقوب في تنشيط هذا اللقاء شاكرا لهما هذا التّمازج الرّائع الذي صنعاه كقصيدة محكمة ارتجّت ثمّ انفجرت بهاء وجمالا ولطفا خلاّبا .
ليتمّ النّهار نسمات مسائه الأدبي بحضور والي ولاية أم البواقي ورئيس الدّائرة و مدير السياحة ، مديرالمجاهدين ليجمع بوجودهم مدير دار الثقافة أشتات الحياة والآمال في كلمة غمسها عن حبّ في بقايا الزّمن مستعيدا بذلك ذاكرة اللّغة والأدب الخالية ، لتعقبه مباشرة كلمة ممثل الدول العربية الشاعرة وسيلة المولهي كما يعقب صبح نهاره لتلقي ببعض ما تحمله أوراق أشجارها من كلمات لتبقى كذكرى الحياة ماثلة في روح التّاريخ الذي يصنع أفراح صغاره. 
كما تمّ تكريم ضيوف الدول العربية المشاركة التي وثقت في زفرات الغمام وألقت بكلّ حملها في صدور الأقلام ونامت لتستيقظ في كفّ وطن يصنع أفراحهم بالذّهب فكان تكريمهم تكريم الفكر للقلب ، تكريم الروح للجسد ، تكريم اللّغة للكلام ، كما تمّ بالمناسبة تكريم للسيد الوالي ، للأساتذة المشاركين الذين زيّنوا السّكوت بحلاوة المنطق واللّهفة التي وضعتنا وراء النّفس ، وراء الطّبيعة ، وراء الشّعر . فشكرا عمر وشكرا للمجاهد الكبير الذي أضناه التعب والسهر الصحفي والإعلامي العزيز مصطفى بوغازي خلف كواليس الكواليس. معتذرا للجميع عن كل خلل أو سهو أو تقصير. 
بقلم عبد النور خبابة.

2018-07-08

كيف تستثمر وقتك؟

كيف تستثمر وقتك
كيفية تنظيم الوقت واستثماره 
إنّ عدم تنظيم الوقت وإهداره من أهمّ أسباب فشل مشروع ما أو خطّة معيّنة، ونحن في المجتمعات الشرقية نعدّ الأكثر إهداراً للوقت، فمثلاً بدلاً من أن نقوم باستغلال وقت زيارة شخص معيّن ومناقشة أمور مهمّة لنكتشف عند انتهاء الزيارة أنّ الوقت قد مرّ دون فائدة، فكيف يمكن الاستفادة من وقتنا واستثماره بما يعود علينا بالنفع؟ 
تقسيم اليوم وجدولته
إذا كان الإنسان طالباً، أو موظفاً، أو رجل أعمال، فمن المفترض أن تكون له خطّة زمنية لكلّ شيء يفعله سواء أكان وقت للعمل، أو للأكل، أو للصلاة، أو للاستراحة، أو للأهل، أو للأصدقاء، فهذا الشخص الذي يضع جدولاً أو خطّة زمنية لكلّ أموره ويتّبع خطة جيدة يمكن أن نصفه بالشخص الناجح، بينما الطالب الجامعي الذي لا يوجد له ساعة معينة لا للنوم، ولا للطعام، ولا للدراسة، ولا للراحة وللترفيه، فكيف سينجح! إذاً علينا أن ننظّم أوقاتنا ونعطي كل شيء حقه، فالفوضى الحياتية لا ينجم عنها إلّا نتائج سيئة غير مرضية أبداً. 
تقسيم الأولويّات شيء مهم يجب التطرّق إليه ألا وهو موضوع الأولويات، فالكثير منّا يطرح السؤال التالي، كيف أخصص وقتاً للدراسة؟ ووقتاً للراحة؟ وقتاً لمشاهدة التلفاز؟ ووقتاً للإنترنت وهكذا، إنّ الإجابة هنا عزيزي هو موضوع الأولويات فمن غير المعقول مثلاً أن أذهب لمشاهدة مباراة معينة وغداً صباحاً من المفترض أن أتقدّم لامتحان دراسي معين! هنا نقدّم موضوع الدراسة أي المستقبل على أي شيء آخر، لكن هذا لا يعني أن نحرم أنفسنا، بل يمكن أخذ أقساط جيدة من الراحة بين الفينة والأخرى للترفيه عن النفس أيضاً. 
إذاً هنا موضوع الوقت واستثماره يتوقف على عدّة نقاط، اأهمها: تحديد الاهداف والاولويات. 
وضع جدول او خطة زمنية. لنفسك عليك حق، لكن ضمن المعقول. 
عدم الانشغال والتلهّي أستطيع هنا أن أذكر بعض من الأمور التي تضيع الكثير من وقتنا: الإدمان على مشاهدة التلفزيون وتصفح الإنترنت. 
الجلوس في المقاهي العاطلة ومرافقة العاطلين عن العمل والمحيطين.
 الثرثرة المطولة على الهاتف. 
التسكع في الشوارع والطرقات. 
النوم لساعات طويلة. سماع الموسيقى والأغاني. 
التكاسل والتمارض والراحة وغيرها.
 يمكن التغلب على هذا بالتفكير جدياً بالمستقبل وبانه يوجد في الحياة أمور أكثر أهمية، غرس الطاقة الإيجابية بنفسك وأنك لم تخلق عبثاً بل لك هدف يجب التعب من أجل تحقيقه واقتدائك برسولك الكريم حيث ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، فراغك قبل شغلك، صحتك قبل سقمك، مالك قبل فقرك، حياتك قبل مماتك". وكما قال القدماء: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".

الإسلام دين العمل

الإسلام دين العمل
نعيش في كنف عالم تقوم كافة أشكال الحياة فيه على العمل والسعي لتحقيق العيش الكريم، ولا يقتصر ذلك على البشر بل يشمل كافة الكائنات الحية وغير الحية أو الجمادات التي تعمل جميعها ضمن نظام محكم وبشكل منظم لاستمرار الحياة على الأرض، وقبل الحديث عن مكانة العمل في الإسلام، لا بدّ من تسليط الضوء على مفهوم العمل، حيث سنتحدث بعد ذلك بشكل مفصل عن المكانة التي أعطاها الدين الإسلامي للعمل ومدى حثه للمؤمنين على الالتزام بالقيام بأعمالهم على أكمل وجه، وكذلك عن أبرز المبادىء التي يقوم عليها العمل في الإسلام.
 العمل في الإسلام 
يُلخص مفهوم العمل في الإسلام على أنه كل نشاط بدني أو عقلي يقوم به المرء بشكل مقصود ضمن محيط معين، سواء كان عملاً خاصاً تعود ملكيته للشخص نفسه ويعمل على إدارته، أو عملاً لدى أشخاص يمتلكون مشروعاً معيناً أي ضمن حدود القطاع الخاص، أو عمل في القطاع الحكومي أو العام، مقابل أجر مادي معين متفق عليه  ضمن اتفاقية أو عقد عمل تحفظ به حقوق صاحب العمل والعامل
 وتكمن أهمية العمل في أنه يؤمن لقمة عيش للأفراد ويجعلهم قادرين على تحقيق الحياة الكريمة لأنفسهم وعائلاتهم، لذلك أولى الدين الإسلامي العمل مكانة كبيرة جداً، وجعله بمثابة عبادة. 
العمل في الدين الإسلامي 
عظم الدين الإسلامي مكانة العمل وجعل منه عبادة لله عز وجل حيث يؤجر المؤمن الذي يعمل بجد وينتج لنفسه وأسرته، بغض النظر عن نوعه طالما يندرج تحت خانة الحلال، ويبتعد كل البعد عن المحرمات التي تلحق ضررا بالشخص والمجتمع، وتجلى ذلك في عدة آيات وردت في الذكر الحكيم ومنها: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الْأرضِ وابتغوا من فضل اللَّه وَاذكروا اللَّه كثيراً لعلكم تفلحون"، كما جاء في سورة الملك: "هوالَذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، ومن هنا نرى أن الإسلام يرى بالعمل أحد أبرز مقومات الحياة، وأنه بمثابة أداة لبناء مستقبل الشعوب، ويحفظ أمنها وأمانها واستقرارها، وبه تزدهر الأمة. 
يرى الإسلام بالعمل أنه أحد أشكال الجهاد في سبيل الله تعالى، يجاهد فيه المؤمن لتحقيق ذاته، حيث لا تقتصر فائدته على جني الأموال وتأمين الغذاء والملبس والمسكن فقط، بل يتجاوز ذلك بكثير كونه يحقق الأمن في المجتمعات ويحول دون حدوث الجرائم الناتجة عن الفراغ والفقر والحاجة؛ بما فيها السرقات والقتل والسطو والنهب وأكل الحقوق وغيرها، كما أنه يؤدي إلى التوازن النفسي لدى الفرد وينعكس ذلك تلقائياً على تحقيق السلام الاجتماعي.
 آداب العمل في الإسلام 
يقوم العمل في الإسلام شأنه شأن كافة مجالات الحياة على العديد من المبادىء والآداب تتمثل فيما يلي: الإتقان في العمل يعتبر أساساً، حيث يحاسب المرء الذي يكتسب مالاً مقابل عمله ولا يقوم بتاديته بأفضل صورة وعلى أكمل وجه، حيث قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن اللهَ يحبُّ إذا عمل أحدُكم عملاً أن يتقنه"
الأمانة والصدق والإخلاص، ومخافة الله في النفس والناس والمرافق وغيرها مما هو موجود في بيئة العمل، والابتعاد كل البعد عن الغش والتلاعب والتحايل. 
يقع على عاتق صاحب العمل أن يعطي العمال كافة حقوقهم وفي الأوقات المحددة بذلك، سواء الحقوق المتعلقة بالأجور أو التعويضات أو غيرها، كما يُلزم بتأمين بيئة عمل صحية وسليمة لضمان سلامتهم.

أسباب عدم إجابة الدعاء

أسباب عدم إجابة الدعاء
الدّعاء 
يَسعى المرء دائماً إلى تحقيق جميع أمنياته وطموحاته في الحياة الدنيا، ويعمل باجتهاد وعزم لِنيل ما يرغب به عن طريق الأخذ بالأسباب، لكنّه لا يَنسى التوكّل على الله، واللجوء إليه سبحانه وتعالى بالتوسل، والتَضرّع بالدعاء في أوقات الاستجابة، ليرى أحلامه تَتَحقق على أرض الواقع، كأنْ يدعو بالزّواج، أو الذرية الصالحة، أو سعة الرزق، أو النّجاح في الدراسة، وغيرها من حاجات الإنسان الأخرى.
 قد يَستجيب الله تعالى لِدعاء الإنسان خلال فترة قصيرة، فيفرح الإنسان ويَنْعَم بفضلِ الله تعالى في الحياة الدنيا، وبالمقابل قد لا تَتَحقّق أمنيته رغم تتابع دعواته لأشهرٍ أو حتى لِسنوات، فَيُصاب المرء بالإحباط ويَظنّ بالله ظنَّ السوء، ويعتزل دنياه، ويتوقف عن الدّعاء مُعتقداً أنَّ الله لا يُحبه، أو لا يُريد الاستجابة له، وهذا التّصرف لا يليق بالإنسان المؤمن؛ لأنه يُدرك أنَّ اختيار الله له كله خير سواءً تَحقق سريعاً أو بعد أجل، وقد بيّن الإسلام بعضَ أهم الأسباب التي تؤدّي إلى تأخر استجابة الدّعاء 
 أسباب عدم استجابة الدّعاء 
الاستعجال في استجابة الدّعاء: بمعنى أنْ يَستعجل المرء الاستجابة من الله لِدعائه خلال فترةٍ قصيرة، فإذا لم يَتَحقّق طلبُهُ يَسخَطُ ويَنقطَعُ عن الدّعاء، دون أنْ يَصبر ويَلح على الله، وهذا من أهمّ أسباب مَنعِ العَطاء لِقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي". الحكمة الرّبانية: حيثُ إنّ الله تعالى لا يَردّ سائلاً دعاه، لكنّ الاستجابة قد يمنحها الله لِعبده إما بتحقيقِ أمنيته، أو برفع الأذى عنه، أو تأجيلها إلى الآخرة لِحكمةٍ ربانيةٍ وسرٍّ إلهيٍّ لا يعلمُهُ سواه، وقد يَعرفه المرء بعد حين، وفي ذلك قال النبي - عليه السلام -: "ما على الأرض من رجلٍ مسلمٍ يدعو الله عزَّ وجل بدعوةٍ إلا أتاه الله إياها، أو كفَّ عنه من السوء". 
الدّعاء بإثمٍ أو قطيعةِ رحم: كأنْ يَدعو المسلم على غيره بسوءٍ مثلاً، فهذا الدّعاء لا يَستجيب الله له، وقد يَردُهُ على قائله. 
أنْ يكون أكل الداعي من حرام، أو مَشربُهُ حرام، أو مَلبسُهُ حرام؛ فهذا الإنسان لا يُستجاب له أبداً؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ذكر الرّجل يُطيل السفر أشعثَ أغبر، يَمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومَطعَمه حرام، و مَشرَبه حرام، ومَلبَسه حرام، وغُذيَّ بالحرام، فأنّى يُستجاب له". 
عدم الإلحاح والجزم في الدعاء، وعدم التيقّن بالإجابة: قال رسول الله في ذلك:" لا يَقولنَّ أحدكم: اللهم اغفر لي إنْ شئت، اللهمّ ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مُستكره له"
التخلي عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: لِقول النّبي في ذلك:" والذي نفسي بيده لَتأمرنَّ بالمعروف، ولَتنهون عن المُنكر، أو ليوشكنَّ الله أنْ يَبعث عليكم عِقاباً مِنه، ثمّ تدعونه فلا يُستجاب لكم". 
سيطرة الغَفلة وهوى النّفس والشهوة على المرء: قال الله تعالى في مُحكم كتابه:" إنَّ الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم". الإصرار على ارتكاب المعاصي والذّنوب: حيث إن تكرار المعاصي والذّنوب يَحجُبُ استجابة الدّعاء من الله. عدم الشّعور بالخشوع في الصّلاة، أو عدم الرّغبة بأدائها، وعدم الرّهبة أو الخوف من الله.

كيف أربي أطفالي ؟

كيف أربي أولادي تربية إسلامية
المعاملة اللطيفة
 التعامل مع الطفل بلطف خاصة عندما يساعد والديه في أعمال منزلية، واستخدام العبارات اللطيفة والمؤدبة معه، فمثلاً إذا طلب الأب من طفله تعليق معطفه يمكن القول له " لو سمحت قم بتعليق معطفك على الرف "، ثمَّ الثناء عليه ومدحه عندما يفعل، والقول له " شكراً لك "، وإذا لم يفعل يُفضل مساعدته بلطف، والابتعاد عن الصراخ في وجهه.
 مساعدة الآخرين أمام الأطفال 
عدم التردد في مساعدة الآخرين أمام الطفل، كأن يبادر الإنسان في مساعدة شخص سقط على الأرض، وإذا لم يُشاهد الطفل الحَدَث يجب الحديث معه عن الموقف في المنزل حتى يتولد لديه حافز مساعدة الآخرين، ويشعر بضرورة مد يد العون إلى أشخاص بحاجة إلى المساعدة، ولترسيخ هذا المفهوم في ذهن الطفل يُمكن اللعب معه لعبة تُسمى " ماذا لو؟ "، كأن يقوم الأب بإلقاء طبق الطعام على الأرض، ثمَّ ترك طفله يفكر في الخيارات التي تُظهر تربيته ولطفه مع الآخرين.
 التركيز على الجهد 
يجب تسليط الضوء على الجهد الذي بذله الأطفال في سبيل تحقيق شيء معين، لأن الهدف من التعليم الجيد هو ليس نتيجة الاختبار النهائية، وإنما القدرة على تشجيع الأطفال، وخلق الحافز لديهم، والالتزام به من خلال عدة عوامل بهدف تطوير العقل، وتنميته. تربية الأطفال على الأخلاق 
يجب تربية الأطفال على الأخلاق، حيث يتم ذلك من خلال اتباع الأمور الآتية:
 ترتيب المبادئ الأخلاقية حسب أهميتها، فقد يرغب الوالد بأن يكون طفله نزيهاً ورحيماً ومحترماً ومسؤولاً وسخياً، إلا أنّه يصعب على الطفل تقبّل جميع هذه الأفكار في ذات الوقت، لهذا يُنصح بترتيب الأخلاق، وتعليمها له واحدة تلو الأخرى حتى لا يشعر بالإرهاق.
 توجيه الطفل إلى استخدام مشاعره وإحساسه بالمسؤولية لتحديد ما إذا كانت أعماله على صواب أم خطأ، الأمر الذي سيساعده على تحديد التصرّف الصحيح
شرح النتائج الطبيعية للتصرّفات السيئة أو غير اللائقة التي يمارسها الطفل، حيث يلاحظ الطبيب ويليام سيرز الأستاذ المشارك في طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا أنّ كذب الطفل باستمرار يؤدّي إلى ابتعاد أصدقائه عنه، وشكّ الناس في كلامه، لذا يجب التحدّث معه عن خطورة الأمر قبل حدوثه.
التّربية الإسلاميّة للأبناء 
تُعدّ التّربية الإسلاميّة للأبناء أولى أولويّات الأبوين تجاه أبنائهم؛ لأنّ التربية الإسلاميّة الحقّة سببٌ في سعادة الأبناء في الدُّنيا والآخرة، والتّقصير والإهمال في تربيتهم كما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم سيكون سببًا في شقائهم، ويحتملُ الوالدان الوِزر نتيجة تقصيرهم وغفلتهم. 
التّربية الإسلاميّة للأبناء هي التي تستمدّ أصولها وتعاليمها وتطبيقاتها من القرآن الكريم والسُّنّة المُطهّرة دون إفراطٍ أو تفريطٍ بل بوسطيّةٍ مُحبّبةٍ إلى النُّفوس؛ فيخرج للأمّة جيلٌ ذو خلقٍ ودِين وعلمٍ؛ فيكون بذلك جمعَ خيرَيّ الدُّنيا والآخرة، والتّربية مسؤوليّةٌ تقع على عاتق الأبوَين في الدّرجة الأولى وخاصّةً الأمّ؛ فالأم مدرسةٌ ينهل منها الأبناء كلّ ما هو طيّبٌ إنْ بادَرت إلى تربيتهم تربيةً إسلاميّةً صحيحةً. 
أساليب التّربية الإسلاميّة للأبناء 
وجود نموذج للقدوة الحسنة ممثّلاً بالوالدين،إذ يقتدي الأبناء بهما في الأقوال والأفعال؛ فيسهل عليهم تطبيق كلّ ما يأمر به الوالدان. تعليم الأبناء منذ الصِّغر ضرورة النُّطق بالشَّهادتيّن مع إفهامهم لمعناها، وهو الإقرار لله بالوحدانيّة والعبوديّة، ولنبيّه بالرِّسالة. غرس محبّة الله في قلب الطّفل، وأنّ محبّته سبحانه وتعالى مقدّمةٌ على كلّ محبّةٍ؛ فهو الخالق والمعطي والرّازق وبيده الأمر كلّه، ثُمّ غرس محبّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومحبّ’ أصحابه الكِرام، وبأنّه يجب الاقتداء بسيرتهم فِعلاً وقولاً وخلقاً. 
مطالعة التّاريخ الإسلاميّ المشرق ومعرفة أنّ سبب تلك الحضارة العظيمة هو التّمسّك بالإسلام وتعاليمه، وأنّ ما حلّ بالمسلمين من تخلُّفٍ وتراجعٍ كان بسبب البُعد عن التّعاليم القويمة للإسلام. التّرغيب بالجنّة؛ فهي جزاءٌ لكلّ من أطاع الله ورسوله ثُمّ أطاع والدَيه في حدود إطاعة الخالق، وجزاء كلّ من فعل الخير واجتنَب الشَّرّ وارتكاب المعاصي والذُّنوب، وفي المقابل يجب تخويفهم وترهيبهم من النَّار؛ فهي جزاءٌ لكلّ من عصى الله ورسوله ثُمّ والديه وفعل الذُّنوب والآثام. 
تربية الأبناء على الأخلاق الإسلاميّة من تحريم الكذب، والغِشّ، والخداع، والنّميمة والغيبة، وأكل أموال النَّاس والإساءة إليهم من أهل أو جيران أو معارف أو أيًّا كان. تعويد الأبناء على الصّلاة منذ نعومة أظفارهم؛ فالصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. 
تعليم الأبناء الّلجوء إلى الله سبحانه والاستعانة به في السَّرّاء والضَّرّاء والاتّكال عليه وحده. تعويد الفتيات من الأبناء على لزوم ارتداء الحجاب والّلباس الإسلاميّ السَّاتر وتجنّب الخروج بالزِّيّ الّلافت للنّظر أو غير المحتشم. 
توصية الأبناء بمساعدة الفقير والمحتاج والإحسان إلى الجار وصلة الرّحم. إلقاء السّلام على من عرف ومن لم يعرف من النّاس.

أهمية صلة الرحم

أهمية صلة الرحم
من فضائل الأعمال الّتي يقوم بها العباد صلة الأرحام، فصلة الرّحم معناها تفقّد الأهل والأقارب وزيارتهم والسّؤال عنهم وتفقّدهم إذا غابوا، وزيارة مريضهم والرّحمة بصغيرهم والسّعي في حاجة مكروبهم، وكلّ عملٍ يقوم به الإنسان ويكون فيه اتّصال مع أقاربه، وإنّ الرّحم وكما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف معلّقة بعرش الرّحمن تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله، وإنّ النّاظر في أحوال العباد يجد أكثرهم صلة للرّحم أتقاهم لله، قال تعالى: (والّذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب )، فصلة الأرحام هي علامة من علامات التّقوى والإيمان. 
أهميّة صلة الرحم 
إنّ أهميّة صلة الأرحام تتمثّل في عدّة نقاط:
 صلة الأرحام هي سبب لزيادة الرّزق والبركة في العمر؛ فالمسلم حين يصل رحمه فإنّه يجد آثار ذلك في حياته وتجارته وماله، حيث يبارك الله تعالى له في رزقه ويخلفه خيرًا بما فعله من العمل الصّالح حين خصّص جزءًا من وقته وماله من أجل أن يتفقّد أهله ورحمه، فكان العوض من جنس العمل، فكما بذل العبد الوقت والمال في سبيل إرضاء الله تعالى وصلة أرحامه فإنّ الله تعالى يعوّضه مقابل ذلك مثل ما عمل وزيادة. 
صلة الأرحام هي سبب لدخول الجنّة، فقد جاء رجل إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام يسأله عن عمل يقوم به يدخل بسببه الجنّة، فذكر النّبي الكريم له عدّة أعمال ومن بينها صلة الرحم، كما أنّ قطع الأرحام يكون سبباً في سخط الله تعالى من عبده، ويكون سببًا من أسباب دخول النّار والعياذ بالله؛ ففي الحديث لا يدخل الجنّة قاطع رحم. 
إنّ قطع الأرحام هي من الأعمال التي يعجّل الله تعالى لصاحبها العقوبة في الدّنيا بالإضافة إلى ما يدّخر له من العذاب يوم القيامة، ففي الحديث ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرّحم . 
إنّ صلة الأرحام هي سبب من أسباب شيوع المحبّة والودّ والتّكافل بين النّاس، وهي سلوك يحقّق الأمان الاجتماعي بينهم، فالأسر التي تصل بعضها البعض تجدها أسرًا متحابّةً متكافلة يرحم بعضها بعضا، كما تتجلّى فيها جميع المعاني السّامية التي تحقّق للفرد الأمن النّفسي والاجتماعي. 
أخيرًا إنّ صلة الأرحام هي من موجبات قبول الأعمال عند الله تعالى، ذلك أنّ الأعمال تعرض على الله تعالى عشيّة كلّ يوم خميس فمن كان قاطعًا للرّحم لم يقبل منه عمل.

2018-07-03

الحوافز الدينية في الحث على العمل

تلعب الحوافز الدنيوية سواءً المادية منها أوالمعنوية دورا كبيرا في تحسين الأداء، ومضاعفة الجهد، فالحوافز نوعان هما: التحفيز الايجابي، والتحفيز السلبي، فيجب أن يتناسب الحافز ويتوافق مع طبيعة العمل والعامل. 
فالحوافز موجودة في المنظمات الكبرى، والشركات، وأسواق العمل، وحتى في الأديان نرى استخدام أسلوب الحوافز سواءً في الترهيب والترغيب في الأمورالدينية أو حتى الأمور الدنيوية، فالدين يحث المرء على أن يعيش حياة طيبة، و من الأمور التي حث عليها الإسلام العمل. 
الحوافز الدينية في الحث على العمل 
حث الإسلام على العمل الصالح الذي لايقتصر فقط على العبادات وحدها كالصلاة والصيام والصدقات وانما يشتمل ايضاً على كل ماهو خالص لوجه الله تعالى، فطلب العلم في أي نوع من مجالات العلم إذا كان الغرض منه نفع المجتمع فهو من العمل الصالح ويثاب الطالب عليه، وعمل الفرد من أجل إطعام نفسه وعياله عباده ومن الاعمال الصالحة التي يؤجر عليها .
ومن هنا تقوم فكرة الحوافز الدينية  على حث العاملين على أداء أعمالهم بالشكل الذي يحققون به صلاح مجتمعاتهم ويناولون فيه رضى خالقهم. 
ما ورد عن العمل على أحسن وجه 
من مميزات ديننا الاسلامي أنه دين يحقق لنا النجاح في الدنيا قبل النجاح في الآخرة لأنه يحث على العمل وينبذ الكسل والخمول، فهو لا يحثنا على أداء الأعمال فحسب بل يحث على الإتقان، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ)[حسن]
حقوق العمال التي كفلها الإسلام 
كفل الإسلام حقوق العاملين من خلال النقاط التالية:
 حذر الإسلام من الإنقاص من أجر العاملين، وعدم مناسبة الأجر للعمل، قال تعالى:(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[هود:85]. التحذير من التأخر على العامل في إعطاءه أجره، كما قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي:(قال اللهُ : ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ : رجلٌ أعطى بي ثم غدرَ ، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه ، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه)[صحيح]
ذم القعود و التراخي عن العمل كما حث الإسلام على العمل لمن إستطاع ذلك، فقد ذم  التراخي والكسل والقعود عنه، والإعتماد على الآخرين في إعالة نفسه وإعالة عياله، فكل مرء مسؤول عن نفسه وعياله، لما في ذلك من تأثير كبير على صلاح أو فساد المجتمع، قال صلى الله عليه وسلم (ما أكلَ أحدٌ طَعامًا قَطُّ خيرًا من أنْ يَأكلَ من عملِ يدِه و إنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ كان يأكلُ من عملِ يدِهِ) [صحيح].

الإحتفال بعيدي الاستقلال والشّباب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏

27 جوان 2018؛
الإحتفال بعيدي الاستقلال والشّباب 
من تنظيم جمعية جزائر الخير بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي وحضور نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي فريد مباركية والسيدة حكيمة يوسفي رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية و لخضر جبري، رئيس مصلحة الشؤون الاجتماعية. 
في جوّ خرج من التّاريخ لنستنشقه بضمير حيّ لا يموت .
ما استحال على الوطن أن يكون في حجاب من نور لا يتغشّاه ظلام الحياة ولا غبار الأرض ، ولا رذائل الإستعمار التي تبدّدت كغيمة سوداء بفضل من قادوا حاضرنا إلى الكفاف رغم أنّهم لم يعايشوه ، ولم تسنح لهم الأقدار ليكونوا معنا في هذه الأيّام التّاريخية المباركة التي سطّروها بدمائهم ودموعهم وجراحهم وآلامهم ويتمهم الذي استحال عليه أن يرقد أو ينام أو يدفن في ذاكرة الجزائريين الذين لا يزالون في ميدان السّعادة يحفظون بريقه كقطعة من الشّمس .
إنّه يوم للذاكرة ، يوم للتّاريخ ، يوم نحاصر فيه ضمير العالم ليشهد ارتفاعنا كالسّماء في أفق يجمع بين الماضي والحاضر ، بين عيدي الإستقلال والشّباب ليوثّق عن محبّة هذا التّصافح الإنساني بين الأجيال التي تسطع كلؤلؤة واحدة في ضوء هذا الوطن .
واحتفاء بهذه الذّكرى المزدوجة سطّرت جمعية جزائر الخير كعادتها برنامجا ثريّا ونشاطات متنوعة يتراخى لها العقل ، وتتنفس على إثرها مباهج الماضي حرصا منها على التّنشئة الإجتماعية والتّاريخية للشّباب والنّاشئة وقود المستقبل ، ومزمار الأمل .
فكانت العروض على اختلافها كالبستان لا تدري أيّ زهرة تقطف أو تشتمّ ، أو أيّ شجرة تستظلّ بها أو تستلذّ ثمارها حيث نشّطت عدّة مسابقات ، وأقامت معارض مختلفة في الأمكان العمومية داخل الولاية و في البلديات التابعة لها تضمّ صورا للشّهداء الذين أرخسوا لأجلنا الحياة والحواس وأطراف النّفس المتوهّجة ، كما تمّ توزيع مطويات حول حقيقة العلم الوطني ، وإقامة نداوت تاريخية للرّجال والنّساء ، وقد تمّ تكريم بعض المجاهدات وأرامل الشهداء عرفانا على التّضحيات التي لا يعّدها رقم ، ولا يجسّدها تذكار ، ولا يحجّمها تمثال ، كما تم تنظيم مسابقة رسم خاصة بالأطفال في الهواء الطّلق ليعبّروا في براءة عن انطباعهم الطّفولي حول هذا اليوم استنطاقا منّا لأصابعهم وريشة أفكارهم وذاكرتهم البيضاء .
والشكر موصول دائما العزيز فاروق بن شريف موثق الحدث عبر قناة الاجواء. ولكل الفاعلين من أعضاء جمعية جزائر الخير وغيرهم ....
عبد النور خبابة