السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-01-04

أسس التدريس الفعال:

أسس التدريس الفعال:
أ.د/ميرفت على خفاجة-    استاذ طرق التدريس كلية التربية

    إن العملية التربوية والتعليمية بجميع جوانبها تعتمد بدرجة كبيرة علي فاعليات المواقف التدريسية . فالتدريس الفعال يحتل حجر الزاوية بالنسبة لتحقيق اهداف العملية التربوية إذ علي أساسه يتحقق القصد من عملية التعليم والتعلم وبذلك تكون مخرجات العملية التعليمية والتربوية إيجابية .
    ويعتبر التدريس فعالاً إذا كان هناك تفاعل متبادل بين المعلم والمتعلم بقصد تحقيق اهداف ومطالب تعليمية وتربوية ولا تتوقف مخرجات التدريس الفعال علي حدود التعامل بين المعلم والمتعلم وانما يرتبط بطبيعة المقرر الذي يتم تعليمه من حيث السهولة والصعوبة وعلي نوعية التقنيات التعليمية من حيث توافرها او عدم توافرها .
    كذلك تتوقف فاعلية عملية التدريس علي بيئة التعلم حيث يجب أن تتوفر في بيئة التعلم النظام وتحديد الادوار والهدوء اما اذا افتقر المناخ التدريسي الي الهدوء وارتفع ضجيج الطلاب وصياح المعلمين فان الفوضي ستعم وسوف يفتقر الموقف التدريس للفاعلية المنشودة وبالتالي لن يتحقق التدريس الفعال .
معني التدريس الفعال :
    المقصود بالتدريس الفعال هو قدرة المعلم علي أن يستخدم اساليب تدريسية مناسبه لتحقيق اهداف في مواقف تدريسية بعينها .  فالمعلم الذكي من خلال عملية التدريس يجب أن يكون لديه القدرة علي الانتقال من اسلوب تدريسي الي اسلوب آخر عندما تكون هناك اهداف معينة تتطلب ذلك .  وحتي يستطيع المعلم أن يقوم بعمله ويصل الي التدريس الفعال توجد بعض الاعتبارات التي يجب أن يضعها المعلم نصب عينة لتحقيق الهدف من التعليم وهي :
أولا : مهارة المعلم وبراعته في خلق الاثارة العقلية والفكرية لدي المتعلمين وهذا يتحقق عن طريق :
أ – وضوح الشرح وأسلوب العرض .
ب- التأثير الايجابي علي المتعلمين والذي يأتي من طريقتة و اسلوب تعاملة معهم أثناء العرض
ثانيا : الصلة الايجابية بين المعلم والمتعلمين وأنماط العلاقات الانسانية التي تثير دافعية المتعلمين لبذل أقصي ما في وسعهم إثناء الأداء العملي وذلك يتحقق عن طريق :
أ – أن يهتم المعلم بالمتعلمين بشدة ويعطي لكل فرد منهم اهتماما خاصا أثناء الشرح والعرض.
ب- يعطي فرص للمتعلمين للمناقشة والاستفسار ويجيب علي استفساراتهم .
جـ- يظهر المعلم اهتمامه بضرورة فهم التلاميذ للمهارة المتعلمة ومعرفة جميع مراحل الأداء والخطوات التعليمية في كل مرحلة .
د- تشجيع المتعلمين لكي يبدعوا معتمدين في ذلك علي انفسهم في التعامل مع المهارة بشرط أن يوفر المعلم الفرص لتحقيق الابداع .
دور المعلم لتحقيق فاعلية التدريس:
    إن فاعلية العمليات التعليمية والتربوية نعتمد أساسا علي طبيعة الاتصال بين المعلم والمتعلم كما أن مخرجات العملية التعليمية تتأثر بدرجة كبيرة بطبيعة هذا الاتصال ، لذلك فان علي المدرس أن يكون واعيا للدور الذي يجب أن يقوم به لجعل تدريسه فعالا ويحقق الهدف منه لذا فعليه أن يحدد ما يلي :
1-
أهداف الدرس .
2-
أسلوب أو أساليب التدريس المناسبة لتحقيق هذا الهدف .
3-
الخطوات المتسلسلة والمتدرجة لتعليم المهارة المراد تعليمها
4-
طرق تنظيم المتعلمين أثناء تنفيذ النشاط هل سيتبع التعليم الجمعي أم التعليم الفردي .
5-
تحديد الأساليب المناسبة لتحفيز المتعلم علي العمل .
6-
أسلوب تقديم التغذية الراجعة المناسبة .
7-
كيفية خلق المناخ التعليمي المناسبة لممارسة التفكير والإبداع .
8-
أسلوب قياس مدي ما تحقق من أهداف .
المبادئ الأساسية في التعليم :
    إن المتعلم لكي يكتسب أي مهارة تعليمية يجب أن يكون علي دراية كاملة بقيمتها وأثرها في حياته فمثلا مهارات المنازلات هي مهارات الدفاع عن النفس ويستخدمها الفرد في حياته في كثير من المواقف التي تتطلب ذلك ، لذلك يجب تعريف المتعلم بأهميتها وضرورة اكتسابها لجميع المتعلمين من الجنسين .  وحتي يكتسب المتعلم المهارات ينبغي أن تتاح له الفرص لممارستها العملية والتدريب عليها في مواقف مختلفة . وهناك بعض المبادئ الأساسية للتعليم تتمثل في الآتي :-
أولا : التقديم، وذلك من خلال :
أ – تركيز الانتباه عن طريق وصف مضمون العمل باختصار .
ب- تحديد الهدف  إذ أن ذلك  يجعل تفكير المتعلم منصبا ومتجها نحو تحقيق الهدف المطلوب ولا يبتعد عنه .
جـ- إثارة  دافعية المتعلم : عن طريق إبراز قيمة وأهمية المعرفة وإقناعه بان هذه المعلومات والمعارف سوف تفيده في حياته وفي مواقف كثيرة سوف يستخدم هذه المعلومات .
ثانيا : تحديد المهارة :
 
شرح الموضوع المراد تعليمة وإعطاء الفرصة للمتعلم للتطبيق ويكون الشرح متدرجا ومتسلسلا  بحيث يؤدي المتعلم الخطوة الأولي ويعد انجازها ينتقل إلي الخطوة الثانية ولا ينتقل من خطوة تعليمية إلي التي تليها إلا بعد إتقان الخطوة السابقة وهكذا حتي ينتهي من جميع الخطوات التعلم المطلوب.
    أما بالنسبة للمتعلمين ذوي القدرات العالية فيمكن للمعلم إعطاءهم فرصة للتعلم الذاتى عن طريق وضع المتعلمين في مواقف يمكن حلها عن طريق بعض المهارات السابقة التي تعتبر منطلقا له لاكتساب المهارة بنفسه .


ثالثا : التفسيــر :
والتفسير يهدف الي توضيح الخطوات المتسلسلة التي يقوم بها المتعلم وهذا يعني أن المعلم قد يعطي مثالا ونموذجا يزود به المتعلم بشكل السلوك والأداء المطلوب وعلي المعلم الا يقصر اكساب المهارة للمتعلمين علي تقليد النموذج فقط ولكن يجب عليه أن يحاول أن يجعل المتعلمين يعقدون مقارنة بين المهارات السابق تعلمها والمهارة المكتسبة الجديدة حتي يحدث انتقال لأثر التعلم من المهارات القديمة السابقة الي المهارات الجديدة والربط بين المهارات القديمة والمهارة المكتسبة الجديدة حيث أن ذلك يساهم في استمرار عملية التعلم وكذلك علي سرعة التعلم .
رابعا : الممارسة :
إن الخطوات او المبادئ الثلاثة السابقة ( التقديم – التحديد والتفسير ) هي كلها تساهم في تعليم التلميذ اماالممارسةعليها فيعني أن يكون الفرد قادراً علي اداء المهارة بسرعة ودقة وحتي يصبح التمرين فعالا ويحقق الهدف المطلوب منه فيجب علي المعلم اتباع الآتي :-
1-
أن يبذل المعلم كل ما في قدرته لكي يزود المتعلم بتعزيز وتغذية راجعة اثناء فترة التمرين والأداء .
2-
أن يتأكد المعلم أن التمرين يرتبط بالسلوك المرغوب اكسابه للمتعلم .
3-
أن يبتعد المعلم عن الاشارة الي الاداء الخطأ الذي قد يصدر من بعض المتعلمين ولكن عليه أن يقوم بالتأكيد دائما علي الأداءالصحيحللعمل .

4-
أن يذكر المعلم دائما المتعلمين بالهدف المطلوب تحقيقه واذا وجد أن هناك اخطاء من اغلب المتعلمين عليه أن يوقف الاداء ويعطي تعليمات اكثر دقة وتفصيلاً حتي يتم العمل بالشكل المطلوب ويتحقق الهدف .
5-
إن التشجيع المستمر اثناء الاداء أمراً ضروريا حتي يشعر المتعلم انه يسير بخطي صحيحه تجاه الهدف المطلوب مما يعطي له دافعا علي الاستمرار في التمرين .
ومما سبق تستطيع أن نستخلص انه من المهم جدا عدم تقييد المعلم بخطوات محددة واجبة التنفيذ وانما ينبغي ترك الحرية امام المعلم ليحدد الخطوات التدريسية التي يجب اتباعها وفقا لمقتضيات الموقف التدريس التي لا يستطيع غيره فقط تحديدها وهذا يعني انه هو الذي يقع عليه مسئولية تحديد ما يلي :
1-
ما هي المهارة التي ينوي أن يقوم بتدريسها ؟
2-
ما هي الخطوات المنطقية المتتالية تمثل القواعد والأسس اللازمة لتعلم المتعلم كيفية أداء وممارسة العمل المرغوب طبقا للمستوي السني له ولامكاناته وقدراته ؟
3-
عند تقديم المهارة كيف يثير المعلم انتباه التلاميذ لاكتساب وتحقيق الاهداف المطلوبة ؟
4-
ما هو اسلوب التدريس الذي سوف يستخدمه ؟
5-
كيف يفعل المعلم للربط بين المهارات الجديدة المطلوب تعليمها والمهارات التي سبق تعلمها ؟
6-
وما هي الفترة التي يجب أن يقضيها المتعلم في التمرين علي المهارة حتي يتأكد المعلم من أن المتعلم قد اكتسبها فعلاً ؟
    كل هذه التساؤلات علي كل معلم أن يضعها في اعتباره وان تكون لديه فرصة لتحقيق التفاعل في التدريس بينه وبين المتعلمين تبعا للظروف التعليمية مع تلاميذه والموقف التعليمي المناسب لكل مستوى .
بواسطة مدونة أ ساعد بولعواد

هناك تعليق واحد:

  1. Fatimaezzouhra Elatmani5 يناير 2012 في 6:01 م

    موضوع متميز كالعادة، بارك الله لك أخي في مجهودك الطيب و نفع بك الاسلام و المسلمين

    ردحذف