السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-11-20

أغلاط شائعة في الأسلوب اللغوي


أغلاط شائعة في الأسلوب اللغوي
اللّغة العربيّة في تطوّر مستمرّ عبر العصور،ونحن نعلم بأنّ كثيراً من ألفاظها الجاهلية أصبحت مهجورة لانعدام الحاجة إليها،كما أنّ اللّغويين انصرفوا إلى اشتقاق ألفاظ جديدة ملائمة لحاجة التّطوّر الذي يشهده هذا العصر،فقد عمد الكثيرون إلى ترجمة العلوم والمعارف عن اللّغات الأجنبيّة،ومن هنا عرفت اللّغة العربيّة كثيراً من المصطلحات الجديدة،والتّراكيب غير المألوفة،والألفاظ ذات المدلولات المغايرة لما وُضعت له،ويعود ذلك إلى أسباب عديدة أهمّها:
1-عدم تمكّن من يتصدّى لترجمة النّص الأجنبيّ من ملكة اللّغة العربيّة،والأخذ بناصيتها،والإلمام بقواعدها النّحويّة،وجهله بالفصيح من ألفاظها،وعدم تقصّي اللّفظ الأجنبيّ ومدلوله،بل نقل هذا اللّفظ كما هو إلى لغتنا العربيّة لجهله بمرادفه في العربيّة،خاصّة فيما يخصّ المصطلحات العلميّة.
2-كثرة العنصر الأعجميّ في بعض المجتمعات الموجودة في أطراف الوطن العربيّ كما هو الحال في الدول القريبة من أوربا أو جنوبي شرق آسيا،حيث نلمس بوضوح أثر اللغات الأوربية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية،وبعض لغات جنوبي شرق آسيا في مفردات اللغة العربية المتداولة في هذه المجتمعات،ومن هنا فقد نشأت لغة تحوي مفردات عربية ممزوجة بمفردات من اللغات الدخيلة.

جوانب من الأغلاط الشّائعة

1-في الأساليب والتّراكيب:كثيراً ما يعمد المترجمون إلى نقل الأسلوب الأجنبي كما هو دون التّأكّد من موافقته للعربية وأساليبها وطرائق تعبيرها.
يقال مثلاً:(لعب هذا البلد دوراً هامّاً في السياسة الدولية)،وهو أسلوب منقول حرفياً عن اللّغات الأوربيّة التي تستعمل مجازاً المصطلحات المسرحية غير المعروفة في اللّغة العربيّة،حيث لم يكن المسرح معروفاً في عصور العربية القديمة، وصحته( يؤثّر هذا البلد في السّياسة العالمية).
ويقال:(لم أفعل ذلك إطلاقاً)،وصحّته:(لم أفعل ذلك أبداً) فالإطلاق ضدّ القيد.
ويقال:(قابلته وجهاً لوجه)،وصحّته:( قابلته) وتعني لقيته بوجهه،وعبارة وجهاً لوجه حشو زائد.ومثلها قولهم:(ليل أسود) أو(ثلج أبيض)،فالليل لا يمكن أن يكون غير ذلك،وكذلك الثّلج.ومثلها قولهم:(عضّه بأسنانه)،فالعضّ لا يكون بغير الأسنان.
ويقال:(فلانٌ عاطل عن العمل)،وصحته:( عاطل من العمل)أي:خال منه وليس له عمل.
ويقال:( استقلّ فلان السّيارة)،وصحتها(استقلّت السيارة فلاناً)أي رفعته وحملته.
ويقال:(غطّى المراسل الحدث)،وصحته:( ذكر المراسل الحدث) لأن غطى تعني أخفى.
ويقال:(تفوّق المتسابق على زملائه)،وصحته:(فاق المتسابق زملاءه)أي غلبهم،بينما تعني تفوق ترفّع عليهم.
ويقال:( قدّم له الكتاب)،وصحته:( أعطاه الكتاب)لأن قدّم فيها معنى السّبق والتعجيل.
ويقال:(حضر مدرسو وطلاب المدرسة)وصحته(حضر مدرسو المدرسة وطلابها)لأنه لا يجوز في اللغة العربية الفصل بين المتضايفين،بينما هو شائع في اللغات الأجنبية.
2-مخالفة قواعد اللغة العربية:كتأخير الاسم المؤكَّد مثل قولهم:(حدث نفس الشيء)،أو تدوين الطلاب أسماء الغائبين في أوراق الغياب بعد الحصّة الأولى بعبارة (نفس الغائبين)،وصحته(حدث الشيءُ نفسُه،أو:الغائبون أنفسهم).
-ومن مخالفتهم قواعد اللغة العربية تعريف كلمة(بعض)،كقولهم:( جمعت الطلاب إلى بعضهم البعض)أو(جاء البعض منهم) وصحته(جمعت الطلاب بعضهم إلى بعض، وجاء بعضهم).
-ومن مخالفتهم قواعد اللغة التّعدية بحرف الجرّ،كقولهم:(فعلته بالرّغم منه)وصحته:( فعلته على الرغم منه،أو على رغمه) فحرف الجر الباء يفيد الالتصاق بالشيء أو الإمساك به،وهو غير مناسب لهذه العبارة.
3- الخطأ في ضبط بعض المفردات:كقولهم:
أفريقية،وصحتها:إفريقيَّة.
وبَطّيخ،وصحتها:بِطّيخ.
وسمسم،وصحتها:سِمسِم
والحُنجُرة،وصحتها:الحَنجَرة.
وسوّاح،وصحتها:سُيّاح.
وبنادق،وصحتها بندقيّات.لأن مفردها بندقية اسم ينتهي بتاء زائدة للتأنيث فيجمع جمع مؤنث سالماً.
وظهر البيدر(منطقة في لبنان)وصحته:ضهر البيدر أي أعلاه.
وسروال،وصحّته سراويلات،لأنّ سروال هو مدخل رجل واحدة فقط منه.
4-ألفاظ أجنبية تستعمل بلفظها:كقولهم:
الشنطة،وصحتها الحقيبة
 وقولهم: القشطة،وصحتها القِشْدة.
وقولهم:الراديو،وصحته:المذياع.
 وقولهم:التلفزيون،وصحته الرائي.
وقولهم:التليفون،وصحته:الهاتف.
 وقولهم:كمبيوتر،وصحته:الحاسوب.وغير ذلك كثير...
بقلم عبد النور خبابة

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيرا .....جهدا مباركا....

    ردحذف