السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-08-19

خطبة عيد الفطر المبارك


خطبة عيد الفطر المبارك 01 شوال 1433هـ                بقلم عبد النور خبابة


الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفَّاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تحصر، سبحانه له الحمد على نعمه التي تتكرر، وله الشكر على فضله وإحسانه وحق له أن يشكر. نشهد أنه الله لا إله إلا هو انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدور، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وزكى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر. الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي تترى، ألا وإن يومكم هذا يوم شريف، فضله الله وشرفه، وجعله عيدًا سعيدًا لأهل طاعته، يفيض عليهم فيه من جوده وكرمه، فاشكروه على إكمال عدة الصيام، واذكروه وكبروه على ما هداكم وحباكم من نعمة الإسلام، واعبدوه حق عبادته، واتقوه حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أفردوه بالعبادة، فإنه خلقكم لها قال سبحانه:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ واعرفوا ـ رحمكم الله ـ نعم الله عليكم وفضله في هذا اليوم السعيد، فإنه اليوم الذي يفيض الله فيه على المؤمنين سوابغ نعمائه، ويعمهم بواسع عطائه، ويشمُلهم بفضله وإحسانه، هذا يوم توّج الله به الصيام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام.قال ربنا جل وعلا:﴿وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ أمّة الإسلام: العيد استمرارٌ على العهد وتوثيق للميثاق. فيا من وفّى في رمضان على أحسن حال، لا تغير في شوال. ويا من أدرك العيد، عليك بشكر المنعِم والثّناء عليه، ولا تنقض غزلاً من بعد قوّة وعناء، ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  العيد بقاء على الخير وثبات على الجادة واستمرار في الطّريق، احذروا الرّكون إلى الدنيا وكفران النعم؛ فإنكم تعيشون نعمة الأمن والصحة والغنى في الوقت الذي يُتَخَطف الناس من حولكم في حروب طاحنة ومجاعات قاتلة وأمراض فتاكة ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ اشتهت زوجة المعتمد بن عباد ـ أحد ولاة الأندلس ـ أن تمشي في الطين وتحمل القرب ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا فأمر المعتمد أن ينثر المسك والكافور والزعفران على الطين وتحمل قربًا من طيب المسك لتخوض فيه زوجته تحقيقًا لشهوتها، وتجري السنة الإلهية وتتهاوى حصون الإسلام في الأندلس بسبب اللهو والغفلة والإغراق في الشهوات، ليؤخذ المعتمد أسيرا إلى أغمات وتبقى بناته يتجرّعن كأس الفقر بعد الغِنى والذلّة بعد العزة؛ يغزلن للناس يتكسبن، حتى إذا علم المعتمد بذلك تمثل يقول:  
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا            فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك فِي الأطمـار جـائعة       يغزلن للناس ما يملكـن قطميرا
برزن نحـوك للتسليـم خـاشعة       أبصـارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقـدام حافيـة   كأنها لم تطأ مسكًـا وكافـورا
من بـات بعدك فِي ملك يسَرّ به   فإنَّما بات بالأحلام مسـرورا
عباد الله: الصلاةَ، الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينَه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.أدوا زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم، حافظوا على أركان الإسلام، واعلموا أن الله أمركم ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والصبرِ عند فجائع الأيام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام. كونوا عباد الله إخواناً وعلى الحق أعوانًا، لا ظلم ولا عدوان، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقِره. لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى، عباد الله، اجتنبوا اللهو والغناء ، فإنه مزمار الشيطان ورقية الزنا، وهو الجالب للفساد وحاديه، والداعي للتحلل ومناديه . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر  ولله الحمد، أيها المسلمون: ليقم كل واحد منكم بحقوق إخوانه المسلمين عليه، ومن ذلك السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وأداء الأمانة ونشر المحبة والوئام وتحقيق التعاون على البر والتقوى، وأن يحب المرء المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، بعيدًا عن الأثرة والأنانية وحب الذات والحسد والحقد والبغضاء والغيبة والنميمة والشحناء.
 ليقم كل واحد منكم ـ يا عباد الله ـ بحقوق الوالدين، فإن حقهما عظيم، قرنه الله سبحانه بحقه فقال سبحانه:﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا﴾ العيد فرصة طيبة لصلة الأرحام والأقارب احذروا القطيعة فإن شؤمها عظيم وضررها كبير، يحل بصاحبه العقاب العاجل﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ﴾.فهنيئًا لقريبٍ أعان على صلته بقبول العذر والصفح والعفو والتغاضي عن الهفوات والتغافل عن الزلات، إن أحسنَ فلا يمنّ، وإن أعطى فلا يضِنّ، لا يعرف السباب، ولا يُكثر العتاب، يتجنَّب المراء والجدال، ويحسن الأقوالَ والفعال، يشارك أقاربَه آلامهم وآمالهم، ويشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، مفتاحٌ لكل خير، مغلاق لكل شرّ، هذه ـ عباد الله ـ شمس العيد قد أشرقت، فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة، وقلوبكم بصفاء البهجة، ونفوسكم بالمودة والمحبة، جدّدوا أواصر الحب بين الأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء، والتعاون بين الناس جميعًا.في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة، ويتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، فيجتمعون بعد افتراق، ويتصافحون بعد انقباض، ويتصافَوْن بعد كدر، فتكون الصِّلات الاجتماعية أقوى ما تكون حبًا ووفاء وإخاء. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
 أيها المسلمون:كم هو جميل أن تظهر أعياد الأمة بمظهر الواعي لأحوالها وقضاياها، فلا تحولُ بهجتُها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فئامٌ من أبنائها حيث يجب أن يكون الشعور بالإخاء قوياً ، فلا ننسى فلسطين ولا العراق ولا أراضيَ في المسلمين أخرى منكوبةً ، بمجاهديها وشهدائها، بيتاماها و أراملها، بأطفالها وأسراها،لا بد أن نتذكر هؤلاء في عيدنا.
 لقد جاء العيد والأمة تواجه حرباً صليبية مسعورة تستهدف دينها ومقدساتِها، ومضى شهر رمضان ومضت معه وفي أثنائه آلاف الأرواح إلى بارئها قتلاً وتقطيعاً وحرقاً إنه عام عصيب على الأمة المحمدية لاقت فيه أعتى المآسي وأدمى المجازر، فظائعَ دامية، وجرائم عاتيةَ، ونوازلَ عاثرة، وجراحاً غائرة، غصصاً تثير كوامن الأشجان، وفجائع تبعث على الأسى والأحزان ﴿وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ﴾  لقد شنوها حرباً لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين في بقاع الأرض لسان حالهم ومقالهم:
لأنّك مسـلم سـتــرى  العذابـا              وسـوف  تواجه العجب العجابـا
لأنـك مسـلم سـتـموت همّــا                وغمّـا واضطـهادا  واغتـرابـا
ستنزف في دروبـك ألفَ جـــر               وتمضي لا سـؤالَ  ولا جـوابـا
لأنّـك مسـلم سـتذوق ضعفـا                وتشرب من كؤوس الحقد صابا
لأنــك مسلم  سـتزور سجنـا               وتنهـبُك السّـياط به نِهــابا
ستسأل عن طلوع الشمس حــتى          تظنَّ الصُّبــحَ من حلك غُـرابا
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.إنّ أمريكا إسرائيل تمارسان أمام نظر العالم وسمعه الإرهاب بمختلف أشكاله وألوانه، وبجميع أنواعه وأدواته، فأين من يوقف وحشية هذا الإرهاب وبشاعته، ويطارد رجاله وقادته، ويستأصل شأفتهم، ويقتلع كافَّتهم؟! أين ميزان العدل والإنصاف يا من تدعونه؟! أين شعارات التقدم والتحرر والحضارة والسلام، التي لا نراها إلا حين تصبّ في مصلحة يهود ومن وراء يهود؟!!        إذا مات مــن صهيـــون كلب             سمعت كلاب أمريكا تنوح
                                 وشعب القدس يذبح كالمــــواشي           فما ناحوا عليه ومن ينوح؟؟
أيها المسلمون: كيف يهنأ المسلم بعيش ويفرح بعيد ، أو يرقأ له دمع، أو يدرك فرحاً بأمنية في دار كلها قذى وأذى، المسلمون فيها ما بين قتيل مرمّل، وجريح مجدّل، وأسير مكبّل. عبد الله ؛ أمة الله إن هناك من إخواننا من يقول: غِبْ يا هِلال ..قالوا ستجلِبُ نحوَنا العيدَ السعيد .. عيدٌ سعيد ؟!  والأرضُ ما زالت مبللةَ الثرى بدمِ الشهيد . والحربُ ملَّت نفسَها وتقززتْ ممن تُبيد ! عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفين !!  عيدٌ شقيٌ في خيام الَّلاجئين !! هَرِمت خُطانا يا هلال ..ومَدَى السعادةِ لم يزلْ عنَّا بعيد !غِبْ يا هِلال ..لا تأتِ بالعيدِ السعيدِ مع الأنين ؟ لا تأتِ بالعيدِ السعيدِ مع الأنين ؟ أنا لا أريدُ العيدَ مقطوعَ الوتين ..أتظنُّ أنَّ العيدَ في حَلْوى وأثوابٍ جديدة ؟! أتظنُّ أنَّ العيدَ تهنئةٌ تُسطَّرُ في جريدة ؟! غِبْ يا هِلال ..واطلَع علينا حين يبتسمُ الزمن .. وتموتُ نيرانُ الفتن ..اطلَع علينا حين يُورِقُ في ابتسامتنا المساء ..ويذوبُ في طرقاتنا ثلجُ الشتاء..اطلَع علينا بالشّذى .. بالعِزِّ .. بالنصر المبين .اطلَع علينا بالْتئامِ الشملِ بين المسلمين ..هذا هو العيد .. هذا هو العيدُ السعيد .. وسواهُ ليس لنا بعيد !! غِبْ يا هِلال .. حتى نَرى راياتِ أمتِنَا تُرفرفُ في شَمَمْ..فهناك عيد .. أيُّ عيد ؟ هناك .. يبتسمُ الشقيُ مع السعيد ! غِبْ يا هِلال.. C
 أيها المسلمون: إن تنتصر هذه الأمّة على نفسها وأهوائها، وتطبق شريعة الله في جميع مناحي حياتها، ويستقم أفرادها على دين خالقها تنتصر على عدوها، وتعلُ كلمتها، وتُحرَسْ نعمتها، ويدُمْ عزّها، وتشتدّ قدرتها، وتزددْ قوتها، وإن لم تقمْ الأمة بذلك فهي على خطر أن ينالها وعيد الله في قوله جل وعلا ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم﴾ الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.أيها المسلمون: أحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي له ديناً، يقول المصطفى عليه الصّلاة والسّلام:(من نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إخوة الإسلام:حقّقوا التوحيد بأنواعه الثلاث توحيدا في الإلهية وتوحيدا في الربوبية وتوحيدا في الأسماء والصفات اجتنبوا الشرك والتنديد استحضروا قول ربكم جل وعلا:﴿ إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ﴾ احذروا السّحرة والمنجمين والكهنة والعرافين، عليكم بصدق الحديث والوفاء بالعهود وإنفاذ الوعود، فإن ذلك من الإيمان إياكم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، إياكم والربا؛ فإنه يمحق البركة ويدخل صاحبه النار، قال الله تعالى:﴿يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ﴾ احذروا الزنا فإنه عارٌ ونارٌ، وعذاب وذلة وصغار، قال الله تعالى:﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ إياكم والمسكرات والمخدرات، فإنها شرٌ ووبال، وندامة وخبال، وغضب لذي العزة والجلال. اجتنبوا قول الزور وشهادة الزور، والغيبة والنميمة، وقذف المحصنات؛ فإن الله حرم ذلك بالآيات البينات.  الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. بارك الله لي ولكم ...

الخطبة الثانية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...  لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لاح برق وأرعد سحاب وأمطر، الله أكبر ما هلل المسلم وكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد أيها المسلمون: اعلموا أنه ليس السعيد من تزين وتجمل للعيد فلبس الجديد، ولا من خدمته الدنيا وأتته بما يريد، لكن السعيد من فاز بتقوى الله تعالى، وكتب له النجاة من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم والضريع، وشرابهم الحميم والصديد، وفاز بجنة الخلد التي لا يَنقُص نعيمُها ولا يَبيد. عباد الله: احذروا عدوكم إبليس نعوذ بالله منه،فإنه كان في رمضان مقهورًا، ويريد أن يأخذ منكم بثأره فيجعل الأعمال هباءً منثورًا، فداوموا على الطاعة واجعلوه دائمًا مدحورًا، واذكروا بأنكم تُدلفون وتساقون إلى آجال معدودة وأعمال محدودة، عما قليل تنقلون من هذه الدار، إما إلى الجنة وإما إلى النار.وتفكروا فيمن صلى معكم في سنين خلت وأيام مضت في هذا المكان من الأقرباء والمعارف والخلان، كيف اخترمتهم المنايا، وأتاهم أمر الله، فإن ما نزل بهم ملاقيكم، وستذوقون طعم الموت وتتجرعون منه البلايا، فأحسنوا العمل، وأقصروا الأمل، تنجوا من عذاب عظيم، وتفوزوا بالنعيم المقيم.
أخواتي المسلمات :اتقين الله عزّ وجلّ في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف،كنَّ من الصالحات القانتات، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهًا بالكافرات وتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة يا فتاة الإسلام تخلّقي بأخلاق الإسلام، واحذري التبرّج والسّفور﴿وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ﴾ احذري الميوعة والانحلال، تمسكي بتعاليم ربك من عفة وحشمة وكرامة، ألا فاتّقين الله أيّتها الأخوات، وكنّ خير خلف لخير سلف من نساء المؤمنين، واحذرن التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الأجانب والتقصيرَ في أداء أمانة الرّعاية في البيت على الأولاد والزوج؛ فإن مسؤليتكن عظيمة، وتأثيركن في البيت أعظم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. يا معاشر الأخوات الكريمات، اتقين الله في صلاتكن وزكاتكن لاتؤخرنها عن وقتها ، يا نساء المسلمين، أمانة كبيرة تلك التي حملتِن إياها في تربيتكِن لبناتكن في دينهن وأخلاقهن وحشمتهن وسترهن وحسن تعاملهن مع أزوجهن .أعاد الله عليَّ وعليكم من بركات هذا العيد، وجعلنا في القيامة من الآمنين، وحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، عليه الصلاة والسلام من رب العالمين.
الدعاء

هناك تعليقان (2):

  1. الشاعرة نور الحرف20 أغسطس 2012 في 6:53 ص

    كل عام وأنتم بخير د. عبد النور ...عيد سعيد عليكم وعلى كل الأهل والأحباب...وكل أهل الجزائر باليمن والخير

    ردحذف
  2. كل عام وانتم بخير أستاذتي الكريمة منى ... عيدكم مبارك واعمالكم تبارك أطيب تحياتي لأهل مصر جميعا

    ردحذف