ورقة من يومياتي

                ورقة من يومياتي

جميل أن يكون لكل منا فسحة كتابيه يوميه نترك فيها العنان لأقلامنا لتجول عما في خاطرها من آلام موجعة ولحظات سعادة رائعة وهمسات حب مولعة......جميل أن نرتقي بأحاسيسنا ونتعدى حدود المعقول الفكري الإبداعي لدينا فنخرج كل ما بداخلنا من طاقات كتابية .....تعودت كل يوم أن ازور مدوّنتي البسيطة المحملة بهمومي وأفراحي بأجمل الذكريات ......كعادتي مددت يدي إلى قلمي فحملته... بين أصابعي ألاعبه لأن فكرة ما بداخلي تريد أن تتسلل من جوف أعماقي ...وأنا جالسة على مكتبي بين تلاميذي فرشاة حياتي الصغيرة التي أرى فيها دائما عبق حياتي المفقود وملامح طفولتي المنقضي منذ سنين اشعر بها فرت من قسورة عمر لن يعود ...لم أشعر بنفسي إلا وأنا مطوقة بأيادي عصافير صغيرة وهمسات بريئة تشدني من جميع أنحاء جسمي وتجذبني إليها ....تمنيت حينها أن أحتويهم في قلبي وأحضنهم شعرت ببركان حنان متدفق من حنايا أعماقي الدفينة ....خوف اهتمام حب مشاعر مختلفة امتزجت في إحساس واحد مترامي الأطراف ...كانت السماء تنثر حبات ثلج كثيفة متتابعة ....تتابعت معها دقات قلبي التي كانت تخفي في ثنايا اختلاجاتها خوف وارتياع شديد تحرّك معه شعور غريب ......تمنّيت أن لا تلامس حبّة ثلج باردة جسم عصافيري الصغيرة ........التي انجذبت الى ذالك المنظر الفاتن فأراد الكل أن يتمتع بطريقته أحببت دالك ولكنني تهت في أعماق الشعور الذي لازمني ودخلت في بوتقة تساؤلات .....ولكنها لم تدم طويلا لأنني سارعت من اجل أن ألبسهم معاطفهم الشتوية ورحت أتابعهم عن قرب فحصنتهم بحبي وحناني وخوفي لكي لا يتأذى منهم أحد ورجعت إلى مكاني لأكمل فكرتي ......فابتسمت لأن يوما ثلجيا كهذا وشعور غريب هو أحد فصول مذكرتي

بقلم المبدعة : ريحانة الأمل الجزائرية