السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-07-12

الملتقى الأدبي العربي : شعراء في رحاب وطننا

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٩‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏غرفة معيشة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

الملتقى الأدبي العربي : شعراء في رحاب وطننا. 
برعاية وزير الثقافة ووالي ولاية أم البواقي 
دار الثقافة لولاية ام البواقي بالتنسيق مع بيت الشعر 
ام البواقي

فعاليات اليوم الثاني 09 جويلية 2018
ومازلت كغيري أخرج من مفردة لأقع في أخرى كطائرة من الأفكار تدور في ضوء الشّمس وظلّ الصّباح ونور القمر الذي تفجّر في نفسي كلّما أشرقت خلف المنصّة روح ألفتها اللّغة حتّى صارت في معانيها بذورا تلقيها الطّبيعة ليدركها الإنسان كزهرة من الوهم ، كشجرة طالعة من جرح الأرض الذي يحمل في جنبيه موته وحياته معا .
كحياة الجمال التقينا ثانية طمعا في نهار يمازج أمواجنا المستيقظة التي ما برحتها الزّوارق الصّغيرة التي أبحرت بنا فينا وأخذتنا إلينا إلى أقصى القلب ، إلى تاريخ الحبّ الذي يصنع الإنسان كنهار يجهش بالبكاء ، بهذه المعاني السّائلة على الورق .
فكانت الفترة الصّباحية للملتقى مشعّة مزدانة بالمعاني والبيان والبديع الذي فاض كشعل القمر بين الزّوايا وخلف اللّغة فكان الإنطلاق كوحي الأنبياء يحمل رسائله في وصف شعري أحالته المرآة الإنسانية إلى حسن تجوع له الحواس ولا تشبع .
فكان لكلّ صوت لفظ وجملة وقمر نرى من خلاله الحروف وضّاحة يتطلّع لها القلب كفجر نديّ كأنّه حيّ بلا نفس . يوم أدبي كتحفة نفيسة تلألأت كنجوى 
لتبدأ الجلسة تحت رئاسة الدكتور عاشور فنّي وقد كان عنوان المداخلة الأولى الحداثة كما يراها عبد العزيز حمودة في المرايا المحدبة الدكتور ناصر بوصوري أفلو الذي صاغ فكره في صنعة جديدة تذكى ضرامها دون أن تنطفئ ، دون أن ندري كيف نعود من رؤيته العميقة التي تركها كأفق واسع بأشعة حروفه التي يخلقها كخلق النجوم ، وتنقاد خلفه الأفكار كمركبة علمية تنكث أرض العلم وتزيدها إشراقا وإجلالا وسمّوا تستحيل ألفاظه الجزلة الثّابتة إلى حدائق مكسوّة بألفاظ يتخطّفها النّسيم لنتنفّسه نقيّا حلوا كشخصه الطيّب .أمّا المداخلة الثانية فكانت بعنوان شعرية الرمز في الشعر العربي المعاصر الشاعر عمر بلاجي الشاعرة حنان العياري الشاعر عقيل الساعدي نماذجا للدكتور خليفة الطيب عبد المولى ذاك المتوقّد صامتا ، الهادئ متحدّثا الذي تعرفه اللّغة المتقنة الخارجة من ذلك الحطب والورق والرّوح خروج الزّهرة النّاعمة من بين الأشواك ، لتحال الكلمة بعدها للدكتور عبد الله الحمادي الذي لم يكن في مستوى قامته الأدبية لما أظهره من مشاعر انتقاص للآخر والرد عليه بطريقة سيئة خالية من العلم غلب عليها هوى النفس بحيث لا ينبغي النظر إلى الناس من علو ، إضافة إلى التناقض الصارخ حيث يقول ان الحداثة لا تعرف ثم يعرفها، كما يؤسفني التسيير السيء للجلسة من طرف الدكتور عاشور فني الذي استحوذ على المنصة وبدل ان يعرف بالمحاضر ويحيل الكلمة اليه جعل نفسه محاضرا آخذا كل الوقت، وعليه أوصي بضرورة احترام الوقت وتحديده وعلى مسيري الملتقيات ومسؤولي، التنظيم اختيار الأكفاء لإدارة الجلسات العلمية. 
كما أوصي بضرورة إدراج هذا ضمن التوصيات . 
تلك الجلسة بتلك الرئاسة كانت للأسف الشّديد بمثابة الطائر الذي ينفض جناحيه تحت عاصفة من التراب لسوء ما شهدناه خلالها من مآس وسوء التصرف مع من يضاهون في بهائهم حجم الكواكب الساطعة فأنغام الاستعلاء يا دكتور كروح ميّتة تزيّنها غشاوة هشّة .
أيضا لم يكن لائقا أدبا مغادرتكما بعد الفراغ من بث نفثكما ،فكما استمعت إليك استمع إلي، وان كان لك ما يقتضي المغادرة فاستأذن واستسمح، فيا اهل الحداثة هذه مني اليكما نصيحة. 
-----------------------------------------------
ليفتح بعدها المجال للمناقشة في فصول ما تساقط من أفكار وآراء ، لنستمتع بعدها إلى قراءات من جاشت صدور دفاترهم وكشفت عن نور وصفاء ووجهها 
وأول من استضاء بحروفه وأورق كزهور الأرض الشاعر بوبكر مرواني الذي استطاع أن يأخذنا إلى حرفه دون أن ندور كالأفلاك العاتية في سمائه الصّافية ، لتسلّم بعد ذلك أرض الشّعر الشاعر الفلسطيني رائد ناجي ليفتتحها هو الآخر بسحره البنّاء الذي أعجز عيوننا عن الوصف وقلوبنا عن تقدير جمال ما صنعت يداه ، وقد مرّرت الشاعرة عقيلة زلاقي سكّين بوحها على رقبة الوقت الذي انسلّ دون أن نملّ من روح كلامها المشرق ، وما وطئت قدم الشّاعر الرّقيق أستاذي الفاضل والقدير جمال الدين بن خليفة حتّى طلع بدره من رقعة سوداء فأغشى الكون من حولنا دون أن ندري أي عالم أوقعنا فيه حرفه البهيّ ، وما أدري أسحر أريد بنا أم تلبيس أم خيال أم صدى ما أخذتنا إليه الشاعرة بومعراف نادية التي أخذتنا من أسفل إلى أعلى لنشهد صفحات تتفسّح لها المفردات مجالا لتلتهب وتشعّ وتتألّق في المحطة والرصيف، كما كان للشاعر عقيل حاتم الساعدي تحليق مميّز بقلمه الذي يدفع إلى الموت والحياة كأنّ القلم ينتزعه من نفسه ليقتله أمامنا بهذا الشّكل البهيّ ، وللسعادة وجه آخر ما انصرف عنّا إلاّ ليلتقينا مرّة أخرى على أنفاس كلمات الشاعر خليل توفيق ، تلاه سفر بلا قيود مكتوب من كلمات مرتعشة تختزل لحظات من العمر في قصيدة للشاعرة الملهمة نجاة رحماني ، ليأخذنا بعدها الشاعر علاوة عبد الباسط إلى مطارح النّفس كخيوط الضّوء التي يتشعّب فيها المعنى ويمتزج بالخواطر المتفجّرة كالبركان ، لتتحفنا من بعده الشاعرة ريان بوخالفة بألم القلب واضطراب أوراقه في حروف نافرة متململة كنسمة هواء انطوت ليتّضح المعنى ، لتتداول بعدها الشاعرة الصغيرة الكبيرة باديس وصال در صاف في قراءة تكسر النّفس كسرا عبر ادائها المميز ، والشاعرة الواعدة خديجة نايلي كعادتها هالكة في حروفها ، آمنة في قوّتها ، منفردة كنهر في تدفّقها بثوب السلام ، ثم الشاعرة عائشة بن شعبي التي انحلّت حروفها كالسّحب لتمطرنا أملا يتطوّح سيّالا .إضافة إلى قراءات كلّ من الشاعرة سوسن الإدريسي تلك القوّة الرائعة كهدير الموجة ، وإيمان ملال التي أخرجت الحروف كالقمر من دارته في مواسم عطشى وعزف بالخناجر ، القاص قواس صالح الذي كان كريشة الطاووس يستعرض أبهى المعاني والألوان من خلال قصصه القصيرة ، فالشاعر عراس حفصي الذي اتّكأ على بساط الرّيح ليمتعنا بالوصف الدّقيق والماتع لفصول روحه السّنوية ، وجليل دلهامي ذاك البوح الذي يشتعل فوق الكلام والصّمت واللّهب .
كما لا أنسى التّعاقب الصّوتي للأستاذ زين الدين ربيعي ولحبيب يعقوب في تنشيط هذا اللقاء شاكرا لهما هذا التّمازج الرّائع الذي صنعاه كقصيدة محكمة ارتجّت ثمّ انفجرت بهاء وجمالا ولطفا خلاّبا .
ليتمّ النّهار نسمات مسائه الأدبي بحضور والي ولاية أم البواقي ورئيس الدّائرة و مدير السياحة ، مديرالمجاهدين ليجمع بوجودهم مدير دار الثقافة أشتات الحياة والآمال في كلمة غمسها عن حبّ في بقايا الزّمن مستعيدا بذلك ذاكرة اللّغة والأدب الخالية ، لتعقبه مباشرة كلمة ممثل الدول العربية الشاعرة وسيلة المولهي كما يعقب صبح نهاره لتلقي ببعض ما تحمله أوراق أشجارها من كلمات لتبقى كذكرى الحياة ماثلة في روح التّاريخ الذي يصنع أفراح صغاره. 
كما تمّ تكريم ضيوف الدول العربية المشاركة التي وثقت في زفرات الغمام وألقت بكلّ حملها في صدور الأقلام ونامت لتستيقظ في كفّ وطن يصنع أفراحهم بالذّهب فكان تكريمهم تكريم الفكر للقلب ، تكريم الروح للجسد ، تكريم اللّغة للكلام ، كما تمّ بالمناسبة تكريم للسيد الوالي ، للأساتذة المشاركين الذين زيّنوا السّكوت بحلاوة المنطق واللّهفة التي وضعتنا وراء النّفس ، وراء الطّبيعة ، وراء الشّعر . فشكرا عمر وشكرا للمجاهد الكبير الذي أضناه التعب والسهر الصحفي والإعلامي العزيز مصطفى بوغازي خلف كواليس الكواليس. معتذرا للجميع عن كل خلل أو سهو أو تقصير. 
بقلم عبد النور خبابة.

هناك تعليق واحد:

  1. .انضم إلى eToro وقُد ثورة التكنولوجيا المالية

    تداول من أي مكان وقتك ثمين. تداول من خلال الكمبيوتر أو الجوال أو الكمبيوتر اللوحي

    ردحذف