السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-06-22

مصدر الوطنية الحقيقي؟؟

 مصدر الوطنية الحقيقي؟؟
الوطنية بعيداً عن التعريفات ، بالنسبة لكثيرين ممن لديهم وطنية صادقة هي كل ما أرتبط بهذا الوطن إبتداء من إنسان الوطن ، أحلامه تطلعاته حقوقه آلامه ، وكل ما تعلق بأرض الوطن من ترابه وبيئته ومقدراته.
من لديه وطنية صادقة يتعلق شعوره بإنسان الوطن ، فيصبح هذا الإنسان شيء من مكامن سعادته أو ألمه .. قطعة من جسده وضميره.
فمعتقلوا الرأي وكل معتقل بلا تهمة أو محاكمة يشكلون وخزة ألم في ضميره ، هم شيء من وجعه الوطني والإنساني ، بعض من أرقه.
الفقراء ، أحياء في داخله ، مرسومة وجوههم الشاحبة في ذاكرته ، يجلدون ضميره الحي ، يجعلون صوته يختنق في حلقه غصة مؤلمة عندما يواجه في قضاياهم حيلة العاجز المحتار.

الأيتام ، عندما لا يحضون بعناية ، وتخان الأمانة فيهم الذي أوصانا عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، عندما يعنفون فلا يجد أحدهم من يكفكف له دمعة فجرها من عينيه من لا يخاف الله ، فلا تملك سوى مشاعر الألم والغضب ، هذا اليتيم وطن ، دمعته على خد وطن.
ومثل اليتيم بعض ذوي الإحتياجات الخاصة ودور التربية الفكرية والمصحات النفسية ودور رعاية الفتيات وما يحدث فيها من تجاوزات وإنتهاكات لحقوق الإنسان ، كل هؤلاء وطن ، قطعة من قلب ومشاعر كل من لديه وطنية صادقة.
المرضى ، الذين لا يجدون علاج ملائم ، يستجدونه ، يستجدون موعد ، يستجدون سرير ، ثم يكونوا عرضة لأخطاء طبية تفاقم أسقامهم وأوجاعهم أو تؤدي بحياة أحدهم ليخلف من بعده أطفال أيتام.
الطفل في حضن أمه تبحث عن دواء ثمنه يقاسم قوتها وقوت عيالها ، طفلها وطن ، هي وطن ، وألم الإنسان لأجلهم وطنية.
المرأة ، عندما لا يترك لها المجال في كسب رزق أباحه لها الله ، فأصبحت في كل عمل بشرط موافقة عملها لتعاليم الشريعة ، وفق فقه متشدد أحادي الرأي في حالة إنفصال تام عن الواقع جعل أغلب مجالات العمل أمام المرأة محرمة ، وفقرها وذل حاجتها أمر مباح متفق مع تعاليم الشريعة والخصوصية، أنها وطن ، وذلها ذل وطن ، ومن يدافع عن إنسانيتها وحقها في عيش كريم وطني وليس عدو للدين لأن الدين لا يظلم أحداً.
الأموال ، أموال وطن ، تعالج كثير من جوانب القصور ونقص التمنية وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها ، لو أنها أنفقت على وجه صحيح وفي ظل حراسة أنظمة فاعلة تحميها من لصوص الأوطان وثرواته لتغير كثير من حال الناس وتصنع وطن أجمل ، صنع قبل المال إنسان ينعم بعيش حر كريم.
فكم جعل الفساد كثير من خطط وحالات التنمية مجرد أحلام تمر بنا فيتلقفها عصابات ولصوص الأوطان فتوأد على أيديهم أحلام وطن ومواطن.
الطبيعة والبيئة ، يطالها أيادي الجشع والفساد الذي لا يوفر شيء في الأوطان ومقدراتها ومقدرات الشعوب حتى الغابات شوهت والبيئات البحرية لوثت ، ونازعوا بالجشع صيادي الأسماك في مصادر رزقهم بعدما عبثوا بها وأتلفوها.
ثم ليفكر كل واحد منا ما هي آلام الإنسان ، والأرض ، وكل شيء وأي شيء في أرض الوطن ينتهك فيه حق ، أو يتلف ثروة ، أو يحول إلى ملكية خاصة.
أنها آلام وأوجاع كل إنسان لديه وطنيّة صادقة ، نبعت أوّلاً من آلام الناس وأحلامهم وحقوقهم ، هذه هي الوطنيّة.
هذه هي الوطنية التي جعلت كثيرين يتكلّمون وينتقدون ويطالبون بإصلاح،ليس لأنهم يكرهون أحداً،بل لأن قلوبهم مليئة بحب تفيض به.
ليس لأنّهم أجندة خارجيّة، ولا أطماع شخصية ، أنهم الوطنيون الذي أحبوا وطنهم مجردين من الإيدلوجيات والأجندة والحسابات.
الذين يقفون ضدهم، ويطاردونهم بالإتهامات والتشكيك ليمارسوا مزايدات على وطنيتهم لا يخلوا كثير منهم من مستنفعين ومستفيدين من الفساد ، وغلبة تحقيق مصالح ضيقة لأقلية على حساب أكثرية ، أنهم لا يريدون أن يخسروا عندما يتحقق إصلاح أو يواجه فساد.
غاب لديهم الضمير الإنساني ، فأصبحوا خصوم ضمير الإنسان الذي غذى جزء من وطنيته شيء من آلام وأوجاع إنسان وطنه.
لا أقرر أن الواقع في وطني كله مظلم ، ولكن قطعاً يوجد جانب مظلم، وكلما إرتبط الجانب المظلم بالإنسان ، كلما زاد معه الألم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق