السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-11-10

رسالة إلى مطلقة:


رسالة إلى مطلقة:

أختى المطلقة .. ما أقسى ليلك !! .. وما أمره من علقم تمر به حياتك فور حصولك على هذا اللقب البغيض ؟! .. فكل شيء في حياتك يحال إلى النقيض .. صرت متهمة .. خطواتك بحساب .. مع من تتكلمين ؟! .. ولماذا خرجت من بيتك الآن ؟! .. صار كل المجتمع رقيب عليك .. نعم مسكينة والله .. فقدت عمادك فى الحياة بعد خالقك .... صرت كائناً غير مرغوب فيه في المجتمع مع سَبق الإصرار .. الجميع ينظر لك نظرة إتهام لا لشىء إلا لأنك صرت مطلقة .. صدر عليك الحكم بأنك فاشلة فى حياتك

..
الطلاق أقرته الشريعة السمحة لأنه حل لكثير من مشاكلنا .. والمشكلة أختى فى موضوع الطلاق أن مجتمعاتنا العربية لا تنظر إلى الأمر بشكل صحيح مما يوقع المطلقة فى أزمات ومشاكل وينقله من كونه حلاً إلى أزمة ومشكلة .. وتعالى نتكلم فى نقاط متفرقات من الأهمية بمكان قبل أن نتكلم فى كيفية خروجك من الأزمة :

النقطة الأولى :- عزيزتى هناك دراسة تسمى \" نانسي أوكونر \" توضح أن النساء اللائي كن مستعدات للطلاق يحققن توافقا وتقبلا للذات بدرجة تفوق نظائرهن من غير المستعدات للطلاق ، وذلك بعد السنة الأولى للطلاق ، كما أن المرأة التي ما زالت تحب زوجها ، ولم تكن مستعدة للطلاق تحتاج لوقت أطول كي تستعيد توافقها ، وتواجه صعوبات في تحقيق استعادة ذلك التوافق كما أوضحت دراسة تسمى دراسة هاكني أن عملية التوافق النفسي مع الطلاق تمر بثلاث مراحل هي :- مرحلة الصدمة :- حيث يعاني المطلقون من الاضطراب الوجداني، والقلق بدرجة عالية .. وتليها مرحلة التوتر :- ويغلب عليها التوتر والقلق والاكتئاب، وتتضح آثارها في الإحساس بالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء ، والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس ، وعدم الرضا عن الحياة .. وأخيراً تأتي مرحلة إعادة التوافق :- وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني ، ويبدأ المطلقون إعادة النظر في موقفهم من الحياة بصفة عامة والزواج بصفة خاصة ..

النقطة الثانية :- تعانى المطلقة غالباً فى معاملة من حولها .. فتارة ينظر عليها على أنها مجرمة ومنحرفة وينظرن لها على أنها قد أوصمت العائلة بالعار .. عار لا ذنب لها فيه .. فتعيش تحت أقدام من حولها ممنوعة من الحركة أو التنفس هذا بعض الحالات .. وكذلك مما تعانيه المطلقة غالباً أن المحيطين بها يظنون بها السوء .. ويظل الشك يحيطها في كل لفته وسهوه .. والمصيبة الكبرى إذا طرأ عليها أي تغير في شكلها أو تصرفاتها .. فتقع المصيبة وتبدأ الألسن في العمل تجاهها .. وبين متاهات ومتناقضات ما سبق ذكره تواصل المطلقة السير على خيط العادات والتقاليد .. وقد تتمكن بعضهن من العيش بكرامه .. أما البعض الآخر فيبقى أسير نظرات الشك والاتهام ..

النقطة الثالثة :- ورقة الطلاق :- لاشك أن للطلاق ألم شديد .. فورقة الطلاق تُنهي حياة زوجية فشلت في الوصول إلى شاطئ الأمان .. ورقة تبدد طموحات أطفالنا في العيش في هدوء نفسي واجتماعي .. عندما يحدث الطلاق ويُكسر ما لا تستطيعين إصلاحه تشعرين بكثير من الألم والغضب .. وربما الظلم من الطرف الآخر مع فقدان الثقة في ذاتك .. بينما صوت الضمير يؤنبك قائلاً :- كان عليك أن تتحملي أكثر من أجل أطفالك .. هذه المشاعر وهذه الأفكار تشل تفكيرك وتجعلك فى حالة نفسية ما أسوأها. ..

النقطة الرابعة :- من المهم تجاوز أثر الإحساس بالخسارة الذي يلي الطلاق .. فرغم الألم والوحدة اللذين يشعر بهما المطلقون ـ خصوصا المرأة ـ إلا أن الحياة لا تقف عند تجربة فاشلة .. أختى علينا اكتشاف الجمال في نفسك وتحفيز الإيجابيات في شخصيتك ووضع أهداف أخرى تعيشين من أجلها ، مثل :- العمل ، تربية الأبناء ، الدراسة ، وخوض الحياة بروح متفائلة ، فربما قابلت شريكا آخر يكمل معك مشوار الحياة ويعوضك ما فقدتيه في تجربة سابقة تتوارى مع الوقت في ركن بعيد من الذاكرة ..

لماذا لا تنظرين أختى للطلاق على أنه خلاصاً من علاقة لا تمنح سوى الألم والخذلان .. وبداية لحياة أخرى نرسم معالمها من جديد ..ونكتشف في أعماقنا إيجابيات ربما غفلنا عنها في زحمة المشكلات .. ونرى أنفسنا والآخرين بعيون يملؤها الأمل في غد أفضل .. فالطلاق ليس دائما نقمة ، أو كارثة لا مخرج منها .. يمكننا دائما أن نخلق من المشكلات دافعاً قويا للحياة .. وأن نجعل من النهاية بداية لطريق آخر .. إنها ليست النهاية ربما تكون البداية .. بداية حياة جديدة .. صفحة جديدة .. شريك جديد ..
للخروج من أزمتك هذه إليك بعض الأفكار:
-
سلمي بالواقع .. فهذا قدرك الذى قدره الله لك .. لابد أن تتقبليه برضا واعلمى أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك .. وقال أصدق من قال :- ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .. فالرضا سر السعادة الحقيقى ..
أختى نعم بذلتي ما بذلتي لإستمرار العلاقة الزوجية بينكما .. وربما يكون الطلاق هو الحل الأنسب لكما معاً .. فلله الحمد على ما قدر .. ولنضع نصب أعيننا حياة جديدة ..
اقتربي من صديقاتك الصالحات .... واقضى معهن وقتاً طيباً تنسيين به ألمك وحزنك ..
احرصى على الصلوات وقراءة القرآن الكريم والذكر والإستغفار وأكثرى من الطاعات قدر ما تستطعيين ففيها السلوى والفرح والسعادة .. نعم سعادة القرب من الرحمن ..
اشغلي نفسك بأعمال البر والإحسان بمساعدة محتاج .. بكفالة يتيم .. بتعليم أمي القراءة والكتابة .. قال رسول الله :- ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) رواه ابن ماجه .. وقال أندرو ماثيوز :- ( أفضل طريقة تشعر خلالها برضاء عن النفس ، القيام بشيء من أجل الآخرين) )

.
ابحثي عن الصفات الجيدة فيك فإن ذلك سيشعرك بالثقة في ذاتك والتقدير لها .
.
اجلسى مع نفسك وحاولى أن تخرجى بإيجابيات حصلت لك فى طلاقك ..
.
الطلاق ليس نهائة المطاف سيدتى ..فلتكن البدايه الجديدة لحياة جديدة ..
.
لا تجلسى منفردة قدر طاقتك .. فالوحدة تجلب لك التفكير في ألمك وحزنك ..
-
حاولى إدخال أطراف أخرى لتستطيعين رؤية أولادك كل مدة معينة حسب ظروفكم ..
-
اجتهدى فى عمل برنامج يومى لك يكون ممتلأ بكل ما هو مفيد لك .. من قراءة وزيارة الأصدقاء صلة رحم بحيث تشغلين فراغك .

وأخيراً نرجوا الله لك الستر والعفاف
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق