السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-02-04

فـي بيتـنا بـاب !

فـي بيتـنا بـاب !
كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل
عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير ...
حياة متواضعة في ظروف صعبة..
لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو المطر في فصل الشتاء .
. لكون الغرفة تحيطها أربعة جدران ولها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف
وذات يوم تراكمت الغيوم وامتلأت السماء بالسحب الكثيفة الواعدة بمطر غزير .
ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة فاختبأ الجميع في منازلهم،
أما الأرملة والطفل فكان عليهما مواجهة قدرهما
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في حضنها
ولكن جسد الأم والابن وثيابهما ابتلا بماء السماء المنهمر...
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران
وخبّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر....
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة وقد علت وجهه ابتسامة الرضى
وقال لأمه: ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين ينزل عليهم المطر ؟
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء .. ففي بيتهم باب..
ما أجمل الرضى …. إنه مصدر السعادة وهدوء البال
الرضا من افضل النعم
يقول ابن القيم عن الرضا: هو باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا.

هناك 8 تعليقات:

  1. قصتك رائعة جدا كعادتك جزاك الله خير أستادي الكريم

    ردحذف
  2. بوركت على ما نسجت سليقتك و خطت يمينك و اعتصره فكرك...نحن أصحاب الخرسانة و الابواب المتينة و الاثاث الفاخر و نحسب انفسنا في اسفل درجات الرفاهية ...ملكنا فتهنا فحكمنا فظلمنا انفسنا...البراءة تنطق حقا و الرشد بين ردهات طول الامل ضاع و غاب ....بوركت أخي عبد النور

    ردحذف
  3. اللهم اجعلنا من أصحاب القناعة
    قصة في منتهى الروعة تستفزنا ببطلها الصغير الذي يتحدى فينا انانيتنا وجشعنا الدائم
    أحسد ذلك الطفل حقا ، وتلك الأم ، وحتى ذلك الباب
    ألف تحية لقلمك المتميز ، قصة جميلة تزيد من جشاعتنا للقراءة أكثر
    دام قلمك سيالا ميلالا مبدعا .

    ردحذف
  4. أكرم بنيامين6 فبراير 2012 في 11:32 ص

    اللهم ارفع الغبن عن المسلمين

    ردحذف
  5. اللهم أجعلنا ممن يرضى بالقضاء و القدر شره و خيره آمين و عودة ميمونة اخي عبد النور و تحياتي العائلية الخالصة

    ردحذف
  6. فعلا عودة ميمونة وان شاء الله لا يصيب اعضاء المجموعة الا كل خير

    ردحذف
  7. أبو الحسنين لرقط7 فبراير 2012 في 8:00 م

    لقد حبانا الله بالعقل و النظر....فذاك خير ما لبني البشر....فإن ضاعت الدنيا بين يده...فعقله حتما يبقى و ينتصر....و إن كان البيت بلا باب يستره....فكم من باب أهله بقر....بابي نعمة الله عليها أشكره....اذا صدت الابواب فبابه ينتظر......................بارك الله فيك اخي عبد النور

    ردحذف
  8. ياسمين المتفوقة9 فبراير 2012 في 8:01 م

    اللهم ارزقنا الرضا...وادخلنا من بابه لجنتك يا رب....................قصتك جميلة الى ابعد الحدود تحمل الكثير من المعاني والعبر ..رائع

    ردحذف