السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-11-07

لماذا اهتم الإسلام بالإحسان للجار؟

من فوائد الإحسان إلى الجار
الإحسان إلى الجار في الإسلام
 لم تأت شريعةٌ من الشّرائع السّماويّة بمثل ما أتت به الشّريعة الإسلاميّة حينما عالجت جميع جوانب حياة الإنسان العقديّة والسّلوكيّة والأخلاقيّة، فقد أوصت الشّريعة الإسلاميّة المسلم كثيراً من الوصايا التي تضمن له منهجاً قويماً في الحياة وصراطاً مستقيماً لا اعوجاج فيه، ومن بين تلك الوصايا الوصيّة بالجار، فمن هو جار المسلم؟ وما هي أبرز الوصايا به؟ وما هي فوائد الإحسان إلى الجار؟
اهتمّ الدين الإسلامي في كثيرٍ من القضايا والمسائل المتعلّقة بالحياة الاجتماعية والتعامل بين الناس، ومنها الإحسان إلى الجار وكيفيّة التعامل معه، وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على الاهتمام بالجار ورعايته بغضّ النظر عن دينه أكان مسلماً أو مسيحيّاً أو يهوديّاً أو سوى ذلك، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه)، وقال الله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء:36]
 أسباب اهتمام الإسلام بالإحسان للجار 
هناك الكثير من الأسباب التي أدّت إلى اهتمام الإسلام بهذا الموضوع، كونه ثمرة من ثمرات الإيمان، ومنها: 
إنشاء مجتمع متماسك، وقائم على التعاطف والتراحم. تسهيل مصاعب الحياة، ومشاقها على الناس، والتعزيز من أواصر التعاون والبرّ بينهم وزيادة تكاتفهم. 
تحقيق السعادة ونشرها بين الناس. 
المساهمة في تعزيز القيم الأخلاقية في نفوس الأفراد. 
حماية المجتمع من الفساد، والشر، والفتن. 
المساهمة في نشر الأمان والطمأنينة في المجتمع.
 زيادة الأرزاق، والبركة في الأعمار، وإعمار البيوت. 
غفران الذنوب ومحوها، ونيل رضا الله. 
قضاء المصالح والمنافع. 
تقدّم الأمة وتطوّرها، والتعظيم من شأنها. 
أنواع الجيران 
الجار البعيد المسلم: وله حقوق العقيدة، والجوار. 
الجار الكافر: وله حق الجوار.
 الجار القريب المسلم: وله حق القرابة، والعقيدة، والجوار. 
حقوق الجار 
إكرامه، والتبسّم في وجهه. 
مشاركته بالفرح، ومساندته في الحزن والمصائب.
 زيارته في حالة المرض.
 احترام حرمات بيته، وصيانة عرضه. 
مساعدته وقت الحاجة، والوقوف بجانبه، وتقديم أفضل النصائح والإرشادات له عند حاجته لذلك. 
تقديم الهدايا له. 
عدم إيذائه بالأقوال البذيئة، والألفاظ الفاحشة. 
تجنّب ارتكاب الخطأ بحقه، أو التقصير به. 
ردّ السلام عليه، والإجابة على دعوته. 
مسامحته عند الخطأ، وقبول أعذاره، والتغافل عنها. 
أسباب فساد العلاقة بين الجيران 
إصدار الأصوات المزعجة التي تقلق راحتهم. 
الاختلاف، وحدوث المشاكل بين الأبناء.
 إفشاء أسرارهم، وفضحهم، والحديث عن عيوبهم أمام الآخرين. التباهي بالمال، أو البيوت، أو السيارات، تحديداً إذا كان الجار يعاني من الفقر؛ لأنّ ذلك يزيد من حزنه وشعوره بالنقص. 
الحسد وتمني زوال نعمته، وعدم مشاركته أفراحه. 
التجسّس على خصوصيات حياته.
 الأنانية وحبّ الذات في التعامل معه. 
الزيارات في أوقات غير مناسبة، أو الإكثار من الزيارات. التقصير في النظافة مثل: وضع النفايات على باب بيته، أو عدم تنظيف المداخل المشتركة للبيوت.
الوصيّة بالجار 
أوصى ديننا الحنيف بالجار والإحسان إليه كثيراً، ومن بين تلك الوصايا أنّ جبريل عليه السّلام قد أتى النّبي عليه الصّلاة والسّلام فظلّ يوصيه بالجار مراراً وتكراراً حتّى ظنّ النّبي الكريم أنّه سيورّثه، وإنّ تكرار الوصيّة يدل بلا شكّ على أهميّة الموصى به وعظيم قدره. 
ذكر عند النّبي الكريم أنّ امرأةً كانت تصوم وتقوم الليل ولكن كانت تؤذي جيرانها، فقال النّبي الكريم إنّها في النّار، فإيذاء الجار بلا شكّ هو سببٌ من أسباب غضب الله على العبد ودخوله النّار. عدّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام الإحسان إلى الجار علامةً من علامات الإيمان، ففي الحديث الشّريف: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)، فالإحسان إلى الجار هي من سمات المتّقين الذين يبتغون من هذا العمل الصّالح الأجر من الله تعالى ودخول الجنّة.
 عدّ النّبي الكريم في المقابل عدم الإحسان إلى الجار نوعٌ من أنواع النّفاق والبعد عن الدّين، ففي الحديث الشّريف: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن ثلاثاً، من لا يأمن جاره بوائقه)، والبوائق هي الشّرور والمهالك. فوائد الإحسان إلى الجار لا شكّ بأنّ للإحسان فوائد عظيمة جليلة تنعكس على حياة المتجاورين والمجتمع ككلّ، ونذكر منها: حصول الودّ والألفة والاتفاق بين المتجاورين، فالجار عندما يحسن إلى جاره ويشركه في أفراحه وأتراحه، ويدعوه ويلبّي دعوته، ويهدي إليه ويقبل هديته، ويبادره بالسّلام ويسّلم عليه، تحصل بينهم بسبب ذلك الأخوّة الصّادقة التي تتمثّل فيها جميع معاني المحبّة والائتلاف. 
تحقيق التّكافل الاجتماعيّ بين النّاس، فالجار المحسن إلى جاره تراه يحرص على تفقّد حاله باستمرار، ولا يرضى أن يبيت شبعاناً وجاره جائع، أو أن يراه مهموماً مكروباً ولا يسعى لإزالة همّه أو تفريج كربه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق