السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-06-22

الفساد ومآلاته إلى الجريمة وتفشي الظلم

الفساد ومآلاته إلى الجريمة وتفشي الظلم
مشكلة الفساد الإداري والمالي لا تكمن فقط في مساسه لجملة من الحقوق المتعلقة بعدم تساوي الفرص وفقدان العدالة الإجتماعية وهدر المال العام ، بل عندما يتفشى ويستوطن في مجتمع ما فإنه يتحول إلى واقع يضطر الناس للتعامل معه لحين ثورة غضب تكسر فيها حواجز الخوف و تقدم فيها التضحيات.
والكارثة الحقيقية أن الفساد لا يتوقف عند حد فقدان العدالة الإجتماعية بلى ينمو حتى لا يتوقف عند أي حد ، فغياب الضمير لدى الفاسدين يجعلهم حريصين على بقاء الأوضاع التي تحقق لهم المكاسب حتى بدت في نظرهم وكأنها حقوقاً لهم فيلجأون للدفاع عنها بكافة الوسائل التي تتطور إلى مرحلة خلق صراع داخل المجتمع يتفشى فيه الخوف والنفاق ، ليس فقط النفاق الذي يدفع الإنسان ليكون جزء من منظومة الفساد ليحقق ولو فتات من مكاسب مثل الآخرين ، بل لأجل أن يأمن على نفسه.
المجتمعات التي يتفشى فيها الفساد فأعاق التنمية وتسبب في تفشي الفقر ، ثم تفشت معه الجريمة وتجارة المخدرات لتطحن تلك المجتمعات أكثر ، فما بين عصابات صغيرة تدفع الرشاوي لرجال الشرطة إلى عصابات مافيا تتحالف مع مسئولين كبار في الدولة.
وبين هؤلاء فئات مهمشة تقاتل لأجل لقمة العيش داخل بيئات موبوئة بالفساد والجريمة ، وشوارع مليئة بالمشردين وأطفال الشوارع، والدعارة وحتى جنس الأطفال ، فالفساد منتج غياب الضمير والأنظمة يقتل كل قيمة إنسانسية وأخلاقية في المجتمعات.
في مثل تلك المجتمعات فساد تفشى فأصبح واقعاً ثم تمادى أكثر ليطال كل شيء أحياناً حتى القضاء ، فالقاضي الذي لا يصبح ضمن منظومة الفساد قد يصبح عرضة للخطر على حياته وأمن أسرته.
يغيب الضمير الإنساني ، في بيئات فاسدة غيبت فيها الأنظمة وأضعف القضاء فيجد الإنسان الفاسد لنفسه كافة المبررات لإرتكاب أبشع الجرائم من قتل وإغتيالات وإختطاف وسجن إبرياء ، تصبح الحياة أبشع من من شريعة الغاب في صراع لأجل ثراء ونفوذ لا يتحقق ً إلا على أشلاء حياة أو حقوق وكرامة آخرين ، وأحياناً فقط لأجل فتات من حياة أفضل.
مدونة عبد الرحمن الكنهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق