السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-06-03

الشيخ عبد الحميد كشك


وفاة الشيخ عبد الحميد كشك فارس المنابر ـ رحمه الله ـ في 25 رجب 1417 هـ : 
عاش زاهداً و مات عابداً ، إنه فارس الكلمة و المنبر الشيخ عبد الحميد كشك . 
الذي عرفه الناس خطيباً مفوهاً نابهاً ، وداعيةً جريئاً موفقاً ، يصدع بكلمة الحق ويجهر بها دون أن تأخذه في الله لومة لائم . 
كما عُرف عنه فصاحته وإجادته التامة للغة العربية ، وإحاطته الفائقة بعلومها وفنونها ، وذوقه الأدبي الرفيع الذي يتضح في جودة انتقاء الأشعار ، وحُسن الإلقاء ، وروعة اختيار العبارات ، ودقة التصوير والوصف
كما امتاز الشيخ بأسلوبه الأخاذ الذي يخاطب العقل كما يخاطب الوجدان ‏ويحرك العاطفة كما يحرك الشعور والإحساس، يأسر القلوب إذا خطب، ويلهب ‏المشاعر إذا تحدث، ويحرك الدموع إذا وعظ، ويضحك الأسارير إذا سخر.
نشأته :
وُلد الشيخ عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك في قرية شبراخيت بمحافظة البحيرة في العاشر من مارس لعام 1933م 
حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة من عمره ، ثم التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية ، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية . 
التحق بعدها بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر وكان الأول على طلبة الكلية طول سنوات الدراسة . عمل ـ رحمه الله ـ إماماًَ وخطيباً في العديد من المساجد والجوامع حتى استقر به المقام في الجامع المُسمى ( عين الحياة ) بمنطقة حدائق القبة في القاهرة لمدة ( 20 ) عاماً تقريباً هي عمر الشيخ على منبره الذي عرفته جموع المصلين من خلاله فالتفت حوله ، وتجاوبت معه حتى ذاع صيته ، وانتشرت أشرطة خطبه ودروسه في كل مكان .
جديرُ بالذكر أن الشيخ عبد الحميد كشك كان مبصراً إلى أن صار عمره ستة أعوام ففقد نور إحدى عينيه ، وفي سن السابعة عشرة فقد العين الأخرى ، ولقد عوضه الله تعالى عن نور البصر بذكاء القلب والبصيرة، فكان يردد قول ابن عباس رضي الله عنهما :
إن أذهب الله من عيني نورهما          ففي فؤادي وقلبي منهما نور 
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا   وفي فمي صارم كالسيف مشهور

الشيخ ودور المسجد :
كان الشيخ عبد الحميد كشك من أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين ، وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه ، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة ، ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين في مصر والعالم العربي

لم يكن الشيخ في مسجده يقوم بعمله على أنه موظف، ‏وإنما كان يعتبر عمله رسالة قبل أن يكون وظيفة، ودعوة قبل أن يكون مورد ‏رزق يتكسب منه، ومن ثم فقد استطاع الشيخ أن يجعل من مسجده داراً للعبادة، ‏ومدرسة للتعليم، ومعهداً للتربية، ومأوى للمحتاجين والمساكين ... قال عنه (جيلز كيبل) رجل المخابرات الفرنسي: ( نجح كشك في ‏إعادة رسالة المسجد في الإسلام، حيث تحول مسجده إلى خلية نحل تكتظ بحشود ‏المصلين).‏

كما قال عنه الدكتور محيي الدين عبد الحليم رحمه الله ( عميد كلية الإعلام بالأزهر الأسبق ): أسهم بفاعلية واقتدار في جذب الجماهير ، واستمالتهم ، وأرسى منهجـًا في الخطابة جديرًا بالبحث والدراسة ، وتناول مختلف الأمور التي تشغل تفكير المسلم في يومه وغده ، متحملاً أعباء جسيمة في سبيل الرسالة التي اضطلع بها ، وتحمل كراهية المسؤولين ، والكثير من عنت السلطة .. وأثبت أن خطبة الجمعة لا تقل أهمية عن وسائل الإعلام المعاصرة كافة ، بل تتفوق عليها جميعـًا .
‏الشيخ و السجن :
سجن الشيخ أكثر من مرة لأجل جرأته وصدعه بالحق، وطلب منه أن يفتي بما ‏يوافق الساسة ولكنه أبى
اعتقل الشيخ الجليل رحمه الله عام 1965م وظل بالمعتقل لمدة عامين ونصف ، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي .
كما اعتقل عام 1981م وكان هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981م هجوماً مراً ، ولكنه كان كما قال مرافقوه داخل السجون مثالاً للصبر والثبات والاحتساب واليقين .
ومنذ خروجه من السجن في آخر مرة ‏سنة 1982م لم يصرح له بالعودة إلى مسجده ومنبره، وظل كذلك إلى أن توفاه ‏الله.‏
مؤلفاته :
ترك الشيخ كشك أكثر من 100كتاب أثرى بها المكتبة الإسلامية ، توج هذه الكتب بمؤلفه الضخم في عشرة مجلدات " في رحاب التفسير " الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً 
ومن مؤلفاته الكثيرة نذكر منها :
دور المسجد في المجتمع ، في رحاب السنة ، الوصايا العشر في القرآن الكريم ‘ طريق النجاة ، صرخات من فوق المنبر ، البطولة في ظل العقيدة ، رياض الجنة ، اليوم الحق ، بناء النفوس ، مصارع الظالمين ، صور من عظمة الإسلام ، كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا ، البطولة في ظل العقيدة ، إرشاد العباد ، أضواء من الشريعة الغراء ، الإسلام و أصول التربية ، من جوار الخلق إلى رحاب الحق ، الصلح مع الله ، نفحات من الدراسات الإسلامية ، فضل القرآن يوم الحشر ، فضل الذكر و الدعاء ، قصة أيامي ( مذكرات ) ، فتاوى ، كيف الوصول إلى رضاك يارب ، من وصايا الرسول الموجهة للنساء ، من أراد حجة فالقرآن يكفيه ، مبادئ أقام عليها الإسلام المجتمع الكريم ، مع المصطفين الأخيار ، القلق : العلاج الإسلامي لمشكلة العصر ، المعالجة الإسلامية للشهوات ، الإسلام و قضايا الأسرة ، الساعة الحق ، أسماء الله الحسنى ، حوار بين الحق و الباطل ، حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، هنا مدرسة محمد : خطب منبرية ، أصول العقائد ، يا غافلاً و الموت يطلبه .... وغيرها
كما ترك ثروة هائلة من الأشرطة المسجلة فقد بلغ مجموع أشرطة خطب الشيخ ( 425 ) شريطاً ؛إضافةً إلى أكثر من ( 300 ) درس من دروس المساء التي كان يعقدها - رحمه الله – للمصلين في مسجده ، وغيره من المساجد الأخرى في فترة ما قبل صلاة العشاء ؛ مراعياً فيها طرافة الأسلوب ، وبساطة العبارة ، وتقديم الدرس بطريقةٍ جذابةٍ مرحةٍ سرعان ما تصل إلى النفوس ، وتلامس شغاف القلوب ؛ فتضفي على تلك الدروس جواً ماتعاً ، وروحاً مميزة .
وكانت آخر خطبه رحمة الله عليه هي الخطبة رقم 425 الشهيرة قبيل اعتقاله عام 1981 م ، والتي بدأها بقوله تعالى " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء " ( إبراهيم : 42، 43 )
 من أسباب نجاح الشيخ كشك : 
- عدم تقليده لأحد من الناس بل كان مدرسة مستقلة بذاتها.
-
بلاغة ‏أسلوبه وقوة لغته وإتقانه للفصحى وقدرته على إيصال أسلوبه للناس على ‏اختلاف ثقافتهم ومعارفهم ولهجتهم.
-
زهده في الدنيا وبعده عن مغرياتها المختلفة ‏مما حبب الكثيرين فيه.
-
استشهاده بروائع الشعر وظريفه، وجميل القصص، وبديع ‏الأمثال.
-
صبره وثباته في المحنة، وشجاعته في قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي ‏عن المنكر.‏
-
كلماته الساخرة وعبارته الطريفة، ولطف دعابته ‏ولواذع سخريته وإنك لتسمع خطبته مرات ومرات فتظل كأنك ولأول مرة ‏تسمعها
حسن الخاتمة :
كانت نهاية الشيخ المجاهد الراحل بحق هي حسن الختام .. فقد توضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته كان يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد ، فدخل الصلاة وصلى ركعة ، وفي الركعة الثانية سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها أسلم الروح إلى بارئه .. متوضئاً مصلياً ساجداً .. 
كان ذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1417 هـ ، الموافق 6 ديسمبر لعام 1996 م .
وبقدر ما كان الحزن يعتصر المعزّين .. بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة الحسنة .. فالمرء يُبعث على ما مات عليه ، لذلك فإن الداعية الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة الوفاة ..قال لأبنائه : لم آت مُعزياً .. وإنما أتيت مهنئاً .. وحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر عبد الحميد كشك .
رحمه الله من داعية موفق ، وخطيب ملهم ، وواعظ مؤثر ، عاش زاهداً و مات عابداً ، أمضى ( 63) عاماً هي مجموع سنوات عمره ؛ مجاهداً في سبيل إعلاء كلمة الحق ، ونصرة الدين .
انتهاء ابن الزبير من بناء الكعبة المشرفة وتجديدها في 27 رجب سنة 64 هـ : 
جدد عبد الله بن الزبير في ولايته بناء الكعبة المشرفة فجعلها على قواعد إبراهيم وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر وأدخل فيها ستة أذرع من الحجر ، وهو أول من كسا الكعبة الديباج وكانت تكسى قبل ذلك المسوح والأنطاع
وكان انتهاء ابن الزبير من بناء وتجديد الكعبة في اليوم السابع والعشرين من رجب سنة 64هـ ، وخرج بعد انتهائه من تجديد الكعبة معتمراً ومعه أهل مكة وأقاموا أيامًا يطعمون الناس شكراً لله على ما وهبهم من التيسير والمعونة في بناء بيته الكريم على الصفة التي كانت عليها في أيام الخليل صلوات الله وسلامه عليه ، ثم لما قتل ابن الزبير نقض الحجاج بن يوسف الكعبة وردها إلى بنائها في عهد قريش ، وكانوا قد اقتصروا في بنائها ولم يكملوها كما كانت على عهد الخليل عليه السلام وأبقاها الرسول صلى الله عليه وسلم لحدثان عهدهم بالكفر .
ثم لما أراد الخليفة أبو جعفر المنصور أن يعيدها إلى بناء الزبير نهاه الإمام مالك رحمه الله عن ذلك وقال يا أمير المؤمنين : لا تجعل البيت ملعباً للملوك متى أراد أحدهم أن يغير فعل ، فتركه على حاله سدًا للذريعة .
وفاة الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز في 24 رجب سنة 101 هـ :
وهو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الخليفة الزاهد العادل الراشد ، ولد عمر بحلوان بمصر سنة 61هـ وأبوه أمير عليها ، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكان يقال له " أشج بن أمية " لأنه كان بوجهه شجة بسبب دابة ضربته في جبهته وهو غلام ، بويع عمر بالخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وهو ابن عمه ، فمكث في الخلافة سنتين وخمسة أشهر ، ملأ الأرض فيها عدلاً ورد المظالم إلى أصحابها ، وسن السنة الحسنة وكان مضرب المثل في الزهد والصلاح والعدل .
مواقف مضيئة 
- حين تولى الخلافة قدم إليه مركب الخليفة فأبى وقال تكفيني بغلتي ، وكان يستشعر عظم المهمة التي حملها فكان بعد رجوعه من جنازة سليمان مغتمًا فسأله مولاه : مالي أراك مغتمًا ؟ قال : لمثل ما أنا فيه فليغتم ، ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلى فيه ولا طالبه مني .
- وذات يوم دخلت عليه امرأته وهو في مصلاه تسيل دموعه على لحيته فقالت يا أمير المؤمنين ألشئ حدث ؟ قال : يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري والمجهود والمظلوم والمقهور والغريب والأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت .
- وفي أحد المواقف كتب إليه واليه على خراسان واسمه الجراح بن عبد الله يقول : إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فكتب إليه عمر أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم والسلام
-
توفي عمر بن عبد العزيز من أثر السم بدير سمعان ( بحمص ) سنة 101هـ في 24رجب ، وله من العمر 39سنة .
استرداد بيت المقدس في 27 رجب سنة 583 هـ 
إن النتائج الحاسمة في معركة حطين وظهور المسلمين بمظهر القوة شجعت القادة والجند والعلماء وعامة الشعب على المطالبة بفتح القدس فعقد صلاح الدين العزم على فتح بيت المقدس وتقدم بجيوشه لحصار المدينة بعد أن أمر أسطوله في مصر بالتوجه لقطع المدد البحري عن الصليبيين ، وعلم الصليبيون فحشدوا كل طاقتهم بقيادة بطريقهم الأكبر ومعه "باليان" حاكم الرملة ، وقد عزموا على الموت وهو أهون عندهم من تسليم القدس ، حصلت مناوشات بين مقدمة جيش المسلمين وطلائع الإفرنج فكانت الحرب سجالاً ، وتقدم المسلمون وأحاطوا بالقدس فرأوا على أسوار المدينة من الجند ما هالهم لكثرة حشدهم وجندهم الذي اجتمع لهم
وطاف صلاح الدين حول أسواره الشاهقة الممتنع ثم وجد أن القتال الأيسر من جهة الشمال ، من قرب باب عمودًا وكنيسة صهيون ، فنصب المجانيق في العشرين من رجب فأصبح من الغد فرمى بها ، ونصب الفرنج على السور أيضًا مجانيقهم ورموا المسلمين ، والمسلمون مقدمون لا يهابون إنهم يبذلون أرواحهم لاستنقاذ بيت المقدس من الصليبيين ، والصليبيون يدافعون عنه بدافع العقيدة أيضًا فلذلك اشتد القتال
وكان للإفرنج كل يوم خيالة يخرجون ويغيرون على المسلمين ويحدث قتلى من الطرفين وزاد حماس المسلمين مقتل عز الدين عيسى وهو من شجعان الأمراء ، وكان يباشر القتال بنفسه ، فحمل فرسان المسلمين حملة رجل واحد فأزالوا الفرنج عن مواقفهم فأدخلوهم بلدهم ووصل المسلمون إلى الخندق فتجاوزوه والتصقوا بالسور فنقبوه وزحف الرماة يحملونهم والمجانيق توالي الرمي لتكشف الفرنج عن الأسوار ثم نقبوا السور وحشوه بالمتفجرات
وهنا أسقط في أيد الفرنج واجتمعوا واتفقوا على تسليم البلدة بالأمان وأرسلوا إلى صلاح الدين فرفض وقال سأعاملكم مثلما عاملتم أهله يوم فتحتموه ، فطلب باليان الأمان ليصل إلى صلاح الدين فأمنوه وكلم صلاح الدين بالتسليم مع الأمان فرفض فلما يئس قال باليان : اعلم أننا في هذه المدينة خلق كثير لا يعلمهم إلا الله وإنما يفترون عن القتال رجاء الأمان فإذا لم تجبهم ولم يجدوا إلا الموت قاتلوا ، فوالله لنقتلن أبناءنا ونساءنا ونحرق أموالنا ومتاعنا لا نترككم تغنمون دينارًا ولا درهمًا ولا تسبون ولا تأسرون ، فإذا فرغنا خربنا الصخرة والمسجد الأقصى ، ثم نقتل من عندنا من أسارى المسلمين وهم خمسة آلاف أسير ، فإذا فعلنا هذا خرجنا للقائكم وحينئذٍ لا يقتل منا رجل حتى يقتل أمثاله ونموت أعزاء أو نظفر كرامًا .
فاستشار صلاح الدين أصحابه ثم قبل منهم التسليم مع الأمان وفرض عليهم مالاً على الكبير مقدارًا ، وعلى المرأة مقدارًا ، وعلى الصبي مقدارًا ، وأعطاهم مهلة أربعين يومًا ليجمعوا ذلك ثم ليخرجوا آمنين ، ولقد وفي قسم منهم وعفى صلاح الدين بما عرف عنه من رحمة عن كثير من فقرائهم وعجزتهم .
وتسلم المدينة في 27 رجب 583 هـ وأحضر المنبر الذي صنعه نور الدين ، وخطبت أول جمعة في الرابع من شعبان 583 هـ.
وفاة الإمام النّووي في 24 رجب 676 هـ :
هو صاحب أشهر ثلاثة كتب يكاد لا يخلو منها بيت مسلم وهي " الأربعين النووية " و"الأذكار" و "رياض الصالحين"، وبالرغم من قلة صفحات هذه الكتب وقلة ما بذل فيها من جهد في الجمع والتأليف إلا أنها لاقت هذا الانتشار والقبول الكبيرين بين الناس، وقد عزى كثير من العلماء ذلك، إلى إخلاص النووي رحمه الله، فرب عمل صغير تكبره النية. 
نسَبُه ومَوْلده 
هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه. 
ولد النووي رحمه اللّه تعالى في المحرم 631 هـ في قرية نوى من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك،
وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم، فاستجاب له. 
وفي سنة 649 هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق. 
وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق. 
أخلاقُهُ وَصفَاتُه
أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأساً في الزهد، وقدوة في الورع، وعديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 

حَيَاته العلميّة
تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:
الأول : الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه، وقد أخذ العلم منه كلَّ مأخذ، وأصبح يجد فيه لذة لا تعدِلُها لذة، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ، وقد حفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية، وغيرها.
الثاني : سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلََّ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، درسين في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللمع لابن جنّي في النحو، ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكّيت في اللغة، ودرساً في الصرف، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.
الثالث : غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذاب عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض آراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد.
ويذكر الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول: اعلم أن الشيخ محيي الدين رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى أن من المسارعة إلى الخير؛ أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، وهو غرض صحيح وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصانيف ما تيسر له". 
من أهم كتبه
"شرح صحيح مسلم" و"المجموع" شرح المهذب، و"رياض الصالحين" و"تهذيب الأسماء واللغات"، والروضة روضة الطالبين وعمدة المفتين"، و"المنهاج في الفقه" و"الأربعين النووية" و"التبيان في آداب حَمَلة القرآن" و"الأذكار "، و"الإِيضاح" في المناسك. 
وَفَاته
وفي سنة 676 هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب. ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً .
إلغاء الخلافة الإسلامية في يوم 27 رجب سنة 1342 هـ 
في يوم 3 مارس سنة 1924م الموافق 27 رجب 1342 هـ ، أظهر أتاتورك خبث نيته ، وسوء طوبته ، فأعلن إلغاء الخلافة الإسلامية ، وطرد الخليفة ، وفصل الدين عن الدولة - دون مناقشة في الجمعية العمومية‍‍‍‍‍‍؟؟- وصدر قانون يحكم بالإعدام على من يتآمر لعودة الخلافة.
من هو أتاتورك ؟ 
لئن كانت هناك شخصية في التاريخ قد أثرت في الأمة الإسلامية ، فمزقت وحدتها ، وفرقت جماعتها ، وكان لها اليد الطولى في مسخ شخصيتها؛ وتضليل مفاهيمها ، والتمكين لأعدائها منها فتلك الشخصية هي شخصية "مصطفى كمال أتاتورك" ذاك الذي نجح فيما فشلت فيه قوى الكفر منذ فجر الإسلام وعلى مدار أربعة عشر قرناً من الزمن .
أتاتورك الذي قدم لأعداء الإسلام خدمة جليلة لو مكثوا الدهر يحمدوه عليها ما وفوه حق تلك الخدمة .
أتاتورك الذي قضى على الخلافة الإسلامية لبني عثمان ؛ فكانت أكبر طامة رزئت بها أمة الإسلام في تاريخها إلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله .
أتاتورك الذي صار رمزاً للعداء لكل ما هو إسلامي ، ومثلاً أعلى لكل محارب معاند لدين الله ، وإماماً وقدوة لكل علماني كاره لشرعة الإسلام ولكل ما يتصل به ولو من بعيد .

ولد أتاتورك عام 1881م في مدينة سالونيك وهي مدينة عامرة باليهود والأرمن واليونايين والبلغار ، وكلها طوائف كارهة للإسلام ناقمة على دولة بني عثمان فنشأ في هذا الجو المشحون بكراهية الإسلام وبغض الخلافة ، فأشرب قلبه هذه الكراهية... أضف إلى ذلك ما يقال إن والده علي رضا أفندي من طائفة المتهودة - أي أنه مسلم ينحدر من 
أصل يهودي .
لم تكن النشأة هي أعجب ما في حياة هذا الرجل ، وإنما الأعجب أن تلتقطه أيدي الرهبان في دير قريب منهم في سالونيك ؛ فعلموه اللغة الفرنسية - التي أحبها وأعجب بها ، وأمدوه بالكتب الأجنبية التي تغذي ميوله الثورية ، وتوجه تكوينه الفكري ؛ فتأثر بالغرب ومفكريه ، وأعجب بهم ورغب في محاكاتهم ، وامتلأت نفسه احتقاراً للدولة العثمانية الإسلامية ، وترسبت في أعماقه فكرة القضاء على الخلافة .

من جرائم أتاتورك
في عام 1925م قام بإجبار تركيا كلها على هجر الإسلام كلية ، وشرع قانونه لنزع حجاب المرأة المسلمة ، وراقب تنفيذه بنفسه ، وعاقب مخالفيه ، وشنق معارضيه وكان نزع الحجاب يتم بالإرهاب والإهانة في الطرقات ، فكانت الشرطة إذا رأت امرأة متحجبة تقوم بنزع حجابها فوراً وبالقوة .
وكان أتاتورك يجوب تركيا لابساً القبعة الإفرنجية ، وكان يثور إذا رأي رجلاً يلبس الطربوش ، حتى إنه أثار أزمة مع سفير مصر في أنقرة إذا صرخ فيه في إحدى الحفلات: "قل لملكك أني لا أحب هذا اللباس" .
ألغى  التعامل باللغة العربية ، وألغى العيدين ، وجعل عطلة الأسبوع يوم الأحد ، وعطلت الصلوات بمسجد أيا صوفيا ، وأُسكت المؤذنون ، وتحول المسجد إلى متحف وبيت أوثان ، حتى الآيات التي كانت على جدرانه أمر بطمسها.

في سنة 1926م ألغى الزواج الشرعي ، وجعله مدنياً فقط ، وأصدر قانوناً يمنع تعدد الزوجات ، واستبدل التقويم الميلادي بالتقويم الهجري .
والخلاصة أن أتاتورك عمل على إزالة كل أثر للإسلام بتركيا ، واستجلب للناس كل غربي وحسنه إليهم .
ورغم أن أتاتورك قد مات عام 1938م ، إلا أن آثاره ما زالت باقية في تركيا حتى اليوم بما سن لها وشرع ، والله يعامله بما يستحقه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق